الفصل الرابع عشر - عزف الروح
الفصل الرابع عشر
لا يعرف أي رغبه قد إجتاحته ، منظرها هكذا أغراه عيونها المحمرة وعسليتها التي تتوسطهم شفتاها الكريزية وشعرها التي تناثر علي وجهها ، جعله يريد أن يثبت لنفسه ولها أنها ملكه هو ، قبلها بتملك وبقوة ولم يشعر بنفسه حينها ، تااه في دروب الحب ، وقع ولم يسمي عليه أحد ، حزن مما قالت نعم هو حقير لفعلته ولكن لن يسمح بالجزئ الأخير من قولها ، ألا وهي ستكون زوجته وبرضاها أيضاً ، فلقد دقت الطبول يا أنسه .
فاق من شروده حين دخلت عائلته وعائلتها ليجلسو محاوطين إياه علي بعض الكراسي بينما تحدث محمد : أومال أروي فين .
معاز بهدوء : مشيت .
قطب مدحت حاجبيه وأردف : مشيت ليه .
نظر معاز للأرض بأسف لتتحدث مروه والدته : أنتو إتخانقتو ولا إيه ، انتو باين عليكو محسودين .
حك معاز مؤخرة عنقه بضيق وتحدث مدحت : انتو اتخانقتو ليه ايه اللي حصل .
معاز بحرج : انا هحل الخلاف ده يا عمي ، بس انا عايز اخلي الخطبة في أقرب وقت .
مدحت بحزم : تحلو اللي بينكو الاول وبعدين نكلم ، الف سلامة عليك مرة تانية ، يلا احنا هنستأذن إحنا .
ثم غادرو المشفي ، نزلو ليجدو ريكي مقبل عليهم بالسيارة ، تحدث معه مدحت مستفهماً فتحدث ريكي : انا وصلتها علي البيت وجيت تاني ، مش رادية تحكيلي ايه اللي حصل .
تنهد مدحت واردف : طيب هنوصل سالي وهطلع علي شركة عزام .
اومأ ريكي وأدار المقود متحركاً عائداً للڤيلا .
⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
في شركة فهد طلب فهد من السكرتيره ان تنادي لهُ تمارا ، بعد قليل دقت تمارا الباب ودخلت حاملة دفتر ملاحظاتها بيدها وبعض الملفات ، تقدمت له واردفت بهدوء : طلبتني .
اومأ فهد وهو يتطلع بالملفات وتحدث بجدية : اقعدي يا تمارا .
جلست تمارا ونظرت له مستفهمة ، ليتحدث هو بعملية : الشركة اللي كانت عاملة احتفال بإسكندرية ، عندها ميعاد هنا بكري ، ياريت تتابعي الموضوع ، وعندنا إجتماع مع شركة عزام بيه دلوقتي وهتيجي معايا ، وياريت تجيبي ملف المنتجات معاكي عشان ندرسه .
اومأت تمارا التي كانت تدون بدفترها وأردفت بهدوء : حاجة تانية .
تحدث فهد بهدوء وهو ينظر لها : سمعت ان فتحتك اتقرأت .
نظرت له بدهشة قليلاً ثم تحدثت بإستنكار : لا محصلش الكلام ده .
لوي فمه ُ بإستنكار و أردف ساخراً : انتي خايفة من الحسد ولا إيه يا بنت عمي .
ترقرقت الدموع بعينيها أثر سخريته ، فلاحظها هو فقام وجلس مقابلها علي الكرسي الأخر وتحدث مباشراً لها بقوة : لو ألفت هانم جبراكي علي الجوازة دي قوليلي وأنا هتصرف .
مسحت دموعها وأردفت : انا مش قادرة أكلم دلوقتي هحكيلك بعدين .
اومأ لها بتفهم وأردف : ماشي ، جهزي نفسك عشان نخرج .
⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
في أميريكا كان عمار جالس يشاهد التلفاز في غرفته بالفندق ، يفكر في ما سيحدث غداً ، لا يشعر بالخير أبداً ، لا يعرف لما قلبه منقبض هذه الأيام ليس بسبب العمل ولكن ظن أن قطعه مما تحييه قد تخلت عنه ، عنذما حادث أخيه بالأمس استمد منه القوة والثقة ليكمل طريقه ومع ذلك هناك تلك الإنقباضة الغريبة بقلبه وعقله .
⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
وصل مدحت الشركة وأخذ يراجع بعض الأعمال المشتركة بينه وبين عزام وبعد ساعتين تقريباً انهي عمله مع عزام ورحل من الشركة عائداً للڤيلا ، بينما كانت اسيل تتطلع للملفات التي بيدها وتراجع خطة عملها التي ستسردها بالإجتماع ، قلبها فرحاً لأنها ستراه ، لا تعرف متي وكيف عشقته هكذا ، لا تعرف مدي عشقها له ، لا تعرف إلا أنها تشعر بنفسها ترفرف في السماء حين يحادثها ، ذلك اليوم الذي كان يراقصها حين اعترف بحبه علي غره وفتح لها أبواب قلبها بسحره ، تاهت في شرودها و خرجت منها حين دق الباب لتدخل ريتاج بعد ذلك .
ريتاج بهدوء : اسيل هانم الإجتماع هيبدأ .
اومأت اسيل وخرجت ريتاج بينما قامت اسيل متوجهَ إلي غرفة الإجتماعات ، وبينما هي تسير فُتِحَ المصعد ليظهر فهد بهيئته الخلابه وتمارا خلفه ، وقفت هي مكانها تنظر لهم بغضب ، اجتاحها شعور غريب حين رءته يسير معها ويتحدث معها بكل سلالسة ، دخلت الإجتماع بعدهم لتجلس بإقتضاب بعد أن رحبت بإقتضاب أيضاً ، تحدث هو مقدماً تمارا : تمارا بنت عمي و شريكتي طبعاً في الشغل . بدأ الإجتماع وهي لم تنظر له أبداً فهي لا تعرف لما هي غاضبه ، بينما كان هو متعجباً لما هي هكذا ، أفعل شئ خاطئ ، أم حصل معها شئ .
كان ينظر لها بإعجاب ويرمقها بنظراته الحنونة المحبة بينما هي تتحدث بـ : أنا شايفة إن غلاف منتجنا بقي قديم ، لو غيرنا الغلاف هتزيد نسبة الأرباح .
تحدث فهد بإعجاب : بحييكي ، فكره حلوة ، بس الغلاف مصدره هيكون شركة .... الي بنشتغل معاها .
تحدثت هي بتحدي وثقة : بس إجنا مش هنلغي تعاقدنا مع الشركة اللي بنشتغل معاها .
ابتسم هو علي تحديها وأردف وهو ينظر بعيونها بقوة وعيناه تبتسم : بما إن الشراكة دي مضمونها طرفين ، وإنتو القائمين علي المنتج ، فالغلاف يبقي علي الطرف التاني يا أنسة اسيل .
تحدث بإبتسامة واثقة وكأنهُ يخبرها لا تتحديني يا صغيرة ، ليتحدث والدها : فهد بيه معاه حق .
قلبت عينيها بضجر وغضب وصمتت ، تتابع الإجتماع بين تسامراتهم وأحاديثهم ، وما إن إنتهي حتي هبت واقفة وأردفت : عن اذنكو . ،، ثم غادرت بدون كلمة أخري بينما ما زال الجميع بغرفة الإجتماعات .
وقف هو وصافح عزام ثم خرج هو وتمارا من الغرفة ، التف لها واردف : اسبقيني انتي علي العربية وأنا هلحقك .
ابتسمت وأومأت لهُ ثم مالت علي أذنه وأردفت مبتسمة : شكلها بتغير .
نظر لها وأومأ بعينيه حيث أغلقها ثم فتحها مرة واحدة ، لتبتسم له وترحل .
كانت اسيل ما زالت لم تدخل غرفتها حين رأت ذلك المشهد ، لتجز علي أسنانها وتدخل غرفتها مقفلة للباب بغضب ، جلست علي .
جلست علي مكتبها وأصبحت تفرك يديها بغضب ، ثم امسكت بإحدي الأقلام وأخذت تدق بسرعه وبعصبية علي سطح المكتب ، وما توقعته حدث حيث دخل هو عليها بدون إستئذان ، وأقفل الباب خلفه ، تقدم لها ووقف بجوار كرسيها وهو يضع يديه بجيوبه وينظر للأسفل من زجاج الحائط الكبير .
