رواية جديدة لعبة قلب لعلا السعدني - الفصل 22 - 1 - الخميس 23/1/2025
قراءة رواية لعبة قلب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية لعبة قلب
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة علا السعدني
الفصل الثاني والعشرون
1
تم النشر الخميس
23/1/2025
طرقت (أسما) باب مكتب (حمزة) بعد أن انتهت من عملها لكى تتحدث معه قليلا فوجدت (حمزة) يلملم أغراضه لكى يخرج من المكتب فسألته
- انت ماشى ولا ايه ؟!
لم ينظر لها وتحدث ببرود
- أيوة .. عشان الحق (ليلى) قبل ما تخلص شغلها
سألته باهتمام
- خير فى حاجة ؟!
- (عمرو) بيضايقها وبيتعرض ليها فى الشغل
نظرت له بعدم تصديق أن (عمرو) يفعل ذلك وقالت
- لا لازم توصلها فعلا .. بس كنت محتاجة اتكلم معاك
بعد أن سمع طلب (أسما) توقف لبرهة وألقى نظرة سريعة نحوها ثم قال
- طب تعالى نوصل (ليلى) للبيت وانا كده كده مش راجع الشغل تانى معنديش طاقة وتعبان ونتكلم فى اللى انتى عاوزه فى البيت
هزت رأسها إيجابا خلفه ثم خرجوا من مقر الشركة واستقلت السيارة معه وفى غضون ربع ساعة كانا قد وصلا عند (ليلى) صعد بالأعلى كى يطمئن عليها تاركا (أسما) بالسيارة بمفردها ومن ثم نزل هو و (ليلى) معا عندما وجدت (ليلى) (أسما) قامت بالترحيب بها على غير العادة فابتسمت لها (أسما) بود حتى أنها عرضت عليها أن تترجل من السيارة لتستقل السيارة بجوار زوجها لكن (ليلى) رفضت وقالت
- مفيش داعى ركبت قدام (حمزة) جوزى ركبت ورا (حمزة) جوزى برده
ابتسمت (أسما) وقالت لها
- ده ايه العقل ده كله مكنتش متعودة منك ولا متوقعة منك كده
ابتسمت (ليلى) ابتسامة بسيطة ثم قالت
- عشان بثق فى (حمزة) وبثق فيكى كمان
بدء (حمزة) فى قيادة السيارة وكان شاردا بعض الشئ لا يبدو منتبها لحديثهم فقالت (أسما)
- سامع العقل بتاع مراتك مش متعودة منها على كده
انتبه (حمزة) لحديثهم ثم ابتسم ابتسامة خافتة وقال
- (ليلى) عارفة أنا بحبها قد ايه وعارفة أنه لا يمكن افكر فى حد غيرها غير بأخوة
نظرت لهم (أسما) فى هيام وهى تنظر تارة إلى (ليلى) وتارة إلى (حمزة) ثم قالت
- ياما نفسى فى علاقة متفاهمة زيكوا كده
ابتسم كلا من (حمزة) و (ليلى) وفى غضون ثلث ساعة كان قد وصلا إلى المنزل أخبرتهم (ليلى) أنها ستصعد إلى غرفتها لأنها ترغب بالنوم وتشعر بالتعب فصعدت للأعلى بينما جلس (حمزة) مع (أسما) فى الحديقة وهو يسألها
- مالك يا ستى بقى ؟!
اخذت (أسما) نفس عميق ثم قالت
- مبيحسش يا (حمزة) .. مش شايف غيرها وانا تعبت الأول لما كان مش واخد باله منى ومن اى بنت كنت مرضية كنت بقول هيجى يوم ويحس بيا لكن بعد ما حب واحدة واتأذيت نفسيا مش قادرة اعيش التجربة دى تانى يا يحبنى يا اقتله واخلص بقى
ضحك (حمزة) بخفة ثم قال
- اصبرى عليه يا بنتى .. لسه خارج من علاقة توكسيك الواد عاوزه يحب تانى بالسرعة دى
ابتسمت (أسما) قليلا ثم إجابته
- دى علاقتى بيه هى اللى معقدة للغاية .. بيقولى اعتبرينى زى (حمزة) طب ارد عليه أقوله ايه اخوك ده اكبر ريد فلاج فى حياتى
ضحك (حمزة) كثيرا ثم قال
- محتاج زقة بس .. اتقلى تاخدى حاجة نضيفة
شردت بعيدا ثم قالت
- خايفة يجى يقول فى يوم سامحت (حور) ساعتها هدفنهولك حى
- لاحظى أنه اخويا
قالها محذرا إياها فى تلك الأثناء كان (حاتم) عائد من العمل فوجد كلا من (حمزة) و (أسما) يضحكون سويا فاقترب منهم وهو ينظر ل (أسما) ويقول
- خلاص من لاقى أحبابه نسى أصحابه
هزت رأسها بآسى ثم قالت دون إن تشعر
- تقصد من لاقى أصحابه نسى أحبابه
اتسعت عينان (حاتم) وهو يقول
- إيه ؟!
- إيه !!!
