-->

الفصل الواحد والعشرون - كما يحلو لكِ - النسخة الفصحى

 




الفصل الواحد والعشرون


النسخة الفصحى

 

وقع كل واحد منهم بورطة حتمية، فهناك من لا يقبل سوى تصديق أن زوجته امرأة خائنة وهي ثاني امرأة تقوم بخيانة عشقه لها، وهناك من تتخيل أبشع المصائر لنهاية حياتها على يدي والدها، وهناك زوجة ترى تلك النظرة القاتلة بعيني زوجها قد فتكت بها بالفعل آلاف المرات وعقله بالطبع لا يستطيع سوى اسقاط تام شامل بأن المرأة التي تقف أمامه تماثل تمامًا عشيقته السابقة شكلًا وأفعالًا وكأنها باتت صورة طبق الأصل منها في كل شيء..

 

ولكن هناك من بدأ في استغراب الموقف وهو ينتظر بلوعة روعة البدايات مع تلك الفاتنة الصغيرة بأسلوبها الصارم، ولن يترك الفرصة لتضيع منه..

 

تقدم ليقف أمام "عمر" مباشرة وفصل بينه وبين كلًا من أخته وزوجته وقدم يده له ليصافحه ولم ينس كلمات "روان" عنه وربما من أجل الورد عليه أن يتحمل ألم الأشواك، هو مضطر لهذا عاجلًا أم آجلًا عليه أن يُحسن علاقته به بأي طريقة، فابتسم له ثم انتظر مصافحته وحدثه بنبرة ودودة ليقول:

- لقد أتيت في الوقت المناسب، لتوي كنت أسأل عنك، كنت أود الجلوس معك أمس ولكن على ما يبدو لقد كنت مشغول للغاية، كيف حالك؟

 

احرقه بنظراتٍ قاتلة، بعد أن قتله آلاف المرات بعقله أولًا، فارتبكت على اثر ما يحدث "روان" التي لا تتوقع إلي أين يمكن أن يصل جنونه بينما "عنود" لا تتخيل سوى أنه سيخبر والدها أنهما كانا جالسان معًا!

 

- بخير..

 

قالها بعد أن طال الوقت وبدا الموقف محرج له وصافحه مضطرًا إلي أن يعرف ما الذي يفعل ثلاثتهم معًا، ربما تستعين "روان" بأخته الصغيرة ليبدو لقائهما منطقي وطبيعي وتحاول أن تُزيل الشبهة عن عهرها مع هذا المخنـ ث، ولكنه سيجد الدليل القاطع ووقتها لن يرحمها ولن يغفل عن التمثيل بجثته وخاصة يده التي كانت تلمسها بالأمس!

 

- عليك أن تجد حل مع زوجتك، تقوم بالتأخر عليّ فقط من أجل معروف صغير يخص العمل، فلتقوم بترك كلمة جيدة عني أرجوك حتى تبدأ في معاملتي وكأني واحدًا من اقربائها.. أتوسل لها منذ مدة ولكنها لا تستجيب لمطالبي أبدًا وبالكاد تقوم بالرد على مكالمة مني..

 

لم يقتنع بحرف، وهذه المرة "روان" هي من قتلته بعقلها آلاف المرات، زوجها مصاب بزمرة من الأمراض النفسية التي لا نهاية لها وأي ما يشير عن وجود علاقة فيما بينهما سيتفهم الأمر بشأن خاطئ!

 

- وما الذي تريده أنت؟

 

تساؤله آتى بقسوة شديدة تفتقر لكل معاني الذوق أو حتى الاحترام، هذه ليست بطريقة للتعامل بها مع أحد افراد عائلة زوجته مهما كان، لابد من أن العائلة بأكملها لديها خلل في عقلها، ولا يمزح بهذا الشأن هذه المرة!

 

اجابه بالرغم من عدم تقبله لهذا الأسلوب وحاول الحفاظ على أسلوبه الودود:

- لا شيء، فقط أريد الدخول في عمل جديد وهي تعرف من أود مشاركته معرفة جيدة ولكنها بالكاد تساعدني..

 

لم يُصدق الأمر ولو لجزء من الثانية، كونه ينفي بنظراته تلك أي سبب يجمعهما سوى العمل وهو يُدافع باستماته بعد أن فعلت هي الأخرى المثل عندما كان يراقب لقائهما معًا لم يبتع تبريرهما المتكرر الواهي، وبوجود أخته معهما، هل يظنان أن هذا سبب كافي لعدم ارتيابه؟ أو وجود أخته معهما سيبرأ كلاهما في عينيه؟ لابد أنهما ساذجان للغاية..

 

حمحم "يونس" من تعجبه من انتظاره وهم واقفون في منتصف مدخل هذا المقهى حتى بات انتظارهم يعوق الناس فحدثه مقترحًا:

- على كل حال، هل لديك الوقت لنجلس معًا جميعًا أم تود أن نذهب لمنزلنا؟ ستسعد يارا وأبنائها بالزيارة كثيرًا..

 

بالرغم من تلك اللظى التي لا تخمد بداخله وحرقته حيًا ملايين المرات بعد معرفة تواجده هُنا مع أخته وزوجته إلا أن ملامحه كانت تتسم بالبرود الشديد فهو لطالما كان بارعًا في التحكم بملامحه ليأتي صوته متكلمًا بنبرة غير ودودة اطلاقًا ليقول متسائلًا ببعض التحدي الدفين الذي لا يعلم "يونس" ما سببه:

- ولم لا يكون منزلي؟!

 

هناك شيء يعرف عن الرجال، أو على الأقل المرضى منهم بالتحكم؛ أو ربما الأمر ليس له علاقة بالرجال، الأمر يتعلق ببعض القواعد الحيوانية للفصائل المفترسة الضارية، لابد أن يكون النزال على أرضهم وبداخل مقاطعتهم، لا يقبلوا التحدي بأرض الخصم أبدًا، على الأقل يعرف صاحب الأرض مقاطعته جيدًا ويحفظها عن ظهر قلب وله كامل الحقوق في طرد القطعان الأخرى للخارج، ولصاحب الأرض أن يقوم بقتل من يجده بأرضه دون مطالبة القطيع الآخر بحقهم في القتيل، قانون البراري على ما يبدو، ولحسن نية "يونس" لم يمانع هذا القانون، على الأقل، حتى الآن!

 

❈-❈-❈


بعد مرور ساعتان..

 

اجتمع جميعهم بالمنزل، أو ربما اقترب الجميع من عرين الليث ليمكثوا بالخارج، لا يدري أحد ما الذي يكمن بداخله بعد لشدة ظلمته، ومن سيُفكر بأن يطأ بقدميه لداخل العرين ستكون محاولة انتحار حتمية، وكذلك من يظن أن العرين فارغ هو غبي بالتأكيد، أمَا من يعرف أن الليث ينتظر متربصًا للانقضاض الوشيك ويترقب أي حركة منه ليفر سريعًا ناجيًا بنفسه، فهو الوحيد الذكي بهذه الجلسة، ولقد كانت "روان" هي الوحيدة التي تعلم جيدًا أن هدوئه ونظراته سيتبعها افتراس وشيك.. تتمنى فقط أن يتم الأمر بعيدًا عن أعين الجميع..

 

بدأت أخته في الهدوء قليلًا بعد أن أطمئنت أنه لم يرها ولا يرتاب بشأن جلوسها مع رجل بمفردها، لقد مر شعورها بالخوف من والدها بسلام، ولكنها مسكينة، لقد أوشكت على مواجهة هذا الليث المتربص عما قريب..

 

أمَا عن هذا الطاووس الزاهي بنفسه، فمهما فعل، ومهما استعرض الكثير من ألوانه الزاهية، فهو في النهاية يريد الإيقاع بالجنس الناعم ويتمنى لو حصل منها ولو على نظرة واحدة، ولكن ترده خائبًا كل مرة وكأنها ضريرة لا تلاحظ كل تلك الألوان!

 

انضمت لهم "يارا" وآتى كذلك "بسام" بعد أن فرغ من حضور واحدة من المراجعات الهامة وسمحت له والدته بالجلوس معهم للترفيه عن نفسه لبعض الوقت، باتت الجلسة عائلية للغاية وفي معجمه لا يكره أكثر من الاقتراب من الأشخاص ولكنه لابد له من وجود دليل بأي طريقة حتى يتيقن من أن ظنونه صائبة!

 

نهض بهزة رأس رسمية للغاية ليتنفس "يونس" الصعداء، الآن يستطيع مغازلة تلك الفتاة بالمزيد من الحرية حتى ولو بعدة نظرات، ولكن لم يكن على يقين أنه سيستجيب.. حسنًا، "روان" اليوم افسدت كل شيء، ربما أخته ستكون داعمة بعض الشيء، ربما عليه ارسال رسالة لها على هاتفها، كما عليه ارسال رسالة أخرى إلى هاتف "روان" فهو يريد منها أن تتركهم بأي طريقة!

 

- توقفي عن التغزل بي عزيزتي ولتذهبِ لزوجكِ، اطمئني عليه أو قومي بمغازلته بدلًا مني!

