رواية أسكن أنت وزو جــك- بقلم الكاتبة آية العربي- الفصل التاسع عشر
رواية أسكن أنت وزو جك
بقلم الكاتبة آية العربي
الفصل التاسع عشر
رواية
أسكن أنت وزو جك
فقط في الاحلام المزعجة،
نركض ولا نصل،
نصرخ ولا صوّت،
نسقط ولا موّت.
فقط في الاحلام المزعجة الامر وهمي وسينتهى ونستيقظ
نعم هذا كابوس وسأستيقظ ...
مؤكد سينتهى وسأصحو على انفاسها .
❈-❈-❈
دلف المرحاض ووقف يستند بذراعيه على الحوض وعقله يردد صوت الانفاس التى استمع اليها ... زفر بضيق وغيرة وغضب يحاول السيطرة حتى لا يزعجها .
رفع نظره لهيأته في المرآة التى تعلو الحوّض وتطلع على هيأته بعيون ضيقة ... فتح صنبور المياة ومد يده يلتقط الماء بين كفيه ثم دنى يغسل وجهُ .
خرج اليها وابتسم بهدوء في وجهها حيث كانت تطالعه بترقب ... اتجه يجلس بجوارها ثم تناول هاتفه تحت انظارها و قام بالاتصال على شخصٍ ما يعمل بشركته فأجاب الطرف الآخر يردف بترقب _ اتفضل يا زين بيه !
اردف بتمعن _ هبعتلك رجم موبايل دلوك ع الواتساب ... اعرفلي ده لمين وتجبلي كل بيناته .
اردف الطرف الآخر بهدوء _ تمام يا زين بيه .
اغلق معه وارسل له الرقم تحت انظار مهرة المتعجبة التى اردفت بهدوء وتروى _ خلص زين لا تشغل بالك ... بيكون شى رقم اتصل بالخطأ .
طالعها بعمق ينظر داخل عيناها ثم تنهد بعمق وابتسم لها يردف بهدوء _ معلش يا مهرة ... انى طبعى أكدة ... مهعرفش اهدى الا لما اعرف مين دي .
نظرت له بقلق وتعجب ثم ارتمت تعانقه بقوة وتضع رأسها على صدره لتبعث داخله الامان فتنهد وبادلها يربت على كتفها بشرود ثم مال يقبل مقدمة رأسها بحنو ولكن مزاجه قد تعكر .
❈-❈-❈
في اليوم التالى اصطحب زين مهرة وشهد معه للخارج حيث سيتجولان ثم ستذهب مهرة للاطمئنان على والدها وشقيقتها والمكتوث معهما قليلاً .
اما هو فاتجه الى شركته واخبره مهندس الالكترونيات الذى يعمل بالشركة ان رقم الهاتف غير بسجل برقم قومى وان هذا الاسم مستعار مما اثار غضبه وحنقه ولكنه تذكر كلمات مهرة وحاول التحلى بالحكمة والهدوء يمكن صدقاً ان يكون رقماً خاطئ .
❈-❈-❈
في منزل عزيز
تجلس خيرية وبناتها امام عزيز الذى يستعد للذهاب حيث سيقابل الطبيب عمر .
اردفت خيرية بترقب _ مش كنت جابلته أهنة يا عزيز !
اردف وهو يجلس يرتدى حذاؤه بتهكم _ أهنة كيف يعنى ! ... هو رايدنى في ايه بالضبط ! ... كنك عارفة ومخبية !
نظرت لاسماء التى تمنعها من استرسال اي حديث عن مكالماته لها فتنهدت خيرية واردفت بتوتر _ لع معرفاش غير منك ... بس بيتهيألي واضحة يعنى ... واضح أكدة ان اسماء عجباه .
ابتسمت عليا ساخرة وهى تتصفح هاتفها الخلوى وتجلس القرفصاء على الاريكة فنظرت لها اسماء بحزن بينما طالعتها خيرية واردفت بحدة _ عتضحكى على ايه يا عليا ! ... جولت حاجة تضحك اياك !
نظرت لهما بتعالى واردفت ساخرة _ اصلك عتجولي ان اسماء عجباه ... خيالكم وسع جوي جوي ... تلاجيه عايز ابوي يحكيله عن حالتها ولا حاجة .
تنهدت اسماء ولم تعير حديثها اهتمام بل نظرت لوالدها واردفت بثقة _ اطمن يا بوي ... مهما كان اللى دكتور عمر رايدك فيه فهو اكيد حاجة تعززنى وتخليك تفتخر بيا لانى خابرة نفسي زين .
اغتاظت عليا ونظرت لها بحنق ثم وقفت تتجه لغرفتها وتركتهم بينما عزيز وقف بعدما انتهى من ارتداء حذاؤه يردف بترقب _ انى طالع دلوك ومعايزش وجع راس ...
ثم نظر لاسماء واردف بجمود _ وانتِ يا بت ... معايزش اسلوب التلجيح ده على خيتك عاد ... عيب عليكي .
نظرت لوالدها بحزن ... تنهدت بعمق لقد اعتادت منه على هذه الافعال اما هو فعادر دون ندم وظلت خيرية تطيب خاطرها ببعض الكلمات المعتادة .
بعد حوالي ساعة
وصل عزيز الى الكافيه حيث ينتظره عمر منذ بضع دقائق ... رفع هاتفه ورن عليه ليتعرف عليه وبالفعل تعرفا على بعضهما ورحب به عمر وجلسا سوياً بترقب .