قالتها (أسما) وهى تضع يدها على فمها شاعرة بالخجل من نفسها واغمضت عينيها وهى تشعر بالخجل من نفسها ليقول (حمزة)
- ايه !!.. مش حوار هو
ابتلع (حاتم) ريقه ونظر ل (أسما) وجدها تشعر بالخجل من نفسها فأندهش على تصرفها ذاك فنهض (حمزة) عن مكانه ليقول
- أنا طالع اشوف مراتى احسن
فسار نحو الداخل بينما جلس (حاتم) بجوار (أسما) التى كانت تتمنى أن تنشق الأرض وتبتلعها فقال (حاتم) ليغير مجرى الحديث
- كلمتها النهاردة وقابلتها كمان عشان قضية (كريم)
- طيب كويس .. حاسس بإيه ؟! لسه قلبك واجعك
نظر بعيدا للفراغ الذى أمامه ثم قال
- هو قلبى واجعنى بس مش للدرجة .. مش زى الأول انبسطت اوووى وانا شايف لهفتها عليا فى الكلام معايا وانا بكلمها فى الشغل وبس كانت منتظرة منى افتح معاها موضوعنا بس أنا مكنتش عاوز فعلا غير انى اشتغل وبس وأثبت براءة (كريم)
شعرت (أسما) بشعور مختلط من الغيرة والسعادة ثم قررت أن تسأله كى تشبع فضولها
- عمرك ما تفكر تسامحها يا (حاتم) ؟!
صمت (حاتم) للحظات وهو لا يصدق سؤالها ذاك ولكنه فكر مليا قبل أن يجيب
- معتقدش .. هى خاينة طبعها الخيانة خانتني فى شغلى وفى مشاعرى وخانت حب (كريم) كمان لما شوفته حسيت هو اد ايه موجوع زيى ويمكن اكتر منى كمان بحكم اللى كان بينهم .. مش هكدب عليكى فى مشاعر فى قلبى ناحيتها بس مش قوية زى الأول
شعرت (أسما) بسعادة بالغة رغم غيرتها لأنه لم ينساها نسيان تام ولكن سرعان ما ظهرت على شفتيها ابتسامة رائعة ضاع هو فى بسمتها تلك ثم قال
- وانتى بقى خلاص كده نسيتنى بمجرد رجوع (حمزة) مكنتش متخيل انك ناكرة للجميل يا اوزعة انتى ده انا قضيت اسبوع معاكى بهون عليكى فراق (حمزة) ده جزاتى
نظرت فى عينيه البنية وسألته بفضول
- وهو انت ناوى تبعد تانى خلاص كده مهمتك خلصت ؟!
اضيقت عينيه وهو يشعر بنبرة من الحزن فى حديثها فأحتار فى أمرها قليلا ثم قال
- متقلقيش احنا بقينا صحاب خلاص كده ولا ايه ؟!
اغمضت عينيها بآسى ثم نهضت وهى تتأفف فهو لن يشعر بها ابدا ثم قالت
- انا ماشية.. غايرة فى داهية عشان خلاص اعصابى تعبت فاااهم تعبت
ثم تركته وهمت لترحل فنادى عليها ولكنها لم تجيبه واسرعت فى خطواتها للخارج وهى غاضبة فحك هو ذقنه وهو ينظر إليها ويسئل نفسه قائلا
- مالها المجنونة دى !!
❈-❈-❈
جلس (حمزة) في غرفة المكتب بجوار والده بعد ان طلب والده رؤيته وهو يشعر بالغرابة تجاه الدعوة التي تلقاها فجأة من والده (شريف) حمل (شريف) كوب الشاي وأخذ رشفة منه ثم نظر إلى (حمزة) بنظرة حازمة قائلًا
- بص يا (حمزة) (ليلى) لازم تعمل توكيل لكل أملاكها باسمك... عشان نبقى إحنا المتحكمين عايز يبقى فى ايدينا كل حاجة
لمعت عينا (حمزة) من الغضب والتعجب لم يستعب أن والده يطلب منه مثل هذا الطلب تذكر (ليلى) ذو القلب الصافي التى تثق فيه وتحبه كيف يمكن أن يخدعها ويخذلها ليقول لوالدته بغضب
- أنت بتقول إيه يا بابا؟ (ليلى) مش محتاجة حد يتحكم في أملاكها... هي صاحبة القرار وأنا عمرى ما هخليها تفرّط في حقها بالشكل ده وانا مش طمعان فيها ولا فى اللى معاها
ضحك (شريف) ضحكة خفيفة لكن نظراته كانت تحمل شيئًا من التحدي وضع كوب الشاي جانبًا وقال بصوت أخف لكنه لم يخلُ من النبرة القوية
- دي مجرد خطوة يا ابني خطوة لحماية مصالحنا .. لازم نفكر في المستقبل أنت جوزها وابن عمها مين أولى منك يتحكم في أملاكها؟
تجمّدت الكلمات في حلق (حمزة) وشعر بثقل الطلب يضغط عليه لم يكن الموضوع بالنسبة له مسألة تحكّم أو امتلاك بل كان يعرف قيمة الثقة بينه وبين (ليلى) ولم يكن على استعداد ليخون هذه الثقة مهما كانت الأسباب ..
- آسف يا بابا... أنا مش هقدر أعمل كده .. (ليلى) هتفضل صاحبة القرار في حياتها ومش هقبل أكون سبب في إنها تفقد حريتها أو يتحكم فيها حد... حتى لو كان حد من عيلتي واللى انت طالبه منى تنساه مش هخون ثقتها مهما حصل
أشاح (شريف) بنظره بعيدًا وقد بدت عليه علامات الاستياء لكن وقف (حمزة) وعيناه تعكسان إصرارًا كبيرًا ثم تركه وخرج خارج الغرفة فقام (شريف) بضرب قبضة يده فى المكتب بقوة ثم قال بصوت خافت
- انت اللى اختارت يا (حمزة) .. ماهو فلوسها دى لازم تبقى فى جيبى متلومش غير نفسك على اللى هيحصل ..