رواية جديدة للقلب أخطاء لا تغتفر آية العربي - الفصل 1
رواية للقلب أخطاء لا تغتفر
بقلم الكاتبة آية العربي
رواية جديدة
للقلب أخطاء لا تغتفر
الفصل الأول
( ماضِ حاضر)
نسجتُ محبتى وعشقي لكَ بعنايةٍ كبساطٍ متينٍ غزلتهُ بســ.كينتى فجاء طوفان غدركَ ونقضَ عُقدة النِهاية فأحله وجعله خيوطاً هاوية .
آية العربي
❈-❈-❈
في تلك المدرسة الخــ.اصة وفي أحد صفوفها وتحديداً الصف الأول .
تقف هى بملامحها الجميلة التى تشبحت بالحزن والسكون فلم تعد تسمع قهقهاتها البريئة وباتت فقط تبتسم لأجل هؤلاء الصغار
تقف أمام سبورتها السوداء كقلوبٍ عاشــ.رتها تخُط بعض الكلمات بالطباشير الأبيض الذى يُنحت من صــ.لابته ويتآكل ليظهر كلماتٍ كُتبت بقلبٍ ممــ.زق على هذا اللوح الفحمى ...
فبرغم التقدم التكنولوجى القائم في المدرسة إلا أنها لا تحبذ استخدام شاشات التعليم الإلكترونية .
وتشرح مع كل كلمة تخُطها معناها وخلفها الأطفال الذين يعشــ.قونها ويستمعون لها بحب ولما لا وهى تتسم بالحنان واللين والنعــ.ومة برغم كل ما مرت به .
التفتت تطالعهم جميعاً وها هى للمرة التى لا تعلم عددها تلتقى عيناها بهذا الطفل الوسيم الذى يجلس في المقعد الامامي ويبتسم لها .
للمرة المليون او اكثر ترى نفس النظرة في عيناه ... نفس الملامح الوسيمة ولكنها أكثر براءة على عكس شبيهتها المستذئبة ..
وحتى الابتسامة هى نفسها حيث يميل بجانب فمهِ محدثاً فوضى عارمة داخــ.لها ... في كل مرة ينظر لها ويبتسم تقسم أن قلبها الخائن ما زال ينبض بإسم والده .
تنهدت بعمق وحاولت إبعاد نظرها عنه إلا أن هذا الصغير لم يرأف بقلبها حيث أردف ببراءة يتسائل عن احدى كلمات القصة الكرتونية التى لم توضح معناها _
يعنى ايه خذلها يا مس ريتان ؟
أغمضت عيناها وأعادت التنهيدة بشكلٍ أقوى ثم طالعته بعيون التمعت وحاولت التحدث بتروى قائلة _
يعنى مثلاً زى ما انا اكون بحبك جداً وزمايلك كلهم عارفين انى بحبك واقولهم إن مروان شاطر جداً وعمره ما يزعلنى وفجأة انت تيجي اليوم التانى معملتش ال homework ... وقتها تفتكر انا هحس بايه ؟ ... خصوصاً انى مدحتك قدام the classroom كله ؟
تبدلت ملامح الطفل ببراءة ووقف يردف مؤكداً _
بس انا عمرى ما اعمل كدة يا ميس ... انا بحبك وعمرى ما أزعلِك منى ابداً .
طالعته بعمق لثوانى وعُقد لسانها ... أصبحت أنفاسها ثقيلة لذلك لم تستطع إكمال حصتها فقالت قبل أن تغادر الصف _
هناخد break .
قالتها وتركت الأطفال مع المساعدة التى تعمل معها واندفعت للخارج لتهدأ قليلاً وتعود أقوى ..
❈-❈-❈
في شقة بسمة شقيقة ريتان .
تجلس مع والدتها حياة التى أتت لزيارتها للتو لترى حفيدها التى تشتاق إليه
بينما تردف بسمة بتســ.لط _
أنا مبقتش عايزة أجيلكوا تانى يا ماما ... أنا عايزة أفضل قاعدة في بيتي واللى عايزنى يجيلي .
تنهدت حياة مردفة بتروى _
يعنى ينفع كدة يا بسمة ؟... ينفع عمايلك انتِ واختك دي ؟... دانتوا اختين يا بنتى مش كتير على بعض ... وبصراحة كل مرة تبقى انتِ اللى مزوداها ... اختك بتحب ابنك وبتنصحك لأنها أكبر منك وفاهمة .
