-->

قراءة رواية جديدة وصمة عار لخديجة السيد الفصل 19 - 2

  قراءة رواية وصمة عار كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية قبل أي منصة أخرى


رواية وصمة عار رواية جديدة قيد النشر
قصه من قصص و روايات 
الكاتبة خديجة السيد




رواية وصمة عار

تابع قراء الفصل التاسع عشر

الصفحة السابقة



 

انكمشت نفسها بصـ.ـدرها و قوست شفتاها بحزن تام وعيناها أصبحت ضبابية من دموعها التي بدأت تنهمر

 

= ليتنا لم نكبر أبداً أنهكتنا الحياة بما يكفي وضاعت منا البراءة أصبحنا غرباء حتى عن أنفسنا اشتقت لأيام كانت كلها راحة بلا هموم...

 

ثم تحدثت بصوت مختنق تميل رأسها للجانب الآخر لتضع يدها فوق قلبها لا شيء لا حركة يبديها، ابتسمت بغصة و رمشت بإستسلام لتتسارع الدموع بالهطول من مقلتيها دون إنقطاع.. ثم همست بنبرة موجعة

 

= أصبحت‏ أخاف من نفسي حين أظل صامده أمام الأشياء القاسية، أخاف حين لا أبكي أمام الأشياء التي تستدعيني للبكاء، وأخاف حين أصمت رغماً عن ضجيج رأسي وكل الكلمات التي في صدري، أخاف على نفسي حين استقبل كل الصدمات بهدوء تام..أخاف من فكرة أن هذا الثبات سينهار فجأة ولن أستطيع النهوض مرة أخرى؟ 

 

أسوأ ما قد يمر على الإنسان أن يحزن من نفسه وعلى نفسه..

 

--

 

بعد مرور أسبوعين.. .

 

في منزل أدم بداخل الغرفه كان يجلس فوق الفراش ممتد جـ.ـسده وهو نائم بعمق حتي بدأ يتحرك فوق الفراش بحركات عشوائيه وهو يضغط على جفه بقوة و بدأ عرقه يتساقط فوق جبهته كانه يصارع احدهم في احلامه! حيث كان يشاهد في أحلامه والدته وهي تبكي وتتألم من عنف الرجال إليها وهو كان يراقبها بقله حيله.. فتح عيناه فجاه ليشهق بانفعال شديد لينظر حوله بتراقب وحذر ليعرف على الفور انه مجرد كابوس! وليس ذلك الواقع الذي إنتهاء منذ سنوات، نهض من على حافة سريره وهو مصدوم وكانت الغرفه مظلما وفارغا.. ظل هكذا فتره مكانة يحاول  استوعب لما عادت هذه الكوابيس إليه مره اخرى؟.

 

بعد مرور عدة ساعات.. .

 

بشرفة الغرفة كان آدم واقفًا وهو يتطلع أمامه نحو الأشجار الخضراء والزهور المتنوعة بحديقة منزله والذي اصبح مسكنه منذ سنوات قليلة عندما ترك قصر نيشان ز و ج والدته ليعيش هنا بمفرده بعيد عنه،وكانت هذه بـ.ـرغبة آدم بسبب معامله نيشان السيئه له في الفترات الاخيره! واوامر التي يطلبها منه باستمرار دون راية لذلك فضل الابتعاد عنه.. رفع فنجان القهوة يرتشف منه وهو لا يشعر بطعم القهوة ولا حتى يرى جمال الزهور كعادته فعقله كان يسبح بعيدًا في أفكاره!.

 

حيث يقلقه هذه الهيئة الغريبة داخل عقله فهو منذ أيام وهو يفكر في تلك الفتاة التي أنقذها من ذلك الشخص الذي كأن يضـ.ـربها بقسوة شديدة و اخذها بعدها إلي المستشفي؟

يصدمه فعله والتخطيط الذي قام به معها و مساعده دون أنه يعرفها، ربما زين محق هو ساعدها لأنها ذكرته بوالدته لأنها كانت تعمل نفس هذا العمل لاجل الانفاق على وهو صغير، لكن هذه التضحية لم تكن ابدًا من سمات زهرتة بالأساس، فهو أصبح يكره نوعية هذه الرجال التي تعـ.ـاشر النساء دون رغـ.ـبتهم وكان طول الوقت يقول ذلك إلي والدته بأن تترك هذا العمل ولا تبـ.ـيع نفـ.ـسها لأجل توفير المال حتي إذا لم يجدوا لقمه يتناولوها فهو راضي تماما.. لكن غيري راضي ان يراها هكذا مستسلمة بيأس! رغم أنه يعرف انها ضحت لأجله ويشفق عليها ولم يطاوعه قلبه للضغط عليها باستمرار ولا ان يتركها ويرحل مثل ما فعل والده بالماضي، ولكن لا ينسى ان كل هذا اثر على نفسيته والكوابيس التي ظلت تلازمه في احلامه وهو يرى والدته تبكي بحرقه في كل ليله بندم وقله حيلة وهو يقف عاجزا امامها.. ولكن تلك الكوابيس قد عادت اليه مره ثانيه بهذه الايام منذ أن راى تلك الفتاه؟.!

