رواية جدسدة للقلب أخطاء لا تغتفر لآية العربي - الفصل 5
قراءة رواية للقلب أخطاء لا تغتفر
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية للقلب أخطاء لا تغتفر
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة آية العربي
الفصل الخامس
( عودة أمل يائس)
الجزء الأول
نعم انا المخطئ ،،،
ولكن حينما لم أكن أعلم أنى أحمل لكى حباً سيفيض ويغرقنى
❈-❈-❈
بعد ٣ أشهر
بقى الوضع على ما هو عليه عند الجميع .
تجلس سناء مع حمزة الذى ذهب للإطمئنان عليها بعد عمله كعادته فهى رفضت رفضًا قاطعًا الذهاب لفيلا والدها بعد وفاة منصور برغم محاولاته المستمرة في ذلك وقررت المكوث في منزلها وكرست حياتها كاملة لتوأمها فقط .
تسائل حمزة بترقب وهو يرتشف قهوته :
-ناصف عامل معاكوا ايه اليومين دول ؟ ،، أنا سمعت إن الشغل ماشي معاه كويس ،، صحيح مش زي منصور بس إلى حدٍ ما مقبول .
أردفت سناء وهى تتابع طفليها بعــ.ينيها حيث كانا يجلسان يندمجان في بعض ألعاب الذكاء :
- كويس يا حمزة ،،، بيوصلنا مصروفنا وزيادة كل أول شهر ،،، وبيسأل دايماً على الأولاد وبييجي يشوفهم ساعات بس مؤخراً بدأ يتغير وده مخوفنى .
تعجب وطالعها بعمق وتساءل بقلق :
- إزاي يا سناء ،،، تحبي أتدخل ؟
هزت رأسها سريعاً تردف بهدوء :
- لا لا الأمر مش مستدعى كدة ،،، يمكن أنا اللى مكبرة الموضوع ،،، على العموم أنسى ناصف دلوقتى .
أردفت متسائلاً بقلق :
- هو أستقر هنا خلاص ؟
أومأت قائلة :
- أيوة ،،، وكمان أشترى شقة كبيرة في برج سكنى من الأبراج الجديدة ،،، مهو أخوه قبل ما يموت وصى إن كل شئ يكون تحت إدارته ،،، وأصلاً إن جيت للحق كدة أحسن لى مليون مرة ،،، أنا مش عايزة أختلط بمحيط الشغل والأعمال ده خالص ،،، أنا عايزة أبعد تماماً عن صراعهم أنا وأولادى .
أومأ مؤيداً وصمت قليلاً فتنهدت هي وتابعت تفكر بصوت عالي وتستشيره :
- عايزة أشوف مُدرّسة كويسة تأسس الأولاد يا حمزة ،،، بس تكون كويسة وأقدر اثق فيها ،،، أنت عارف أنى معرفش حد ومش أجتماعية أوى ،،، لو تعرف تهتم بالموضوع ده وتسأل ؟
أومأ لها ثم شرد قليلأً لثوانى وقد إلتمع وميض أفكاره وأردف بحماس وسعادة ردت الروح داخل صــ.دره الملــ.كوم مع لمعة غريبة ظهرت بعــ.ينه :
- إيه رأيك في ريتان بنت عم حمدى ؟ ،،، هى اتخرجت وسمعت إنها قدمت في كذا مدرسة خــ.اصة علشان تتوظف ،،، واللى أعرفه إنها كانت ممتازة في كلية التربية وبعدين هى بتحبك جداً وهترحب بالفكرة .
شهقت سناء بفرحة وقالت بحماس متذكرة:
- أيوة يا حمزة معاك حق طبعاً ،،، إزاى نسيت ريتان !،،، هى دي ،،، أنا هكلمها فوراً.
تناولت هاتفها من جيب كنزتها وطلبت رقمها على الفور تحت أنظار حمزة الذى ينتظر متلهفاً ثم تحدثت بعد ثوانى قائلة عندما فُتح الخط :
- أيوة يا ريتا أزيك عاملة إيه ؟
أجابت ريتان بصوت ناعس رقيق :
- أهلاً يا نونا أنا كويسة الحمدلله ،،، إنتِ عاملة اية
أردفت سناء بأسف عندنا لاحظت صوتها الناعس :
- أنا متأسفة يظهر إنى صحيتك ،،، طيب هقفل واكلمك وقت تانى
أردفت ريتان بتروى :
- لا ولا يهمك أنا خلاص صحيت ،،، اتفضلي سمعاكى ؟
تحمحمت سناء ونظرت لشقيقها الذى يتابع بإنصات وفجأة وجد قلبه ينبض بقوة لا يعلم لماذا حتى أنه لم يسمع صوتها ولكن فكرة أنها قريبة من محيطه لهذه الدرجة تبعثره وتشــ.تت أفكاره مجدداً
أردفت سناء بترقب:
- أنا كنت عايزاكى تعطى سليم وتقى دروس تأسيس قبل ما يبدأوا دراسة يا ريتان ،،،، وبصراحة •••
قاطعها يهز رأسه ويحــ.ذرها بعــ.ينه أنا لا تخبرها عنه شيئاً أو تذكر إسمه فتلعثمت قليلاً ثم أردفت:
- يعنى أنا مش هلاقي أفضل منك يأسسهم ،،، ولا إنتِ إيه رأيك ؟ .
قفزت ريتان من على تختها بسعادة فها هى الفرصة تأتى إليها على طبق من ذهب لتثبت كفاءتها وأردفت بحماس :
-معنديش اي مانع طبعاً يا نونا وتأكدى إنى هبذل كل جهدى وهتشوفي بنفسك النتيجة .
إبتسمت سناء بعدما استشعرت سعادتها وأردفت بحنو :
- خلاص يبقى توكلنا على الله ،،، نبتدى من أول بكرة؟ .
أردفت ريتان بسعادة :
- تمام يا نونا ،،، هستأذن بابا وبكرة إن شاء الله هكون عندك .
أغلقت معها ونظرت لشقيقها بتعجب ثم أردفت متسائلة :
- ليه شاورتلي متكلمش عنك يا حمزة ؟
تحمحم حمزة ونظر للبعيد واعتدل يردف مستنكراً :
- يعنى لما تيجي منك أحسن ،،، علشان متفكرش أنك كنتِ نسياها ولا حاجة .
نظرت له بتعجب ولكنها أردفت بسعادة :
-على العموم هى فرحت جداً ،،، وأنا كمان فرحت وارتحت لأنى بحب ريتان جداً .
أومأ يبعد أنظاره عنها يخشي أن تنكشف حالته العجيبة تلك عندما تذكر أمامه ،
أسقطته شقيقته من سماء أحلامه الصافية عندما سألته:
- عامل إيه مع مها يا حمزة ؟ ،،، إندمجتوا مع بعض ولا لسة بردو ؟
التفت ينظر لها وقد عادت ملامحه لجمودها مردفاً وهو يقف ويستعد للمغادرة :
- بحاول يا سناء ،،،، أنا لازم أمشي دلوقتى وهمر عليكي بكرة ان شاء الله ،،، سلام .
غادر مسرعاً فهو لن يحتمل أسئلة آخرى عن تلك العلاقة المتكافئة بالنسبة لوالده فقط ولكن منذ اللحظة التى تمت فيها تلك الخطبة وهو يشعر بقــ.بضة قوية تلتف حول رقــ.بته ويــ.داه مقيدة فلم يستطع حلها .
لقد نزع قلبه وترك نفسه لحكم والده والعادات والأصول والمظاهر الاجتماعية مقنعاً عقله أنه يفعل الصواب ... لنرى إلى أي مدى سيصمد هذا الظالم لنفسه .
❈-❈-❈
في شركة السوهاجى
يجلس ناصف خلف مكتبه بعقل شارد ،،، يفكر في المكالمة الهاتفية التى أتته منذ أسبوع ،،، إلى الآن لم يحسم أمره بعد ولا يعلم ماذا عليه أن يفعل في هذا العمل الخبيث .
طرق باب مكتبه المساعد الخــ.اص والذراع الأيمن لشقيقه منصور .
أردف كارم بترقب :
- اتفضل يا ناصف بيه ،،،، حضرتك طلبتنى ؟
أومأ ناصف وأشار له بالجلوس فجلس كارم بترقب .
طالعه ناصف بجمود وأردف متسائلاً :
- قولي كل اللى تعرفه عن الجماعة دول ،،، واحكيلي تفاصيل الشغل المستخبي لمنصور ،،، أخويا ،،، إحكى كل حاجة ومتسيبش أي معلومة حتى لو صغيرة .
تنهد كارم وأردف بقلق :
- هما الجماعة دول طلبوا منك إيه بالضبط يا ناصف بيه ؟ ،،، لأن على حد علمى ان مش بسهولة كدة يثقوا في أي حد ،،، أكيد كانوا بيدوروا ورا حضرتك في فرنسا ،،، ده غير إن بيتهيألى أخر صفقة بينهم وبين منصور بيه تمت خلاص .
تعجب ناصف وأردف :
- أومأ ليه اللى كلمنى قال إن بينهم وبين منصور اتفاق لعشر سنين قدام ،،، وإن لو منصور مات فأنا موجود ومجبر أكمل مكانه ؟
زفر كارم وأردف بأسف :
- للأسف يا ناصف بيه مافيش قدامنا حل غير إننا نوافق ،،،، دول مش بيهزروا ،،،، لأن آخر شحنة مخدرات دخلت مصر كانت هتتمسك لولا منصور بيه عمل المستحيل علشان يعديها لانه عارف إن لو إتمسكت مكانوش هيرحموه ..
زفر ناصف بضيق وأردف بحدة :
- وأنا المفروض اتصرف آزاى مع الناس دي؟ ،،،، وأوافق إزاى على طلباتهم .
أردف كارم بترقب :
- مافيش غير ان حضرتك تتفق مع رجالة منصور بيه اللى كانوا بيشتغلوا تحت إيــ.ده ،،، أنا عارفهم ولو تحب أجمعهملك معنديش مانع .
شرد ناصف يفكر قليلاً ثم أومأ وأردف بغموض ونظرات مبهمة :
- إجمعهم لي ،،، وشوف مكان مناسب نتقابل فيه .
أومأ كارم وأردف :
- حاضر يا ناصف بيه ،،، فيه مكان كان منصور بيه متعود يقابلهم هناك ،،، هضبط الدنيا وابلغ سعادتك .
أومأ ناصف وغادر كارم وتركه يفكر بضيق ثم أردف بغضب مكبوت:
- بتورطنى ليه يا منصور ،،، أنا كنت بعدت عن الأرف ده وارتحت .
❈-❈-❈
في اليوم التالى صباحاً في فيلا سالم الجواد
تجلس الأسرة جميعها على مائدة الإفطار
نظر فريد للجميع بترقب ثم تحمحم وأردف بجــ.رأة ظاهرة يحدث والده :
بابا لو سمحت أنا كنت عايز حضرتك في موضوع .
طالعه سالم بطرف عيــ.نه وأردف بجمود كعادته :
- خير ؟
نظر فريد لوالدته التى تطالعه بترقب ثم نظر لشيرين خاصةً وأردف بفخر معتقداً أن والده سيسعد :
- أنا كنت عايز أتقدم واخطب ميادة زميلتى ،،، بنت إبن خال شوقي ابو الدهب .
طالعه والده بعمق لثوانى ثم أردف ساخراً :
- لسة متخرج بقالك كام شهر بدرجات وتقدير زى الزفــ.ت على دمــ.اغك وعديت بالعافية وحضرتك بدل ما تفكر في مستقبلك وشغلك جاي تقول عايز تخطب ! ،،، وتخطب مين ؟ ،،، الهانم الفاشلة اللى زيك ؟ ..
ذهل فريد من سخريته اللاذعة بالنسبة له وحاول التحدث ولكن عاد سالم يقاطعه ويسترسل :
- أنت مفكر إنى مش عارف سرمــ.حتك اللى كنت بتعملها في الكلية ؟.
طالعه فريد بحرج ونكس رأسه أمام الجميع فتابع سالم بجمود:
- أنت هتسافر فرنسا تاخد شهادة خبرة في أدارة الاعمال من هناك وترجع بعدها تشتغل مع أخواتك في الشركة ،،، مش هسمح لواحد منكوا يبعد عن محيطي ،،، الشركة دي وارثها عن أجدادى ولازم أنتوا تكبروها وده مش هيتم غير بقراراتى .
صُدم من حديث والده كما الجميع وأردف بحزن :
- إيه اللى حضرتك بتقوله ده يا بابا ؟ ،،، إزاى بس ده يحصل ! ،،، مش هينفع أسافر أنا درجاتى قليلة .
أردف سالم مقاطعاً بغضب وتحكم :
- ملكش فيه أنت هتسافر تدرس وخلاص ،،، وترجع بعد سنتين تتعين في الشركة علطول .
شرد في أمر حبيبته ميادة فأردف معترضاً بنبرة مجردة من التعقل :
- مش هينفع يا بابا ،،، انا وعدت ميادة انى هتقدملها ،،، وأنا راجل واد كلمتى .
وقف سالم يردف بغضب لاغياً النقاش :
- اللى قولته هيحصل ،،، ولما ترجع بعد السنتين دول نبقي نشوف موضوع وعدك ده ،،، ولو هي بتحبك هتستناك
نظر لأبنيه حمزة ومراد وأردف آمراً :
- يالا أتأخرنا ع الشركة .
خرج دون أن يودع زوجته كعادته بينما كانت شيرين في زحام أفكارها وكــ.سرة خاطرها بعد كلمات هذا المعــ.توه الذى يظن نفسه رجــ.لاً وهو لا يمت للرجــ.ولة بصِلةٍ .
تبع حمزة والده للخارج وقد تحكم في صمته بقوة حتى لا يجادله أمام فريد ،،، خرج وكان حمدى يقف أمام السيارة ينتظره فنادى حمزة على والده يردف باحترام :
- لو سمحت يا بابا .
توقف سالم في الحديقة ثم التفت يطالعه ويستمع اليه فتقدم حمزة منه وتابع بضيق :
- مينفعش كل مرة تجبرنا على حاجة إحنا مش عايزينها ،،، مش كل مرة تنهى النقاش وتمشي وتدوس على مشاعرنا ،،، فريد شاب زى اي شاب وأيوة هو مندفع بس عايز من حضرتك تسمعه ،،، تفهمه ،،، مش تأمر وأحنا ننفذ بصمت كأننا جماد ملناش أي رأي ،،، أيوة بنحترمك جداً وبنطيع أوامرك إحترام مش خوف ،،، فياريت متضغطش على فريد في إختياره .
أردف سالم متعجباً من إعتراضه وطريقته وتساءل بخبث :
- ومين قال أن أنا بجبركوا ؟ ،،، أنا أجبرتك على إيه قبل كدة لما هجبر أخوك ؟ ،،، أظن أنت سمعتنى كويس ،،، أنا قولت له يسافر ياخد شهادة الخبرة ويرجع وأنا هخطبله البنت اللى هو عايزها .
طالعه حمزة بتعجب ،،،
أردف حمزة بغضب مكبوت :
- حضرتك يظهر ناسي خطوبتى من مها ؟ ،،، الخطوبة اللى كلها مصالح لحضرتك ولعمى شوقي بس بالنسبالي انا مش مستفيد منها بأي شئ ،،، أنا نفذت أوامرك علشان عيلتى ترتاح وأخواتى يختاره بإرادتهم .
غضب سالم خصوصاً أن هذا الحديث دار أمام أنظار حمدى الذى يستمع بحزن لحال هذا الشاب وأردف بجمود :
- خطوبتك من مها أبو الدهب هى أكتر قرار صح أنا أخدته وعرضته عليك وانت وافقت عليه مأجبرتكش ،،، ومستقبلاً هتشكرنى عليه ،،، وبعدين البنت اللى أخوك عايزها دى مش زي مها أبداً ،،، دى بنت طماعة وأخوك مضيع فلوسه عليها ،،، ولو عايز تتأكد هبقى أوريك فواتير الذهب اللى شاريهولها من جواهرجى العيلة ،،، يعنى أنا بدور على مصلحتكوا كلكوا ،،،، وحالا أنهى النقاش ويالا بينا على الشركة .
تركه واتجه يستقل سيارته بعدما فتح له حمدى الباب بقلة حيلة وانطلق حتى دون أن يأخذ مراد الذى كان يقف يستمع بصمت ثم اتجه لأخاه مردفاً بتساؤل:
- مالك يا حمزة أيه اللى حصل ؟ ،،، ليه متعصب كدة ؟
طالعه حمزة بضيق وإختناق وأردف :
- اللى حصل إن والدك مصمم يضغط علينا كلنا ،،، أحنا مش عيال صغيرين علشان يجبرنا كل شوية على اللي هو عايزه .
تعجب مراد وأردف بتروى :
- يا عم ده كدة احسنله ،،، أخوك محتاج يبعد عن البنت دى ،،، ميادة أيه بس اللى يخطبها دى بنت قلــ.يلة ذوق ومغرورة ،،، أنا شايف إنه يسافر أحسن يا حمزة .
زفر حمزة بقوة ورفع رأسه للأعلى ،،، لا أحد يشعر بيه ... لا أحد يشعر بالضغط الذي يعانيه ،،،، عليه أن يظل ثابتاً من أجل عائلته ومستواها الإجتماعي وأن لا يهتز أو يصرخ أو يفيض ،،،، ليحبس بركانه داخله إلى أن يتآكله ،،، عليه أن يُكبت مشاعره ويقيدها إلى أجلٍ غير معلوم .
زفر بقوة وأردف بضيق وهو يتجه لسيارته :
إركب يا مراد .
صعد مراد مع حمزة سيارته وانطلقا الإثنين في طريقهما إلى الشركة .
في نفس الوقت خرجت ريتان مبكراً لتلتقي بكاريمان التى طلبت منها الذهاب معها لتقدم طلب وظيفي في إحدى المدارس الخــ.اصة التى سبقتها ريتان في التقديم بها .
عبأت كاريمان الطلب الوظيفي وخرجتا من المدرسة تسيران قدماً في طريق العودة .
رآها حمزة صدفةً وهو يقود فتوقف فجأة وثبت أنظاره عليها وهى تتحدث مع كارى غير منتبهة إليه ،،، عاد قلبه ينبض بقوة كأنه يركض بأقصى سرعته ،،، ألتمعت عيــ.نيه فور أن وقعت على عيــ.نيها .
تعجب مراد من توقفه وسأله :
- إيه يا حمزة وقفت ليه ؟
تنهد بعمق ولف نظره لشقيقه بحيرة ثم أردف وهو يشير برأسه :
- دى ريتان بنت عم حمدى ،،، تقريباً بتحاول توقف تاكسي ،،، ثوانى وراجعلك يا مراد .
فتح الباب ونزل من سيارته في اتجاهها ،،، رأته فتصنمت ونغزها قلبها وتعجبت ثم نظرت لكارى وأردفت ساخرة تستعدى الثبات :
يا محاسن الصدف .
كادت تخطى وتكمل طريقها لتتجنبه فأوقفها يردف متسائلاً :
- أزيك يا ريتان ،،، أنتِ كويسة ؟ ،،، محتاجة أي مساعدة ؟
تنهدت ونظرت له مردفة بهدوء وثقة وفخر :
- شكراً يا أستاذ حمزة أنا وكارى قدمنا طلب وظيفي في المدرسة هنا وكنا مروحين عن إذنك .
أبتسم وأردف بفرحة لسعادتها وحماسها :
- ده خبر كويس جداً ،،، إن شاء الله تتقبلوا في أقرب وقت ،،، طيب تحبوا أوصلكوا ولا بردو هترفضي ؟
أردفت بثبات وهدوء :
- شكراً ،،، هنركب تاكسي .
نزل مراد أيضاً بعدما رأى كاريمان واتجه إليهما يردف مرحباً بمرح متعمد :
أهلا يا ريتان إزيك ،،، بتعملى إيه هنا ؟
كان يتحدث وعينه منكبة على كاري التى نظرت للجهة الأخرى بتعجب بينما أردفت ريتان بإبتسامة هادئة :
- إزيك يا أستاذ مراد عامل إيه ،،، كنا بنقدم على طلب وظيفي ومروحين ،، عن اذنكوا .
تحركت مع كاريمان فأردف مراد بلهفة يوقفهما :
- طيب مش تعرفينا ؟
توقفت ريتان تنظر لكارى المتعجبة وأردفت بضيق لوقوفها :
- كاريمان صحبتى ،،، وده مراد يا كارى ابن سالم بيه ،،، عن اذنكوا .
اكملتا الفتاتان طريقهما واستقلا الشابان سيارتهما وكلٍ منهم يفكر في أمر الآخر بتعجب وحيرة وأعجاب وعذاب .
❈-❈-❈
عصراً اتجهت ريتان بسيارة أجرة إلى فيلا منصور السوهاجى ،،،، دلفت بعدما سمح لها الحارس بناءاً على تعليمات سناء .
اتجهت تخطى في الحديقة ثم وصلت إلى الباب الداخلى للفيلا حيث وقفت سناء تستقبلها مرحبة تردف بسعادة :
- أهلاً يا ريتا نورتى .
أبتسمت لها ريتان بحب وصعدت الدرجات القليلة حتى وصلت اليها وبادلتها السلام قائلة بحماس :
- إزيك يا نونا وحشتيني ،،، عاملة إيه ؟
أردفت سناء بحنو :
- كويسة جداً ،،، اتفضلي .
دلفت ريتان معها إلى الداخل ولكنها تفاجأت بهذا الذى يتكئ على ساعديه ويلعب مع التوأم ،،، تحمحمت بحرج والتفتت تطالع سناء بتردد فأردفت سناء مطمئنة :
- تعالى متقلقيش ده ناصف عم الأولاد .
خطت معها باتجاهُ فالتفت ناصف يطالعها ثم إعتدل يتوقف ويقابلها حيث توقفت سناء أمامه تعرفهما مردفة :
- ناصف دى ريتان صديقتى وهتبدأ تأسس سليم وتقى من النهاردة .
مد ناصف يــ.ده يردف بتمعن بعدما تذكرها منذ العزاء :
- أهلاً أستاذة ريتان ،،، إتشرفت بمعرفتك .
مدت يــ.دها مرغمة حتى لا تحرجه وبادلته السلام ثم سحبتها مسرعة وأردفت بتوتر من نظراته :
أهلاً بحضرتك ،، متشكرة .
أعجبت بخجلها وطالعها بتفحص بينما هى نظرت للصغار حيث أردفت سناء لهما :
- سليم تقى مش هتسلموا على مس ريتان ؟
أسرعا الصغيران إليها يرحبان بها بطريقتهما الطفولية فاستقبلتهما ريتان بحب وحنو تحت أنظار سناء وناصف ثم أردفت سناء برتابة :
- اتفضلي يا ريتان ،،، ارتاحى شوية وبعدين تبدأي معاهم جوة في المكتب لوحدكوا علشان تبقى على راحتك معاهم ،،، بس قوليلي الأول تشربي إيه ؟
هزت ريتان رأسها تردف بهدوء وحرج :
- لا شكراً ولا أي حاجة ... خليني أبدأ دلوقتى علشان متأخرش في الرجوع .
أومأت نونا موافقة ثم إستأذنت من ناصف واتجهت معها هى والصغار إلى غرفة المكتب يبدأى درسهما الأول مع مس ريتان .
عادت سناء إلى ناصف ونادت المساعدة تردف بهدوء :
- لو سمحتى يا دادا سميحة دخلى لمس ريتان عصير ليمون فريش بعد إذنك .
جلست مع ناصف الذي تسائل بترقب :
- هى ريتان تبقى صديقتك فعلا ؟
طالعته سناء وأردفت بعفوية :
- هى بنت عم حمدى سواق بابا ،،، بس انا بحبها جداً وبعتبرها صديقتى برغم إنها أصغر منى بكتير ،،، بس هى طيبة جداً وذوق وأنا بحبها لانها طبيعية وبثق فيها جداً .
أومأ بتفهم وتنهد يفكر ويكمل قهوته ثم غير حديثه وبدأ يتحدث عن أعمال الشركة الظاهرية قليلاً وهى تستمع له بتمعن .