رواية اسـكن أنـت وزو جُـــك - بقلم الكاتبة آية العربي - اقتباس - الفصل الثامن عشر
رواية أسكن أنت وزو جــك
بقلم الكاتبة آية العربي
اقتباس
الفصل الثامن عشر
رواية
أسكن أنت وزو جــك
صعد جناحه يبحث عن مفاتيح سيارته ... وجدهما على الكومود فتجه يلتقطهم بعنف ويلتفت ليغادر ولكنه وجد مهرة تدلف مسرعة وتغلق الباب خلفها ثم سريعاً اوصدته بالمفتاح ونزعته والقته بعيداً .
طالعها بغضب وهو على وشك الانفجار واردف _ ابعدى من جدامى دلوك .
هز رأسها وهى تنزع نقابها وتلقيه وتطالعه بقلق من هيأته واردفت بلهفة وحنو _ ما رح تروح لمكان وانت بهالحالة زين ... ما رح تتحرك من هون .
اغمض عينه بقوة واعتصر المفاتيح في قبضته حتى جرحت يده يردف بغضب ضاغطاً على احرفه _ جولتلك ابعدى دلوك يا مهرة .
هز رأسها بقلق ورفضٍ تام فزعق بقوة وقهر هز داخلها .. تطالعه بخوف وذهول وهى ترى قبضة يده حول المفاتيح وتأكدت من جرحها فلم تحتمل وارغمها عقلها وقلبها على التحرك مسرعة اليه ثم فجأة عانقته بقوة وكأنها تحتمى به منه ...
كان كالاسد المجروح يقف يصارع غضبه حتى لا يؤذيها وكل ما يفعله هو الضغط اكثر على قبضته وهو يتذكر كلمات والدته السامة الا ان احس بجسدها يعناقه بقوة ... حاول ابعادها عنه ولكنها تعلقت به بقوة تردف بترقب وقلق _ روق زين مشان الله ... لا تخلى اي حكى يدمرك ... اهدى ورح نحكى .
كان صدره يعلو ويهبط بعنف وانفاسه ساخنة حادة وعقله كالبركان المنصهر ... كل ما يؤلمه اهانته امام الغرباء ... كل ما ينهش قلبه تخطى كلمته وهو المعروف بالشموخ والهيبة ...
اغمض عينه يحاول ان يهدأ وارغمه على ذلك همسها له ببعض الايات والاذكار التى رممت بعضٍ من ندوبه ... لف يده حولها يضمها اليه آخيراً وقد تحول من القوى الثائر الى الضعيف المكسور وهو يدنو برأسه دافناً اياها بين منحنى عنقها .
ملست على ظهره بحنو وحب واردفت بتروى _ روق حبيبي ... روق زين وتعى لنحكى .
ابتعدت عنه بهدوء تطالعه بعيون حنونة فابعد عينه عنها لا يريد ان يريها نظرة الضعف بهما ...
سحبته معها الى الاريكة وجلست بجواره تضع كفيه بين راحتها الصغيرة واردفت بحنو _ ليه عم تعصب هيك حبيبي ... بتعرف انه هالحكى مو صحيح .
رفع نظره اليها يطالعها بتشتت كطفلٍ تائه فتابعت بعدما استعادت هدوئها _ وئت كنت عم ادرس كان كل يللي بالجامعة عم يحكى ويتحاكى عن زين الجابري ...
وئت افوت ع السوق بلاقي الكل عم يحكى عن زين الجابري واديشه قبضاي وما في مثله ... كانوا يقولوا عنك انك كتير قوى والكل بيعمل ألك الف حساب ... كنت عم اخاف منك ... عن جد كنت عم اخاف وئت تيجي سيرتك ... قالولي انك ما بتحب الظلم ولا بتيجي ع الضعيف ... بس مع هيك كنت بحس انه انت كتير ظالم ... لانه كيف فيك تخلى الكل يخاف منك وانت منيح !! ... ووقت اجيت وهددتنى قلت يللي كنت بعتقده ليكو صار ... عن جد طلع زين الجابري كتير ظالم ... ما اتحملت ولا قبلت انك تقلل منى او تهيني بحكياتك ... بس من لما فتت ع بيتك لهون وعاشرتك زين وانا عم احس شي ما حسيته حتى ببلدى ... عم احس معك بالامان زين ... عم احس انو فيني اقف بوجه العالم كله ما دمت انت بظهرى ... عم احس انى كتير قوية بيك زين ... صرت انت امانى ومأمنى ... صارت انفاسك بالغرفة تطمن قلبي وصوتك عم يعطيني شعور بالراحة لو فين ما كنت ... صار فيني اخاطر بأي شي كرمالك لانى بعرف كتير منيح انك زين الرجال اللى ما رح يقبل حدا يقرب على عيلته ..
تنهدت بقوة تتابع _ وبعرف كتير منيح انك رح تلاقي حل ذكي يخلص شهد ويصون مقامك العالي بس بالغضب ما فيك تفكر منيح ... اذا في يوم صار شى وغضبت واتصرفت بغضبك رح تخسر زين لهيك حاول تكون حكيم لحتى تضل دائماً كبير .
كان يستمع لها بقلبٍ نابض ... وكأن كلماتها كانت كمزيل الألم تماماً ... استكان داخله بطريقة سحرية عجيبة .
بعد ثوانى من التفكير في حديثها تنهد بقوة وطالعها بعمق ثم اردف بتمعن _ انتِ كيف ما امى جالت ... ساحرة ..
ضيقت عيناها تطالعه بعدم فهم فتابع _ جدرتى بسهولة تطيبي خاطرى ... جبتى الحديت ده منين !! ... معجول انى استاهل كل الحديت الزين ده !!
ابتسمت بحب وحنو واردفت _ هاد مو حكى هاي حقيقة زين ... هالحكى طالع من هون .
قالتها وهى تشير على موضع قلبها فمد يده يسحبها اليه ويحتويها ويتنهد بقوة وهى مستكينة داخل صدره .
اغمض عينه واردف بترقب وحكمة بعدما هدأ وبدأ يفهم مغزى حديث رابحة _ امى عتجول الحديت ده لاجل ما ترجعنى زي الاول ... مفكرة انى بعد حديتها ده حنجلب عليكي واعاملك كيف ماهى رايدة ... هي خابرة زين انى مش أكدة ... وانى خابر زين هي عتعمل اكدة ليه .
يتبع