-->

رواية جديدة وصمة عار لخديجة السيد الفصل 22 - 2

 قراءة رواية وصمة عار كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية قبل أي منصة أخرى



رواية وصمة عار رواية جديدة قيد النشر

قصه من قصص و روايات الكاتبة خديجة السيد



رواية وصمة عار

تابع قراءة الفصل الحادي والعشرون




العودة للصفحة السابقة

الفصل الثاني والعشرون الجزء 2

❈-❈-❈



في اليوم التالي، فتحت اليزابيث عينيها ببطيء وأشعة الشمس تتسلل للغرفة من الشباك بستائره البيضاء الخفيفة المتطايرة والتي لا تقلل من نور الشمس بل تُدخله كاملا فتنزعها من نومها المليء ..تمطت بجـ.ـسدها قليلا براحة ثم انقلبت على جانبها الآخر لتفيق بهدوء شاردة في ذكرياتها لكن سرعان ما اتسعت عيناها بصدمه عندما إصطدمت نظراتها ما أن فتحت عينيها بوجوده زين واقفا بجوار الباب عاقدا ذراعيه العضليين أمام صـ.ـدره ينظر إليها ، وكأنه ينتظرها ! شهقت بإجفال وهي تهب بجذعها جالسة تضم الغطاء لصـ.ـدرها بحركة عفوية ثم همست بحنق وهي تستوعب وجوده 


= يا الهي تبا .. ماذا تفعل هنا ارعبتني في ظهورك فجأة بالغرفة


وجدت صامت ثم سحبت نفسا هادئا تهدئ من إنفعالاتها كالعادة لتقول بعدها وهي ترسم ابتسامه غيظ 


= اقصد صباح الخير سيد زين .. كيف حالك اليوم ولماذا جاءت إلي الغرفه فجاه هل تريد شئ؟ 


لوي زين شفـ.ـتيه ليرد عليها بهدوء بارد متجاهلا تحيتها الصباحية بتعمد 


= ظننتك ميتة لن تستيقظي أبدا الساعه قد تجاوزت الثانيه عشر.. ما كل هذه الراحة والنوم بحرية وكأنك في فندق سياحي! أم أنك غير معتاده على النوم فوق الفراش 


جزت اليزابيث علي أسنانها بضيق منه واعتدلت من فوق الفراش لتقف وهو لاحظ غضبها المسلي له وفك ذراعيه ليضع يديه في جيبي بنطاله قائلا باستفزاز متمعن 


= هيا اغسلي وجهك أولا ثم انزلي الى الاسفل واحضري الفطور فالسيده لارا خطيبه السيد ادم بالاسفل! 


قالها معتمد حتى اذا كانت ترسم في عقلها بعض خيالات حتى يقع ادم لها تبتعد عنه وتفقد الامل، عقدت حاجبيها بدهشة وهتفت باستغراب بعفوية


= هل السيد آدم خاطب لما اكون اعرف ومن هي ؟ 


ابتسم زين وقال بابتسامه عريضه بانتصار


= تلك السيده التي اعتقدتي انها لصه وكنتي ستـ.ـضربيها بالأمس  


فتحت فمها ببلاهه ثم احمرت بحرج وهي لا تصدق أنها تلك الفتاه خطيبه آدم، الرجل الذي فتح منزله اليها ليحميها ، ثم همست بنبرة متوتره


= حقا لم اكن اعرف ..حسنا سوف اتي


هز زين رأسه وأكمل بنبرة ذات مغزى 


= اسرعي حتى لا تنزعج السيده لارا من الانتظار، واي شيء تطلبه منك نفذيه.. ولا تنسي انها صاحبه هذا المنزل الذي تجلسين به لفتره محدوده !. 


