-->

رواية ذكريات مشو هة- بقلم الكاتبة منة أيمن- الفصل الرابع

رواية ذكريات مشو هة 
بقلم الكاتبة منة أيمن


رواية ذكريات مشو هة 

الفصل الرابع


فى المشفى بغرفة "أمنية"، كانت "أمنية" مُستلقيه على الفراش لا حول لها ولا قوة غائبةً عن هذا العالم تماما، لا يربط بينها وبينه سِوا صوت هذا الجهاز الذى يدُل على إنها لا تزال تتنفس ومازالت على قيد الحياة 


دلف "سيف" إلى غرفة "أمنية" بعد أن أطمئن عليها من "الطبيب" المُعالج لها، ليقترب منها ويجلس بجوارِها، أضاف "سيف" بإشتياق وعيون دامعه وهو ينظر لها رادفا بإنكسار: 


_ وحشتينى أوى يا أمنية وحشتنى ضحكتك وحشتنى طفولتك ورقتك وحشنى هزارك ولعبك، ااااه يا أمنية بُعدك طول أوى وأنا مبقتش مستحمل، والله ما بقيت مستحمل يا حبيبتى، مش لاقى حد يحن عليا زيك ولا لاقى حد أستنى يومى يعدى بسرعه عشان أجرى عليه وأحكيله يومى ويتناقش معايا فى الصح والغلط، مشتاق أسمع صوتك، أصحى بقى عشان خطرى يا أمنية، أصحى كفايه كده بقى أبوس رجلك 


أخذ "سيف" يبكى بحصره كبيرة وهو يتذكر كم كانوا سعداء فى الماضى وهما معا ليعقب بكثير من الحب والأشتياق قائلا: 


_ فكرة يا أمنية أول مره قولتلك فيها إنى بحبك


•• 


كانت "أمنية" تجلس فى كافترية الكُليه مع أصدقائها وكانت لاتزال بالصف الثانى، بينما كان "سيف" يجلس على طاولة أخرى مع أصدقائه وكان يخطفُ بعض الانظار تجاه "أمنية" ليلاحظ هذا أحد أصدقائة.. 


عقب "كريم" صديق "سيف" رادفا بصياح: 


_ يا أبنى ما ترحم نفسك وتعرفها بقى 


أجابه "سيف" بكثير من التردد والأرتباك قائلا: 


_ خايف يا كريم تكون مُعجبه أو مرتبطه بحد تانى وما ينوبنى غير كسرة قلبى وإحراجى قدمها 


أضاف "كريم" محاولا إقناعه بالأمر رادفا بهدوء: 


_ بس تكون عملت اللى عليك وعرفت أخرتها أيه، بدل ما تعلق نفسك بأمل كداب وتبنى فى أحلام على الفاضى، وبعدين وجع ساعه ولا كل ساعه يا سيف، ولا أيه يا عم هشام؟! 


أجابه "هشام" بحقد كبير يُحاول أن يُخفيه رادفا بهدوء: 


_ سيبه على راحته يا كريم وبعدين مش يمكن عنده حق وتكون بتحب حد تانى 


أجابه "كريم" بحدة ناهيا عن حديثه رادفا بإصرار: 


_ لا طبعا غلط، وعلى فكره بقى يا سيف من الاخر كده هى كمان مُعجبه بيك ومكنتش عايز أقولك عشان متسوقش فيها، لكن لو سكت أكتر من كده هتروح منك، وأدينى حظرتك أهو 


أعتدل "سيف" فى جلسته بسرعة رادفا بلهفه: 


_ بجد يا كريم!! طب أنت عرفت منين؟! 


أجابه "كريم" بغرور مُصطنع مازحا مع صديقه رادفا بتحذير: 


_ ملكش دعوه عرفت منين!! المهم تلحق نفسك قبل ما البنت تضيع منك يا ناصح 


صاح "سيف" وهو ينهض من مكانِه رادفا بكثير من الحماس واللهفة قائلا: 


_ حالا 


تدخل "هشام" مُحاولا أن يُقفه معقبا بتحذير: 


_ سيف أستنى بس أنت.. 


ولكن دون فائدة "سيف" بالفعل قد أنطلق إلى تلك الطاولة التى تجلس عليها "أمنية" وصديقتها، ليتوقف "سيف" أمام "أمنية" مباشرة قائلا بهدوء: 


_ أمنية لو سمحتى عايز أتكلم معاكى فى حاجه على إنفراض!! 


