-->

رواية جديدة لعبة قلب لعلا السعدني - الفصل 24 - 1 - الأربعاء 29/1/2025

  

  قراءة رواية لعبة قلب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر

رواية لعبة قلب 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة علا السعدني


الفصل الرابع والعشرون

1

تم النشر الأربعاء

29/1/2025




تركوا (ليلى) وهى تشعر بصداع حاد للغاية فى رأسها شعر (عمرو) بالشفقة عليها وهو يرحل تاركا إياها بتلك الحالة لكن ليس أمامه أى شئ يفعله لها عليه الأنتظار فهو يريد أن يجعلها ضعيفة مكسورة حتى يكون هو ملجأها الوحيد كى يخلصها ويخلص نفسه من (حمزة) الذى ربطت حياته به ..

انصرف وهو يشعر بأن قلبه يتمزق على حالها ولكن عليه الصبر كى تكون فى قبضة يده مجددا ..

اقتربت الخادمة من (ليلى) وهى ترى حالتها الغريبة تلك فليست بعادة أن تكون تبتسم كذلك وجدت عيناها زائغتان،

 وكأنها تبحث عن شيء غير موجود حيث كانت تشعر  بالضياع يتسلل إليها بدأت الألوان من حولها تتداخل والجدران تبدو كأنها تتحرك ببطء ..

سمعت أصواتًا غامضة تهمس في أذنيها لكنها لم تستطع تمييز الكلمات كانت تشعر بضغط غريب في صدرها وكأن شيئًا ما يراقبها شعرت بقلق يتصاعد وأفكار كثيرة تتدفق بسرعة ولا تستطيع السيطرة عليها كل ما حولها أصبح غامضًا وكأنها عالقة بين الواقع والخيال حتى قالت الخادمة لها

- ست (ليلى) هانم .. ست (ليلى) هانم

كانت (ليلى) تشعر وكأنها تستمع إلى أحدهم ولكنها تبحث عنه فى أرجاء الغرفة وهى لا تنتبه للخادمة الواقفة أمامها شعرت الخادمة بالشفقة عليها ثم أمسكتها من يدها وهى تقول

- اتسندى عليا يا حبيبتى .. عشان تطلعى تنامى

أمسكت (ليلى) رأسها واستندت عليها وصعدت معها إلى غرفتها بالأعلى صعدوا معا إلى الدور العلوى ثم قامت الخادمة بأدخلها الغرفة ووضعتها على الفراش ثم اخذت الهاتف الخاص بها وقامت بالأتصال ب (حمزة) فى غضون ثوان كان قد أجاب (حمزة) قائلا

- ألو

- أيوة يا (حمزة) بيه أنا (نجلاء) بشتغل عند ست (ليلى) فى البيت

شعر (حمزة) بالقلق على (ليلى) وقال بلهفة وخوف واضحيين

- فى حاجة حصلت ل (ليلى) .. (ليلى) كويسة ؟!

شعرت الخادمة بقلقه ثم ألقت نظرة على (ليلى) وهى تشعر بالقلق عليها وهى تقول

- مش عارفة يا سعاده البيه .. تعالى وشوف بنفسك حاسة أنها تايهة كده ومش مركزة ومش شايفانى ولا سامعنى

شعر (حمزة) بمزيج من الحيرة والقلق المتزايد وظهر على وجهه تعبير مختلط من الخوف وهو يقول

- هى فين دلوقتى ؟!

- أنا طلعتها اوضتها اصل ابوك والاستاذ (عمرو) كانوا هنا معاها ومشيوا .. ومن ساعة ما مشيوا وهى فى حالة مش طبيعية 

صدم (حمزة) مما سمع وهو يردد بصوت خافت لم يصل لمسامع (نجلاء)

- ابويا و (عمرو) !!

