رواية جديدة لعبة قلب لعلا السعدني - الفصل 26 - 1 - الأحد 2/2/2025
قراءة رواية لعبة قلب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية لعبة قلب
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة علا السعدني
الفصل السادس والعشرون
1
تم النشر الأحد
2/2/2025
عندما سلمته (ليلى) الورقة نظر إليها نظرة سريعة قبل أن يتعمق في قراءتها وبمجرد أن التقط عيناه الكلمات شعر وكأن الدماء قد تجمدت في عروقه كانت ملامح الصدمة ترتسم على وجهه تدريجيًا وتحولت عيناه إلى مرآة تعكس مزيجًا من الذهول والألم ..
ظل يحملق في الورقة لبضع لحظات وكأن عقله يحاول استيعاب ما بين يديه وما فعله والده رفع عينيه إليها شعر بإن الكلمات تتوقف فى حلقه وكأنها تلتف حول عنقه وتخنق روحه ثم همس بصوت مهتز مملوء بالصدق
- أنا معرفش حاجة عن الموضوع ده يا (ليلى)
كانت كلماته بسيطة لكنها خرجت محمّلة بصدق ووضوح وكأنها محاولة أخيرة منه كى يطمئنها تطلّعت عيناه إليها وكأنها تبحث عن تصديقها فالألم المختبئ في أعماقه كان لا يطاق وكأنه جزء منه ينكسر معها ..
نظرت (ليلى) إلى (حمزة) بتمعن وكانت مشاعرها مختلطة بين الحيرة والغضب لم تستطع إخفاء الشك في صوتها عندما ردت عليه
- ازاى يعنى متعرفش حاجة عن الموضوع ده .. اكيد تعرف كل حاجة ماهو مش هيعمل خطوة زى دى غير أما يرجعلك
نظر لها وهو لا يصدق ذلك المدى الذى وصلت إليه من عدم الثقة فيه وهو يقول
- انتى بتقولى ايه انا مستحيل .. مستحيل ائذيكى يا (ليلى) .. معرفش حاجة عن الموضوع ده نهائى وانا فى ضهرك وعمرى ما هسيبك ازاى تشكى انى ممكن اكون جزء من مخطط قذر زى ده ..
انهارت (ليلى) على المقعد وهى تبكى بشدة فهى لم تعد تثق بأحد ابدا بعد كل ما عانته فى حياتها وخاصة فى الفترة الأخيرة شعر بإن قلبه يتمزق وهو يراها بتلك الحالة فاقترب منها بخطوات هادئة ثم ركع أمامها وهو يمسك يدها قائلا
- أنا مش هسيبك .. هقف معاكى هوكل محامى يدافع عنك مش هسمحله يحجر على فلوسك ابدا
ازدردت (ليلى) ريقها بصعوبة ونظرت فى عينيه وهى تقول
- نفسى اصدقك يا (حمزة) .. نفسى بس مش قادرة .. خايفة اصدقك من تانى صدمتى فيك بعد كده تكون أكبر
- اقسملك انى مكنتش اعرف حاجة عن الموضوع ده وانا هروحله حالا البيت واوجهه
مسحت (ليلى) دموعها ثم نهضت عن مكانها وهى تقول
- أنا مروحة
امسك يدها مانعا إياها من الرحيل وهو يقول
- استنى اوصلك مش هتسوقى وانتى فى الحالة دى
- ارجوك محتاجة ابقى لوحدى
هز رأسه نافيا وهو يقول
- مستحيل اسيبك لوحدك دلوقتى هوصلك البيت ..
ثم امسك يدها رابتا عليها بقوة وذهب معها نحو الخارج استقل سيارتها وبدء بالقيادة وهى طوال الطريق تبكى بدون صوت فلم يعد لديها أحد بتلك الدنيا وما كان لها لا يريدها بل يفعل أى شئ حتى يدوس عليها من أجل المال كانت الدموع تهطل منها دون صوت ولكنها كانت تستمع إلى صوت انين قلبها بالداخل شعر (حمزة) بالغضب من والده الا يكفى ما فعله الا يكفى ما مرت به تلك الفتاة فى حياتها كيف هانت عليها ابن شقيقه بتلك الدرجة ..
اوصلها إلى المنزل فترجلت بهدوء وترجل معها اوصلها إلى غرفة نومها ودثرها فى الفراش ثم قام بتقبيل رأسها وهو يقول
- حقك عليا .. وانا هجبلك حقك مش هسكت ابدا على اللى بيحصل ده
نظرت له فى عينه وهى تتمنى صدق حديثه لكنها كانت تريد النوم وكأنها تريد الهروب من ذلك العالم وما يحدث من حولها بذلك النوم ..