أجابته "أمنية" بكثير من التوتر والإحراج رادفة بخجل: 


_ لا طبعا مينفعش، لو عايز حاجه قولها هنا 


صاح "سيف" باصرار كبير قائلا بحماس وكأنه قد فقد عقله: 


_ لا لازم تقومى معايا حالا 


وقام سريعا بمسك يدها وجذبها خلفة، لتفزع "أمنية" وهى لا تعلم اهى فرِحه أم غاضبه بسبب فعلته تلك، لتصيح "أمنية" به مصطنعة الحدة قائلا: 


_ لا دا أنت مجنون بقى 


وذهبت "أمنية" سريعا من أمامه مُحاوله الهرب ليوقفها صوته العالى وكانه قد نسي نفسه قائلا بصراخ: 


_ طب على فكره بقى أنا بحبك أوى 


لتنصدم "أمنية" مما يقوله "سيف" لتلتفت له، لتجد جميع من كانوا فى الكافتريه مُلتفين حولهم، لتنظر له "أمنية" بإندهاش رادفة بصدمة 


_ هو أنت أتجننت؟! 


أجابها "سيف" رادفا بلهفه: 


_ أنا هتجنن بجد لو مبقتيش ليا، أنا بحبك يا أمنية 


أحمرت وجنتى "أمنية" بمزيج من الخجل والسعادة التى تُحاول ان تُخفبها قائلة: 


_ لا دا أنت فعلا مجنون 


وأسرعت فى الفرار من أمامه قبل أن يحتضنها أمام الجميع 


••• 


أجهش "سيف" فى البكاء الشديد بعد أن فاق من ذكرياته، ليوجه حديثه نحو "أمنية" رادفا بترجى: 


_ أرجعهلى بقى يا أمنية أنا بموت من غيرك يارب أنا بحبها، بحبها أوووى 


أمسك "سيف"  يد "أمنية" وقام بتقبيلها ووضع راسه بجانب يديها وأخذ يبكى بشده، وبعد وقت ليس بقليل غادر "سيف" المُشفى 


بعد قليل دخلت الممرضه إلى غرفة "أمنية" كى تغير لها المحاليل وأثناء عملها لاحظت عدم أستقرار نبضات قلب "أمنية" وهى لازالت غائبه عن الوعى، ولكنها تُعافر وهى ترا الحادث أمام أعيُنها ولكن لا تراء الاشخاص ونبضها غير مُستقر ويبدوا إنها تختنق 


لتفزع الممرضه وتخرج كى تُنادى "الطبيب"، صاحت الممرضة موجهة حديثها نحو الطبيب قائلة: 


_ الحق يا دكتور، المريضه غرفة رقم تمانيه نبضات قلبها مش مُستقرة 


أسرع "الطبيب" إلى غرفة أمنية ليُحاول السيطرة على حالتها، ليقوم بفحصها ثم ينظر الى الممرضه رادفا بإستفسار: 


_ أيه اللى حصل بالظبط؟! 


أجابته "الممرضة" رادفة بتوضيح: 


_ كنت بغيرلها المحاليل يا دكتور وفجاه لقيت نبضات قلبها مش مُستقره وزى ما تكون بتعافر 


لم تنتهى الممرضه من إنهاء حديثها لينتبهوا الى هذه الاعيُن الناظره إليهم بإستفسار!! 


❈-❈-❈  


فى صباح اليوم التانى فى بيت عائلة "أمنية"، كانوا جميعا يتناولون الإفطار مثل أى يوم، ليصدك صوت الهاتف مُعلنا عن وجود إتصال ويقوم كامل بالرد عليه: 


_ ألوو 


أتاه صوت "المتصل" رادفا بأستفسار: 


_ أستاذ كامل معايا 


أجابه "كامل" شاعرا ببعض من القلق رادفا بأستفسار: 


_ أيوه يا أبنى، مين حضرتك!! 


أجابه "المتصل" رادفا بتوضيح: 


_ أنا الدكتور محمد المسؤل عن حاله الأنسة أمنية بنت حضرتك 


شعر "كامل" بكثير من القلق والفزع صائحا بلهفة كبيرة: 


_ أيوه، بنتى مالها؟! 


