-->

رواية وصمة عار خديجة السيد - الفصل السادس عشر 2

 رواية وصمة عار 

بقلم الكاتبة خديجة السيد


رواية وصمة عار 

- تابع قراءة الفصل السادس عشر -






=واو لماذا انتٍ مهتمه بنفسك الى هذا الحد اليوم على غير العاده.. هل تخططين الى شيء يا فتاه لخطف عقول الراجل الذي بداخل الحانه
امتدت اليزابيث يدها بشكل تلقائي لتزيل احدى خصلات شعرها الشاردة على وجهها وهي ينقبض فؤادها بذات اللحظة بقلق وهي تخفي زجاجه الأسيد خلفها، لتهتف بصوت بارد باستفزاز

= وهل يوجد رجل لديه عقل ياتي الى هنا بنفسه.. الذين ياتون الى هنا اشبه الرجال وليس رجال بالمعنى.. لان ليس من ياخذ امراه دون رضاها يسمى رجل

احمرت شويكار عينها بغضب شديد ثم قالت بصوتٍ باردٍ مثلها وهي لاتزال تتفحصها

= كفى فلسفه فارغه وانتبهي الى عملك افضل لكٍ.. و ذكريني احاسبكٍ على طوله لسانك هذه

لم تجيب عليها لكنها تحركت اليزابيث بجمود لترحل، لكن جذبتها شويكار من ذراعـ.ـها بقوة لتنظر اليزابيث لها بتوجس خائفه ان تكشفها و ترى الزجاجه ،لتهمس لها شويكار بصوت حازم بشده

= انتظري لحظة ، أريد أن أخبرك بشيء هام .. استمعي لي جيدًا ، إليزابيث. أنا أعرفك جيدًا ، وأعلم أنكٍ لم تستسلمي لي بعد .. لذلك لدي يقين كبير أنكٍ تخططي لشيء ما ، وإذا كان ما أعتقده صحيحًا ، صدقني ، فستدفعي الثمن أضعاف ما ستفعلي.. انتبهي جيدًا لأفعالك ..حسنا

ازدردت غصّتها الكاتمة أنفاسها عده لحظات ثم همهمت اليزابيث بلا مبالاة ظاهرية

= أتذكر من قبل أنكٍ أخبرتني أن السيد أدريان ينزعج من الانتظار كثيرًا ، أليس كذلك؟

جزت شويكار على أسنانها بعصبية مفرطة وهي تكاد ان تخنقها بيديها الاثنين لترتاح من استفزازها لها وعنادها.. لكنها تركتها بعد فتره بضيق ثم أشاحت بنظرها عنها علي مضض.. بينما نظرت اليزابيث إليها مطولاً ثم تحركت إلي الغرفه الذي ينتظرها فيها أدريان.

❈-❈-❈

في منزل بسيط وصغير يعيش في ادم بمفرده بعيد عن نيشان والده.. ولا يسكن معه غير "زيـن" المساعد الشخصي له بالمنزل و السائق الى أيضا.. وهو في عمر الثلاثون وهم اصدقاء مقربين إلي حد ما.. وقف ادم أمام قهوته على المقود يسويها على نار هادئة تخالف تلك الاعاصير التي تضرب برأسه بسببها وبسبب والده فكان شارد في عالم موازي، يفكر في لارا الذي مجبر عليها ولا يريد ان يكمل حياته معها ولا قادر على الاعتراض بسبب رد الدين إلي نيشان زوج والدته..!!

فبعد أن استمرت والدته فتره قصيره تعمل في هذا العمل بالاجبار، حتي في أحد الأيام تعرفت على نيشان بالصدفه وكان زبون لديها وقد رأي ادم طفلها معها وبدا يستفسر نيشان عن حياتها السابقة وكيف وصلت هي و طفلها الى هنا.. استغربت والدته في البدايه لماذا هو مهتم إليها لكن بدات ان تحكي له قصتها، وبعدها اختفى باسبوع وعاد ليفاجئ الجميع بطلب زواجه منها؟!. وانه سوف يساعدها لتتوقف عن هذا العمل التي لا تريده حتى ابنها سوف يتكلف بة و يرعاه ، وذلك لانه لا ينجب وقد تزوج مرتين قبل سابق ولم ينجح معة الأمر حتي أخباره الطبيب بأسف بأنه لا يستطيع الانجاب.. لذلك عرض عليها الـ.ـزواج ليساعدها و يتبنى ادم ويعامله مثل ابنه..

لم يحتاج الأمر في التفكير كثيرا و وافقت والدته دون تفكير على هذا العرض وبالفعل تزوجها وانتشالها من هذا العالم، واصبحت زوجـ.ـته بعد فتره قصيره وانتقلت هي وادم الى منزله.. وعائشوا معه سنوات طويله حتى توفيت والدته بعد أصابتها بمرض نادر..

بعد موت والدته ادم مكث هو مع ز و ج والدته نيشان ماركيز الذي اعتنى به منذ طفولته وعلمه كل شيء عن حياته.. ومع بلوغ ادم سن الخامسة عشرة وهو صبي صغير لم يكن يعرف الكثير عن الحياة اصطحبه نيشان معه إلى عالم الإجرام الخاص به، حيث نيشان يمتلك أكبر وأخطر شبكة إجرامية في وسط المدينة ولأن هو العمده الحالي الي الجزيرة كان يتحكم في كل حركة تتعلق بالمـ.ـخدرات ويدير أهم المنظمات في الجزيرة دون عوائق..

لم يمنحه نيشان الحب والحنان بل كان حازمًا وقاسيًا جدًا في تربيته وأحيانًا كان يعاقبه إذا رفض أمرًا لذلك لن يستطيع ادم أن يرفض أو يتمرد ضد تلك الحياة أو تركها فاستسلم لها مده موقتا .. و كان ذلك في البدايه وهو صغير وعندما اصبح عمره في العشرينات، رفض ادم رافض تام ان يشترك معه في هذه الجرائم مره اخرى وسوف يكتفي باداره اعمال الشركه فقط .

بالفعل حاول نيشان معه اكثر من مره ان يعود للعمل معه لكنه قد اخذ القرار ادم دون رجعه حتى انه ترك منزلة ليعيش بمفرده بعيد عنه.. و مرت السنوات وأصبح في ذلك الوقت رجلاً بالغًا صارمًا في الحياة مصلحته الأولى والأخيرة هي العمل في حياته فقط ولم يكن هناك مكان للمرأة في حياته حتى لم يدخل في أي عـ.ـلاقة عاطفية مع فتاة قبل سابق! رغم أنه في بعض الاحيان يشعر أنه يحتاج الى شخص داعم له في حياته يسانده لكن في نفس الوقت لا يريد أن يدخلها حياتة تلك الطاحونة وتعيش وتعرف ما بداخله؟ فيكفي من الدوامة اللانهائية التي يعيش فيها ، فهو يخاف ان يتعلق بها وبعد ذلك ترحل وتتركه وهو لم يعد لديه القدرة على التحمل الألم والحزن أكثر من ذلك

عاش آدم حياة مؤلمة منذ طفولته بدون عائلة بدون حب حقيقي واهتمام ،حتى أنه عاش بمفرده بدون أصدقاء ولم يبحث حتى عن رفيق في الحياة من قبل، فوالده الحقيقي تركهم ليـ.ـتزوج من سيده اخرى ثرية؟ ووالدته رغم تضحيتها لاجله لكنها كانت بعيده عنه طول الوقت مشغوله بالعمل فقط الذي اصبح لديه عقده بسببه ،لكنه يعرف جيدا لماذا كانت والدته بعيده عنه هكذا؟ بسبب عملها هذا لم تستطع ان تواجهه ولا تنظر الى عيناه.. ام عن نيشان صحيح انه انتشالهم من الضياع وكان ادم سعيد في البدايه في حياته الجديده؟

لكنه بعد ذلك اكتشف ان ز و اج نيشان من والدته هو لا اكثر من ز و اج مصلحه ؟!. حيث نيشان يريد ان يكون له عائله وطفل حتى اذا كان ليس من صلبه حتى يتخلي عن العموديه له ولا تذهب بعيد عنه لأجل إدارة الأعمال الغير شرعية ؟!. لكن رغم ذلك لا ينسى مساعده الكبيره له، لذلك يحاول آدم بقدر الامكان فعل اي شيء يطلبة نيشان منة كرد حتى لو جزء بسيط من هذا الدين، باستثناء عمله الإجـ.ـرامي الذي غير راضي عنه.. و ثانياً الز واج من لارا.

افاق ادم من شروده من الماضي اللعين حين شهق زين الذي هرول من خلفه قائلا بصوت عالي

= انتبه آدم ، القهوة زادت بغليانها و تناثرت من القِدر

انتبه بسرعة على ذاته وإن كاد يمسك بيد الركوة انتفض ملسوع من شدة حرارة عُروتها لتسقط من يده وينسكب ما بها على سطح المقود والأرض في حين هو زمجر بصوت غاضب يعتصر قبضته، ليهرول صديقه إليه متسائلا بقلق وقد شعر أنه ليس علي ما يرام

= آدم هل أنت بخير؟ هل تأذيت؟

ابتلع ريقه بارتباك وهو يحزم عقله ليتوقف عن التفكير ليهز رأسه بالايجابي بضيق وهو ينظر للأرض وإن كاد يجلب أحد محارم المطبخ لينظفها لكن زين منعه هو بحركة من يده قائلا بهدوء

=ليس هناك مشكلة.. أتركه لي انا سانظف اخرج انت و أرتاح بالخارج وسوف أخصر لكٍ قهوه اخرى

كان آدم ليس في وضع للمجادله او الاعتراض لذلك هز رأسه بملامح ثابتة ثم تحرك بخطوات سريعة وغادر المطبخ في حين تنهد زين وهو ينظر له بيأس ثم بدأ في تنظيف ما احدثه من فوضى.

❈-❈-❈

شرعت اليزابيث بفتح الباب بإرتجاف فهل كأن لديها خيار آخر؟! وكانت ما زالت الزجاجه خلفها تخفيها بين الفستان.. وجدته يجلس وجه غاضب فوق المقعد! لقد اكتشفت من تجاربها أنهُ كلما قد طال انتظارها هذا يزيد سياط ضرباتها على جسدها، أغلقت الباب خلفها بالمفتاح لتتقدم منه بخطوات بسيطة ربما تهدأ ثائرته على لحمها وترتاح منه.. وقبل أن تتحدث دفعها هو بقوة و صـ.ـفعها علي وجهها بقوه، لترنحت للخلف، وصرخ بعصبية

= لِمَ تاخرتي كل هذا؟

لم تصرخ علي غير عادتها، بل عضت على نواجذها المتورمة كي تمنعها من الخروج، من زلزلة أركان هذا البيت المتهالك...ضحك بسخرية وهو يلقي عليها نظرة تقييم شاملة من أشهق رأسها حتى أخمص قدميها لتومض عينيه بإعجاب شديد بجمالها مرددا بخشونة

= ما كل هذا الجمال؟ اهذا كان سبب تاخيرك كنتي تجهزي نفسك الي؟ لكن يا حسره لأن كل هذا الجمال خلال لحظات سوف يشـ.ـوه

عيناها زائغتان، تلتفت يميناً وشمالاً، تحاول أن تهدأ و تمتص غضبها.. وهذا زاد غضب أدريان بشدة وهو يهتف بعـ.ـنف

= تكلمي لما انتٍ صامتة!! صرختك هي تسليتي الوحيدة في هذا البيت وأنا قادم لأجلها..أجل الوحيدة!! لذلك اطربي اذني بها؟

نظرت إليه اليزابيث بكراهية عده ثواني وبكل جرأة اخرجت الزجاجه من خلفها وفتحتها ببطئ وهي تبتسم له ابتسامه شر وهو يتابع ما تفعله باستخفاف حتي رفعت الزجاجة لتلقي السائل علي وجهه بقوه و ابتعدت للخلف بسرعه ...

اغمض عينه بعدم استيعاب وشعر بسائلٌ حار يتدفق ويبلل وجهه و يجري بسرعة بقوة زخات المطر يتغلغل إلى اللسان ليستطعمه.. طعمه كريه لكنهُ دافئ وحار ليشعر بالنيران اللاهبه علي وجهه... وفي لحظات جـ ـسده بدأ يشتعل بالحرارة، طنين في أذنه وفي يده تناثرت بعض القطرات من السائل، نظر إليها بصعوبة وهو يتنفس الصعداء ببطء لا يصدق ما فعلته ..وبدا السائل ياكل وجهه دون رحمه وهو يشعر بحراره والم شديد..

فتح فمه ليضرح باستنجاد لكنها اسرعت اليزابيث رفعت يدها بسرعه تكتم صرختة لتتركه يتألم بصمت... ولم يجد نفسه إلا وهو يتألم بلوعة من أعماق دخيلته ودمعتان تتدحرجان على وجنتيه بعجز.. مثل ما كانت تشعر به تماماً بسببه في المره السابقة.!! وهو كان يستمتع بألمها ويتلذذ

كان سينفجر، بزغ الألم، ليسقط بالأرض يتلوي من آلام منظره مزقها أكثر من آلالام جـ.ـسدها، لكن لم تتحرك لتساعده! أغلقتُ عينها لعلّها تفهم الإشارة وتنصرف، لكنها ظلت تقف تنظر إليه وهو يبكي بحرقه من الألم.... لكن لم تعطف عليه من كثر العذاب الذي تلقيته منه ومن غيره... لكن لاول مره في حياتها تنتقم من شخص اذاها وهذا ما اشعرها بالانتصار!.

وقفت اليزابيث تشاهده وهو يتألم! لم تكن تدري أكانت بذلك؟ هي انتقمت أم أصبحت مثلهم؟!.

أم أكانت تحلم..أكان كابوساً؟! يا ليت.... ياليت كل ذلك يصبح مجرد رماد أوهام......!!

تعالت أصوات طرقات علي الباب فجاه بقوة وعنف لتشهق اليزابيث بفزع وهي تنظر خلفها بقلق شديد وكأنها قد نسيت أمر الجميع بالخارج إذا عرفوا وما سيحدث لها! في حين سمعت صوت شويكار تهتف بانفعال شديد

= اليزابيث افتحي هذا الباب في الحال بسرعه ماذا فعلتي إليه؟ وما هذه الأصوات؟!؟. الــيـزابــيـث.


يُتبع..