❈-❈-❈


أخذت اليزابيث صحون الطعام الزجاجية وخرجت من المطبخ متجهة لغرفة للخارج حيث الحديقة ، فقد قررت لارا أن يكون الإفطار بالحديقة حيث الهواء النقي علي الضوء الشمس.. فقد جاءت لارا منذ الصباح

ولم تتوقف لحظه واحده عن الاوامر إلي اليزابيث بسخط


وبينما هي تضع الصحون على الطاولة الخشبية نظرت لارا إلي آدم الذي يشرب القهوة ويقرا الجريده دون أي اهتمام بمن حوله... ثم تركزت نظراتها الي اليزابيث وهي تضع الطعام بتركيز وعيناها لا تجروء على النظر لمن حولها، جزت لارا علي أسنانها بغيظ منها وهي تراقب ملامح وجهها حيث رأتها فتاه جميله جدا تسكن مع خطيبها وحبيبها الذي لم يهتم اليها ولا مره في حياته.. في وجود هذه الفتاه أمامها قد يشكل خطر في حياتها.. 


حمحمت لارا بغرور وامسكت الشوكه لتتذوق الطعام لتتحول ملامح وجهها الى اشمئزاز و نظرت إلي اليزابيث الذي مزالت منشغله في وضع الطاعه لتهتف بحده


= ما هذا القرف الذي تقدمي الينا، هل تسمي ذلك طعام 


وضعت اليزابيث اخر صحن على المائدة ، وكادت تذهب لكن أوقفها صوت لارا، كسى الإستنكار معالم وجهها تسألها بدهشة


= ماذا، ما بي الطعام ؟. 


لوت لارا شفـ.ـتيها بسخرية لاذعة لتصيح بصوت عالية بعـ.ـنف


= وما زالت تتساءل هذا لا يسمى طعام بالاصل ،الملح زائد فيه ومنظره على السفر يثير الاشمئزاز اذا كنتي لا تعرفي تطبخي جيدًا ، لما انتٍ هنا الان ارحلي من هنا افضل فمن الواضح انك ليس لكٍ فائده هنا في شيء 


عقدت اليزابيث حاجبيها بدهشة من كلماتها ولم تعرف بماذا تجيب بينما، نظر لها آدم بضيق ظهر واضحًا على وجهه قائلاً بنبرة حازمة


= الطعام جيد جدا يا اليزابيث.. اذهبي انتٍ الان واكملي عملك 


نظرت إليه مترددة ليهز رأسه بالايجابي لترحل بالفعل، ثم نظر إلي لارا بغضب مكتوم


= سؤال واحد فقط ،لماذا تاتي إلى هنا كثيرًا؟ كل ليلة أجدك هنا ، مرة بالأمس والآن في الصباح. ما الذي تريدي الوصول إليه من وراء أفعالك هذه؟


جـزت لارا على أسنانها بغيظ وهي تقول عده تساؤلات باستفسار 


= قل أنت بالأول أين قابلت هذه الفتاة؟ و من اين تعرفت عليها ولما تسكن معك ، ولما هي بالذات يا آدم اريحني ساجن كلما رأيتها تسير امامك


نظـر لها نظرة مغلفة بجميع معانى الكره والاستحقار ليغمغم 


= على الرغم من أنه شيء لا يهمك ، ولكن إذا كانت هذه الإجابة ستنقذني من زياراتك اليومية ، حسنًا ، كانت تبحث عن وظيفة بالقرب من هنا ، وبالصدفة ، قبلها زين وطلبت منه أن يجد لها وظيفة ، لأنها كانت بحاجة إلي المال وليس لديها أحد هنا ، وقالت إنها ماهرة في الطبخ. جربتها ببعض الوصفات وقد اعجبني ومن هنا تم تعينها .. هل يريح فضولك الآن؟ هيا غادري 


رفعت حاجبها متهكما ثم لوت شفـ.ـتيها بتقزز واضح فقالت هي بـ.ـوقـ.ـاحة


= واو طعمها اعجبك ممم.. وهل طعمها فقط الذي اعجبك ام شيء اخر قد اعجبك فيها ايضا


أغمـض آدم عينيه وكأنه يحـاول منع وصول العصبية لعقله حتي لا ينقض علي تلك البائسـة الذي أمامه ثم فتح عيناه وأشـار إليها وأجاب بصوت حاول إخراجه حازم


= تعلمي حتي الشرح والتبرير خساره معكٍ.. ظلي تسبحي باوهامكٍ داخل عقلك حتى تجني افضل 