حل الصمت لفتره وجيزة ، تأففت هي بصوت مرتفع وعادت لتقرع بقلمها علي سطح المكتب ، ما هذا البرود يا رجل ! .
قهقه هو والتف لها بجزعه ووقف أمام كرسيها التي أدارته ليصبح مواجه لها وتحدث بهدوء : الجميلة زعلانة ليه .
نظرت له ثم لقلمها وتحدث وهي ترفع كتفيها بلامبالاه : مين قال اني زعلانة .
أخرج يدً من جيبه وأمسك بذقنها ليرفع وجهها لكي تنظر له ، ثم وضع يده مرة أخري بجيبه ، بينما سارت هي رعشة بجسدها جراء يدهُ التي رغم خشونة رجولتها إلا أنها شعرت بها كالحرير ، نظرت له مستفهمة ليردف هو بمكر : مش زعلانة . ثم همهم وأردف بإبتسامة جانبية : يبقي غيرانة .
انكمشت ملامحها بتوتر ولكنها أردفت بغضب : وأنا هغير من ايه ، وهغير علي مين أصلاً .
لوي فمهُ بغضب فهو لا يحب أن ينكرهُ أحد وأردف بهدوء : تمام هعمل نفسي مصدقك .
يتحدث هو بهدوء ليعلب علي أوتارها ونجح بذلك ، اذ دق قلبها بتسارع و شعرت بالتوتر من هدوئه وصمته ، نظرت له حين تحدث بتساؤل : هتديني الإذن امتي عشان أكلم حمايا المستقبلي .
شعرت بوجنتيها تتورد ونظرت للارض بخجل ، تخجل هي من جرأته في الحديث ، لما لا يذهب ويتحدث مع والدها ، ولكن ما لا تعرفه أنه يحب رؤية توردها رؤيتها محمرة من الخجل ، سماع قبولها وحبها منها هي بذاتها عندهُ لا يقدر بثمن .
همهم ينتظر ردها لتتذكر هي غيرتها وتردف بقوة وهي تنظر لهُ : مش موافقة ، روح اتجوز بنت عمك .
ضحك هو بشده لتنظر له بغضب وأردف بمكر ومرح معاً : مش غيرانة ها .
عضت شفتيها السفلية بقوة من الداخل نتيجة خجلها وتوترها ، ليخرج كلتا يديه ويمسك بذقنها مجدداً ساحباً شفتيها من قبضة أسنانها وتحدث بغضب : سبيها متمسكهاش كدي .
عضت شفتيها السفلية بقوة من الداخل نتيجة خجلها وتوترها ، ليخرج كلتا يديه ويمسك بذقنها مجدداً ساحباً شفتيها من قبضة أسنانها وتحدث بغضب : سبيها متمسكهاش كدي .
سحبت وجهها بضيق واردفت بقوة : وانت كمان متمسكنيش كدي .
تنهد بهدوء متجاهلاً كلامها وأردف : مش هتسمعيني ردك .
صمتت قليلاً ثم تنهدت وتركت ذلك الغضب جانباً وأومأت موافقة لتتهلل أساريره ويبتسم بإتساع نظرت لإبتسامته المحبة والحنونة لتبتسم رغماً عنها وعيناها تفيض من الفرحة لمعاناً بارزاً .
نزل بجزعه لها وأسند بمرفقيه علي ذراعي الكرسي ليحاوطها لترجع هي للخلف وتلتصق بالكرسي وأردف مبتسماً بحب : مش هتندمي علي قرارك ده . ثم أمال علي أذنها لتنكمش أكثر علي نفسها وتحدث : وتمارا بنت عمي وبس ومفيش حاجة بيني وبينها .
ثم وقف وعدل من هندامه وتحدث : أخويا في سفرية لأمريكا ، أول ما هيرجع هكلم عزام بيه واحدد معاه ميعاد ، خلي بالك من نفسك .
اومأت له وأردفت بخجل : وانت كمان .
ابتسم لها ثم غادر مكتبها متوجهاً للأسفل ، بينما هي التقتط أنفاسها الحبيسة ووضعت يدها علي قلبها وعضت شفتيها مجدداً بتوتر ثم تركتهم حين تذكرت حركته لتبتسم بخجل .
⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