 

لم تتفقد الرسالة بالطبع فأخذ يُشير لها نحو هاتفها لتزفر بضيق وتفقدت الرسالة ثم ضيقت عينيها نحوه بحقدٍ فلحقها بنظرة ذات مغزى فتنهدت وهي تمسح رسالته فهي لا تحتاج لمزيد من الارتياب من زوجها العزيز لتنهض وتغادرهم للبحث عنه بينما لم تكن ترى ذلك الفحم المتأجج بداخل عينيه وهو يتابعهما مليًا من على مسافة بعد أن اعتذرت بلباقة:

- اعتذر لكم جميعًا، سأذهب للمرحاض وسأعود سريعًا

 

كان الآن الدور على أخته العزيزة، هي من ستخلصه من خالته العزيزة، فأرسل لها رسالة هي الأخرى بمجرد ذهاب "روان" وتوسلها قدر المستطاع:

- أقسم لكِ لم أستطع أن أحدثها ولو كلمة منذ الصباح، اذهبِ مع خالتي لأي مكان أرجوكِ يارا، كل ما أطالب به ربع ساعة فقط، وحدنا، اتركوا لي الفرصة أتوسل لكم جميعًا، وسأكون فتى جيد ومطيع ولن اتعدى أي حدود ولن أقلب الدنيا رأس على عقب، اطمئنوا جميعًا ولكن اعطوني فرصة لعينة معها!

 

على النقيض تمامًا تفقدت "يارا" هاتفها سريعًا بمجرد وصول الرسالة لتنظر له بزجرٍ واضح ليرمقها بتوسل شديد لترسل له هي الأخرى:

- عشر دقائق لا تملك سواهم ثم سأعود، واياك والمزاح معها، ولا تنسى أننا بمنزل أخيها وزوجته التي هي ابنة خالتك والتعامل لا يخلو من الاحترام، أنا احذرك من البداية يونس، انتبه مليًا!


- حسنًا أمي، لن أخطأ.. هل أنتِ سعيدة الآن، اتركونا وشأننا أرجوكِ!

 

اجابها في لمح البصر لتنهض هي ثم طلبت بلباقة من خالتها:

- خالتي، هل لي أن احدثكِ بموضوع هام فقط لخمس دقائق؟

- بالطبع يارا ابنتي، أخبريني ماذا هناك؟

 

اجابتها خالتها سائلة فغمزت لها ثم توجهت تدفع كُرسيها وكلتاهما صمتتا بعد تلك العلامة التي وجهتها لخالتها وهنا تبقى "بسام" فقط الذي على ما يبدو تعلم الإلحاح من "يونس" وسيكون أفضل منه كثيرًا عما قريب:

- ألم تعدني أنك بمجرد وصولك سنكمل مباراتنا سويًا هذا لو استطعت التغلب علي، أم أنك تخاف الخسارة!

 

هذا ليس بوقته نهائيًا، سيُرسله إلى إجازة خلف الشمس نفسها لو تطلب الأمر ولم يُعجبه تلك اللهجة التي يُحدثها به أمام من يحاول الحصول على اعجابها:

- أخاف منك أنت!! كما أننا تعادلنا آخر مرة! كف عن الكذب بسام!

 

ضيق عينيه نحوه بانزعاج ورد بغير اتفاق لتلك الكلمات التي سمعها منه:

- أنت هو الكاذب؟ وبآخر مرة لقد خسرت أنت بعد هدفين مقابل لا شيء، أم تشعر بالإحراج لأنني أصغر منك وأنت تخسر أمامي؟

 

حسنًا، هو لديه دقائق معدودة ليحصل عليها معها وهذا السخيف يحدثه بشأن مباراة، عليه التخلص منه بأي طريقة!!

 

- ولم سأشعر بالإحراج، لا يهمني من سيعرف، كما أن كل لعبة بها مكسب وخسارة، اذهب أنت فقط وقم بتوصيل الشاشة الكبير بغرفة الجلوس وسآتي إليك فورًا!

 

- حسنًا!

 

 

توجه سريعًا ليفعل ما أخبره به ليزفر أخيرًا براحة بعد أن تخلص من الجميع فبات ينظر لها بقليل من الجرأة ليجدها منشغلة بهاتفها فنادها قاصدًا نطق اسمها لتنتبه له من تلك اللعنة بيدها:

- عنود

 

رفعت عينيها نحوه باهتمام هذه المرة ليشعر بالسعادة لحصوله على انتباهها قليلًا ولكنه يتوقع أن هذا الاهتمام سرعان ما سينصرف عنه وانزعج للغاية من عدم ردها ولو بكلمة "نعم" فقرر أن يتولى هو هذه المحادثة:

- هل تودين اللعب معنا؟

 

استنكرت سؤاله ورأى هذا جليًا على ملامحها وأومأت له بالرفض ثم اجابته باقتضاب:

- لا.. لا أعرف كيف أقوم باللعب

 

أومأ لها بالموافقة وحاول اختراع أي سبب ليطيل الحديث معها:

- ألم يعلماكِ عمر وعدي؟

 

رفعت رأسها من هاتفها مرة أخرى مما جعله يود أن يهشم هذا الهاتف اللعين واكتفت أن تومأ له بالنفي بهدوء ليشعر بالعصبية من تلك التي بالكاد تتحدث فحاول أن يحدثها عن شيء تهتم به حقًا:

- على ما يبدو المشكلة ليست بعدي أو عمر، لقد سمعت أنكِ تدرسين بكلية الطب، الدراسة تأخذ كل وقتك، أليس كذلك؟

 

وكأنه اختار الأمر الصائب للتحدث به بمنتهى الذكاء، لأول مرة يرى اهتمام حقيقي من أجل شيء بملامحها، تلك الزفرة المُرهقة منها كانت أبلغ من الكثير من الكلمات التي قد تُقال ثم أخيرًا قالت:

- نعم، أنت محق، الدراسة لا تنتهي، ليس لديك فكرة كم هي شاقة..

 

حسنًا، هي واحدة من تلك الفتيات المتفوقات، جيد، هذا يجعله يتنقل لجملته التالية:

- كي أكون محقًا مجرد معرفة أن هناك من يدرس بكلية الطب الأمر يُصبح مخيفًا لي من شدة صعوبته.. على كل حال أخبريني، ما تخصصك المُفضل الذي تودين الالتحاق به؟

 

توسعت عينيها باهتمام وهي تُفكر، كان فقط ينقصها أن تنظر له هو دون النظر بعيدًا عن عينيه ولكنه رضى بالقليل على أمل أن يكون هناك المزيد بعد:

- لا أدري بعد، ولكن أظن الجراحة.. ولكن إلى الآن لا أعلم أي من تخصصات الجراحة، لم أقرر بعد!

 

قلب شفتاه بإعجاب هائل وسرعان ما تابع حتى لا يفقد ذلك الشغف الذي تتحدث به:

- جراحة، أليس هذا تخصص صعب للغاية؟

 

هنا شعر بكامل اهتمامها يُسلط إليه حتى أنها اعتدلت في جسدها لتقابل وجهه تمامًا واقترب حاجباها واجابته سائلة:

- ما الذي تقصده بصعب؟ أليس كل تخصص له صعوبة معينة؟!

 

قلب شفتاه وتحدث بحسن نية وهو لا يقصد شيئًا حقًا:

- ما اقصده هو أن هناك بعض الفتيات تنادي بصعوبة هذا التخصص، أغلب الفتيات تخترن تخصصات أخرى!

 

وكأنه أجرم جرمًا يستحق عليه عقوبة الإعدام بعد رؤيته لملامحها التي انزعجت بشدة وتلك الكلمات اللاذعة التي لحقته بها:

- أليس من حقنا أن نتخصص في أي شيء نريده ويكون لنا طموح وغايات، لم يدرس لنا بأول محاضرة أن هناك بعض التخصصات محظورة للفتيات أو النساء، أم هناك مثلًا تخصصات كُتب عليها للرجال فقط.. هذا فضلًا عن أنها نظرة في منتهى السطحية أن تملك النساء في المطلق بعض التخصصات فقط لتخترنها!

 

رمقته بغضب حقيقي ليتعجب بشدة وسرعان ما حاول احتواء الموقف:

- أهدئي، لماذا كل هذه العصبية، أنا لم أقصد شيئًا، وعمومًا كل فتاة لها الحق أن تختار ما يحلو لها ما دام هذا هو اختيارها.. لو تحبين الجراحة، حسنًا، أتمنى لكِ التوفيق وأن أراكِ أفضل جراحة بالدولة بأكملها!

 

ابتسم لها في النهاية واحدة من تلك الابتسامات الساحرة التي تجذب الفتيات لتتعجب لصنيعه ولكنها اشاحت بنظرها عنه ومن جديد سلطت عينيها بهاتفها دون أن تعقب ولو بكلمة واحدة وحقًا أراد أن يهشم هذا الهاتف ليراه متساقطًا على الأرضية متحولًا لملايين القطع الصغيرة.. ولكن بالرغم من انزعاجه سيحاول الوصول لما يُريده..

 

- أتعرفين، قبل وفاة والدتي كانت هناك طبيبة جيدة للغاية، لقد قامت بعمل عملية جراحية وقد تحسنت صحة والدتي كثيرًا بسببها، وكانت في منتهى الذكاء واتذكر وأنا صغير عند رؤيتها اعتادت أن تمازحني وتلاطفني، والعائلة بأكملها كانت تُحبها وتُقدرها.. أنا لا أملك تلك النظرة السطحية التي تحدثتِ عنها، بل العكس، أنا أُقدر للغاية أي إنسان يحب مجاله ويبذل مجهود من أجله ويبرع به، وروان مثلًا أفضل مثال ناجح في عملها ودائمًا اعترف أمام الجميع إنها فعلت الكثير مما لا يستطيع رجال فعله.. لو سنتحدث على عملها التقني نفسه هي أفضل من الكثير من الرجال.. البراعة والاحترافية في العمل لا تتوقف أبدًا على جنس الإنسان، هذا منظور خاطئ تمامًا!

 

رمقته بطرف عينيها وهدأت قليلًا فهي لا تتحمل رجل يقلل من شأن المرأة، الحياة مع رجل كـ "يزيد الجندي" جعلتها تكره أي رجل يحمل نفس نظرته للمرأة، ولم يغفل هو ذلك الانزعاج الذي سرعان ما تلاشى وكأنه أول شجار فيما بينهما، فشعر بانتصار حتى ولو كان صغير، فعلى ما يبدو أن فتاة مثلها تكترث للكلمات والاتفاق معها في رأيها بعد توضيح وجهة نظره، جدالية نوعًا ما ولكن هناك بها شراسة، جعلتها تبدو شهية بصحبة ملامحها التي فُتن بها، وهذه بداية جيدة للغاية له.. عليها فقط أن تترك تلك اللعنة الممسكة بها فهو لم يعد يتحمل تجاهلها له!

 

- بمناسبة ذكر الجراحة، اعرف جراح بارع من اصدقائي، لو وددتِ في أي وقت أن يساعدك، أو حتى في المستقبل لو وددت بعض التدريب معه، يمكنني أن ارسل لكِ رقمه..

 

 لقد فكرت مرارًا في هذه اللحظة الحاسمة التي سيتوفر لها خلالها أن تملك عمل جيد وتستقل بنفسها بعيدًا عن والدها، وتترك هذه البلد وتغادرها دون رجعة، ولقد قررت مُسبقًا أن تستغل أي فُرصة حتى ولو كانت اعتمادية بشدة وبدلًا من صعود السُلم درجة درجة لا تمانع ارتياد المصعد.. ستحفظ هذا الرقم، ولكن بأي حق يُساعدها؟ هو ليس بأخيها ولا والدها ولا تعرف عنه شيء، أم أن هذه العائلة بكل من فيها متساهلون للغاية؟ فمن تتزوج بأخيها لا تستبعد أن يكون ابن خالتها يُساعد الناس.. هذا ما اهتدى عقلها إليه واتفقت عليه بينها وبين نفسها، ولكن يا تُرى من هو هذا الطبيب الذي يتحدث عنه؟

 

- من هو؟

 

ابتسم ابتسامة هادئة ثم اجابها بنبرة ثقة هائلة:

- تامر عبد الحميد قنصوة!

 

استطاع ببراعة أن يحصل على اهتمامها، وبعد ذلك اللمعان بمقلتيها وملامحها التي اختلفت بشدة وابتلاعها بهذا الارتباك والصدمة التي وقعت على ملامحها بعد سماعها لهذا الاسم الشهير أدرك جيدًا أنها من الفتيات الشغوفات بدراستهن وعملهن، ولا يكترث لو كان مضطر أن يصنع من نفسه أضحوكة لصديقه القديم فقط من أجلها..

 

- هل هو صديقك حقًا أم مجرد معرفة سطحية؟

 

اكتفى بهزة رأس بالإيجاب والآن عليها هي أن تبذل بعض المجهود معه بعد محاولاته الكثيرة حتى يصل إلى هذه اللحظة تحديدًا ليراها ترطب شفتيها المرسومة بملامح طفولية ولكن لم يغب عنها الشراسة والفتنة ليجد كلماتها تتشاجر بقسوة قبل صوغ جُملة واحدة:

- ولكن لا يزال هناك الكثير حتى أصل لهذه المرحلة، ربما وقتها لن يكون صديقك!

 

رفع حاجبيه باندهاش، في دقيقة واحدة جعلته يخسر واحد من أصدقاء عمره ليتعجب للغاية ثم رد معقبًا باستغراب:

- ما كل هذا التشاؤم! أنا وتامر أصدقاء منذ أن كنا صغيران ندرس بالمدرسة نفسها كما كنا جيران، اكيد لن اخسره في سنة أو اثنان أو حتى خمسة..

 

قضمت شفتيها وهي تعيد التفكير، ابن خالة زوجة أخيها، واحدًا من اقاربها في النهاية، حسنًا، ستستفيد بذلك الأمر بالإضافة إلى رضوى ابنة عمها، جيد، لتفعلها اذن:

- حسنًا، ما رقمه؟

 

سرعان ما امسك بهاتفه وبحث في قائمة الأسماء المُسجلة وقال دون اكتراث:

- أخبريني أنتِ برقمك لأنني سأرسل لكِ رقمه ورقم مساعده وكذلك رقم المشفى الخاص به.

 

يبدو أنهما أصدقاء للغاية لتجده يُكمل بمزاح ولكنه يُضيق عليها الخناق ليس إلا حتى يمنعها من رفض إعطاء رقمها له:

- ولدي رقم منزله وزوجته ووالده وأخيه كذلك لو تريدين أن ارسلهم لكِ..