ليفزعوا جميعا عندما صاح "كامل" وألتفوا جميعا حوله، ليجيب "الطبيب" على سؤال "كامل" رادفا بهدوء: 


_ عايزين حضرتك تجيلنا المستشفى حالا 


لم يعد "كامل" يحتمل كل هذا الضغط وهو لا يعلم ما الذى حدث لأبنته، ليصيح معقبا بأستفسار وترجى: 


_ أرجوك ريحنى وطمنى، بنتى مالها!! 


أجابه "الطبيب" محاولا تطمئنه بعد أن لاحظ فزعه رادفا بهدوء: 


_ يا حاج متقلقش، بنت حضرتك أستعادت وعيها ألف مبروك 


لم يستطيع "كامل" التحكم فى دموعه الذى هبطت ببكاء ممزوج بالفرحه رادفا بإمتنان : 


_ الحمدلله يارب، ألف حمد وشكر ليك يارب، أنا جاى حالا 


تدخلت "كريمة" بعد أن شعرت برجفة بسيطة سرت فى قلبها لتردف بلهفه: 


_ فى أيه يا كامل؟! 


أجابها "كامل" بفرحه عارمة وهو يحتضنها بكثير من الحماس رادفا بتهليل: 


_ مش قولتلك ربنا فرجه قريب، أمنية فاقت يا كريمه ، أمنية فاقت 


ليفرحوا جميعا ويُسرعون فى الذهاب الى المشفى لروئية أبنتهم الغائبة منذ عامين كاملين 


❈-❈-❈ 


فى قصر عائله السيوفى، أستيقظ "سيف" على صوت طرقات عاليه على باب غرفته المُقفل جيدا، فعو لا يُحب الازعاج أو الاخطلاط، ليفزع "سيف" وينهض مُسرعا نحو باب غرفته، ليلقن الطارق درسا قاسيا على فعلته تلك ليجده شقيقه "سامى" 


صاح "سيف" بكثير من الغضب موجها حديثه نحو أخيه رادفا بحدة: 


_ فى أيه يا سامى!! فى حد يصحى حد كده يا أخى؟! 


أجابه "سامى" بسعادة كبيرة والبسمة طاغية على وجهه رادفا بلهفة: 


_ يعنى الحق عليا إنى جى أرجعلك الضحكه تانى لحياتك يا سيف!! 


لم يدرك "سيف" ما يحاول "سامى" الوصول إليه ليعقب رادفا بإستهزاء: 


_ سامى أنا مش ناقصك على الصبح ومش ناقص كلام فاضى، هتقول عايز أيه ولا تورينى عرض كتافك!! 


ألتفت "سيف" وقام بخلع التيشرت الخاص به لكى يبدل ملابسه ويتوجه إلى الشركة، ليقاطعة صياح أخيه "سامى" بسعادة كبيرة رادفا بأكيد: 


_ أنا مش بهزر يا سيف، أنا فعلا جى أشوف البسمه على وشك اللى مشوفتهاش بقالى سنتين واخيرا هشوفها تانى وتشوفك مبسوط 


شعر "سيف" بان هُناك شئ كبير "سامى" يُلمح له، وشعر أيضا أن هذا الشيء يخص "أمنية"، لينظر له "سيف" بشك معقبا بأستفسار: 


_ فى أيه يا سامى!! أنت عايز تقول أيه بالظبط؟! 


أجابه "سامى" بسعادة كبيرة والأبتسامة تملأ وجه رادفا بتهنئة: 


_ فاقت يا سيف، أمنية فاقت 


أزدادت ضربات قلب "سيف" بشدة من هول صدمته، ليصيح فى وجه أخيه بعدم تصديق رادفا بحدة: 


_ أنت بتقول أيه يا سامى!! أنت عارف كويس إنى مش بحب الهزار التقيل وخصوصا لو حاجه تخص أمنية 


حاول "سامى" إقناعه بالأمر رادفا بصدق وتأكيد: 


_ والله العظيم ما بهزر، أمنية فعلا فاقت يا سيف والمُستشفى كلموك بس أنت مكنتش بترد راحوا مكلمين باباها ونداء لسه قيلالى حالا 


أنسابت الدموع من أعين "سيف" فرحا بأن الله قد أستجاب لدُعائِه، واخيرا حبيبته ومعشوقته عادت للحياة مرةً اخرى وعادت معها السعاده والفرحه التى فارقته طول هتين السنتين، ولكن الان أنتهى الإنتظار وأخيرا سياخذها بين أحضانِه ويسنشق رحيقُ انفاسِها وهى بين يديه ويضمها إلى صدره 