بينما قرر (حمزة) أن يعود إلى منزله وأن يواجه والده بما حدث..
استقل سيارة آجرة من ثم عاد إلى منزله وعلى وجهه يبدو مشاعر الغضب فى غضون ثلث ساعة كان قد وصل (حمزة) إلى المنزل وتوجه نحو مكتب والده..
دخل (حمزة) إلى المكتب حيث كان مشحونًا بالغضب الذى يعتريه كانت الغرفة مظلمة قليلًا تُضيء فقط بواسطة ضوء المكتب الأصفر الذي يتراقص على الأوراق المبعثرة رائحة الدخان المتبقي من سيجارة (شريف) كانت تملأ المكان مما زاد من حدة الموقف ..
توجه (حمزة) نحو المكتب حيث كان والده يجلس مستغرقًا في قراءة بعض الوثائق عندما لاحظ دخوله رفع (شريف) عينيه ببطء ولكن لم يظهر على وجهه أي تعبير
- شكلك عرفت
قالها (شريف) بصوت جاف وكأنه يتجاهل الغضب الذي يتصاعد في قلب (حمزة)
- أيوة عرفت
رد (حمزة) بنبرة قوية وهو يقاوم الرغبة في الانفجار ثم أردف قائلا
- انت ازاى تعمل كده فى بنت اخوك الوحيد !!
استدار (شريف) نحو ابنه مشدودًا وكأنه يقرأ في وجهه القلق والغضب
- بحاول اجيب حقى
قال (حمزة) وقد احتدم صوته
- هى ذنبها ايه بدل ما تكون اب ليها .. تكسر قلبها بالطريقة دى
ابتسم (شريف) ابتسامة باردة ثم رد ببرود
- انت رفضت تساعدنى .. وانا قررت اجيب حقى بأى طريقة
شعر (حمزة) بمرارة فى حلقه وكأنه يتألم من كلمات والده
- انت لا يمكن تكون اب إذا كنت مش حاسس بإبنك هتحس ببنت اخوك ازاى ؟!
قامت جبهته ارتفعت بوضوح وأخذ (شريف) نفسًا عميقًا قبل أن يجيب
- أنا بعمل كده لمصلحتك انت وأخواتك
تملك الغضب من (حمزة) وهو يتقدم خطوة نحو (شريف) وعيناه تتلألأ بالغضب
- لا أنا ولا اخواتى عاوزين حاجة من (ليلى) بس أنا مش هسيبك تعمل فيها اللى انت عاوزه وهقوم ليها احسن محامى ومش هسيبها تحت رحمتك ابدا
تجمدت نظراتهما لبعض اللحظات وكأن الزمن توقف لم يتوقع (شريف) أن يواجهه (حمزة) بهذا الشكل ارتسمت على وجهه معالم المفاجأة لكن سرعان ما استعاد هدوءه
- انت اتجننت يا (حمزة) هتقف قدام ابوك !!
انفجر (حمزة) بتحدٍ عازمًا على اتخاذ قراراته بنفسه
- لو عليا اختار .. هختار الحق .. هختار (ليلى)
كان (حاتم) يقف وهو يستمع إلى ذلك الحديث بصدمة وهو لا يتوقع أن والده قد بفعل ذلك فى ابنة عمه تجمد مكانه لوهله ولكنه سرعان ما دلف الغرفة ووقف بجانب شقيقه وهو يقول بتحد ناظرا إلى (شريف)
- وليه تدور على محامى لما أنا موجود
نظر لهم والده وهو لا يصدق ما يسمعه للتو ومن معاندة ابنه الأخر له بينما نظر (حمزة) إلى (حاتم) بإمتنان فى حين كانت الصدمة واضحة على وجه (شريف) لكنه حاول تمالك نفسه ..
❈-❈-❈
جلست (چايدا) في مقهى الجامعة مع صديقتها (دنيا) تحت ظل الأشجار الكثيفة كان الجو مشمسًا والطلاب يتجولون حولهم لكن عقل (چايدا) كان مشغولًا بشيء آخر وهو (مروان) فقد كانت تشتاق إليه رأت (مكرم) يقترب منها وكان يبدو عازمًا على محادثتها ..
استدارت (چايدا) لتتحدث مع (دنيا) فى محاولة منها أن تتجاهل (مكرم) حتى لا يغضب (مروان) منها ولكن (مكرم) لم يهتم اقترب منها وابتسم بلطف
- كلمتك كتير على الواتس والفون مش بتردى ليه ؟!
