الفصل التاسع عشر - عزف الروح
الفصل التاسع عشر
شهقت ووضعت يديها علي فمها ، من روعة ما رأته ، كانت البلالين تتطاير بالهواء المجمعة علي شكل بحبك ، بينما فرشت الجنينة بالورد الأبيض علي هيئة كلمة ' تتجوزيني ' ، قطبت حاجبيها أريكي من فعل هذا ، ما هذا الجنون !! ولكنخا فمت كل شئ حين اشتعلت تلك الشاشة الكبيرة التي وضعت في الجنينة ليظهر بها ، أشخاص كرتونية مرسومة وملونة عبارة عن رسومات ، الأولي كانت لفتاه تمسك مقص وتقص قميص رجالي بيديها ، ضحكت وهي تتذكر هذا ، والثانية كانت صورة لشاب وفتاه يقفون أمام بعضهم وهو ممسك بيدها ومن هيئتهم فإنهم يتشاجرون ، والثالثة كانت لفتاه تعوم بالمسبح ، والرابعه كانت لشاب يحتجز فتاه بالمصعد ، ابتسمت رغماً عنها وهي تنظر لتلك الصورة وبها فتاه تدفع شاب وهو في طريقه للوقوع في المسبح ، ثم صورة فتاه تضع بعض الحبوب بالقهوه ، ثم صورة شاب ينازع مع ألمه ، لم تعجبها تلك الصورتين وكأنهم من خربو قصتهم ، ولكنها ابتسمت حين وجدت تلك الصورة ، شاب وشابة يقبلون بعضهم وهو يرتدي بدلة وهي ترتدي فستان زفاف ، ثم صورة لنفس الشبين وهم يحملون أطفال صغيرة .
إنتهي عرض الصور ، لتضئ الشاشة بكلمة تتجوزيني ، ثم ظهر معاز ووقف في منتصف الجنينه وأردف بعلو : بــــــــــحــــــــــــبـــــــــــك .
وضعت يديها علي فمها بصدمة ، هو يحبها كما تفعل ، هو يبادلها ، كانت تشعر بهِ صادق ، ولكن بعد أن تحقق ما تريده استقبل هي ! ، نظرت لوالدتها بعدم تصديق وعيناها تفيض فرحاً ، ضحكت بدموع ثم نظرت لمعاز الذي يقف مبتسماً ، دخلت غرفتها لتقف بفرحة عارمة و إبتسامتها المتسعه التي تظهر أسنانها الناصعه لا تفارقها ، يديها علي قلبها غير مصدقة .
بينما في الأسفل وقف هو متنهداً بخيبة أمل حين دخلت غرفتها ، نظر لمدحت والدها وتحدث بحزن : شوفها يا عمي .
اومأ مدحت وصعد لإبنته ، دخل ليتحدث معها بهدوء : أروي معاز حكالي كل حاجة واعتذر هو كمان ، وهو بيحبك وانتو الاتنين بتحبو بعض .
سالي بتنهد فرح لإبنتها : يلا إنزلي قوليله إنك موافقة .
هرولت هي للأسفل بفرحة وهي عازمه أن تجعلهُ يتمني رضاها ، يطلب حبها ، يتجرع عشقها بعد أن تذيقه من كأسها التي تعشقه ألا وهو المشاكسة .
ابتسم هو حين وجدها تتقدم نحوه ، وقفت قبالتهُ لتنظر للأرض بخجل ، ففي النهاية هي أمام من طلب الزواج منها للتو وإعترف بحبه ، ولكن حقيقة خجلها أنها لم تستطيع النظر لهُ متذكرة قبلته ، وضع يدهُ علي ذقنها لتبعد وجهها بسرعه عن ملمس يده ، نعم هي تحبه ولكنها شعرت بعدم اغرغبة في جعله يلمسها .
تنهد معاز وتحدث : بصيلي طيب .
نظرت لهُ وما إن تلاقت العيون حتي نظر لها بندم ، بحب ، بشوق ، بينما نظرت هي بعتاب ، وحب مدفون ، بينما راح يتابع بمرح مبتسماً : انا مش رومانسي أوي بس هقولك اللي في قلبي ، أروي أنا أسف ، أسف بجد يا حبيبتي ، انا بحبك اوي ، مكتشفتش ده غير متأخر ، غير لما بعدتي عني، صدقيني انا بحبك وهحطك جوة عيوني .
ثم نزل علي قدميه وأخرج تلك العلبه الحمراء ، ليظهر ذلك الخاتم الذي يتوسطه ماسة من الألماظ ليردف مبتسماً بترقب : تتجوزيني .
اومأت هي في الحال ، ليتهلل ويلبسها إياه بهدوء فرحاً : وقف قبالتها وأردف بحب : بحبك .
اومأت بهدوء ليتابع بإستنكار : مفيش وأنا كمان .
أروي بهدوء وهي تنظر للخاتم ، ثم إليه مخرجة لسانها : بعينيك .
ضحك بقوة وأردف : هستني اسمعها منك علي نار ، ثم إقترب منها للتتراجع بوجهها ، إستشعرت أنفاسها وتوترت أنفاسها ليتحدث : هتقوليها إنهاردة أو بعدين وبرضاكي .
إبتعدت عنهُ ثم جلست علي العشب الصغير ، ليبتسم ويجلس بجوارها ،
بينما راحت تتحدث : أنا وافقت بس لسة مسامحتكش .
بينما راحت تتحدث : أنا وافقت بس لسة مسامحتكش .
تحدث بقهقهَ : والأميرة الحلوة هتسامحني إزاي .
إبتسمت لإطراءه وأردفت وهي تعد علي أصابعها : ممم ، أيوة ، توديني الملاهي ، وتجيبلي أيس كريم ، وغزل البنات ، وورد ... مش فاكرة حاجة تاني هفكر وهقولك .
