-->

رواية قلوب بريئة تنبض بالحب موني عادل - الفصل الرابع

 

رواية قلوب بريئة تنبض بالحب 

بقلم الكاتبة موني عادل




الفصل الرابع 

رواية

قلوب بريئة تنبض بالحب


خرجت أروي من الجامعة بعد أنتهاء محاضراتها وهي قلقه تشعر بإنقباض في صدرها تفكر هل سيمرر لها ماحدث مرور الكرام أم سيكون له رد فعل لا تتوقعها ، شجعت نفسها تقول


((تشجعي يافتاة أنتي لم تخطيء بل هو من أخطأ وعليه الأعتذار أيضا ، يجب ان تتحلى بقدر أكبر من الشجاعة، ولا تظهري بمظاهر الخوف والاضطراب في مواجهة أي شخص أو أي خطر قد يحوم من حولك ، فالشجاعة أعتياد مكتسب أكثر مما تأتي من الاستعداد للخطر . ))


هذه كانت كلمات تلقيها علي نفسها لتحفز ذاتها بأنها قادره علي مواجهة أي شخص كان ثم قررت أنها ستتمشي قليلا قبل الذهاب للبيت ولسجنها المعتاد ، فكانت تتمشي وتستمتع بنسمات الهواء العليله غافلة عن العيون التي تتابعها وتتربص بها فقد رأها وهي خارجة من الجامعة ولكنها لم تراه فقرر مراقبتها ومعرفة كل شئ عنها ، رأها تتمشي وتتبختر ، فتابعها بأم عينه شاردا في تفاصيلها وتعبيرات وجهها والهواء يداعبها فتطير خصلات شعرها علي وجهها فترفع كفيها لتزيح خصلاتها الهاربة من عقدة شعرها خلف اذنيها ..


نظرت لوجهه وراته كم هو هادئ ولا يظهر عليه أي شي يدل علي إستياءه منها ، بل يبدو وكأنه يفكر فيها ويتأملها بنظرات أول مره تراها ، فنظرة عينيه تبدو مختلفه لا تعرف كيف تقولها ،ولكنه يبدو عليه أنه يفكر فيها بطريقة خاصه احست بالغيره تنهش قلبها وتكويه كويا ، فتذكرت أنها هي من معه ومن تجلس بجواره فطمئن قلبها ، ونفضت عنها تفكيرها بهذه الطريقة فلن يحدث شئ ستكون مثلها مثل أي فتاة مرت في حياته من قبل فهي لن تسمح بغير ذلك. 


تحدثت لبني بصوت مرتفع قليلا لتلفت ناظريه إليها مما أفزعه واخرجه من شروده قائله.


((ما الذي ستفعله معها يجب عليك ان توقفها عند حدها ، فمن هي لتعاملك هكذا إذا كنت لا تريد التصرف فلتتركها لي وسأنتقم لك منها أشد أنتقام فنحن فتيات مثل بعضنا البعض وإذا كنت تريدها بين يديك فلتؤشر فقط وأنا أحضرها لك في لحظه فأنا أعرف كيف أكسر عينيها حتي لا يستطيعوا كلاب الشوارع النظر في وجهها .))


نظر اليها أدهم بغضب مطولا ثم لانت ملامحه وتحدث بهدوء قائلا


(( لا أريدها أن تأتي إلي بهذه الطريقة أريدها بكامل ارادتها وان تكون متجاوبة معي فيما أريده لا أريدها مغصوبه بل أريدها راضية وأن تكون مطيعة ))


فضلت السكوت علي أن تتحدث معه وتظهر له ما تفكر فيه فهي لن تترك ما حدث يمر مرور الكرام فها هي قد خططت وتبقي فقط التنفيذ فضحكت وهي تتخيل كم سيكون الغد يوم سعيدا لها وتعيس عليها وهي تنظر بإتجاه اروي .


وصلت أروي إلي المنزل وهو يتبعها بسيارته إلي أن عرف عنوانها فأوقف محرك سيارتة وخرج منها وهو ينظر يميناً ويساراً ليري أحداً ليساله عن من تكون هذه الفتاة وجد طفل صغير يلعب ويلهو بالجوار فنادي عليه فأتي الطفل إليه وهو يسأله عما يريده فأخرج أدهم من حافظته بعد النقود وأعطاها له وهو يساله عن من يسكن في هذا المنزل القديم وأشار علي بيت أروي فقال الطفل ببراءة


((هذا بيت الخاله فاطمه وزوجها خالد ))


وأستدار ليتركه ويذهب فبادر أدهم بسؤاله


(( أليس لديهم ابناء .))


فقال الطفل ببراءة 


(( بل يوجد لديهم ابنه واحدة تدعي أروي وهي كبيره فهي تدرس في الجامعة . ))


تركه أدهم وإتجه إلي سيارته وجلس في مقعده فبادرت لبني بالسؤال قائله


((هل وصلت لشئ ))


(( كل ما اريد معرفته في الوقت الحالي ))


كان هذا رد أدهم علي لبني 


ومن ثم اطلق العنان لسيارته وقال للبني يحدثها


(( ساوصلك إلي منزلك فأنا سأذهب أيضا إلي منزلي)) 


سكتت لبني ولم تجيبه لبعض الوقت ثم قالت 


(( هل سنتقابل في المساء لنسهر معا ))


تحدث ادهم وقد مرت شبح إبتسامة علي شفتيه قائلا


((بالطبع فأنا لا أستطيع ان يمر يوما لا نسهر فيه سويا )) 


ونهي حديثه بغمزه من عينيه فضحكت ضحكة صاخبة وأرتاح قلبها فها قد عاد أدهم اللعوب . 


❈-❈-❈❈-❈-❈❈-❈-❈❈-❈-❈


خرج من غرفته ونزل الدرج وعينه تبحث عنه فلم يجده فقرر الذهاب إلي غرفته لعله مازال هناك .


ذهب مؤمن إلي غرفة أخيه ليتحدث معه ويعرف ما يحدث معه ،فطرق علي باب غرفته بطرقات خفيفه وظل واقفا ، إلي أن سمع صوت أخيه يأذن له بالدخول .


ما ان دخل مؤمن فالقي بتحيه الصباح وجلس علي طرف الفراش وهو يربط علي المكان الخالي بجواره يدعو سيف للجلوس بجواره 

.

جلس سيف بجواره وهو يسأله


(( كيف حال كتفك اما زال يؤلمك))


أجابه مؤمن بصلابة ظاهريه قائلا


(( أنا بخير . لم يعد كتفي يولمني ))


وضع مؤمن ذراعه السليم علي كتف اخيه وهو يسأله 


((حدثني عنك ، وعن ما يحدث معك منذ فترة طويله لم نجلس ونتحدث معا ، لما تيدؤ حزيناً وبعيداً عن الجميع ، لقد تغيرت وصرت شخصاً لا اعرفه ،شخصاً هادئ ومنطفئ علي غير العادة.) 


تمتم سيف بصوت خفيض وقد غلبه الوجع والحزن 


(( لا يوجد شيء أنا بخير لكني مضغوط فقط هذه الفترة مع والدي فالعمل كثير وأنت تعرف أن أبي يعتمد علي كليا. ))


قال مؤمن وهو ينظر في عينيه 


((اريد أن نعود أنا وانت مثلما كنا من قبل أصدقاء وليس اخوه فقط أعطيني همك لأشاركك فيه وأخفف عنك))


تحدث سيف بإصرار عارم قائلا 


((كان هناك شئ كنت أتمني أن أحادثك فيه منذ وقت طويل لكن لم يعد له وجود الأن والوقت أيضا ليس مناسبا .))


أردف مؤمن قائلا


(( بل مناسب جدا فأنا ليس لدي ما يشغلني عنك اليوم فقد قررت أن ألقي القبض عليك ليوم واحد ونبقي معا أنا وأنت فقط فهل انت مستعد لتأتي معي ونستمتع قليلا اجهز لنسهر معا الليله ))


أومأ سيف برأسه موافقا ورمي بنفسه في حضن أخيه فخانته دموعه وأخذت في التساقط .


صدم مومن من ردة فعل اخيه فتحدث وهو يربط علي ظهر أخيه 


((ما الأمر ألا تشعر بأنك تريد ان تتكلم مع احد ليخفف عنك تكلم معي وأخبرني بما في داخلك ))


قال سيف وهو ينظر في نقطة بعيده 


(( لا اعرف ماذا اقول لك أو كيف أقولها لقد أحببت فتاة وأحبتني لكنها اختفت فجأة اختفت وخرجت من حياتي فلا أستطيع العيش بسلام صدقني أخي ،أنا لا أستطيع العيش بدونها هي تسكن في داخلي بل تجري في دمي فلا أستطيع إخراجها من تفكيري ، فعندما أحببتها قد سلمت لها كل مفاتيح قلبي ، فعيني لا تري أحدا سواها ، ماذا أفعل لأستطيع إخراجها من قلبي ، قل لي فيما أخطئت قل لي، فانا لا أستطيع العثور عليها ، ساعدني لأجدها .) 


ما ان اخبر مؤمن بما يعتلج قلبه رمي بنفسه في حضن أخيه فما أن انتهى من سرد ما يشغله ويشغل قلبه ، فضل مؤمن أن يظل بجانبه دون أن يتحدث وأن يدعمه نفسياً فبقي صامتا لبعض الوقت يربط علي ظهره فقط تم حدثه وهو يبعده عن صدره ببطء قائلا


((هيا بنا لنخرج ونستمتع فهناك اتفاق بيننا وهذه الفتاة أعطيني اسمها وسأعرف لك أين اختفت ، فلن أكون أخيك إن لم اعصر لك عليها ))


فاومأ سيف بالإبجاب ولم يتحدث نظر مؤمن لاخيه يراه كم هو متأثر وحزين فسيف شخص عاطفي مرهف الأحساس وهو لا يستطيع ان يراه متألما بهذا الشكل ويقف ليتفرج عليه ان يبحث عنها ويجدها من اجله 


❈-❈-❈


في هدوء الليل وبين خباياه هناك من يجلس وحيدا ويجهد نفسه من كثرة التفكير في الماضي فهي ذكريات عصيه النسيان ، فشرد يتذكر حبيبته وأبنه خالته التي لم يري من قبل فتاة غيرها فهي حب الطفولة والمراهقه وحب عمره تذكر عندما وقف أمام أبيه وواجهه بأنه لن يتزوج من فاطمه بل يريدها هي ولن يتزوج غيرها.


قال خالد بإستياء


(( أبي انا احب ليلي ولن اتزوج من غيرها .))


رد عليه شاكر بغضب وقد أرتفع صوته قائلا


(( سيكون جوازك منها علي جثتي إذا أردت أن تعصيني وتخرج عن طوع أبيك تزوجها ولن تراني ما دمت حيا .))


فتركه خالد وذهب ليقابل حبيبته وهو يفكر أن يضع أبيه أمام الامر الواقع عليه أن يسرع ويتزوج منها حتي لا يتزوج من فاطمه ابنه عمه ، وصل خالد وانتظر إلي أن تظهر حبيبتة ويعرض عليها فكرته بالجواز منها في أسرع وقت حتي لا يصر والده علي زواجه ، رأها أتيه من بعيد فرحه وهي تلوح له بيدها تأملها كثيرا فكم تبدو جميلة ورقيقه .


وقفت ليلي وهي تمد كفها لتسلم عليه فتحسسها في كفه فكم كانت صغيرة وناعمه فسحبت يدها سريعا وقد احمرت وجنتاها من كثرة الخجل .


شعرت بخوف تسرب إليها رغما عنها من هيئته لكنها ازدردات ريقها وتحدثت قائله 


((ما الأمر لما طلبت أن تراني بشكل عاجل ، هل حدث شئ هل خالتي بخير ))


أجابها وهو حزين فقلبه لا يطاوعه بما سيقوله لكن هذا هو ما سيجمع بينهم في النهايه في بيت واحد ، فقالبهدوء عكس ما بداخله.



(( اجلسي بالأول لنتحدث قليلا .))


جلست تنظر إليه بترقب خائفة من حديثه بينما أخذ خالد نفساً مطولاً ثم قال 


(( أجل حدث شئ ويجب أن تعرفيه لنفكر معا في حل له أبي يضغط علي كثيرا لأتزوج من ابنة عمي وأنا لا أعرف ماذا أفعل معه لقد وقفت في وجهه اليوم وأعترفت له بأنني أحبك وأريدك أنتي لا هي أريدك أن تكوني زوجتي تحملين اسمي وأنجب منك أطفالا يشبهوكي ، لكنه مصر علي الرفض وهددني أيضاً ، فلا يوجد أمامي إلا حل واحد .))


أنهي حديثه ينظر إليها يرجوها أن تسأله ماهو ويتمني من داخله أن توافقه في قراره .


سالته وهي خائفة من إجابته بأنه سيتخلي عنها إرضاءا لأبيه قائله


((وما هو الحل ))


تحدث خالد بتوجس قائلا 


(( تعلمين كم أحبك ولا أستطيع العيش بدونك ، فالحل الوحيد هو أن نضعهم أمام الأمر الواقع ونتزوج ثم نخبرهم ))


نظرت إليه ولم تستوعب بعد ما نطق به فتمتمت قائله


((ماذا .بالطبع لا ، أنت غير جاد فيما قلت ، تريد مني أن أضع رأس والدي في الأرض وأن أكسر قلب أمي وأضيع فرحتها ، لا فأنت لست في حالتك الطبيعيه لتطلب مني هذا .))


أطبقت علي اسنانها وتركت مقعدها ووقفت لتقول 


(( أريد أن أذهب هل ستوصلني أم أذهب بمفردي ))


فوقف عن مقعده وهو يحاول ان يقنعها بأنه سيكون زواج علي ورق فقط ولكنها أبت أن تسمع له ، فقال مرغما


(( هيا لأوصلك للبيت .))


عاد من شروده وهو يتأمل صورتها بين يديه يقول بتأنيب ضمير 

((سامحني يا الله فيما اقترفت فأنا قد أخطأت وأذيت فتاتين لم يكن لهما أي ذنب إلا أنهم وثقوا في وأحبوني ))


 نظر للصور الملقاه علي الفراش يجمعهم ويضعهم من جديد في صندوق ذكرياته وخبائه في خزينة ملابسه .


❈-❈-❈


بينما في الغرفة المقابله لغرقته كانت فاطمة تصلي وتناجي ربها تدعو لزوجها بالهدي وتتمني من الله أن يريح قلبه ويعود زوجها مثلما كان في صباه ينبض بالحياة ، يعود كما كان قبل ان يتزوجها حتي لو علي حساب كرامتها ، كم من مره دعت ربها أن يعثر علي من تعلق بها قلبه حتي لو في المقابل سيتخلي عنها ويتركها فيكفيها أن تراه سعيد وأنها عاشت زوجته وعلي أسمه وكم أحترق قلبها وهي تتذكر أنه حزين وبعيد عنها بسبب زواجه منها فهو كان صديقها الوحيد وابن عمها والحبيب الذي عاشت تتمني الزواج منه ولكن من اليوم الذي عرض عليه والده الزواج منها أبتعد عنها كليا ، وبعد أن تزوجها أعترف لها بأنه لم يحبها يوما وأن قلبه لن يكون ملكها ولو في احلامها فقلبه ملكا لغيرها ، تتذكر هذا اليوم جيدا فلقد أحست وقتها بأن حديثه خنجراً مسموم طعنها به فلم تستطيع التنفس بشكل طبيعي .


❈-❈-❈


كانت غارقه في نومها تناديه أن يأتي إليها وتنعم بدفء أحضانه ولكنه لم يستجيب لها فلم تستطع ان تلاقيه ، 

هنا وهناك باحثة عنه عن كنزها لعلها تراه من جديد لكنها تذوقت ألما لم تذق طعمه من قبل، ظلت تبكى تناديه لعله يسمعها ويعود من جديد، وتحدث نفسها تارة وتشكو إليه منه تارة وتشتاق إليه تارة وتشتكى منه تارة أخرى لعل ما بها من هم يزول ويعود إليها من تعاهدت معه على الإيخاء والله كان عليهم شهيدا، لكنها طالت عليها ليلتها وهى فى حزن شديد.


فملاكه تناديه وهو كالابله تركها لتكمل احلامها بمفردها فانهمرت دموعها لتتساقط من عينيها أثناء نومها، ولكنها ظلت تبحث وتفتش عنه إلي ان وجدته يقف في مكان معتم وعندما أقتربت منه ووقفت أمامه وجدته شخصا أخر طالعته بصدمة ممزوجة بخوف أنه ذلك الشاب الوسيم الذي صفعته علي وجهه ، تراجعت أروي للخلف وهي تنفي برأسها ما تراه امامها فكان مازال يقف أمامها بإسترخاء ويديه في جيب بنطاله ينظر إليها بنظره أخافتها .


أستيقظت أروي مفزعه وهي تنهج بشده شربت بعضا من الماء الموضوع علي رأس الطاولة الصغيرة بجوار الفراش ، ونظرت للساعه بجوارها فوجدت انها مازالت الثانية عشر من منتصف الليل فأمسكت بهاتفها وبدأت في تصفح موقع التواصل الإجتماعي


فكتبت علي موقعها 


(( للنفس آفاق ووديان ولعله في وادٍ غير واديك ،فأين أنت يا من تركني ورحل ، حطمت قلبي برحيلك .))


❈-❈-❈


وقعت علي الأرض وظلت تبكي وتصرخ بأعلي صوتها وهي تناديه وتقول 


(( لن أعفو عنك صدقني لن اسامحك ما دمت حيه))


فوضع كفه علي فمها حتي لا يستمع احد لصوت صراخها وهو يحدثها قائلا


(( عند الله تجتمع الخصوم لا أريدك أن تعفو عني بل أريد أن أجتمع بك .))


أقترب منها وبدأ في تمزيق ملابسها وهو لا يبالي بصراخها واخذ يقبلها بقبلات متفرقة وهي تبكي وتتوسل أن يبتعد عنها ولكنه أبي أن يتركها فانتهكها بغير وجه حق ، وبعدما انتهي منها ضمها لصدره وهو يبكي ويحدثها انه السبيل الوحيد لجمعهم ، فأخذت تبكي بألم وتشهق بقوه فهي تشعر بالآلام المبرحة تغزو روحها وقلبها بقوة فالالم النفسي كان أصعب وأشد من إحساسها بالآلم الجسدي ،فقال بنبرة حزينة


(( أعلم بأنني أخطأت ولكني سأصلح خطئ)) 


فتلقي صفعة قويه علي وجهه وتتبعه عدة ضربات علي صدره وهي تبكي وتدعوه بالمغتصب اللعين .


يتبع