-->

رواية وصمة عار - بقلم الكاتبة خديجة السيد - الفصل الثالث

رواية وصمة عار 
بقلم الكاتبة خديجة السيد



رواية وصمة عار 

الفصل الثالث



لطالما كانت تحاول التمسك بقوتها منذ وفاة والدها وبدأت كارثة الإفلاس لكن لن تضعف الآن خطت خطوات حازمة بين الناس الذين ملأوا الساحة بالجامعة حولها، وكلمات سافانا وما كانت تفعله لها تتردد صداها في داخلها شعرت وكأنها قد صفعت على وجهها، فهي سافانا محقة في ذلك كان هذا هو أسلوب اليزابيث في الماضي كونها متعجرفة ومغرورة مع الجميع دون الاهتمام بمشاعرهم.


تحركت وقد اطلعت على ملخص موجز اليوم بالجامعة وعندما اقتربت من بعض زملائها وقالت بابتسامة لطيفة = صباح الخير


في ذلك الوقت كان الرد الذي تلقته هو نظرات استنكار و اشتمئزاز منهم ، ثم ابتعدوا عنها دون مخاطبتها بكلمة شعرت وكأنها وباء خطير وهم بتعدون عنها الجميع خوفًا من الإصابة بالعدوى ورغم هؤلاء الفتيات في الماضي كانوا يركضون حولها كالذباب في الماضي كلاهما كان يجاهد من أجل إرضائهم للوصول إلى دعم الأساتذة وعميد الكلية الذي كان يوليها اهتماماً خاصاً بسبب علاقته بوالدها


ولكن الآن اختفى كل شيء بعد وفاة والدها وأصبح هم مجرد كذبة و سراب ، كانت كل ما تحتاجه الآن كل شجاعتها على عدم الهروب من العالم كله مثل والدها وهنا أدركت اليزابيث القوية قد اقتنعت أخيرًا بضرورة الاستسلام.


❈-❈-❈


أنهت اليزابيث تغيير ملابسها ووضعتها في الخزانة الخشبية القديمة والتفتت نحو سافانا التي جلست على سريرها وأخذت كتابًا كانت تقرأه.


كانت تحاول حزم أغراضها دون جدوى حيث كانت تحاول طي أحد قمصانها وهي التي لم تضطر أبدًا إلى القيام بأي أعمال منزلية وقالت بشكل ضيق مرددة


_لا يمكنني فعل هذا بمفردي سافانا هل يمكنك مساعدتي في ذلك؟ 


قالت ذلك بتردد وحذر فيما بقيت سافانا صامتة تقرأ ولم تهتم بها هزت رأسها في يأس وقامت وهي تفكر في شيء فهي تريد ان تصلح الامر بينهما لعلها تنسي و تسامحها عما فعلته معها في الماضي ثم أخذت من ملابسها التي كانت تلبسها في حفلات والدها الكبيرة و اقتربت منها بتردد وقالت بابتسامة هادئة


_ سافانا أريد أن أقدم لكٍ هدية هذا الفستان لكٍ من اليوم.. اعتبريه اعتذار مني عما صدر في الماضي 


نهضت سافانا بحده وقالت بصوت عالٍ


_ليس أقل منك حتى أرتدي مكانك وقلت لكٍ مسبقًا كل ما أريده منك؟ إنه شيء واحد فقط أن تتجاهلني ولا تتحدث معي فهذا ليس صعب عليكٍ


حاولت اليزابيث الصمود والضغط على نفسها فقالت بهدوء


_ لكن لا أريد أن يستمر الوضع بيننا على هذا النحو طوال الوقت أنا أفهم الآن كم كنت وقحًا معكٍ ومعاملتي السيئة لذلك أعتذر لكٍ وأريدك أن تسامحني


هزت رأسها بسخرية وأجابت ببرود


_لا أقبل اعتذارك حسناً ابتعدي عني واتركني وشأني


تحركت سافانا بخطوات بسيطة للخارج و أغلقت الباب خلفها بعنف بينما تنهدت اليزابيث بيأس وإحباط وجلست على الفراش بقله حيله ثم رفعت عينيها وتأملت الغرفة الصغيرة التي تضمها هي و إبنه عمها كانت متواضعة للغاية مكونة من سريرين صغيرين و منضدة زينة صغيرة ودولاب خشبي لقد انتقلت إلي هنا بعد وفاة والدها وهي اول زياره لها فقط ،لكن رغم صغر حجم المنزل بأضعاف ما كانت تعيش به مع والدها


إلا أن هذا المنزل الصغير يتميز بشيء لم تكن تملكه مع والدها وهي الأسرة الموجودة فيه والدفء والأمان من حولها رغم صغر مساحة المكان.


❈-❈-❈


بعد فترة قصيرة نهضت اليزابيث لتذهب إلى المرحاض ودخلت غرفة المعيشة الكبيرة في حين ارتفع صوت لينا مع العم أركون. شعرت اليزابيث وكأنة انفجارًا سريعًا قد وقع لكنها لم تفهم شيئًا من صوتهم.


صرخت لينا في وجه زوجها مرة أخرى وقالت


_هل تمزح معي أركون كيف يمكنك دفع راتبك كاملاً لجامعة إبنه أخيك اليزابيث؟ هل فكرت فينا كيف سنعيش بقية الشهر بدون نقود اللعنة على اليوم الذي أتت فيه هذه الفتاة السيئة إلى ذلك المنزل


رد أركون بجدية وقال مع تحذير 


_توقفي عن الصراخ حتى لا تسمع الفتيات في الخارج قلت لكٍ إنة علي أن أفعل ذلك كان اليوم أول يوم لها في الجامعة وكانت اليزابيث بحاجة إلى المصاريف اللازمة كيف أقول لها لا و بالنسبة لنا سندير وضعنا بالتأكيد. 


في الخارج كانت اليزابيث صامتة للحظة في ارتباك مما أدى إلى ذهولها عندما استدارت إلى جانبها لتجد سافانا أمامها و سمعتها تهمس لها بصوت منخفض.


_التجسس على الآخرين غير مهذب لكن من الجيد أنكٍ استمعتي إلى هذا الحديث لتعرفي ما فعله والدي من أجلك وأنتٍ لا تستحقه.


اخفضت اليزابيث رأسها بخجل وقالت بتوتر


_لم أكن أعلم أن الرسوم الجامعية باهظة على العم أركون أنا آسفه لذلك


ضغطت سافانا على يدها بقوة وقالت بحدة


_ ماذا آسفه! لم تساعد في هذه الحالة. الأفضل لكٍ أن تتركي الجامعة وتذهبي إلى جامعة أخرى والدي سيكون قادراً على تحمل تكاليفها.


اتسعت عيناها بدهشة وقالت بصوت يرتجف


_ ماذا لكن هذا صعب جدا كيف أترك الجامعة حيث درست فيها لمدة عامين و اعتدت على أصدقائي 


أردفت الأخرى و هزت رأسها وهي تنظر إليها غير مصدقة وقالت بغضب


_ لمرة واحدة فكري في الآخرين قبل نفسك أنتٍ حقًا عديمه الفائدة سنعلن إفلاسنا بسبب جامعتك باهظة الثمن ومازالتٍ تفكري في اصدقائك البائسين.


ثم تابعت حديثها قائلة بعصبية مكتومة وهي تقول بواقعية


_تحدثي معي بطريقة أكثر واقعية أين الأصدقاء الذي تتحدثي عنهم عندما وقعتي في أزمة كبيرة هل جاء أي منهم لمساعدتك؟, بالطبع لا لأنهم لا يستحقون حتى لقب اصدقاء؟


أغمضت اليزابيث عينيها من الألم الشديد وشعرت بالحيرة عندما نظرت إليها سافانا بضيق مكتوم ويأس وغادرت. 


في المساء لم تنم اليزابيث جيدًا وظلت تفكر في حديث سافانا وأنها كانت على حق يجب أن تفعل شيئًا لتخفيف العبء على العم أركون حتى في النهاية أدركت أنه يجب عليها البحث عن عمل.


مع شروق الشمس في صباح اليوم التالي قطعت اليزابيث المسافة بينها وبين المدينة كان الطريق طويلًا لدرجة أنها كانت متعبة جدًا ومتعرقة على الرغم من انخفاض درجة الحرارة.


بالطبع كان شيئًا جديدًا بالنسبة لها كل هذا الإرهاق وعندما وصلت كانت على وشك الإغماء من التعب المفرط على الرغم من أن المدينة كانت على قدم وساق رغم الساعات الأولى فتحت جميع المحلات التجارية الصغيرة أبوابها كما لو كانت تعمل طوال الليل


وفي نهاية اليوم عادت اليزابيث إلى المنزل قبل حلول الظلام دون أن تحصل على ما تريده وأيضًا في الأيام التالية التي تبعتها في الصباح الباكر تذهب إلى الجامعة وتنتهي من دروسها وبعد ذلك تذهب للبحث عن عمل وكان العم أركون في حيره من تأخيرها وتحدث معها عدة مرات حول هذا الأمر بينما كانت إجابتها


_أنا آسفه لأنني تأخرت لكن الامتحانات على وشك القدوم وأحتاج إلى دروس كثيرًا لذا عفوا ،في الأيام القادمة سأتأخر جدًا


كانت حزينة جدًا لأنها كانت تكذب على العم أركون لأنه منحها الثقة لكنها كانت تعلم جيدًا أنه إذا علم أنها تبحث عن عمل فسيتم رفضه وقررت لم تتوقف في البحث عن العمل و عندما تجد وظيفة حينها ستخبرة بالحقيقه ، كانت ترتدي ملابسها ملابس أنيقة ولكن دافئة من أجل ترك انطباع جيد لدى الناس وهي تبحث عن عمل.


وفي المساء كانت اليزابيث جالسة على السرير وتمسك بيدها صحيفة وتنظر إلى صفحة إعلان عن وظيفة كانت تتحدث بصوت عالي


_بائعة في محل ملابس.. عاملة في ورشة خياطة ..عاملة مكتبة  


شعرت بالذعر والصدمة عندما سمعت صوت أجش يقول بعدم تصديق


_أوه إذن البرنسيس اليزابيث تبحث عن وظيفه؟


كان هناك صمت طويل في الغرفة عندما دخلت سافانا وسمعت اليزابيث تتحدث بينما كانت تقرأ الصحيفة بصوت عالٍ وفهمت أنها كانت تبحث عن وظيفة ..والان فهمت لماذا كانت تتاخر لفترات طويله خارج المنزل.


كان الأمر صادمًا بالنسبة لها لأنها فكرت بجدية وتخيلت أن قيام اليزابيث بإحدى هذه الوظائف سيكون صعبًا عليها لكن قالت اليزابيث بصوت مرتجف


_سافانا أتوسل إليكِ لا تخبري والدك عن هذا بخلاف ذلك سأبحث عن عمل حتي اخفف عبء والدك


تقدمت سافانا وجلست أمامها وقالت بحماس


_من قال إنني أرفض فكرة عملك على العكس سأشجعك على القيام بذلك لأول مرة أشاهدك تفعلي شيئًا صحيحًا يا فتاة.. استمري في البحث عن عمل ولا تقلقي بشأن أمر والدي لن يعرف أي شيء


رفعت حاجبيها وقالت في دهشة 


-أنتٍ حقًا لم تخبري والدك بذلك حسنًا سأستمر في البحث عن عمل لكن حتى الآن لم ينجح معي الأمر.. ولا أحد يريد تعييني


كانت سافانا صامتة للحظة تفكر مليًا ثم تقول بعد التفكير


_ربما لأنك لا تملكين الخبرة اللازمة لمثل هذه الوظائف أنتٍ لم تعملي أبدًا قبل سابق، لكن يمكنك بالتأكيد أن تتعلمي قلة خبرتك لن تكون عقبة ولكن بالتأكيد هذه ليست أسباب رفضهم للتوظيف


تمتمت اليزابيث بصوت خافت و قالت بدهشة


_ماذا تقصدي انني لا افهم؟


هزت سافانا كتفيها وقالت بتوضيح


_بالطبع لن يقبل أحد توظيف فتاة تظهر وكأنها خرجت من مجلة أزياء عندما تذهبي بأناقتك المعتادة يمكن لأي شخص أن ينظر إليكٍ حتى من بعيد يدرك أنكٍ كذلك فتاة ثرية وعندما تتم الموافقة على عملك ستطلبي راتب مرتفع لذا انسى الحياة الرفاهيه وعِش حياتك الآن 


صمتت لبرهة باضطراب تفكر ثم اومأت برأسها بالإيجابية وفكرت قائلة 


_كيف لم أفكر بهذا من قبل! معكٍ حق يجب ان اغير من نفسي قليل


❈-❈-❈ 


أخذت اليزابيث نفسًا عميقًا قبل أن تغادر سيارة الأجرة لتقف أمام بوابة متجر ملابس كبير كانت متوترة للغاية لكنها جمعت نفسها وتأكدت من ملابسها الجديدة وهي تنورتها وقميصها الأسود وكان شعرها أسود بطول الخصر


بدأت في سماع حديث سافانا وغيرت نفسها حقًا،و على الرغم من أنها كانت واحدة من مليون امرأة جميلة وعلى الرغم من أنها لم تكن تضع أي مكياج إلا أنها كانت لا تزال مبهرة وجذابة، دخلت المتجر لتبدأ رحلة عملها الجديدة


كانت وظيفة اليزابيث الجديدة بعيدة كل البعد عن مزاجها حيث وجدت وظيفة بائعة في متجر لبيع الملابس وهو متجر بسيط متخصص في بيع ملابس الشباب البسيطة ورخيصة الثمن ومختلفة تمامًا عن النوع الذي اعتادت عليه شراء لكنها لم تعد تستطيع

شراء ما تحب الآن؟ بسبب وضعها المادي الجديد.


عندما دخلت وجدت سيدة كانت جالسة على كرسي وأمامها طاولة صغيرة كانت في أوائل الخمسينيات من عمرها بشعر أسود جيد التمشيط مع خصلات قليلة من الشعر الرمادي على الجانب الأيسر وكانت تمسك أوراق العمل في يدها وتراجع الورقة بعناية وعندما رأت اليزابيث أمامها صرخت في وجهها لتذهب إلى العمل في الحال.


انتقلت اليزابيث بالذعر إلى الداخل وبدأت العمل فهذه هي طبيعة هذه السيدة العجوز المتوترة والغاضبة دائمًا من أصغر الأسباب بينما بالطبع لم تعجب اليزابيث لكنها بحاجة إلى هذا العمل فهي الوحيدة التي وافقت على توظيفها


العمل كان صعبًا بالنسبة لها فبالكاد تستطيع اليزابيث الوقوف أثناء تنظيف المكان والبيع مع الزبائن بينما كانت صاحبه المتجر تصرخ عليها بين الحين والآخر كلما رأتها وعيناها مغمضتين كما لو كانت تأخذ لحظة راحة خلال يوم العمل المتعب.


بعد فترة جاءت السيدة نحوها ووجدتها تقوم بتنظيف شامل لأن هوسها يكاد يكون مرضيًا بالنظافة لقد كانت واعية بالفعل لذلك تمسكت هذه السيدة العجوز بها لكنها تمنحها أجرًا قليلاً بعد كل هذا العمل هتفت لها بصوت أجش.


_أريدكٍ أن تنظفي المحل كله جيداً ولا أريد أي مكان هنا بدون نظافة هل تسمعيني جيداً يا فتاة  


مسحت اليزابيث العرق عن جبينها ثم واصلت التنظيف قائلة بتعب 


_سيدة إيفون أنا أفعل هذا بالفعل كل يوم أتوسل إليكِ التوقف عن التنظيف اليوم و سوف اخلصة غدًا


نظرت السيدة إيفون إليها بعصبية وقالت بحدة


_كفى دلال يا فتاة وقومي بعملك جيداً .. انتٍ لا تفعلي هذا بالمجان


هزت اليزابيث كتفيها يائسة لإقناع المرأة العجوزة ثم رفعت ذراعها لمسح العرق الغزير من جبهتها بكم قميصها، ثم عادت لتكمل عملها وفي نهاية اليوم كانت حريصة للعودة إلى المنزل والاستلقاء في سـ.ـريرها الدافئ كانت داخل الحافلة وفتحت حقيبتها واخرجت من محفظتها وهي تعد النقود بسعادة غارقة في الأمر تتخيل وجه عمها أركون عندما تعطيه المال الذي كانت تجمعه بجدية منذ أسبوعين


أعادت النقود إلى الحقيبة مرة أخرى ثم استسلمت لإرهاقها وأرجعت رأسها إلى الوراء وأغمضت عينيها في غفوة قصيرة. ولم تشعر بتلك العيون التي كانت تراقبها طول الوقت.


بعد فترة وجيزة توقفت الحافلة وبينما كانت غارقة في التفكير بتعب ولم تشعر بالفتى الذي اقترب منها بحذر وانتزع كيس النقود الذي كأن ظاهر طرفه من حقيبتها و أخذه من يدها الصغيرة واندفع مسرعا يهرب، نهضت هي بسرعة من صدمتها وركضت وراءه وهي تصرخ مذعورة


_لص ساعدوني.. يا إلهي


لكن الصبي كان أسرع منها بكثير وهبط من الحافلة ونزلت الأخري خلفه وهي تركض بخطوات سريعة حتى كادت أن تسقط بسبب حذائها ذو الكعب العالي وبدون التفكير فيها خلعت حذائها العالي الكعب ووضعته. داخل حقيبتها وواصلت الركض وراءه


وفجأة عبر الصبي الشارع وتابعته دون تفكير وبعد فترة طويلة من الركض وجدت نفسها بعد دقائق من الاستمرار في السير وسط السوق وبعدها ضاعت وسط الزحام واندفعت الناس بين المحلات، وقفت تنظر هي بتمعن إلى الواجهات تبحث عن ذلك اللص و كانت تلهث أنفاسها مرتجفة ،حتي كادت أن تبكي بحسره تحترق لإرهاقها التي فقدته بعد مجهود كبير من لص بلا رحمة.


لكنها كانت مصممة على العثور على ذلك اللص. مهما كانت التكلفة واصلت الركض في أحد الشوارع حتى عثرت أخيرًا على اللص من بعيد اتسعت عيناها من الفرحة وهي تتجه نحوه. وعندما توقفت أخيرًا كانت إحدى السيارات تحاول جاهدة تجنبها لينتهي بها الأمر بالاصطدام بحافة السيارة والسقوط على الأرض.


دحرجت على الأسفلت بقوة وفتحت عينيها بصعوبة لتجد شخصًا ينظر إليها بعصبية


_أيتها الغبية هل هناك من يركض بهذه السرعة ألم تسمعي تصفيق السيارة حتى تنحرفي عن الطريق


نهضت بصعوبة وشعرت بالألم في كل جزء من جسدها ووقفت تحاول الحفاظ على توازنها وهي تنظر حولها بقلق لتقول بحزن


_اين ذهب. اين هو السارق؟ لقد هرب مني أيها الأحمق بسببك


ثم نظرت بانزعاج ودهشة إلى الطين الذي لطخ ملابسها وتنورتها التي تمزقها من أسفل إلى منتصف فخذها وقالت بغيظ شديد


_بدلاً من الاعتذار لي والتأكد من أنني بخير أو تاخذني إلى المستشفى لمساعدتي، تصيح في وجهه وأنت هو المخطئ


وقبل أن تستيقظ من استغرابها مما فعله. كان قد ضرب الشاب بيده على كتفها بعنف ليدفعها بعيدًا عن طريقه مما جعلها تصرخ من الألم وتعثرت إلى الوراء مما تسبب في سقوطها على الأرض مره ثانيه.


قال الشاب بغضب شديد وهو يتحرك


_ابتعدي عن طريقي،أنا لست فارغًا من أجلك لمناقشة مع عديمة الفائدة مثلك


تلهثت في ذعر وصدمة، وأطلقت صرخة من الألم والغضب وهي تستدير وقالت بتوتر


_ما الذي فعلته أيها الأحمق كيف يمكنك أن تدفعني هكذا أو تلمسني سأبلغك للشرطة أيها الوغد


قامت بصعوبة ثم ضاقت عينيها بألم مبرح وقالت بنبرة شك


_هل تعلم أننا الآن فهمت اللعبة جيدًا من الواضح أنك شريك مع ذلك السارق وأنت تفعل هذا حتى تزعجني ويهرب هو ..وفي النهاية تقسم المال بينكما. هل تعرف قيمة هذا المال بالنسبة لي؟إذا لم تقم بإعادة الأموال فسوف أذهب الآن إلى الشرطة وأقدم شكوى ضدك 


لكن الشاب لم يهتم بكلامها إطلاقا حتى رن هاتفه وأجاب بكلمات غير مفهومة ثم اغلق هاتفه ونظر الشاب إلى اليزابيث بعدم مبالاه ودفعها بعيدا عنه مره ثانيه وركض بسرعة للأمام حتى ترك سيارته في مكانها!!. 


صرخت اليزابيث بكل قوتها في سخط


_توقف هنا أيها اللص لم أتركك دون إعطائي نقودي


لكنه لم يكترث لها وركض إلى الأمام كان الشارع خاليا، ابتعدت عن الحشد وهي تعرج بسبب تحطم جسدها من السقوط وكأنها المصائب جاءت دفعة واحدة حين اشتد المطر وأغرقها تماماً من رأسها حتى أخمص قدمها وقفت على الرصيف ولفت نفسها بين ذراعيها 


و ارتجفت من البرد ونسيت معطفها داخل الحافلة ايضا وسط غضبها وهي تسرع تركض وراء اللص، الآن كيف ستعود إلى المنزل بهذا المنظر عندما يراها العم أركون هكذا بالطبع سيسأل عما حدث لها.


دخلت في نوبة بكاء حار مع ضعف بدأت تشعر بالتعب و الإحباط لما يحدث معها ،ثم مسحت دموعها بسرعة وفتحت حقيبتها وأخرجت هاتفها وقالت بعد التفكير 


_لم أتوقف عن البحث عن هذين اللصوص سوف ألتقط صورة لهما بكاميرا هاتفي وأخذها إلى الشرطة حتى يتمكنوا من إحضار المال لي.


يتبع...