-->

رواية جديدة وصمة عار لخديجة السيد الفصل 22

قراءة رواية وصمة عار كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية قبل أي منصة أخرى



رواية وصمة عار رواية جديدة قيد النشر

قصه من قصص و روايات الكاتبة خديجة السيد


رواية وصمة عار

الفصل الثاني والعشرون الجزء 1

❈-❈-❈



بعد مرور اسبوع.. .


بداخل غرفه صغيره كانت اليزابيث تتقلب على جانبيها وهي تشعر بدفيء غريب تشتاقه يتسلل إليها .. ونعومة تلفها كالبلسم فتقلل من ذلك الألم الذي تشعر به في كل أنحائها من آثار تعـ.ـذبها من قبل .. وهواء كنسيم الربيع يتطاير من حولها أثار دهشتها .. فتحت عينيها ببطيء ترمش قليلا منزعجة من اشاعه الشمس التي تصل لوجهه ذلك النور الذي يداعب جفنيها فيجبرها على الاستيقاظ قادم من النافذة.. اصطدمت عيناها ما أن فتحتهما بسقف خشبي بلون الخشب البني الدافئ تتدلى منه رسومات صغيرة بشكل جميل .. لتعقد حاجبيها غير مستوعبة بعد .. ما هذا !! وعندما نظرت جانبها دون حركه لتفهم علي الفور اين هي؟ ولم يكن غير منزل آدم؟ ذلك الشخص الذي لا تعرفه الذي انقذها من الجحيم منذ اسبوع واستضافها الى بيته حتي يبعدها عن رجال شويكار ويساعدها تضل بأمان.. 


توقف عقلها عن إسترجاع ما مضى من سبع ايام عاشت بها مرتاحه ، طـ.ـاهرة ، ذات شـ..ـرف دون أن يجبرها أحد علي شئ لا تريده ، حتى ترتيبات المنزل اصبحت تتولى شؤون المطبخ فقط ليست عكس ما توقعت أنها سوف تتولى شؤون الجميع هنا والمنزل مثل اول يوم لها هنا؟ عندما طلب منها زين ذلك.. لكن تفاجات في اليوم التالي بان آدم أمرها بأن تهتم بالطبخ فقط.. حتى لم يزعجها ولا أجبرها علي شئ ما كانت تخشية والاهم انها ابتعدت عن شويكار 


لكنها تعلم أنها سيئة الحظ و راحه البال هذه لم تستمر طويلاً ، فما هي تنام على ما يسمى فراش من قدم بتلك الغرفة الرديئة البناية التي تقطن بها الآن ، لكن فلا وجود للسعادة بحياتها ، وكانت لابد أن لا تسعد وتعيش الوهم من البداية ، فالجميع يعلم أن الوهم يتلاشى فجأة كالسراب ، وهذا الوهم كسر قلبها ، كسرها.. أكثر من رحيلها عن شويكار !! 


أما زين هذا البغيض فمزال يضايقها كل حين عندما تاتي الفرصه لم يفوتها دون ان يجرحها ويذكرها بماضيها فالسبب انه واثق انها فتاه سيئه وتريد اذيه صديقه و يريد يبعدها عنه، فهذا دائما الطابع الاول الذي ياخذوا عنها الجميع لأجل عاملها كـعاهره حتي إذا كانت هي مجبره ولا تريد هذا؟؟ ولم تسعي إلي تلك الحياة مطلقاً ..لكن في النهاية تسمه فتاه سيئه السمعه ويجب ان يبتعد عنها الجميع حتى لا يتلوث و كأنها مثل الوباء الضار! ومثل الشيطان وهم الملائكه! 


تعيش في مهانة الكرامة ومكسورة القلب دون علم أحد ، ومن وقتها وهي تقيم هنا .. معهم و تطبخ إليهم لكن لا يهم الحياه هنا افضل من حياه شويكار بكثير، بعد فترة نهضت وخرجت اليزابيث من الغرفة التي تطل على ممر واسع لتقترب من السور الحديدي الأسود تنظر للسماء الصافية أمامها و الشمس كالماس المغري للعين تلمع بأشعة صافية وكأنها تشعر و اخيرا بالحريه وليست مسجونة ..


أغمضت عينيها ترتجف برهبة وهي تستعيد تلك اللحظات التي كانت في جحيم شويكار.. اغتصابها عده مرات.. و عـ.ـذابها.. وضـ.ـربها.. فهل يوجد ما هو أسوأ لحظات من تلك التي تكون فيها يائسا .. متأكدا ألف بالمئة من دنو الموت منك .. فيقبض روحك بأكثر الطرق ألما وعذابا !. عادت لفتح عينيها تزفر نافضة الذكرى الأليمة .. وشعرها القصير يتطاير للخلف تسحب عدة أنفاس من الهواء المنعش تهدئ من روع قلبها الذي انفعلت ضرباته وكأن مجرد تذكر الأمر يُعيده لهلع اللحظات المجنونه ..لتتحرك بخطوات سريعة بنشاط حتي تبدا يومها في منزل أدم!. 


❈-❈-❈


عندما انتهت اليزابيث من تحضير الفطور و غسلت الصحون خرجت لخارج الحديقه تسير ثم تقدمت لطرف حوض الزهور لتلمح تلك الزهور التي كانت تعرفها جيد وكان يحضرها اليها والدها من البلاد الاوروبيه بالخارج مخصوص اليها.. ضحكت بخفوت حزين ودمعة تدحرجت من بحرها الأسود وهي تتذكر تلك السنوات التي لم تدوم، ليت لم يموت والدها وظل بجانبها ليحميها من غدر البشر.. على الرغم من إنها لحد الأن بخير .. لكن لا تعلم إلى أين ستصل.. لتقترب اكثر تقطع احدى الزهور وهي شارده بحزن في ذكرياتها مع والدها


ليظهر أمامها فجاه زين وظهرت خطوط حمراء من الغضب في عينيه ثم نظر من زاوية عينه إلى إليزابيث ليتحدث بنبرة صارمة تشبه الصـ.ـراخ


= ماذا فعلتي أيتها الحمقاء ، كيف تجرائي على الاقتراب من ورودي ، هل تعرفي قيمتها قبل أن تأخذها هكذا دون إذني حتى ..


شهقت اليزابيث بخضه ثم زفرت نفسا طويلًا قبل أن تهتف بغضب شديد


= كفى صـ.ـراخًا ، لقد أصابتني بصداع ، لا أصدق كل هذه تلك الصرخة من أجل زهرة واحدة أخذتها دون علمك 


ضغط زين على يده في غضب مكتوم بينما نظر زين إلى اليزابيث باشمئزاز وقال بحدة


= هذه الأزهار تخصني فقط ، وقد زرعتها هنا ، وأنا أعتني بها منذ شهور للاستمتاع بمظهرها الجميل.. وتأتي فتاه مثلك غبيه لا تعرف قيمتهم تقطعها بذلك الطريقه 


ابتسمت اليزابيث ببرود لتقول متحدثًه بسرعة بثقه


= مخطئ ، أنا أعرف قيمتها جيد ، هذه الزهور تسمي أزهار الزعفران ومن أغلى أنواع الزهور في العالم. تستخدم كأحد أنواع البهارات ، وهي باهظة الثمن ، حيث يصل سعر نصف كيلو الزعفران إلى 1500 دولار. هل تعلم أن هذه الكمية الصغيرة من الزعفران يتم حصادها عن طريق حصاد ما يوجد أكثر من 80 ألف زهرة زعفران؟؟ .. هل تريدني أن أشرح لكٍ المزيد عن زهور الزعفران .. فكان لديه نفس الشيء في حديقتي القديمة والعديد من أنواعه 


اتسعت عينا زين بصدمه بأنها عرفت نوع هذه الزهور فهي من النوع النادر و باهظة الثمن، ثم ابتسم زين وقال ساخرًا 


= بالطبع ، كنتي تعملي خادمة لهم في تلك الحديقة .. اسمعيني جيد اخر تحذير اليكٍ لا تقتربي من هذه الازهار و إلا ستجدين رد فعل مني صعب للغاية 


ضغطت اليزابيث على أسنانها بعـ.ـنف من أسلوبه في الحديث معها وحاولت ان تتملك اعصابها، بينما كانت عروق رقبة زين بارزة بشكل غاضب وعادت اليزابيث ببطء بخطوات بتوتر وهي تراه يتنفس بعنف وأنفاس مسموعة وصدره يرتفع ويهبط بشدة وظهرت حبات من العرق على جبهته من شدة غضبه فنظر إليها بعيون حادة مليئه بالكره ويقول بصوت خفيض بابتسامة مشـ.ـبوهة


= فتاه عديمه الفائده 


ليرحل من امامها بخطوات سريعه حتى انه تجاهل ادم الذي جاء على الأصوات وقد استمع الى نصف الحديث وشرح اليزابيث عن الزهور، عقد حاجبيه باستغراب قائلا متسائلا باستفسار


= ماذا حدث هنا ..لماذا كأن يصـ.ـرخ زين 


نظرت إليه اليزابيث بتوتر شديد و تأففت بحنق مرادفة بصوت مكتوم


= كل ذلك لاني قطفت زهره من زهوره الزعفران الباهظة الثمن...


❈-❈-❈


في مكتب آدم، اقتربت اليزابيث تضع فنجان القهوه فوق المكتب بينما كان يراقبها آدم بتركيز وهو يفكر في حديثها من قبل، عندما كانت تشرح الي زين اهميه هذه الزهور الباهظ وقد ذكرت ايضا انها كانت تمتلك حديقه تجمع كل هذه الانواع النادره.. فهو أحياناً يشعر  بالغموض نحو تلك الفتاه ولا يعرف عنها شئ.. وعندما راها سترحل من الغرفه حاول فتح أي حديث معها لعله يعرف عنها شيء!. 


نظر لها آدم سائلا إياها فجأة بإقتضاب 


= من أين أنتِ .. لا تبدين أوربية الملامح 


رفعت اليزابيث مقلتيها ونظرت إلية و امتقع وجهها لترد بهدوء وهي تشعر بعدم إرتياح


= بلا أنا اوروبيه من دولة ... 


كانت ملامحها جميله بالفعل وتشبه الاوروبيين لكنه قال ذلك بقصد حتي يفتح احاديث معها ليصل الى ما يريده، هز آدم برأسه علي مضض ثم سألها آخر مكملا التحقيق بفضول


= و كم عمرك تبدين كشابه صغيره 


شعرت بالضيق الشديد من ذلك التحقيق لكنها أجابته تلزم نفسها الأدب


= ثالثة وعشرون عاماً


تنهد آدم بضيق ويأس فهي ترد باختصار جدا ليفكر أن يسألها باستفسار مباشره افضل، 

تدلى فك آدم وتساءل بانشداه


= لكن لحظة ، من أين تعرفي كل هذه المعلومات عن الزهور؟ فهذه الورود من النوع النادر ولا يشتريها إلا الأغنياء


هزت اليزابيث راسها مبتسمه وهي تشرد في حياتها السابقه مع والدها ولمعت عينا اليزابيث وهي تقول بصوتٍ رخيم


= نعم ، صحيح أنه أبي قبل وفاته ، كان يحضرها دائمًا إلى القصر لان يعرفني احب هذا النوع من الزهور و ...


صمتت قليلاً عندما انتبهت إلي ما تقوله لتصمت بارتباك شديد، بينما عقد ادم حاجبيه باستغراب قائلا متسائلا بدهشة


= هل كنتي تعيشي في قصر من قبل؟ أعتقد أنك كنتي هنا في المنزل معنا لأكثر من 7 أيام ، ولم يخرج منا أي شيء سيء ، أليس كذلك؟ لماذا لا تتحدثي عن حياتك السابقة وكيف أتيتي إلى منزل شويكار .. أم إنكٍ ما زلتٍ غير واثقٍ بنا؟


سرعان ما انقلبت ملامح وجه اليزابيث إلي حسرة على نفسها ووجدت نفسها تكمم فاهها بيدها لتمنع رغـ.ـبة بكاء تتصاعد من اختناق نفس متألمة قبل أن ترفع وجهها إلي آدم الذي كان يراقب حالتها بصدمه وأشفق على حالها رغم أنه لا يعرف ما حدث لها بالتفصيل.. فهناك في داخلها وحدها هي من تكتم أسرارها وبئرًا لدموع ذرفتها عيون بكت مرار لنفوس لا يعلم مآلها إلا الرب.. إبتلعت ريقها بصعوبة بالغة وهي تغمغم بصوت حاولت أن تجلي حلقها أولا ثم تجيب عليه


= ليس الأمر كذلك ، لكن .. لن يفيد شيء اذا تحدثت. حتى أنك قلت أيضًا إن سبب إنقاذك لي هو أن تعبير  وجهي تذكرك بشيء من الماضي ولم تشرح لي ما قصدته .. هل هي صديقتك؟ اقصد ام حبيبتك؟ 


نظر آدم إليها وهز رأسه برفض وما تجلى الإحباط والبؤس على وجهه! وتمتم بوهن  


= لا ، ليس الأمر كذلك ، لكني أيضًا لا أريد أن أقول ، وعندما قلت ذلك ، كان مجرد سؤال وليس اجبار .. لديكٍ الحرية المطلقة إذا كنتي لا تريدي أن تخبرني بما حدث معكٍ.


ساد الصمت لينظر ادم إليها في إنتظار حديثها ليعرف ما حدث لها ؟ واذا كان والدها يمتلك قصر صحيح ما الذي حدث ودفعها لتصبح هنا الآن؟ ملأت اليزابيث رئتيها بالهواء وزفرته سريعًا في محاولة يائسة للسيطرة على مشاعرها وانفعالات جـ.ـسدها ثم همست بألم


= كنت أعيش في رفاهية من قبل ، وكان والدي رجل أعمال مشهور و رجلاً ثريًا وكان يحبني بشدة .. قبل أن يصاب بنوبة قلبية عندما أفلس وخسر كل المال في البورصة .. بعد ذلك انتقلت إلى منزل عمي وزوجته وابنته. لم تكن الحياة هناك مريحة ، لكنها لم تكن سيئة ايضا. مرت الأشهر والليالي ، وكان عمي أركون يعتني به جيدًا ، لكن عندما بدأت الدراسة ، لم يستطع دفع مصروفات جامعتي وعندما علمت بالصدفة ، طلبت مني ابنته أن أعمل من أجل تخفيف العبء عنه ، وبالفعل توظفت لم يكن العمل سهل علي وانا في تلك الظروف لكني حاولت.. وواجهت صعوبات كثيره .. وكانت الامور تسير بهدوء حتى 


بدأ آدم يفهم ما الذي حدث معها اعتصر حزنها قلبه فغمغم بعد أن صمتت وعيناها امتلات بالدموع بمرارة 


= حتى ما؟ ماذا حدث بعد ذلك!


تقوست شـ.ـفـ.ـتاها للأسفل وقالت بصوتٍ متحشرج ينذر بالبكاء


= لا أريد أن أتذكر ما حدث بعد ذلك ، لكن باختصار ، وقعت في حب الشخص الخطأ ، ولهذا السبب أنا هنا الآن؟ لا أعرف حتى لماذا فعل ذلك بي ، لكني أتذكر جيدًا أنه أحبني ، أو أنني كنت أتخيل ذلك ... ثم حدث ما حدث لذلك لا اريد ان اذهب الى عمي وانا بتلك الحاله


تغَّضن جبين آدم وتجهمت ملامحه لكن لم يرف له جفن، وهو يتساءل


= لا تريدي ان تذهبي الى عمك، لأنك خائفه من رده فعله ..ام انك لا تريدي ان يراكٍ بعد ما حدث لكٍ


للحظة بدأت نظراتها له غير ثابتة كأنها تتهرب لكن لسانها أنكر وهي ترد عليه


= الاثنين! لا اريد ان يعرف انني اصبحت عاهره وخائفه ايضا من رده فعله حينما يعرف فلا اتوقع ماذا سيفعل عندما يعرف.. لذلك اتمنى ان يعتقد انني ميتٍ افضل من ان يعرف كيف اصبحت الان؟ انا تغيرت كثيرًا عن سابق 


تقبضت يديه بعجز ليردف بصوتٍ مرتجف


= لا أحد يتغير فجأة ..كل ما في الأمر أننا في لحظة ما نغلق عين القلب و نفتح عين العقل، فنرى بعقولنا حقائق لم نكن نرها بقلوبنا.. وتلك هى الحقيقه التى لطالما حدثتنا عقولنا عنها ولكنا فضلنا ان نواريها تحت اقدام قدر حبنا لهم ...


صمتت قليلاً بتوتر شديد ثم رفعت وجهها نحوه ومسحت دموعها بظهر كفيها وهي تنظر إلى فنجان القهوة الذي وضعته أعلي المكتب للتو لتقول بصوتٍ متهدج 


= هل اعجبتك القهوة ؟


تفهم آدم أنها تريد تغيير الموضوع، ولم يزعجها اكثر بالتساؤلات ..مد هو كف يده وألتقط قدح القهوه من أعلي المكتب وقربة أولاً من أنفه ليشتم رائحتها العبقة، أغمض عيناه وهمهم بتلذذ تحت تلك الناظرة عليه بعيناها وأنزل القدح لمستوي فمه وأرتشف رشفته الأولي بتلذذ وأستمتاع فهو شخص عاشق للقهوه ثم فتح عيناه ونظر إلي تلك الوقفة تطلع إليه بإهتمام ليقول مبتسم


= ممتازة ، أنتٍ جيد في ذلك ... وأنتٍ تطبخي جيدًا بمهارة ايضا ، أنا اعتادت على طعامك اللذيذ وأشعر أن وزني سيزداد بسببك ... ولكن من أين تعلمتي هذه الأشياء ، أنتٍ قلتي للتو أنك كنتي تعيشي حياة الأغنياء وكان لديكٍ قصر وكان والدك رجل أعمال مشهور.. فبالتاكد كان لديكٍ خدم 


سَرَت قشعريرة في جـ.ـسد اليزابيث لتقول بابتسامة متشنجة فقد تذكرت نيكولا الذي احضر لها ذلك العمل حتي تثق به 


= في وقت من حياتي ، كنت أعمل طاهياً في احد الفنادق ، وتعلمت الطبخ من شيف ماهر هناك. إذا كنت لا تريد مني شيئًا الآن ، اسمح لي بالذهاب إلى المطبخ حتي إنهاء الغداء.


تنُّهد آدم متذكر قبل أن يقول لها 


= بالمناسبه لا تنتظريني أنا و زين على الغداء ... ساتأخر اليوم


ازدادت ابتسامة اليزابيث اتساعًا وهي تقول له مقترحه


= اذا كنت تريد ان تاكل الان فالغداء جاهز


غمز لها آدم و اردف بمزاح 


= قلت لك سيزيد وزني ولم تصدقي


إبتسمت له بخفه علي مزحه ثم اردفت اليزابيث باهتمام 


= انها الواحدة ظهرا .. افضل من بقائك بلا طعام طول النهار


اومت لها آدم بالموافقة لتتحرك اليزابيث للرحيل و اغلقت الباب خلفها وتوجهت الى المطبخ لتسكب الاطباق للجميع ...


❈-❈-❈


دخلت اليزابيث لمكان أشبه بشرفة واسعة تطل على حديقة صغيرة مزينة بالورود والأضواء الدافئة .. وفي المنتصف طاولة مزينة ببعض الازهار، سحب آدم المقعد أمام الطاوله وجلس هو لتتقدم اليزابيث مقابلا له لتضع الطعام بينما كان ينظر لها بعينيه اللامعتين بصمت! وعندما لاحظ ما يوجد بالاطباق رفعت عينيه آدم بدهشة وما أن إنتهت من وضع الأطباق أمامه  استاذنت منه لتسير  بأدب لتنصرف فقال آدم بتذمر واستنكار 


= ما هذا! يا إلهي .. تركتي كل ما في الدنيا من طعام.  وأحضرتي السمك إلى هنا لتطعمني أياه .. كيف سأأكله؟ لا أعلم كيف أخرج الأشواك منه.  


عقدت حاجبيها وهي تقول بدهشة


= حقا! آسفة ، لم أكن أعلم أنك لا تحب السمك


ظل ينظر لها للحظات صامتا ثم فتح فمه يقول بخفوت حزين 


= لم أقل إنني لا أحب وجبة السمك، على العكس من ذلك ، كان طعامي المفضل عندما كنت صغيرًا .. لكني لا أعرف كيف أتناوله عندما يكون مليئًا بالأشواك مثل هذا. فكانت والدتي هي التي تهتم بذلك قبل رحيلها 


نظرت إليه اليزابيث ببؤس ثم ساد الصمت لينظر ادم إليها مطولاً لاحظت ذلك هي و ابتسمت بتوتر له وهي تحاول البحث عن كلام مناسب للرد فرفعت يدها تتلاعب بخصلة هاربة بجانب وجهها بصمت ثم قال آدم بخفوت 


= لماذا لا تقومي بهذه المهمة بما أنك قمتي بطهيها فليس من الصعب عليكٍ إمساك السمكة وإخراج أشواكها منها


عقدت اليزابيث حاجبيها بعدم استيعاب فأكمل آدم  يشرح لها ببعض الشرود من طلبه الغريب هذا


= بصراحة مظهره يثير اللعاب و اشتهيت السمك كثيرا ولفترة طويلة لم اكله و لكن لا اعرف كيف ازيل اشواكه .. اذا كان ليس لديكٍ مانع قومي انتٍ بذلك المهمه


ضغطت اليزابيث على يدها بقوه بغضب مكتوم من طلبه لتفكر داخلها هل اعتقد نفسه اشتراها بالفعل ليطلب منها ما يشتهيه ويريد، حاولت الضغط على نفسها لتنظر إليه مبتسمة بخفوت ثم صمتت لا تعلم ماذا تقول، فبدأ آدم بالكلام قائلا مره أخري بحذر


= اين شردتي ..اليزابيث!  


لمعت عينا اليزابيث ببعض الإرتباك وابتسمت بسخرية مُرة داخلها وهي تخبره مبتسمة بغيظ 


= معك.. حسنا كما تريد سافعل


ابتسم آدم بامتنان مرادفا يتساءل وهو يمد يده بطبقه 


= بالمناسبه اين زين؟ لماذا لم ياتي لياكل معنا 


تنهدت بقله حيله وهي تجلس أمامه واخذت الطبق أمامها فأردفت بنفاذ صبر 


= قال ان لا يريد ان ياكل طعامي ولا يريد اي شيء مني، من الواضح انه ما زال غاضب لانني قد قطفت زهورة الباهظه 


ضحك آدم بخفوت وهو ينهض من مقعده ليتحدث وهو يفتح أزرار كمي القـ.ـميص ويشمر !! حتى لا تتسخ ملابس العمل وهو يأكل


= لا تنزعجي منه ، فهذه هي طريقة زين وطبيعته ، يغضب عندما يقترب أي شخص من تلك الزهور 


هزت راسها له بالايجابي دون النظر إليه ثم أمسكت بالسمك تنزع عنه أشواكه فضحك آدم بعجب وهو يتابعها بعينين لامعتين وهي كانت مستمرة في مهمتها حتي انتهت من سمكه واحده ووضعت الطبق امامه، مد آدم يده على الفور مباشرةً ليأكل باستمتاع و بحنين فهذه الوجبه اعاده ذاكرته الى الماضي... عقدت اليزابيث حاجبيها ناظرة له باستنكار فكل ذلك الاستمتاع لاجل وجبه سمك !. 


ابتسم وهو يمد يده ياكل من جديد وانقبض قلبه على نفسه حزنا بينما وهو يردف بشرود بملامح بهتت


= أتذكر هذه الوجبة ، كانت والدتي تدللني وتخرج الأشواك لي وتأكلني بفمي .. ولكن بعد رحيلها توقفت عن أكل السمك لأنني افتقدتها كثيرًا .. ولكن بينما كنت اتناول الآن شعرت كأنها أمامي ومعي .. أتمنى لو لم أتوقف عن أكل السمك من قبل لأشعر بالحنين ذلك .. يا للحظ.. اتمنى أن تعود أمي إليه من جديد 


أغمضت اليزابيث عينيها و اردفت بنبرة خرجت دونا عنها بالفعل مثيرة للشفقة عليها وعليه


= أحلام صعبة جدا حد الوجع ! .. فالاموات لا تعود مهما فعلنا.


ضغطت اليزابيث على شـ.ـفـ.ـتيها بندم وكاد أن تدمع عيناه وهو ينظر لها بواقعيه فتنحنح يحاول تغيير الموضوع فقال لها متسائلا بتوتر


= من علمك نزع الأشواك من السمك  


ودونا قصد هو الاخر فتح امر الفراق لديها.. أومأت وهي تحاول التفاعل معه في محي الحزن مؤقتا وقالت وهي مستمرة في نزع الأشواك من السمك بصوت مخنوق


= أبي كان دائما يحب هذه الوجبه.. وأنا تعلمتها لأجله  


❈-❈-❈


غربت الشمس وأسدل الليل ستاره الأسود المزين بنجوم بدت كماسات تلمع من بعيد متوهجه، قد ذهب الجميع للنوم ما عدا اليزابيث لم تتمكن من النوم ، فالليلة البدر مكتمل وهي تجد سلوتها في مناجاة البدر حين يكتمل.. تقف بمفردها تحت الشجرة وتلف حول جذعها بحركات دائريه كما كانت تفعل عندما كانت صغيرة تستمتع بهدوء الطبيعه وقد سكنت العصافير ونامت المخلوقات فلم يبقي إلا هي وزوار الليل .


ظلت اليزابيث واقفة تنظر لذلك الستار الجميل الشكل رغم ظلامه، تتذكر كلام أبيها وهي تبتسم بحنان واشتياق ! لطالما كان يخبرها دائما أنها لامعة مثل النجوم بشخصيتها الأنثوية المختلفة التي تحمل قوة خفية تظهرها وقت الحاجة وبعد علمها ما مرت به من مسافة طويلة وحدها بتلك الحياة تدرك عن أي قوة خفية كان يتحدث أبوها فالأمر أشبه بالمستحيل .. إنها تكاد تتجمد رعبا وتخمد انهيارها داخلها من مجرد الذكرى .. لكن على ما يبدو أن الإنسان عندما يوضع في موقف لا يحسد عليه فإنه يحاول اجتيازه بأي طريقة ممكنة آملا الهروب من مصير مخيف !..


صحيح انها لا تنكر بان بدات تشعر بالامان في ذلك المنزل نوعا ما ! حتى اذا كان يزعجها الجميع هنا فهي راضيه... طالما انها بعيدا عن شويكار !! 


تثاءبت اليزابيث وهي تحتضن خـ.ـصرها بذراعيها تبعث بعض الدفيء في نفسها وبدات تشعر بالنعاس لتحرك قدمها لتذهب للنوم لكن.. مهلاً لحظه توقفت مكانها بعد أن شعرت بحركة غير مألوفة تشعر بها قرب باب البيت الرئيسي ماذا عليها ان تفعل ؟ انه من الواضح لص تشاهد رأسه الان وهو يراقب البيت وهو يمد يده اسفل الباب يحاول فتحه تحفزت كل ذرة وخلية في جـ.ـسدها بخوف شديد لتفكر سريعه كيف تمنع ذلك اللص من سرقه بيت آدم ، ولا يهم ما الذي سيحدث لها . المهم ان تحمي هذه الدار الذي سكنت تحت سقفه وحماتها جدرانها .. 


❈-❈-❈


دخلت لارا من بوابه المنزل وهي متخفيه بالبلطه الطويل من اعلى راسها الى قدمها وأتجهت للدرج كي تصعد إلي الداخل... فلمحت ظل أحدٍ يتحرك أمامها تحت الدرج توجست من هذا الظل معتقدًة أنه لص هي الأخري ، فأخذت تهبط منه متجهة لهذا الظل فرأيت أمامها فتاة تحمل بيديها خشبه سميكه وتلوحها بيديها كانها تهددها بها شهقت لارا بقلق وبسرعه مخرجًا سلاحه من " حقيبتها " فـ شقيقها انطون قد دربها عليه لاجل عملهم الخطير لتحمي نفسها اذا تعرضت لاي هجوم من الغرباء وما إن رفعت السـ.ـلاح بوجهها نحو رأسها، شعرت اليزابيث بالذهول وتفاجات بالسـ.ـلاح يرفع بوجهها، فما كان منها إلا أن سقوط الخشبيه من بين كفيها بصدمة وذعر مما حدث و حاولت أن تتحدث ولكنها لم تستطع من الخوف.. 


فكانت الا ثواني وسوف تصوب بالسـ.ـلاح عليها بالفعل لولا انزلت السلاح بخضة عندما أستمعت لصوت آدم يصرخ بها بتحذير


= لارا ماذا ستفعلي؟ أخفضي سلاحك أيتها المجنون بسرعه


التفتت لارا إليه باستغراب و أبتعدت اليزابيث للخلف بذعر وهي تتنفس الصعد بصعوبه باللغة، بينما نظرت لارا إلي آدم وقالت بغيظ شديد 


= من تلك الفتاة يا ادم ،ماذا تفعل هنا هل تعرفها؟!.. قد ظننتها لصة


نظر لها آدم بضيق شديد وقال لها بغضب أشد


= هل انتٍ غبيه يا لارا دون ان تعرفي هويه الفتاه حتي، اخرجتي سـ.ـلاحك نحوها وتريدي ان تقـ.ـتـ.ـليها. لم تفكري لحظه من الممكن ان تكون هذه الفتاه تسكن هنا؟ التي كانت ستكون جثة هامدة بسبب تسرعك.. 


تعجبت لارا من عصبيته لكن احمر وجهها من الغضب وهتفت بحده 


= مهلا لحظه ما الذي قلته للتو ! تسكن هنا؟؟ في المنزل معك! من تلك الفتاه يا ادم اريد ان اعرف وماذا تفعل هنا 


أردف آدم معلق على حديثها يعنفها بصوت خفيض بحزم


= أخفضي صوتك هذا لارا، و ما الذي كنتي تفعليه انتٍ ايضا بذلك الوقت؟ لماذا جئتي إلي هنا الآن


كانت إليزابيث تقف بينهم ولا تفهم شيء وصامته من القلق و التوجس.. بينما تأفف آدم منها وكاد يزجرها مرة أخرى لكن سبقته لارا تهتف غاضبة بشده


= ليس هذا الجواب الذي كنت أنتظره.. اريد حالا اعرف من تكون هذه الفتاه وباي حق تجلس معك، وانا لم ارفع عليها السـ.ـلاح عمد قلت لك لقد ظننتها لصة وهي ايضا كانت تمسك بيدها لوح خشب سميك وكانت تريد ان تضـ.ـربني به ،فطبيعي ان ادافع عن نفسي 


عقد ادم حاجبيه بدهشة لينظر إليها متعجب، لتسرع اليزابيث قائلة بتبرير 


= لم اقصد أن اؤذيها... لكن عندما رايتها تدخل من باب المنزل متخفيه في ذلك الوقت ظننت في الحقيقه انها لصه! 


تمالك ادم نفسه بصعوبه حتي لا يضحك علي حديثها بينما نظرت لها لارا بغضب وكادت تعنفها لكنها أستمعت لصوت زين يخرج من باب المنزل ويتقدم اليهم ، رمى زين نظره واحدة عليهم بدهشة فسأل بصوت متوترة


= هل حدث شيء ؟ ما مصدر هذا الصـ.ـراخ ، من الذي كأن يتشاجر.. 


نظرت إليه لارا بملامح صارمة و أردفت بصوت حاد 


= زين قول لي أنت من هذه الفتاه.. أنا لم أعلم بعد من هي؟ وماذا تفعل هنا بينكما؟ 


تعجب زين من حديثها وقال بنبرة هادئة 


= إنها آنسة اليزابيث الطباخه الجديدة هنا


ظهر الإستنكار على ملامح وجه لارا لتهتف بسخط وغيره 


= طباخه جديدة!. لم اعرف انك احضرت عامله جديده ولماذا لا تقول لي آدم؟ ولما هي تسكن معكم؟ 


نظرت لهم اليزابيث ببعض الخجل و التوتر ولم تتحدث بينما انسحبت اليزابيث من بينهم قائلة بتلعثم


= من بعد أذنكم.. 


ثم ذهبت تصعد الدرچ تاركة لارا ناظرة لها وعقلها يكاد يتوقف من وجودها هنا بمفردها مع آدم، ثم تطلعت لارا إلي آدم بسخط وقالت له بانفعال شديد


= تحدث آدم لما تلك الفتاه هنا؟ 


بدا يستوعب زين ما يحدث وفضل الصمت، بينما هتف آدم بنبرة جفاء وهو يبتسم ببرود


= لا عـ.ـلاقة لكٍ بي ، أليس هذا منزلي؟ يحق لي افعل بة ما أريد


اتسعت عينا لارا بنيران تشتعل داخل صدرها من الانفعال وكادت تصـ.ـرخ به لكن سبقها آدم بالرحيل وهو ينظر لها بضيق وصعد الدرج بعدم اهتمام، نظرت إليه بذهول وصاحت بعصبية وبسخط   


= آدم أنا لم انتهي من الحديث معك... و كنت قادمه اليك بالاساس لنجلس سوا.. آدم توقف


رحل آدم ولم يعود إليها بينما حمحم زين ليرحل هو الأخري دون أن يقول شيئا واكتفي بالنظر إليها، أومأت لارا له دون أنتباه له وذهب وتركها ليصعد الدرچ هو الآخر وكانت عيناها تلمعان بوميض عاصف نحوه تلك الفتاه!.. 



 تابع قراءة الفصل