-->

رواية جديدة وصمة عار لخديجة السيد الفصل 23 -1

 قراءة رواية وصمة عار كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية قبل أي منصة أخرى



رواية وصمة عار رواية جديدة قيد النشر

قصه من قصص و روايات الكاتبة خديجة السيد




رواية وصمة عار

الفصل الثالث والعشرون الجزء 1

❈-❈-❈



في اليوم التالي، استيقظت اليزابيث في الصباح فخـرجت متجهه للمطبخ لتبدا عملها، لتجد زين يقف امام البوتجاز و يقلب في القهوة بهدوء علي نار هادئة، دلفت بتجاهل لتبدأ في تحضير الفطور بينما نظر زين نحوها بطرف عينه وظل يتفحصها بعينيه وهي لم تعطي اي اهتمام .. زفر وهو يغمغم باستفزاز كعادته


= ارى انكٍ بدأتي تنـ..ـسجمي في المنزل فافي القريب العاجل سيصبح منزلك كما تخططي.. لكن تذكري أنه نفس ذلك المنزل الذى شهد مخططاتك الدنـ.ـيـ.ــئة لتدمير آدم سيشهد نهايتك انتٍ ايضا !!


اغمض عينيهـا بقوة تتمالك أعصابها لتعرف بأن الوقت حان معلنـة عن بدء حرب جديـدة .. قد تكون مفعمة بالعذاب فمن الواضح انه لم يستسلم !!! لتجـده يقترب منها بهدوء مخيف


= في المره السابقه عندما بكيتي فيها لكسب تعاطفي ، لا أنكر أنني بدأت حقًا أتعاطف معك، حتي انني فكرت في الاعتذار لكٍ وأنني ظلمتك.. انتٍ حقا بارعه في ذلك الدور لتسيري تعاطف الاخرين لكٍ


تركت ما بيدها بعصبية والتفتت له لتسأله وقد بدء غضبها في الظهور


= أنا حقًا لا أفهم ما هي مشكلتك معي .. قررت أن أبتعد عنك حتى لا أسير شكوكك نحوي ، لكنك لم تصمت .. ما الذي تريده بالضبط مني؟ 


لم يستجـيب لكلامها وهو يهز رأسه نافيًا بأصرار، ليقترب يمـ.ـسكهـا زين من ذراعـ..ـيهـا بعـ.ـنف محاولاً ارهبها ليقول بتهديد


= لم أتوقف حتى تغادري من هنا يا إليزابيث، أنا أفهم جيدًا وأعرف نواياكٍ الدنيئة ، ولا تتوقعي مني أن أقف وأراقب كيف تدمرينا صديقي .. ليسقط في حب فتاة مثلك ، و اقفً صامدًا دون أن أفعل شيئًا لإنقاذه منك.. فقد رأيتكٍ ليلاً أمس وأنتٍ جالسه في الحديقة منتظراً آدم حتى يراكٍ ويجلس ليواسيكٍ وتبدئي في البكاء حتى يتعاطف معك .. أليس كذلك


نظـرت له بعينيها الحمراوتيـن بعدم استيعاب لا تصدق انه يفكر بهذا الشكل، لتصرخ فيه بحدة مفرطة 


= ومن قال لك اني اريد شيئا من السيد آدم! أو خطط لشيء مثل ما تقوله ، ماذا رأيت عني لتتوقع مني أن أفعله على هذا النحو


ابعد يده مسرعًا وهو يغمغم بخشونة و اشمئزاز 


= لا تحتاجي إلى فعل أي شيء يكفي لتبقى في عيني عـ.ـاهـ..ـرة للأبد.. وقريباً سأكشف عن نواياكٍ الحقيرة لآدم.


تركها بحده ليأخذ فنجان القهوة و رحل بمنتهى البساطه، لتنظر في الفراغ وعينها ممتلئة بالألم الحقيقي، الألم الذى نبع منها بوضوح وكأنها لا طاقة لها لتخبأه بعد الان !!! دمـوع .. لا شلالات أقل ما يُقال عنها، عصفت بعينيها، لتدميهـا بحزن تعمق منها بحـق، تتبعهـا شهقات متتاليـة وهى تود الصراخ لكن تعرف أن لم يفيد في شيء !. 


= ماذا حدث لتبكي بهذه الطريقه ؟. 