سقط "سيف" أرضا من شدة فرحته وهو يهلل بإمتنان شديد قائلا: 


_ الحمدلله الحمدلله يارب الحمدلله 


ثم أخذ يبكى بشدة وهو يسجُد أرضا شاكرا ربه على فضله، ليعقب "سامى" بأعيُن دامعه متأثر بما يفعله أخيه رادفا بإبتسامة سعادة: 


_ لا يا سيف ده مش وقت حُزن، ده وقت فرح، لازم أمنية أول ما تفوق تشوفك أنت أول واحد جمبها 


أومأ له "سيف" بالموافقة على حديثه رادفا بلهفه: 


_ عندك حق يا سامى، أنا هروحلها حالا 


وافقة "سامى" الرائ رادفا بلهفة: 


_ طب أنا هروح أغير هدومى واجى معاك أهو 


❈-❈-❈  


فى المشفى بغرفة "أمنية"، دلفت عائلتها إلى غرفتِها بصُحبة "الطبيب" المُعالج لها، لتنظر لهم "أمنية" فى صدمه، بينما ركضت "كريمة" باتجاة "أمنية" وهى تبكى معقبة بلهفة: 


_ وحشتينى يا بنتى وحشتينى أوى يا حبيبتى 


أخذت "كريمة" تُقبلها بأشتياق ولهفة، بينما  قام "كامل" بإحتضانِها ببكاء وأشتياق شديد، وقام أيضا كلا من نداء وأمجد بإحتضانِ "أمنية" بسعاده وفرحه، ولكن "أمنية" كانت منكمشة على نفسها غير مستوعبة لما يحدث حولها وتشعر بالرهبة الشديدة ولا تُبادلهم حتى باى رد فعل إلى الان، ولا يظهر على وجهها سوا علامات الدهشه والاستغراب مما يحدث حولها!! 


ليتعجب الجميع من رد فعل "أمنية" ويشعر "الطبيب" بقليل من الشك، ليُحاول التأكد مما يدور فى رأسه، ليعقب "الطبيب" موجها حديثه نحو "أمنية" رادفا بهدوء: 


_ حمدلله على سلامتك يا أمنية 


ولكنه لم يجد منها أى رد أو أى أستجابه، ليُكررها مره اخرى وهو يُحركها قليلا من كاتفيها بهدوء، لتنتبه له "أمنية" معقبة بإنتباة ودهشة: 


_ هو حضرتك بتكلمنى أنا؟! 


أجابها "الطبيب" بإبتسامة هادئة محاولا تهوين الأمر عليها رادفا ببعض المرح: 


_ أيوه طبعا بكلمك أنتى، هو فى أمنية غيرك هنا؟! 


رمقته "أمنية" بنظرة توتر وإرتباط رادفة بشك: 


_ مش عارفه!! هو أنا أسمى أمنية؟! 


وقعت هذة الجُملة على عائلة "أمنية" كالصاعقة وأخذوا ينظرون لها جميعا بصدمه وخوف عليها، بينما أجابها "الطبيب" رادفا بهدوء: 


_ أيوه أنتى أسمك أمنية، هو أنتى مش عارفه أسمك؟! 


هزت له "أمنية" نافية ما يقوله قائلا ببعض الخوف: 


_ لا 


حاول "الطبيب" مسايرتها فى الحديث عله يستطيع تنشيط ذاكرتها رادفا بأستفسار: 


_ ولا حتى سنك أو عنوانك؟! 


للمرة الثانية تنفى "أمنية" سؤاله لها قائلة: 


_ لا 


أضاف "الطبيب" بمزيدا من الأستفسار لتأكد من صحة ما يفكر به قائلا: 


_ طب والناس دى تعرفيهم؟! 


أجابته "أمنية" بقلق وخوف واضح على وجهها قائلا بحزم: 


_ لا 


صاحت "كريمة" معقبة بصدمه رادفة بإستفسار: 


_ لا أيه يا أمنية أنا ما... 


ليوقفها "الطبيب" مانعا إياها من إكمال حديثها رادفا بهدوء: 


_ لو سمحتوا يا جماعه عايزكم برا ضرورى 


حاولت "كريمة" التحدث مرة أخرى رادفة بتلعثم: 


_ بس يا دكتور أ.. 