اردف عزيز بتمعن _ خير يا دكتور عمر ! ... ياريت تجولى انت رايدنى في ايه بخصوص بتى !
تنهد عمر واردف بتروى ورتابة _ طبعا الآنسة اسماء كانت زى اي حالة عندى ليها منى الاحترام والتقدير ... ولكن الامر آخد منعطف تانى منى ... ولقيت نفسي اعجبت باحترامها وهدوءها وتدينها واعتزازها بنفسها ... وبصراحة اي انسان عاقل في الدنيا هيتمنى يلاقي في شريكة حياته المواصفات دى ... ف علشان كدة انا يشرفنى انى اطلب ايد الانسة اسماء من حضرتك ... فياريت حضرتك تفكر كويس وتبلغنى قرارك في اقرب وقت .
استمع له بترقب ... داخله سعيد من تلك الكلمات المادحة لابنته التى اعترف الآن انه رباها بل ويتباهى بصفاتها التى قالها عمر والتى لم يعترف هو بها ... ابتسم عزيز واردف متباهياً _ يعنى انت رايد تتجوز اسماء بنتى ! ... بس دى مهرها غالي جوى .
تعجب عمر لثوانى ثم تنهد واردف _ هى اغلى اكيد ... وانا من ناحيتى مش هختلف على الامور دي .
تحمحم عزيز واردف _ انى مجصديش فلوس وأكدة ... انى جصدى انها بنت الجابري ولازم تعرف جيمتها صح .
اومأ عمر يتابع برتابة _ على راسي يا عزيز بيه ... الانسة اسماء هتكون في عنيا وهراعي ربنا فيها ان شاء الله ... بس معنى كدة ان حضرتك موافق ! .
شرد عزيز قليلاً يفكر ... هل يوافق الآن ام يمهله وقت للتفكير ثم اردف _ خليني اسأل عليك لول ... انت خابر زين ان دى الاصول ولازم نتبعها .
اومأ عمر بتفهم يردف _ طبعا يا عزيز بيه ... اسأل عنى براحتك وانا هكون في انتظار قرارك ..
اومأ له عزيز ووقف يردف _ تمام يا دكتور عمر ... انى لازم امشي دلوك ع المصنع وهبلغك جرارى في اجرب وجت .
ودعه وغادر عزيز بينما تعجب عمر وبدأ يدرك ما الاسباب التى تسببت في تلك الحالة لاسماء .
اما عزيز فاستقل سيارته وغادر الى المصنع ليصل بعد ساعة ويدلف تحت انظار متولى الذى يطالعه بخبث ويتنهد ليبدأ اقناعه بالجواز من يسرا جوازاً شرعياً وطلبها من يد اشقائها .
❈-❈-❈
بعد عدة ايام اتى يوم الجمعة حيث سيتم اليوم قراءة فاتحة شهد كما قررت رابحة التى كانت متعجبة من صمت زين والجميع .
اتى وهبة الجابري مع زوجته و ابنه واولاده الكبار وشقيقيه الى قصر الجابري بترقب وتأهب .
كانت في استقبالهم رابحة التى وقفت وسط حراس قصرها بغرور وتعالى .
دلف الجميع الى ساحة الاستقبال الواسعة والكلاسيكية وجلسوا وبدأت الخادمات يحضرن الضيافة .
نزل زين من جناحه يرتدى جلباب ويخطى بشموخ اليهم ثم ابتسم وهو يطالع والدته بنظرة هزتها داخلياً برغم ثباتها ثم جلس وسطهم .
أردفت رابحة بترقب وحدة _ منورين يا رجالة ... خلونا نبدأ دلوك .
اردف زين بهدوء وهو يطالع الجميع _ وجفي يا اماي ... لسة عمى احمد ومعتز ولده جايين دلوك .
نظرت له بعمق ثم اردفت بهدوء _ ومالو يا ولدى ... نستناه .
بعد دقائق جاء احمد ومعه معتز الى القصر ودلفا الساحة وسط الرجال وجلسا بعد الترحاب .
اردفت رابحة بجمود وترقب _ نجرا الفاتحة بجى .
هنا وتدخل معتز واردف بقوة وتعجب ماكر _ فاتحة مين يا مرات عمى !!
نظرت له بحدة واردفت _ فاتحة شهد بتى على هاشم ولد الحاج وهبة الجابري ... ايه معرفش ولا ايه يا ولد سلفى !
وقف معتز على حاله يردف بغضب وحدة _ هتقرأي فتحتها ازاي وهى مراتى !!
اتسعت عيون الجميع وفرغ فاهمم بينما انصدمت رابحة التى تطلعت على زين بقوة وغضب فبادلها يتنهد بهدوء بينما تابع معتز بغضب وغيرة ونظرة قوية موجهة للجميع _ شهد بنت عمى عبد الرحمن مراتى شرعاً وقانوناً .
ثم اخرج من جيبه قسيمة جواز وفتحها وعرضها امام الجميع ثم اوقفها امام اعين رابحة التى اشتعلت نار الغضب في صدرها ولفت نظرها سريعاً الى ولدها زين الذى ما زال يطالعها بعمق وهى تبادله بغضب وتوعد ثم خرجت من الساحة كالاعصار بغضب اعمى ومنه الى غرفتها تغلق خلفها بجمود .
اما زين فوقف يطالع الرجال واردف بقوة _ خد اهلك واتفضل من هنا يا حاج وهبة زى ما شوفت اختى انى جوزتها لابن عمها اللى جدرها وجدرنى وطلبها منى ... يعنى معندناش بنات للجواز .
نظر له وهبة بضيق وحرج امام عائلته ثم اوقفهم جميعاً وخطوا ناكسين رؤوسهم بخزى يغادروا القصر بينما نظر زين لعمه احمد وتنهد بعمق فربت احمد على كتفه واردف بتروى _ مهمتك صعبة يابنى ... رابحة مش هتسكت .
تنهد زين يفكر في والدته ونظر لعمه احمد يردف بهدوء _ مكانش جدامى طريجة تانية غير دي عمي ... مكنتش عسمح لانى تكسر كلمتى ولا تكسر نفس اختى ... كان لازم الكل يعرف ان زين الجابري كلمته معتتكسرش واصل .
فلاش باك
منذ ٥ ايام
يجلس زين في شركته مع عمه احمد ومعتز يتنظران حديثه بترقب بعدما اخبرهم بأنه يود لقائهم في امرٍ هام .
تنهد زين بعمق فما سيقوله ليس بهين ولكن ليفعلها من اجل كرامته وشقيقته خصوصاً بعد طلب معتز امام الجميع ..
اردف احمد بتروى عندما لاحظ صمته _ قول يا بنى اللى بتفكر فيه ومتقلقش .
اومأ زين لعمه واردف بترقب _ بعد اللى حُصل الصبح في الجصر يا عمى والحديت اللى امى جالته جدام الخلج يبجى مجداميش غير حل واحد ..
تنهد يزفر بعمق ثم تابع _ وانى لجيت حل أكدة معرفش صُح ولا غلط بس هو ده الانسب ف الوجت الحالى ... اللى حُصل النهاردة دي عيبة في حجنا ولو كلام امى اتنفذ والراجل ده قرأ فاتحة اختى لابنه هتبجى هيبتنا وجعت ع الارض ... لانه من لول خالص محترمناش واتعدى الاصول ... ده غير ان اختى ماهياش جبلاه واصل ... ولا رايدة الجوازة دي .
اردف معتز بترقب وغضب وقلبٍ عاشق _ قول يا زين ايه الحل اللى انت لقيته بسرعة !.
نظرله زين بتمعن واردف _ الحل ان تكتب كتابك على اختى يا معتز .
اردف معتز دون تفكير بسعادة _ وانا موافق .
طالعه زين بدهشة اما احمد فنظر لهما بصدمة واردف _ ايه اللى بتقولوه ده ! .... هنعالج غلط بغلط !... ازاي يعنى معتز يتجوز شهد كدة وفجأة !
اردف معتز بعجلة _ وايه المانع يا بابا ... مش احسن ما الغريب ياخدها منى !!
نظر له زين بعمق واردف متسائلاً _ ولما انت رايد اختى اكدة مطلبتهاش من زمان ليه يا ابن عمى !
نكس معتز رأسه ارضاً بأي حجة سيخبره !
اما احمد فأردف بحيرة _ ازاي بس يا زين ! ... ده جواز يا بنى ! ... وكدة انت بتقف رسمى في وش والدتك وده مش صح .
اردف زين بجمود _ وايه هو الصح يا عمى ! ... اللى جالتهولي النهاردة ! ...ولا كلمتى وكلمتك اللى كسرتها جدام الخلج !!! ... انى خابر امى زين يا عمى معتتراجعش طالما جررت ... وعتجوزش اختى غصب عنيها علشان تعاند ويانا ... يبجى الحل ده هو الصح ... ومتفكرش انو سهل عليا الطلب ده ... انى اختى غالية عندى جوي ... وجيمتها اغلى من انى اعرضها للجواز .
اردف معتز يقاطعه بلهفة _ لا يا زين انا اللى طلبت شهد قدام الكل وانا اد طلبي ده .. شهد بنت عمى وانا اولى بيها .
بينما اردف احمد باستنكار _ ايه اللى انت بتقوله ده ! ... شهد زي ماهى اختك هى بنتى وزي نيرة بالضبط ... علشان كدة عايزلها الاحسن حتى من ابنى ... بس انا قلقان من رد الفعل .
تنهد زين بينما اردف معتز بشعور ممتع _ متقلقش يا بابا ... زين معاه حق ... كدة مرات عمى مش هتقدر تجبر شهد ع الجواز لانها هتكون على زمتى .
تنهد احمد يفكر ثم نظر لزين واردف _ طيب يابنى ... خليني اعرض الامر على مرات عمك وناخد رأيها .
هز زين رأسه واردف بترقب _ معينفعش يا عمى ... الاحسن الموضوع ده يفضل بينا لحد اما نلاجى حل وبعدين نبجى نفهمهم .
تنهد احمد بضيق فهو غير معتاد اخفاء امر على شريكة حياته خصوصاً امر بالغ الاهمية هكذا ...
بينما اردف معتز بترقب _ زين معاه حق يا بابا ... واكيد انت اكتر واحد عارف ماما وعارف رأيها في قرار زي ده ... خلينا الاول نلم الموضوع ونلحق شهد وبعدين نبقى نشوف هنعمل ايه .
هز احمد رأسه بقلة حيلة ثم اردف بتردد _ تمام ... توكلنا على الله .
اومأ زين بارتياح بينما ابتسم معتز والتمعت عيناه لا يعلم ان القدر سوف يخدمه هكذا دون اي مجهود منه .