ثم أردف بصوت مرتفع

- أنا جاى حالا

ارتدى (حمزة) ملابسه مسرعا واستقل سيارته ثم اتجه نحو منزل (ليلى) وطوال الطريق يشعر بالقلق والخوف عليها ولا يعرف ما أصابها وكيف ستسقبله وهى لا تطيق وجهه حتى ترجل من السيارة واغمض عينيه وازدرد ريقه بصعوبة ثم قرر الدلوف للداخل لكى يطمئن عليها وليحدث ما يحدث ..

دخل (حمزة) الغرفة ليجد (ليلى) جالسة على السرير عينيها زائغتين وكأنها ليست بوعيها ولا تعى ما يحدث حولها  كان قلبه ينبض بسرعة قلقًا على حالتها سمع صوتها الضعيف يتردد في أرجاء الغرفة كما لو كانت تخاطب نفسها

-  أنت فين يا (حمزة) ؟ ليه سبتيني؟

قالت جملتها تلك بينما يدها تتلاعب بخصلات شعرها تحاول إعادة ترتيب أفكارها المشوشة

تقدم نحوها بخطوات سريعة محاولًا احتواء قلقه

- (ليلى)، أنا هنا حصل إيه؟ مالك

استدارت إليه فجأة وعينيها تتسعان كأنها لا تصدق وجوده وقالت وهى مبتسمة

- (حمزة)؟ انت موجود بجد ؟ ولا أنا بحلم؟

 كان صوتها يتأرجح بين اليقظة والهلوسة

- أنا هنا يا (ليلى) ..  مالك؟ .. (عمرو) وبابا كانوا بيعملوا ايه ؟

ردّ عليها لكنه شعر بالقلق يتسلل إلى قلبه عندما رأى تعبيرات وجهها

- أنا مش عارفة مش فاكرة

قالتها وهي تضحك ضحكة خفيفة لكن عينيها كانتا مليئتين بالدموع

اندهش (حمزة) من حالتها وشعر بقلق أكبر

- إنتِ مش طبيعيّة! في حاجة حصلت اكيد 

تحدثت (ليلى) عن أشياء غير منطقية ذكريات بعيدة وأشخاص لم يرهم منذ زمن وعن والداها ووالدتها ثم نظرت فى عينيه فجاءة وقالت

- بس انت مكنش المفروض تعمل كده .. أنا زعلانة منك زعلانة حابة اد كده

قالتها وهى تطبق أصابعها السبابة فوق الأبهام ثم تابعت

- بس مش قادرة ابعد عنك يا (حمزة) انت عامل زى المرض أنا مريضة بيك وبحبك 

شعر بإنها ليست بطبيعتها وليس من المنطقى أن تقول له ذلك بعد أن طلبت منه الطلاق فأقترب منها وجلس بجانبها على الفراش وهو يقول

- عاوزك تهدى أنا جنبك ومش هسيبك 

- حاسة انى فى دنيا تانية

 أجابته وهى تنظر حولها  معبرةً عن عدم الأمان الذي تشعر به

- انتى بتقلقينى عليكى كده

 همس وهو يمسك بيدها بحذر يحاول أن يعطيها شيئًا من الأمان لكنها كانت تتنقل بين مشاعر مختلفة ضحكة قصيرة ثم صمت ومن الواضح ان حالتها مزرية للغاية

- (حمزة) أنا خايفة .. خايفة تكون مش بتحبنى

- أنا مش بحبك يا (ليلى) !! 

أجابها وهو ينظر في عينيها بقلق من حالتها الغريبة تلك

- أنت مش خايف عليّ؟

سألته عابسة وجهها كطفلة

- طبعًا خايف عايزك تبقي كويسة حرام عليكي كده

 قال وهو يحاول أن يبتسم ليشجعها لكن قلبه كان يعتصره الألم على حالها ذلك فسألها

- قولي لي انتى شربتى ايه ولا كلتى ايه ؟!

