-->

رواية جديدة هجين لبسمة طه - الفصل 2

 


قراءة رواية هجين
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية هجين
الفصل الثاني



وراء كل أبتسامة آلاف من الطعنات، الحزن، الخذلان، رُبما دائما صورة غير مكتملة، هناك جُزء مبتور من القلب يجعلك تشعر بإن حياتك مهددة  "

" في مملكة فينيسيا"   
شعرت بالألم في جميع أنحاء جــ ــسدها، ليست المرة الأولى، ولكن منذ الأمس، شعرت بذلك الألم الغريب الذي يراودها مثل وحش مخيف، ولا يكفي تلك العينان اللتان تخاف منهما، ولا تعرف صاحبهما أبدًا.

التفتت على الفراش في وضعية الجنين، أغمضت عينيها منهكة من كثرة الإرهاق، أمضت دقائق قضتهم ساكنة حتى شعرت أن هناك من يجلس بجانبها، ويتنفس بحرارة تُلفح وجنتيها ورقبتها.

نظرت حولها بخوف؛ لتجد الظلام حولها مرة أخرى، مع عدم وجود أحد حولها، حاولت أن تنهض أكثر من مرة، ولكنها تشعر بأن  جــ ــسدها مسترخي وغير قادرة على تحريكه، كما لو كان مشلولاً.

أنهمرت دموعها قهراً وهي تحاول التفوه بأسم لورا، ولكن صوتها لم يُخرج، مر الكثير من الوقت على ذاك الوضع حتى دلفت لورا غاضبة وهي تصرخ بأمر: 
_هيا يا صغيرة، أنهضي، ما زلتِ جالسة على الفراش، هذا ما طلبتهُ منكِ ليلة أمس، لقد وصل رسلان وهو غاضب حقًا لأنكِ لم تستقبليه أمام القصر.

زفرت بصعوبة وأكملت مرادفاة:
_لا تنسي فينيسيا أنه الملك الوحيد الذي وقف بجانبك بعد وفاة أسرتك، وهو الذي ساعدكٌ على فهم أمور الحكم، لولا رسلان؛ لكان ألف ملك وملك قد هاجموكِ من أجل المملكة، لذا لا تفعلِ حركات الاطفال معه.

صرخت "لورا" بشدة هاتفةً وهي تنظر لها بطرف مُقلتيها:
_فينيسيا، قولت لكِ أنهضي، هيا،لن أكرر حديثي ثانيةً.

اقتربت من الفراش، لتزيح من عليها الغطاء، وهي تجذبها من يدها، لكنها شعرت باسترخاء جــ ــسدها، دليل على فقدانها الوعي، شعرت بصدمة لمدة ثوانٍ لتجلس بجانبها في رعب، وهي تهتف بخوف وقلق على طفلتها:
_فينيسيا، صغيرتي ما بكِ؟ لم أقصد الغضب عليكِ، أرجوكِ أفتحي عينيك ياصغيرة.

صرخت عدة صرخات باسم إحدى الخادمات؛ حتى ذعرت الخادمة من صوتها المرتفع لأول مرة في غرفة الأميرة البُندقية:
_سيدتي، ماذا تريدينني أن أفعل الآن؟.

أجابت لورا وهي مازالت تقبض على يد "فينيسيا" شديدة البرودة؛ حتى تُشعرها بالدفء:
_أذهبِ وأخبري المرأة الحكيمة أنها يجب أن تكون في غرفة الأميرة الآن؛ الأميرة فاقدة للوعي وفي حالة سيئة للغاية.

رفعت الخادمة عينيها من الأرضية وهي تنظر للفراش بهلع لأميرتهم، فقبل أن تكون خادمتها؛ فهي صديقتها منذ الطفولة، ولكن علاقة صداقتهم لايعلم بها أحد؛ حرصًا من غضب لورا عليهم. 

هتفت لورا بغضب لوقفها كالصنم هكذا:
_اللعنة عليك، "ڤيرولين" ما زالت متجمدة في مكانك حتى الآن، أخبرتك أن تذهبِ وتحضري تلك الحكيمة سريعًا.


