-->

رواية ابنة القمر لفاطمة الألفي - الفصل الثالث

رواية ابنة القمر 
بقلم الكاتبة فاطمة الألفي



❈-❈-❈

رواية ابنة القمر 

الفصل الثالث


داخل منزل حورية.

بعدما عادت من الخارج توجهت إلي حيث غرفتها لكي تبدل ملابسها،

تفاجئت بوجود والدتها خلفها

تطلعت إليها حورية بألم يغزو قلبها ثم همست بصوت حزين قائلة وهي 

تربت علي كتفي ابنتها: 

-لماذا لا تخبريني بأن نادر ومريم يضايقونكي بالكلام 

أبتسمت بالم قائلة: تقصدين يسخرو مني ويتنمرو علي وضعي الصحي

جذبتها لصدرها تحاوطها بقوة تخشي ابتعادها عن أحضانها وهمست من 

بين دموعها قائلة: لا أعلم أنكِ تتعرضين للتنمر من أقرب الناس إلينا، كنت أظن بأنها فقط اقتصرت علي مرحلة طفولتك ولم أعلم أنها تلاحقك في شبابك ايضا  

ابتعدت عن أحضان والدتها وعيناها تزفر الدموع قالت بقلب مكلوم:

- لم أعش طفولتي كاي فتاة مثلي ولا مراهقتي وأيضا شبابي، حُرمت من 

اشياًء كتيرة، تعرضت للخذلان من أبناء شقيقتكِ الجرح يدمي بقلبي يا أمي 

هتفت حورية بحزن: لن أسمح لأحد أي كان صلة قرابتي به بأن يأذيكي يا روحي  

فاطعت والدتها قائلة بصراخ: لما لم تتخلي عني أنتي أيضا؟ لماذا لم 

تفعلي بي مثل ما فعل بنا، لماذا؟

أنا أيضا ابنته مع ذلك تخلي عني وعنكِ

- أنتي ابنتي، قطعة من قلبي وروحي لا أشعر بخفقان قلبي إلا بقربك

 لاحضاني، روحي تحي بيكِ، هو أختار البعد بإرادته وأنا اختارتك أنتي، 

ساظل احميكي لآخر نفس في عمري، ولن أسمح لأي مخلوق علي وجه

 الارض بأن يهد كل ما بنيته وزرعته بكِ طوال عمركِ، واياكي يا وتين كلام 

نادر يضعفك ويهز ثقتك بنفسك وقوتك تضعف بسبب تلك الترهات، ابنتي 

اقوي منهم جميعاً، فإنتي نعمة رزقني الله سبحانه وتعالي بها وساظل 

أحافظ عليكي من أي شيء يوذيكي، حقا أنا أخاف عليكِ وحجبتك عن 

أشعة الشمس الضارة بصحتك لأجلك لتظلي بأمان، تمارسي حياتك مثل أي 

فتاة بعمرك، منعتكِ عن الخروج من منزلك نهارًا ولكنكِ درستي 

وتخرجتي وفعلتي كل ما تحلمين به، تعشقي الكتابة وتهَويها وتمارسي 

شغفك أمام حاسوبك وداخل غرفتك ولكن إذا اتتك الفرصة للعمل خارجاً 

لما لا؟

صرخت بانفعال: -ولكن حياتي عبارة عن سجن داخل غرفتي، وإذا قبلت 

بأي عمل، ماذا عن وضح النهار؟ نسيتي بأني كائن ليلي، سوف أقضي 

الباقي من حياتي سجينة داخل عالمي الخاص.

ازدادت حورية في نوبة بكاء ثم هتفت قائله: هل كان بوسعي أن أفعل لكِ  

شيئا ولم أفعله، أنا علي إستعداد اسافر بكِِ لآخر الدنيا إذا علمت بوجود

 علاج لحالتك، أخبريني ما أفعله لكي تمارسي حياتك الطبيعية، هل أنا 

مذنبة بحقك لما تشعرنيني بالتقصير الآن؟


ارتمت باحضان والدتها لتشدد الأخيرة علي ضمها لداخلها بقوة وكل منهما 

تحاول تهدئه الأخرى من ثورة البكاء التي اجتاحت كل منهما.

فهي ليس لديها إلا حصنها المنيع وامانها في الدنيا، فكل منهما لم تستطيع 

أن تعيش حياتها دون الأخرى.

الأم دائما هي الحضن الدافئ والكتف الحاني الذي نستند عليه من عثراتنا 

وتخبطنا بالحياة، الشمس المشرقة التي تضي حياتهم، منبع الحنان وبئر 

الأمان، النظرة من عينيها تحينا وذراعيها تطوقنا بحنانها، صوتها يغدقنا

 بالسكون والهدوء فهي العالم بالنسبة الينا.

❈-❈-❈

عاد أمان برفقة شقيقه بعد أن احتفلوا سويا ثم توجه كل منهما لغرفتة.

كان يشعر بالارهاق والتعب دلف إلي المرحاض ليزيل عن جسده تعب اليوم 

تحت المياه الباردة ثم أحاط خصره بالمنشفة وغادر المرحاض ليتفاجئ 

بوجودها خلفه.

شلت الصدمة حواسه عندما وجدها أمامه ترتدي ملابس مثيرة، اقتربت منه بعطش تلامس جسده العاري، ليقبض علي ذراعيها بعنف وأبعدها عنه، 

لتسقط أرضا أسفل قدميه، تشبثت به وتحاملت عليه لتستقيم واقفة تلفحه 

بانفاسها المشتعلة، تقبل صدره العاري برقة، اشمئز من محاولاتها الفاشلة 

وصرخ بها بصوته الرخيم:

- أبعدي عني أيتها الوقحة 

استمعوا لطراقات أعلي باب غرفتة ، ارتبك أمان بسبب وجودها علي تلك 

الهيئة أما هي فابتسمت بانتصار ووجدتها فرصة لكي تنتقم منه 

احتضنته بقوة وهي تجذبه اليها ثم ارتمت أعلي الفراش ليكون هو أعلاها، 

انفتح الباب في تلك اللحظة ودلفت أشرقت مناديه باسمه 

- أمان هل نمت؟

شهقت بصدمة عندما راءته أمام أعينها بهذا الوضع، فابنها عاري الجسد 

ويمارس علاقة خاصة مع الخادمة داخل غرفتة.


بعدما رأت ابنها في ذلك الوضع، هتفت بصوت جلي

- لم تجد سوا الخادمة لتمارس معها الرزيلة، أنت والخادمة بفراش واحد 

أمان بيك.

انتفض أمان مبتعدا عن زيزي التي حاولت أن تجذب الغطاء حولها


اقتربت منها اشرقت بانفعال: أنتي اتركي القصر حالا، لا أريد أن أرء وجهك هذا 

هتفت زيزي بكذب: سامحيني يا هانم، أنا لم امتلك حق الرفض 

صرخ أمان منفعلا ليسكت كذبها : اخرصي، لولا أنكِ فتاة كنت تصرفت 

معكِ تصرف تندمين عليه

جذبتها اشرقت بعنف من الفراش وسارت بها تغادر الغرفة وهي تهتف بصوت غاضب: غادري حالا

ثم رمقت أمان باشمئزاز قائله:

- ارتدي ملابسك، سانتظرك بغرفة المكتب 

غادرت غرفته وصفعت الباب خلفها بقوة ثم هبطت الدرج لتدلف لداخل 

غرفة المكتب تنتظره بالداخل ريثما يرتدي ملابسه ويلحق بها.


أما عن أمان فكان داخله حمم بركانية من الغضب والموقف الذي تعرض له 

قبل لحظات وتاكيد ما شاهدته والدته من تلك الخادمة الحقيرة التي 

استغلت صدمته لتجعل والدته تظن به السوء.

ارتدي ملابسه وهو يتأفف بغضب ثم سار بخطوات واسعة ليهبط الدرج 

متوجها لغرفة المكتب، طرق الباب ثم دلف لداخل بثبات ، رمقته والدته بلامبالاة قائله:

- ترفض الزواج وتتودد للخادمات أمان بيك، جلبت لك فتايات من أرقي 

العائلات وسيادتك تصمم علي الرفض، لهذا السبب ترفض الزواج؟ 

نظر لها بشموخ ثم هتف قائلا: وحضرتك صدقتي أن اقبل علي هذا الفعل؟ أنها كبيرة من الكبائر وأنا أخاف الله، تلك الفتاة ليست منضبطة منذ أن 

خطت بقدميها هذا القصر ، وهي تحاول ان تتقرب منِ وانا اتجاهلها وكنت 

اظن انها سوف تكف عن تلك الافعال 

هتفت باستهزاء: ماذا حدث الان تحركت غريزتك ؟

ضرب المكتب بقبضة وهتف غاضباً: لم أقترب منها 

دلف خالد علي صوت شجارهم العالِ هتف بتسال: ماذا يحدث هنا؟ لما صوتكم مرتفع لهذا الحد؟

رمقتة زوجته وقالت بغضب شديد: اسئله ماذا كان يفعل مع الخادمة بغرفة نومه وعلي فراشه 

نظر خالد لامان بعدم فهم ليهتف أمان:

- أنا لم أفعل شيءٍ وليس بمذنب ولم أقبل أن أكون بموضع إتهام، لكِ 

مطلق الحرية في تصديقي أم لا 

هتفت بغضب وصوت حاد: أنا أصدق عيناي 

-اخبرتك مراراً أنا لم المسها، أنتِ لا تريدين تصديقي فهذا شيء يعود لكِ

غادر الغرفة كالاعصار ومن ثم غادر القصر باكمله ليتوجه إلي الغرفة

الملحقة بالحديقة، فداخله طاقة غضب واراد إخراجها، فتلك الغرفة هي

 عالمة الذي يفضله، فهي مثابة حلبة للملاكمة يفرغ بها طاقته السلبية، غرفة

توجد بها حلبة صغيرة يمارس بها البوكس، أرتدي القفازات وبدأ في لكم  

كيس الملاكمة بكل قوة ليخرج غضبه الساكن داخله..



أما عن خالد فرمق أشرقت بدهشة ثم قال بإقتناع: أمان لم يفعل تلك

 الأفعال، ثم أردف بحزن قائلا: للاسف لا تعرفين شيئاً عن أبنك 

هتفت بصراخ: -وماذا عن ما رأيته أمام عيني 

هز رأسه بأسي: لازلتي كما أنتِ لم تتغيري بعد طوال الوقت، تعاقبيه علي 

أخطاء لم يقترفها، لا ذنب له بشيء، دائما تفرضين تسلطك، تعافبيه دون 

إكتراث لمشاعره، رغم أنك تعلمين علم اليقين بأنه لم يخطئ، ومع ذلك 

تُصرين علي عقابه دون ذنب، استيقظي من غفلتك قبل أن يضيع من بين 

يديكِ وتندمي أشد الندم 

لوت ثغرها بسخرية ثم قالت: دع نصائحك لنفسك، أنت أخر شخص 

تحاسبني علي تربيتي لابنائي 

زفر بضيق ثم همس بألم: معكِ كل الحق، أنا أخر من ينصحك 

غادر الغرفة بأسي بحثا عن أمان يريد أن يتحدث معه وعلم بأنه يوجد 

بالغرفة الخاصة به المنعزلة عن القصر، توجه إليه وقف علي أعتاب الغرفة 

قائلا بحنان وهو ينظر له: 

- كُف عن هذا، أنت متعب، عليك أن تكون الآن داخل فراشك 

نظر له بأنفاس لاهثة وجبينه يتصبب منه العرق وهتف بصوت متحشرج: 

تصدقني يا عمي أليس كذلك؟ لماذا والدتي لم تصدقني؟ أنا لا أفعل هذه 

التصرفات الطائشة، لم اقترف الحرام، أنا أعلم حدود ديني 

أقترب منه ثم ربت علي كتفه بحنان : اُصدقك يا بني، أعلم أنك 

 لا ترتكب الحرام ، فقد تربيت علي يدي واعلمك جيدًا  

- ولما والدتي لم تكن مثلك ؟ لما دائما تحاول أن تقلل من شأني وتزعزع 

ثقتي بنفسي، ما مشكلتها معي، لما لا تحاول أن تنصت لي وتفهمني، 

استطرد قائلا بسخرية: 

-أعلم جيدا بأنها أحدثت ثورة من أجل الخادمة فقط، لكن لو رائتني بهذا 

الوضع مع فتاة أخري لم تثور هكذا، ولن اتزوج بطريقتها، ولم 

ترغمني علي فعل لا أريده ، ولم أختار شريكة لحياتي من اختيارات

 أشرقت هانم.

ثم عاد يهتف بصوت كساه الحزن:

 -اذا كانت ملامحي تذكرها بوالدي فهذا لا دخل لي به، ماهر الشناوي  

مات وتواري جسده الثري منذ قرابة العشرون عاما، ليس ذنبي بأنها مازالت 

تتذكر الماضي، أخبرها إنِ سأمت تلك المعاملة وسوف أترك لها القصر والمصنع وكل شي وأرحل، سوف أنسحب من حياتها للابد.


شعر خالد بكم الحزن الساكن بقلب أمان، تنهد بحزن ثم ربت علي ظهره 

بحنان ابوي: اهدئ يا بني، أعلم بانك تشعر بالحزن الآن، ما رايك أن تاخذ 

عطلة وتسافر وعندما تشعر بالهدوء تعود تمارس عملك، لكن اياك أن تترك 

المصنع والشركة أنت من أظهرت أسمها في عالم الموضة، لا تفرط بعملك 

مهما كان الأمر. 

ووالدتك هذا ابتلاء من الله عز وجل ولأبد وأن نرضا به، أنها حالة ميؤس 

منها، لا أحد يختار والديه، هذا قدرك بني  

لاحت شبه إبتسامه أعلي ثغر امان، عانقه خالد بحنو وهو يقول: 

- أدعو الله بأن تسترد عقلها قبل فوات الأوان 

❈-❈-❈


غادرت المنزل بخيبة أمل، فقد كانت تظن بأنها سوف تجد ملاذها هنا، 

لذلك منذ أن خطت بقدميها هذا المنزل وداخلها شيًا أرادت تنفيذه ولذلك 

كانت دائما تتقرب إليه بود لعله يشعر بها ويتحسن قدرها علي يده، ولكن 

هيهأت فمن الصعب أن تنظر لاعالي السماء وتلتقط نجمة بين يديها ، فهو بعيد كل البعد عن ما يتخيله تفكيرها المريض.

أمسكت بالحقيبة التي لملمت بها ثيابها واغراضها والقت نظرة أخيرة علي 

ذلك القصر، فقد كانت تحلم بأنه تكون سيدته يوماً ما

لوت ثغرها بألم وهتفت بشرود: ألعن حظي التعيس الذي جعلني أدخل هذا القصر، الي اين ستذهبين بقدمك يا زيزي؟ ستصبحين مشردة بالشوارع يا بلهاء

   ثم ضحكت بمرارة واردفت قائلة تعاتب نفسها: نسيتي نفسك يا زينب، 

نظرتي للسماء وللابراج العالية، أين أنا وأين هو؟ هو أمان بيك أبن الزاوات 

والقصور، ولد في فمه ملعقة ذهب، أين كان عقلي؟ صدقتي نفسك زيزي ونسيتي أصلك يا زينب، كنت أطمع بأن أكون سيدة القصر وليس خادمة وحسب، إلي أين ساذهب؟ لا أعلم أحد بهذة العاصمة الكبيرة 


سارت بخطوات مضطربة لا تعلم إلي أين تخطو بقدميها وفجاة لمعت 

بذهنها فكرة، لم تتردد في تنفيذها ولعلها تصيب تلك المرة.

اوقفت سيارة أجره واملت علي السائق العنوان المنشود التي تحفظه جيداً 

فقد كانت تتردد علي تلك الشقة من أجل ترتيبها بأوامر من رب عملها، فهذه 

الشقة ملك لصديقه وأثناء سفره كان أمان يطلب منها أن تذهب وترتبها من 

حين لآخر عندما يخبره صديقه بموعد عودته، لذلك فهي تعلم عنوانها 

وتحفظه عن ظهر قلب.

❈-❈-❈


كان يهم بصعوده الدرج ثم تفاجئ بوقوف رحيل علي أعتاب غرفته بوجه 

ناعس

عندما اقترب منه خالد هتف بدهشة: لماذا تقف هكذا؟ اذهب أكمل نومك 

حك موخرة رأسه وقال وهو يتطلع لوالده بنعاس: شعرت بالقلق وسمعت 

صوت عالِ، من كان يتشاجر بهذا الوقت المتاخر؟ 

 

ربت علي كتفه قائلا : لا يوجد أي شجار، عد أكمل نومك تصبح علي خير 

- وحضرتك من اهل الخير  

قالها وهو يهم بالدلوف لداخل غرفته ثانيا ولكن استوقفه صوت والده قائلا: -رحيل انتظر

تسمر مكانه وظل يتطلع لوالده 

همس خالد بصوت خافت: لم تخبرني عن الحفل، هل راقت إعجاب شقيقك 

هز رأسه بخفة: بالطبع والدي العزيز 

ابتلع ريقه بتوتر ثم اردف قائلا: إذا مدام حورية عملها ممتاز 

- حقا عملها رائع وسوف أخبر رفاقي إذا احتاج أحد منهم لحفل عيد ميلاد 

او مناسبة سعيدة لم يتردد بالذهاب إلي حورية الزهور 

ثم رمق والده بنظرة شك: أخبرني خالود لماذا تهتم بأمر تلك السيدة الجميلة؟ 

هز رأسه بتوتر وقال بصوت مضطرب: ولماذا أهتم أنه مجرد سؤال ليس إلا، كل ما في الأمر أنها سيدة وحيدة وأردت أن أقدم لها مساعدة وهي لا تعلم شيئًا 

هتف رحيل بابتسامة تشق ثغره: أعلم بأنك صاحب القلب الحنون العطوف  

رمقه بنظره غاضبة ثم قال لينهي الحديث بينهم : عُد الي فراشك واخلد 

للنوم أفضل لك 

- كنت سأخلد ولكن اقلقت منامي والدي العزيز

أكمل خالد خطواته مبتعدا عن حصار ابنه لينهي تلك التسألات، تنهد بحزن 

ثم دلف غرفته، وتوجها إلي الفراش دثر نفسه وحاول أن يهرب من نفسه

 بالنوم، فلم تعد لديه طاقة علي التحمل.


❈-❈-❈

 داخل منزل حورية 

فبعدما باحت بما في صدرها من ألم ومعاناة، حاوتطها والدتها بحنانها، ضمتها لداخل صدرها لعلها تخفف ما تشعر به صغيرتها.

هدأت ثورة غضبها واخمدت نيران الألم التي كانت مشتعلة داخلها، 

واغمضت عينيها رويداً رويد إلي أن ذهبت في النوم، لتضمها حورية

بذراعيها وتنام جوارها تلك الليلة ولكن قلبها مازال ملتاع علي صغيرتها، تفكر ماذا عليها أن تفعل لكي تسعدها.


❈-❈-❈

بعد أن ترجلت من السياره واعطت السائق النقود، حملت الحقيبة ودلفت 

لداخل البناية ثم استقلت المصعد الكهربائي وضغطت زر الطابق الرابع، 

حيث وجهتها.

بعد لحظات كانت تقف أمام الشقة المنشودة

وثم وضعت أناملها أعلي الجرس تدقه، عندما لم ياتي رد عاودت تدقه

 بالحاح ولكن يبدو بأن المنزل فارغ.

جلست مستسلمة أعلي الحقيبة ثم وضعت كفها أسفل وجنتها وظلت تحدق 

بالفراغ، لا تعلم كم مر عليها من الوقت وهي تنتظر قدومه، غلبها النعاس 

فاستسلمت جوفنها لنوم.


في ذلك الوقت كان يغادر المصعد ويسير بخطوات ثقيلة فقد كان ثمل، 

وعندما وصل لباب شقته دقق النظر لتلك الغافلة أمام باب شقته ثم اقترب 

منها ليعلم من تكون، فتح فاه بدهشة ثم هتف باسمها:

-زيزي! 


فتحت عيناها باتساع عندما تفوه باسمها ثم نهضت من أعلي الحقيبة تتطلع 

إليه وتلوي ثغرها متصنعة الحزن ثم هتفت قائلة: 

-أشرقت هانم طردتني ولم أجد مكانا آخر أذهب إليه، لذلك تذكرت 

حضرتك فاتيت إلي هنا 

اشار بكفه لكي تصمت فهو في حالة سُكر، دس يده داخل جيب بنطاله 

واخرج مفتاح الشقة ثم وضع المفتاح وبعد أن فتحها أشار بيده لتدلف 

لداخل قائلا: 

-تفضلي، لا اريد سماع شيء الآن سنتحدث غداً 

سارت خلفه تدلف لداخل الشقة بابتسامة واسعة وهي تشعر داخلها بلذة 

الإنتصار بأنها حصلت علي مسكن وشابا آخر سوف تسلسله بقيودها.


تركها وسار إلي حيث غرفته بخطوات متبطئة اثر الكحول ومن ثم ارتمي 

بفراشه دون أن يبدل ثيابه ليخلد في نوم عميق.

أما عنها فشعرت بالراحة وهي تتلفت حولها بانبهار وتهتف بانتصار: 

شقة رائعة من الآن ستكون مملكتي الخاصة وسوف أرتاح من خدمة 

القصور، سأفعل المستحيل من أجل الفوز بقلبه وماله وممتلكاته، سأغزل 

خيوطي الحريرية حوله من الآن لينجذب إلي ولا يستطيع التخلي عني.


ثم اقتربت من الغرفة المجاورة لغرفته ودلفت لداخلها، ثم وضعت 

الحقيبة أرضا واقتربت من الفراش الوثير قذفت بنفسها أعلاه لتنعم بدفئه 

وتغمض عيناها في غضون ثواني معدودة لتذهب الي أحلامها الوردية..

يتبع...