الفصل الرابع والعشرون - بنات حورية
الفصل الرابع والعشرون .
يا إلهي من تلك العائلة ،، لقد شعرت فقط بكونها حامل في تلك الأيام ،، لم يتركو شيئاً إلا وطلبوه متعللين أنهم يطمئنون علي حياة صهيب ابنهم الذى يحيي بعيداً عنهم ... تحمد الله أنَّ هيا هنا تساعدها وبنفس الوقت تخشي تهورها فهي بالكاد تكبح رغبتها في الصراخ علي تلك المرآتين .
تأهوت بصمت من تورم قدميها مع خروج صهيب من الحمام ملاحظاً تدليكها لهم ليقترب منها بامتنان مريحاً جسدها علي السرير وجالساً أسفل قدميها يدلكها لهم برفق وهي تتأوه بنعومة مغرية ،، فراح يعتذر ويؤنب ويشكر : أسف يا حبيبتي أعرف أنكِ متعبة مع أهلى ولكن ليس هناك داعي لأن تستمعي لما يريدوه .. مثلاً لماذا كل هذا الغداء التي صنعتيه وكل تلك الأصناف والله كانو يكفون عرساً .
أخبرته برقة متأوهة : والدتك طلبتهم .
أغمض عينيه بغضب ،، لا يعلم كيف تفكر والدته وهي تعلم أن رسيل حامل قائلاً : لا تنسي انكِ حامل يا رسيل عموماً سأكون متفرغاً لباقي الاسبوع ،، ساكون جوارك وسأريحكِ لا تقلقي .
ابتسمت بحب مرهقة : الله يحفظك لى حبيبي ،، لا تحزن هكذا أرجوك .
اقترب منها مقبلاً جانب شفتيها بعمق قائلاً : آآآه اسمعيني هذه الدعوة الرائعة مجدداً .
ضحكت بغنج قائلة بصدق : ربي يحفظك لي ،، أنتَ ومالك وطفلنا القادم .
قال بعبث لتضحك : اتركينا من مالك وطفلنا الأن وركزى بي أنا .
.........................................
نظرت لكم الأوراق المتناثرة حولها والألوان هنا وهناك وهي تجلس بمنتصفهم ،، لا تصدق حتي الأن أنها رسمت فوق الأربعين تصميماً من الملابس ،، سيكونو بداية جيدة لعرضهم بمعرضها الصغير الجديد الذى هداها راكان إياه .
كان هو يجلس فوقها علي أريكة ممدداً قدميه علي الطاولة أمامه وهي تستوطن الارض بجلستها جوار قدميه ،، بين الحين والاخر كانت تستند برأسها علي قدميه بتعب وهي ترفع له تصميم أنهته .. لقد قضت اوقاتها بالخارج في التصوير .. والأن مع كل صورة كانت تستخرج أفكاراً رائعة .
سألته مترقبة بالنهاية ،، هي شاكرة ومتوترة لا تصدق أنه هو من أحضر لها تلك الأوراق والألوان من تلقاء نفسه وبنفس الوقت لا تعرف كيف يصبر عليها هكذا ،، بدلاً من أن تكون جواره علي الأريكة الأن تداعبه هي تهتم بألوانها ورسوماتها ولا تعيره أدني انتباه وهو فقط يعطيها ابتسامه ساحرة ترفرف لها رموشها مع نبضاتها السريعة حينها وهو يخبرها أنها كوهوبة وفنانة .. يدعمها فيزداد حماسها :
ألم تمل مني لأنني .. يعني ..
ألم تمل مني لأنني .. يعني ..
عبث بشعرها قائلاً بدفئ : لا أبداً ،، لن أمل منكِ طالما أتنفس لا تهتمي أكملى ..
دمعت عيناها قائلة : كيف لا أهتم .. أنا ..
قاطعها بجدية وهو يعتدل ماسحاً دموعها الخفيفة : ششش لما البكاء .
قالت بكل طفولة : أنتَ حقاً شخص جيد وأنا ..
تأففت ودائماً يقف الكلام بحلقها كلما حاولت معه وكأنه بعد زواجهم أصبح غير السابق .. لم يتغير كونه هو ولكن منزلته تغيرت تماماً ، كانت تشاكس .. تتحدث ..تتواقح وتتدلل وهي تعرف أنها بالنهاية ستعود لمنزلها لدفئ عائلتها ولسريرها ولكن الأن حقاً تخشي من أى تصرف قد تصدره ولكنه ما زال يصدمها بنضوجه الكامل التي لا تمت له هي بصلة .
رفع هو حاجبيه بغيظ وهي تتحدث عنه قائلة _شخص_ حقاً أغاظته تلك الكلمة هل تراها صدقت أن هذا الأمر سيدوم للأبد أم ماذا.. كونهم هكذا أصدقاء ، فهتف بخشونة : وأنتِ ماذا .
كان مشرفاً عليها بجسده ،، يسحرها بوسامته وهي تسحره بكل هذا الجمال الطفولى ،، حاولت قائلة : أنا أتعبك انا أعلم ولكن ليس بيدى حقاً .
قال مبتسماً بغيظ : وهل رأيتنى اشتكيت .
ماذا تقول بعد ذلك ، أبعدت عينيها عن أسر عينيه بصعوبة هامسة وهي تلملم أوراقها : شكراً لك .
نزل يساعدها بضجر قائلاً بعبث : وعلى ماذا تشكرينى .
أخبرته بتلقائية : لأنك متفهم شخص غيرك كان .. هااااا .
شهقت وهو يجذبها له برعونة هاتفاً بحدة : شخص غيري ،، كيف تفكرين أنتِ هل نحن بصفقة هنا .
توسعت عينيها برعب ولكن الغيظ كان أكثر هي تشكره على سعة صدره معها وهو يؤنبها هكذا فقالت بعلو نبرتها الصغيرة : لم أقصد هذا ،، اتركنى أووف .
هزها صائحاً بها : لا تتأففي بوجهى كونى مدأبة .
قالت بغيظ وخوف جعل عينيها تدمع مجدداً : أنا أساساً المخطأة لأننى فكرت أن أشكرك ،، هذه مشكلتك وحدك لقد قلت مسبقاً أننى لست مستعدة وأنتَ أصريت لذا ليس لي دخل .
ثم تركته وذهبت ليصرخ من خلفها بغيظ : لقد تزوجت بطفلة .
...........................................
" بابا هل استطيع التحدث معك "
أخبرت سبأ والدها بعد ان دخلت مكتبه باستئذان .. لقد انتظرت بما فيه الكفاية .. انتظرت خروجه من مرضه بصحة عافية ثم انتظرت انتهاء عرس راما حتي لا تخرب فرحتها ثم انتظرت بعد خبر حمل رسيل وفرحة الجميع به ثم عادت وانتظرت حتي انتهاء سبوع طفلين جيلان والذى كان بالأمس والأن حقاً لم تعد تستطيع الصمت أكثر .. قربه منها متعمداً أثقل كوالها .. بكل مرة يقترب منها تشعر برغبة في الاستسلام لمشاعرها التي مازالت حية وتنبض تجاهه ... ثم تعود وتجلد ذاتها علي هذا الاحساس فتثار الشفقة بداخلها لنفسها .. حقاً لا تعرف ماذا يفعل منذ عاد وهو يلعب بأحاسيسها بشكل يثير الرعب بداخلها .. تخشاه وتخشي تأثيره عليها حقاً .. لذا ستأخذ الأن تلك الخطوة وتخبر أبيها بكل شئ .
أخبرت سبأ والدها بعد ان دخلت مكتبه باستئذان .. لقد انتظرت بما فيه الكفاية .. انتظرت خروجه من مرضه بصحة عافية ثم انتظرت انتهاء عرس راما حتي لا تخرب فرحتها ثم انتظرت بعد خبر حمل رسيل وفرحة الجميع به ثم عادت وانتظرت حتي انتهاء سبوع طفلين جيلان والذى كان بالأمس والأن حقاً لم تعد تستطيع الصمت أكثر .. قربه منها متعمداً أثقل كوالها .. بكل مرة يقترب منها تشعر برغبة في الاستسلام لمشاعرها التي مازالت حية وتنبض تجاهه ... ثم تعود وتجلد ذاتها علي هذا الاحساس فتثار الشفقة بداخلها لنفسها .. حقاً لا تعرف ماذا يفعل منذ عاد وهو يلعب بأحاسيسها بشكل يثير الرعب بداخلها .. تخشاه وتخشي تأثيره عليها حقاً .. لذا ستأخذ الأن تلك الخطوة وتخبر أبيها بكل شئ .
" تحدثي يا حبيبتي " أخبرها دياب لتجيبه بتوتر : هل يمكن أن نتغدى سوياً بالخارج وأحكي لكَ .
أومأ موافقاً بحنان : بالطبع يا صغيرتي .
ابتسمت بشعور الطفلة أمام أبيها قائلة بسعادة هو فقط من يدخلها بقلبها بأقل الكلمات كحال والدتها أيضاً : حسناً إذا سأخبر ماما أننا سنتأخر وسنتغدى سوياً بعد العمل .
وخرجت تحادث حورية بمكتبها قائلة بعبث : مساءُكِ حُلو يا حوريتي .
ضحكت حورية : سبأ يا طفلتى كيف حالك وحال والدك .
ضحكت سبأ مشاكسة : قلبك عند دياب دائماً يا ابنتي حالتك صعبة يا أمي أقول لكِ منذ الأن .
ابتسمت حورية بحزن تعلم حال ابنتها .. وتعلم بحزنها هي ليست غبية لترى تباعد ابنتها ونفورها من زوجها منذ أشهر ورغم ذلك تحاول الثبات أمامهم .. دعت لها بالهداية وهي تجيبها : وبماذا تنصحيني يا سكرة .
فكرت سبأ وهي تقول بحلاوة روحها : دعيني أخطط علي مهل قبل أن أعطيكِ الوصفة النهائية .
ثم استدركت مع ضحك والدتها بحرج : ماما سأذهب مع أبى لنتغدى سوياً اليوم أريد أن أخبره أمراً ما .. تتفهمينني أليس كذلك ،، سأخبركِ أنتِ أيضاً ولكن .. .
أغمضت حورية عينيها بحزن ،، دائماً ما كانت سبأ قريبة من والدها أكثر لذا ستخبره وأخيراً قررت البوح بما يضيق بهِ صدرها فقالت مقاطعة إياها بمغزى : لا أحد يفهمكِ أكثر منى يا صغيرتي ،، علي راحتك اتمني فقط عدم الألم لقلبك يا صغيرتي .
قالت سبأ بحشرجة وعينيها تدمع : ولكنه يتألم يا أمي وأنا .. أنا صمتت كثيراً ولم أعد استطيع .
شهقت حورية مبعدة الهاتف عن أذنيها .. يا الله لا تريد الوجع لإحدى بناتها وخاصةً رقيقة الروح تلك _ سبأ _ ،، لما سبأ إنها أطيب من في البيت والله لم تحزنها يوماً فلما تتألم .. لم تكن حورية تدرك أن لكل شخص اختبار بتلك الحياة .. ابتلاء خاصةً .. وأن كل صغيرة من صغيرتها يعتبرن شخص بتلك الحياة .
أجابتها بالنهاية بتروى : الله يا صغيرتي ،، اقتربي من ربك ولن يمسكِ ألم .
أجابتها بالنهاية بتروى : الله يا صغيرتي ،، اقتربي من ربك ولن يمسكِ ألم .
ابتسمت سبأ قائلة بامتنان : معك كل الحق يا ماما لقد تقطعت صلاتي بالفترة الأخيرة وانشغلت بما يحدث حولى حقاً .
..............................................
من زجاج مكتبها لاحظت لورين ديم وهو يخرج من مكتبهِ حاملاً جاكيته علي ذراعه ومفتاح سيارتهِ قابع بيديهِ متدلياً من بين أصابعهِ ،، قطبت جبينها وهي تنظر للساعة ما زال هناك ساعتين علي انتهاء يومه العملى ففكرت لماذا يخرج الأن .. حتي لم يمر عليها ليخبرها .
أخذت تعمل بتشتت حتي انهت عملها بعد دقائق قليلة فخرجت متجهة لسكرتيرته فوجدتها ترتب المكتب وتلملم أغراضها لتذهب فتسائلت : هل ستذهبين ،، ألن يعود ديم .
نفت الأخرى قائلة : لا لديهِ اجتماع بالخارج الأن ولن يعود قال لى أن أذهب .
قطبت حاجبيها قليلاً ، هي لا تتدخل بأعمال ديم ولكن أى اجتماع هذا في نهاية اليوم ،، هي ترى دائماً اجتماعات ديم تكون بمقتبل اليوم وكلها بالشركة ،، لم تراه يخرج لاجتماع بالخارج من قبل فلم تعرف إذا كان هذا من ضمن نظام عمله ،، فتسائلت بفضول : لم أكن أعلم أنَّ ديم يجرى اجتماعات بالخارج ولما لستِ معه .
أخبرتها الأخرى بتلقائية ،، كان حديثاً سلساً برقي بينهم : هو لا يجرى اجتماعات بالخارج كثيراً ،، أساساً كان الاجتماع مع السيدة سيسيليا هنا صباحاً ولكنهم اتصلوا وحددو الميعاد بالخارج في هذا الوقت كما حدث بالمرة السابقة .
رفعت لورين حاجبيها بدهشة قائلة بعدم فهم : كيف ،، أى سيدة تلك وماذا تقصدين بالمرة السابقة .
احتدت نبرتها قليلاً ونيران تشتعل بداخلها كونه بالخارج الأن مع امرآة وحدهم وسكرتيرته تجيبها بحرج : انها سيدة مصرية ولكن كانت تعيش بالخارج والان عادت بعد أن ورثت الكثير من الشركات هنا وكان بيننا شراكة مسبقة .
جعدت لورين ملامحها بغيرة وأصبحت تهز قدميها بتوتر وهي تسألها : أريد العنوان .
قالت السكرتيرة باعتذار : ولكن لا أستطيع .. ديم بيه قد ..
قاطعتها قائلة بغيظ : أنا تتبعته لن أذكر اسمك .
وبعد دقائق كانت تقف بسيارتها أمام هذا المطعم القريب نسبياً من مكان العمل ،، كان مطعماً راقياً بفندق راقي كذلك .. احتل المطعم جزءاً خاصاً بهِ بوجهة زجاجية مكنتها من رؤية ديم جالساً علي طاولة بجوار الزجاج مع تلك المرأة ،، سيطرت بصعوبة علي ذاتها كي لا تذهب لهم وتقلع عينين تلك المرأة التي كانت لا تنظر إلا لزوجها .
رعشة احتلت جسدها وهي ترى اقتراب تلك المرأة من ديم مغيرة مكان جلوسها علي الأريكة الدائرية التي تحاوط الطاولة وهنا لم تعد تحتمل فخرجت متجهة لهم والغيرة تنهش بداخلها ،، فقط يخبرها ألا تلبس ذاك وذاك ويجلس مع امرأة بالكاد ترتدى شيئاً أساساً .. ليقنعها إذاً أن هذا عشاء عمل وإلا لن تمر الليلة علي خير .
كانت تندفع كالصاروخ وهي تدخل المطعم ليوقفها أحد العاملين قائلاً : هل لديكِ موعداً سيدتي .
جزت أسنانها قائلة بضيق لم تسيطر عليه : نعم هناك مع السادة .
شاورت علي ديم وتلك الفاسقة التي تقترب من زوجها بتبجح ليجيبها بأسف : أسف سيدتي ولكن هذا عشاء عمل وقد أمُرت ألا أجعل أحد يتطفل عليه .
احمر وجهها بشدة وكأنها ستنفجر حتي ان العامل سألها إن كانت بخير لتسأله بشدوه : من أمرك بهذا .
ستكون نار خامدة واندلعت إن نَطق باسم ديم ولكن الإجابة كانت كبلسماً نوعاً ما من ناحية ومن ناحية أخرى لم تخمد من نيران غيرتها شئ وهو يخبرها قائلاً : السيدة أمرت بهذا ،، أعذريني هذا اجتماع عمل لذا هي لا تريد أن يقاطعهم أحد ،، وحقاً أخشي أن يغضب أحدهم فهم ذوات شأن لذا أرجوكي ..
اقتربت من العامل قليلاً قائلة بشر مقاطعة إياه : أنا زوجة رجل الأعمال الذي تخشي منه هذا لذا ابتعد من أمامي حتي لا أجعله يلتفت لك .
ابتلع ريقه لا يعرف أيصدقها أم لا ،، يخشي أن تكون إحدى الصحفيات ويخشي أن تكون حقاً كذلك ،، ولكنها لم تمهله فرصة التفكير وهي تتجه لهم فقد أخذ حيزاً كبيراً من وقتها بالفعل ،، ولكنها استمعت لخطواته خلفها والتي خمدت وابتعدت ما إن وقفت علي رأس الاثنين ورأى ديم وهو يقف متفحصاً إياها بقلق .
رفع ديم عينيه لشعلة النار التي دخلت عليهم للتو ،، وجهها كان مُحمر بالفعل فوقف يلف وجهها له بتوسع عينيه المدهوش قائلاً بلهفة : لورين ماذا هناك ،، هل أنتِ بخير .
ابتسمت بسماجة وهي تتركه وتخطو من أمامه لتجلس جواره علي تلك الأريكة مزحزحة تلك الفاسقة بجلستها بغضب وهي تجذب ديم قائلة : ماذا حبيبي هل نسيت أننا اتفقنا أننا سنتعشي هنا بعد انتهاء اجتماعك مع المدام سيسيليا .
ثم نظرت لسيسيليا التي قالت بعربية مكسرة :
أنا لستُ مدام أنا أنسة من أخبركِ بهذا .
أنا لستُ مدام أنا أنسة من أخبركِ بهذا .
للتو لاحظت جمالها تلك الشقراء بل الصفراء التي تجلس جوار زوجها بفستان بالكاد يغطي شئ من جسدها فضغطت علي ذراع ديم قائلة وهي تشير إليه بالأخرى بكل أريحية متظاهرة :
ديم روحي لقد أخبرني أن لديه اجتماع عمل مع المدام سيسيليا .
ديم روحي لقد أخبرني أن لديه اجتماع عمل مع المدام سيسيليا .
ثم نظرت لديم قائلة وهي تنظر لعينيه بغضب ،، فرفع إحدى حاجبيه لها وهو يسمعها تتحدث .. لم تكن هي حقاً بل أخرى مجنونة : حبيبي أخبرتك أن ترتدى نظارتك كى ترى جيداً .
ثم نظرت لها بابتسامة صفراء كصفارها قائلة : اعذري زوجي فهو لا يحب ارتداء نظارات عينيه من أجل هيئته العملية ولكنني أخبرته مراراً أنه يجب ان يرتديها كي يعرف هيئة الشخص الذى يعمل معه .
قطبت الفتاة ملامحها بتعجب حقيقي مصدقة ليضم ديم لورين له قائلاً بأذنيها وهو بالكاد يسيطر علي ضحكة تريد الهرب مع ملامح تريد الإنفراج : كفي اصمتي .
ثم قال لسيسيليا تلك : سيدة سيسليا أعرفك هذه لورين زوجتي وهي تحب المزاح هكذا دائماً .
رفعت لورين أصابعها بتعالي محركة إياهم لتتحدث الأخرى بتنهد وتكاد لورين تجزم أن اللون انسحب من بشرتها فأصبحت شاحبة خاصةً مع ذراع ديم التي تضم جسدها لها وذراعها هي المتمسكة بيديه الأخرى علي قدميها : أوووه حقاً كنت سأصدق ،، إنها لطيفة جداً .
ثم انسحبت قائلة بضيق : إذا سأذهب ،، أراكَ لاحقاً ديم .
رفعت لورين حاجبيها بغيظ قائلة : نحن سنهاجر عزيزتي قررنا الاستقرار بجزر المالديف ،، لست أسفة علي هذا ولكنكِ لن ترى زوجي مر ..
وقف ديم حينها مقاطعاً إياها : حسناً سيدة سيسيليا سأرسل كل المعلومات التي تناقشنا بها بالفاكس غداً .
أومأت وهي تمد يديها لتسلم عليه فرفعت لورين يديها مسلمة هي بحدة ضاغطة علي كفيها قائلة : تصحبك السلامة .
غادرت الفتاة بوجه محتقن وبقي الإثنان وعادت لورين حقاً !! .. عادت لذاتها المحتقنة بغيرة تحرقها فدمعت عينيها وهي تنظر له بأعين متوسعة غضباً وبعدم تصديق .. في حين أشرف هو عليها بجسده وهو في وقفته بغير تصديق كذلك مما تفعله ،، قبل أن يجلس ضامماً إياها لذراعيه مكبلاً حركتها السريعة التي أرادت بها إبعاده عنها فأصبحت مقيدة بين ذراعيه ،، حتي همس جوار أذنيها وهو ينظر لعينيها التي تنظر له أيضاً بعذاب : كم هي لذيذة تلك الغيرة يا حوريتي .
ثم اغتنم قبلة من وجنتها بسرعة عاضضاً إياها بها قائلاً : لا أراكي خاسرة لنظرة الحزن تلك بعينيكِ ،، لقد شركتي بنظرى وجعلتى المرأة بمنتصف ثيابها وما زلتي غاضبة .
ضحك وهو يتسائل بجدية : ما هذا الجنون يا لورين ،، حقاً لم أعرفك .
غضبت بشدة وهي تحرك جسدها قائلة بغيظ : ابتعد عني اتركني ،، كنت مستمتع أليس كذلك قبل أن أخرب أنا عشائك اللطيف مع السنيورينا وتقول لم تعرفني .. نعم معكَ حق ولكن سأجعلكَ تعرفني حقاً يا ديم بيه .
هزها بضيق قائلاً : توقفي عن الحركة .
تمصلت منه ضاربة صدره بعنف قائلة بانفعال :
لم تعرفني هااا ،، سأجعلك تموت ولا تعرفني بالفعل ،، ستتمني أن تلمحني فقط أعدك بهذا .
لم تعرفني هااا ،، سأجعلك تموت ولا تعرفني بالفعل ،، ستتمني أن تلمحني فقط أعدك بهذا .
قطب جبينه وهو يجذبها بعد أن وقفت قائلاً : ماذا تقصدين ثم توقفي عن جنونك هذا يا لورين لا تجعليني اغضب .
توسعت ملامحها بسخرية : آآآآه وتريد الغضب أيضاً يالي من مرأة سيئة لأنني أغضب زوجي .
ثم صاحت مستغلة فراغ المساحة حولهم ،، فقد أفرغت تلك الفاسقة منتصف المطعم تقريباً لتختلى بزوجها : فلتحترق يا ديم .. أقصد أنني سأذهب لمنزل أهلي وأنتَ لتحلم بتلك المتبجحة وداعاً .
لم يكن ترك ذراعها فجذبها منه مجدداً حتي أجلسها بضيق قائلاً : لقد أغضبتني حقاً أوقفي هذا الجنون حتي نذهب لمنزلنا ونتفاهم .
ثم رفع يديه يطلب الحساب ومازال ممسكاً بذراعها التي تحاول سحبه في حين قالت هي بجدية : لن أذهب معك لأى مكان سأذهب لأهلى وأنتَ أكمل استمتاعك بتقرب النساء منك سيد دنجوان ،، وأنا التي ظننت أنكَ صادق بقولك لا أرى غيرك .
نظر لها بشراسة عينيه السوداء قائلاً بصبر : سأحاسبك علي هذا الكلام لذا فلتصمتي .
اقترب العامل فترك يديها يخرج محفظته ليحاسب فهرعت للخارج ببكاء متمتمة : سيحاسبني أيضاً ،، تركها تتقرب منه وسيحاسبني أنا .
أغلق باب سيارتها بعنف بعد أن فتحتها لتصرخ بخضة وهو يجذبها بخشونة لسيارته فتملصت منه قائلة : لن أذهب معك هل سمعتني .
قربها منه مجدداً بغضب فتوجعت مغمضة عينيها وهو يتحدث بهمس : أقسم لكِ سأريكي ما لن يعجبكِ إن لم تصمتي .
بكت أكثر معترضة وهو يزجها بالسيارة ،، وما إن ركب هو حتي فتحت الباب عازمة علي الخروج فسحبها صائحاً بغضب جهورى : لورين كفي كفي .
بكت غير مصدقة لكونه هو الغاضب وهو من يصرخ بها ويهددها أيضاً فصرخت قائلة : لن أذهب معك لما لا تفهم ،، لا أريد رؤيتك .
أمسك فكها جاذباً إياها له وقد ثارت ثورته بعد تلك الجملة حقاً : حقاً لا تريدين رؤيتي أسف لتخييب رغبتك يا زوجتي ولكن مكانك جوارى .
ثم تركها بدفعة منفعلة لتشهق ببكاء غير مصدقة لعنفه وكل ما يلوذ بعقلها حضن والدتها الدافئ فقط ،، أغلق أبواب السيارة و شرع في القيادة ولكنها كانت مصرة فحاولت ادخال رمز القفل من جوارها قائلة بخوف : توقف لن أذهب معك .
ضرب عجلة القيادة بشدة وهو يخلع ربطة عنقه جاذباً جسدها بعيداً عن الباب لترتعش بين يديه خاصة وهو يهمس : لم تتركي لى خياراً أخر .
همست بتلعثم مستهلكة القوى : ماذا ماذا تفعل .
التقط ذراعيها لاففاً حول كفيها معاً ربطة عنقة بسرعة وبسلاسة لم تشعر بها وبثوانٍ كانت مقيدة حتي أنه قيد أصابعها أيضاً فنظرت له بذهول وقبل أن تفتح فاهها كان يلتقط أخرى قد خلعها مسبقاً تاركاً إياها بالسيارة لاففاً إياها حول فاهها بحدة قائلاً بغضب : هكذا أفضل وإلا أقسم سأتهور عليكِ إن سمعت صوتك مرة أخرى .
ثم قاد السيارة بتشنج وبكائها الصامت جواره يزيد من اشتعاله فصرخ بها : توقفي عن البكاء .
رُفعت يديها عن قدميها بانتفاضة من صوته وحاولت السيطرة علي مشاعرها المتضخمة بتشتت جم حتي وصلا للمنزل بعد طول الطريق ،، نزل من السيارة ودار حولها حتي فتح بابها وتوقف ناظراً لعينيها الحمراء لثوانٍ ولهيئتها المستكينة بجسدٍ متراخى مقيد ورأسها التي تستكين خلفها طوال الطريق تنظر له الأن وفعلت هي المثل ولكن لم تستطع الدوام علي النظر لسواد عينيه في تلك الظلمة فأنزلت عينيها لقبضة يديه المتشنجة بعروقها البارزة ، قبل أن ترتعش ببرودة محركة يديها مرة أخرى وهو يحملها بخشونة .. وكم كانت شاكرة أن لم يصادفهم أحد بالطريق حتي جناحهم .
ألقاها بعنف علي السرير كما هي ثم دخل الحمام وثوانٍ وسمعت صوت المياه تثقب الارض من شدتها .. وبالفعل وقف هو تحتها يخرج غضبه بالمياه المثلجة حتي لا يخرجه بها ... رفعت يديها المكبلة تزيح بها تلك الربطة علي فاهها حتي أنزلتها لعنقها بصعوبة فشهقت مستنشقة الهواء بقوة فبكائها خنقها حقاً ،، حاولت فك قيد يديها فلم تفلح فأرخت جسدها بنفس الوضعية كما ألقاها وأغمضت عينيها بأنفاس مضطربة بعد أن هدأت قليلاً .
.................................................
" إذا ما الأمر يا حبيبة أباكِ "
تكلم دياب متسائلاً بغموض .. متناسياً أنه يعرف كل شئ من الطرف الأخر مستمعاً لابنته من وجهة نظرها !!
تكلم دياب متسائلاً بغموض .. متناسياً أنه يعرف كل شئ من الطرف الأخر مستمعاً لابنته من وجهة نظرها !!
" أنا يا بابا .. أنا وسفيان لسنا علي وفاق "
تلمست عنقها بتوتر قائلة :
" أريد .. أريد الطلاق " .
تلمست عنقها بتوتر قائلة :
" أريد .. أريد الطلاق " .
نظرت ليديها بمشاعر مشتتة بين تلك الكلمة التي تؤذي داخلها حقاً معلنة فشلها .. وهي التي ظنن أنها قادرة علي جعله يحبها وبين خزى من زواجها الغير ناجح أمام والدها .. لا تريد النظر له حقاً .. لا تعلم لما تشعر بالخجل من والدها وكأنها خذلتهم ... ولكن والدها رأى ما تعانيه من غباء فزجرها قائلاً : ارفعي رأسك يا سبأ .
رفعت وجهها له بدموع عينيها فانهار داخله واظلمت ملامحه قائلاً وهو يضغط قبضته : احكي يا حبيبتي بدون بكاء هيا ماذا حدث بينكم لتبكي .. ماذا فعل ابن عمك لكِ .
نظرت لوالدها بملاحظة قائلة بجدية : ابن عمي !! .. يبدو أنني أخطأت يا بابا حين اعطيته مكانة أكثر من تلك .. زواجنا كان خطأ من البداية .
همهم مستفسراً لتجيبه بقلق : هو .. هو .. يعني أنا عرفت وحدى أنه .. لم يتزوجني إلا من أجل وصية جدي و .. و هو لديه .. لديه حبيبة وسيتزوج بها ما إن نتطلق .
قال بتألم : ماذا تعنين بعلمتي وحدك وهل اتفقتم علي الطلاق .
نظرت لوالدها لثوانٍ بشك كونه لم يعلق علي الأنر ولم يثور ولكنها تابعت معه : سمعته يتحدث معها علي الهاتف ،، كان يقول أنه سيطلقني ويتزوجها .. وحين واجهته لم ينكر .
ثم تشدقت بسخرية قائلة : لم يعتذر حتي .
نظر لها مطولاً فتوترت خاصةً حين قال بحدة : لما لا أفهم شيئاً منكِ .. حين تحدث هو وكأنه يشرح مسيرة حياته معتذراً ومدافعاً عن نفسه لما أنتِ متلعثمة هكذا وكأنكِ المذنبة .
نظرت لوالدها بدهشة ،، إنه يعلم كل شئ .. كيف ومتي تحدث سفيان معه ولماذا يبدو وكأنه بصفه .. عضت شفتيها تمنع نفسها عن البكاء وهي تقول : بابا أنا لست كذلك .. أنا .. أنتَ تعلم .
وضعت وجهها بين كفيها لتبكي رغماً عنها ،، لم تكن تود أبداً أن تبكي أمامه .. سيحزن .. سيحزن جداً وهي لا تريد هذا ،، مسحت دموعها بسرعة متسائلة : ماذا أخبرك تماماً ومتي .
أخبرها بما تريد سماعه : لقد جاء منذ اسبوعين وطلب ان نتحدث هو وجود .
قطبت جبينها قائلة : جود .. جود أيضاً يعلم .
قال والدها بحنو : إنه يُصفي أعماله بألمانيا لأنه سيستقر هنا وجود يساعده.
توسعت عينيها بدهشة ،، دقات قلبها تعالت بخوف .. سيستقر هنا .. ستراه دائماً .. يا الله حتي لو تطلقا سيظل صفحة سوداء أمام عينيها ،، تسائلت بخفوت : لم اعد أفهم شئ .
وهنا جلس سفيان جوارها فارتعشت بمفاجأة وهي تسمعه يقول برجاء : أعطني فرصة لأشرح .
نظرت لوالدها قائلة بحزم : بابا أنا قرارى نهائي أريد الطلاق ،، لا أريد سماع مزيداً من الأكاذيب .
قال دياب بتأكيد وهو ينظر لسفيان شزراً ،، كان يعلم أن ابنته ستكون غارقة بكل هذا الألم والتشتت ولكنه سيجعله يأخذ فرصته رغم ذلك : ووالدك معكِ بأى قرار يا حبيبتي ، بعد سماعي له قررت أعطائه فرصة المحاولة ،، فلتتناقشو معاً .
ثم وقف قائلاً وهو يكوب وجهها قائلاً بأذنيها بحنان : أنا أخذت حقك منه لا تقلقي وما زال عليه أن يواجهني بعد ما فعله بكِ ،، ولكن لتأخذى حقك أنتِ كما تشائين الأن ولكن بوعي يا عزيزتي .
..............................................
خرج ديم من الحمام بعد أن أخمد ثورة غضبه .. حقاً يخشي عليها من نفسه ،، فهو لا يرى أمامه حين يغضب .. لا يفكر وقد يؤذيها ،، لا يعرف أين ذهبت لورين العاقلة المتفهمة .. لقد كانت أخرى مجنونة تماماً .. هو معها أنها تغار ولكن أن تحرجه أمام أيًا كان .. ان تقلل من احترامه لقد تنازل حتي عن كل هذا واستمتع بغيرتها ولكن أن تنقلب عليه بعد ذلك .. ان تصيح بوجهه وتضربه .. ان تتهمه بحبه لها وأيضاً أن تتركه وتغضب بمنزل أهلها .. كل هذا لا يمس بصلة لجنونها بعدم سماع كلامه وإصرارها علي رأيها .
نظر لجسدها المستكين الهادئ علي السرير ،، تحتل منتصف السرير تماماً وتعطيه ظهرها ،، عض شفتيه بتأثر من هيئتها وهو يتجه نحوها جلس جوارها مستنداً بظهره علي السرير وقد عرف أنها نائمة من أنفاسها المنتظمة .. رفع يديه مبعداً شعرها عن وجهها وهو يميل بوجهه مع حركة كفه .. زفر بحشرجة وهو يقاوم رغبته في تقبيلها بوحشية ولكن أمام ملامحها الهادئة الرقيقة كان يذوب كما حال قلبه الذي يعشقها .. ويا الله كم يعشقها .
انتبه لتوه لقيدها ليشتم نفسه وهو يفك قيد فمها عن رقبتها .. قبل شفتيها بهدوء بعد ان اقترب منها منزلقاً بجسده علي الارضية فرفرت بأهدابها بعدم استيعاب فابتعد عنها وراح يفك قيد يديها ... فتحت عينيها وقد دامها بالبداية دوار عنيف فأغلقتها مجدداً ولكنها استطاعت الشعور بيديها في يديه ،، فتحتهم مجدداً لتنظر له بهدوء .. كان يبادلها نظراتها أيضاً حتي نظرت حولها وهي تمسك كفيها معاً وقد تنملا بالفعل .. جذب كفيها له يدلكهم برفق وتركته غير قادرة علي المقاومة حتي انتهي فقامت متجهة للحمام ، استحمت بسرعة فالنوم سيطر عليها بسبب البكاء .. تريد إغلاق عينيها لتريحهما ،، خرجت بعد قليل ترتدى مإزرها .. كانت تبدو منعشة .. تلمع رغم ملامحها الحزينة التي لا تليق بها الحزن وكانت مهلكة لقلبه الذى يراقبها .
انتهت من ملابسها وخرجت ،، وقفت قليلاً تفكر لا تريد النوم بجانبه ولن يسمح هو بغير ذلك لذا قررت الخروج من الغرفة بأكملها .. سمعت صوته يسأل بجمود : إلي أين .
خرجت ولم تجيبه .. ألم يكمم فمها .. لا يريد سماع صوتها ،، ستعطيه ما تريد ليأخذ منها كلمة واحدة إن نجح بعد ذلك .. كانت حزينة وهي تقرر هذا لم تكن تشعر بالانتقام او الحقد ولكنه فقط ألمها.. سمعت خطواته ورائها ولكنها كانت أبعد منه وهي تخرج من الجناح كله متجهة لغرفة حنين ولم يخطوها خلفها .
................................................
" هل بيضت صفحتك أمام عمك ،، أهنئك بالفعل" .
رفعت يديها تلوح بهم بسخرية مغتاظة قبل أن تهمس بضيق متألم :
طلقني سفيان دعنا ننهي هذا الأمر .
رفعت يديها تلوح بهم بسخرية مغتاظة قبل أن تهمس بضيق متألم :
طلقني سفيان دعنا ننهي هذا الأمر .
صرح بدون مبالغة بصدق سيعاني كثيراً حتي يثبته : أحبك .
تسمرت بصدمة وكأن الزمن توقف حقاً ،، كانت تلك أول مرة يلفظ بها تلك الكلمة .. ولكن حقاً بعد رغبتها العارمة من قبل بها الأن أثارت السخرية بداخلها فضحكت .. ضحكت كما لم تفعل من يوم عرفته .. وارتفع صوتها حتي انتبه كل من حولها ،، ولكنه لم يهتم فقط ظل ينظر لحلاوة عينيها الدافئة التي كانت بلسماً تذور أحلامه بكل يوم في الثلاثة أشهر المنصرمة التي عرف قيمتها بهم .. انتهت من ضحكها ونظرت له .
نظرت بدهشة للحنان الجم الذى يشع من عينيه ،، نظرة جديدة تلك لم تعدها من قبل أبداً ،، عينيه البنية تلمع وهو ينظر لها وكأنها أخر من سينظر له بهذا العالم وكأنها الشخص الأغلي والأنقي علي قلبه ..
ابتعدت عن أسر عينيه الجديد هذا مقوية ذاتها .. لن تنخدع بهِ مجدداً ،، نظرت له مجدداً قائلة بتوتر منفعلة : توقف عن الاستهزاء بي سفيان هذا يجعلنى أكرهك أكثر .
ابتعدت عن أسر عينيه الجديد هذا مقوية ذاتها .. لن تنخدع بهِ مجدداً ،، نظرت له مجدداً قائلة بتوتر منفعلة : توقف عن الاستهزاء بي سفيان هذا يجعلنى أكرهك أكثر .
قال بثبوت غريب : أنا لا استهزء بكِ ،، أبداً لم أفعلها أنا أحبك وانتِ لا تكرهينني يا زهرة الياسمين .
رمشت بغير استيعاب قائلة : ماذا .
قال بتلقائية متمهلاً : زهرة الياسمين تشبهك تماماً إنها زهرة النعومة والرومانسية يا ناعمة .
هذا كثير .. كثير علي قلبها من متبلد المشاعر هذا ،، لو لم يحدث هذا الصدع بينهم لكانت ذابت من طريقته ولكن الأن لكم تشعر بالقهر الذى جعلها تهتف : يا لروعة اكتشافك العظيم .
دقَ علي الطاولة أمامها مقترباً بجسده قائلاً بصدق : سأقول كل شئ بداخلى الأن وسأخبرك كم أحببتك أيضاً الأن في تلكَ الجلسة ولكن لن ننفصل يا سبأ رسمياً .. ولكن سأتركك علي راحتك تماماً .
ضحكت بخفة قائلة : من تلقاء نفسك قررت .. يا إلهي أنتَ .. جاء علي هواك ان تتزوجني ففعلت .. ثم قلت انتهي لأتركها واذهب لحبيبتي وفعلت .. والأن قلت لأحبها قليلاً وتقرر أيضاً انكَ لن تطلقني .. أخلعك يا سفيان أقسم أفعلها يا ابن العم .
سمعها بإنصات قبل أن يتحدث بحشرجة : أختطفك حينها ،، هل تسمحين أن أكمل حديثي بدون مقاطعة .
احتضن جسدها محاولة الثبات : تفضل .
أخذ نفس عميق قبل أن يبدأ حديثه الذى ربما قد يزعزع من رؤيتها البشعة له : منذ أعوام كثيرة كنت وحيداً سبأ .. الوحدة والغربة ،، عدم تواجد عائلة بجوارى .. كنت ناجحاً هناك وهذا جعل الكثير من النافرين حولى .. حقاً لم أمتلك صديق بتلك الغربة غيرها .. لميا ،، لقد كانت الوحيدة التى وجدت جزء من نفسي معها .. ضحكت معها بعد كل الكآبة التي كانت تسيطر علي حياتي .. حياتى كانت هادئة ، جامدة وروتينية بشكل يثير الملل حتي ظهرت هي ،، كانت مرحة للغاية ، مشعة ونشطة كسرت الملل الذى يستحوذ علي كلياً .. كسرت اليأس الذى كان جزءاً مني ،، جعلتني شخص أخر فظننت أنني أحبها .
صمت قليلاً يرى ملامحها المتابعة له بتذمت وجمود ليتنهد مكملاً : عرفت مؤخراً أن ما كنت أكنه لها لا يمس بصلة للحب ،، وهذا حدث بفضلك سبأ .. لقد ظننت حقاً أنني أحبها وأنها من تستحق أن تكون أماً لأطفالى ولم تكن ديانتها عائقاً أمامنا رغم رفض والدتي لأن أتزوج بها حتي .. حتي ظهرتي أنتِ سبأ ،، منذ أول مرة رأيتك وكل شئ تهدم بداخلى .. كل ما ظننته راسخاً وثابتاً بحياتي وجدت انه مهدم وعلمت انني لم أصل لبر الأمان بحياتي بعد وأنني أعيش أوهام لا أكثر ..
منذ أول مرة رأيتك بها سبأ ،، منذ أن خرجتي أمام سيارتي كحورية بشعرها النارى وجمالك المُبهر .. عندما حملتك بين ذراعي اهتز داخلى وتسارعت دقات قلبي ،، شعرت وكأنني أحمل قطعة من الماس أكبر مني قدراً بكثير .. شعور غريب استحوذ علي يا سبأ لذا قد تكوني لاحظتي جفائي بتلك الليلة قليلاً .. لأنكِ أشعرتيني أنني مازلت بتلك المرحلة من حياتي حيث الوحدة والكآبة .. لم أكن أعرف أننا اقارب حينها وحين رأيتك مجدداً ببيت جدي كانت صدمة وكأنه كان مقدراً لنا أن نلتقي من قبل .. أن أظل أحلم بكِ حتي أجدكِ واقع أمامي .. جزءاً من عائلتي التي أنا ممتن للأن أنني عدت وتعرفت عليها .. لأن هذا ما كان ينقصني حقاً .. الشعور بالعائلة يا سبأ .
قد تجدين كلامي تافهاً ولكن ..
منذ أول مرة رأيتك بها سبأ ،، منذ أن خرجتي أمام سيارتي كحورية بشعرها النارى وجمالك المُبهر .. عندما حملتك بين ذراعي اهتز داخلى وتسارعت دقات قلبي ،، شعرت وكأنني أحمل قطعة من الماس أكبر مني قدراً بكثير .. شعور غريب استحوذ علي يا سبأ لذا قد تكوني لاحظتي جفائي بتلك الليلة قليلاً .. لأنكِ أشعرتيني أنني مازلت بتلك المرحلة من حياتي حيث الوحدة والكآبة .. لم أكن أعرف أننا اقارب حينها وحين رأيتك مجدداً ببيت جدي كانت صدمة وكأنه كان مقدراً لنا أن نلتقي من قبل .. أن أظل أحلم بكِ حتي أجدكِ واقع أمامي .. جزءاً من عائلتي التي أنا ممتن للأن أنني عدت وتعرفت عليها .. لأن هذا ما كان ينقصني حقاً .. الشعور بالعائلة يا سبأ .
قد تجدين كلامي تافهاً ولكن ..
قاطعته قائلة وهي تبتعد بنظرها عنه : هذا لا يعطيك الحق لما فعلته بي .
أيدها قائلاً بسرعة : أعلم أسف جداً وأقسم أنني نادماً وكلما أرى ألمك الذى أنا سبباً به احترق ندماً صدقيني ،، ولكن كما قلت منذ ظهرتي وكأنني عدت طفلاً لا أعلم ماذا أريد وكأنني فقدت رشدى منذ رؤيتك .. وكأنني طفلاً أريد كل شئ حولى .. كل ما اشتهيه أريده وقد وقد كنتِ كحلوى لذيذة شهية يا سبأ .. كان غباءاً مني ألا أعرف أنني أحبك .. كان غباءاً حين ترجمت مشاعرى بالرغبة فقط بل هي حباً خالصاً أقسم لكِ .. حين سافرت أول مرة بعد زواجنا ..
قاطعته بسخرية : ليلة زواجنا .
أكمل نادماً : لا تعلمين كم اشتقت لكِ ،، كم هفت روحي لتلتقي بكِ مجدداً ،، ولكنني كنت غبياً ولم أدرك كل هذا إلا بوقت متأخر .. لقد كنت مولعاً بكِ سبأ ،، لكم أحببت مراقبتك بكل حركة تقومين بها ،، أثناء نومك وأثناء عملك والأن بتقلب ملامحك .
نظرت له بشرود ليكمل ببسمة دافئة سرقت روحها مرة أخرى بطريقة جديدة أكثر حلاوة من ذى قبل لتبعد عينيها عنه بتألم : كنت مشتتاً بتلك الفنرة بينك وبينها ،، لم أكن أستطيع أن ابتعد عنكِ وبنفس الوقت كنت أعلم أنني أظلمها معي .. لقد ظلمت اثنتيكم ولكن أنتِ كنتِ زوجتي ولكن هي كان ضميرى ما يبقيني معها لأواسيها واعتذر .. لم أستطع تركها .. كنت جباناً ولكن هي استطاعت ،، لقد علمت أن لم يعد لنا سبيلاً معاً رغم أنني لم أقل هذا ولكن هي شعرت .. شعرت بحب لكِ فذهبت وخُطبت لأخر .
كان متألماً لدرجة كبيرة وهو يتحدث فظنت أنه يأسف لخسارتها ولكنه صحح تفكيرها : أنا أتعذب للحالة التي وصلت كلتاكما لها بسببي ربما أنتِ لم تتوجعي مثلها يا سبأ ولكن الذنب كله ذنبي ،، كان يجب أن أعطي نفسي فرصة بالبداية لأعرف ماذا أريد حقاً وأعرف لمن يدق قلبي حقاً ..
ضحك بخفوت ودمعة تفر من عينيه قائلاً : تعلمين حين رأيتها بأحضان هذا الرجل يقبلها لم لم أغار عليها فتأكدت أنها مجرد صديقة لا أكثر وأنني قد ظلمتها حين أعطيتها مكانة لست قادراً علي تقويتها بيننا بأنانية فقط تشبثت بها لأنها كانت كبهجة حلوة أذهبت العتمة من حياتي .. ولكن حين رأيتها مع غيرى بتلك السرعة ..
بكي واضعاً وجهه بين كفيه لتسأله بذهول : سفيان .. آآنتَ بخير .
مسح عينيه الحمراء قائلاً : نعم .. أنا دمرتها يا سبأ قد تكوني متدمرة أيضاً ولكن هي ذهبت وألقت بذاتها مع غيري لعلها تنساني ،، رأيت نظراتها حين غضبت وجذبتها من أحضان هذا الرجل .. كانت كمن يتوسل لى أن أخذها لحياتي مجدداً .. أن انتشلها من تلك الزيجة التي ألقت بنفسها بها بسببي .. لقد تعلقت عيناها بي كطفل منبوذ ظن أن عائلته أحبته أخيراً .. أنا أنا وغد وأناني وحقير .. أنا لا أستحقك يا سبأ لا أستحق أن أحصل عليكِ كزوجة وأحيا بسعادة وهي هناك تتعذب وتدمر حياتها بسببي .
نزلت دموعه مجدداً وهي كذلك و تكون ذلك الشرخ بينهم وانتهي الأمر : أنا لم اكن هكذا ،، لم أرد لهذا أن يحدث يشهد الله انني أحبك .. أحببتك من كل قلبي يا سبأ ولكنني لا أستحقك حقاً ،، لا أستحق السعادة أساساً .
قالت بعذاب : لا يوجد إنسان كامل سفيان .
ضحك بحنان قائلاً : أنا آراكي كاملة هل تهوننين علي وأنا ذبحتك أنتِ أيضاً .
قاطعته بتذكر متألمة : كنت أحاول إنجاح زواجنا ،، أنا فقط احتفظت بكل الحب الذى بداخلى لزوج يرعاني ويحافظ علي .. أنا آسفة حقاً لأنني أحبتك متي راعيتني أو حافظت علي آساساً لأحبك ،، تراني كاملة ألست كذلك ..
ضحكت وهي تكمل : إن كنت كاملة لكنت وقفت الأن واحتضنتك وهونت عليك قلت أنني أحبك وأننا سنتخطي حاجز ندمك وعذابك هذا معاً ولكن كما قلت أنتَ بالفعل لا تستحق ... طلقني .
كان هذا أقسي ما سمعه يوماً ما ،، لقد سددت طعنة انتقامها بقلبه وانتهي الأمر .. بل لم تكتفي وهي تزيد قائلة : لا تستحق الحب الذى احببتك إياه ،، لا تستحق نفسي وجسدي الذى وهبتك إياهم .. رحمكَ الله يا جدي لقد ظن أنني قد ألم شمل العائلة ولكنه كان مخطئاً لم يضع بحسبانه أم يكون ابن عمنا جارحاً هكذا .. أتعلم سفيان قد تكون آثرت شفقتي وتعاطفي معك ولكن أبداً لن أسامحك علي ما فعلته ،، كل هذا ليس مبرر لما فعلته بي وبها .. أنتَ تحتاج أن تتسامح مع ذاتك الأنانية أولاً قبل أن تطلب تقبل الأخرين لكَ .. كان أمامك طرق أخرى لن تؤذي بها أحداً ولكنك اخترت الطريق الذى يضمن لكَ كلانا .
تنهدت وهي ترى ملامحه المتشددة وعيونه الحمراء التي تكاد تخرج من مكانها وعروق وجهه البارزة فعلمت أنه يعاني من كلامها ،، ماذا ظن أن تحتضنه حقاً وتخفف عنه وهي من يخفف عنها ،، وقفت منهية الحديث بينهم : سأنتظر ورقتي يا سفيان أرجوك لننفصل بتحضر .
قال قبل ان تلتفت بألم مترجياً : ماذا إن تصالحت مع نفسي ،، ماذا إن أريتك أنني جدير بمسامحتك ،، ماذا إن كنت جدير بكِ ،، ماذا إن تغيرت واستحققتك .
نظرت له بعذاب قائلة : ستفعل كل هذا من أجلك يا سفيان وليس من أجلى ، ذلك ما يحب أن تدركه ،، وداعاً يا ابن العم .
ورحلت وتركته يتابع سرابها قائلاً : بل سأفعله لأحصل عليكِ مجدداً يا زهرة الياسمين ،، لأستحقكِ ،، لأستحق حبكِ ولكن أولاً علي أن أخفف من عذاب ضميرى هذا علىَّ الذهاب للميا علي الحصول علي مسامحتها .. لم يكن جدي مخطئاً أبداً يا سبأ حين اختاركِ أنتِ .. أنا المخطئ بكل شئ .
............................................
ب
ين الأجواء المظلمة واشتعال أعمدة الإنارة برتقالية اللون بهذا المزمار الواسع ،، في جزء من الثانية غير ملحوظ كانت سيارات السباق تختفي من مكانها لتظهر بمكان أخر تجوب ذلك المزمار الواسع .. كلاً يحرص علي سلامته بإرتداء الملابس الواقية حيث السيارات التي تصطدم ببعضها مخلفة دخاناً رهيباً او اصابات بالغة بدون تلك السترات والخوذات ..
تخطي حد النهاية للمرة الخامسة والعشرون وانطلق حينها بكل تباهي يدور بالسيارة حول نفسه معلناً نصره كما العادة .. خرج من السيارة صارخاً بحماس محركاً يديه بعشوائية وجميع أصدقائه يحتضنونه بصخب وخشونة ويرفعونه عن الارض للهواء بمرح .
ضحك معهم ودخلو جميعاً لغرفة تبديل الملابس وبين مزاحهم معهم وإلقاء المباركة بالفوز له كان هناكَ حاقداً مترصداً لفوزه الدائم واستحواذه علي الأعجاب دائما هكذا .. كان هذا الشخص صديقهم المدعو براغب والذي استمع لمباركة أحدهم قائلاً : لنبارك للعريس أيضاً ،، سيودع العزوبية راكب السيارات الماهر دوروك .
ضحك دوروك ليتحدث أخر بمزاح : وهل ستتركك أختنا لتختلط بنا والله لو مكانها أخشي عليك وعلي أطفالها من صحبة المغامرات تلك .
ضحك حينها دوروك بجدية ليجيبه : سنرى يا صديق .
حينها قال راغب بتلاعب : أليست تلكَ الفتاة التي راهناك علي قيادة سيارتها متي وقعت هااا أم أنكَ ..
صمت تاركاً إياه لعقله ليجيب دوروك بعدم فهم : إلام تلمح يا راغب ..
قاطعه اخر قائلاً : ليس لشئ يا درورك ألا تعرف راغب يحب المزاح هكذا .
صمت دوروك بتذمت ولكن راغب لم يفعل وهو يتابع بتسلية متبجحاً : كنت أظن أنكَ تتسلي يا فتي لذا كنت سأخبرك أن تمررها لنا بعد انتهاء..
لم يُكمل كلامه ولكمة درورك تطيح به للخزانة خلفة بعد أن صاح بهِ بصوت عالٍ ،، فوقف راغب يرد لكمته بعنف كذلك وتلقي دوروك أحد أصدقائه من الخلف ولكنه لم يصمت وهو يحاول الوصول له مجدداً مع انضمام أصدقائهم للحد بينهم فصرخ به : أحضر سيرتها علي لسانك القذر مجدداً وأقصه لكَ أقسم .
ثم تركهم ملتقطاً حقيبته وذهب ،، توعده راغب بسره وهو يقلب عينيه حين سمع أحدهم يقول وأخر يعقب : هل جننت يا راغب ما هذا الذى قلته .
_ منذ متي ونحن نستمتع بالنساء أساساً .
_ منذ متي ونحن نستمتع بالنساء أساساً .
تأفف تاركاً إياهم بعد قوله : كنت أمزح لقد أخذ الأمر بجدية .
بعد ساعتين وصل دوروك لمنزله ،، فدخله بهدوء ولكن حظه لم يكن معه وهو يجد والدته جالسة علي أريكة الصالة بقلق تنتظره _ السيدة رحمة _ وما إن رأته حتي شهقت : ما هذا هل أصبت ،، يا الله متي تترك تلك السباقات التي تدمر بها أعصابي .
قبل يديها قائلاً بدفئ : لا تقلقي علي يا روحي ثم هذا ليس من السباق تشاجرت مع راغب مجدداً ،، تعلمين شجاراتنا .
تأففت قائلة : وما السبب مجدداً ألن يتوقف هذا الفتي عن جر المشاكل .
قال بسخرية متذمتاً : إذا توقف راغب من يفعل .
اخبرته بصرامة : لا تتهرب أحكى لي ما حدث لتنالك لكمة منه هكذا .
ضحك بخشونة قائلاً : كان يرد لكمتي يا رحمة لو ترى وجهة لقد كوبته كله بلكمة واحدة .
ابتسمت بتشنج خائفة : هل أضحك علي جمال لكمتك يا فتي ... هيا غير ثيابك وأنا سأضع لكَ العشاء ولكن أخبرني أولاً السبب .
تنهد مخبراً إياها كل شئ لتشهق بصدمة من وقاحته ،، ثم تركها وتذهب لتتنهد بضيق صدرها شاعرة بإختناق هامسة : يارب لم نطلب الفتاة بعد وتحدث وبدأت المشاكل تحوم باسمها يارب سترك ،، يارب إن كانت خيراً له فأتمم عليهم بخير وإن كانت شراً فأبعدها بدون ألم لولدى .
يتبع