رفعت (چايدا) نظرها لتواجهه بينما تراجعت قليلاً لا تعلم بما عليها أن تجيبه كانت عيناها تتجهان نحو (دنيا) التي بدت متوترة هى الأخرى من أن تنظر إليه ومع ذلك لم تتمكن من إخفاء التوتر الذي كانت تشعر به .. تقدم (مكرم) خطوة أخرى نحوها متجاهلًا (دنيا)
- مش بتردى ليه ؟!
شعرت (چايدا) بضغط في صدرها ولم تعرف ماذا تقول في تلك اللحظة لاحظت (مروان) يدخل إلى الكافتريا وعيناه تجولتا حول المكان حتى استقرتا على (چايدا) و(مكرم) ارتسمت ابتسامة واثقة على وجهه لكنه لم يتجاهل الغضب الذي بدأ يتجمع بداخله لوجود (مكرم) معها ويبدو وأنه يحاول أن يتحدث معها بأى طريقة ..
قبل أن تتمكن (چايدا) من الرد جاء (مروان) متوجهًا إليهما
وقال بنبرة هائمة وهو ينظر إلى (چايدا)
- وحشتينى يا قلبى
تبدل التعبير على وجه (مكرم) من السعادة إلى الضيق وهو يواجه (مروان) الذي بدا متسلطًا على (چايدا) قال (مروان) بنبرة تحمل الكثير من المعاني
- فى حاجة يا (مكرم) .. لو عاوز حاجة ابقى كلمنى أنا .. اصل(چايدا) مبتعرفش تتكلم مع غيرى ومبتحبش وانا كمان مبحبش أنها تتكلم مع غيرى
أحست (چايدا) بإن الموقف بات سخيفا للغاية وكان قلبها ينبض بسرعة حاولت أن تتحدث لكن الكلمات لم تكن تسعفها فقط نظرت إلى (مروان) الذي كان واقفًا أمامها مثل الحائط الذي لا يمكن تجاوزه
رد (مكرم) ببرود محاولًا إظهار عدم الاكتراث
- أنا بس كنت قلقان عليها عشان مكنتش بتيجى الجامعة
شعر (مروان) بالضيق ووجه نظره إلى (چايدا) التى قالت بصوت خافت
- خف شوية يا (مروان) عيب كده
ثم وجهت نظرها إلى (مكرم) وقالت
- أنا كويسة يا (مكرم) .. بس اصل انا مبردش على حد عشان ساعات ببقى مشغولة ومش فاضية بس شكرا لسؤالك
تردد (مكرم) في الرد بينما شعرت (چايدا) بأنها أصبحت فى موقف لا تحسد عليه كانت ترغب في إنهاء هذه المحادثة لكن (مروان) كان هو من يتسلط عليها الآن فقال (مروان) بنبرة عديمة الذوق غير معتادة منه
- لو فى حاجة عاوز تسأل عليها تانى ابقى اسئلنى أنا .. أنا هجاوبك نايبة عن (چايدا)
شعرت (چايدا) بالأحراج عندما رأت (مروان) يقف وهو يتحدث معه بتلك الطريقة ثم نظرت إلى (مكرم) الذي بدا عليه الغضب هو الآخر لكنها تعلم أن (مروان) على حق فلابد من أن يفهم (مكرم) حدود العلاقة بينهما
ثم قالت (چايدا) بصوت هادئ، محاولة أن تكون صارمة
- عموما انا كويسة يا (مكرم) شكرا لسؤالك مرة تانية
غادر (مكرم) بعد أن شعر بخيبة أمل من طريقة (مروان) لكنه يعلم جيدا أن خطيبها على حق هو من يبنى اوهام ليست فى محلها فيبدو أن (چايدا) مغرمة ب (مروان) ولن يستطيع التدخل بينهم وبين تلك العلاقة القوية التى بينهم بينما كانت (چايدا) تتنفس بعمق عندما غادر دون ان تحدث مشكلة كبيرة وكانت تعرف أن (مروان) يشعر بالغيرة فنظرت (چايدا) إلى (مروان)
- انت مجنون بجد مجنون .. ايه اللى عملته ده أحرجته جامد
- بس يام قلب حنين ده وقح ده عارف انك مخطوبة وبيستعبط .. ده انا كده كنت فى منتهى الذوق معاه
ثم نظر إلى (دنيا) وقال
- كده ولا ايه يا (دنيا)
ابتسمت (دنيا) ابتسامة بسيطة ثم قالت
- بصراحة مارو معاه حق يا (چايدا) .. ده بجح
هزت (چايدا) رأسها بآسى ثم قالت بفرحة طفيفة
- أنا مبحبش غير (مروان) بس مش بعرف أحرج حد عشان كده مش برد عليه اصلا
أجابها (مروان) قائلا
- لا فى ناس بجحة تستاهل كل خير الصراحة ..