❈-❈-❈


كانت اليزابيث بالمطبخ ، كانت تقف أمام الموقد وتطهي طعام الغداء عليه ، ليدلف آدم غرفة المطبخ وأغلق الباب خلفه يخطي خطوة نحوها ، رفعت اليزابيث وجهها وطلت برأسها  لترى آدم أمامها عقدت حاجبيها بتعجب عندما أغلق الباب عليهم فتركت ما كانت تفعله بارتباك، وظنت انه قادم هنا حتى يبوخ إياها على ما فعلته في خطيبته بالامس ، فنظرت للأسفل بخجل لتقول بأسف 


= اعرف لما انت هنا سيد ادم.. أسفة لسوء ظني بي خطيبتك آنسة لارا ، ولكن ملابسها و البالطو الاسود جعلاني أظن هذا.. اعتذر مره ثانيه


نظر آدم لها بدهشة للحظات ثم هتف بعصبية حادة 


= هذه الفتاه ليست خطيبتي، من اين جئتي بهذا الحديث ولا تقولي هذا الكلام مره ثانيه فليس لي عـ.ـلاقه بها ، ولم اكن قادم لأجل ذلك بالاساس


رفعت مقلتيها بعينان لامعة من التعجب فقد قال لها زين عكس ذلك للتو، فقالت بخفوت 


= اعتذر! لكن السيد زين قال لي عكس ذلك وان تلك الفتاه إسمها لارا وتكون خطيبتك 


عقد ادم حاجبيه باستغراب لم يفهم لما قال لها زين هذا الحديث لكن لم يهتم كثيرا وقال لها بصوت حازم 


= قد يكون اختلط الامر عليكٍ ولم تفهمي حديث زين جيد، لكن هذه الفتاه ليس لي علاقه بها.. علي أي حال ليس مهم الان، انا كنت هنا لاجل شيء اخر 


نظرت اليزابيث إليه بهدوء وصمتت ثم تنهد هو بعمق يسترد حديثه بصوت أجش 


= جئت إلي هنا حتى اعتذر على ما فعلته لارا لكٍ حينما ظنت انكٍ لصه ، هي تكون صديقه مقربه للعائله واحيانا تاتي الى هنا، لذلك هي تفاجات بكٍ بالأمس، لا تنزعجي منها ومن حديثها اللاذعة 


اتسعت عينا اليزابيث ببلاهه لم تصدق ما سمعته هل يعتذر اليها الى شيء ليست له عـ.ـلاقة به! هل هذا الشخص مهذب لهذه الدرجة، نظرت له بعينان لامعة من الخجل وقالت بصوت منخفض 


= آه ! حصل خير  ، لم يحدث شيء.. 


وما أن أنهت حديثها حتى طالعها بنظرة أخيرة ثم هتف بخفه وقال 


= جيد، اكملي عملك الان بالاذن 


وقد ذهب آدم لحال سبيله ، بينما تحولت بسمتها المحرجة إلى بسمة جانبية سارحة بتلك النبرة الرقية ،  ومازالت تقف تشاهده وهو يرحل وبسمتها مازالت على شفـ..ـتيها وذلك الوميض مازال يتراقص بعينيها لتهمس بصوت غير مسموعة 


= هل يعيش في عالم اخر ذلك آدم !! 


❈-❈-❈


بداخل غرفه زين، كان يقف في منتصف الغرفه و الباب كان مفتوح! وهو يقف ينظر الى تلك العلبه الذي بين أيديه باهتمام المليئه بالتربه المصنوعه الصالحه للزراعه، ثم تقدمت اليزابيث بخطوات مترددة لتطرق الباب وهي تقول بتوتر شديد


= سيد زين ، هل انت متاح الآن؟ هل يمكنني الدخول؟


نظر زين لها ومـط شفـ.ـتيـه ثم رد عليها بما ليس له عـ.ـلاقة بسؤالها 


= ما بك يا فتاة؟ هل أخذتي درسا في اللطف والذوق؟ لكن من الجيد أنكٍ أتيتي إلى هنا حتي أسألك .. ما هذا؟


ابتسمت اليزابيث بحماس وهي تقول بصوت هادئ 


= هذه تربة صالحة للزراعة، فأنت غضبت مني في المرة السابقة عندما قطفت زهورك دون استأذن منك ، وأنت على حق .. لذلك فكرت أن أحضر لك هذا كاعتذار


ضحك زين فجاه بصوت عالية بقوة لتعقد اليزابيث حاجبيها بدهشة ثم رفع زين كتفيه ولم يتخلي عن بروده لحظة وقال بجفاء


= من النادر أن تجدي شخصًا مثل آدم ، لكن هناك الكثير من أمثالك


دارت كلمات زين في علقها بعدم فهم، فابتسمت اليزابيث نصف أبتسامة صفراء متسائلة باستفسار


= عفواً ، أنا لا أفهم ما الذي تتحدث عنه


تطلع فيها باستفزاز معتمد وكان يقف والأبتسامة الخبـ.ـيثة تعلـو ثغـ.ــره قائلا


= أقول أنك عندما رأيتي أن السيد آدم غير متاح واكتشفتي أن هناك امرأة في حياته .. فكرتي أن تغيري خطتك وتركزي معي أنا، حتى أخـ.ـضع لكٍ وتسـ..ـيطري عليه .. أليس كذلك؟


نظرت إليه عده لحظات بجمود بينما هو يتطلع فيها باستفزاز .. لتتحرك بغضب شديد واخذت منه التربه وهي تسقطها بالأرض من يدها وتهشمـت و سقطت التربه بالأرض بقصد منها، وظلت هي تنظر له بغضب هادر... بينما صرخ بها زين وشرارات غاضبة تتطايـر من عينيه السوداء 


= هل انتٍ مجنونة ماذا فعلتي؟ 


نظرت له نظـرة من كثرة المشاعر التى تملؤوها يعجز زين عن تفسيرهـا، لم يعرف أهي حزن .. كسرة .. غضب أم خبث.. ثم قـالت اليزابيث بصوت هادئ أشبه لهدوء ما قبل العاصفة 


= ماذا؟ ليس عـ.ـلاقة لك به، فهذه التربه انا من صنعتها وانا من افسدتها الان؟ وانتهى الأمر! حتى لا يفكر عقلك القذر الدنيء في هذه الأفكار مرة ثانية نحوي ، لكنك على حق ، فأنا المخطئ عندما فكرت في محاولة الاقتراب منك بنية إيجاد عائلة لحمايتي وإصلاح الأمور بيننا 


أدمعت عينيها بيأس ! جـرح أخـر يُضـاف لقائمة جروحها السوداء، اما يكفيها الألم لها ليأتى هو ويزيدها!! نظـرت له بجزع وقالت بين دموعها بصوت صارم بشده


= ولكن إذا كانت هذه هي أفكارك تجاهي ولم تتغير ، بغض النظر عن ما تفعله أنت الأخر نحوي ليس جيدًا .. لكن لن أقترب منك من الآن فصاعدًا


جحـظت عينـا زين بصدمة وشعر بالتوتر لا يعرف لماذا لكن حقا هو خائف على صديقه منها ولا يثق بها مطلقاً فهي مهما فعلت ستظل في نظره عاهره !! ويشعر دائما بالقلق منها وانها تخطط الي شيء ولم ستذهـب دون أن تنجح خطتها .. بينما استـدارت اليزابيث متجهة للخارج بخطوات سريعة وهي تبكي وتتألم بصمت ليشعر زين بالاختناق و التردد !! 


❈-❈-❈


في منتصف الليل.. .


في منزل أدم، دلـف آدم الي المنـزل بخطـوات هادئـة، لكن ليتوقف عندما وجد اليزابيث تجلس أعلي المقعد بالخارج في الحديقه وحدها ليغير مسار خطواته وكأنه تذكـر تلك المسكينة التي أصبحت واحدة من افراد المنزل، تقدم منها فقـال لها متسائلا بجدية


= ماذا تفعلي في الخارج  


رفعت مقلتيها ونظرت إليه بتوتر ثم هزت رأسها وهي ترد بهدوء حذر


= ولا شيء.. وجدت نفسي لم افعل شيء بالداخل قلت اخرج الى هنا استنشق الهواء وحسب


هز ادم رأسه بتفهم ثم سأل اليزابيث بصوته الأجش مستفهمًا 


= هل لديكٍ مانع لو جلست معك؟


عقدت حاجبيها بتعجب عده لحظات لكنها اعتدلت بسرعه وهي تقول بارتباك


= لا بالطبع تفضل هذا منزلك بالاساس ولست بحاجة إلى إذن


هز رأسه وجلس بهدوء مقابلها! صمت احاط بكلاهما يتبادلان النظرات دون حديث فيما بينهما ليحمحم بعدها آدم معيداً جـ.ـسد  للخلف بظهره ليتحدث بنبرة مزحه  


