-->

رواية وصمة عار - بقلم الكاتبة خديجة السيد - اقتباسات

 

رواية وصمة عار 

بقلم الكاتبة خديجة السيد 




اقتباسات

رواية 

وصمة عار


"اقتباس رقم (1)"



صعدت الدرج خلفه بخطوات متعثره تحاول اللاحقة بخطواته السريعه الغاضبه وهي تشعر بقبضته حول ذراعها كقبضه من الفولاذية الحاده حاولت جذب يدها من قبضته تلك لكنه شددها من حولها جاذباً اياها خلفه بعـ.ـنف مما جعلها كادت تتعثر ساقطه لكن لحقت نفسها بسرعه.. ثم وصل الي غرفته واغلق الباب خلفهم.. وهي التفتت نحوه علي الفور و هي تهتف من بين اسنانها بحده


= آه ببطء كنت ساسقط ،لماذا فعلت ذلك كنت بخير وهو كان لطيف


نظر إليها بشراسه اشتعل داخله كبركان ثائر من الغضب قائلا 


= لطيف! هل انتٍ غبيه لقد وضع يده عليكٍ  


اخذت ترفرف عينيها عده لحظات تحاول استيعاب الامر قبل ان تمرر عينيها بحيره و هي تهمس بصوت منخفض مرتبك


= لقد فعل ذلك بتلقائيه لاني كنا نرقص و تعثرت لم يكن الامر بهذا السوا مثل ما توقعت، وعلى الأقل هو مهتم بي على عكسك لم اسمعك تطلب مني الرقص  


شهقت شهقه مكتومه من حديثها باحراج وبعدها حاولت الرحيل إلي الأسفل مره ثانيه هاربه لتتابع عملها، لكنها اطلقت صرخة فازعه عندما شعرت بذراعه تجذبها الي الخلف حتي اصطدم ظـ.ـهرها بـ.ـصدره و ادارها نحوه حتي اصبح وجهها يواجهه احاط خصـ.ـرها بذراعيه جاذباً اياها نحو جـ.ـسده بقوة بينما اخذت اليزابيث تقاومه محاولة الابتعاد عنه لكنه شدد من ذراعيه حولها و هتف بانفاس متقاطعة حادة وهو يراقبها باعين ثاقبة بخبث


= اذا تريدي الرقص معي؟  


أغمضت عينيها بشدة تلعن لسانها و غبائها على تسرعها في الحديث، ثم فتحت عينيها مره ثانيه ببطئ وهزت راسها برفض هاتفه بجدية مصطنعه


= لا كنت أمزح فقط لا اريد.. اتركني! 


اتخذت فجاه عدة خطوات الي الخلف عندما وجدته يقترب منها بخطوات متكاسله بطيئة لكنها تجمدت بمكانها عندما شعرت بالحائط يضرب ظهرها من الخلف مما جعلها محاصرة بينه و بين جـ.ـسده الصلب الذي اصبح امامها مباشرة وانحني نحوها ممرراً يده برقه فوق وجهها يرسم ملامـ.ـحه باصبعه ببطئ..و قرب شـ.ـفتيه من اذنها يهمس لها بصوت اجش


= لكن انا اريد الرقص معك 


شعرت برجفه حاده تسري بسائر جـ.ـسدها عندما شعرت بانفاسه الدافئه تمر فوق وجهها وقفت تنظر اليه بعينين متسعه بينما اخذ صـ.ـدرها يعلو وينخفض بشدة وهي تكافح لالتقاط انفاسها المرتعشة بصعوبة وهي تشعر بكامل جـ.ـسدها يشتعل اثر لمـ.ـسته تلك.... ثم رفعت مقلتيها ونظرت إليه تجيب بغيظ منه


= ولكن انا من اقرر ماذا اريد.. لست طفله.. ولا تحاول استنزاف صبري عمداً  


هتف وهو يغمز لها بطرف عينيه باستفزاز قائلا


= كفى عن التصرف كطفله اذن انتٍ أولا 


جزت على أسنانها بفروغ صبر وحاولت تستجمع شجاعتها وهي تقول بصوت غاضب بشده


= يا الله! رجاء توقف عن مضايقتي.. و بالمناسبه انا فتاه كبيره يمكنني الاعتناء بنفسي جيدا دون مساعده الاخرين لي، لذلك لم اطلب مساعدتك ومن فضلك دعني افعل ما أريده!  


ابتسم بملامحه ساخراً وأردف بصوت حاد


= ليس جميع الفتيات الكـ.ـبار يمتلكونه القوه للدفاع عن نفسهم.. هذا كلام فارغ من الصعب إخفاء سذاجتك وانتٍ تتعاملين مع الاخرين، انتٍ حتى تحمري خجلاً مثل المراهقين ويمكنني الشعور ببرائتك وعدم وعيك لما هو حولك.


ليكمل وهو يخفض رأسه مقترب لعنقها حتي لمست شفـ.ـتيه رقـ.ـبتها برقة بينما شعرت هي بكامل جـ.ـسدها يرتجف فور ملامـ.ـسة شفـ.ـتيه لعنـ.ـقها وكأن هناك كهرباء تسري في كامل جـ.ـسدها..لكنها حاولت دفعه بقبضتها لكنه امسكها بقوة وهمس بجانب أذنها بصوت مثير


= حتى أحيانا اشك انك مازلتي عـ.ـذراء رغم انني اعلم جيد ما طبيعه عملك قبل سابق.. لكن مازلتي تحاطين ببرائتك وانتٍ تتعاملي مع جميع الاشياء حولك.. لذا تحتاجي دائما لمساعده وتوقفي عن التظاهر، لانك اي شيء آخر لا يليق عليكٍ هذا الدور خاصه في عالم مثل ذلك 


وقفت اليزابيث تنظر إليه لحظات باعين متسعه بعدم تصديق ثم دفعته بقوة وهي تمتمت قائله بعصبية شديدة


= أنت شخص أحمق وحقير.. محال وغد 


حاولت كتم باقي الشتـ.ـائم التي ترغب بالقاءها في وجهه من المزيد عندما ابتعد عنه بضيق شديد والتفتت للرحيل.. بينما هو اتسعت عينا بصدمه قائلا


= لم تتركي شتيمه لم تلكيني بها يا فتاه ما بكٍ 


❈-❈-❈



"اقتباس رقم (2) "



أصبحت اليزابيث ملصقه بالحائط وهو امامها مباشره بينهما مسافه قصيره وهي ترتعش من القلق والتفكير ونظراته القويه اليها.. تقدم منها بجـ.ـسده و مشط نظراته علي جـ.ـسدها و بمكر يقول 


= لم أكن أعرف أن هناك ملكات جمال في هذا المكان! واو ، لقد قاموا باختيار جيد لي هذه المرة .. أعتقد أيضًا أن جـ.ـسدك المثير سيتعامل مع ما سأفعله به.


ارتعشت بقوه من كلماته واحست بالقلق الشديد وتطلعت به بغضب و قالت بصوت مرتعش


= توقف مكانك لا تلمـ.ـسني!.  


وبدون مقدمات رفع أدريان يده ليـ.ـصفعها بقوه وعـ.ـنف...و لن تتحمل اليزابيث الصـ.ـفعه لتسقط تحت قدمه بين رجليه بصدمه إبتلعت لٌعابها من نوبة الغضب التي إنتابتها، وضغطت علي أعصابها لتتحمل.. بينما تقدم منها بغضب وامسك فـ.ـكها بعنف وابتسم بجمود وتشدد علي كلماته بتحذير 


=أنا أعشق الفتيات الشجاعات .. لكني أفضل الضعفاء أكثر لذلك استسلامي إليه دون نقاش و نفذي أوامري. أنا لا أحب التمرد أو الصوت العالي


لتعرف انه لم يدعها بحالها وهو يتقدم نحوها محاوله امساكها التفتت حولها لتهرب لكن تذكرت ان الباب قد اغلق خلفها بالمفتاح عندما دخلت علي الفور الي هنا لتلعن وليام في سرها ..! اما هو فيحيط بها ويمـ.ـسكها من الخلف ابعد بعض خصلات شعرها عن وجهها ليقرب شفـ.ـتيه على مستوى اذنها وهي تستمع انفاسه داخل رأسها.. وتزداد دقات قلبها في التسارع فهمس بصوت خافت


= ششش اشعر بالشفق علي هذا الوجه الجميل الذي سوف يـ.ـشوه خلال لحظات قليله... انتٍ الان في عرين الأسد لا مهرب ولا مفر مني ابدأ 


كانت لازالت تشعر بالصدمه وكادت ان تختنق من التنفس بصعوبة وجـ.ـسدها يرتعد كله وصاحت بصوت عالي وهي تبعد يده عنها بحده


= انا لم افعل لك شيء .. لذلك ارجوك دعني اذهب


امسكها من خـ.ـصرها بقوه ثم سحبها نحوه بسرعه مما جعل جـ.ـسدها يصطدم بخاصته حاولت ان تفلت من قبضه لكنه كان اقوى منها بكثير، امسك فـ.ـكها بيد الاخرى وشدد عليه ثم قال


= أولاً لقد حذرتك من ان ترفعي صوتك بحضرتي، ثانياً لقد اخبرتك ايضا انك ستنفذين الاوامر التي امرك بها دون اي اعتراض.. هل نسيتي ذلك ؟. 


أغمضت اليزابيث عيناها بضيق شديد وبدأت مقلتاها تحمران تدريجياً معلنة عن دموع حبيسة أبى أن تحررها، لكنها لا تريد ان تظهر خوفها و ضعفها منه لتتالم علي ما اوصلت حالها له وتحدثت إلي أدريان بنبرة صارمة 


= لا لم انسى حديثك لكنه لم يعجبني لذلك لم أخذه على محمل الجد، والافضل لك ان تاخذ نفسك وترحل بهدوء


ثم تابعت حديثها قائلة بعصبية وهي تشعر بالإهانة المريره داخلها و رغم خوفها منه قالت


= السيدات هنا لقد اكتفوا من الاهانه والظلم وشخص حقير مثلك ليس إلا مجرد سـ.ـادي لعين ليس له مكان هنا.. ابحث عن رغـ.ـباتك في مكان اخر


فجأة تغيرت ملامح أدريان و أصبحت نظراته

باردة كالصقيع و علق بجمود 


= هل شتمتيني قبل قليل صحيح ؟. 


شعرت اليزابيث بالخوف من أدريان لكن حاولت عدم أظهره بينما تركها تسقط بالأرض تحت قدمة وتحركت يده تفك الحزام الملفوف حول خـ.ـصره حتي أخرجه في يده! وقبل أن يستفسر عقلها عن ماذا يريد فعله انزل بالحزام الحاد فوق جـ.ـسدها بعنف شديد.. لم تفهم اليزابيث خلال لحظات ماذا يحدث حولها سوي الألم التي تشعر به بجـ.ـسدها وضببت الدموع بدأت مستمرة بالتساقط وهي تصرخ لتتعالى شهقات بكائها 


انهمرت دموعها وهي تشهق و تحاول أبعاده لكن دون جدوى لا تعلم ما الذي يحاول فعله ذلك وهو يضربها بهذه الطريقه الوحـ.ـشيه رغم انه لم يلمـ.ـسها وهذا ما كانت تتمناه عندما يغلق الباب وهي بمفردها مع رجل في هذا المكان وتكون الرغـ.ـبه ثالثهم.. لكن هذا الالام اوجعها بطريقه يصعب تحملها.. لم يترك مكان بجـ.ـسدها لم يؤذيها مستمر بضربها بذلك الحزام بعنف دون رحمة تشعر انها ستختنق من البكاء و الألم وهو يثـ.ـبتها بقسوه تحت قدمه حتى يجعلها غير قادره على التحرك او اعطاء رد فعل وهي تنازع ليتركها.. بينما هو مبتسم بشده وبجنون وهو يستمع صراخـ.ـها باستمتاع وتلذذ .! 


بعد فتره قصيره توقف عن ضربها و ضحك أدريان بطريقه مرعبه ثم دفعها على الفـ.ـراش خلفها بعنف واعتـ.ـلاها حيث بدأت دقات قلبها تعلو فهي لم تستطيع منعه وهي بهذه الحاله الهزيله وتشعر بضعف شديد من الالام بجـ.ـسدها من ضربه الشديد ومع ذلك حاولت تدفع بيديها الصغيره بضعف وهي تتألم، ليبتسم وهو يقترب منها ببطء مع ابتسامه جانبيه لانه راى خوفها بسبب هبوط صـ.ـدرها بسرعه، وهذا قد أثار غـ.ـريزيته نحوها اكثر ليقول برغـ.ـبه حارقه 


=حسنا يبدو انكٍ تفضلين العـ.ـنف مثلي وانا بصراحه أحبذ ذلك بشده، وسوف ابادلك هذا بكل سرور حبي.. فـ العـ.ـنف له متـ.ـعه اخرى أليس ذلك 


قالت اليزابيث وهي تضع يدها على صـ.ـدره لتمنعه لكن امسك يديها الاثنين وثبتهما بيد واحده اعلى راسها، وإنتفضت بغضب ممزوج بألم وتحدثت معترضه بصوت مخنوق


=ابتعد عني.. لا اريد.. يكفي ما فعلته بي 


همس قرب اذنيها وهو ينفس أنفاسه الحارقه على عنـ.ـقها وقال بنبرة حادة


=لقد اخبرتكٍ انه انا من يلقي الاوامر هنا فقط


قالت اليزابيث بصوت مرتجف باستسلام وهن 


=اعتذر منك..لكن ارجوك ابتعد عني 


نظر لها مطولا و رأت هي وجهه يتجهم و أصابعه تقبض على أعلى ذراعـ.ـيها و هو يقول بنبرة غاضبة  


= الم تفهمي معنى حديثي جيد ، ليس لكٍ حريه الاعتراض مطلقاً انتٍ هنا ليس سوي عـ.ـاهره وانا سيدك الذي ستـ.ـمتعي.. والان اريني مهاراتك حتى استـ.ـمتع بكٍ 


هزت راسها برفض بذعر عندما وجدت يبتعد عنها ويحضر هذه المره عصا ليكمل ضـ.ـربها، بينما كانت دقات قلبها تسابق في التسارع وبدأت تشهق بالبكاء و أردفت بخوف شديد 


= ابتعد عني و اللعنه هذا مؤلم أرجوك، لا اريد


ليهمس بصوته الخشن قائلا مبتسماً بجنون


= الالام يليق لكٍ يا حلوتي


لم يكذب في ذلك فـ الالام اصبح يليق بها بالفعل فهي لم تري في حياتها سوي الالام و الضياع.. تشعر شعور سيئا جدآ ليس له وصف.. كمثله طفلة هرولت إلى أمها باكية فقابلتها بصـ.ـفعة لكي تكف عن البكاء... فكذالك هو شعور الخذلان..!