اما زين فاردف بترقب _ بكرة هخرج شهد من الجصر ونطلع ع المأذون نكتب الكتاب ونكفي على الخبر ماجور لحد يوم الجمعة .
اومأ معتز يردف بحماس _ برافو عليك يا زين .
اما احمد فكان طالعهما وهو يومئ بقلة حيلة .
في اليوم التالى اصطحب زين مهرة وشهد معه للخارج واثناء سيرهم في سيارته اردف زين مترقباً _ جبتى بطاجتك يا شهد كيف ما جولتلك !
اردفت وهى تخرجها من حقيبتها _ معايا يا زين ... بس ليه يعنى !
توقف على جانب الطريق وطالعها هى ومهرة التى تطالعه بترقب ثم اردف بهدوء _ اسمعونى زين وافهموا كلامى ومعايزش حد يجاطعنى .
تمعنتا السمع فتابع هو بترقب _ احنا دلوك هنطلع ع المأذون ... هنكتب كتاب شهد على معتز .
شهقت مهرة بقوة وتصنم جسد شهد فتابع بتروى _ خليكوا أكدة لحد ما نوصل .
اردفت مهرة بصدمة _ شو عم تحكى زين ! ... رح تجوز شهد لمعتز هيك فجأة !! ... لشو زين !
اردف زين وهو يطالعها _ يعنى تتجوز ابن عمها دلوك ولا تتجوز ابن وهبة الجابري اللى واكل ناسه !
تعجبت مهرة ونظرت لشهد المتصنمة تهزها مردفة _ شهد فيقي !! ... قولي شي .
هزت شهد رأسها وقد ظهرت دموعها تردف بخوف _ لع يا زين ... امى عتموتنى اكدة .
تنهد زين يغمض عينه ثم طالعها بقوة واردف _ محدش عيمسك واصل وانى موجود ... اسمعى اللى عجولك عليه ... جوازك من معتز هو الصح دلوك ...
اطمنى معتز انى واثج فيه وهو راجل صُح ... ولا انتِ مرايداهوش !
قالها متسائلاً بخبث فنظرت لمهرة التى تطالعها بحيرة وقلق ثم نظرت لشقيقها وبداخلها الخوف والسعادة معاً فهى ستتزوج مِن مَن تمنته وحلمت به كل ليلة ... يا لسخرية القدر .
اردفت وهى تخفض رأسها بخجل _ اللى تشوفه يا اخوي .
ابتسم زين فهو على علمٍ مسبق بحب شهد لمعتز من مدة قصيرة عندما مر على غرفة شهد واستمع بعض الحديث الدائر بينهما والتى كانت شهد تخبر مهرة به عن معتز ... حينهما لم يكن الحديث واضح ولكنه كان كفيل بأن يفسره زين جيداً .
نظرت لها مهرة بعمق فهى تعلم امرها جيداً ولكنها تخشى عواقب هذا الجواز لذلك نظرت لزين بعمق واردفت _ طب شو رأي عمك وابنه !!
اردف زين بترقب _ عمى جلجان شوي وانى عاذره ... بس معتز وافج وفرحان .
نظرت مهرة لشهد التى ارتسمت السعادة على ملامحها ثم تنهدت بعمق واردفت بقلق _ ما بعرف زين ... قلقانة كتير ... ما في حل تانى ! .
اومأ زين يطالعهما بترقب مردفاً _ فيه ... شهد تتجوز ابن وهبة غصب عنيها كيف ما امى حكمت وجوزك هيبته تضيع وسط الخلج .
هزت رأسها تردف _ لا حبيبي ان شالله قيمتك بتضل مرفوعة كمان وكمان .
تنهد يطالعها بحب ثم نظر لاخته يطمئنها والتفت يكمل قيادته الى وجهته حيث ينتظره احمد ومعتز وشاهدان من الشركة في مكتب المأذون الشرعي .
بعد ساعتين انتهى كتب الكتاب ورفع معتز نظره لشهد التى يرتعش جسدها بتوتر ومهرة تساندها داعمة .
تنهد بضيق فهى حتى لم ترفع عيناها اليه مما فسره انها مرغمة على الجواز منه لذلك حزن واستكان لحين يستطيع الجلوس معها بمفردهما .
انتهى الفلاش باك
اردف زين بترقب _ اتفضل يا عمى وانى عجول لخضرة تعمل العشا .
اردف احمد بتروى _ لا يا زين معلش احنا لازم نمشي ... وياريت تدخل تتكلم مع والدتك ... انا قلبي مش مطمن .
ربت زين على كتف عمه واردف بهدوء _ متجلجش يا عمى ... امى كانت لازم تفهم ان اللى عتعمله غلط ... احنا مبجناش عيال احنا كبرنا ومن حجنا نجرر عايزين ايه ونعيش مع مين .
اومأ احمد بتفهم بينما مال معتز على اذن والده يردف بترقب _ مش هشوف مراتى ولا ايه يا بابا ! ... انا مشوفتهاش خالص غير ساعة كتب الكتاب ... مينفعش الكلام ده !
نظر احمد لابنه باستنكار بينما اردف زين بترقب _ عيجولك ايه يا عمى !
تحمحم احمد بينما نظر له معتز واردف بجرأة _ بيقول انى عايز اشوف شهد يا زين ويطمن عليها .
طالعه زين باستنكار ثم اردف _ صدجت حالك ولا ايه ! ... الموضوع ده سابج لاوانه ... عندينا عيلة لازماً تعرف وتجتنع وبعدين تبجى تشوفها ده وتجعد وياها ... اصبر يا ابن عمى لما نحلها مع الكل الاول .
تنهد معتز بقوة ثم اومأ يردف بعمق ويستدعى الصبر مجبراً _ماشي يا زين ... اللى تشوفه .
اردف احمد قبل ان يغادر _ احنا هنمشي يا زين ... وزى ما قولتلك اتكلم مع والدتك .
اومأ زين بينما غادر احمد ومعتز وتركاه يتنهد بعمق ويزفر بقوة ثم خطى للخارج باتجاه غرفة والدته وطرق بابها وانتظر قليلاً ثم ادار مقبض الباب وفتحه ودلف .
❈-❈-❈
في الاعلى تجلس شهد مع مهرة مردفة بقلق _ انى خايفة جوي يا مهرة .
اردفت مهرة مطمأنة _ ما تخافي شهد ... مرئت على خير وهالجماعة مشو ... وهلأ زين بيطلع وبنعرف منه شو صار .
اومأت شهد بتوتر ثم تسائلت _ تفتكرى معتز لساته تحت ! .
ابتسمت مهرة عليها واردفت بتروى _ ما بعرف ... بس حتى اذا تحت شو رح تساوى !! ... رح تركضي لعنده وتعانقيه !
انسعت عين شهد بخجل وتوردت وجنتيها مردفة _ لع يا مهرة عيب الحديت ده ... انى معملش أكدة .
ضحكت مهرة واردفت _ ليه شهد ! ... هو هلأ جوزك شرعاً يعنى مو حرام ... بس معك حق ما صار وئت هالحكى ... بدنا نتجاوز الاول هالعثرات لحتى تبدأوا حياتكن صح ... وانا قلبي عم يقلي انو الجاي ألك كله خير لانه بعتئد انه معتز بيحبك .
نظرت لها شهد بترقب وتسائلت لقلبٍ يضخ بعنف _ صُح يا مهرة !!! ... عيحبي صُح !
تنهدت مهرة تردف بتروى _ مو حابة احكى حكيات واعلقك فيهن بس هاد يللي حسيته لان شاب متله اذا مو بدو يتزوج ما رح يتجوز بنوب بس هو قبل ورحب كمان ... بتعتقدى لشو !
اومأت شهد بسعادة واردفت _ معاكى حج يا مهرة ... انى كمان حسيت اكدة .
ابتسم مهرة بسعادة ووقفت تردف بترقب _ انا رح فوت ع الجناح وانتِ اذا احتجتى شي تعي .
اومأت شهد ووقفت تنظر لمهرة بعمق مردفة بامتنان _ شكرا يا مهرة ... انى دايماً كنت عجول ليه مجاليش اخت تونسنى ف الجصر ده ... جيتي انتِ وغيرتى فيا حاجات كَتير ... علشان أكدة انى ععتبرك خيتي وعحبك جوى جوى .
ابتسمت مهرة لها بحب وحنو واردفت _ اكيد اختى وحبيبتى متلك متل عائشة بالضبط ... وانا كمان بحبك شهد .
ودعتها وغادرت الى جناحها تنتظر زين بترقب وقلق خوفاً عليه من تجبر والدته .
اما زين فكان يجلس امامها يحاول التحدت معها بهدوء ولكنها كانت كالجماد لا تتحرك .
تنهد واردف بترقب _ معيزاش تتحدتى معايا يا اماي ! ... معايزاش تجولي حاجة ! .
رمقته بعيون حادة واردفت بعد صمت طويل _ اطلع لمرتك .
طالعها بعمق وتنهد ثم وقف يومئ ويردف بترقب _ اللى تشوفيه يا اماي ... لما تروجى تبجى نتحدت .
التفت يغادر وتركها تتطلع على اثره بغضب وملامح شيطانية متوعدة لتلك المهرة التى قلبت حياته وحياة ابنتها رأساً على عقب وجعلته يعصى اوامرها ويخالفها ويقلل من شأنها امام الجميع .
صعد زين الى جناحه ودلف فوجد مهرة تنتظره بقلق ... ما ان رأته حتى نظرت له بترقب فاتجه اليها يبتسم بحب ثم تمدد على الاريكة ووضع رأسه داخل صدرها كطفلٍ صغير يتنهد بعمق مردفاً _ متخافيش يا مهرة ... انى زين .
تنهدت بارتياح ورفعت يدها تتلاعب في خصلاته باصابعها بحنو مردفة بحب _ بدى اياك تضل هيك دائماً ... ما بدى تنجرح او حدا يوجعك بالحكى .
تناول يدها التى تتلاعب في خصلاته وقبلها بحب واردف بصدق _ طول مانتِ معايا معنجرحش ولا اتوجع يا مهرة ... انتِ جيتي رسمتيلي طريجي بعد ما كنت تايه ... انى عحبك جوى يا مهرة ... عحبك جوى جوي .
تنهدت وهى تعانق رأسه بحنو وتحتويها داخل صدرها وشردت تفكر شاعرة بشعور سئ يغلفها .
زفرت بقوة ثم نظرت له بعمق واعادت يدها الى خصلاته تردف كي تخرج من حالتها وشعورها هذا _ شعراتك طولانا كتير زين ... وكمان دقنك ... شو رأيك احلقلك !
