اقتباس من الفصل التاسع والأربعون - مملكة الذئاب Black
إقتباس الفصل التاسع والأربعون
خلال ذلك كان ساب قد وصل للقصر... وكان سيتجه لمكتب الملك لأخباره بقدومه... إلا أنه غير إتجاه حتى يطمئن على صديقه كيشان ورفيقته سانسا... وصل ساب للإسطبل ودخل من مقدمته بدلا من الإلتفات حوله والدخول من الخلف.... كما يفعل بكل مرة ولكنه فعلها....حتى لا يراه أحد من المستشارين فيوقفه ويسأله عن سبب إختفائه خلال الفترة الماضيه...وهو لا يملك الطاقه لهذا....
وصل ساب لمكان صديقه فوجده يجلس بإرتخاء وسانسا تستند عليه براحه وسكينه....فإبتسم ساب لهذا المشهد كان كيشان قد إشتم رائحه صديقه...فألتفت ينظر له...
فوجد ساب يتقدم إليه وهو يبتسم فزمجر بإشتياق له....ووقف على قوائمه الأربعه وإقترب من ساب يرحب به....فأصدر ساب ضحكه هادئه لما فعله صديقه من إستقبال حافلا....وظل يمسد فرائه وإنخفض يقبل ما بين عيناه كما يفعل دائما...ثم
إبتعد عنه وإقترب ل سانسا التى تنظر لهم بهدوء... وقام بتمسيد فرائها وتقبيل ما بين عيناها هى الأخر...
وهو يقول بود : كيف هو حالك يا جميله مع هذا الوحش العملاق؟!...أنهى حديثه بإبتسامه هادئه... إقتربت منها سانسا وهى تحتك بها بلطف....وكأنها تخبره أنها بخير...فإبتسم ساب لهذا ثم وقف ونظر لكلاهما.... وقال بتسأل : ولكن لما لا تجلسون بالخارج فالسماء مشرقه والجو رائع بالخارج؟!....
فخرجت زمجره حزينه من سانسا... ففكر ساب قليلا ثم قال بحماس : حسنا من يريد التنزه فبكلتا الحالتين هو سيقوم بقتلى مشيرا للملك...لهذا فالنمرح قليلا....زمجرت سانسا بسعاده وهى تلتف حول ساب بحماس هى الأخرى....
بخلاف كيشان الذى ينظر ل ساب بهدوء وكأنه لا يحبذ هذه الفكره....لأن صديقه ليس معه....إلا أن حماس رفيقته جعله ينظر لهم بصمت....
خلال ذلك كان دوغلاس ودراكوس يقفان لأستقبال الليدى وإبتنها..... وخلال ذلك كانوا يتحدثون عن البرج الذى سيقوم جورج بإنشأه... إلا أن أحد الحرس قاطع حديثهم وهو يسرع بإتجاههم....قائلا بنفسا منقطع بسبب ركضه:سيدى هناك أمر هام على إخبارك به؟!...
فنظر له دوغلاس وقال بهدوء : ماذا هناك؟!... هل أتتك أخبار عن ساب؟!...أومأ الحارس بإحترام وهو يقول: أجل سيدى...لقد أتى ساب منذ قليل...
ظهر القلق على ملامح دوغلاس ولكنه أخفى ذلك ببراعه وهو يسأل الحارس :ولما ليس لدى علم بقدومه حتى الأن...أجابه الحارس ببعض من الخوف: لقد أتى منذ مده قصيرة... كما أننى بحثت عنك سيدى وأخبرونى أنك بإجتماع هام مع الملك... لهذا إنتظرتك حتى تخرج وها أنا أخبرك بقدومه....
تنهد دوغلاس بحده وقال محاوله عدم الإنفعال فالحارس لا ذنب له : وأين هو الأن؟!...أجابه الحارس وهو ينظر للأسف لفشله بما طلبه سيده: أنه بالإسطبل منذ قدومه....
حاول دوغلاس التحكم بإنفعاله ليفكر بهدوء...ولكنه تذكر أن الملك طلب من جورج وماكس التواجد بالساحه الخلفيه لبدأ العمل...وهذا يعنى أن المسافه بين ساب وجورج تعد معدومه... ومن المؤكد أن ساب سيرى جورج عند خرج من الإسطبل...
فأسرع تجاه الساحه الخلفيه... وخلفه دراكوس الذى يستمع لصوت دوغلاس الغاضب وهو يلعن...
وصل دوغلاس للساحه الخلفيه وهو ينظر حوله حتى وجد جورج وماكس يتناقشان بالعمل....فأسرع تجاههم وهو يحاول إلتقاط أنفاسه... ثم أمسك بكتف جورج يجره خلفه دون حديث... ليخرجه من هنا قبل خروج ساب.... تعجب كلا من جورج وماكس.... من سحب دوغلاس ل جورج بدون سبب....
وظل جورج يسأله بتعجب....جورج بدهشه :ما الذى تفعله دوغلاس.... إتركنى فأنا لدى الكثير من الأعمال المتراكمه....ولم أنتهى منها بعد...لم يكن جورج ولا ماكس يعلم لماذا يفعل دوغلاس ذلك....
لهذا سحب جورج يده من دوغلاس وهو يقول بتعجب: فالتخبرنى بما يحدث معك يا رجل ؟!..
أجابه دوغلاس بحده وهو يعود ليمسك بيده: لقد عاد ساب.....لم يظهر على ملامح وجهه جورج سوى نظرات البرود المعتاد....وكأن الأمر لا يعنيه رغم أن قلبه يكاد يخرج من بين أظلاعه إشتياقا لصاحبه العيون المهلكه.... وخائف من رد فعلها حين تراه هنا....
وكاد يرد على دوغلاس إلا أن الأون قد فات حين قال ماكس بصدمه :ماذا الذى يفعله ساب مع الذئبان بالخارج؟!... نظر الجميع إلى ما ينظر إليه ماكس فوجدوا ساب خرج من الإسطبل ومعه الذئبان....
وهنا توقف كل شئ حين نظر ساب أمامه فوجد جورج ودوغلاس وماكس ودراكوس يقفون معا... وتوقفت عيناه على جورج....ثم إنتقلت ببطئ ليد دوغلاس التى تتمسك بكتف جورج بأريحيه مطلقه... وكأنهما إعتاد على فعل ذلك من قبل.... فتجعد ما بين حاجبيه غير متقبلا لهذه الفكره....وهو يعود لينظر ل دوغلاس منتظرا تفسير ما يراه....لاحظ دوغلاس ذلك فأبعد يده عن جورج....
فلاحظ ساب ما يحمله جورج وماكس بأيديهم من أوراق تستخدم للرسم فقط....حينها أدرك ما يحدث فزاد إنعقاد حاجبيه وظهرت الصدمه على صفحات وجهه....وهو لا يصدق ما تراه عيناه.... لقد فهم الأمر الأن.... فلا أحد يعلم بإتقان جورج للرسم سوى هو وعائلته ودوغلاس حين ساعده بصنع درعه الذى قام جورج برسمه من أجله.....
ولكن كان السؤال الأعظم الذى طغى على باقى الأسأله التى يطرحها ساب على نفسه هو: لما؟!..
لما يفعل دوغلاس شئ كهذا به.. وهو يعلم كم
يمقت والده ولا يحب التواجد معه بمكان ما....
لهذا قال كلمه واحده بصوتا متصدع وعينان تحمل الكثير من الخذلان والتسأل: لما ؟!...كاد دوغلاس أن يجيبه.....إلا أن ساب أوقفه حين رفع يده ليمنعه من التحدث...وهو يغمض عيناه فى محاوله منه لإستيعاب ما يراه... إلا أن عقله لم يعد يتقبل الأمر وقلبه لم يعد يحتمل.....لهذا صرخ بها قائلا وقد برزت عروق رقبته من شدة إنفعاله.... وفتح عيناه فكانت محمله بالغضب بل الكثير من الغضب والألم : لما واللعنه تفعل بى هذا؟!... لما تخون ثقتى بك رغم علمك بما أعانيه ؟!... كيف لك أن تكون على علاقه به دون علمى؟!... ألم ترى الحطام الذى إفتعله هذا الحقير بداخلى؟!... وقام بالضرب على صدره موضع قلبه المحطم....وهو يكمل ليس كافيا أليس كذلك؟!... لهذا قررت أن تستكمل ما بدأه هو.... كان ساب يتحدث ووجهه أصبح مائل للإحمرار من كثرة صراخه وإنفعاله..... كل ذلك وهو ينظر ل دوغلاس الذى يبتعد عنه فقط بعض أمتار القليله....
أجابه دوغلاس بحزن وألم مبررا فعلته : أقسم أننى لم أخبرك بهذا حتى لا تتألم....كان من الأفضل لو لم يجب دوغلاس عن ذلك السؤال.... خاصه أن ساب ألقى به دون تفكير... وهو مازال يظن أنه من المستحيل أن توجد علاقه تربط بين دوغلاس ووالده...
إلا أن ساب شعر بألمه يتضاعف بشدة حين أكد دوغلاس حديثه.... لهذا ظل يضحك ساب بطريقه مخيفه.... وهو يعطيهم ظهره ويجلس أرضا ليحاول إلتقاط أنفاسه التى تؤلمه بشده....وهو يفكر قد فقد أخر سندا له بهذه الحياه....فلم يعد له شخص يحتمى به من نفسه حين تؤذيه كما يحتمى به من الأخرين.... فلقد عاد لما كان عليه وحيد مليئ بالجروح والألم.... كما عاهد نفسه منذ الصغر....
حينها قال ماكس بصوتا خافت به بعض من الخوف : أظن أن علينا أخبار الملك الأن بما يحدث.....ف ساب ليس بحاله جيده... فقد يتهور وهو ليس بمفرده فمعه ذئبان قد يقتلون الجميع بلحظه لأننا أغضبنا صاحبهم وقد كان ماكس محق فيما قال.....
يتبع...