❈-❈-❈


"اقتباس رقم (3) "



كأشجار الخريف المرهقة نتخلّص ممّا يُعيقنا وإن تسبب ذلك بألمِنا ، تعصِف بنا الحياة حتى نكاد نزيل طبقة من شخصيتنا كي نواكب قساوتها ، فالجلد اللّيّن تخدشهُ الشوكة الصغيرة ، وحين نكافح زاحفين نحو النجاة نترك خلفنا كل الأثقال التي تردعُنا عن المضي قدماً وإن تطلّب الأمر سلخ جلدنا عن جـ.ـسدنا ، ليسَ كل ما نتركهُ نكرهه ، لكن تشاء الصدمات أن تجبرنا على الرحيل عنها كي ننقذ ما تبقّى من أرواحنا ، قد يكون تساقط الأوراق استسلاماً للواقع أو أنها حركة تضحية تنجينا من الأذى وربما بداية جديدة لنزهِر من بعدَها ، جزء منّا يموت ويجعلنا عاجزين عن الحراك ، فإمّا أن نرقُد بجانبه أو نتخلص منه كي نستمر مع الحياة ، تسقط الأوراق أرضاً بعد فصول طِوال ويرى المارّة شيبها وألوان مرضها وهي تتطاير على الأرصفة والشوارع الباردة ، وحدها الشجرة تعلم سبب تخلّيها عمّا كان يكسو أغصانها التي تعرّت كي تحيا ، حين نرى مشهد سقوط الأوراق عن أغصانها وكيف يطأها العابرين بأحذيتهم ، نتألم ، نشعر أنّ ما نراه يُحاكي واقعنا ، ولا أحد منّا يعلم سِر تخلي الشجرة عن أوراقها وإطاحتها أرضاً سوى صاحب الصراع ، مع كل صرخة إنكسار وأنين الليل الموجع بمحاولتنا جاهدين كتم أصواتنا كي لا يسمعنا أحد ، مع كل دمعة نذرفها متخبّطين في معاناتنا وقد خارت قوانا نبقى نبحث عن أمل لو ضئيل نتشبث به بالحياة.


بعد مرور أسبوعين خرجت اليزابيث من المستشفى و رجعت إلي نفس الدوامه مره ثانيه نفسها، كانت في غرفتها تحبس نفسها لا تريد ان تري أحد ولا احد يراها هكذا بذلك الضعف.. حيث استيقظت و هي تأن من الالم الذي يغزو جـ.ـسدها.. بسبب وحشـ.ـيت ليام في ضـ.ـربها العـ.ـنيف كان الأمر مروع دون رحمة ولا عطف نحوها منهم، حتي مازال اثار الضـ.ـرب ظاهره علي وجهها الرقيق لكن ألم النفس اصعب إليها.. تلألأت عيناها بالدموع، و صرخـ.ـتها عن طلب النجدة من اي شخص علقت في حنجرتها عاجزه عن التعبير، ولسانها يعجز عن البوح... تحول كل ذلك الكتمان إلى غصه مؤلمه. 


لم تعد تستطيع أن تقاوم او تدافع عن نفسها حتي لتكمل رحلتها البائسه التي ليس لها نهايه .. ليكمل القدر هو استبياح جـ.ـسدها الضعيفة و المرهق.


بعد فترة وجيزة فتحت هانا باب الغرفة وتقدمت منها بخطوات مترددة فنطقت اخيرًا بصوت مبحوح وعينيها تمتلئ بها القلق مرادفا 


= هل أصبحتي بخير الان اليزابيث تحدثي اريد ان اطمن عليكٍ.. هل مازالتٍ تتالمي حبيبتي


أغمضت عينيها بشدة ثم فتحتها بصعوبة بالغة ونظرت لها بنظرة جمعت شتى المشاعر التي

تخالج بصدرها، من خذلان، حزن، خيبه امل إلى قلب محـ.ـطم.. و أردفت بصوت مبحوح 


= لم يعد بداخلي حزن ولا الم ولا رغـ.ـبه لاي شيء، مجرد نظره فارغه من عين انطفأت ولم تعد تلمع


تقدمت هانا منها فوق الفـ.ـراش و صعدت جانبها وأرجعت هانا ظهرها للخلف جانبها وأمسكت يـ.ـدها بحنان تربت فـ.ـوقها كانها تعطيها جرعه من الأمان و الامل ثم قالت 


= لا بأس هي إستراحة قليله ثم نعود أقوى بالتاكيد.. اليزابيث ثقي بي سوف يمر كل ذلك، في لحظة قريبة لا تتوقعيها ستجدي نفسك وسط حلمك الذي طالما أردته وتمنيته فلا تفقدي الأمل أبداً ،ابشري بالفرج القريب .. 