احتقن وجه بسمة ونظرت لوالدتها قائلة بتهكم وغطرسة _
انا عارفة إنك هتقولي كدة ... إنتِ شيفانى غلطانة وبابا شايفنى غلطانة ... واجي اتكلم مع بهاء يقولي معلش اختك ... وهى الملاك اللى مستحيل يغلط !... يعنى مافيش أبداً احتمال إنها ممكن تكون متعمدة تعمل كدة علشان تقل منى قدامكوا ؟
هزت حياة رأسها تردف بثقة _
مستحيل طبعاً يا بسمة ... اُختك مستحيل تعمل كدة ... اختك يا بنتى ولا في دماغها أصلاً ... كفاية عليها اللى هي فيه ... كفاية يا حبيبتى نظرة الحزن اللى مبتفارقش عيــ.نيها ... خليكي حنينة معاها يا بسمة وريحى قلبي وقلب أبوكى .
نظرت للبعيد تردف بلا مبالاه _
هى السبب في حزنها ... والا حد كان ضربها على ايــ.دها ؟ ... كل حاجة تمت بموفقتها يا ماما جاية ليه دلوقتى وبتشتكى ؟... كل واحد مسئول عن قراراته ..
نظرت لوالدتها تتابع بفخر _
عندك انا اهو صحيح مكانش في دماغى تعليم وقولت أي كلية وخلاص بس لما فكرت ارتبطت فكرت في الانسان الصح اللى عارفة ومتأكدة أنه راجل وهيصون عشــ.رتى ... وبعدين كل واحد بياخد اللى يستاهله .
طالعتها حياة بقلة حيلة ثم وقفت وتناولت حقيبتها تردف بحزن _
أنا همشي ... سلمى على بهاء وابقى بــ.وسيلي ياسين لما يصحى .
تمــ.سكت بيــ.د والدتها تردف بتمسكن _
لاء يا ماما مش هتمشي زعلانة منى زي كل مرة بسبب ريتان ... وبعدين يعنى معقول ياسين موحشكيش ؟
زفرت حياة وجلست مجدداً ثم ابتسمت وأردفت _
وحشنى أوى ... انا أصلاً جاية علشان أشوفه .
أومأت تردف _
تمام يا ست ماما ... مهو أعز الولد ولد الولد بردو ... وبعدين ماهو حفيدك الغالى الوحيد .
تنهدت حياة تومئ لها بهدوء وهى تفكر في أمر ابنتها الغالية ريتان وكيف تصلح بين الأختين هى تعلم جيداً أن إبنتها الكبرى متفهمة والصغرى متمردة تقلب الموازين ولذلك دائماً مقتنعة أن ريتان عليها المحتمل .
❈-❈-❈
في قصر سالم
وتحديداً في إحدى أجنحة القصر التى تبدو كشقة صغيرة حيث بنى ليضمن خصــ.وصية كل فرد من أولاده .
في تخت مراد الذى استقيظ لتوهِ فلم يجد حبيبته بين ضــ.لوعه كعادته .
تفاجأ ورفع جــ.سـده قليلاً يبحث بعيناه عنها فوجدها جالسة متكورة على نفسها تجلس على الأريكة الدافئة تحتــ.ضن الوسائد وتندمج مع هاتفها مبتسمة وجاهلة عن عــ.يناه التى تطالعها بحب .
أردف بنبرة حنونة _
يعنى ينفع كدة تسيب حبيبك وتقوم يا بطل ؟
رفعت انظارها إليه تطالعه بابتسامة صباحية أشرقت يومهِ ثم وضعت الهاتف جانباً ووقفت تتجه إليه وتدنو منه تُقــ.بل شــ.فــتيه بحب ثم اعتدلت تردف _
صباح الخير يا مرادى ..
مد يــ.ده يســ.حبها إليه بحنو ويمددها على الفراش مجدداً ثم حاوطها بذ راعه مردفاً بحب _
مش هتضحكى عليا يا كاري ... ليه قومتى من جنبي ؟ ... مش إحنا اتفقنا بليل إنى مش هروح الشركة وهنــ.نام سوا براحتنا ؟ ... مش كنتِ زعلانة إنى بمشى وانتِ نايمة ؟
ابتسمت له ثم مدت يدها تتحــ.سس إنتفاخ بطــ.نها اللذيذ مردفة بنعومة وهدوء _
أيوة حصل بس إبنك كان ليه رأي تانى ... عمال يجرى شمال ويمين ومعرفتش أنام ... يرضيك كدة !.