= انتٍ صامته للغايه تحدثي الي اعدك انني لن اعضك ولا اشتهي الى اكل لحـ.ـم النساء الجميلات 


هزت كتفها بعدم معرفه ثم شعرت بالتوتر والخجل وهي تتحدث بتلعثم


= ماذا سأقول بعد .. حسنًا ، يجب أن أشكرك كثيرًا على كل ما فعلته من أجلي ومساعدتك لي ، لقد فعلت الكثير من أجلي وأبعدتني عن تلك السيدة .. حقًا أنا مدينا لك كثيرا


ابتسم آدم بخفه وقال بصوت منخفض


= أنا لم أفعل أي شيء ، هذا واجبي. إذا وجدت شخصًا يحتاج إلى مساعدة ، يجب أن أساعده طالما كانت لدي هذه الفرصة .. المهم أن تكوني سعيدة الآن.


ليجد صمتها طال تطالع بهيئتهـا المرزية، والصدمة باتت حاجز بين هدوءها و توجسة، بينما سألها مقتضبًا


= ماذا؟ أليس سعيده فقد ابتعدتي عن شويكار مثل ما كنتي تريدي من قبل.. لماذا لست سعيده الآن


رددت بحسرة تشربت ملامحها فهمست دون وعي 


= السعاده هي شيء لا أجده كثيرا في حياتي..اتعلم ما هو شعور ان تتألم وتكون مضطر في العيش؟ وكانما لا شيء يذوب في قلبك .. هذا ما اشعر به بالضبط الآن! 


إستكـات تلك الدقـات التي تزعجهـا وتشعرها بالقهـر، دموعهـا تود الإنزلاق أسفل لؤلؤتيهـا ولكنها تشد لجامهـا لتقـف حتى لا تنهار، ملامحها شاردة وواجمـة كالجـ.ـثة الهامدة خالية من أى روح لتهتف بصوت اجفله


= ومع ذلك لا زلت أومن بأن الرب لم ينساني وبالتاكيد سيجعلني اعيش دون الام واوجاع أخري.. رغم أنني لا الجا الى الرب الا عندما اكون حزينه، اعرف ان هذا يجعلني منافقه 


نظـر لها بنظراته اللتان تلمعـان دائمًا ببريق لم تستطع فهمه حتى الان ثم صمت لدقيقة ورد كأنه يجمع كلماته ليهتف بجدية 


= اكثر المؤمنين منا منافقين لان لا احد مننا يعيش لدرجه الايمان المطلوبه.. لكن اذا كنتي لازلتي تؤمنين فمن ثم لديكٍ امل ولا تياسي من رحمه الله


بدء يستوعـب موقفها الضعيف الذى انحـدرت فيه لتحاول الخروج سريعًا ،هـز رأسه نافيًا بسرعة وقال بحكمة لم يعرف من أين جلبها


= دائما تقولي انك تغيرتي لذلك تفضلي الابتعاد عن اسرتك ، وانا ارى هذا التغيير طبيعي الي شخص مثلك قد مر بظروف صعبه للغايه.. ومن منا لم يتغير الظروف تغيرنا انفصال الأصدقاء عنا يغيرنا الأيام الذي نقضيها بمفردنا تغيّرنا الوحدة تغيرنا تحمل المسؤولية تغيرنا نقاط الضعف تتغير مع تقدمنا ​​في السن و نتفهم وضعنا والعالم والناس أن الابتعاد عن أولئك الذين يرهقوننا ويؤذوننا افضل ،لذلك نحن نتغير ونعطي الأولوية في كل مرة ،لذلك نتغير... فالتغيير حتمي ، ولكن نتمنى أن نتغير إلى النضج ، للأقوى ، وللأرحم ، وليس للأسوأ والأبشع. أكبر خطأ نرتكبه هو عندما نكون مثل كتاب مفتوح ، لذلك يقرأنا كل من يقترب منا البعض يستخف بهذه السطور ، والبعض يسيء الفهم ، والبعض الآخر لا يفهم على الإطلاق. لا تغضبي عندما يمزقك شخص لا يقرأك جيدًا ،أنتٍ من اتحتي اليه الفرصه


سألت دموعها و ترقرقت في عينيها لتلك الذكريات الجميلة التي عاشتها مع أسرتها !!! لكنها لم تعود، لتنظـر له ولم ترمش حتى، هي ليسـت واعية من الأساس لترد !! هي اصبحت مجرد جزء عاتم ليس له فائدة ابدًا !! تحدث مرة أخـرى بحروف كانت مخارجها غريبة عليها وهو يقولها 


= السعاده ممكنه لكٍ يا اليزابيث أيضا، ليس هناك شيء مستحيل على الرب 


بدأت دموعها تهطـل بصورة مُقلقـة، وجـ.ـسدها يرتعش بهيسترية مسيطرة عليها، روحهـا داخليًا تفتت لقطـع متناثـرة .. مهشمة ويرتكـز العنوان الوحيد فوق كل هذا والسبب الرئيسي وصمتها العاريه ! تنطبق عليها لتكن هي المذنبه وليست الضحيه ..اصبحـت تتشنج وهي تتذكـر إستسلامها القهرى الي شويكار لتقول بخجل من نفسها 


= لكن أنا ارتكبت خـ..ـطـ..ـيئه تستحق الموت، لا اعلم اذا كنت في يوم سوف يسامحني الرب على كل ما فعلته في حياتي اما لأ


الوضع كان صعب جدا عليها و حاول التخفيف عنها لانها تشعر بالتأنيب الضمير ... وهذا ما يزيد عذابها ليردف بصوتٍ أجش ثقيل 


= هناك فارق بين الحق والخطا اليزابيث.. المعرفه بالذنب ليست المشكله.. بل المشكله هي الفعل نفسه، ان تظلي تستمري بالخطا دونه المحاوله عن التوقف ولا الشعور بالذنب، هذا اكبر خطأ ترتكبي حقا 


كانت وكأنها لوحًا من الثلـج جـ.ـسد بدون روح، إستسلمت إلي وقعها و لم تتجاوب معه رغم انها حاربت بمفردها كثيرا لكن دائما انتهت بالفشل، قالت بنبرة مقهورة


= وحده من يملك روحي يعرف الحق بين الخطا والصواب لكن انا لا املك روحي سيد ادم.. كنت بالنسبه لي الجميع مثل عروسه بخيط يحركونها كما يشاء من يمتلكها 


ظـل ينظـر لها عدة مرات ويحاول قراءة سطـور عينيها ليفهم ما تفكـر به، ولكنها كانت كاللغز الغامض يصعب فكـه..ولأول مرة وجـد نفسـه يتنحنح باشفاق لم يعرفه ابدًا


= انتٍ ترتكبٍ الاخطاء ولكنك تشعري بالندم، وهذا يعني انكٍ مازلتٍ تمتلكي روحك ولديكٍ فرصه للاخلاص والتوبة.. لان من الصعب أن شخص يمنع شخص اخر من الشعور بالندم


هتفـت بنعومة أكتسبتها من بكاءهـا المفاجئ


= مازِلت أتعافى مِنْ أشياء لَمْ أُخبر أحدًا عنها ..


لم يعـرف لما أهتز جبله الشامـخ لتلك الدمـوع ، لما تأثر ولو قليلاً ؟! ليردف برزانة


= وانا مثلك أعيش الألم بصمت، لم ادعي احد يؤذيكٍ بعد الآن.. اقلهم انا 


اختلست اليزابيث النظر له بطرف عينيها وهي تمسح دموعها بطرف كم القميص الذي ترتدي وقد ابتسم آدم بخفة يجد تصرف اليزابيث ظريفاً وقد اطالت هي النظر بوجهها لاتصدق حقاً ان هذا الشخص الذي اعتقدت و ظنت انه حقير وشرير ليس سوى بشخص عانى مثلها تماماً لرغبته بالدفاع عن الألم ليعيش.. لكن كانت لا تفهم كلماته ذلك هل اهتمام ام مجرد عطف لكن في كل الحالات!! حتـى ولـو أمطـرت سـبعـون عامـاً مـن الفـرح .. قـلبـها أصـبح رمـاداً لا يبـالـي . 


