-->

قراءة رواية جديدة وصمة عار لخديجة السيد الفصل 19

 قراءة رواية وصمة عار كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية قبل أي منصة أخرى


رواية وصمة عار رواية جديدة قيد النشر
قصه من قصص و روايات 
الكاتبة خديجة السيد




رواية وصمة عار

قراء الفصل التاسع عشر


 

كان آدم أمام غرفة الطوارئ بالمستشفى، ينتظر والقلق يستوطنة وكان زين يقف جانبه بضيق مكتوم حتي انتبه للطبيب الذي خرج يمسح وجهه بأرهاق فسأله ادم بلهفة وهو يقترب منه

 

= ماذا حدث لها ؟؟ هل هي بخير؟

 

هز الطبيب رأسه بهدوء قائلاً بابتسامة صغيره

 

= كن مطمئنًا سيد آدم هي بخير، تعاني فقط من كـ.ـسر في يـ.ـدها اليمنى وبعض الخدوش والكدمات الطفيفة

 

زفر آدم براحة ليردد يتساءل باهتمام

 

= هل يمكننا الدخول ورؤيتها والاطمئنان عليها ، ألا تزال جيده؟

 

هز الطبيب رأسه بهدوء بالايجابي ثم استأذن منهم و غادر بينما هتف الاخر و هو يناظرا بنظرات جليدية مردداً بحدة

 

= آدم ، هذا يكفي. لقد فعلت أكثر مما كان ضروريًا. لقد أنقذتها من ذلك الشخص الذي كان يضربها بقـ.ـسوة وأدخلتها إلى المستشفى. و أيضًا لم تغادر وتتركها الى هنا، بل انتظرت خروج الطبيب لتطمئن عليها، لماذا كل هذا؟ هي لا تقرب لك ولا تعينك.. هيا بنا نرحل ليس لنا دخل بها

 

كز ادم على أسنانه بعنف ليرد آدم بغضب دون تردد

 

= من ماذا انت مخلوق زين! أليس لديك لا شعور ولا احساس ؟؟ ألا تشعر ببعض الشفقة على تلك المسكينة التي بالداخل؟ هل يجب أن أتعرف عليها لكي أساعدها؟ لقد رأيت بنفسك إذا تركناها وغادرنا لكانت قد مـ.ـاتت بالتأكيد

 

انفجر زين صارخًا فيه مستنكرًا

 

= واصبحت بخير الآن فلماذا ما زلنا هنا؟ هل تعرف آدم هذه الفتاة بالضبط ما هي وظيفتها فتـ.ـاة ليلة! هي تبـ.ـيع جـ..ـسدها للرجال لتحصل على مال ، وهي بالتأكيد امرأة غير لائـ..ـقة ، لذلك يجب أن نغادر حتى لا ترانا ، وإلا ستجد فرصة للاقتراب منك والوقوع بك في شبكتها. هؤلاء الفتيات ليسوا جيدين والأفضل الابتعاد عنهن.

 

قال اخر كلماته ببساطة ولكنها محترقة بداخل قلب آدم بقوة بدون قصد منه ليحاول ادم تهدأة نفسه وهو يرد بصوت مخنوق

 

=هل انتهيت؟ وانا لم اكن اتمنى ذلك ولكن للضرورة احكام سيد زين، بالتأكيد لم اكن اتمنى ان اكون في وضع كذلك !! لكنه حدث

 

أقترب و ربت زين على كتفه بتوتر قائلاً بنبرة مؤسفه

 

= آدم ، لم أقصد فتح جـ.ـروحك القديمة لك، لكن انا مازالت أصر على أن تذهب ولا تقابل فتاة كهذه حتى لا تتألم عندما تراها و تتذكر والدتك وما كانت تفعله في الماضي .. وغير ذلك كان الأمر مختلفًا، والدتك لم تكن لديها اي رغبه لفعل شيء مثل ذلك وكأنت تسير في هذا الطريق مرغمه، لكن تلك الفتاة التي في الداخل من المرجح جدًا أن تكون راضية عن فعل ذلك ، لذلك من الأفضل لك عدم الاختلاط معها ويكفي هنا لمساعدتك معها.. عند رؤيتك لفتاه مثلها سوف يربكك الأمر وسوف تشفق عليها بسبب ماضيك المتعلقة بعمل والدتك

 

ثم تابع حديثه وهو يقول إليه بجدية

 

= لقد أخبرك الطبيب انها اصبحت بخير والامر ليس خطير وقد فعلت الواجب وزياده هي لنرحل الآن..

 

لم يهتز لادم جفن وهو يخبره بجمود

 

= لم ارحل قبل أن اراها بالاول.. انتظرني هنا قليلا أو ارحل افضل لك زين.

 

--

 

واخيرًا بدأت اليزابيث تستعيد وعيها رويدًا رويدًا و إستيقظت مستشعرة بألم فظيع بكامل جـ.ـسدها، ضرب ضوء قوي جعلها تغلق عيناها مرة اخرى بانزعاج واضح وعادت لتفتحها مرة اخرى ببطء وبدأت الرؤية المشوشة تتضح امامها شيءً فشيء ولكن حتى الان هناك نقطة مفقودة؟ لتجد شخص لا تعرفه يقف جوار الفراش كما هو منذ أن دخل منتظرًا استيقاظها ولكن تلقائيًا حاولت ان تنهض ببطء متأوهة ثم قالت 

 

= من انت؟ وماذا تفعل جواري

 

عقد حاجبيه قليلا شاعراً ان وجهها مألوف وقد راها من قبل لكن لم يتذكر اين؟ فملامح وجهها لم توضح كامله بسبب بعض الكدمات التي تسبب بها ليام، ولم ينطق سوى بكلمة واحدة هادئة

 

=انتظرك حتي ان تستعيدي وعيك

 

نظرت إليه بدهشة من حديثه ولم تفهم ماذا يريد؟ ثم قال آدم متسائلا بلهفه لم يستطع اخفاءها

 

= هل تشعرين بالم؟ تريدين ان اطلب الطبيب لياتي ليفحصك؟

 

جزت اليزابيث علي أسنانها بعنف و صرخت فيه بانفعال حاد رغم المها

 

= من انت؟ و ما الذي تريده مني؟ واين انا؟ وكيف اتيت الى هنا؟

 

ومع كل هذه التساؤلات ظل هو هادئ! ثم ثواني ووجدت اليزابيث ادم يقترب منها هامس برقة

 

= اهدئي لما غاضبه هكذا؟ انا لن اؤذيكٍ على العكس انا الشخص الذي انقذك من ذلك الرجل الذي كان يضـ.ـربك دون رحمة و احضرتك الى المشفى.. بالمناسبه لماذا كان يضـ.ـربك بوحـ.ـشيه هكذا؟ هل كأن يريد ان يجبرك على شيء دون موافقتك ؟.

 

وقال هذه الكلمات الاخيره في شك بفضول شديد؟ بينما هي صمتت لحظه ثم رسمت ابتسامة غريبة على شـ.ـفتها وهي تهمس له بصوت جامد

 

= قلت من قبل إنك ساعدتني وأحضرتني إلى هنا ، وأشكرك على لطفك ، لكن لماذا ما زلت هنا ولم تغادر ، أو كنت تنتظر المقابل؟

 

رفـع كتفاه بعدم فهم وهو يرد بتلقائية

 

= عفوا لم افهم ما تقولين؟ لقد ساعدتك لأن هذا الصحيح، انتٍ كنتي بحاجه الى مساعدة ، وكان يجب أن أساعدك. لم أكن أنوي أن أتوقع منك أي شيء في المقابل.

 

ابتسمت اليزابيث بسخرية مريرة لتلمع دموعها بين عينها بمرارة وهي تقول له بنبرة تجعل قلبها متحجرًا بأنين مكتوم

 

= حقا؟ وهل يوجد شخص في هذه الحياه يساعد احد بدون مقابل و بالمجان؟ 

 

صمت آدم وهو شارد في دموعها الحزينه و وجهها الشاحب و روحها المتالمة.. ليردف بنبرة شاردة

 

= أنتٍ تتحدثين وكانني قمت بانجاز؟ وهو شيئًا طبيعيًا فعلته بالاصل ، قد رأيتك بالصدفة بحاجة إلى المساعدة وساعدتك.. وانتهي الأمر

 

هزت راسها بعدم تصديق فأشارت له اليزابيث متسائلة بصلابة و إتهام

 

= إذن لماذا لم تغادر بعد أن أوصلتني إلى المستشفى؟ ماذا كنت تنتظر بعد أن استيقظ

 

زفر آدم بصوت مسموع ثم نظر لها بنفاذ صبر قائلا

 

= يا إلهي .. لا أريد منك شيئاً مقابل مساعدتي. لما تصري على هذا الحديث؟ كنت أنتظر أن تستيقظي حتى أتأكد من أنك بخير وأنكٍ لست بحاجة إلى مساعدة .. لا تقلقي مني ، لن أؤذيك ، ولا أنوي ذلك. هل من شيء آخر.

 

وفي اللحظة التالية كانت تنظر نحوه بصمت وهي تخبر ادم برأس مرفوعة وكبرياء جعل قناع الكسرة يتصدع ببطء داخلها

 

= إذن ارحل لأنني بالحقيقه ليس لدي اي شيء أقدمه لك لمساعدتك

 

تنهد آدم تنهيدة عميقة تحمل في طياته الكثير والكثيـر. ثم هز رأسه وهو يرد باستسلام

 

= حسنا اذا كانت هذه رغبـ.ـتكٍ سارحل.. المهم انكٍ اصبحتي بخير، بالاذن

 

وبالفعل بعد فترة تحرك آدم وغادر... ولم تنطق هي بحرف واحد بل كانت ملتزمة الصمت وما اصعب الصمت عندما يكتم فوران ربما ينهي ذلك الانفجـار الكامل إن تصدع.

 

أسندت اليزابيث رأسها للخلف بتعب وضعف بينما فتح الباب بعد دقائق و دلفت شويكار لتنظر نحوها بسخرية واستهزاء ثم تقدمت و وضعت قدم فوق الاخرى وهي تبتسم ابتسامة بادرة قائلة بفضول

 

= ماذا يوجد بينك وبين عمدة الجزيرة المستقبلي حتى يساعدك ويأخذك إلى المستشفى بنفسه؟

 

نظرت اليزابيث اليها وهي ما زالت على وضعها ولم تتفاجا بمجيها من الاساس، ثم اغمضت عيناها بأرهاق نفسي يفوق كل القدرات وهي تستطرد

 

= لا اعرف عن من تتحدثين؟ ولا اعرف اي شخص غيركم هنا مع الأسف ..و لا ادري ماذا فعلت ليوقعني قدري مع امرأه مثلك عديمة الرحمة

 

لتشعـر شويكار بغليان في اوردتها و جنون منها ومن تصرفاتها الوقاحة معها طول الوقت، لتنظر إليها بغضب قائله بنبرة حادة

 

= تعرفي انتٍ لم تصمتي أبدا حتى اقطع لسانك اللعين هذا.

 

--

 

كأشجار الخريف المرهقة نتخلّص ممّا يُعيقنا وإن تسبب ذلك بألمِنا ، تعصِف بنا الحياة حتى نكاد نزيل طبقة من شخصيتنا كي نواكب قساوتها ، فالجلد اللّيّن تخدشهُ الشوكة الصغيرة ، وحين نكافح زاحفين نحو النجاة نترك خلفنا كل الأثقال التي تردعُنا عن المضي قدماً وإن تطلّب الأمر سلخ جلدنا عن جـ.ـسدنا ، ليسَ كل ما نتركهُ نكرهه ، لكن تشاء الصدمات أن تجبرنا على الرحيل عنها كي ننقذ ما تبقّى من أرواحنا ، قد يكون تساقط الأوراق استسلاماً للواقع أو أنها حركة تضحية تنجينا من الأذى وربما بداية جديدة لنزهِر من بعدَها ، جزء منّا يموت ويجعلنا عاجزين عن الحراك ، فإمّا أن نرقُد بجانبه أو نتخلص منه كي نستمر مع الحياة ، تسقط الأوراق أرضاً بعد فصول طِوال ويرى المارّة شيبها وألوان مرضها وهي تتطاير على الأرصفة والشوارع الباردة ، وحدها الشجرة تعلم سبب تخلّيها عمّا كان يكسو أغصانها التي تعرّت كي تحيا ، حين نرى مشهد سقوط الأوراق عن أغصانها وكيف يطأها العابرين بأحذيتهم ، نتألم ، نشعر أنّ ما نراه يُحاكي واقعنا ، ولا أحد منّا يعلم سِر تخلي الشجرة عن أوراقها وإطاحتها أرضاً سوى صاحب الصراع ، مع كل صرخة إنكسار وأنين الليل الموجع بمحاولتنا جاهدين كتم أصواتنا كي لا يسمعنا أحد ، مع كل دمعة نذرفها متخبّطين في معاناتنا وقد خارت قوانا نبقى نبحث عن أمل لو ضئيل نتشبث به بالحياة.

 

بعد مرور أسبوعين خرجت اليزابيث من المستشفى و رجعت إلي نفس الدوامه مره ثانيه نفسها، كانت في غرفتها تحبس نفسها لا تريد ان تري أحد ولا احد يراها هكذا بذلك الضعف.. حيث استيقظت و هي تأن من الالم الذي يغزو جـ.ـسدها.. بسبب وحشـ.ـيت ليام في ضـ.ـربها العـ.ـنيف كان الأمر مروع دون رحمة ولا عطف نحوها منهم، حتي مازال اثار الضـ.ـرب ظاهره علي وجهها الرقيق لكن ألم النفس اصعب إليها.. تلألأت عيناها بالدموع، و صرخـ.ـتها عن طلب النجدة من اي شخص علقت في حنجرتها عاجزه عن التعبير، ولسانها يعجز عن البوح... تحول كل ذلك الكتمان إلى غصه مؤلمه.

 

لم تعد تستطيع أن تقاوم او تدافع عن نفسها حتي لتكمل رحلتها البائسه التي ليس لها نهايه .. ليكمل القدر هو استبياح جـ.ـسدها الضعيفة و المرهق.

 

بعد فترة وجيزة فتحت هانا باب الغرفة وتقدمت منها بخطوات مترددة فنطقت اخيرًا بصوت مبحوح وعينيها تمتلئ بها القلق مرادفا

 

= هل أصبحتي بخير الان اليزابيث تحدثي اريد ان اطمن عليكٍ.. هل مازالتٍ تتالمي حبيبتي

 

أغمضت عينيها بشدة ثم فتحتها بصعوبة بالغة ونظرت لها بنظرة جمعت شتى المشاعر التي

تخالج بصدرها، من خذلان، حزن، خيبه امل إلى قلب محـ.ـطم.. و أردفت بصوت مبحوح

 

= لم يعد بداخلي حزن ولا الم ولا رغـ.ـبه لاي شيء، مجرد نظره فارغه من عين انطفأت ولم تعد تلمع

 

تقدمت هانا منها فوق الفـ.ـراش و صعدت جانبها وأرجعت هانا ظهرها للخلف جانبها وأمسكت يـ.ـدها بحنان تربت فـ.ـوقها كانها تعطيها جرعه من الأمان و الامل ثم قالت

 

= لا بأس هي إستراحة قليله ثم نعود أقوى بالتاكيد.. اليزابيث ثقي بي سوف يمر كل ذلك، في لحظة قريبة لا تتوقعيها ستجدي نفسك وسط حلمك الذي طالما أردته وتمنيته فلا تفقدي الأمل أبداً ،ابشري بالفرج القريب ..

 

ابتسمت ساخره بمرارة بغضب وتحدثت بخيبة أمل   بنبرة حادة

 

= توقفي هانا عن الأمل في ان ياتي شخص ما ينقذك من ذلك العذاب، لا احد يستطيع النجاه دون المقاومه بنفسه.. لان كل شيء يمر وليس كل شيء ينسى!

 

سحبت يـ.ـدها منها وحزنت هانا علي صدقتها فالشعور بالأمان هو إحساس نادر جدا عليهم بذلك المكان وما تعرضوا له علي يد ذئاب بشرية بلا رحمه و بلا قلب سرقت براءتهم... نطقت اليزابيث بعد مدة من الصمت محادثها بشرود

 

= هل بامكاننا ان نعود لتلك الأيام مجدداً، عندما كنت طفله صغيره

 

التفتت هانا لها بكامل جـ.ـسدها و نظرت لها بتعجب و عندما نظرت اليزابيث نحوها لتجدها تبتسم لها بين تلك العينين البارقة بحب و أجابت

 

= ولكن كنا نريد ان نكبر بسرعه وقتها

 

تنهدت اليزابيث بقلة حيلة حين أحست أن كل الأبواب مغلة و الطريق مسدود تسأءلت نفسها هل هذه هي النهاية ..؟ فقد ضاق الألم الذي استولي عليها بكل جدارة.. و احتل قلبها الصغيرة دون رحمة، هتفت بصوت مرتجف منخفض

 

= ولكن لم نكن نعرف اننا سنتألم هكذا عندما نكبر ..هذا الجرح لم يختفي من داخلي طول حياتي ..كنت اتمنى ان اعيش فقط بسلام كمراهقه لما سرقوا براءتي مبكراً؟

 

أحست هانا بالتعب بصوتها أرادت التخفيف عليها لكنها لم تعرف كيف او حتى ما يفترض بها فعله،  رفعت رأسها تضعها فوق صـ.ـدرها فقط تريد الراحة لها بعيداً عن التفكير بأي شيئ ..فقط الراحة الي صدقتها حتي لا تتألم.. أردفت هانا مبتسمه وهي تتحدث ويدها تربت فوق كتفها بحنان

 

= عندما كنا اطفال كنا نضع الماء بعيوننا لأجل نريهم اننا بكينا وعندما كبرنا صرنا نغسل وجوهنا بالماء من شان نخفي اننا بكينا.. 


اكمل قراءة الرواية

الفصل التاسع عشر

رواية وصمة عار

بقلم الكاتبة خديجة السيد

تابع قراءة الفصل

 


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبةخديجة السيد من رواية وصمة عار، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية و حكاية


رواياتنا الحصرية كاملة