 

حتى التفت برأسهِ للخلف فوجد زين في وسط الغرفة يقف ينظر إليه،و استدار بجـ.ـسده ليخطوا نحوه ليتقدم زين منه مضيقًا عيناه بريبة مما يبدوا على ملامح وجهه من أشياء لم تريحه على الإطلاق، اقترب منه يسأله بتوجس

 

= اشعر انك ليس علي ما يرام منذ فترة وأنت هكذا، هل حدث شيء لم اعرفه

 

هز آدم برأسه يحركها دون صوت، مما ازدادت حيرته زين ليهتف بشك متسائلا

 

= هل انت متاكد؟ آدم تكلم انا اعرفك جيد

 

= لقد عادت إليه، يا زين هذه الكوابيس مرة أخرى ولا أعرف لماذا في هذا الوقت بالذات؟ في الماضي عندما كنت صغيرًا كنت أستيقظ على أمي وهي تبكي ، وأحيانًا كنت أسمع صراخها العالي وهي تتألم ، وتشكلت كل هذه الأشياء بداخلي عقدًا نفسيًا ، ونتيجة لذلك ، هذه الكوابيس لكن مع مرور السنين ، اختفت هذه الكوابيس من ذاكرتي تماماً ، ولا أعرف لماذا عادت مرة أخرى

 

كان آدم يغمغم بالكلماتة شاعراً بوخزة بقلبه ليهتف هامسًا بصوت مهتز من فرط ارتياعه

 

= لا أريد أن أتذكر الماضي وكيف كنت أقف أمام أمي وأراقبها وهي تتألم وأنا عاجز

 

تنهد زين ليتريث قليلًا بسأم ليهدر به يائسًا

 

= لا تحمل نفسك المسؤولية. كنت صغيرا في ذلك الوقت. اهدأ يا آدم. ربما من خلال التفكير كثيرًا في هذه الأشياء ، عادت هذه الكوابيس إليك مرة أخرى ، لكن مع مرور الوقت ستختفي بالتأكيد مرة أخرى ولن تظهر في أحلامك ، لكن حاول التوقف عن التفكير فيها فقط.

 

كم الحديث سهل لكن الفعل أصعب! همهم بهذه الكلمات الدلالية داخله بصمت وهو يلتقط أنفاسه جيدًا قبل أن يتحرك للخارج بينما نظر له زين باستغراب وهو يشاهده يرحل!

 

--

 

تجلس اليزابيث كعادتها قبل مغيب الشمس فوق الأريكة فى الغرفه بمنزل شويكار، تجلس بجانب النافذة تتابع الغروب مع ابتسامة ترتسم بضعف على شفـ.ـتيها، لحظات من يراها بهذا الهدوء يعتقد أنها لا تحمل أي هموم ولكن من يعرفها خير المعرفة يتيقن ان هذا الهدوء يخفى خلفه عاصفة من الأحزان، يبدأ الظلام يخيم على المكان والسكون الذي لا يقطعه سوى انفاسها الدالة على أنها لازالت على قيد الحياة، لتشرد من بعيد وهي تري هانا تجلس علي الارجوحه بالحديقة الخلفية وكان يقف باكر خلفها يضـ ـمها من خـ.ـصرها و يحرك حبال الارجوحه بهدوء ويبتسمون الى بعض كانهم بعالم اخر... ابتسمت اليزابيث بسخرية مريرة وهي تتذكر اليوم الذي أتت في مع نيكولا إلى ذلك المنزل، ذلك اليوم الذي تعده أسوأ يوم بحياتها، قرار خطأ واختيار لشخص الخطأ، وعلى الرغم من ذلك الخطأ إلا أنها كانت مغامرتها الوحيدة فى حياتها وأقسمت انها لم تعيدها مره ثانيه ولا تؤمن بأي رجل ولا تثق باي شخص غير نفسها فقط.

 

أغمضت عينيها بشدة و كانت سابحه بشرود تام وعيناها تموج بشتى المشاعر بين الألم....و الهدوء... والاضطراب النفسي الذي يعتمل داخلها...!! لا تدري ماذا فعلته ليكن هذا قدرها لتستقبل كل هذا العذاب وتواجه الصعوبات بحياتها بمفردها .. من بدايه موت عائلتها لتكن يتيمه.. الى حبها للشخص الخطا الذي اوصلها الى ذلك الجحيم.