أما في الاعلي كان زين ينظر إليهم من خارج النافذة، وهو يراقب كيف يتحدث معها ادم بلطف وهي تبكي بشده حتي تثير عطفه نحوها !! فقد اعتقد انها تجلس هنا بالاساس معتمده حتي يأتي و يجلس معها و تبدأ تقترب منه، ابتسم زين بعنف وبسخرية لـ يهمس 


= فتاه خبيثة، وانا كنت افكر في الاعتذار منها عما صدر مني في الصبح.. حسنا اليزابيث ،  لنرى كيف ستنجح خطتك وانا موجود ؟!.. 


❈-❈-❈


اتجهت لارا إلي مكتب نيشان بالمنزل ثم فتـحت البـاب عليه دون استئذان ليُصـدم من تواجدها وفي هذا القصر !!! فقد انتهت كل محاولاتها للصبر مع وصل حد غلي الدم بعروقها وهي تصـ.ـرخ فيه بجزع 


= أخبرتني في البدايه أن أتحمل آدم ومع الوقت سيحبني أيضًا ، وفعلت ذلك وكنت اتجاهل دائما اسلوبه الغليظ معي واحيانا اتجاهل كرامتي ايضا .. وكل ذلك علي أمل ان يبادلني نفس الحب ، لكن يخـ.ـوني وتريد مني ان اصمت الى هنا لم اتحمل يكفي


تفاجئ بها نيشان بصدمة لينهض وخـرج صوتـه حادًا صارمًا 


= اهدئي لارا ، لم أفهم شيئًا منك، عما تتحدثي عنه وما فعله بك آدم حتى تغضبي منه بهذا الشكل.


تنحنحت بضيق وكأن الهواء انقطع من الغرفـة، وهى تبتلع تلك الغصة المريرة في حلقهـا ثم تحدثت وقد ترقرت الدموع في عينيها بلمعة الغيرة 


= كنت اليوم في منزل آدم ورايت فتاة جميلة جدا تسكن معه ولا أعرف من أين التقى بها ويقول إنها الطاهية الجديدة، لكنني متأكدة أن هناك شيء بينهما


رفـع حاجبـه الأيسر بدهشة ثم هتف يسألها بعدم تصديق


= توجد فتاة في منزله !! ، منذ متى يقيم آدم عـ.ـلاقـ.ـات كهذه؟ استمعي لي جيدًا ، أنا لا أدافع عنه ، لكن آدم ليس كذلك ، ومن المحتمل أنها مجرد خادمة في المنزل بالفعل لا شيء أكثر من ذلك فآدم لا يكذب ، وإن كان بينه وبين هذه الفتاة شيء سيقولها صراحة


عقد نيشان حاجبيه بحده يفكر في ظهـور تلك الفتاه المفاجئ الذى سيقلب كل الموازيـن في حياته رأسًا على عقب !!! لتزيـد الصدمة ألونًا صادمة عندما قالت  لارا و صراخها بغل المصعوق مستمر


= نعم صحيح لا يكذب.. لكن هذه المره يكذب ، لأني  سالت زين اذا كانت هذه الفتاه هو من اخذها الى المنزل لتعمل؟ قال انه لا يعرف عنها شيء وادم قال عكس ذلك ان زين هو من تعرف عليها بالصدفه وكانت بحاجه الى المال لذلك وظيفها عنده !. اذا لماذا يكذب علي الآن !؟. 


صمت نيشان لحظه ليتذكر اخر مقابله بينهم عندما رفض آدم بشده الارتباط بي لارا؟ ليربط نيشان الاحداث ببعضها وانه تمرد علي بسبب تلك الفتاه !! لتجده يقتـرب ليجلس و اشاره بجواره وهو يقول باهتمام بالغ


= اجلسي لارا حتى نتحدث بهدوء .. وافهم من هي هذه الفتاة وما طبيعة العـ.ـلاقة بينها وبين آدم !!


يتبع...


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد من رواية وصمة عار، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية و حكاية



رواياتنا الحصرية كاملة