- أنا مش عارفة .. أنا مش باكل اصلا من ساعة ما سبتنى 

 ردت عليهوهي تنظر إلى الجدران وكأنها ترى شيئًا بعيدًا .. شعر بمزيج من القلق والتوتر ثم قال بهدوء

- ممكن تنامى ولما تصحى نتكلم

ابتسمت ثم تأبطت ذراعه وهى تقول

- بس هنام على كتفك

ابتسم وكأنه يدلل طفلته وهو يقول

- ده شرف ليا يا فندم

نامت على كتفه كما لو أنها وجدت أخيرًا ملاذها الآمن كانت أنفاسها تتباطأ شيئًا فشيئًا وكأنها تهرب من عالم وهمى كريه إلى لحظة سلام نادرة تأمل ملامحها الهادئة، وتسارعت داخله التساؤلات ما الذى اوصلها لتلك الحالة ؟! ..

❈-❈-❈

جلست (چايدا) في غرفتها وهي تتقلب على سريرها عيناها تتنقلان عبر هاتفها أخذت نفسًا عميقًا ثم قررت فتح الحساب الرسمى لـ (مروان) على تطبيق الفيس بوك فهى لديها الرقم السرى الخاص به وقامت بفتح الرسائل الخاصة على التطبيق  فلم تكن مجرد رسائل عادية كانت هناك الكثير من الرسائل من الفتيات وكل واحدة كانت تمطره بكلمات الإعجاب والتشجيع لكن ما زاد من غيظها هو ما كتبته إحداهن

(بجد أنت أحلى لاعب ولما ابص لصورتك مش بقدر أصدق أن في حد زيك!)

وضعت الهاتف بجانبها وتحسست مشاعرها المتخبطة كيف شعرت بكل تلك الغيرة بسبب تلك الفتاة التى تراسله بميوعة قررت الأتصال به وصب غضبها عليه عندما أجاب (مروان) على الهاتف كان تحدث بنبرة هائمة محبة

- الو (چايدا) ! إزايك؟ كنت لسه بفكر فيكى

شعرت بالغضب يسيطر عليها لكنها حاولت أن تبقى هادئة

- أنا كويسة، كويسة جداا لدرجة أن مخى هينفجر

ترددت لحظة لكن الغيرة نهشت قلبها ثم اردفت قائلة

- إيه حكاية الرسائل دي؟ مش معقول كل شوية في بنت تكتب لك كلام حب كده والمفروض ابقى باردة

 رد (مروان) بضحكة خفيفة وهو يشعر بغيرتها تلك 

- يا بنت دول معجبات وكده مفيش حاجة بينى وبينهم اصلا 

تجمدت في مكانها ثم اردفت بنبرة منزعجة

- آه معجبات! لعلمك أنا كمان ليا معجبين بس مش بعمل زيك

عض (مروان) شفتاه بغضب شديد وهم ليتحدث معاها بوقاحة لكنه ابتلع سخافة لسانه وما كان سينطق به وقال بغضب حاول كتمانه

- معجبين ايه دول ؟! فوقى يا (چايدا) .. فوقى لنفسك واعرفى أن معاكى راجل

- اشمعنا انت

- أنا شخصية عامة انتى بتقارنى ايه بأيه ؟! .. لكن معجبينك دول تبليهم وتشربى مايتهم قال معجبين قال ده ادفنك يا (چايدا) لو حد بصلك

 كان (مروان) يشعر بغضب شديد مما تفوهت به تلك الحمقاء لم يكن يتوقع أن تثير مسألة المعجبات هذا الغضب وأنها ستستفزه لتلك الدرجة فقالت (چايدا)

- بدخل عندك بلاقى رسايل وكلام أنا اتكسف أقوله ليك

ابتسم عليها وعلى غيرتها وهدئ قليلا ثم قال

- طب أنا مالى يا بنت دلوقتى.. أنا ذنبى ايه ؟! .. وبعدين شكلى هغير الباص وورد اللى عامل مشاكل بينا ده عشان متشوفيش الرسائل اللى بتعصبك دى

اتسعت عينان (چايدا) بعدم تصديق ثم قالت

- تغير ايه ؟! .. طب ابقى غيره يا (مروان) عشان اغير على رقبتك اللى هتكسر إن شاء الله على ايدى

ابتسم عليها وعلى غيرتها ثم قال بهدوء

- (چايدا) إنتي عارفة دول مجرد معجبين لكن أنا بحبك إنتي بس مفيش غيرك فى قلبى .. مفيش مقارنة اصلا

جاء صوتها المتوتر

- لم نفسك يا (مروان) وبطل تنزل صور حلوة ليك لم نفسك ها

ضحك بخفة ثم قال

- هتنقبينى ولا ايه ؟!

عضت شفتيها بغيظ شديد ثم قالت بعنجهية

- لا مش هنقبك يا حبيبى.. هروح ارد على اللى انت مانعنى اتكلم معاه اطمنه عليا أصله قلقان اوى

اضيقت عينان (مروان) بعدم فهم ثم قام بسؤالها

- تقصدى مين ؟!

اخذت نفس عميق ثم قالت بهيام مصطنع

- (مكرم) .. اصل بقالى يومين مروحتش الجامعة وهو اتصل بيا اكتر من مرة وبعتلى على الواتس فقلت ارد عليه

بعدما قالت اسم (مكرم) شعر (مروان) وكأن نارًا اشتعلت في صدره انعقد حاجباه تلقائيًا واختفى الهدوء من نبرته وبدا عليه الضيق الواضح كأنه يحاول أن يكتم بركانًا يغلي بداخله كلن يحاول أن يستعب كلماتها فقال بصوت متهدج وممزوج بالغيرة

- ردت المايا فى زورك يا بعيدة

ابتسمت قليلا وشعرت بالرضا لأنها أشعلت قلبه بالغيرة كما يشتعل قلبها ثم قالت

- لا مانا ليا معجبين مش (مكرم) بس .. بس أنا مش بحكيلك

ضم (مروان) قبضة يده وقال بغضب

- لا احب اعرف .. احب اعرف معجبينك اللى مش شايفين انك مخطوبة اصلا أنا جايلك الجامعة اشوفهم كلهم واوريهم نفسى مادام مش شايفنى

ابتسمت قليلا ثم قالت بزهو مصطنع

- احسن عشان متعاندنيش تانى .. وهنزل صور على الأنستا دلوقتى و ..

بتر حديثها وهو يقول

- نزلى صورك نزلى .. لو فعلا اد كلمتك وتقدرى تعمليها يا (چايدا) نزلى الصور... وانتى هتشوفى منى وش عمرك ما شفتيه

ازدردت ريقها بصعوبة وعلمت أنها قد تخطت حدودها فقالت بنبرة هادئة

- بس ميصحش البنات يكتبولك كده

اضيقت عيناه وهو يراها تغير مجرى الحديث فقال 

- بتعصبينى ليه يا بنت الناس .. ده انا ماسك لسانى بالعافية ومش راضى اقولك كلمة تزعلك

- غيرت غيرت اووووى كمان وهما بيتغزلوا فيك وفى عيونك

قالتها بهدوء ولكن قلبها كان يتمزق فابتسم هو ولكنه قال بعناد

- استنى بس لما اشوف سى (مكرم) اللى مش شايفنى ولسه بيبعتلك ده

- مش برد عليه

قالتها مسرعة ليتابع هو

- عااارف .. بس ليه روقة .. ليه روقة (مكرم) ده

- انت ناوى على ايه ؟! .. 

- بكرة تعرفى يا قمر

شعرت (چايدا) بإنها كان عليها أن تصمت وان لا تحدثه ولا تجعله يعلم أن (مكرم) مازال يرسل لها ولم ييأس منها حتى بعد الخطوبة فشعرت بغبائها ولكنه قد فات الأوان ..


الصفحة التالية