-->

رواية اسكن انت وزو جك - بقلم الكاتبة آية العربي - الفصل الثلاثون

 

رواية اسكن أنت وزو جك 

بقلم الكاتبة آية العربي




الفصل الثلاثون

رواية 

اسكن انت وزو جك



دائماً ما زرعناه نحصده  ... 

 يأخذنا الحماس لغــ.رسهِ في ارضٍ سوداء قاحطة مظــ.لمة لا تصل اليها شمسٍ ولا حياة


ونبتسم بصخب ظناّ منا ان الحصاد سيكون مثمراً  .. 

وها نحن نضع كفوفنا على افواهنا من هول ما نراه . 


وافعل يا ابن ادم ما شئت فكما تدين تدان 


❈-❈-❈


وكالعادة المٌصاحبة مؤخراً لهذا الزمن فإن الفتــ.نة تنتشر كانتشار النــ.ار في الهشيم كذلك انتشر خبر رد زين لعليا الذى اذاعه عزيز ومن خلفه متولى في المصنع المعبأ بالعمال الكافــ.يين لانتشاره في البلدة كلها   . 


استنكر بعض العمال فعلته وكذب الخبر بعضٍ آخر وآخرون تعجبوا كيف لزين الجابرى ان يقبل بهذا بعدما رآى صورها معظم اهل البلدة. 


اما زين الذى تقابل مع معاونه ومهندس الالكترونيات الخاص بشركته والذى استطاع معرفة هوية هذا الشاب الحقيقي ومن خلال بعض الاتصالات لأُناس تقدر زين الجابرى وتريد رد خدماته معهم ها هو ينتظر منهم معرفة عنوان والد هذا النــ.دل في المنيا . 


بعد حوالى ساعة تبدلت دورية العمال وخرج مجموعة منهم قاصدين منازلهم والبعض الآخر قاصدين محل عمل ابراهيم لاذاعة ما سمعوه الى نسيب زين الجابرى  . 


اتجهوا الى المخبز الذى يعمل به ابراهيم الشريف بحجة شراء الخبز ودفع الفــ.تنة . 


توقف احدهم وتحدث بترقب امام ابراهيم  _ هاتلى كيلو قرص ونص كيلو كحك يا حاج ابراهيم . 


اتجه ابراهيم يحضر طلبه وعاد يناوله فتابع الرجل بخــ.بث _ احنا سمعنا حاجة اكدة يا حاج في المصنع ... منعرفش ان كان عندك علم بيها ولا لع . 


ترقب ابراهيم وطالعه متسائلاً _ خير ان شالله شو صار وشو سمعتوا !! 


اردف آخر بترقب _ عيجوله ان زين الجابرى عيرد بت عمه عزيز لعصمته تانى بعد اللى حُصل . 


انقبض قلب ابراهيم لاجل ابنته ونظر لهم بصمت ثم اردف مستنكراً _ شو صار !! ... لا مو معقول ! ... هالحكى مو صحيح ... زين ما بيعملها ... يللي قال هالحكى عم يكــ.ذب  . 


تحدث رجلاً آخر بهدوء _ يا حاچ ابراهيم ده عمو هو اللى جال اكدة  ... وبعدين اللى نعرفه عن زين الجابري ان اكتر حاجة تهمه سمــ.عه عيلته ... وبت عزيز صورها مالية النت كله ومحدش عارف عيحصل ايه دلوك وايه الحل ... بس زين الجابري اللى كلياتنا عرفينه عيعمل اي حاجة علشان عيلته . 


نظر له ابراهيم وابتلع لعابه ثم وقف شارداً يفكر في امر ابنته وما تتعرض له من تلك العائلة وان صح هذا الخبر فلن يتركها على عصمته ولو لدقيقة واحدة وليحدث ما يحدث حتى وان قتــ.لوه  . 


اعطوه حسابه وغادروا وتركوه في شروده وخوفه وتحسبه لما سيحدث  . 


اما عند زين الذى ينتظر معرفة عنوان منزل هذا الشاب وهو يفكر في طريقة يعالج بها الامر ويغلق بها الافواه بأقل الخســ.ائر . 


كان يعبث بهاتف عليا وهو يحاول حذف الصور التى نشرت من صفحتها الشخصية والتى تمت مشاركتها من صفحات عدة وارفق معها كلمات بــ.ذيئة جعلت دماؤه تفور وهو يتوعد لهذا الشاب بأســ.وء عقــ.اب . 


مر على المحادثة التى بينها وبين صديقه ولا يعلم لما اخذه عقله لمعرفة محتواها ليس لاجل تلك الخائــ.نة ولكن لاجل صديقه الذى يكن له مثقال ذرة ود ... وليتأكد حقاً انادمٌ على افعاله ام يدعى ذلك  . 


فتح المحادثة وبدأ يقرأ محتواها ... تنهد بعمق وهو يراها تحاول ارسال العديد من الرسائل التى قابلها هو بالرفض وعدم الرد . 


نظر للامام بشرود ... هناك ثغرة داخله تخبره ان من كان صديقه نادم ويتآكله النــ.دم حقاً ... برغم قوة ذنبه وطعــ.نه له الا انه يعلم اساسه ويعلم ان والدته استنكرت ما فعله واصلحت من امره . 


زفر ثم رد على اتصال وارد من احدهم واردف بترقب وهو يتطلع امامه _  عرفت عنوانه  ؟  ... تسلم يا غالى . 


اغلق معه وتوعد وهو يهاتف معاونه مردفاً _ جهز نفسك وتعالى معايا على المنيا دلوك 


اغلق معه ووقف يجمع اغراضه مسرعاً ويتجه للخارج ومنه لاسفل الشركة ومعه معاونه جلال ثم استقلا سيارته وغادرا 


❈-❈-❈


اما عزيز الذى وصل عند يسرا  . 