ابتسمت ساخره بمرارة بغضب وتحدثت بخيبة أمل   بنبرة حادة 


= توقفي هانا عن الأمل في ان ياتي شخص ما ينقذك من ذلك العذاب، لا احد يستطيع النجاه دون المقاومه بنفسه.. لان كل شيء يمر وليس كل شيء ينسى! 


سحبت يـ.ـدها منها وحزنت هانا علي صدقتها فالشعور بالأمان هو إحساس نادر جدا عليهم بذلك المكان وما تعرضوا له علي يد ذئاب بشرية بلا رحمه و بلا قلب سرقت براءتهم... نطقت اليزابيث بعد مدة من الصمت محادثها بشرود


= هل بامكاننا ان نعود لتلك الأيام مجدداً، عندما كنت طفله صغيره 


التفتت هانا لها بكامل جـ.ـسدها و نظرت لها بتعجب و عندما نظرت اليزابيث نحوها لتجدها تبتسم لها بين تلك العينين البارقة بحب و أجابت


= ولكن كنا نريد ان نكبر بسرعه وقتها


تنهدت اليزابيث بقلة حيلة حين أحست أن كل الأبواب مغلة و الطريق مسدود تسأءلت نفسها هل هذه هي النهاية ..؟ فقد ضاق الألم الذي استولي عليها بكل جدارة.. و احتل قلبها الصغيرة دون رحمة، هتفت بصوت مرتجف منخفض


= ولكن لم نكن نعرف اننا سنتألم هكذا عندما نكبر ..هذا الجرح لم يختفي من داخلي طول حياتي ..كنت اتمنى ان اعيش فقط بسلام كمراهقه لما سرقوا براءتي مبكراً؟ 


أحست هانا بالتعب بصوتها أرادت التخفيف عليها لكنها لم تعرف كيف او حتى ما يفترض بها فعله، رفعت رأسها تضعها فوق صـ.ـدرها فقط تريد الراحة لها بعيداً عن التفكير بأي شيئ ..فقط الراحة الي صدقتها حتي لا تتألم.. أردفت هانا مبتسمه وهي تتحدث ويدها تربت فوق كتفها بحنان


= عندما كنا اطفال كنا نضع الماء بعيوننا لأجل نريهم اننا بكينا وعندما كبرنا صرنا نغسل وجوهنا بالماء من شان نخفي اننا بكينا.. 


انكمشت نفسها بصـ.ـدرها و قوست شفتاها بحزن تام وعيناها أصبحت ضبابية من دموعها التي بدأت تنهمر


= ليتنا لم نكبر أبداً أنهكتنا الحياة بما يكفي وضاعت منا البراءة أصبحنا غرباء حتى عن أنفسنا اشتقت لأيام كانت كلها راحة بلا هموم...


ثم تحدثت بصوت مختنق تميل رأسها للجانب الآخر لتضع يدها فوق قلبها لا شيء لا حركة يبديها، ابتسمت بغصة و رمشت بإستسلام لتتسارع الدموع بالهطول من مقلتيها دون إنقطاع.. ثم همست بنبرة موجعة 


= أصبحت‏ أخاف من نفسي حين أظل صامده أمام الأشياء القاسية، أخاف حين لا أبكي أمام الأشياء التي تستدعيني للبكاء، وأخاف حين أصمت رغماً عن ضجيج رأسي وكل الكلمات التي في صدري، أخاف على نفسي حين استقبل كل الصدمات بهدوء تام..أخاف من فكرة أن هذا الثبات سينهار فجأة ولن أستطيع النهوض مرة أخرى؟  


أسوأ ما قد يمر على الإنسان أن يحزن من نفسه وعلى نفسه.. 