 

ابتسمت بمصداقية له ليلاحظ ذلك الخجل الفطري بها فشرد بها ولم تلحظ هي فلقد كانت متحمسة منذ ذكر ذلك الاسم الذي تعرفه جيدًا فهو ووالده لديهما تاريخ وسُمعة لا يُستهان بأي منهما أبدًا واجابته قائلة:

- لا، ليس لهذه الدرجة، أنا لو كلمته في يوم سيكون من أجل العمل ليس إلا، وبالتأكيد بعد سنوات بعد أن انتهي من كل ما لدي أولًا..

 

بدأت في اخباره برقمها ليشعر بفرحة شديدة بعد هذا الانتصار الذي حققه في أقل من عشرة دقائق، لو كان امتلك معها وقتًا منذ البداية لكانا الآن هائمان ببعضهما البعض:

- لقد أرسلت لكِ كل الأرقام.

 

لاحظ اختلاف ملامحها ولا يدري ما تلك الصدمة التي اعترتها وهي تحدق بشاشة هاتفها، وهي كانت تشاهد صورته التي يبدو بها كواحد من نجوم السينما العالمية بواحد من المنتجعات التي يستحيل أن تكون بداخل مصر، لا يرتدي سوى سروال البحر القصير ولوهلة لمحته بنظرة جانبية وهي لا تصدق أن صاحب هذه الملامح وهذا الجسد يجلس أمامها مباشرة، فما كان منها سوى النهوض والفرار بعد أن شكرته:

- شكرًا لك، استئذن منك!

 

تابعها وهي تتجه للداخل بخطوات متعجلة وكأنها تأخرت على شيء ما ليُغمغم:

- يبدو أنها لا يهمها سوى مصلحتها كما أن العائلة بأكملها مجنونة، أظن أنني وقعت في ورطة!


❈-❈-❈



في نفس الوقت..

 

ذهبت تتفقده لتلاحظ أنه لتوه دخل غرفة مكتبه فتبعته وهو لا يزال محافظًا على عدم توجيه ولو كلمة واحدة لها، فمنذ الوهلة الأولى التجاهل يقتلها حية ويلتهم بها كل ما هي عليه بافتراسٍ ضاري حتى يتركها خائرة القوى منهكة ودائمًا يتأكد وقتها من حقيقة ما تحمله له، حيلة يتحايل بها من احدى الحيل التي لن تفشل معها طوال حياتهما..

 

لم يكترث بالالتفات إليها، يكاد يسمع غليان دمائها من شدة الغضب الذي تحمله، ولكن هذا لن يهز به شعره واحدة، يتوقع في خلال ثواني معدودة سماع صوتها، وقد حدث بالفعل:

- هل تنوي أن تستمر في صمتك، عمر؟

 

لم يهتم، التجاهل يقتل الأنثى بداخلها، من حقه أن يفعله، كما قتلته هي بعهرها مع ابن خالتها، سواء أكان هناك علاقة أم لا فيما بينهما، مجرد لمح رجل لها يجعله يريد أن يأسرها للأبد، وهي ليست بالغبية، فهل تتوقع أنه سيترك تلمس هذا المخنـ ث لها يمر مرور الكرام، هذا إن لم تكن خائنة في الحقيقة!

 

- اسمعني جيدًا، طريقتك أمام الجميع تلك لا تنفع وليست لائقة، كما لا يمكنك أن تعاملني هكذا، وتوقف عن التفكير بشكل خاطئ كما تفعل كل مرة.. أم أنت رأسك لا تستطيع استيعاب سوى أن كل من تشبه يُمنى هي بطبعها خائنة ولا يمكن سوى أن تكون خائنة بنظرك!!

 

هنا ارغمته على الالتفات نحوها، لو نجح هو في حيله الخبيثة فهناك أمرًا لا يحتمل الكذب بشأنه، لا منه هو نفسه، ولا منها، ولا من أي أحد يعرف من هو كوالده مثلًا، لقد باتت تملك تأثيرًا لا يُستهان به عليه!

 

اكتفى بإعطائها نظرات قوية لا تنتهي، نظرات قاتلة، رمقة تليها رمقة لتفزع من القادم، لوهلة ظنت أنه نفس المحامي ذو الشخصية الباردة الصامتة الذي قابلته يومًا ما بداخل غرفة مكتبه، ولكن اليوم هي باتت تعرف ما الذي يقبع خلف هذه الملامح!

 

- إلى متى ستظل تعيش وتقنع نفسك بهذا الوهم؟ أنت تفعل كل هذا فقط لأنك رأيت يده فوق جسدي؟! أم لأنه آتى هنا فجأة؟ أنا لا أقوم بتبرير التصرفات هذه، ولكن هي تصرفات لا تستحق ردة فعلك هذه!

 

حافظ على ثباته أمامها بنفس تلك النظرات المهيبة وتلقى منها نفس تلك النظرات القوية التي توحي بأنها أقوى امرأة خُلقت على وجه الأرض، فلا هو تغير حقًا ولا هي فعلت عن أول مرة التقى كلاهما بها..