صعد وفتح الباب يناديها بترقب فجاءت من الداخل تطالعه بخــ.بث بعدما علمت ما حدث واتجهت اليه مردفة بحبٍ زائف  _


عزيز  ؟  ...  ايه اللى حُصل ده  !  ...  معجول عليا تعمل حاجة عفشة زى اكدة  !  ..


نظر لها بغضــ.ب ولم يستطع الدفاع ولكنه اردف بقــ.وة _ 


معايزش اسمع كلمة واحدة  ...  انى جاى اهنة اريح عجلى اللى عيتفرتك ده  ..


سحبته واجلسته على الاريكة واتجهت تقف خلفه وتدلك منكبيه بدلال زائد ثم اردفت بخــ.بث  _ 


لاع يا جلبي  ...  مافيش حاچة تستاهل زعلك  ...  وبعدين بصراحة بجى العيب على امها بردك  ...  البنت مسئولة من امها  بس واضح اكدة انها معتفكرش غير في نفسها وبس  . 


ارضت استنكاره لافعال ابنته المدللة واراحت افكاره للهروب من مسئولياته  ...  زفر يردف بشرود وحقــ.د _ 


هيلاجى حل  ...  هو عيعرف يحلها  ...  انى جوزتهاله علشان حملها يبجى عليه بس هو طلجها  ورماها  ...  دلوك هو لازم يلاجى حل  ...  كل اللى حُصل ده بسببه هو وامه  . 


دلكت كتفيه تستمع له بخــ.بث وتفكر في امر ابنته ثم ابتسمت تلوى فمها ساخرة  ...  اطمئن قلبها قليلاً بعدما ارتعبت من انكشاف امرها امامه ...  هو اجبن من ان يعاقبها عند هروبها فأبنته وهى متشابهتان  . 


❈-❈-❈


كانت شهد تحاول تدريب والدتها بالطريقة التى اخبرها بها الطبيب ورابحة تحاول جاهدة تحريك ســ.اقيْها والخطى بتلك الساندة التى تتمسك بها بكفيها  وشهد تجاورها بترقب وتمهل وهى تاخد اولى خطواتها كطفلٍ يتعلم الحبو حديثاً  . 


رن هاتف شهد فتنهدت وتجاهله نظراً لتمسكها بوالدتها التى استمرت في الخطى بارهاق ولكنها متحمسة عندما بدأت تخطى بالفعل وقد ابتسم فمها وهى تطالع ابنتها بسعادة وصمت وبادلتها شهد مردفة بحنو  _ 


عتبجى زينة يا اماى  ...  كلها ايام جليلة وهترجعى تمشي كيف الاول  . 


عاد هاتفها يرن فتنهدت رابحة وتوقفت تردف  _ 


جعديني يا بتى وردى على چوزك مهواش عيسكت  . 


خجلت شهد فهى تعلم ان المتصل معتز كما تعلم والدتها جيداً  ...  استطاعت  مساندة رابحة حتى اجلستها على المقعد  . 


كان قد انتهى الاتصال تناولت الهاتف من جيبها ثم عاودت الاتصال به فأجاب بلهفة وقلــ.ق _ 


ايه يا شهد روحتى فين  ...  قلقت عليكي  . 


ابتسمت بخجل وابتعدت قليلاً عن رابحة التى تطالعها بصمت بينما داخلها مطمئن لاجلها . 


اردفت شهد بتروى _


معلش يا معتز كنت عمشي امى كيف ما جال الدكتور  ...  ومكنتش عارفة ارد عليك  ... انت كويس  ؟ 


تنهد بارتياح واردف بحب ومرح _ 


كويس يا حبيبتى  ...  وحشتيني  ...  وعايز اجى حالاً ونتجوز  . 


توردت وجنتيها وتنهدت تردف بخجل _ 


كل شئ باوانه يامعتز  ...  مستعچل على ايه عاد  ! 


اردف باستنكار  وهو يقفز من مكانه _ 


مستعجل  !  ...  كل السنين دى ومحــ.روم منك وبعدين كتبت كتابي عليكي وبردو محــ.روم منك وتقوليلي مستعجل؟  ....  دانا مافيش حد صبر زيي  ...  دى وقعتك منى واعرة جوى  . 


شهقت بخفة وحرج ثم حاولت تغيير هذا الحديث الحابس لانفاسها مردفة _  هو زين اخوي متحدتش معاك دلوك  ؟! 


تأفأف بحنق واردف  _ 


وايه اللى جاب سيرة زين دلوقتى  ! 


تحمحمت وقالت _ 


اصل اول ما وصلنا اهنة مرت عمى عزيز كَلمته وجالتله يروحلها طوالى  ...  جلبي عيجولى ان عمى او بته عملوا مصــ.يبة  ...  واهو بجاله ساعتين مجاش ولا طمنا  ...  وانى معرفاش اعمل ايه  !  ...  وكمان مهرة كانت عتستناه يرجعها  . 


تعجب معتز وشرد قليلاً ثم تحدث _ 


طيب اقفلى كدة يا شهد لو سمحتى وانا هكلمه وارجعلك  . 


اغلقت معه وبالفعل حاول الاتصال على زين الذى اجاب وهو في طريقه الى المنيا مع معاونه الشخصي يردف بترقب وضيــ.ق بسبب تاخيره على غاليته _


ايوة يا معتز  ؟ 


اردف معتز بترقب  _ 


خير يا زين حصل حاجه مع بيت عمك  ؟ 


تنهد زين وصمت يبدو ان الامر لم يصل اليهم بعد  ...  اردف بهدوء _ 


حكاية اكدة عخلصها واكلمك  ...  انت عچّل شوية علشان تاچوا  ...  خلينا نتمموا الجواز باسرع وجت علشان الناس تتلهى في حاجه تانية  . 


تعجب معتز وتسائل _ 


تتلهى في حاجة تانية عن ايه  ...  متفهمنى يا زين ايه اللى حصل بالضبط  ؟؟ 


زفر زين بضيق ثم قال _ 


عتعرف يا معتز  ...  عتعرف  ...  انى هجفل دلوك وعكلمك لما اخلص  . 