 

أفاقت من دوامه صراعها النفسي بعد أن سمعت صوت باب الغرفة خلفها يفتح ووجدت هانا تقتحم الغرفه و تقترب منها هامسة برقة

 

= كفاكٍ حزن لأجلي اشتقت للجلوس والتحدث معك يا اليزابيث

 

ارتسمت ابتسامة حانية على ثغرها وهي تجيب

 

= وانا اكثر، ساصبح بخير لا تقلقي علي، اصبحت معتادة على هذه الالام ، ليس شيئا جديد علي!

 

تنهدت هانا بيأس علي صديقتها لتقترب لتجلس أمامها بينما هتفت اليزابيث متسائلة بصوت بدأ يلونه الجمود

 

=هل وقعتي في عشق ذلك الرجل يا هانا

 

لتفهم علي الفور ماذا تقصد؟. عضت هانا على شـ.ـفتاها بحرج وأخفضت رأسها تفرك أصابعها بتوتر حتي لا تبدأ اليزابيث تتحدث بالهجوم عليها وتحذرها بالابتعاد عنه وهي لا تريد ذلك، بدأت الحمرة تزحف لوجنتاها ببطء فكانت تلك خير علامات لأجابة رفضت السطوع، ثم همست هي بابتسامة حانية

 

= نعم يا اليزابيث.. لقد فعلت وعشقت باكر ماذا عساي افعل؟, الامر ليس بيدي وانتٍ تعرفي ذلك جيد، ليس بيدي الرفض او القبول .. أشعر بالاستسلام دائما أمام كلامه اللطيف و غزله الحلو

 

استغرقت اليزابيث دقيقة واحدة وكأنها تقنع نفسها المتقلبة بتلك الحقيقة المرفوضة داخلها، لتومئ تردف بصوت مبحوح

 

=حسنا لكن انتبهي من هذا الكلام اللطيف فالذي سقاني المُر فكانت كلماته في البدايه ايضا ناعمة ..وكنت أشعر نفس شعورك ذلك؟ تماماً كما وقعت في حب روح غابت عني مع غياب احدهم .. ولكن بسبب هذا الحب دفعت الكثير من حياتي وكرهت كل الرجال بلا استثناء .. حتى أصبحت أكره الحب نفسه، فعندما يقع أحدنا في حب شخص ما ، يصبح القلب خاضعًا رهن اشارة ذلك العشق و القلب... يتحكم فيه ليفرض سيطرته على مناطق ضعف القلب فيغمر الإنسان بهذا الحب.

 

تنهدت هانا يائسه بضيق شديد ولم تتحدث وقبل أن تنهض لترحل حتى لا تفسد سعادتها تفاجات بأن اليزابيث امسكت بيدها وهي تربت عليها بحنان مرددة بحكمة تفوق عمرها عمرًا

 

= انا ليس لدي اي نيه لافساد سعادتك يا هانا، ولا اعلم اذا كان باكر صادق في حبه لكٍ ام لا؟ لكن إحتمال كبير انه يكون يحبك بالفعل .. لكن الذي اعرفه جيد ان لو يعشقك حقا فتمسكٍ بحبك يا هانا... فلا يعشق كلا منا احدهم كل يوم ولا يجده بسهولة

 

اتسعت ابتسامه هانا بسعادة وهي تقترب منها تحضـ.ـنها بقوة.. بينما صمتت اليزابيث تنظر للجهة الأخري خارج النافذة بجمود ثابتة ولكن كأن كل ثبات اليزابيث وصلابتها تلك تخفي في بواطنها انهيار مُعلن في عيناها اللامعة بدموع القهر.... مسحت دموعها بسرعة ثم ربتت علي كتف صديقتها بحنان وهي تضـ.ـمها ثم لمحت دخول شخص تعرفه من بوابة المنزل آثار غضبها الشديد ثم ابتسمت بسخرية وهي تتذكر حديثها الذي قالته من قبل؟ ان لا تثق بأحد مهما كان ، حتى لو ساعدها؟ فبالتاكيد يريده شيئا من مساعده لها... !!؟

 

--

 

في منزل شويكار ،وقع نظر ليام على دخول ذلك الشخص الذي ضربه وأخذ اليزابيث منه بالقوة و رحل، ليتفاجئ به هنا، فتقدم ليام ناحيته بسرعه يمسكه ثم يتـ.ـلمسه من قميصه ثم طالع ليام يصرخ به بأعصاب منفلتة

 

= ما الذي جاء بك الي هنا أيها الحقير

 

ازداد احمرار وجه آدم ونفرت عروقه كأعمدة بركان تتدفق حممه سخطًا فأمسك آدم كتف يحثه بهدوء مريب

 

= الافضل لك ان تبتعد عني فأنا بصعوبة اتمالك نفسي حتي لا ابرحك ضـ.ـربة قوية مثل المره السابقه

 

أطبق ليام على أسنانه وهتف بوجه ادم بشراسة

 

= هيا افعلها ، ولم أتركك هذه المرة إلا عندما اكـ.ـسر عظامك بعـ ـنف. هل تعتقد أنني سأدعك تخرج من هنا سالماً هذه المرة؟، المرة السابقة حدث كل شيء بسرعة ، ولم أستطع إصدار أي رد فعل ، والقنك درس لا تنساه في حياتك، حتى تعرف كيف تضربني وتأخذ الفتاة مني.

 

دمدم آدم بصلابة وبصوت مثقل

 

= هل تظن لمجرد أنك رجل فسيكون لك الحق أن تضرب امرأه فأين هي حقوقها؟ فمهما فعلت أو لم تفعل لم يغفر شيئا فعلتك الوقحه هذه

 

غلت الدماء في عروق ليام عند هذه النقطة فهتف بصوتٍ غاضب بشده وهو يصيح بانفعال أشد

 

= لا عـ.ـلاقة لك بما لا يعنيك. هذه الفتاة لي تخصني، ولدي الحق في أن أفعل بها ما أريد .. حتى لو رأيتني أقـ..ـتلها ، فلا عـ ـلاقة لك بذلك.

 

اتسعت عينا آدم من استهانة واستهتار حديث ليام فطالع ادم يهتف منفعلا بدون تصديق

 

= لسانك الطويل المتبجح و أفعالك المخزية هذا ما سيجرك أنت إلى منحدر أسوء.. و تتحدث بتبجح معي أيضا دون أن يرف لك جفن، والأنكى بأنك لا ترى نفسك مخطئا أبدًا.. بؤسا علي حالك ولا يبدوا أي ندم على ما فعلته رغم أن الندم لن يغير شيء

 

اقتربت شويكار على الاصوات لتتفاجا بي آدم يتشاجر مع ليام الذي يريد ان يضربه هو الأخري، لتركض سريعا حتى تبعد عنه فهي قد ارسلت رجالها حتى تتاكد اذا كان بالفعل هذا العمده المستقبلي ام يدعي كذب؟ وقد اتضح انه بالفعل العمده المستقبلي للجزيره، هتفت هي بتحذير في ليام

 

= ليام ابتعد من هنا و اصمت ستنحدر الأمور لمنعطف أسوء بسببك.. ولا تفكر مره ثانيه ان تتطاول على العمده المستقبليه لهذه القرية فهو ضفنا العزيز هنا مهما فعل

 

قست عينا آدم ليقول بعنفه الغير طبيعي

 

= ابتعدي أنتٍ الأخري واتركني ألقنه درسا لا ينساه.. ابتعدي من هنا فإذا كانت نيتكٍ أن تحميه مني وتدافع عنه فلن اتركة

 

أبعدت شويكار يده التي كانت تمسك على كتف ليام بهدوء وقالت مبتسمه ببراءة

 

= أنا فقط أمسك بكتفك ولا أمنعك منه .. لم أأتي إلى هنا لأدافع عنه ، بل لشد ذراعيك .. ابرحه ضربا كما تريد بل اقتله حلال عليك.. لكن دون أن تضغط على أعصابك أكثر، فانت ابن الغالي العمده نيشان 

 

اهتاجت ملامح آدم فاستقام يتساءل كلامه بصوته الناري وعينيه المحتدمة

 

= من اين تعرفي والدي انتٍ الاخرى؟

 

اقتربت شويكار منه بخطوات بسيطة تنظر إليه بابتسامه عريضه خبيثة

 

= هل يوجد في هذه الجزيرة شخص لا يعرف الرئيس نيشان ومن هو إبن الرئيس المستقبلي؟ غير ان السيد نيشان غني عن التعريف وكان يتردد كثيرا هنا وما زال بصراحه؟!. وستكون طلبات ابنه أوامر أيضًا

 

لم يتفاجا آدم من فعل والده فهو بالاساس تعرف على والدته في مكان مثل ذلك بالماضي، نظر إليها مطولاً ثم أردف بصوتٍ عميق أجوف

 

= أريد أن أرى تلك الفتاة التي كان هذا اللقيط يضـ.ـربها

 

= اتقصد لوسي!!.

 

قالتها شويكار بابتسامةً ماكرة أعلي ثغـ.ـرها.



 يتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبةخديجة السيد من رواية وصمة عار، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية و حكاية


رواياتنا الحصرية كاملة