تحدث هو بمكر وهو يهمهم : عايزة تخرجي معايا يعني .
لاحظت ما قالته وجزت علي أسنانها من إغتنامه الفرص لإحراجها ، بينما تحدثت مغيرة الموضوع : فكرة مين الحاجات دي ، ما إظن إنها فكرة واحد زيك .
رفع حاجبيه بإستنكار وتحدث بهدوء : لا فكرتي ، وحبيبة ساعدتني ، بالرسومات .
اومأت ليتابع حديثه ، وظلو يتحدثون ثم شرع عمار في الغداء مع العائلة، ثم غادر فرحاً .
⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
مساءاً يجلس فهد في الجنينة الواسعه الغناء ، أمامه اللاب توب الخاص بهِ يعمل عليه ً وبيدهُ الأخري قهوتهُ الذي يستحيها بهدوء وهو يباشر عملهُ، إنتهي من عملهُ ، ليمسك هاتفهُ ليحادث دائه وداوئه ، محبوبته ومعشوقته ، من وقع لها بعد نظرتين أو ثلاث منها ، من أحب ضعفها وقوتها ، كبريائها ، خجلها وغضبها .
أجابتهُ بصوتها الهادئ الناعم ، ليذوب في بحر قرع أنغام صوتها كأنها ألحان تعزف وتمس روحهُ مباشرةً ، تحدث بعمق متنهد : وحشتيني .
لتقطب حاجبيها وتردف بقوة : يا سلام لحقت أوحشك .
قهقه وتحدث بجدية محبة : إنتي بتوحشيني وإنتي أدامي .
نظفت حلقها بخجل وتوتر وأردفت بتشتت مغيرة الموضوع : إنت عامل إيه .
إبتسم بمكر وتحدث : كويس طول ما انتي كويسة .
تحدثت بهدوء : انا كويسة .
فهد بتذكر وبتساؤل : رميتي الجوابات .
تذكرت هي لملمتها إياهم منذ قليل وإعطائهم للخادمة ففي كل الأحوال ستصبح زوجة رجل أخر ولا يمكنها الإحتفاظ بهم ، كانت تريد أن تتحدث أنها رمتهم لأنها كان يجب عليها فعل ذلك ولكنها كالعادة استسلمت ، استسلامها التي كرهتهُ أمامه ، هي لم تكن ضعيفة يوماً ، ولكن أمامه أين تذهب القوة لا تعرف وأردفت بصدق : ايوة رميتهم .
اتسعت إبتسامته و تحدث بنبرة فرحة صادقة : حبيبتي اللي بتسمع الكلام .
لم تجيبه وفضلت الصمت خجلاً وضيقاً ، لما هي مستسلمة هكذا ! ، كيف عشقتهُ لهذا الحد ، حتي في كلامه هذا الذي اذا قالهُ غيره ستندلع فيه كنيران مشتعه تحبه وتحب طريقته وإسلوبه .
فهد بقهقهَ : هشوفك بكري يا حبيبتي ، هتبقي علي إسمي .
اسيل بخجل زائد محذرة : فهد ! .
ضحك وأكمل مستفزا إياها : هتبقي في بيتي في أقرب وقت .
عضت شفتيها و تحدثت بقوة من خجلها لتسكته : فهد .
فهد بمكر : يا عيون فهد .
تحدثت بخجل وبسرعه : تصبح علي خير .
ثم أغلقت الهاتف ، ليضحك هو مرجعاً رأسه للخلف بشده ، بينما لاحظ أخيه الواقف مبتسماً خلفه حين أرجع رأسه ، إلتف ونظر لهُ وأردف : عمار، تعالي اقعد ، انت هنا من امتي .
عمار بتقليده : حبيبتي اللي بتسمع الكلام .
ثم غمز لهُ وتابع : انت عندك جو وأنا معرفش ولا إيه .
فهد بكل هدوء : انا هجوز .
عمار بتصفير : ومين دي اللي وقعت فهد نجم الدين .
فهد مبتسماً بشرود في صغيرته : هتشوفها بكري .
عمار بإثناء : شكلك مستعجل .
إبتسم فهد ولم يعقب ، بينما راح كلً منهم يشرد في أفكاره .
⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
مساء اليوم التالي ، إرتدي فهد حلته السوداء الأنيقة البراقة ، وخرج من قصره بصحبة أخيه متوجهاً ليكتب حبيبته ويعلنها علي إسمه ، يعلنها لهُ وحده .
عمار بسرور : مبروك يا كبير ، مش مصدق إنك هتجوز بجد .
فهد وهو ينظر للطريق أمامه و بسرور : اعبالك ، إبقي حدد ميعاد مع أهل حبيبتك عشان نخطبهالك .
فرح عمار بشده ولكن غلبه حزنه وتحدث بشرود : وانا هجوزها ، وانا فاشل في كل حاجة ، هجوزها ونصرف من املاكي لحد ما تخلص .
فهد بإبتسامة ذات مغزي : هي هتغيرك اكيد .
تنهد ثم أطلق صيحة عاليه تليها حديثه بمرح : دا انت شكلك واقع يا معلم .
ضحك ضحكة خفيفة ، ثم وقف أمام محل ورد ، ليترجل من السيارة ويشتري باقة زهور بيضاء ، ركب ثانياً وأعطي الورد لعمار ، ليبتسم عمار وهو ينظر للورد الابيض متحدثاً : حبيبتي بتحب الورد الأبيض .
فهد بهدوء مبتسماً : انا معرفش هي بتحب ايه ، بس الابيض هيليق بقلبها الأبيض .
عمار بهدوء وهو يهز رأسه : شوقتني أشوفها .
⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
#يتبع