❈-❈-❈


ركضت فيرولين بسرعة فائقة، رافعةً طرف فستانها لتركُض بسرعة كبيرة، اصطدمت بجدار بشري؛ جعلها تتأوه بألم، رفعت عشبة عينيها تنظر له باستيحاء وقالت:
_آسفة، لم أقصد أن أضربك يا سيد چوزيف.

فأنزلت مقلة عينيها هاربًا من نظراتهُ، ليهتف "چوزيف" بنبرة خافةً حتى لا يُخيفها كما يفعل كُل مرة يراها بها:
_لا عليكِ، أعلم أنك لم تقصدي ذلك، فأنتِ تخافين من صوتي، هل سوف تقصدين الاصطدام بي؟!

بلعت لعابها بصعوبة بالغةٍ، إنها حقًا خائفة من صوته الحاد، إنه رجل صاحب بحة رجولية وخيمة؛ تجعلك تكاد تفقد الوعي أمامه، شهقت بصدمة وهي تهتف بضيق:
_اللعنة عليكِ"ڤيرولين"، تقفي تتحدثي ولم تخبري الحكيمة حتى الآن.

رفعت طرف ثوبها لتظهر قدميها البيضاء، وكادت تُركض ولكن أوقفها چوزيف وهو يقبض على ذراعيها بعنف:
_هيا أنزلي طرف ثوبك، ولا تُركضِ حتى لاتصطدمي بأحد الرجال وأنتِ راكضة كطفلة صغيرة هكذا.

بدت قريبة منه لدرجة؛ أن قلبها بدأ ينبض بعنف، بدأت في هز  رأسها لتنفض تلك المشاعر التي هاجمتها، اتخذت خطوة إلى الوراء، رفعت مقلة عينيها لتنظر إليه، وفي النهاية شقت طريقها إلى الجزء الشمالي من القصر؛ حيث تقبع الحكيمة.

لا يزال يتطلع إلى طيفها الذي يختفي أمامه، وهتف بيأسٍ:
_اللعنة على الأصول الملكية؛ التى تجعل قلبي يؤلمني كلما يصادفك يا "ڤيرولين"، ولكن كل شيء سيكون كما أريد، أعدك بذلك، ولكن بعد انتهاء مراسم تتويج الأميرة البندقية.

وصلت "ڤيرولين" إلى غرفة الحكيمة لتهتف:
_هيا يا سيدتي، الأميرة مريضة جدًا ويجب أن تذهبِ إلى غرفتها الآن.

نهضت الحكيمة سريعًا وهي تأخذ حقيبتها التي يوجد بها الكثير من الوصفات الطبيعية، وركضت بجوار " ڤيرولين".

في طريقهم للجناح الخاص بفينيسيا التقوا برسلان الذى عقد حاجباه بتعجب وهو يهتف:
_إلي أين أنتم ذاهبون؟ من مريض هنا؟

أجابت ڤيرولين سريعًا:
_إنها الأميرة فينيسيا فاقدة للوعي، وتبدو مريضة لغاية.

شعر بدلو ماء مُثلج سقط على رأسه في شهر ديسمبر؛ ليتنفس بسرعة وهو يهتف بلهفة:
_هيا، أسرعي أيتها الحكيمة.

❈-❈-❈


دلفوا الجناح؛ ليقترب رسلان سريعاً من الفراش وهو ينظر لفينيسيا بحزن، وهتف للورا:
_لماذا لما تقولي لي بأن "فينيسيا "مريضة؟ هل يجب أن أعلم بمحض الصدفة؟ سوف أحاسبك على ذلك، ولكن صبرًا.

محت الحكيمة العرق المتصبب من جبينها وهي تنظر لفينيسيا بعجز، لا تعلم ما بها، ولا تشخيص لحالتها، ليس بها أي مرض.

أما هو يقف ك الجبل الشامخ بجوارها، يقبض على
يـ دها بحنان طاغي لا يظهره سوي لها صغيرة فينيسيا وملكة قلبه الأبدي، يشعر دائمًا بأنها جزء من قلبه، لايستطيع الاستغناء عنه، هتف بقلق للحكيمة من صمتها:
_ماذا بها سمو الأميرة؟ ماذا أصابها خلال ليلة واحدة فقط؟

هتفت الحكيمة بتوتر لعدم معرفتها ماذا بها: 
_لا أعلم ياجلالة الملك، ولكن مرضها يبدو نفسي وليس جسدي، لا أجد تشخيص لحالتها حتى الآن.