سلط نظره عليها يردف بتعجب وحب _ عتعرفي يا مهرة !
اومأت تبتسم مردفة بثقة _ بتحب تجرب ! ... انا يللي كنت احلق للبابا دائماً .
ضحك عليها بحب يردف بترقب _ بس انى معايزش ابجى شبه الحاج ابراهيم !
ابتسمت بحب واردفت وهى توقفه _ تعى معي ولا تخاف ... بس رح اخفلك هالدقن لانها عم تشوكنى كتير .
وقف يبتسم بسعادة واتجه معها كطفلٍ صغير ... اجلسته على المقعد المريح القريب من المرحاض ثم خطت لداخل المرحاض تحضر ماكينة الحلاقة والكريم الخاص بها ومنشفة نظيفة ثم اتجهت اليه ونظرت حولها تبحث عن مقعد فأشار لها على قدمه يردف _ تعالى اجعدى على رجلي .
ابتسمت له واتجهت تلبي طلبه وجلست بترقب على قدميه ثم قامت بفرد المنشفة على صدره وتناولت بالفرشاة غمرة من كريم الحلاقة وقامت بفردها على ذقنه بنعومة وتمهل تحت انظاره العاشقة لها حتى غلفت ذقنه بها .
جففت يدها من اثره في المنشفة ونظرت له بترقب ثم غمزته بطرف عيناها بمشاكسة فضحك عليها ثم بدأت تمرر الشفرة على ذقنه ببطء وتمعن حتى لا تحرجه وعينه مسلطة عليها ومشاعر العشق الخاصة بهل تجتاحه وانفاسها بالقرب منه تهلك قلبه العاشق .
ظل يطالعها بحب وهى مندمجة في حلاقتها الى ان انتهت وازالت اثار الكريم بالمنشفة وهى تطالعه بحب ثم دنت تقبل وجنته بنعومة مردفة _ نعيماً يا حبي .
تناول منها المنشفة وكورها يلقيها ارضاً بما تحتويه ثم لف يده حولها يعانقها ويميل برأسه يقبلها بحب وشغف وهى تبادله بخجل واضعه يداها في خصلاته تتعمق بهما اما هو ف يده تسير حول خصرها والاخرى بين خصلاها الناعمة يغمض عينه مستمتعاً بمشاعره معها .
❈-❈-❈
في اليوم التالي قرب غروب الشمس .
غادر زين الى شركته وصعدت مهرة الى غرفة شهد بعدما ودعته حيث كان لا يود تركها ولكن جاءه اتصالاً من اللواء نجيب الذي يلزمه في عمل هام مما اضطره للذهاب .
طرقت باب شهد ففتحت لها ودلفت مهرة تجلس معها وكالعادة تتناقشان في امور عدة تاركة هاتفها في غرفتها كالعادة .
❈-❈-❈
اما عزيز الذى كان يجلس في مصنعه حيث قرر الاتصال على الطبيب عمر واخباره بالموافقة وتحديد موعد معه دون الرجوع الى افراد عائلته .
جاؤه متولي يجلس امامه ويردف بخبث _ عملت ايه يا عزيز به في مجابلة امبارح ... اتحدت مع اخوات يسرا !
تنهد عزيز وشرد يفكر في لقاؤه معهم والذى اثمر عنه الموافقة على الجواز سراً مع دفع مهر مبالغ به نظراً لان جوازه منها سيكون مهدداً وسراً .
نظر لمتولي واردف _ وافجوا بس بعد ما اتفجوا على مهر واعر جوي ... كنهم داخلين على طمع يا متولي ... من وجت ما عرفوا انى عزيز الجابري .
اغتاظ متولى منهم وشرد ثم اردف بهدوء _ هما صح طماعين جوى بس اختهم غير ... بت طيبة وغلبانة وعترضى تعيش وياك بأي وضه ... اتكل ع الله ومتجلجش ... عملت ايه ف الشجة !
اردف عزيز بترقب _ خلاص جهزت ... ويمكن نكتب الكتاب الاسبوع الجاى .
ابتسم متولى بخبث واردف بسعادة _ معتصدجش انى فرحانلك جد ايه يا عزيز بيه .
❈-❈-❈
مساءاً بعد حديث دام لساعتين بين شهد ومهرة وهما لم تشعرا بالوقت سوياً .
اتجهت مهرة الى جناحها تبحث عن هاتفها فمؤكد ان زين او والدها قد حاولا الاتصال بها .
دلفت تبحث عنه فلم تجده في مكانه ... تعجبت وظلت تبحث في ارجاء المكان وهنا وهناك فلم تجده ... زفرت بقوة ووقفت تتذكر ايمكن ان تكون قد تركته بالاسفل عندما كانت تودع زين !
اتجهت خارج الجناح ونزلت للاسفل تبحث عنه في غرفة الطعام وبهو القصر ولكنها لم تجده .
في تلك الاثناء صعدت رانيا خفية الى جناح مهرة وفتحته ودلفت تضع الهاتف الخاص بمهرة اسفل الوسادة بعدما قامت باظهار برنامج الرسائل التى كانت تخفيه ... فعلت ذلك بعدما هاتفت رابحة زين بحجة السؤال عن موعد مجيئه فأخبرها انه بالقرب من القصر .
وضعته وغادرت بخبث مثلما دلفت تغلق الباب وتعود ادراجها الى غرفتها لتخرج الهاتف التى ابتاعته لها رابحة برقم غير مسجل وقامت بارسال بعض الرسائل النصية الى رقم مهرة .
بعد دقائق من البحث دون جدوى صعدت مهرة مجدداً للاعلي لتحضر هاتف شهد وتدق عليه .
اخذت من شهد هاتفها وقامت بالاتصال عليه فبدأ يرن ... خطت لجناحها تبحث بترقب وهى تستمع لصوت خافت تتبعته بتعمن الى ان استدلت على مكانه اسفل الوسادة .
تعجبت. تتذكر هل وضعته هنا !! ... ولكنها تنهدت بارتياح ... تناولته واتجهت تعطى شهد هاتفها ثم عادت الى جناحها تتفحص الهاتف لكى تهاتف زين .
جلست على الفراش بترقب وبدأت تتفحصه ولكن توقفت اصابعها وهى ترى برنامج رسائل نصية جديد لم تتعرف عليه يظهر مع تطبيقاتها ويظهر عليه عدة اشعارات .
فتحته بترقب وهى تتفحص الرسائل التى جعلت عيناها جاحظة وبرودة شديدة احتاجت جسدها من ما تراه .
في تلك اللحظة فتح باب الجناح ودلف زين الذى اتى يطالعها لتوهِ ولكنها انتفضت بفرع من صدمتها وسقط الهاتف من يدها تطالع زين بصدمة وذهول .
تعجب وطالعها بعمق وهو يتقدم منها ويردف _ مالك يا مهرة فيه ايه ! ... معترديش ع الموبايل ليه !
كانت تطالعه بصدمة وصمت من ما قرأته بينما هو دنى يلتقط الهاتف واعتدل يتفحصه بترقب ليرى ما اصابها قبل ان يتجمد جسده وهو يقرأ تلك الرسائل بأنفاس بطيئة تكاد تكون معدومة وعيون ذاهلة لا تصدق ،،، ولا عقل يستوعب ،،، ولا قلب ينبض ،،، ولا روح تتنفس .
نظر لها وهز رأسه بعدم استيعاب فأردفت بتلعثم _ ما بعرف كيف اجت هالرسايل لعندى !! .
طالعها بعمق ثم عاد بنظره للهاتف يسحب للاعلى ليري باقي الرسائل ويردف بصوت منقبض مسموع وهو يقرأ البعض القاسي منها منذ ان بدأت تلك الخطة الدنيئة بقيادة رابحة وتنفيذ رانيا ابنة حمدة الخادمة
( كيفك يا جلبي ! ...
زينة يا حبيبي ! ...
معرفتش اكلمك لان جوزى كان أهنة ! ...
روحت شوفت اسطبل الاحصنة معاه النهاردة ! ...
طمنيني عنك !! ...
بحاول اضحك عليه واخليه يرجعلى الارض تانى ! ...
وحشتيني جوي ..
امه النهاردة هانته جدام الكل ..
اخته اتجوزت ابن عمها !! ...
انت فين يا حبيبتى !! ... الموبايل كان ضايع ! ...
انى اتوحشتك جوى يا مهرة )
نظر لها وهو يهز رأسه بعدم استيعاب يشعر كأنه في كابوس كتلك الكوابيس التى تراوده .
اما هى فوقفت تطالعه واردفت بصدمة _ زين اكيد مو مصدق هالحكى ! ... زين انا مهرة ... ما بساوى هيك ... ما بعرف اصلا كيف انبعتت هالرسايل من على موبايلي !! .
كان يطالعها بعيون زابلة وقلبٍ ممزق ثم اخرج هاتفه ودون رقم المرسل وقام بالاتصال عليه فظهر له نفس الاسم المستعار الذى رن عليه منذ ايام وكان عبارة عن صوت انفاس .
اغلق الهاتف ونظر لعيناها بقوة فهزت رأسها واردفت بقلبٍ مختنق ورعب من نظرته الغريبة و عدم تصديقه لها _ زين احكى شي ... ما عم تصدق هالحكى اكيد مو !!
كان يطالعها وداخله صراع يتجسد في صوتين احداهما يأتى من بعيد يخبره انها لا تفعل ... يخبره انها لا يمكن ان تخون يحدثه انها ابرء وانقي من ذلك والآخر قريب يرغمه على تصديق خيانتها له ... يوهمه انها فعلت كمثلها ... تلك الرسائل ثتبت ادانتها فلا احد يعلم تلك التفاصيل غيرها !! ... جمرة نار في قلبه حولت الصوت البعيد الى رماد وتبخر وضل فقط يتردد على عقله كلمات المحادثة وخيانتها له وحديثها مع آخر عن حياتهما .
اقتربت منه بهدوء وخوف ومدت يده اليه ولكنه عندما شعر بيدها على وجهُ تحولت نظرته من الانكسار والتشتت والعقل التائه الى التوحش واصبح ذئب مفترس يهاجم فريسته ويستعيد ذكريات خيانته .
نفض يدها بعنف ثم فجأة قبض على خصلاتها يطالعها بعيون سوداء وهى تتلوى بعيون متسعة بين يده وتحاول الفكاك بيدها .... الرسائل تتردد في رأسه بصدمة .
حاولت الافلات من قبضته ولكنه رفعها بيده يلقيها بقوة على الفراش فتألمت فأعتلاها وهو يردف بقهر وحسرة _ ليييييه ... ليييييه تعملي معايا أكدة ليييه !!
كانت في حالة صدمة مثله وهى تهز رأسها امام عينه عدة مرات وقد عقد لسانها وفقدت النطق .
ولكنه تحول تماماً وتذكر ما تعرض له مسبقاً يمر امامه كعرضٍ تلفزيونى .
تركها منتفضاً بعد ثوانى عندما تمعن في عيناها التى تطالعه بحسرة يطالعها بصدمة وذهول ... ماذا !!! ... ماذا تفعل يا زين !! ... انها مهرة وليست عليا !! ...
ولكنها ذبحته ... فصلت جسده ودعست روحه وسحقت قلبه ... تلك المرة مختلفة تماماً ... تلك المرة لا تشبه المرة السابقة ... تلك المرة قضي عليه ... طالعها وهى تسحب انفاسها بقوة مصدرة صوت شهيق عالي ..
ابتعد عنها يقف وعينه مسلطة عليها وهى تحاول التقاط انفاسها .. طالعها بصدمة من فعلته ... رفع كف يده الذى عنفها به ينظر له بذهول وغضب ... كان صدره يعلو ويهبط بعنف ... خائنة ! ... لاااا ... هناك خطأ ... ولكن كيف !! ... والرسائل ! ... لاااا ... سيجن ...
اغمض عينه يعتصرها بقهر لثوانى ... ثم تحرك الى خزانته وفتحها ثم مد يده اسفل ملابسه واخرج سلاحه المرخص تحت انظارها التى باتت دون حياة ... فكان الصمت حليفها .
اتسعت عيناها بصدمة وهى تهز رأسها عندما رأس سلاحه ... طالعها بقهر وخطى قاصداً الخارج ... اسرعت اليه تحاول منعه او التحدث مجدداً ولكن ما ان وصلت اليه حتى دفعها عنه فتهاوى جسدها ارضا وتألمت فاشار لها باصبعه بنبرة حادة مقهرة _ معتتحركيش من أهنة ... راجعلك ... بس لاول اعرف مين اللى باعتلك الكلام دي واحسابه .
تحرك للخارج واغلق خلفه الباب يوصده بالمفتاح ويأخذ المفتاح معه خوفاً ورعباً من فقدها ... هو الآن يصارع ضباع افكاره الخبيثة ... يتقاتل مع شتاته في مصارعة حرة مفتوحة والبقاء للاقوى ... غادر للاسفل ووقفت هى تطرق الباب ببطء واجهاد وتحاول اخراج كلمات ولكن صوتها منقطع وانفاسها مسلوبة فسقطت لم تعد تحتمل ... استنذفت روحها ان لم يكن من عنفه معها فليكن من شكه بها .
نزل الدرج فوجد رابحة تقف في منتصف المكان تطالعه بترقب وعندما وجدته يحمل سلاحه ولم تجد معه تلك الغريبة كما توقعته سيطردها توترت واردفت _ واخد سلاحك ورايح على فين يا ولدي !.
نظر لها بعمق ... ايعقل ان كل ما قولتيه كنتِ محقة فيه !! ... أكنت مسحور بها لتلك الدرجة ! ..
كانت تتمعن النظر لعيناه المشتتة وتابعت تعيد سؤالها _ عجولك رايح على فين وواخد سلاحك .
تنهد والتفت يغادر وتركها تقف ترفع رأسها للاعلى بشموخ ثم انتظرت الى ان غادر بسيارته فخرجت تردف بقوة _ محروووس !
هرول الحارس يأتيها ويردف خافظاً رأسه _ اؤمرى يا هانم !
اردفت بقوة _ خليك ورا ولدى ... معتسيبوش واصل .
اومأ لها وهرول يستقل احدى السيارات ويغادر خلفه ... اما هى فتنهدت بضيق ودلفت تصعد للاعلى ثم اخرجت من عباءتها مفتاحاً احتياطياً وفتحت الجناح الخاص بزين فوجدت تلك المسكينة منكبة ارضاً عند الباب .
نظرت لها بكره واردفت بفحيح وخبث _ اخيراً شوفتك مكسورة يا بنت الغريب ... آخيراً هتطلعي من اهنة بلا راجعة ... من وجت ما ابنى الصغير جال عنك وانى كرهاكى ... سحرتيله وجصفتى عمره بدرى ... ومكفاكيش اكدة لع وجيتي كمان تاخدى الكبير الغالى وتجسيه عليا وتخليه لاول مرة في حياته يتحدانى ... دخلتى اهنة كيف الحية وكنتى مخططة تتحديني وتبجى ست الجصر ... بس رابحة الجابري قطعت راسك ... جومى غورى من اهنة جبل ما بنى يعاود ويرميكي برا بنفسه بعد اللى عملتيه فيه ! ... مهو جالى على عملتك الواعرة .
كانت ساكنة تستمع لحديثها بصمت ... لم يعد حديثها يؤلمها ... فقد تلقت للتو اقصى انواع الألم وهو شكه بها .
اتجهت رابحة للداخل حيث خزانة الملابس ثم فتحتها واخرجت منها عباءة والقتها عليها فالتقطتها مهرة بيدٍ ضعيفة ثم وقفت ولبستها بصمت تحت انظار رابحة الشامتة ... استندت على الباب ثم اتجهت تأخذ نقابها وتضعه باهمال وخرجت دون آخذ اي شى آخر ونزلت للاسفل ومنه لخارج القصر ثم للشارع تسير بجسدٍ خالى من الحياة .
يتبع