نظر لموضع حملها الثانى ثم نظر لمقلتيها يردف مبتسماً بسعادة _
كدة بقى مقدرش اتكلم ... انتِ عارفة أن ميزو نقطة ضــ.عفي هو وبيري .
مدت يــ.دها تعبث بخــ.صلاته الغزيرة مردفة بحب ونعومة _
هنسميه حمزة فعلاً ؟... تفتكر عمو سالم ميزعلش؟
تنهد وأردف بتروى _
بالعكس ... وبعدين أنا عايز افرح قلب اخويا اللى كان سبب في جوازي منك يا كاري ... وأكيد لما أسمي ابنى على إسمه هيفرح .
اومأت مؤيدة ثم حاولت القيام فثـ.بتها يطالعها بمكر مردفاً _
على فين ؟ ... النهاردة مافيش قيام من حضــ.نى ..
ابتسمت له ثم أردفت بتروى وحنو _
طيب هقوم أنزِّل بيري لماما صفية واعتذر من آية لأنى قفلت معاها فجأة ... وارجعلك علطول .
ضيق عيــ.ناه يردف متسائلاً _
آية مين ؟ ..
طالعته بتعجب مردفة _
معقول يا مراد نسيت ؟ ... آية العربي كاتبة الروايات اللى اتعرفت عليها على الميديا ... مش أنا حكيتلك عنها .
أومأ متذكراً ثم أردف وهو يستند على وسادته ويســ.حبها إليه مجدداً كأنه لا يود تركها أبداً _
أيوة أفتكرت ... اللى انتِ بتحبي روايتها صح ؟
أومأت تردف بحماس _
جداً ... روايتها هادية والبطل دايماً حنين ... بس فيه رواية جديدة واضح إن البطل عامل عاملة سودا .
ثم نظرت له واسترسلت بفخر وهى ترفع رأسها بشموخ _
وعلى فكرة إسم البطلة كاري .
ابتسم يقــ.ترب بوجه منها ثم أردف مدللاً _
أحلى كارى ... والبطل ؟ ... أكيد مراد صح ؟
ضحكت بخفة تطالعه بحب وتهز رأسها مردفة _
لاء ... تقريباً إسمه نادر .
طالعها بتــ.ملك وأردف بغيرة وحب _
نادر ؟ ... ازااااي ! ... لااا ... تكلميها حالاً تغيره ... بما إن أسم البطلة كارى يبقى لازم البطل مراد ... معروفة يعنى ... أسم كارى مرتبط بأسم مراد سواء حقيقة أو خيال .
ضحكت عليه ثم مالت تعانــ.قه وتشدد من ضــ.مها له مردفة بحب _
هقولها يا حبيبي ... وبعدين هو في أحلى من إسم مراد ... ده الاسم وصاحبه قاعدين في قلبي ومربعين .
ربت بحنو عليها ثم دنى يقبــ.ل جبــ.ينها بحب ويردف داعياً _
ربنا يخليكي ليا انتِ وبيري وميزو اللى جاي في السكة ده .
بادلته تبتسم بنعــ.ومة وحب مردفة _
ويخليك ليا يا حبيبى .
❈-❈-❈
في جناح فريد
استيقظت شيرين من نومها تتحــ.سس مكان فريد فلم تجده ... يبدو أنه غادر مبكراً ولم يوقظها كعادته .
التقطت هاتفها وهى تئن من حمــ.لها في الشهور الوسطى وهاتفته فأجاب وهو يقود مردفاً بحب _
صباح الخير يا شيري ... عاملة اية ؟
أردفت بعتاب وترقب _
نزلت ليه يا فريد من غير ما تصحيني ؟ ... مش قولتلك صحيني نفطر سوا ؟
أردف بشرود وهو يقود _
معلش يا حبيبتى تتعوض لأنى متأخرش على الشركة وكمان انتِ كنتِ تعــ.بانة بليل وقولت اسيبك ترتاحى .
زفرت وأردفت وهى تفرك عيــ.ناها _
تمام يا فيرو ... ابقى طمنى عليك ومتتأخرش يا فريد في الرجوع هستناك .
اغلقت معه وتنهدت بقوة تفكر ... بدأت تتغير معاملة فريد لها منذ أن أصبحت حــ.امل .
باردٌ قليلاً واصبح لا يبالي بأمرها مثل السابق ... ترى هل حدث هذا بسبب حــ.ملها واجــ.هادها ونــ.ومها معظم الوقتِ أم هناك سبب آخر ؟
زفرت وقررت الترجل لتنزل إلى الأسفل كي تضيع الوقت قليلاً مع كاري وصفية .
❈-❈-❈
مساءاً .
في فيلا سناء
ذهب إليها حمزة ليخــ.رج مكنونه معها كعادته بعد أن أوصل صغيره وانهى أعماله .
رحبت به بحنو فهو الأقرب إليها من بين أشقائها بالرغم من أنها تحبهم جداً وكذلك هم
جلست تطالعه بتمعن بينما هو التفت بانظاره يبحث عن توأمها مردفاً_
سليم وتقى فين يا نونا ؟
أشارت بيدها عبر الدرج تردف _
كل واحد في أوضته ... بيحضروا دروس أون لاين .
أومأ متفهماً وشرد يتنهد بقوة ...
مدت يــ.دها تربت على كفه مردفة بحنو _
مالك يا حبيبي .
صمت لثوانى ثم أردف متألماً كأنه يحدث نفسه _
مُقيد يا سناء ... كالعادة حاسس إن رجــ.ليا الاتنين مكسورين مش عارف اتقدم خطوة واحدة ... بطلبها من ربنا كل يوم ... بترجاه يردهالى والمرة دي عمرى ما هتخلى عنها تانى أبداً ... بس واضح أن هيفضل الحبل ملفوف حوالين رقــ.بتى لحد ما تتــ.قطع ... تعبت يا سناء تعبت .
أردفت بلهفة وحنو وهي تتقدم منه أكثر _
بعد الشر عنك يا حمزة ... متقولش كدة يا حبيبي ... فكر في مروان مين هيعوضه عنك ... فكر فيا أنا هعيش إزاي أنا وأولادى من غيرك ... دا أنت أحن واحد عليهم ... موضوعك محتاج صبر ... أوعى تيأس هتتحل .
هز رأسه يردف متألماً _
ازااااي ... سنين بحاول احلها ... معقول كل ده ولسة مدفعتش تمن اخطائي ؟ ... أنا مبقتش عارف اتخلى عن الوجــ.ع اللى جوايا ... مش متخيل أصلاً الفرحة تجيلي ... كأن الوجــ.ع صاحبنى وحلف ما يسيبنى غير في النهاية .
نظرت إليه متــ.ألمة من أجله ... ليتها تستطيع مساعدته ... يقدم للكل الحنو ويربت على قلوب من حوله ولا يستطع أن يربت على قلبه ..
نظر لها متعــ.مقاً يردف بحــ.سرة _
لو بس تديني فرصة ... لو تديني أمل واحد بس هيقويني ... أمل واحد بس منها هيبقى هو ســ.لاحى ..
أردفت سناء بتروى _
هى بردو غصب عنها يا حمزة ... هي مختلفة وانت حبيتها علشان هي مش زي غيرها ... لو بصينا من وجهة نظرها هنلاقي معاها حق جداً ... مش كل اللى حبوا طالوا يا حمزة ... ورجالة كتير افترقوا عن احبابهم وكملوا حياتهم عادى والحياة بتمشي .
هز رأسه يردف مستنكراً _
ممشتش ... واقفة يا سناء ... حياتى واقفة ... أيوة هى مختلفة في كل حاجة ... حتى حبها مختلف ... حتى عذااااب حبها حلو ... مختلفة لدرجة إن ختمت على قلبي ملــ.كيتها ...
أومأت متذكرة تردف لتهون على قلبه المعــ.ذب _
كنت هنسى ... مش أنا حلمت بيك ؟... حلمت بيك انت وريتان .
تنبه وطالعها متلهفاً يردف _
ازاى ... احكيلي ؟
سحبت نفــ.ساً قوياً وبدأت تسرد قائلة _
مش عارفة بس كنتوا معزومين عندى هنا ... انتوا الإتنين بس ... وأنا فرحانة جداً انكوا أخيراً اجتمعتوا ... وكانت بتبصلك بحب وانت ضحكتك كانت مالية الدنيا .
إبتسم يرسم عقله حلم شقيقته ثم اردف بتساؤل _
يعنى كانت مبسوطة ؟
أومأت مؤكدة ثم تمــ.سكت بكفه تردف بأمل _
أنا حاسة إن الحلم هيبقى حقيقة قريب ... بس انت حاول يا حمزة ... حاول تلاقي حل .
زفر بقوة يومئ ثم توقف قائلاً _
لازم أرجع ع الفيلا علشان مروان ... خلى بالك من نفسك ولو احتجتى أي حاجة كلميني .
ابتسمت له تردف بحنو _
تسلم يا حبيبي ... سلملى على مارو كتير وبــ.وسهولي .
ودعها وتحرك للخارج يستقل سيارته ويرتدى قناع الثبات والجمود مجدداً ويغادر ... هنا فقط يظهر ضعفه .
❈-❈-❈
في جناح حمزة .
يجلس مروان في غرفته وحيداً ينتظر والده الذى تأخر قليلاً ... هذا الصغير الذى نعم بحنان الجميع وحبهم إلا تلك التى تقطن في الغرفة المجاورة والتى لا يعتاد عليها أبداً ولكنه تحرك بعفوية ليسألها عن والده .
طرق باب الغرفة فسمحت للطارق أن يدلف .
لف المقبض وفتح بحذر يطالعها بتعجب حيث كانت تتابع أعمالها على اللاب توب الخاص بها مستندة على الفراش بعقلٍ واهتمام مبالغ فيه لذلك الجهاز ... حتى أنها لا تكلف نفسها الإلتفات والنظر لهذا الصغير الذى يطالعها بترقب .
تقدم بخطوات متمهلة يردف ببراءة _
مامى ؟ ... ممكن تكلمى بابي لأنه اتأخر ؟
لفت نظرها له للحظة ثم عادت تكمل ما تفعله مردفة بنبرة مفتقدة للحنان _
اوكى يا مروان روح على اوضتك وانا هكلم بابي دلوقتى .
تحرك الصغير مسرعاً عائداً إلى غرفته بينما هى اندمجت في المحادثة التى كانت تجريها مع مستثمرين شركة أجنبية جديدة لتعقد معهم صفقة تضمها إلى قائمة صفقاتها متناسية تماماً مهاتفة حمزة كما طلب منها الصغير .
بعد نصف ساعة وصل حمزة إلى جناحه واتجه على الفور إلى غرفة صغيره الذى ينتظره ثم دنى يعــ.انقه ويردف معتذراً _
حبيبي أنا أسف اتأخرت عليك ؟
بادله الصغير العــ.ناق باشــ.تياق وتساءل ببراءة _
هى مامى كلمتك ؟ ... أنا روحتلها وطلبت منها تكلمك لإنك اتاخرت عليا .
تنهد بضيق ثم زفر يطالع صغيره بحنو وأردف _
حقك عليا يا مروان ... أنا كنت عن عمتو سناء وهى بتسلم عليك جداً ... وكمان طلبت منى اديك بــ.وسة كبيرة .
تبع كلامه بقــ.بلة عميقة يطبعها على وجــ.نته فضحك مروان يردف _
وشوفت سليم وتقى ؟
هز رأسه يردف بأسف _
لا ... كانوا ناييمين ... يالا احنا كمان نختار قصة حلوة نقرأها وننام !
أومأ الطفل بحماس فتساءل حمزة بترقب _
غسلت أسنانك يا بطل ؟
أومأ الصغير فتابع حمزة _
تمام أنا هروح اغير هدومى واغسل وأصلى وارجعلك علطول .
❈-❈-❈
في منزل حمدى الفولي .
تجــ.لس ريتان تتناول العشاء مع والدها ووالدتها .
أردف حمدى بارهاق _
النهاردة اليوم كان متعب أوى ... سالم بيه وصفية هانم كانوا عند قرايبهم في الاسكندرية ... المشوار كان صد رد علشان كدة حاسس جــ.سمى كله مكسر .
أردفت جميلة بحنو _
اتعشى واقوم ارتاح يا حمدى ... كتر خيرك المسافة طويلة عليك ... كان سالم بيه اخد منك العربية وساق هو .
ابتسم حمدى بهدوء يردف بتعجب _
ازاي بس يا جميلة ... مينفعش أكيد ... ده شغلى ... وبعدين مها هانم .
قاطعه وقوف ريتان تردف بهدوء _
الحمد لله ... عن اذنكوا أنا هدخل اوضتى لأن ورايا دروس لازم احضرها .
تركتهما وأسرعت إلى غرفتها عندما شعرت أن حديث والدها سيأخذ منحنى لا تريده ... لقد اغلقت اذنها عن سماع اخبار تلك العائلة منذ زمن ... وخصوصاً حمزة وزو جــ.ته .
دلفت غرفتها تتنفس بقوة لتهدئ من قلبها المتهالك ... اتجهت لمكتبها وجلست هى تخرج دفتر التحضير الخاص بها واسرعت تندمج في عملها كي لا تسمح لعقلها التفكير فيه .
❈-❈-❈
في اليوم التالى صباحاً في المدرسة بعدما أوصل حمزة صغيره واتجه إلى شركته .
بدأ اليوم الدراسي ثم اتى موعد الاستراحة فأسرع الاطفال إلى حديقة المدرسة المجهزة بأنواع كثيرة من الألعاب .
كانت تقف ريتان تتحدث مع كاري عبر الهاتف وعيناها تتابع الأطفال بانتباه ..
أردفت كارى بعد حديث دار متسائلة _
شوفتى حمزة النهاردة ؟
غضــ.بت ريتان وأردفت بحدة _
كارى انتِ ليه مصممة تزعليني منك ؟ ... قولتلك لو هنتكلم يبقى نمحى تماماً السيرة دي .
أردفت كارى بتمهل _
يابنتى اهدى ... أنا كنت بسأل سؤال عادى مش أكتر يا ريتان ... بس عصــ.بيتك دى انا فهماها كويس..
لم تهدأ بل انفعلت اكثر لا تريد ان يفهم احد عليها ولا اي أحد لذلك اردفت بقوة _
عصــ.بيتى لانك مستهونة بالوضع يا كارى ... ياريت تفهمى ده كويس .
فجأة سمعت سقــ.وط احدهم وتبعه بكاء صغير التفتت لترى قبل أن تشهق وهى ترى مروان قد سقط من على إحدى الألعاب .
عصف قلبها وركضت إليه تلتقطه مردفة بقلق ولهفة وهى على وشك البكاء خصوصاً بعد رؤيتها للدماء تنزف من ركبته _
يا حبيبي أنا أسفة ... أسفة بجد يا مروان .
كان الصغير يبكى متألماً فاسرعت تدلف بيه لتسعف قدمه وتركت الاطفال للمساعدة بعدما انبهتها .
❈-❈-❈
في وقتٍ لاحق
اتجه مسرعاً إلى مدرسة صغيره بعد أن أتاه اتصال يستدعى حضوره .
ركض متلــ.هفاً عليه فوجده يســ.تكين في حــ.ضن من تمناها ويتمناها وسيتمناها دائماً إلى أن تصبح له .
زفر بقوة وارتياح وهو يراه بخير أمام عينه .
رآه مروان فأردف بسعادة _ بابي ؟
نغزها قلبها الذى عصف بقوة وهى ترفع انظارها لتتلاقى العيون لثوانى قبل ان تقف وتساند الصغير وتتجه اليه مردفة تخفي مشاعرها ونبضاتها بكل براعة تدربت عليها لسنوات _
الحمد لله جت سليمة يا حمزة بيه .
شرد فيها وفي ثباتها وشموخها ... متى ستلين وتعفو ؟... متى ستعطى هذا العشق فرصة .
ابتلع لعــ.ابه ثم نظر لصغيره ودنى منه يردف بترقب وهو يتحــ.سس ركبته _
إيه يا حبيبي انت كويس ؟ ... فيه حاجة بتوجــ.عك ؟
هز الطفل رأسه ونظر لريتان يردف بحب طفولي وتعلق _
لاء يا بابي مافيش وجع ... مس ريتان عالجتهالى .
تنهد بارتياح وحمل صغيره ثم اعتدل يطالعها بعيون متفحصة ... ينظر في مقلتيها بعمق يبحث عن الحب الذى كان يراه في الماضي ولكنها قطعت وصلة تفحصه وأسرعت تنظر للصغير وتبتسم له بحنو مردفة بثبات ظاهرى لتثبت له صــ.لابتها _
مروان هو اللى شاطر ... مس ريتان معملتش حاجة .
أردف حمزة بصوت متحشرج تأثراً بكل ما فيها _
شكراً يا ريتان .
نظرت له بقوة وأردفت بجدية _
مس ريتان لو سمحت ... وانا معملتش غير واجبي ... وياريت يرتاح بكرة .
هز مروان رأسه وأردف باصرار _
لا يا مس أنا كويس وهاجى علشانك .
في كل مرة تدعى الصــ.لابة يصمم هذا الصغير على أن تجــردها امامه .
ابتسمت له بحنو واردفت بهدوء _
تمام يا مروان ... هكون في انتظارك يا حبيبي .
عادت بنظرها اليه فوجدته يطالعها بعمق .
كاد أن يتحدث ولكن قطع حديثه دلوف زميلها كريم يردف بترقب وعلى غير عادة .
ريتان ممكن تيجي معايا ثوانى ؟
مالت براسها قليلاً حيث يقف حمزة يخفيه عنها ... طالعته بضيق فهى لا تحب أن يناديها أحد بإسمها مجرداً هكذا .
بينما تحرك حمزة قليلاً ليسد عنها رؤيته والتفت يطالعه بضيق وهو يحمل صغيره .
ابتعدت عن مستواها بتعجب من فعلته ونظرت لزميلها تردف بجدية _
خير يا مستر كريم ؟
تقدم كريم منها ثم هز رأسه يرحب بحمزة الذى بادله بنظرت نارية غاضبة بينما هو لا يبالي وتقدم يقف أمام ريتان مردفاً _
لو ينفع بس تديني من وقتك دقايق وتيجي معايا القاعة ... الأولاد حرفياً كلهم عايزينك .
وقف حمزة يتابع متناسياً مكانه بينما هزه مروان يردف بعفوية _
بابي إحنا مش هنروح ؟
تنبهت ريتان لوجود حمزة وكذلك كريم الذى التفت يطالعه بتعجب بينما أردف حمزة لطفله بتساؤل وهو ينظر لكريم نظرات نارية _
مارو حبيب بابى إيه رأيك لو تكمل يومك مع مس ريتان وأنا هقعد هنا استناك ؟... هتقدر ولا عايز تروح ؟
أهتز الصغير بسعادة يردف بحب _
أوكى يا بابي هقدر .
أنزله حمزة يردف وهى يتطلع على عين ريتان بحب وغيرة _
تمام .
قفز الصغير إليها يردف بتعلق _
يالا بينا يا مس نكمل ؟
تنهدت تنظر لكريم بأسف مردفة _
معلش يا مسيو كريم أنا بعتذر مش هينفع لأن عندى حصة دلوقتى .
تناولت كف الصغير وعادت معه للقاعة بقلبٍ يعصف متعجباً او مستنكراً أفعال هذا الرجل .
تركته يقف معه بينما نظر حمزة لكريم بضيق وأردف محذراً _
أفتكر يا مسيو كريم إنى أول ما شفتك قولتلك كل واحد يخليه في شغله ومالوش دعوة بالتانى لا إيه ؟
طالعه كريم بحدة مماثلة وأردف _
ياريت حضرتك تقول الكلام ده لنفسك ... أنا هنا بشوف شغلى كويس بس أنا مستغرب فعلاً وجود حضرتك وتدخلك الغير مبرر .
تركه كريم وغادر متأفأفاً ووقف حمزة يتطلع على أثره بضيق ثم نظر للجهة الآخرى وأتجه يجلس على مقعد مجاور لفصل صغيره ينتظره إلى أن ينتهى .
بعد حوالى نصف ساعة انتهى دوامه وخرج الصغير يسرع إلى والده الذى التقطه وأردف بترقب _
خلصت يا بطل ؟
أردف الصغير بحماس _
أيوة يا بابي يالا علشان نرجع ع البيت واعمل homework علشان مس ريتان متزعلش منى .
طالعه بعمق وابتسم على صغيره ... نظر لمكانها متأملاً أن تظهر ويراها قبل رحيله ولكن إلحاح صغيره جعله يتعجل ويغادر .
غادر وخرجت هى من خلف باب قاعتها تتطلع على أثره بلقبٍ معذب .
تتنهد وتخرج من مكنونها ما حاولت اخفاؤه عنه ... لتطلق صراح انفاسها ومشاعرها ولكن بمفردها دون ان يراها اي شخص .
اتجهت تخطو إلى قاعة المكتبة الخالية في هذا الوقت وسحبت إحدى مقاعدها وجلست هى تتنفس بعمق واضعة رأسها بين راحتى يــ.دها المستندة على الطاولة الخشبية وعادت بذكرياتها إلى قبل تسع سنوات ... تتذكر كل شئ كما لو كان حدث لتوهِ .
يُتبع..