هتف رُسلان بأمر:
_هيا، اغربي عن وجهي أيتها الشمطاء، أصابتك اللعنة.

وأكمل حديثه لڤيرولين بهدوء: 
_أذهبي إلي چوزيف، وقولي له بأن الملك رُسلان يأمرك بأن تبعث الجنود لجلب الأطباء من مملكته، وأن يذهب أحد لديفنسيا يخبرها بضرورة وجودها بالقصر الآن.

هتفت "لورا" بأستياء:
_لماذا تريد تواجد ديفنسيا بالقصر الآن؟ إنها لا تفعل شيء سوى أن تصدر الأوامر فقط، وجودها ليس قرار صائب الآن.

_يبدو بأنك تعتقدي بأنني فينيسيا لتناقشيني في أوامري، وجود ديفنسيا في القصر في ذلك الوقت، سيجعل الجميع يهلع من الخوف؛ فهي صاحبة شخصية قوية ولا تسيطر مشاعرها عليها كما تفعل الأميرة.

حقًا، يكفي بعد، فهذا أكثر وقت ستكون فينيسيا محتاجة لها، وأنتٌ تأدبي مع ديفنسيا فهي أميرة لمملكة؛ ولا يحق لكِ بأن تغضبِ عليها كما فعلتي
المرة السابقة، حسنا لورا.

جلس رسلان بالقرب منها وهو يهتف بصدق:
_ماذا بكِ ياصغيرة؟ قولي لي، بماذا تشعرين؟

محى دموعها بأبهامه وهو يهتف بود :
_لا تبكي يا فينيسيا، لا استطيع أن أرى دموعك هذه وأنا هنا لا أستطيع فعل شيء لكِ، لابأس صغيرتي، كل شيء سيكون على ما يرام، أعدك بذلك.

نظرت لهم بضعف ومازال ذاك الصوت الذي يُناديها يتكرر بشكل مُريب؛ جعل دموعها تنهمر من عينيها. 

ربت رسلان علي خُصلاتها البُرتقالية وهو يمحي خط دموع سائل من مُقلتيها التي وقع أسير لها منذ سنوات وهتف :
_بماذا تشعرين الآن يا فينيسيا؟ هل ما زال
جــ ــسدك  يؤلمك؟ عزيزتي لاتُبكي أن بكاءك يقتلني.

رفعت بُندقية عينيها لهُ بنظرة ضائعة، وهي تحاول أخذ أنفاسها لاهثة أثر بكاءها مُنذ ساعات، وهي تُبث في نفسها الطمأنينة لوجود رسلان بجوارها هتفت بخفو :
_أريد أنا أغفو، لا تتركني وتذهب أبق بجواري، حسنًا!

رفعت بُندقية عيناها لهُ بنظرة ضائعة وهي تحاول أخذ أنفاسها لاهثة أثر بكاءها مُنذ ساعات وهي تُبث في نفسها الطمائنينة لوجود رسلان بجوارها هتفت بخفو :
-أريد أنا أغفو، لاتتركيني وتذهب أبقي بجواري حسنًا.

شُعر بتوهان من نظرات عينياها البُندقية له وبحنان دفين لضمها لصدره ليقربها لقلبه الذي ينبض بعنف الاجلها ليربت على خصلاتها البُرتقالية رُدد بخفوت
-لا بأس صغيرتي، أخلدي لنوم وأنا سظل بجوارك حتي تستيقظي.

فتحت مُقلتياة بصعوبة أثر ألم عينياها من البُكاء وهي تُردد:
-شُكرًا لك على كل ذلك، رُسلان.

أنتهت من جملتها وأغلقت عينياها لتغوص في نوم عميق وما زالت بين الفنية والاخري يصدر منها صوت نحيب صامت يجعل قلبهُ يتألم عليها.

أجاب بخفوت وهو يتطلع لها: 
-كل ذلك الاجلك يا فينيسيا، حتي يأتي اليوم وأجد في عينياكِ لمعة حب تُخصني أنا، دون عن الباقية وقتها سحصد سعادتي ومقابل لما فعلته وسفعله معكِ دومًا

تنهد بعشق وأكمل حديثه مرادفاً:
-حتي تُخلد في فينيسيا قصة حب جديد بين الملك رُسلان والملكة فينيسيا وسأبقي بجوارك حتي
الموت كما فعل الملك فيكتور مع والداتك.

هتفت لورا بحُزن:
-جلالة الملك أذهب لراحة وأنا سابقي 
بجوارها حتي تفيق، وأنا سوف أنادي جلالتك.

شاور لها بأهامه نحو الباب وهو يهتف بأمر
-غادرِ الأن، ولا أريد ازعاج من شخصًا حسنا لورا.

هزت راسها بالموافقه وأتجهت نحو الخارج وعلى وجهها أبتسامة بلاهة لحُب رسلان لفينيسيا الذي لا يقل كلما مر العمر.

أقترب ببطء نحو فراشها ليجلس على طرف الفراش بجوارها ومرر أباهمه على وجهها بحُب وحنان ما زال يتذكرها منذ سنوات وهي تبكي بنحيب على وفاة عائلتها.

لقد خيمت على المملكة حالة من الحُزن لوفاتهم فماذا ستكون حالتها هي، وهي من ترُبت على
  يـ دهم وأستشعرت حنانهم الذي أغرق الشعب بأكمله.

محي دموعها بحنان من حول عينياها المُغلقة وهتف بأبتسامة بلاهة:
- مكتوب أني اراكٍ باكية دائما يافينيسيا، أريد يومًا أن أراي أبتسامتك تُزين ثغرك، أريد أن اري ما يقولون بأن أبتسامتك ساحر وساقع في حبك لمرة الالف أعلم ذلك ياعزيزتي.

اتجه نحو الفراش وهو يتسطح بجوارها ويجذبها إليه ليضع راسها على صدره ودفن أنفه في خصلاتها البُرتقالية وهو يتنهد بعشق خالص وهو يُردد: 
"-عشق رسلان الأميرته البندقية يتغلل في أعماق قلبه وروحه كلما مر العمر.


❈-❈-❈


"في المنزل المملوك لهچين" 

هو مبني خشبي عُبارة عن ثلاث طوابق، الطابق الأول تحت الارض عُبارة عن السواد حالك يسوده لا يوجد غير إضاءة خافتة تُظهر القلوب المجمدة والخناجر المملوءة بدماء.

يقطع الغرفة ذهابا وأيابا كالثور الهائج جسده يُشعل نيران تكاد تحرق العالم بأسره يقف ك المُقيد وهو لايُريد أن يأذيها بجوار أحد، حتي لا تطمئن كما يحصل الآن وجود ذلك المعتوه بجوارك جعلها تنام بأربحاية وكأن مافعله ضائع هابا.

هتف من بين أسنانه بكره ونيران الغل تحرقه:
-أنتٓ الان مخدوع بأسم الحُب النساء خائنات
يا عزيزى سوف تخونك وتحب شخصًا أخر، 
كل ما فعلته له في سنوات سابقة سينتهي دون فائدة.

عاد برأسه لخلف وهو يُنظر لبلورة الزجاجية خاصته
- جميلة هي يعلم ذلك، لاتُشبه هدي فى جمالها بل هي نُسخة الافضل من بينهم رُبما لأن جمالها ملكي  يوثر العيوان وخصلاتها البُرتقالية وعيناها البُندقية وبشرتها البيضا لعنة عليها وعلي جمالها.

نظر لصورة ميليسا وهو يبتسم بجنون :
-مرت ثلاث سنوات وعائلتك لم تُنسي بعد، هنيئا لكِ ميليسا عائلتك تحبك ووجودك بينهم كان فارق الضحايا الأخريات تم نسينهم خلال أشهر قليل من موتهم .

-حسنًا أعلم بأنهم أشتقوا لكٍ، وأنتِ أيضا أشتقتي لهم، ولكن ما أعلمه جيدًا بأنكِ في مكان افضل بكثير من هنا، لاتحزني لا اريد أن أراكٍ كلما أغفو حسنًا.

شُعر بعاصفة هوائية شديدة تُضرب بيته لتتسع أبتسامته عندما رأي نوافذ الغرفة تفتح وتغلق بشكل جنوني ومتكرر انطلقت ضحكات ساخرة من فمه وهو يهتف بترحيب زائف:
-أعلم  بأن واحدة من بينكم قد جاءت الي عندي مرة أخري.

وضع أبهامه  على رأسه في وضع تفكير وهو يردد
بستياء مُزيف :
-رُبما أشتقتي لي يا ميليسيا وجئتي إليه حتي ترايني.

-أما انتٍ ياليندا أنتٍ التي كنتٍ تُرددٍ دائما بإنك سوف تتقمين مني اهاا انا أمامك ألان افعلي بي ما تشئين، ولكن أنتٍ حقا حمقاء لا تستطيعٍ فعل شئ ".

أنطلقت سيال ضحاته بصُخب وهو يُردد:
-هاا لقد ظهرتي لعنة عليكم جميعاً.

صوب نظرتهُ نحو تٍلك القطة السمراء التي تُنظر له بنظرات ثاقبة ثابتة وعلى وجهها بعض دماء المُتنثرة بشكل يُثير رعب في نفوس ولكنه لم يتأثر ولم يرمش قط  هتف وهو يقترب ببطء منها:

-اهلا يا عزيزتي، من أنتِ، ميليسيا لا لا أنتِ لم تريدي أنا تنظري في وجههي بعض الان، أما ليندا حسنًا حسنًا ولا واحدة من بينكم".

أتجه بأتجاه القطة وهو ينظر لها بعيوان ثاقبة جعلها تصدر أصوات تتدل على رفضها لقربه وقف أمامها مباشرة لتعود القطة لخلف بعدة خطوات وهتف: 

-تشعرٍ بالخوف إيتها القطة، لا تخافي أن لما أذيكي الان، ولكن من أنتِ، جوليان اهأاا أنتِ لقد تذكرتك أنتٍ من كنت ترددٍ الاخر أنفاسك بأنك ستنقمي مني، هااا انا أمامك ماذا ستفعلي .

نظر حوله وهو يشاور على مكان وجود قلبها وهو يهتف ببطء مريب: 
- هيا، أنظري إلى هناك، أنه قلبك أيتها الحمقاء ما زالت محتفظ به منذ سنوات لاتقلقي لم انساكٍ كما فعلت عائلتك معكٍ، أعدك بذلك.

يقطع الغرفة ذهاباً وأيابا وأكمل مرادفاً: 
-هل تعلمٍ بأن موتك لم يفرق مع أحد، فقد وجدوا جثتك بعد ايام قليلة من موتك، ولم تتأثر عائلتك، ولم تأتي الى جنازتك، أفكر قليلا في ما فعلتي بهم جميعا حتى لم يحبونك.

صوت نحيب صامت يأتي من بعيد، ليبتسم، يعرف رفيقته جيدًا،  جوليان الباكيًة، كما يدعوها، جلس على الأريكة، يستمع إلى بكائها بتلذذ، صوت بكاءها جعله يتذكر الليلة التي قتلت فيها.


❈-❈-❈


مُنذ سبع سنوات من الآن؟!
دلفت جوليان وهي تبكى بحُزن لغرفته لتهتف من بين شهقاتها:

-حمزة، أنظر ماذا فعلت عائلتي معي، لماذا لا احد يحبني غيرك ياحمزة. 

أقتربت لترتمي بين أحضانه وقد زاد بكاءها بطريقة هستيرية جعل جسدك يرتعش ليُربت على على ضهرها وهو يبتسم لبكاءها :
-لا تحزني جوليان، كل شيء سيكون على ما يرام، لا تقلقي.

رفعت عينياها لتنظر له وأكملت:
- أشعر بأن حادث ما سيحدث لقلبي يؤلمني بعنف، وعائلتي لا تُريد أن تقطع عملها بالخارج وتعود لرؤيتي لماذا لا يقدرون بأنني أبنتهم وأريد البقاء معهم كما تفعل جميع العائلات مع أبناءها.

-حسنا جوليان، ماذا أذا ذهبنا انا وأنتِ في عطلة لغابة؟ لتغيرِ بعض الهواء وحتي تنسي تٍلك المشاعر السيئة التي تشعري بها.

هز رأسها بالموافقة وأجابت :
- تبدو فكرة جيدة لغاية وتناسبني حقا، شكرا لك حمزة على كل شيء.


يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة بسمة طه لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة