-->

رواية ذكريات مشو هة - بقلم الكاتبة منة أيمن - الفصل السابع

 

رواية ذكريات مشوهة

بقلم الكاتبة منة أيمن 



الفصل السابع

رواية 

ذكريات مشو هة 


خرجت "أمنية" من مكتب "سيف"، ليوقفها صوت هذا الشاب صائحا بلهفة:


_ أمنية وحشتينى أوووى يا حبيبتى


وأسرع إليها ليجذبها له ويحتضنها، لتقف "أمنية" فى زهول مما يحدث وتُحدث نفسها من يكون هذا الشخص وكيف يتجرا على فعل هذا!! صاحت "أمنية" زاجرة إياه رادفة بغضب:


_ أنت مين!! وأزاى تتجرئ تعمل كده!! أنت مجنون؟!


صاح ذلك "الشاب" بحب مُصطنع رادفا بلهفة:


_ غصب عنى يا أمنية، أنا محروم منك طول الفترة دى وأخيرا بقيتى معايا، أنا هتجنن من الفرحه


صاحت "أمنية" بكثير من الإنزعاج والغضب رادفة بإستفسار:


_ هو حضرتك مين بالظبط؟!


أجابها "هشام" وها قد أطمئن إنها لا تتذكر شيء رادفا بكذب:


_ معقول لسه مفتكرتنيش، أنا هشام خطيبك يا أمنية


صاحت "أمنية" بصدمة كبيرة غير مستوعبة ما يقوله هذا الشاب رادفة بإندهاش:


_ أنت بتخرف بتقول أيه؟!


أجابها "هشام" بمكر مصطنعا التاثر قائلا:


_ صدقينى يا أمنيه أنا خطيبك وكنا بنحب بعض أووى كمان، بس للاسف الحادثه فرقتنا وأهلك منعونى حتى من إنى أشوفك، وحشتينى أوى يا أمنية


وقعت هذه الكلمات على "أمنية" كالصاعقه، لتشعر بصدمه والارتباك، كيف لها ان تكون مُرتبطه!! ولماذا لم يُخبرها احد!! دخلت أمنية فى صراع شديد مع نفسيها لتُحاول ان تتذكر ولكنها فشلت


أسرعت أمنية بالتوجه الى مكان شقيقتها وهى تشعر بكثير من الغضب وهى مُشوشه رادفة بحدة:


_ أنتوا أزاى محدش يقولى إنى مخطوبه؟!


شعرت "نداء" بالصدمه من سؤال "أمنية" وظنت أن "سيف" هو من أخبرها، لتردف معقبة بإستفسار:


_ مين اللى قالك الكلام ده!! سيف؟!


أجابتها "أمنية" بغضب شديدة قائلة:


_ لا مش سيف، هشام هو اللى قالى


أضافت "نداء" بغضب رادفة بإستفسار:


_ قالك ايه؟!


أجابتها "أمنية" رادفة بتوضيح:


_ قالى أنه خطيبى من قبل الحادثه وإن أنتوا منعتوا عنى، أنا مبقتش فهمه حاجه خالص


توسعت أعين "نداء" بصدمة وكادت أن تُخبرها انه يكذب، ولكنها تذكرت حديث "الطبيب" إنها لا يجب أن تتعرض لاى ضغط عصبى اى كان ما هو السبب!! لتنتبه " نداء" إلى "هشام" من بعيد وهو يقوم بالغمز لها بعينيه، بينما صاحت "نداء" مُهدئة "أمنية" قائلة:


_ أنسى أى كلمه قالهالك يا حبيبتى، أنتى مش مُستعده لوجوده فى حياتك حاليا ولذلك أنسيه موقتا لحد ما حالتك تستقر ماشى


أضافت "أمنية" بتوهان رادفة بحزن:


_ أزاى بس نداء ده خطيبى وبيقول كمان إننا كنا بنحب بعض، أنا مش فكره أى حاجه ولا حتى فكره إنى شوفته قبل كده على عكس سيف تماما


ربطت "نداء" على كتفيها محاولة تطمئنها رادفة بهدوء:


_ طب أهدى يا حبيبتى، أهدى خالص دلوقتى، أنا هروح أجيب حاجه وأجى، أوعى تتحركى من هنا


❈-❈-❈


ذهبت "نداء" مُسرعه إلى مكتب "سيف" لتُخبره كل ما حدث، قصت "نداء" على "سيف" كُل ما دار بينها وبين "أمنيه"، وعن حديث وحديث "أمنيه" مع "هشام"، ليغضب "سيف" كثيرا ويضُم قبضته بغضب شديد توعدا ل "هشام"، صاح "سيف" بغضب كبير قائلا:


_ يا أبن الكلب، يا أحقر إنسان على وجه الأرض


ذهب "سيف" سريعا إلى مكتب "هشام" ليجده جالسا على مكتبه ويضع قدم فوق الاخرى، لينقض عليه "سيف" ويُبرحه ضربا، صارخا فى وجه بغضب شديد قائلا:


_ ليه!! ليه عملت كده ليه؟!


أجابه "هشام" بغل وحقد شديد رادفا بحدة:


_ عشان أنا كمان بحبها ويمكن بحبها أكتر منك كمان، أشمعنى أنت تحبك وأنا لا، مع إنى أحسن وأغنى منك، أشمعنى يوم ما أقولها بحبك تشتمنى وتهزقنى وتقولى إنها بتحبك أنت أشمعنى!! كان لازم أخطفها منك، كان لازم أقتلك يا سيف كان لازم أقتلك


••


انتهت حفلة الخطوبه وذهب الجميع ليعودوا إلى منازلهم، أخذ "سيف" "أمنية" فى سيارة والده حتى يقوم بتوصيلها إلى البيت، بينما "هشام" كان يقف مع هذا الشخص الغامض يتحدثان، ليعقف "هشام" مستفسرا:


_ ها عملت أيه؟!


أجابه "الشخص" رادفا بهدوء:


_ كله تمام يا هشام بيه، أنا قطعت سلك فرامل العربيه وجهزت العربيه اللى هدخل فيهم بيها


عقب "هشام" رادفا بتوعد:


_ أنا عايزه هو اللى يموت إنما هى لو حصلها حاجه هولع فيك وفى عيلتك كلها أنت فاهم؟!


أجابه "الشخص" محاولا تطمئنه رادفا بتأكيد:


_ متقلقش يا هشام بيه أقرئله الفاتحه من دلوقتى


•••


صاح "هشام" معقبا بغضب:


_ بس الغبى مخبطكش كويس وهى اللى كانت هتروح فيها، حاولت أموتك كذا مرة وأنت فى المستشفى، ولكنك فى كل مره كان يتكتبلك عمر جديد، أنت أيه يا أخى بسبعة أرواح؟!


صاح "سيف" وهو يُمسك "هشام" من رقبته رادفا بتوعد:


_ دا أنا اللى هقتلك يا هشام هقتلك، أنت أيه كل الغل اللى فيك ده، بقى عامل فيها صحبى وأنت بالوساخه دى وعايز تاخد منى أمنية ليه!! ليه؟!


أنفجر "هشام" بضحك رادفا بسخرية:


_ يا ريتك تموتنى لأنى هكون بردو فرقتك عنها وهتتعدم يا سيف بيه وبردو مش هتبقى ليك، أنت مش هتبقى أحسن منى فى كل حاجه يا سيف


تركه "سيف" وهو يشعر بالغضب ولا يعلم ماذا يفعل بيه!! ليعقب "سيف" رادفا بغضب:


_ أمشى أطلع برا يا هشام، مش عايز أشوف وشك تانى أبدا


أضاف "هشام" رادفا باستفزاز:


_ ياريت بس على فكرة أنا لو خرجت خطيبتى هتخرج معايا، أكيد هتزعل على حبيبها ولا أيه؟!


صاح "سيف" بغض من حديث "هشام" قائلا:


_ ماشى يا هشام هنشوف كدبك هو اللى هينتصر ولا إرادة ربنا وحبنا أنا وأمنية هو اللى هينتصر وساعتها مش هرحمك أبدا


أومأ له "هشام" رادفا بمكر:


_ هنشوف يا سيف


❈-❈-❈


فى بيت عائله "أمنية" فى غرفتها ها هى "أمنية" تجلس على فِراشها فى حيرة كبيرة لا تعلم سببِها، فهى لا تعلم ماذا تفعل!! هى لا تشعر باى شئً تجاه "هشام" على عكس ما شعرت بِه تجاه "سيف" فى تشعر إنه قريب منها كثيرا، فكيف لهذا "هشام" أن يكون هو حبيبها، حاولت "أمنية" كثيرا بالظغط على نفسِها، لتتذكر حياتِها بالسابق ولكنها فشلت ودخلت فى حاله صراع دخلى كبير مما تسبب لها بصداع حاد جيدا لا يُحتمل وسريعا من عادت لصوابِها، فكيف لها أن تُفكر هكذا عليها الأستسلام للامر الواقع!! ف "هشام" هو خطيبها الذى يُحبها وليس "سيف" وعليها أن تتقى الله فيه ولا تُفكر فى مثل هذه الاشياء، ليقطع شرودها صوت الهاتف الخاص بِها مُعلانا عن إتصال من "سيف"، شعرت "أمنيه" بالإرتباك ولكن سريعا ما قامت بالرد عليه، ليعقب "سيف" رادفا بتردد:


_ مساء الخير يا أمنية


أجابته "أمنيه" رادفة بارتباك:


_ مساء النور يا أستاذ سيف


أضاف "سيف" رادفا بحرج:


_ قلقتك أو صحيتك من النوم؟!


أجابته "أمنية" بلهفه لا تعرف سببها:


_ لا أبدا، أنا صاحيه، وبعدين حضرتك تتكلم فى أى وقت


أضاف "سيف" بكثير من الحب قائلا:



_ بلاش حضرتك وأستاذ والكلام ده، قوليلى يا سيف عادى أحنا مش زمايل ولا ايه؟!


أجابته "أمنية" بحرج شديد رادفة بتردد:


_ لا طبعا زمايل، بس...


قاطعها "سيف" بمزيد من الأصرار رادفا بحزم:


_ بس ايه!! من هنا ورايح تقوليلى يا سيف زى ما بقولك يا أمنية كده بالظبط مفهوم؟!


أبتسمت "أمنية" بحرج من طريقته معها ولكنها أستسلمت للأمر رادفة بإنصياغ:


_ مفهوم يا سيف


شعر "سيف" بسعادة عارمة ولكنه لم يكن يريد أن يضغط عليها أكثر من ذلك ليردف بحب كبير:


_ طيب يلا روحى نامى بكره عندك شغل كتير أوى ولازم تكونى فايقه


أومأت له "أمنية" برأسها موافقة على حديثه رادفة بهدوء:


_ حاضر، تصبح على خير


بأدلها "سيف" بكثير من الحب قائلا:


_ وانتى من أهله


ثم أغلقت "أمنية" الهاتف، بينما أخذ "سيف" الهاتف الخاص به فى حضنيه وهو فى قمة سعاده، أضاف "سيف" وهو ينظر الى الهاتف قائلا:


_ وأنتى من أهلى أنا يا ست البنات يا حبيبت قلبى وروحى وعقلى وحياتى كلها، بحبك يا امنية والله العظيم بحبك


❈-❈-❈


فى بيت عائله "أمنية" كانت "نداء" تجلس برفقة عائلتها وتقص عليهم ما حدث اليوم فى الشرِكه، وما حدث من هذا الساقط "هشام"، ليغضب والديها كثيرا مما حدث، معقبا بكثير من الإنزعاج رادفا بحدة:


_ أزاى أبن الكلب ده يعمل كده، هو عايز أيه من بنتى وأيه اللى عرفه حالتها وكلام الدكتور؟!


أجابته "نداء" بكثير من الحيره لا تعرف إجابه لسؤال والدها رادفة بحزن:


_ مش عارفه يا بابا بس سيف قالى هو هيتصرف وأنه مش هيسمح لمكروه أنه يمس أمنية


أضافت "كريمة" بحزن على أبنتِها وعلى ما يحدث معها رادفة بتمنى:


_ يا حبيبتى يا بنتى، أحميها وأحرصها وأبعد عنها كل شر يارب


❈-❈-❈


فى شرِكة السيوفى، بعد مرور عدة ايام و "أمنية" قد تعودت على العمل مع "سيف" وأصبحوا مثل الاصدقاء وهذا كان يُسعد "سيف" كثيرا لأن حبيبته واخيرا تعود له مره اخرى، ولكن عليه الصبر قليلا، بينما "أمنية" كانت تزداد فى حيرتِها هى كلما الوقت مر وهى مع "سيف" تشعر وان هناك شئ يجذبها له أكثر من قبل وتشعر أن هناك شئ قوى جدا يربطهم معا غير الصداقه والعمل، ولكن طبعا كل هذا كانت تتلاشى بسبب مُحاولات "هشام" بالتشويش عليها بذرع ذكريات مُزيفه بينهم يرويها عليها كُلما تحدث إليها، ولكن إلى متى سوف تستمر هذه الكذبه؟!!


فى أحد الأيام فى مكتب "سيف" طرقت "أمنية" باب مكتب "سيف" ليسمح لها هو بالدخول، دلفت "أمنية" إلى المكتب وعلى وجهها ابتسامه هادئة:


_ صباح الخير يا سيف


أجابها "سيف" بابتسامة حب كبيرة قائلا:


_ صباح النور يا أمنية


عقب "أمنية" باحترام متلاشية إبتسامة الواضحة رادفة بهدوء:


_ الفاكس وصل من لندن والناس مستنينك تسافر عشان نتمم الصفقة معاهم


أستغل "سيف" هذة السفريه لصالحه، فهو سيكون معها بمفرده وهذا سوف يعطى لهم أوقاتً بمفردهم، وبهذه الطريقه يُمكن أن تستعيد "أمنية" ذاكِرتِها وتعود له حبيبته التى أفتقد أن يضُمها الى صدرِه مره اخرى


أضاف "سيف" ببعض من المكر رادفا بإستفسار:


_ طب والمفروض نسافر أمتى؟!


أجابته "أمنية" بتلقائية دون الأنتباه لما قاله رادفة بتفسير:


_ المفروض الاسبوع دا و...


نظرت له "أمنية" بإندهاش مضيفة بنعجب:


_ نسافر!!


أومأ لها "سيف" برأسه موافقا على كلمتها رادفا بهدوء:


_ أيوة نسافر أنا وأنتى


شعرت "أمنية" بالخضه والارتباك، فهى لا تستطيع السفر معه، فهى ليست بحاله تسمح لها بالسفر وبالاخص إنها لم تُسافر خارج البلاد من قبل وماذا سوف تفعل!! أترفض وتُضيع عليها فرصه السفر وتُزعج رائيسهِا بالعمل؟! أم تقبل وإذا قبِلت ماذا ستقول لعائِلتها ول "هشام"!!  لتصمت "أمنيه" قليلا لا تعرف ماذا تقول؟!


أضافت "أمنية" رادفة بصدمه كبيرة:


_ أنا أسافر!! أزاى!! أهلى مش هيوفقوا وكمان أنا عمرى ما سافرت برا مصر


أجابها "سيف" رادفا بهدوء:


_ بالنسبه لأهلك أنا هكلمهم، وبالنسبه لان عمرك ما سفرتى قبل كده، أعتبريها فسحه يا ستى، وبعدين أنتى ناسيه إنك المسؤله عن كل حاجه، يعنى لازم تيجى معايا


أجابته "أمنية" بتوتر وهى تتحرك فى المكتب كله:


_ لا لا يا سيف انا خايفه، خُد حد غيرى أرجوك يا سيف بلاش أنا


أضاف "سيف" بجمودية مُصطنعه قائلا:


_ بطلى يا أمنية لعب العيال ده، أنا خدت قرارى أنتى اللى هتيجى معايا يعنى أنتى اللى هتيجى معايا


شعرت "أمنية" بالتوتر الشديد، لتصيح بطفوليه وتلقائية وهى تلتف إليه وهى غير مُدركه لما تقوله معقبة:


_ يا سيف بقى عشان خاطر حبيبتك أمنية، صدقنى بابا مش هيوافق و...


يتبع ...