اغلق معه واغلق الهاتف باكمله وليتجنب الشرح لاحد عن افعال ابنة عمه التى سترها وصممت هى على فضــ.يحة نفسها  . 


اما شهد التى بعد ان اغلقت مع معتز تصفحت هاتفها بتلقائية ولكن تصنم جســ.دها وهى ترى بعض الصفحات التى احتفظت بالصور وها هى تعيد تنزيلها بعد ان حذفها زين لتعلم حقيقة الامر وخطورته  . 


وضعت كفها على فمها بذهول ثم هزت راسها تردف باستنكار  _ 


يا مرك يا زين  ...  ممكتوبلكش تفرح يا ابن ابوى بسبب عمك وبنته  ...  استر يارب  . 


اسرعت تحاول الاتصال عليه ولكنها وجدته مغلق فحاولت الاتصال على معتز الذى اجابها بحنو  _ 


نعم يا شهد  . 


اردفت بحــ.زن قائلة _ 


معتز  ...  كلمت اخوي  ؟ 


اومأ يردف _


ايوة كلمته بس مفهمتش ايه الموضوع اصلاً؟ 


اردفت هى بضــ.يق وحــ.زن لاجل شقيقها _ 


انى عرفت يا معتز  ...  صور عليا بت عمك مالية النت كله واكيد مطلوب من اخوي يلاجى حل  ... عيجوله عنها حديت عفش جوى  . 


وقف معتز على حاله بعدما اصابته حرارة عائلة الجابرى وتحدث بغــ.ضب _ 


يعنى ايه الكلام ده  ...  ومين اللى نشر صورها اصلاً  ؟ 


هزت كتفيها قائلة _ 


معرفاش اي حاجة  ...  بس اكيد هى السبب  ..


زفر بضيق ثم اردف بقوة  _ 


انا لازم انزل قنا حالاً  . 


❈-❈-❈


عاد ابراهيم الى منزله وجلس واتجهت مهرة تحضر الطعام بشرود في امر زين وهو يطالعها بحزن وشرود  ... 


في كل مرة يظن آلــ.امها ستنتهى يعاود القدر كتابتها  ... اى ذنــ.بٍ فعلته ليكون هذا نصيبها  ... منذ ان كانت طفلة لم تهنأ كالبقية من نفس عمرها وعاشت في خوفٍ وقلــ.ق  وعندما اتتها عائشة وكادت ان تبتسم توفت والدتها وتحملت هى مسئولية شقيقتها وابيها منذ نعومة اظافرها ولم تختر لنفسها اي متــ.عة من متع الحياة بل سعت لراحتهما لذلك قرر ترك بلاده واللجوء الى بلد آمن عُرف عنه طيبة اهله وشهامة رجاله  ..


صمم على تعليمها الجامعى الذى كلفه مدخراته على مرور اعوام ولكنه لم يسلب منها هذا الحق ايضاً  ... لتتعلم ولترفع راسها بشموخٍ وليكن في يدها سلاحٍ ضد غدر الزمن  .


ولكن تأتى الرياح بما لا يشتهى ابراهيم وتكن من نصيب كبير عائلات الصعيد  ... تكن بين ليلة وضحاها زوجة زين الجابري كأن القدر يعانده  ... ثم لم يمر شهرٍ وتُســ.ب وتطرد مِن مَن امّنه عليها  وتمر الايام بقساوتها وعنائها وتعود اليه وتعفو وتصفح بقلبٍ نقى صمم هو على ايلامه بزواجه من آخرى  ... اهكذا يحبها  !... اهذا هو الحب  !  ... ليأتى اليه وليعلمه هو كيف الحب .


الحب هو ان تفقد روحك مع من رحلت وتدفن سعادتك معها وتعيش فقط من اجل واجبك  .


الحب هو ان تفقد ضحكة جاءت من اعماق القلب لترسم مجبراً ابتسامة باهتة على وجهك امام صغارك بعدما فقدت زوجتك .


الحب ان ينغزك قلبك في كل لحظة تتذكر من كانت بالنسبة لك الحياة  .


فلتأتى ايها الزين وليكن بيننا مقياس الحب والفائز ستظل مهرة القلب معه . 


عادت اليه تضع الاطباق على الطاولة وتطالعه بتعجب في شروده مردفة _ 


بابا  !  انت بخير  !  . 


انتبه يطالعها بعمق ثم أردف وهو يتمــ.سك بمعصمها بحنو _


 مهرة تعى لاحكى معك . 


تعجبت واتجهت تجلس بجواره ثم تسائلت _


 خير بابا شو صار ! 


تنهد بعمق وتسائل _ 


ما تابعتى اخبار اليوم على الانترنت ! 


اخفضت رأسها ارضاً وفركت اصابعها فعلم انها رأتها وتأكد حينما قالت _


 ايه بابا بعرف ... الله يستر من يللي رح يصير ... اكيد زين بدو يلاقى حل  . 


اعتدل يردف بحزن وغضــ.ب واستنكار  _


 لو يللي سمعته صار مافي رجعة بنوب ... ولو حتى رح اموت ما رح ترجعيله بنتى عم تفهمى علي ! ... ما بقبل يصير معك هيك لو شو ما صار ! 


نغزها قلبها من فكرة عدم رجوعها له وضيقت عيناها متعجبة ثم اردفت متسائلة بصوت متحشرج  _ 


شو صار بابا !!! ... شو يللي سمعته ! ... مو قصدك ع صور بنت عمه لزين ! 


نظر لابنته بحزن ثم اردف بترقب _


 العالم عم يقولوا انه رح يردها لعصمته مرة تانية لحتى يحفظ سمعة عيلته . 


شعور سئ بل مدمر وهى تحاول بلع العلقة المريرة في حنجرتها التى اصبحت تخــ.نقها وهى تهز رأسها عدة مرات تستنكر تلك الفكرة الخــ.بيثة ووقفت على حالها تردف _ 


لاااا ... مستحيل زين ما بيعملها ... مستحيييل . 


اعادها والدها لتجلس واردف بحنو _ 


بعرف انه ما بيعملها ... بس هو اهم شى عنده سمعة عيلته ... واذا ساوى هيك بنتى حتى لو ليوم واحد انا ما رح اقبل بنوب ولا رح اتركك تروحى على هاد القصر مرة تانية . 


نظرت لوالدها بشرود وصمت تحاول سحب هذا الحبل الذى يضيق من حول رقبــ.تها.


توقفت بصمت تتجه الى غرفتها وتغلق عليها ... عقلها يدور في جميع الاتجاهات ... لا مستحيل ان يفعل بها هذا ... يعلم انه ان فعلها سيحرق قلبها العاشق ولن تحتمل امراً هكذا ... مجرد تخيل الامر يخنــ.قها ويكــ.ويها فكيف ان صار حقيقة !!. 


اتجهت تتناول هاتفها ثم طلبت رقمه وكان هو قد وصل امام منزل عائلة هذا الشاب ومعه معاونه وقرر فتح هاتفه آخيراً  . 


نظر للرجل واردف وهو يخطى عدة خطوات للوراء _ 


وجف اهنة وانى جاي . 


تراجع لخلف سيارته وفتح الخط يجيب بنبرة حنونة _


 نعم يا مهرة ! 


اغمضت عيناها على نبرة صوته وآخذها عقلها لفكرة مؤلمة ... صوته وملامحه وعيونه و كل شئ به لن تشاركها بهم آخرى  ...  لا مستحيل فليقــ.تلوها بسيوفٍ حادة اهون من تلك الفكرة  . 


اخرجها من شرودها صوته وهو يتسائل بقلق _ 


جولى يا مهرة حُصل حاجة !! 


ابتعلت الغصة المريرة التى نزلت على قلبها كجــ.مرة نار وتحدثت بخوف متسائلة _ 


عن جد انت رح ترد عليا لعصمتك ! 


اغمض عينه بقوة وسحــ.ق اسنانه وهو يتوعد لعمه الذى مؤكد انه من نشر تلك الفوضى ... تنهد بعمق ونظر لمعاونه الذى يناديه واردف قبل ان يغلق _ عجولك كيف ما جولت لعمى ... عصمتى وجلبي ملك واحدة بس يا مهرة ... واجفلى دلوك وخلى عندك ثجة فيا . 


اغلق معها واتجه مع الرجل يستعد لمقابلة عائلة هذا الشاب 


اما مهرة فتنهدت براحة وسكينة وابتسم ثغرها تلقائياً ووضعت كفها على صــ.درها تزيح تلك الغصة وتطردها بعدما طمأنها بكلامه وقد قررت الولوج لوالدها واخباره بحديث زين وكلامه وهى على يقين ان حديثه مؤكد  .


❈-❈-❈


نظر زين لمنزل عائلة هذا الشاب  ...  يبدو في حالة اجتماعية جيدة  ...  حيث يحيط المنزل سياج عالياً تتوسطه بوابةٌ ضخمة  . 


اتجه زين ومعه معاونه الى البوابة وقام جلال معاونه بالضغط على زر الجرس فخرج اليهما بعد قليل حارس يطالعهما بترقب مردفاً  _ 


اتفضوا  ...  مين حضراتكم  ؟ 


وقف زين بشموخ يضع كفه على الاخر ويردف بثقة _


جول للحاج محمد الديب ان زين الجابرى عايز يجابله  . 


اومأ الحارس ودلف يبلغ سيدهُ وبالفعل عاد مسرعاً بعد دقائق يفتح البوابة على مصرعيها ويردف بترحاب  _ 


اتفضل يا زين بيه  ... 


دلف زين وجلال معه الى الداخل بترقب حيث جاء محمد الديب والد احمد الذى اطلق على نفسه اسم مستعار  واردف مرحباً بتعجب _ 


يا مرحب يا مرحب يا زين بيه  ...  خطوة عزيزة ان حضرتك تنورنا اهنة. 


بادله زين السلام واردف بوجه متصلب وشموخ _ 


كنت اتمنى اجي اتعرف عليك في ظروف تانية غير اللى جاى فيها دلوك  ...  بس ولدك غلط معانا غلطة واعرة جوى يا حاچ محمد وانى جاي احاسبه  . 


ضيق محمد عيناه واردف بقلق _ ولدى  ؟  ...  ولدى مين يا زين بيه  ! 


زفر زين واردف بغضب  _ ولدك احمد  ...  اللى جال انه عايش في دبي  ...  وهكــ.ر تليفون بنت من حريمنا واتكشف على عرضنا ومش بس اكدة  لع  ...  ده كمان ابتزها يا تجيبله فلوس يا ينشر صورها ع الملأ  ...  ولما معرفتش تجيبله فلوس  نشر الصور ولعب لعبة عيندم عليها ندم عمره  . 


اتسعت عين محمد بعدم تصديق واردف بحســ.رة _


عتجول ايه يا زين باشا  ؟  ...  احمد ولدى انى يعمل اكدة  ؟  ...  انت متأكد يا زين بيه  ؟ 


اخرج زين هاتف عليا من جيبه ثم عبث فيه واعاده امام وجهُ يردف بترقب _


مش هو ده ولدك يا حاج محمد؟ 


نظر محمد لابنه بخزى واومأ يخفض رأسه مردفاً _ 


اتفضل يا زين بين وحجكم مردود  . 


زفر زين واردف بثبات _


انى عايزه جدامى دلوك  . 


رفع محمد رأسه ونادى على احد الحراس بصوت عالى فاسرع اليه فتابع _


اطلع هاتلى احمد من المكان اللى هو فيه  ..


ناوله مفتاح تحت انظار زين يبدو انه يحبسه في احدى الغرف  ...  


اردف محمد بخجل _ 


اتفضل چوة يا زين بيه  ... مينفعش تجفوا اهنة. 


نظر زين لجلال واتجه مع محمد الى الحديقة التى تتوسطها طاولة يلتف حولها مقاعد حديدية  . 


جلس عليها وبعد دقائق جاء الحارس وخلفه ذلك المدعو احمد الذى لم يتعرف على زين بعد الا ان زين توقف واتجه اليها ثم صفعه بقوة امام الجميع دون الاكتراث لاحد فترنج جسد الشاب ونظر لزين برعب فاتجه والده يتمسك بيد زين ويردف بقوة _ 


جولتلك حجك مردود يا زين بيه بس ولدى انى اللى اربيه مش غيري. 


نظر له زين بغضب واردف بجمود _ 


يا حاج محمد ابنك غلط في عرضنا ...  واللى حصل ده تطير فيه رجاب  ...  وانى جاى وناوى اخده معايا دلوك يجول جدام الخلج كلها انه هكــ.ر تليفون بنتنا وبعدين عيتسجن علشان يبجى عبرة لغيره. 


زفر محمد بقلة حيلة هو يعلم ان ولده مخطئ بكل تأكيد  ...  منذ ان تركته والدته صغيراً وهربت ثم قتــ.لت على يد اهلها وهو يعانى مِن مَن حوله  . 


نظراتهم وحديثهم الخبــ.يث عنها جعل منه انسان مثقل غاضب ومتوعد للجميع بالانتــ.قام لذلك قرر الدخول في عالم التكنولوجيا والتعمق فيه ليصبح بعد ذلك هكــ.ر يستطيع اختــ.راق الهواتف عبر لينك قام هو بانشاؤه ليهــ.دد ويبتز من هن مثلها ليشعر بعدها بالتباهى والتشبع بما حققه متناسي ان الامر بيد الله  . 


لذلك ولكثرة المشاكل المنبعثة من حوله قرر والده حبسه في المنزل ولكن هذا لم يؤثر عليه بل اكمل عمله خفيةٍ مستغلاً عدم اتقان والده للتكنولوجيا الحديثة  . 


نظر محمد لزين واردف نبرة راجية _ 


خلينا نلاجى حل وسط يا زين بيه  ...  بس بلاش حبس وبلاغات وانى هعملك اللى انت رايده  . 


نظر زين للشاب بغضب وهو يخفض رأسه بخوف وتحدث _ 


معنديش حل تانى يا محمد بيه  ...  ابنك فضــ.ح حاله بعملته من بنت الجابري  ...  غباؤه كشفه علشان يبجى عبرة للي زيه  . 


رفع الشاب نظره وتطلع على زين بغضب بعدما علم هويته واردف بقوة وتعجب _ 


انت عدافع عنها كيف وهى خايــ.نة  ؟   .... دى كانت عتتحدتت مع راجل غريب وهى على ذمتك  ؟ 


فارت الدماء في عروق زين ونظر لمن حوله بعيون مشتعلة فاسرع يتجه اليه ويمسكه من تلابيبه مردفاً بفحيح جحيمي _ 


انت عتجول ايه يا كلــ.ب انت  ؟ 


اردف الشاب بجرأة مزعومة _


عجول الحجيجة  ...  انى شوفت حديتها معاه وعرفت انها خايـ.نة وانت طلجتها بسبب كدة  . 


هزه زين بقوة وعنف وقد التوت احشاؤه من انكشاف امرٍ حاول جاهداً بكل قهر والم اخفاؤه لاجل عائلته وها هى ابنة عمه البلهاء المعتــ.وهة تظهره للعلن. 


اقترب زين من اذنه واردف بهمس وتوعد _ 


اسمع اما اجولك  ...  دلوك عتجعد اهنة وعتجول في بث مباشر جدام الكل كيف هكــ.رت تليفونها ونزلت الصور دى وحرف زيادة عتجوله هكون مخلص عليك  ...  لا ليك دعوة خايــ.نة مخايناش الحديت ده تمحيه من مخك نهائي  ... ولو حكيت فيه مع ظلك حتى هكون سجنك ومعتشوفش الشمس تانى واصل  . 


كان محمد يتابع بقلة حيلة  ...  ما يحدث الآن هو ابسط ما يمكن حدوثه فلو حدث هذا الامر مع شخصاً آخر غير زين الجابرى مؤكد سيكون ابنه الآن في تعداد الموتى  . 


اردف محمد لتهدأة الوضع _ 


اتفضل يا زين به  ...  ابنى غلط وعيجول كل اللى حٌصل وكيف الصور دى نزلت للناس  . 


تنفس زين بعمق  ...  لولا تعامل محمد اللين معه لكان يسحبه الآن الى مصيره الذى قرره عند مجيئه الى هنا  ...  ولكن يبدو على والده الوقار والاحترام . 


نظر زين لجلال واشار له يناوله هاتف عليا وينظر لاحمد بحدة وجمود مردفاً _ 


تجعد اهنة  ...  وتجول اللى حٌصل وكيف هكــ.رت التليفون وملكش صالح بحاجة تانية واصل  ..


اومأ الشاب وجلس في الحديقة وزين يقف خلف جلال يتأهب له ان ذكر امر خيــ.انتها وبدأ الشاب يسرد كيف استطاع تهــ.كير هاتفها ونشر الصور بعدما حاول ابتــ.زازها ولم تستطع جلب المال له في الوقت المحدد لذلك عاقبها بنشر الصور ثم كاد ان يسرد كيف تعرف عليها في شات رسائل جماعي ولكن قبل ان يكمل اسرع زين ينزع الهاتف من يد جلال ويوقف البث ثم رفع يده يشير له ان يتوقف عن اكمال ما سيقوله الى ان تأكد من ايقاف البث فطالعه واردف بفحيح وغضب _ 


جولى دلوك اتعرفت عليها كيف  ؟ 


طالعه احمد بخوف وبدأ يخبره كيف تعرف عليها عبر شات جماعى يضم بنات وشباب وكيف استــ.درجها بحجة السفر والحرية التى كانت تريدهما وزين يستمع بعيون مغمضة وكفان قابضان بغضــ.ب وتوعد لابنه عمه وعمه. 


انتهى احمد من سرد ما حدث وناوله زين الهاتف واردف بجمود _ 


امسك ده وكيف ما هكــ.رت الفون ونزلت صور من عليه تدخل دلوك على كل ايميل شارك الصورة او اخدتها وتمسح كل الصور من عليه  ... وتشير البث ده على الجروبات كلها  انا عايز جبل ما اوصل جنا تكون البلد كلها عرفت كيف هكــ.رت التليفون   ... ولو لجيت صورة واحدة ع النت بعد سنة او اتنين او عشرة هجيبك وهتدفع التمن صح ...  ومرة تانية حذارى تهــ.كر تليفون بنت مهما كانت  ...  انت مش اللى هتعدل نظام الكون  ...  فيه رب وفيه اهل  ...  ابعد عن عيلة الجابرى احسنلك  . 


تناول احمد الهاتف منه بيدٍ مرتعشة تحت انظار محمد الذى يتابع بحزن وصمت افعال ابنه وقد بدأ بالفعل يحذف تلك الصور جميعها  . 


بعد وقتٍ انتهى احمد ونزع زين الهاتف منه وطالعه بغضب ثم نظر لجلال ان يغادرا وقبل ذلك نظر لمحمد ومال عليه يهمس _ 


ابنك محتاج علاج نفسي  ...  حبسك ليه جاب نتيچة عكسية وعملت اكدة من بنت الجابرى ودى رحمة ليه لانى مش ظالم  ...  لو كان حد غيري كان خلص على ولدك  ...  علشان اكدة ابنك لازماً يتعالچ صُح  . 


اومأ محمد ناكساً رأسه بخزى وتنهد زين وسحب جلال وغادرا يستقلان سيارته ويقود جلال عائدان الى قنا متوعداً زين عند وصوله لعليا  . 


❈-❈-❈


عاد زين في الثانية صباحاً الى قنا مع جلال الذى اوصله زين الى منزله ثم اتجه الى منزل عمه عزيز . 


بعد نصف ساعة وصل زين الى منزل عمه  ...  ترجل واتجه يطرق الباب ففتحت له خيرية بحزن بعدما رأت البث المباشر  . 


طالعت زين بانكسار وافسحت المجال مردفة _ اتفضل يابنى  . 


دلف يقف بترقب متسائلاً  _ 


عمى عزيز فين  . 


طالعته بحزن واردفت _


مشى وراك يا ولدى ومنعرفش عنيه حاجة  . 


زفر بضيق اين هو الآن  ؟... اين يذهب ويترك امر عائلته بهذا الوضع ؟... اي ابٍ هذا؟... الم يكف عن استهتاره هذا يومياً  ؟ .


اردف زين بتروى _ 


اسمعيني يا مرت عمى  ... انى دلوك ابنك  ... وواجب الاخ على اخته انه يعرفها غلطتها لو غلطت  ... انى كنت جاى لعمى يتصرف هو اولى بس واضح انه مبجاش يهمه غير نفسه  ... فيه كلمتين عايز اجولهم لبنتك وهمشي طوالى  .


اومأت بقناعة واردفت بقهر وانكسار  _ 


جول اللى انت عايزه يا ولدى  ... احنا دلوك مبجاش لينا بعد ربنا غيرك  .


تنهد يربت على كتفها بحنو ثم اندفع الى الاعلى حيث غرفة عليا وطرقها ففتحت له اسماء التى كانت تجلس معها  ... اما تلك القابعة التى وقفت تطالعه بانكسار وعيون باكية بعدما رأت البث عبر هاتف اسماء .


طالعها بغضب واردف بجمود _ 


اظن اكدة ابجى عملت اللى عليا وزيادة جوى يا بت عمى  ... ولو راجل غيري كان جتلك بعد اللى سمعه واللى اتجال لي ... حبيتي تطلعى من توبك وتعيشي براحتك جومتى فضحتى نفسك وسط الخلج والالسنة اللى معترحمش  ... كنتى عايزة تسافرى برا  ؟  ...  وكيف الحال دلوك  ؟  ... من اهنة ورايح تعيدي حسباتك وتنسى دلع ابوكى ليكي وتفوجى لنفسك زين  ... عندك اختك اهى اتعلمى منيها بدل ما تشوفى حالك عليها  ...  المثل عيجول امشى عدل يحتار عدوك فيك  ... انى لولا مرت عمى الست اللى كسرتى نظرتها دى وجهرتيها كان ليا تصرف تانى بعيد عن العَجل والمنطق   ... بس أكدة فرصك معايا نفذت يا عليا  ... اسمع عنك حاجة تانى وجتها محدش عيرحمك من يدي  ... سامعة؟


طالعته بريبة وخوف وانكسار  ... لقد كان يتحدث بعيون سوداء متوعدة بالرغم من ثباته  ... نبرته وملامحه دالة على التحكم الجبرى في قوته حتى لا يحطم وجهها هذا  .


ابتلعت لعابها واومأت بصمت وقهر  فطالعها بجمود ثم التفت يطالع اسماء التى تتابع بحزن وانكسار لما وصلوا اليه بسبب والدها  .


تنهد واتجه يغادر ونزل يطالع زوجة عمه التى تجلس على المقعد ناظرة ارضاً بشرود  ... رق قلبه لهيأتها واتجه اليها يجلس بجوارها ثم اردف بتروى _ 


هتمر يا مرت عمى  ... هتمر ومحدش هيجدر يفتح بؤه واصل والا هو عارف زين عيعمل فيه ايه  .


رفعت نظرها اليه تطالعه بعيون باكية وتردف بقهر _ 


وان محدش فتح بؤه يا ولدى هيحبس نفسه  ؟... هيبطلوا يفكروا ان بت عزيز صورها كانت مالية النت وان فيه شاب كان عيكلمها ؟... خلاص يا ولدى بتى سمعتها ادمــ.رت بسبب عمك  ... عمك اللى دلوك معيهموش غير نفسه وبس  ... بتى غلطت في حجك ومعترفتش بغلطها وابوها ساعدها تتمادى  ... وده كان عقابها بس عقاب جاسي اوى يا ولدى  ... عقاب جاسي عليها وعليا انى واختها وعندفع تمنه غالى جوى  .


تنهدت بقوة وضيق تومئ عدة مرات باستسلام ثم طالعته واردفت  _ 


جوم يا ولدى روّح  ... حجك عليا  ... سامحنا في اللى عملناه في حجك وحج العيلة  .


طالعها بحزن وأسف  ... انتهت كلماته ... لم يستطع حمل الهموم من على عاتقها اكثر من ذلك بعد ما سمعه من هذا الشاب ... توقف يغادر واستقل سيارته يتناول هاتفه ليحاول مجدداً الوصول لعمه ولكن هاتفه مغلق  .


زفر بضيق وقرر الذهاب لمنزل ابراهيم الشريف ليصطحب مهرة يعلم ان الوقت اصبح متأخراً جداً ولكنه وعدها ان لا يغفو بدونها وهو الان في اشد الاحتياج لها بجانبه . 


توقف بسيارته اسفل المبنى وترجل ثم صعد بهدوء وطرق الباب طرقات خفيفة  . 


تنهد بحرج فمؤكد انهم ناموا ولكن تعالت نبضاته حينما فُتح الباب وظهرت هى منه تطالعه بعيون عميقة مشتاقة ثم ابتسمت له مردفة بحنو _ 

حمدالله ع السلامة  . 


لم يمهلها فرصة واسرع يســ.حبها الى صــ.دره ويحتــ.ويها كاملة بين اضــ.لعه التى آسرتها كضم الام لطفلها  . 


بادلته تتنفس بعمق وتسرب اليها عدة مشــ.اعر اهمها السكينة والتملك  ...  ابتعدت عنه تطالعه بحب مردفة _ 


شفت البث يللي انت كنت عم تسجله لهالشاب  ...  عن جد انا كتير فخورة فيك  . 


ابتسم لها بحنو واردف بارهاق _ 


عنحكى يا مهرة بس دلوك ادخلى يالا هاتى خلجاتك وحاجتك وانى عدخل اتحدت مع الحاج ابراهيم  ...  هو نايم ولا صاحى  ! 


اردفت بهدوء _ 


لاء اكيد صاحى ما بينام لحتى يصلى الفجر  ...  فوت حبيبي انا هلأ بناديه  . 


دلف واغلق الباب واتجه يجلس على الاريكة ينتظره بينما اتجهت مهرة لغرفته تطرق بابها بحذر وتدلف فوجدته يجلس يقرأ ورده الليلي  . 


صدق وطالعها مردفاً بترقب _ 


هاد زين يللي اجى مو؟ 


اومأت مؤكدة وقالت  _ 


ايه بابا هو وبدو يحكى معك  . 


اومأ وتوقف يضع مصحفه على الطاولة ثم خطى معها للخارج  . 


وصل لعنده ورحب به بهدوء وجلس امامه وجلست مهرة بجانب زين بترقب بينما عائشة كانت تغط في نوم عميق  . 


تحمحم زين ينظف حنجرته واردف بهدوء _


انى جاى ارجع مرتى يا حاج ابراهيم  ...  وجاى اعتذر منك عن اللى حصل...  وعارف انت دلوك عتفكر في ايه ومش لايم عليك  ...  انى لو عندى بنت زى مهرة هتمنالها ملك من السما مش بشر  ...  بس انى بحبها يا حج ابراهيم  ...  بنتك هى الحاجه الحلوه اللي ربنا بعتهالى بعد العذاب اللى شوفته في حياتى ...  بحبها وندمان جوى على اللى حصل بينا  ...  ودفعت تمنه تجيل جوى يا راجل يا طيب  ... وعرفت جيمتها ومكانتها صح.... ومعتحملش لحظة واحدة تبعدها عنى تانى  ...  ومش عجول كلام افلام ولا قصص زى اللى بتتجال لع....  هى فعلا اكدة  ...  واكتر من اكدة كمان  ...  النفس في بعدها عنى عيطلع بالعافية  ...  وعلشان اكدة مافيش جوة ف الدنيا هتبعدها عنى الا لو هى مرايدانيش ...  وبعد اذنك انى هاخد مرتى معايا تانى بعد ما اتعلمت الدرس صح. 


تنهد ابراهيم بعمق  ...  ماذا سيقول بعد هذا الحديث  ...  كان يريد اعطاؤه درساً عن العشق والهوى ولكن ها هو يعطيه قائمة بالمنهج كاملاً لذلك فلم يجد حديث غير ان يقول _ 


قوم ابنى خد مرتك وارجع ع بيتك  ...  الله يخليكن لبعض. 


نظر زين لمهرة بحب واردف بحماس _ 


يالا عاد اهو جالك اهو  . 


اومأت بابتسامة هادئة ووقفت تتجه لغرفتها لتجمع اغراضها بينما اردف ابراهيم بقلق _ 


موضوع بنته لعمك مو صحيح ابنى  ؟ 


تنهد زين واردف بتاكيد وثقة _ 


اكيد لا يا حج ابراهيم  ...  اطمن انى مستحيل اعمل حاجة زي دي واصل  ...  مهرة مرتى الوحيدة لاخر نفــ.س في عمرى  . 


تنهد ابراهيم بارتياح وربت على كف زين يردف بهدوء _ 


تمام ابنى  ...  الله يريح قلبك متل ما ريحتلى قلبي  . 


وقف زين على حاله ثم انحنى يقبــ.ل مقدمة راس ابراهيم فجاة فانتفض ابراهيم يردف بتعجب _ 


لا ابنى العفو  . 


اعتدل زين يردف باحترام _


حجك عليا يا راجل يا طيب  . 


اومأ ابراهيم بحنو واردف بقناعة _ 


خير يا ابنى  ...  اتوصى بمهرة وانا ما بدى الا سلامتكوا  . 


اومأ زين متأثراً بتلك الكلمة  ...  لقد اوصاه على ابنته ويالها من وصية عظيمة  . 


خرجت مهرة بعد ذلك تطالعه بحب  ...  ابتسم لها فاتجهت تعــ.انق والدها بحنو وهو يبادلها  . 


ابتعدت تطالعه مردفة _ 


بشوف وجهك على خير بابا  ...  رح اجى لعندك دايما ً. 


اومأ لها بحنو يردف _ 


الله معك بنتى  ...  ديري بالك على زوجك وعلى اهله  . 


اتجه زين اليها ينزل نقابها على وجهها بحب ثم حمل الحقيبة من يدها وباليد الاخرى تناول كفها وودعا ابراهيم وغادرا للاسفل حيث استقلا السيارة وانطلقا عائدين الى القصر  . 


تنهدت براحة وسكينة والتفتت تطالعه بعيون عاشقة  ...  هيأته وملامحه وانفــ.اسه ورائحــ.ته تعشــ.ق كل مافي بكل خلية فيها  ... مجيئه لها بهذاا الوقت بعد يومٍ شاق من سفر هنا وهناك وحل امورٍ عصيبة يؤكد لها ان مكانتها في قلبه غالية وعالية  . 


تنهدت بعمق تبتسم ثم اردفت متسائلة _ 


زين؟ 


التفت يطالعها بعيون لامعة حانية فتابعت بترقب _ 


هلأ موضوعا لعليا انتهى  ؟ 


اومأ لها ونظر للامام يقود ويردف بحنو _ 


انتهى يا مهرة  ...  مافيش في يدى حاجة اعملها غير اكدة  ...  بس لسة عمى  ...  عمى اللى معرفش كيف اتصرف معاه  . 


زحفت قليلاً حتى وصلت اليه تميل برأسها على كتفه وتمــ.لس بيدها عليه مردفة بثقة وتاكيد _ 


رح تتصرف صح انا متأكدة من هالشى  ...  زين حبيبي حكيم وعاقل ورح يلاقي حل ويحافظ ع عيلته لانه زين الرجال  . 


اغمض عينه يتنفس بقوة ويشدد من احتــ.وائها بيد وبالاخرى يقود ثم مال يقبل رأسها بحنو واكمل قيادة بروحٍ هادئة هانئة  . 


بعد نصف ساعة وصل زين الى القصر ودلف بعدما فتح له الحارس البوابة  ... توقف امام باب القصر الداخلى وترجل هو ومهرة وحمل الحقيبة وهى بجواره وصعدا ثم دلفا القصر الذى يعم الصمت ارجاؤه فالجميع نيام  . 


اكملا طريقهما للاعلى حيث جناحهما وهى تخطى معه بسعادة وتوتر وراحة وخوف واطمئنان وقلق ولهفة وحيرة  مشــ.اعر متناقضة من عودتها لهذا القصر ولكن مؤكد ما يرأسهم هو الشعــ.ور بالحب له  . 


دلفا جناحهما ووضع الحقيبة جانباً ثم اوقفها يلفها الى وجهُ ثم رفع نقابها وحجابها ينزعهما بتمهل ويلقيهما جانباً واحتوى وجهها بكفيه يطالعه بحب  ...  لقد عادت اليه  ...  عادت بين يده واصبحت مجدداً مالكة قلبه بعد ان خشى خســ.ارتها  ...  عادت من طمأنت قلبه وسكنت روحه وسلمته من مخاوفه  ...  عادت ومؤكد ستصلح كل شئ  .. 


تنفس بعمق وسعادة ثم مال يلتقم شفــ.تيها ويقبــ.لهما باشتــ.ياق وتمهل وحنو ولهفة وبدأ جســ.دها يعلن استجــ.ابته معه واتجهت يداها ترتفع عند صــ.دره تضعهما عليه تتحــ.سس نبضاته الراقــ.صة كنبضاتها ثم سبحت بكفيها الى رقبــ.ته حيث تتحــ.سسها باشتــ.ياق وحب ورقة ونعــ.ومة وكم اذابته تلك الحــ.ركات منها وايقظت مشــ.اعره الغافية منذ ان تركها وها هو يحمــ.لها بين يديه متناسياً كل شئ حوله فقط هى وهو وليذهب العالم الشاق للجــ.حيم  . 


حملها فجاة بين ذراعــ.يه فشهقت بخفة فعاد يقــ.بلها ويبث فيها الحب ثم اتجه يمددها وما زال يقبــ.لها كانه اتخذ من فاهها مســ.كن له وهى التى حلقت في عالم آخر لن تذهب اليه الا معه وكم كانت في قمم سعادتها ومشــ.اعرها المبعثرة التى يتناولها هو من كل جانبٍ بحب وتمهل واشتــ.ياق وسعادة  ...  تــ.ذوب بين يــ.ديه ويــ.ذوب هو عشقاً بها 


يخــ.لع عنه ثوب التعــ.ب والارهاق والبعد والندم ويلقى باحزانه وندوبه ومساوئه ارضاً ليعيش معها حالة منفردة من الحب الصافي ويبعث داخــ.لها السكينة والامان مجدداً وليمحى ما تبقى من قلقها بممحاة عشقه لها.


يتبع