رواية جديدة للقلب أخطاء لا تغتفر لآية العربي - الفصل 5 - 2
قراءة رواية للقلب أخطاء لا تغتفر
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
تابع قراءة رواية للقلب أخطاء لا تغتفر
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة آية العربي
انتهى دوام حمزة وقرر مغادرة الشركة حيث سيتجه إلى منزل شقيقته ،،، يعلم أنها هناك الآن ،،، يعلم أن عليه الإبتعاد عنها ولكن كل مرة شيئاً ما يتمرد داخــ.له ويخالف قوانينه وقناعاته ويغير مساره إليها ..
استقل سيارته وغادر إلى منزل سناء
وصل بعد فترة ودلف يصف سيارته ،،، تفاجأ من وجود سيارة ناصف فزفر بضيق وترجل يتجه إلى الباب الداخلى ويطرقه .
فتحت له المساعدة فالقى السلام ودلف .
تعجبت سناء من حضوره ووقفت تتجه إليه مردفة :
حمزة ؟
أتجه يعانــ.قها وعيــ.نه تسلطت على ناصف وأردف بمراوغة :
- قولت أجى اطمن عليكي قبل ما أروح ،،، إنتِ كويسة ؟
أبتعدت عنه تومئ مردفة:
- الحمد لله يا حبيبي ،،، تعالى .
إتجه يرحب بناصف ببرود وبادله ناصف بنفس الحالة ،،، جلس حمزة يبحث بعيــ.نه عنها وعندما لم يجدها نظر لشقيقته وأردف بتحاور :
أومال فين سليم وتقى .
أردفت سناء وهي تشير بأصبــ.عها :
- هما في المكتب جوة مع ريتان بدأوا أول درس النهاردة .
تنهد بأرتياح ،،، إذا سيراها ،،، بينما طالعه ناصف بترقب وأردف :
- إيه يا حمزة ،،، أخبارك أيه ،، الفرح إمتى إن شاء الله .
زفر بضيق ،،، لما يذكره الآن هذا الأبله لقد أتى وترك خلفه الواقع ،،، نظر له بطرف عينه وأردف بضيق :
- لسة .
تعجب ناصف من أسلوبه وزفر يقف مردفاً وهو يغلق زر بدلته ويستعد ليغادر:
- طيب يا سناء أنا همشي دلوقتى لأن أكيد الأولاد هياخدوا وقت في الدرس وهمر عليكم وقت تانى ،،،، عن اذنكوا .
وقفت سناء تودعه إلى أن غادر ثم عادت إلى شقيقها تسأله بتعجب :
- إيه الطريقة اللى اتعاملت بيها مع ناصف دى يا حمزة ،،، ميصحش على فكرة ؟
تجاهل سؤالها وأردف متسائلاً بضيق واندفاع :
- هو شاف ريتان ؟
تعجب ونظرت له بشك فتابع مصححاً بتوتر :
يمكن يعترض عليها لإنها مش مدرّسة يعنى .
أردفت بتعجب وضيق وحدة عندما فكرت في الأمر :
- وهو إيه دخله يا حمزة ؟ ،،، سليم وتقى أولادى أنا وأنا اللى أحدد إيه ينفعهم وإيه لاء ،،، ناصف مش من حقه يتدخل في طريقتى معاهم ،،، هو عمهم اه بس مش هسمح لحد يتحكم فيا وفاولادى تانى ،،، كفاية أوى لحد كدة .
قالتها بعصبية فتحدث بحنو وتروى ليهدأها :
تمام يا نونا روقي ،،، أكيد يا حبيبتى محدش هيتحكم فيكي ،،، أنا معاكى ومش هسمح بأي حد يضايقك تانى إطمنى .
زفرت بقوة تطالعه ثم أومأت وأردفت وهى تقف :
- قولي تشرب أيه ،،، أنا هشوف ريتان لو محتاجة حاجة واجيلك .
تحمحم وأردف يعتدل :
- تمام لو عصير أورنج ماشي ،،،، وانا قاعد شوية لما حبايب خالو يخلصوا درسهم علشان أشوفهم قبل ما أمشي .
تعجبت ومطت شفــ.تيها ثم تركته وخطت لتراهما وتركته يفكر في أفعاله ،،، لديه من التناقضات ما يجعله على وشك الخــ.لل .
رن هاتفه فتناوله ونظر له ،،، وجدها تلك المتطفلة ،،، يا الهى لقد نساها أو تناساها عن عمد ،،، لما تهاتفه الآن ؟ ،،، زفر بضيق وفتح الخط يجيب مردفاً بضيق :
- أهلا يا مها ازيك ؟
أردفت مها بضجر وحدة :
-كويس يا حمزة إنك فاكر أسمى ،،، حمزة أنا لازم أقابلك فوراً ،،، فيه كلام مهم بخصوص مستقبلنا لازم نتكلم فيه .
استمع إليها بتعجب ثم أردف :
- مها أنا عند سناء دلوقتى بطمن عليها ،،، خليها وقت تانى .
أردفت بتصميم :
- وأنا بقولك لازم نتقابل حالا يا حمزة ،،، مش أنا اللى تتعامل معاها كدة ،،، وألا هعتبر رفضك لمقابلتى هو رفض لعلاقتنا كلها ووقتها هبلغ بابا يبلغ اونكل سالم ننهى المهزلة دي .
أردف بترقب وتساؤل :
- انتِ بتهدديني يا مها ؟
أردفت بثقة وغرور :
- لا أبداً يا حمزة ،،،، أنا بتكلم عن اللى هيحصل لأنى شايفة إنى الطرف اللى بيدى في العلاقة دى بدون أي مقابل ،،، لازم أنا وانت نتكلم وحالاً .
زفر بقوة يغمض عينه وأردف بترقب :
- انتِ فين ؟
أردفت ببرود :
- في النادى ،،، مستنياك .
اغلقت الخط فزفر وتنهد ،،، يعلم أنه بتلك الحالة له عين في النعيم وعين لي الجحيم وهذا لا يجوز ،،، عليه أن يعلم أي إتجاه سيسلك ،،، عليه أن يحدد الأن وكفى تراهات ،،، ليأخذ قراره الآن .
ووقف يتجه إلى غرفة المكتب ،،، طرق بابها وابتعد قليلاً ،،، يعلم أن هذا الباب هو الفاصل بين عيــ.نيهما ولكنه لا يستطيع إجتيازه ،،، لقد بات محرماً عليه ،،، تنهد بضيق وانتبه على فتح سناء للباب تتطلع للخارج مردفة بتعجب :
- خير يا حمزة حصل حاجه ؟.
أهتز قلب من في الداخل من نطق إسمه ،،، إذا يقف خارجاً ،،، تبعثرت ولم تعد تركز في حصتها بينما أذنها ركزت على صوته حينما تحدث قائلاً :
- معلش يا سناء أنا لازم أمشى حالاً ،،، ظهرلى مشوار فجأة ،،، همر عليكي وقت تانى .
أومأت بابتسامة هادئة تودعه :
- تمام يا حبيبى ربنا معاك ... سلملى على ماما صفية .
أومأ ونظر لها قليلأً بصمت فتعجب تميل برأسها فاردف قبل أن يلتفت ويغادر:
- أبقى سلمى على ريتان .
غادر بعدها دون إضافة حرف وتنهدت تلك الجالسة بعمق تأخذ أنفاسها المسلوبة آخيراً بعد أن غادر .
أستقل سيارته وقاد يلــ.عن نفسه ،،، والده محق ،،، عليه أن لا يتبع مشاعره .
بينما هى فشلت في إستعادة تركيزها وخشت أن يتم إكتشاف أمرها من قِبل سناء لذلك أردفت بتوتر :
- سناء أنا أسفة بس ممكن استعمل الحمام ؟
أومأت سناء تردف بود :
- اه طبعا يا ريتا اتفضلي .
أوصلتها إلى الحمام فدلفت ريتان واغلقت خلفها ووقفت تلتقط أنفاسها ،،، ملعون هذا القلب وملعون هذا الحبيب الذى يعذبها ،،، لاااا ،،، عليها ان تقوى أكثر ،،، عليها أن تظهر له صلابتها ،،،، لقد التفت لطريقه ولتلتفت هي أيضاً لطريقها .
تنهدت بعمق واجبرت نفسها على الهدوء والتحلى بالقوة والثقة أكثر من ذلك وألا سهل كسرها .
خرجت من الحمام بعدما اغتسلت واستعادت ثباتها واتجهت لتكمل مع الصغار حصتهما الأولى .
❈-❈-❈
وصل حمزة إلى النادى وصف سيارته وترجل .
دلف واتجه إلى مكانها حيث تجلس ترتشف Ice coffee وتنتظره .
وصل إليها ورحب بها وجلس مجاوراً لها يطالعها بترقب ،،،، نعم جميلة ومنمقة وشامخة ولكنها باردة كتلك القهوة التى تتناولها ،،، مشاعرها كلوح ثلجٍ يشوبه الصقيع ،،، ومشاعره تجاهها نفس الشئ ،،، كأنه كان في منذ قليل في أشد بقاع الأرض حرارة والآن وصل إلى القطب الشمالى .
تنهد وأردف متسائلاً بهدوء :
- خير يا مها ،،، عايزة تتكلمى في ايه ؟
توقفت عن شرب القهوة وأردفت بخبث وحزن ظاهرى لتستعطفه :
- حمزة أنا هدخل في الموضوع علطول ،،،
أنا بحاول من فترة أتأقلم مع الوضع اللى إحنا فيه بس بجد مبقتش قادرة اتحمل ،،،، الأول كنت أخدة الموضوع رسمى وارتباط عائلي بس بعدين لقيت نفسي بنجذب ليك ،،، وكل مرة كنت بقرب منك أنت بتبعد أكتر ،،، اقنعت نفسي إنك منشغل أو محتاج مساحة نتعرف فيها على بعض بس أنت حتى الفرصة مش بتسمح بيها ،،، كلامك معايا محدود جداً ،،، أسلوبك بارد وطريقتك كأنى مفروضة عليك وده اللى لا يمكن أقبل بيه أبداً يا حمزة ،،، لدرجة أنى بقيت أشك أن ممكن يكون في حد في حياتك ؟
طالعها بعمق وتعجب وهى تتفحص عيــ.ناه التى التمعت فتابعت بخبث :
- أنا حبيتك يا حمزة .
صُدم من تصريحها لثوانى ثم تسائل :
- حبيتيني إزاي ؟ ،،، مها انتِ بتقولي ايه ؟
أومأت ومدت يــ.دها تتلمــ.س يــ.ده المستندة على الطاولة فتفاجأ من فعلتها وسحب يــ.ده فغتاظت ولكنها أكملت تدعى الحزن بعدما سحبت يــ.دها بحرج :
- أيوة حبيتك ،،، وعايزاك تديني مساحة أقرب منك واكتشفك وصدقنى هنجح في ده ،،، إحنا مخطوبين يا حمزة وقريب هنتجوز وانت بتبعد عنى جداً ،،، خليني أظهرلك حبي يا حمزة ،،، خلينا نبعد عن سيطرة أهالينا وعن مصالحهم وندي لنفسنا فرصة جديدة ،،، أنت مش حاسس اننا نستحق ده ؟
تحمحم بتعجب من حديثها وأردف بحيرة :
- يعنى ،،، اناااا ؟ ،،، بصراحة أنا إتفاجئت بكلامك ده .
أبتسمت له وأردفت بنعومة لتصل إلى مبتغاها بعدما شعرت بحيرته :
- متفاجئ إنى طلعت بحبك ؟ ،،، انا كمان متفاجئة جداً ،،، بصراحة طول عمرى بقول أنى مش هسلم قلبي لأي حد كدة ،،، بس معاك الوضع اختلف ،،، لقيت فيك حاجة شدتنى ،،،، قولتلك قبل كدة أنت مختلف .
جذبت أنتباه عقله الذى لم يسمع تلك الكلمات من قبل ولم يتوقع أن يسمعها من تلك الشخصية العملية الباردة ،،، نعم يستشف نظراتهن من حوله ولكنه لم يدخل في أي علاقة مسبقاً
فأردف بحيرة بين ما سمعه وما يسكن في أعماقه :
- أنا مش عارف أقولك إيه ،،، بس أنا للأسف مش هقدر أبادلك حالياً أي مشاعر يا مها .
ضحكت بقوة عليه وتعمدت إظهار ضحكة ناعمة أمامه ثم أردفت برقة زائدة :
حمزة بجد أنت غريب جداً ،،، ومؤدب جداً ،،، أنا اه بحب الراجل العاقل بس بردو الجرأة مطلوبة منك أكتر ،،، وإلا انا اللى هبادر بكل حاجه في العلاقة دي وده مش كويس بالنسبة لانوثتى ،،، ولا انت رأيك أيه ؟
شعر بالضيق من حديثها وأردف بترقب :
- لاء يا مها مش مسألة جرأة بس تقريباً سفرك وبعدك عن مصر نساكى عوايدنا شوية ،،، بلاش تستعجلي ،،، إحنا لسة في فترة خطوبة
أبتسمت بخبث وأومأت بإعجاب تردف :
- تعجبنى كدة ،،، طيب قولت إيه ؟ ،،، موافق تعطى علاقتنا فرصة ؟ ،،، وصدقنى أنا هستغلها كويس .
تنهد بعمق وشرد يفكر مجدداً ،،، أغمض عينه فرآها فأسرع يفتح عينه مجدداً يطالع مها ويردف بقبول ليهرب من حالته :
- تمام يا مها ،،، موافق .
❈-❈-❈
عادت ريتان منزلها وتجمعت اسرتها حول مائدة الطعام لتناول العشاء حيث عاد حمدى مبكراً وجلس بينهن يردف بسعادة :
- أنا مبسوط أوى إنى رجعت بدرى النهاردة وقاعدين بنتعشى سوا ..
أردفت حياة بفرحة:
- أيوة يا حمدى ،،، شغلك ده آخد كل وقتك ..
تنهد وأردف بقلة حيلة :
- هعمل إيه بس يا حياة ،،، لازم منه علشان مصاريف دراسة البنات وحياتنا ولولا شغلى ده مكنتش قدرت أصرف على جامعة ريتان ،،، والحمد لله اتخرجت بامتياز ،،، عقبالك يا بسوم .
نظرت له بسمة وأردفت بيأس :
- لا يا بابا متحطش أمل منى أنا مش دحيحة زي بنتك الكبيرة أنا على قدى ،،، المهم أنى ألاقي العريس المتريش اللى هيعيشي في نغنغة ويريحنى .
زفر حمدى بيأس من حديث إبنته فهى دائماً هكذا فظة وهو حنون بسلبية حيث لم يعد يحذرها لذلك تبخ حديثها السام دون إحترام لهما .
تنهد ونظر لها يردف بضيق :
- أنا بقيت أخاف عليكي من كلامك ده .
أردفت حياة مدافعة :
- يووو يا حمدى متزودهاش بقى بسمة بتهزر معاك .
زفر ونظر لابنته الكبرى وأردف بترقب:
- ها يا ريتان عملتى إيه النهاردة عند سناء هانم ؟
ابتسمت ريتان وأردفت باحترام معاكس تماماً لتلك البسمة المجاورة لها :
- الحمد لله يا بابا كله تمام ،،، وأنا مبسوطة جداً بالشغل ده بجد جه في وقته ،،، ادعيلي يا بابا أقبل في المدرسة الخاصة اللى قدمت فيها ووقتها بجد أكون حققت جزء كبير من أحلامى .
رفع رأسه يردف داعياً بحب :
- يااارب يا حبيبتى يحققلك الخير كله ..
تنهد يطالعهن بترقب ثم أردف متذكراً :
النهاردة لأول مرة حمزة يقف في وش سالم بيه ،،، حتى انا استغربت أوى لأنه في العادة هادى ومسالم و صوته مبيعلاش على سالم بيه أبداً ،،، بس واضح إن سالم بيه ضغط عليهم جامد .
ترقبت ريتان بتركيز بينما تسائلت حياة بفضول :
ليه يا حمدى ،،، إيه اللى حصل ؟.
مط شفــ.تيه وأردف بحيرة متذكراً :
- مفهمتش أوي يا حياة بس واضح كدة أن سالم أجبر حمزة على خطوبته من بنت شوقي أبو الدهب ،،، وعايز يجبر فريد على السفر برة ،،، سالم بيه صعب وأطباعه حادة أوى .
ضحكت بسمة ساخرة وأردفت بلاذاعة :
- ههههه يجبره على الجواز إزاي يا بابا لهو طفل صغير ؟ ،،، أكيد موافق وهو هيلاقي زي مها ابو الدهب فين ده كويس إنها وافقت بيه أصلاً .
نظر لها حمدى بحدة وأردف بغضب.:
: هو علشان بيحترم أبوه يبقى مش راجل يا بسمة ؟ ،،، على العموم حمزة ده شاب مافيش زيه ،،، انسان محترم ويكفي أنه الوحيد اللي بيقدر ابوكى وبيحترمه حتى عنك .
قلبت عيناها وأردفت وهى تقف :
- تمام يا بابا أنا هقوم أصل شبعت واتفضل حضرتك كمل أكلك ومتزعلش نفسك خالص ،،، أنا عارفة انك مبتحبش إلا ريتان حبيبة قلبك .
تركتهم واتجهت لغرفتها فأردفت حياة بلوم :
- ليه كدة بس يا حمدى تزعلها ،،، هو أنت تايه عن بسمة وعمايلها ،،، هى كدة اللى في قلبها على لسانها .
تنهد بضيق وأردف بلوم وحزن :
- دلعتيها أوى يا حياة ،،، كل حاجة وليها حدود ،،، تشوف اختها بتكلمنى إزاي ؟ .
أردفت حياة مدافعة:
- ريتان كبيرة وفاهمة إنما بسمة لسة صغيرة .
هز رأسه بقلة حيلة واكمل طعامه بينما ريتان كان عقلها في مكان آخر ،، شردت تفكر في أمر حمزة ،،، أوافق فقط من أجل عائلته وتنفيذاً لأمر والده ،،، كيف سيكمل حياته مع إنسانة لا يكن لها أي مشاعر ؟
تنهدت بحسرة وحزن ووقفت تستأذن ثم اتجهت إلى غرفتها بعدما توضأت ووقفت تصلى وتطلب من الله أن يخفف ثقل صــ.درها الذى يخــ.نقها ويزيح هذا الحب المعذب من قلبها .
❈-❈-❈
بعد شهرين مرّا
كانت تذهب فيهما ريتان خمس مرات إسبوعياً لتعطى دروس تأسيس للتوأم .
لم ترى حمزة فيهما إلا مرتين ،،، احداهما عندما كانت تغادر وهو يدلف وكادت تصطدم بيه ولكنها ابتعدت في آخر لحظة تطالعه بعيون لامعة لتهرب بعدها وتغادر على الفور وتتركه في حالة معذبة بعدما قرر الإبتعاد .
وفي المرة الثانية دلفت ووجدته يجلس مع شقيقته يضحك بقوة فشردت في ضحكته التى إحتلت فؤادها لا ارادياً ،،، يمكن أن ما سمعته من والدها جعلها تتأمل مجدداً ،،، تعلم أنه أمل يائس ولكن ليس بيدها حيلة وليس على قلبها سلطان .
أما هو فقرر الابتعاد عنها ،،، قرر تجنبها وهذا أكثر ما يحزنه ولكن ليرى في أي اتجاه سيأخذه تيار المجتمع هذا .
أما ناصف فقد أصبحت تراه كثيراً ،،، يبدو أنه يتعمد المجئ لرؤيتها ،،، حتى أن نظراته لها غريبة تقلقها ،،، تتجنبه دائماً ولكنه يحاول إختراع أي حديث معها .
يجلس حمدى يتناول الفطور مع عائلته فرن هاتفه برقم جديد ،،، تعجب وتناوله وفتح يجيب بترقب قائلاً :
ألو ؟ ،،، مين معايا ؟
أردف ناصف برتابة :
- صباح الخير يا أستاذ حمدى ،،، مع حضرتك ناصف السوهاجى .
تعجب حمدى ونظر لهن ثم أردف مرحباً :
- أهلاً يا ناصف بيه ،،، أؤمرني ؟
أردف ناصف بهدوء وترقب :
- أنا كنت عايز أشوفك واتكلم مع حضرتك في أمر مهم .
تحمحم حمدى وأردف متسائلاً :
- تمام يا ناصف بيه زى ما تحب ،،، قولي أقابل حضرتك فين وأنا أجيلك بعد ما أوصل سالم بيه على الشركة .
زفر ناصف وأردف بترقب :
- ياريت تخليه لقاء عائلي لأن الموضوع اللى أنا محتاج أتكلم مع حضرتك فيه يخص الأنسة ريتان ،،، علشان كدة ياريت تبلغنى بمعاد اجي اقابلك في البيت احسن .
صُدم حمدى ونظر لهن بصمت لثوانى ثم أنبهُ ناصف متسائلاً :
أستاذ حمدى حضرتك معايا ؟
أردف حمدى بنبرة متحمسة :
- أيوة معاك يا ناصف بيه ،،، تمام أنا منتظر حضرتك بكرة إن شاء الله .
زفر ناصف براحة وأردف :
- تمام ،،، إن شاء الله هكون عند حضرتك الساعة ٧ ،،، يناسبك المعاد ؟
أومأ حمدى يردف :
- أيوة مناسب جداً ،،، مع السلامة .
أغلق معه ونظر لهن يردف بدهشة :
- ناصف السوهاجى عايز ييجي يقابلنى وبيقول ان فيه موضوع مهم خاص بالانسة ريتان .
شقهت حياة بفرحة قائلة :
- معقووول ،،، عايز يتقدم لريتان .
أردفت بسمة بتعجب :
- سبحان الله ،،، دايما بتقعي واقفة ،،، ناصف السوهاجى مرة واحدة .
نظرت لهم جميعاً بصدمة ثم نظرت لوالدها وأردفت مستفهمة :
- بابا حضرتك بتقول ايه ؟ ،،، ما يمكن حضرتك فهمت غلط ،،، اكيد عايزك في موضوع تانى .
أردف حمدى مؤكداً على ما سمعه :
- بيقولى عايزك في لقاء عائلي لأن الموضوع يخص الأنسة ريتان ،،، واضحة زي الشمس يا بنتى ،،، أكيد هيطلب أيدك منى ،،، بصي يا بنتى ده عريس ميتفوتش ،،، دعواتى ليكي قبلت ،،، هو ده الانسان اللى هيريحك .
نظرت لوالدها ذاهلة وأردفت :
- بابا ؟ ،،، حضرتك بتتكلم كأنه فعلا طلبنى وأنا وافقت ! ،،، حضرتك ناسي إن ناصف أخو منصور جوز سناء ؟ ،،، إزاي واثق فيه أوى كدة ؟
أردفت حياة مدافعة :
- وانتِ عايزة تاخديه بذنب أخوه ولا إيه يا بنتى ؟ ،،، وهو لو كان وحش زي أخوه كان استقر هنا ومسك شغل أخوه وأخد باله من ولاده ومراته ؟ ،،، بصراحة أنا شيفاه راجل محترم ،،، متاخديش حد بذنب حد تانى يا بنتى ،،، هو عمك سمير زي أبوكي ؟ ،،، وبعدين ده إنسان مقتدر وهيعيشك عيشة مرتاحة ،،، وانتِ قولتى إنه كذا مرة ييجي وانتِ عند سناء ،،، يعنى واضح إنه معجب بيكي .
وقفت تطالهم بصدمة وأردفت لأول مرة بغضب خارج عن إرادتها وهى على وشك البكاء :
لااا أكيد انتوا بتهزوا ؟ ،،، فيه أيه هو إنتوا للدرجادى زهقتوا منى ،،، لسة حالا بيقول عايز يقابلك وانتوا بتتكلموا كأن خلاص الموضوع رسمي ؟ ،،، مش يمكن أنا مش قبلاه ؟
أردفت حياة معنفة :
إتكلمى كويس يا ريتان ،،، زهقنا منك إيه بس ،،، كل ده علشان فرحنا إن هيطلبك إنسان كويس هيقدر يعيشك عيشة حلوة ؟ ،،، بلاش تتبترى على النعمة يا بنتى .
سقطت الدموع من عينيها وهى تطالع والدتها وأومأت عدة مرات تردف :
- تمام ،،، خليه ييجي ،،، بس أعرفوا انى لو مرتحتش للموضوع مش هيتم أبداً .
ضحكت بسمة ساخرة وأردفت باستفزاز :
- ههه فقرية ،،، سبهولي أنا .
نظرت لها ريتان بغضب ثم نظرت لوالدها وأردفت وهى على وشك الانفجار :
- بابا لو سمحت أنا عايزة أروح لكاريمان شوية ؟
تنهد حمدى وطالعها بترقب ثم أومأ وأردف بعدما رأى حزنها :
- تمام يا ريتان ،،، روحى يا حبيبتى شوية ،،، وأوعى يكون عندك شك إن حد مننا هيغصبك على حاجة إنتِ مش عايزاها ... كل ما في الأمر إننا عايزينك مرتاحة يا بنتى .
أومأت بصمت واتجهت إلى غرفتها وسمحت لدموعها أن تسقط متتالية ثم حملت هاتفها وطلبت كارى التى أجابتها وقد استمعت لصوت بكائها فاردفت بقلق :
ريتان ! ،،، مالك ؟
أردفت ريتان باختناق :
كارى انتِ فاضية ؟ ،،، ينفع اعدى عليكي شوية ؟
أومأت كارى مرحبة :
- اه طبعا تعالى هستناكى .
أغلقت معها واستعدت لتذهب إليها كي تشاركها ما تشعر بيه الآن .
يتبع...
إلى حين نشر فصول جديدة للكاتبة آية العربي لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية