-->

رواية وصمة عار - خديجة السيد - اقتباس الفصل السابع عشر

رواية وصمة عار 
بقلم الكاتبة خديجة السيد


رواية وصمة عار 

اقتباس


في الخارج في منتصف الطريق كان ليام يجذب اليزابيث بقوه نحوه منزله الصغير الذي لا يبعد عن منزل شويكار سوي أمتار قليلة... فهو في لحظات تحول ليام وكان رجلا آخر ،منعدم الرحمة و الإنسانية أكثر توسلته كم من مرة أن يتوقف و يتركها ترحل بسلام لكنه لم يرد عليها بالطبع.. تعبت من السير والحديث إلى درجة أن حركتها انشـ..ـلت ،ضحكَ ليام ضحكةً مستفزة وقال لها وهو يميل متكئا عليها بسماجه


= لما توقفتي يا حلوتي، اسرعي حتى نصل الى المنزل قبل غروب الشمس لدينا يوم طويل 


ثبتت قدمها بالارض بالقوه وهي تحاول سحب يديها منه وتـ..ـصرخ فيه لتسقط بالأرض بقوة... ودفعته عنها بعصبية وبصوت جامد قال ليام بسخط


= توقفي .. توقفي عن التصرف بجنون هكذا ، أذية نفسك ليست الحل .. صدقيني أنني ارغب و بشدة بسلـ.ـخ جـ.ـلدك عن جـ.ـسدك و لكنني مكبل انا الآخر حتي لا اندم بعد ذلك .. لكن صدقيني ارغب باذيتك، لذلك اليزابيث .. لا تستفزيني اكثر من هذا و توقفي .


ظهرت ملامح الغضب ممزوجة بالاشمئزاز منه جلية على وجهها.. لتهتف بصوت اجفله على صوت خشن ارتجت لشراستها


= مهلاً أقلت تندم! هل شخص مثلك و مثل شويكار لديكم احاسيس و ضمير مثل باقي البشر.. ههه لا تقولها أنا أشك بالتاكيد في ذلك .. 


تابعت حديثها اليزابيث بصوتٍ مشبع بالقهر


= حتى تشعر بشيء و لو بسيط مما أشعر به فيجيب أن تسير وسط الجميع وفي رقبتك سكين حاد وتـ.ـنزف الـ.ـدماء بغزارة.. مثل ما انا أشعر بالضبط؟ فأنا مـ.ـذبحة، كلما حاولت ابتعد عنكم هاربة ترجعوني بالاجبار مره اخرى لاجل مصالحتكم ... 


في حين بقيت اليزابيث ثابتة وهي تبصر ذلك اللهيب المتوقد بعينيه المصوبتين نحوها بينما يهتف فيها أمرًا بتسلط


= توقفي عن الحديث وتحركي امامي حتى لا اؤذيـ ـكٍ بطريقه صعبه لم يتخيلها عقلك 


رفعت اليزابيث وجهها متغضنة الملامح له ثم اجابته على الفور بانفعال مدافعة 


= اذن دعني انا افعل ذلك نيابة عنك .. دعني اتكفل بأن انتقم لك من نفسي حتى يخمد غضبك .. اسلـ.ـخ جـ.ـلدي كما تريد أن تفعل و ربما هذا يشفى غضب من نفسی و کره لكم جميعا


تبسم ليام بنفس النظرات الجليدية وقال بنبرةٍ ناعمة مستمتعة


= تعلمي يجب ان اشكرك على تمردك مع مدام شويكار لانها سمحت لي لاول مرة في حياتها بأن تعطيني فتاه لي! و لي حظي السعيد اوقعني في الإختيار معكٍ انتٍ أوعدك بأنكٍ ستسـ.ـتمتعين بتلك الليلة معي


صمتت قليلاً قبل أن تنفجر بالضحك بطريقه هستيريه عدة دقائق وهو يقف يراقبها بعدم فهم وغيظ بينما صدح صوتها صارخة في المكان يرج الجدران وهي مازالت تضحك بانفعال شديد 


= هههه انتظر لحظة ماذا قلت؟ هههه لا أصدق هذا الكلام؟ ليام أنا كنت أعتبرك مثلك مثلنا مثل بقية الفتيات اللواتي يعيشون بالإكراه في المنزل ، لأن هذه هي الحقيقة وفي الواقع؟؟ أنت مثل الفتيات عندي شويكار ، تقوم بتحركها كما تريد وتنفذ طلباتها دون نقاش .. يا رجل أنا أحيانًا أعتبرك شخصًا أخرس، لا يمكنك التحدث لذلك لا تعارضها أبدًا .. والجميع يفعل ما تؤمر به خوفًا منها وأنت أيضًا .. فإذا كانت الفتيات تبـ.ـيع أنفسهن لإرضاء الرجال فأنت يا ليام تفعل الشيء نفسه ، ولكن في بطريقة مختلفة ...


توحـ.ـشت ملامح ليام وهو يستمع إلى كلماتها، لتنهض ثم انفرجت شفتها بابتسامة متهكمة باستفزاز وهي تقول مستنكرة 


= هههه ، لا ويقول إنه فاز بليلة مـ.ـعي ، وهو في الأساس لا يعتبر رجلاً! ماذا؟ لماذا تنظر الي هكذا؟ هل قلت شيئا خاطئا؟ بل هذه هي الحقيقة وأنت تعرفها جيدًا. أنتم جميعًا رجال ونساء تسكنون في ذلك المنزل وتبيعون أنفسكم دون أي ثمن إلي شويكار... على الأقل أنا أحاول الاعتراض ، رغم أنني أفشل في كل مرة.


رفع وجهه وكان كل ما فيه متشنج وجميع كلماتها التي قالتها باستفزاز معتمدة بوجهه ترن في أذنه بقسوة.. زمـ.ـجر فجاه كزئير الأسد زئير ذكر مسيطر وتلقت ضـ.ـربة في مكان يؤلمه للغاية... فوق وجـ ـنتيها و تراجعت اليزابيث المشدوهة بنظراته للخلف ولوهلة تلبسها خوف من مظهره ومما ظهر عليه بشكل يخالف طبعه الغامض الذي لا يمكن لأحد أن يجعله يقلق أو يضطرب..


كانت عروق رقبته بارزة بشكل مـ.ـرعب وعادت اليزابيث ببطء بخطوات مخيفة وهي تراه يتنفس بغضب و أنفاسه مسموعة وصـ.ـدره يرتفع ويهبط بشدة وظهرت حبات من العرق على جبهته من شدة غضبه فنظر إليها بعيون متلألئة ويقول بصوت خفيض بابتسامة مشبوهة


= حقًا لا تريني رجلا؟ حسنا ساريكٍ 


❈-❈-❈


اشتد ليام اقترابه منها و عينيه تتوعد لها بالعذاب المرير , عادت بخطوة الي الخلف و هي تحاول تبرير موقفها بتلك الشفاتين المرتجفتين ولكن في لمحة البصر , كان كفه الضخم قد سكن علي وجـ.ـهها بلا اي رحـ.ـمة تلك الصفعة القوية ألقت بجثتها علي الارض بقوة..من الألم القاتل لم تستطع الصراخ او حتي طلب النجدة فهي بالأساس بمفردها معه بالشارع بتلك المنطقه المقطوعة..


تأوهت بأنين صامت تصرخ بألم بداخلها عندما شعرت بيده تقبض علي شعرها بعنـ.ـف و تديره ناحيتها لكي تقابل عينيه المظلمة نظرت اليه توقع ليام بأن نظراتها ستكون استنجاد نفسها منه بعينين متألمة وندم علي قولها الوقحة.. لكن تفاجأ بأنها تبتسم بسخرية وثبات وهي تبصق علي وجهه باشئمزاز وهذا جعل الغضب داخله يتضاعف حجمه أكثر ، صرخ بها بالاهـ.ـانات و السب و اخذ يلعن بها بأبشع الألـ.ـفاظ والعبـ.ـارات..حاولت اليزابيث تملص نفسها منه بين قبضته يده لكن كيف لهذه العصفور الهروب من قبضة الاسد في وقت ثوره !


اسرع بصـ.ـفعها بيده من العديدة من الصفعات غير مراعي مدي تأثر جـ.ـسدها بتلك الضـ.ـربات العـ.ـنيفة , انها حتي لا تجد وقت للدفاع عن نفسها و مصارعته كما يصارعها.. اكتفيت بالصراخ المتواصل تلك المسكينة وهو ظل يعنفها حتي كاد يكسر عظـ.ـمها بكثرة ضـ.ـرباته بقبضة يد.. 


حتى بدأت تنـ.ـزف الدمـ.ـاء من وجهها بشده وسقطت بالأرض الصلبة تحاوط جـ.ـسدها بذراعيها كحماية و عينيها تدمع دماء من اثر كثرة الكدمات علي وجهها ، وثغرها يتأوه و يطلق "آه" صغيرة تزعج اذنيه.. لكن مع كل ذلك استمر بالضـ.ـرب المـ.ـبرح دون عطف! ليرفع قـ.ـدمه يضـ.ـربها بقوة وعـ.ـنف نحو بطـ.ـنها لقد جن بالفعل وشعر أنه ينهار وتسحب روحه ببطء وهو يشعر بطاقة تتضعف رغم قوته 


القي علي وجهها صفعة عنـ.ـيفة مره أخري لا تعرف عددها لكن لم تكن هناك اي وسيلة تدافع عن نفسها وبدأ جـ.ـسدها يهتز بضعف شديد بانهيار واستسلام تام واعاد هو ضـ.ـرباته لها بعـ.ـنف اكبر , لكماته لا تتوقف بل تتضاعف يخرج كل طاقته عليها وهي صمتت بعجز ويأس تتنمي أن يخلصها من ذلك العذاب ويأخذ روحها..!!! 


❈-❈-❈


علي الجانب الآخر كان زين يسير بالسيارة بتركيز و ادم يجلس بجانبه بهدوء لكنه فجاه عقد حاجبيه بدهشة عندما سمع صوت صرخات متألمة تأتي من شارع جانبه! وعندما مرت السياره ببطئ بجانب الزوايا قد لمح ادم شخص يلوي ظهره ويعنف احد بالارض لكن لم تكن الصورة واضحة أمامه... نظر إلي زين وقال بصوت حازم 


=زين توقف بسرعه هنا؟ 


يتبع...