❈-❈-❈



"اقتباس رقم (4) "



بعد مرور سبعة أشهر.


كان يقف أمام مقدمة السفينة بنفس القوة المعتاد عليها وبنطاله القماشي الأسود والقميص الأبيض ،وكانت الأكمام مرفوعة على ذراعه مما يبرز عضـ.ـلات يديه الظاهرة ..


أعطى بعض التعليمات للمسؤول عن القيادة و مساعديه وبعض التعليمات للعاملين المختصين بالعناية بالبضائع ثم صعد إلى أعلى نقطة في السفينة كما اعتاد أن ينظر إلى منظر البحر الهادئ أمامه ويغرق في أفكاره في العمل مع بعض الملفات التي يطلع عليها مع وجه صعب عملي


فرغم صغر سنه الذي لم يتجاوز السابع والعشرين عاما إلا أن الجميع يشهد على مهارته في التعامل مع طقم السفينة وعمله رغم تعامله السلسي والبسيط والجاد في بعض الأوقات.. رفع عينيه ونظر إلى الشمس التي كانت على وشك الغروب والتي أعطت شعره البني المائل لمعانًا ذهبيًا وأضف لونًا شبيهًا بغروب الشمس على عينيه عسليتين ممزوجتين بخطوط خضراء تزينهما


فلا أحد سوى ادم نيشان المعروف بعمده البلد القادم بعد والده "نيشان" زوج والدته المتوفيه وهو العمده الحالي لجزيره كريستيانيا الحرة.. يمتلك ادم جـ.ـسم رياضي وعينين عسليتين حادتين وشعر أسود كثيف هو الإبن الوحيد إلي عائلة نيشان ماركيز و أكبر العائلات في الجزيرة. 


كان الجو حارًا جدًا اليوم ونظر إلى البحر بملامح مظلمة معتقدًا أن رحلته ستنتهي قريبًا في المحيط القادم وهو أسوأ مكان بالنسبة له ولم يكن سوى منزله الأسود كما يطلق عليه والذي يعيش فيه وحده مع خادم فقط.. بعيد عن زوج والدته برغـ.ـبتة.


وصلت السفينة الى الشاطئ اخيرا.. بعد أن أخذ ادم عدة صور من الأعلي و عاد إلى الطابق السفلي مع طقم السفينة ونظر إلى الصور وقام بتكبيرها لفحصها بلا مبالاة ولكن لم يكن سوى لحظات قليلة وظل على السلم الخشبي ورفع حاجبيه وقلب بالصور مره ثانيه التي التقطتها إلى تلك الصورة بالتحديد وقام بتكبيرها لفحصها بدقة لتظهر صورة لفتاة جميلة بملامح رائعة وجذابة لم يكن يعرفها جيدًا أو لا يعرفها على الإطلاق..المهم أنها تحمل ملامح أجمل وأروع وجه راه.


فقد وجد صورتها تلك بين الصور التي كان يلتقطها بينهما وهي تقف على الشاطئ بفستان أبيض و شعرها الطويل يتطاير من الهواء الطلق يعطي شكل رائع جدا لكن عينيها حينها كانت تحمل حزن كبير لا يعرف مصدره.. وبسرعة ارتفعت حواجبه فجأة في اللحظة التالية اتسعت عيناه يهمس بصدمة وأطرافه مشلولة للحظة


_يا إلهي ما هذه.. حورية البحر


تحرك بخطوات سريعة ونظر حينها علي الفور علي الشاطئ امامه يبحث عنها بين حشد الناس؟ او بالتحديد ينظر الى نفس المنطقه التي كانت تجلس فيها عندما التقط الصوره لها بالصدفه.. لكن لم يجدها ومن الواضح انها قد رحلت! 


يتبع