قاطعها "الطبيب" مره أخرى رادفا بنبرة تحذيريه: 


_ أرجوكم يا مدام 


خرجوا جميعا من الغرفة وتوجهوا معا إلى مكتب "الطبيب" ليتركوا علامة أستفهام على وجة "أمنية" التى لا تعرف شيئا ولا حتى تعرف هى من تكون؟! 


بعد وقت ليس بكثير تفاجات "أمنية" بهذا الشاب الغريب الذى أقتحم الغرفه عليها دون أى أستاذان، لتشعر هى بالرجفة تملكت من جسدها بأكمله بمجرد أن رأت وجهه، بينما قام هو بالركض نحوها وسريعا ما ضمها إلى صدره، لتفزع "أمنية" بشدة وصرخت بأعلى ما لديها خوفا منه قائلة: 


_ أنت.. أنت ميين، ألحقووونى، أبعد عنى 


صاح "سيف" بصدمة من ردة فعلها رادفا بتوضيح: 


_ أنا سيف يا أمنية ف... 


ليقاطعه دخول "الطبيب" الذى همس له رادفا بحزم: 


_ سيف بيه عايز حضرتك برا حالا أرجوك 


مازلات علامات الصدمة على وجه "سيف" ليعقب بأستفسار: 


_ هو فى أيه بالظبط يا دكتور؟! 


أجابه "الطبيب" محاولا تحذيره رادفا بهدوء: 


_ هقول لحضرتك على كل حاجة بس برا 


❈-❈-❈ 


فى مكتب "الطبيب" كانوا جميعا موجودون، ليعقب "الطبيب" محاولا شرح الأمر لهم رادفا بأسف: 


_ يا جماعه أنا مش عارف أقولكوا أيه، بس لازم تعرفوا عشان المعامله معاها بعد كده ميكنش فيها خطوره عليها وعلى حياتها 


شعر "سيف" بالقلق الشديد من حديث "الطبيب" ليعف رادفا بأستفسار: 


_ فى أيه يا دكتور!! قول على طول 


أجابه "الطبيب" موضحا الأمر لهم رادفا بهدوء: 


_ بصراحه أنسه أمنية يوم الحادث تعرضت لخبطه شديده أوى فى دماغها مما أدى لنزيف داخلى فى المخ، ولكنها مقدرتش تقاوم مما أدا لدخولها فى غيبوبه، ولكن وقتها مقدرناش نحدد الخبطه دى أثرت على أيه تانى، ولكن لما أستعادت وعيها أتضح إن الخبطه أثرت على جُزء الذاكرة وده اللى خلها معرفتش حاجه أول ما فاقت 


أضاف "سيف" بتردد كبير وهو يخشى أجابة "الطبيب" الذى هو بالفعل يعرفها رادفا بإستنكار: 


_ يعنى أيه الكلام ده؟! 


أجابه "الطبيب" شاعرا بالأسئ عليهم جميعا قائلا: 


_ يعنى للاسف يا سيف بيه، أنسه أمنية فقدت الذاكرة تماما ولكن ليس بشكل نهائى، يعنى ممكن مع الوقت تتذكر بعض الاشياء، لكن للاسف مينفعش حد يتكلم معاها فى حاجه أو يفكرها بحاجه هى مش عارفه تفتكرها أو لسه مش مستعده ليها، لان ده ممكن يسببلها إنهيار عصبى ولا قدر الله ممكن تدخل فى الغيبوبه مره تانيه، والله أعلم ممكن تفوق منها مرة تانية ولا لا 


صاج "كريمه" ببكاء شديد رادفة بحزن: 


_ يعنى بنتى مش هتفتكرنى يا دكتور؟! 


هز "الطبيب" رأسه بالإنكار ناهيا حديث "كريمة" رادفا بتوضيح: 


_ لا طبعا لازم تفتكركوا وتتعرف عليكوا والحمدلله إنها محصلهاش أى توتر لما شافتكوا، وده يدل إنها ممكن تتقبلكوا عادى بس هيفضل فى حاجز بينكوا وبينها لحد ما تفتكر تدريجيا، أكيد هتروح معاكوا زى أى أسره بس لازم تمشوا على شويه حاجات كده هقولكوا عليها 


تنهد "سيف" بعدم راحة والخوف والقلق مسيطرتن على وجهه رادفا بتردد: 


_ وانا هتفتكرنى؟! 


أجابه "الطبيب" ببعض من الأرتباك رادفا بتردد: 


_ إن شاء الله يا سيف بيه، بس... 


صاح "سيف" بملامح قاسية رادفا بأستفسار: 


_ بس أيه!! 


عقب "الطبيب" محاولا إخباره بما يجب أن يحدث الفترة القادمة ولن بطريقة هادئة قائلا: 


_ مينفعش تشوف حضرتك تانى دلوقتى خالص 


ضيق "سيف" ما بين حاجبيه بصدمه من حديث "الطبيب" رادفا بإستنكار: 


_ أزاى يعنى؟! 


أجابه "الطبيب" شارحا له الأمر رادفا بتوضيح: 


_ حضرتك كنت أخر واحد معاها يوم الحادثه، والحادثه دى بالذات أخطر حاجه ممكن تمر عليها حاليا، هى مش فى حاله تستدعى انها تفتكر اليوم ده حاليا، وممكن يسببلها أذى كبير جدا، وعشان كده لازم حضرتك تختفى من حياتها ولو لوقت بسيط كالخطيب والحبيب وشريك الحادث اللى نقطة الزمن اللى عقلها وقف عندها، ومينفعش تحاول تفكرها بيك غير لما هى تبقى قادره إنها تفتكرك وتعمل ده بنفسها، غير كده لازم حضرتك تتعامل معاها عادى ولا كأن كان فى بينكوا حاجه أصلا 


شعر "سيف" بأن "أمنية" تضيع منه للمره الثانيه، ولكن ماذا يفعل!! أيتركها حقا ولا يُذكرها بنفسِه!! وماذا يفعل إن لم تتذكره ايترُكها لغيره؟! هل يستطيع أن تكون حبيبته مُستيقظة ولا يستطيع أن يضُمها إلى صدرِه!! لماذا كل هذا البُعد والعذاب فهو لا يستطيع العيش من دونيها؟!.. 


صاح "سيف" بكثير من الغضب والعصبية رادفا بحدة: 


_ يعنى أنت عايزنى أسبها وأمشى بعد ما ربنا رجعهالى تانى، أسيبها وأمشى، لا، لا مقدرش أبعد عنها تانى، أنا ما صدقت إنها رجعتلى 


أجابه "الطبيب" محاولا تهدئته قائلا بلين: 


_ يا سيف بيه أرجوك حاول تفهمنى، لو كنت فعلا بتحبها بجد لازم تخاف عليها ومتعرضهاش حاليا لأى خطر 


شعر "سيف" بالضيق الشديد لدرجه أنه لم يستطيع السيطره على هتان العينان التى تنهار مثل الفيضان، ولكن ماذا بيدِه أن يفعله!! لتلاحظه "نداء" شقيقة "أمنية" وتشفق على حاله ولكن ما باليد حيله.. 


لم يشعر احداً بهذا المُتجسس عليهم الذى بالفعل قد أستمع لكل هذا الحديث منذ بدايته، ليبتسم إبتسامة خبيثه ويشعر بالنصر أنه وأخيرا أستطاع أن يفرق بين "أمنية" و "سيف"، وها قد حان الوقت لكى تكون "أمنية" له، بالطبع هذا الشر لا يخرج من أحدا سوا هذا المجنون الذى يُريد أن يحصل على "أمنية" مهما تطلب منه الامر... 


•• 


رفعت "الممرضه" الهاتف على أذنيها منظرة الرد، ليأتيها صوته لتردف مسرعة: 


_ ألو يا هشام بيه 


أجابها "هشام" بإهتمام رادفا بإستفسار وهو بالفعل قد شعر أن هناك شيء ما وهذا بسبب غياب "سيف" عن الشركة اليوم: 


_ ها أيه الاخبار عندك 


أجابته "الممرضة" بسعادة كبيرة والطمع قد ظهر فى عينيها رادفة بلهفة: 


_ الاخبار حلوه أوى وأستاهل عليها حلاوة كمان، أنسه أمنيه فاقت من الغيبوبه وأستعادت وعيها 


أعتدل "هشام" فى جلسته بسرعة رادفا بلهفه: 


_ بتقولى أيه!! أمتا ده حصل؟! 


أجابته "الممرضة" مستعدة لمكافئتها رادفة بتوضيح: 


_ أمبارح باليل وأنا لسه عارفه دلوقتى حالا 


أسرع "هشام" فى ألتقاط مفاتيح سيارته وحافظة نقوده متوجها نحو الباب مستعدا للخروج من الشركة رادفا بلهفة: 


_ طيب أنا جى حالا 


••• 


صاح "سيف" بكسرة قلب على كل ما يحدث له هو وحبيبته رادفا بإصرار: 


_ لا أنا مش هسبها، أنا هفضل جمبها 


لينصدموا جميعا مما فعلته "كريمة" التى أنحنت تحت قدمى "سيف" محاولة أستعطافه رادفة بترجى: 


_ أبوس رجلك يا أبنى أمشى، أنا عارفه أنت بتحبها قد أيه!! وهى كمان بتحبك وهترجعلك تانى بس أمشى يا سيف دلوقتى، أبوس رجلك أمشى 


أضاف "سيف" ببكاء هستيرى وحرقة قلب وهو يقوم بأيقاف "كريمة" على قدميها رادفا بنحيب: 


_ قومى يا أمى، حاضر أنا همشى، همشى عشان بحب أمنية ومش عايزها تتعب تانى، بس عمرى ما هسيبها أبدا، وزى ما أنتى عارفه أنا بحبها قد أيه!! أنا كمان واثق فى حبها وعارف إنها هترجعلى، بس أبوس أنا أيديكوا متحرمونيش من إنى أطمن عليها كل شويه، أرجوكوا أنا طول السنتين دول مفرقتهاش ولا يوم متحرمونيش منها بعد متفوق أرجوكم 


ليُقطع حديثهم دخول "الممرضة" بسرعة موجهة حديثها نحو "الطبيب" قائلة: 


_ يا دكتور أنسه أمنية بتزعق وعايزه حضرتك ضرورى 


خرج "الطبيب" مُسرعا إلى غرفة "أمنية" ولحق به جميع أفراد عائلتها، حتى أن "سيف" قد نسي نفسه وكاد أن يذهب خلفهم، ليوقفه شقيقه "سامى" بانقاذ للموقف رادفا بهدوء: 


_ يلا بينا أحنا يا سيف 


نظر له "سيف" بأعين ممتلئه بالدموع رادفا ببكاء: 


_ أمنية يا سامى 


أجابه "سامى" بحصرة على حال أخيه رادفا بتأثر: 


_ كل حاجه هترجع زى الاول أوعدك، بس يلا بينا دلوقتى يا سيف 


خرج "سيف" بصحبة شقيقه من المشفى بقلب مكسور وحصره على ما فرق بينه وبين حبيبته، لينظر للسماء طالبا الرحمه والصبر من خالقه.. 


❈-❈-❈  


فى غرفة "أمنية" دلف "الطبيب" بسرعة بصحبة عائلتها، لتنطر لهم "أمنية" باستغراب، فهى بداخلها ألف سؤال وسؤال ولكن لا تعلم من أين عليها أن تبدأ!! 


ليعقب "الطبيب" موجها حديثه نحو "أمنية" رادفا بهدوء: 


_ حمدلله على سلامتك يا أنسه أمنية 


أجابته "أمنية" بإبتسامة إمتنان رادفة بهدوء: 


_ الله يسلمك، هو أنا هنا بعمل أيه بالظبط 


أجابها "الطبيب" بابتسامه هادئة محاولا تطمئنها: 


_ أنتى أتكتبلك عمر جديد يا أمنية 


ضيقت "أمنية" ما بين حاجبيها معقبة بإستفسار: 


_ هو أيه اللى حصل بالظبط؟! 


أجابها "الطبيب" محاولا تهوين الأمر عليها رادفا بهدوء: 


_ بصراحه أنتى أتعرضى لحادث كبير شويه وأثر الحادث ده تسببلك فى عيبوبه لفترة كده بس الحمدلله أنتى دلوقتى أحسن بكتير أوى 


شعرت "أمنية" بصدمه كبيرة من هذا الحديث التى لا تتذكر شيئا منه رادفة بإستفسار: 


_ حادثة!! وغيبوبه!! أنا مش فكره حاجه خالص عن الكلام ده!! هو أنا فى غيبوبه من أمتى؟! 


أجابها "الطبيب" ببعض من التردد معقبا بحذر: 


_ سنتين 


أتسعت عين "أمنية" بإندهاش وصدمة مكررة: 


_ سنتين!! 


حاول "الطبيب" إنتشالها من صدمتها ليُشير على عائلة "أمنية" موجها حديثه له رادفا بإستفسار: 


_ طب مش فكره مين دول 


هزت "أمنية" رأسها بالنفى رادفة بتأكيد: 


_ لا 


يتبع...