 

- يمكنك أن تغضب، أن تتناقش معي، أن تفهمني وافهمك، تخبرني أنك لن تقبل مجددًا بموقف مشابه، وبما أن هذا الموقف يحدث لأول مرة، أخبرني أن ردة فعلك المرة القادمة لن تكون بمثل نفس الطريقة هذه المرة، لكن أسلوبك هذا مجرد أسلوب ليس له غير نهاية واحدة، أن نبتعد عن بعضنا!

 

ثبتت أمامه بينما اقترب منها آخذًا خطوة نحوها، عينيها ازدادت قوة وبريق الثقة بها لا يحتمل، سيجعل أي رجل أمامها ينهار، يستحيل أن تكون كل هذه الصراحة بعسليتيها وهي خائنة، لابد من أنه هو المخطئ وأنها على صواب ولا يوجد بينها وبين ابن خالتها سوى مجرد علاقة لم ير مثلها في حياته واختلاف عادتهما وتربية كل منهما.. لقد قارب بالفعل على تصديقها بكل ما تُنادي به منذ أمس..

 

- هل حقًا تصدق اوهامك.. حسنًا، أنا خائنة، ولكنني لست غبية حتى يكون الأمر بمنزلك، وبجانب أُسرتي وأسفل اعينهم، وبالتأكيد ليس ابن خالتي الذي رفضت أن يكون بيننا علاقة رسمية بالسابق.. لقد كان أمامي منذ سنوات، لماذا انتظر أن اتزوجك واعشقك وأحاول معك ملايين المرات بكل اختلافاتنا، اتحمل أنني نسخة طبق الأصل من حبيبتك السابقة وأنك سادي وهذا هو أنا وأنتِ مضطرة أن تقبليني وبعد كل هذه المعاناة أقوم بخيانتك! أنت رجل مجنون حقًا، أخبرني كيف تُفكر وأنا على أتم الاستعداد أن أصدق منظورك تجاه الأمور!

 

وقفت بمزيد من الشموخ المختلط بالثقة والأنوثة المهلكة والجدية التي تجعلها شهية للغاية، وكأنها يفوح منها عطر فريد النوع لا تحمله أنثى سواها، ثم يعود ليتذكر الكثير مما يجعلها طفلة بريئة بعينيه، وعطرها الأخاذ يتسلل لأنفاسه ليصيبه بهذه الدوامة القاتلة ليجد نفسه مشتتًا بينما هي في كامل تركيزها، تعقد ذراعيها، وفي انتظار كلمة واحدة منه، ولكن لا، سيستمر في تجاهل كل ما تملكه من فتنة!

 

تزداد هي نضجًا، وعقلها لا يؤثر عليه الترهات، أمّا هو فغاب بأوهامه، وبتلك الهالة التي تملكها، هي الآن الأنثى القوية وليست تلك الفتاة التي تعشقه، يقف أمام زوجته، شريكته، ند له تمامًا، صوته بداخل رأسه يثرثر بالكثير الآن، ولكنه لا يريد سوى التحمل والحفاظ على صلابته الظاهرية حتى لا تتلصص عليه وتسرق كل أفكاره وإحكامه لقراره بأنها خائنة..

 

اقترب أكثر غير عابئًا بسحرها، امتدت يده لتنتزع هاتفها، ولكنها بالطبع محت كل ما يشير إليها بالتهم، ولقد فهم أنها فعلت هذا عندما لم يجد بينهما أي رسائل تدل على وجود علاقة بينهما!

 

لا الصمت تغير، ولا ارتيابه تأكد، ولم تعد تكترث هي الأخرى، ولكنها لن تثبت له أوهامه ولن تلقي بفتاة مسكينة كـ "عنود" بين ذراعي التهلكة الخالصة، فهي ليست بمثل هذا الضعف، ولن تفعل أمر دنيء كهذا فقط لتُنفي التهمة عن نفسها!

 

وفي خضم معركة النظرات المشحوذة بالقتال الوشيك ألقى بهاتفها جانبًا، ولم تتخيل نفسها سوى ملقاة أرضًا كما فعلها من قبل ولكن هذه المرة باجتماع أُسرتها حولها، ولكن كان جزاءها من جنس عملها، لقد أنقذها طرق "عنود" على باب غرفة المكتب وتبعه دخولها بعد ثواني معدودة ليستمر الاثنان في الالتحام النظري دون الاكتراث للذي آتى لولا اقترابها منهما وهي تتعجب ما الذي يفعلاه:

- ماذا هناك، هل أنتما بخير؟

 

رمقته مرة أخيرة باستحقار شديد بينما أطلقت زفرة وحاولت أن تفصل الأمور فأخته ليس لها ذنب بكل هذا والتفتت نحوها ثم أخبرتها بنبرة هادئة قدر استطاعتها:

- ليس هناك شيء، كل شيء على ما يُرام.. كنا نختلف في الآراء بخصوص أمر ما..

 

- اذهبِ واتركينا وحدنا!

 

أخيرًا استمعت لنبرته، فارغة من المشاعر، باردة كالموت، وجامدة كالصخر، وعيناه لا تزال تفتك بها في قتالهما الذي لم ينتهِ بعد..

كلتاهما ظنتا أن "عنود" هي المقصودة، ولا تنكر أنها شعرت بالإهانة أمام زوجة أخيها، فهمست بإحراجٍ شديد:

- أنا آسفة، لم أكن أقصد أنـ..

 

- ليس أنتِ!!

 

 

قاطعها باقتضاب لتندهش "روان" من فعلته ولم ولن تكون هذه الإهانة التي صفعها بها هينة لتتركها تمر دون أخذ موقف لتبتسم له متوعدة إياه ثم التفتت وغادرت واتجهت فورًا للخارج دون المزيد من قول كلمات لن تُفيد رجل مجنون مثله!

 

أمّا عن تلك الصغيرة، شعرت "عنود" بأن قلبها سيغادر ضلوعها عما قريب، لم تفسر سوى رؤيته لها بصحبة رجل واخبار والدهما وعادت لها كل المخاوف التي كانت تشعر بها منذ ساعتان..

 

ابتلعت وهي تحاول أن تفهم ما الذي يحدث فقاربت أن تسأله بارتباك التقطته عيناه في جزء من الثانية وسبقها هو قبل أن تقول شيئًا:

- ما الذي جعلك تقابلين روان اليوم تحديدًا؟

 

هي لم تتحدث لأخيها كثيرًا، بالكاد هناك ما يُسمى بعلاقة بينهما، ولكنها تشعر بالرعب منه، ملامحه ونظراته تلك جعلتها ترتد للخلف واجابت بتردد:

- لا شيء، لقد كنا نتفق ونتلاقى، ولقد أخبرتني أنها كانت لا تقوم بتفقد هاتفها وأنه كان مغلق عندما كنتما مسافران وبمجرد رؤيتها الرسائل حدثتني على الفور!

 

هي الأخرى كاذبة وتخفي أمرًا ما، وهو ليس بالمزاج المناسب لهذا التوتر منها، سيُنهي كل هذه الظنون الآن ولن يبحث بالمزيد من الأدلة سوى بكلمة واحدة:

- ويونس؟

 

اتسعت عينيها في خوف، فهي تظن أنه رآهما معًا وسيخبر والدها لترتبك أكثر ورأته يحدق بها متفحصًا إياها بطريقة جعلت حلقها يجف وأنفاسها تُسجن بداخل رئتيها وارتعشت شفتاها وهي تنطق بصعوبة:

- مماذا بشأنه؟ صدفة.. رأيناه صدفة!

 

رفع احدى حاجباه وهو يُكرر:

- صدفة!!

 

أومأت له بالإيجاب وأخذت تهز رأسها بينما شعرت بالخوف وودت أن تبتعد عن ملامحه التي لأول مرة تراها بمثل هذه الطريقة فقالت بحروف تلاطمت ببعضها البعض:

- نعم صدفة، اقسم لك لقد آتى فجأة، وأنا، أنا، أنا أول مرة اراه، اقصد بعد ليلة يوم ميلادي عندما كنا في الفندق بصحبة أخته، ووالدة روان، وأنت وعدي كنتما معي و..

 

توقفت عن الكلمات بينما لا يزال يتفحصها مليًا وارتباكها هذا لا يوضح سوى أنها كاذبة:

- هل ستمزحين معي؟

 

أومأت له بالإنكار وابتعدت عنه عندما وجدته يقترب منها وهي لا تستطيع تخيل أن هذا هو أخيها لقد بات مُرعبًا حتى أكثر من والدهما وهو غاضب وسرعان ما حاولت نفي التهمة عنها:

- أقسم لك هذا ما حدث، أنا وروان كنا جالستين ولقد آتى صدفة وحتى أنا غادرت، أنا ذهبت و.. و..

 

- انتِ كاذبة!

 

 

عندما توقفت عن الكلمات لحقها هو بكلمة واحدة وهو يحاول تبين صدقها ليرى عينيها تتوسع بدهشة ثم هتفت بحرقة:

- أقسم أنا لا أكذب بحرف، روان اتصلت بي وذهبنا سويًا وآتى هو فجأة، لم سأكذب عليك بـ

 

وقبل أن تتابع أوقفها بصفعة قوية ارتسمت بفعلها بصمات أصابعه فوق وجهها لتُصاب بالصدمة الشديدة التي سرعان ما تبعها دموع لم تتوقف ليأتيها صوته آمرًا:

- تنسي روان، وتنسي أنكِ تعرفيها واياكِ أن تريها بعد اليوم، وكذبك هذا لن يمر على خير.. غادري واذهبِ للبيت، محمود سيقوم بتوصيلك، واياك اسمع أو اعرف أنكِ تحدثتِ لها مجددًا!

 

يُتبع..