قالها آدم الذي دلف المطبخ للتو ، فشهقت وهي تلتفت مسرعة للخلف لتري آدم يقف أمامها يعقد حاجبيه باستغراب، وعندما لاحظ صمتها طال سأل مره اخرى بشك


= من الذي أزعجكٍ لتبكي بشدة ، ليس هناك غيري انا وزين فقط في المنزل؟ وانا قد استيقظت للتو و رأيت زين يخرج من المطبخ منذ فترة. ما الذي فعله بكٍ وجعلك تبكي هكذا


ابتلعت اليزابيث ريقها بتوجس وهي تجيب بارتباك


= لا ، لم يفعل زين شيئًا ، لقد تذكرت شيئًا أزعجني فقط


تأفف بضيق وشعر بأنها تكذب ثم نظر آدم لها وهتف بشيئ من الحنق


= إليزابيث ، لقد سألتك من قبل لماذا كنتي تبكين


هـزت راسهـا نافيـة بأصرار وهي تستطرد بألم سيطر على قسمات وجهها بأريحية


= قلت الصدق يا سيد آدم تذكرت شيئا ازعجني ..آآ  تذكرت مـ.ـوت والدي وما حدث لي بعد وفاته


ثم التفتت بسرعة بتهرب وهي تحمل الأطباق الزجاجية وظل هو ينظر لها باستغراب يجهل سبب بكائها ولكنه أربكها حتى سقطت الاطباق من يدها وتهشمـت، فشهقت وهي تردد مسرعة 


= اعتذر .. لا اعرف كيف سقطوا مني سانظف هذه الفوضى في الحال 


هبطت تجمعهم بتوتر شديد بينما هز ادم رأسه بهدوء بان لم يحدث شيء خطير وهبط الأخري مسرعًا ليصبح مقابلاً لها ليجمع الزجاج معها، ولكن إربكاها  تلقائى من آدم الذى كان يتابعها بعينـاه، فجرحـت اصبعها ونـ.ـزفت الـ.ـدماء منه فصرخت هى متأوهه 


_ آآه يا الهي 


نظر آدم لها بقلق ثم اقترب منها و امسـك اصبعها المصاب يتفحصه بهدوء ثم نظر لها ليجدها تكتم المها وهي تعض علي شفـ.ـتها فقال لها 


= انتبهي اليزابيث جرحتي حالك ، انهضي تعالي معي ! . 


عقدت حاجبيها بألم لتنهض معه ببطءٍ نظـرت ليدهـا وليده الممسكة بها بذهول و حرج، ليجذبها ادم الى الحوض ويفتح المياه علي اصابعها المصابه ليزيل الـ..ـدماء، نظر إليها ليتابع ملامحها اذا كانت مزالت تتألم والأمر خطير لهذه الدرجه! ليجدها كانت كالطفل البرئ وشفـ.ـتاها الكرزية مزمومتين ومزالت تضغط عليهم بحركه عفوية، لينظـر في عينيها مباشرةً ويقول وهو يهمس 


= توقفي عن عـ.ـض شفـ.ـايفكٍ اليزابيث، ستنجرح هي الاخرى  


توقفت بالفعل ليحل ملامح وجهها الصدمة والقلق، واخيرًا استطاعت دفع يدها قليلاً عنه لتهتف بأنفاس لاهثـة مربكة


= ساضع ملصق عليها الامر ليست خطير .. شكراً


لتعود الي توترها لتبتعد عنه خطوة و قد ظهر خجلها  ليتنحنح هو و هو يقول محاولاً لتغير الحديث 


= حسنا ساذهب انا.. انتبهي إلى حالك 


تحرك آدم فأكمل هو سيـره ليرحل بينما هي ظلت مكانها تنظر إلي الفوضى من حولها لتتذكر أيضا آدم و نظراتة الممتلئة بالحنـان؟ لتجهل سر اهتمامه بها؟ وعندما رفعت مقلتيها صـدمت من زين يقف بمسافة امامها..... ونظـر لها نظـرات ادهشتها ..من الغيظ والكـره، ولم يعد يرى امامه سوى شيطانه تخطط ليقع صديقه لها ،لتفهم اليزابيث بأنه قد رأي آدم وهو يساعدها في جمع الزجاج بالأرض و ما حدث بعد !! 


❈-❈-❈


بعد فترة خرج آدم من غرفته ليهبط للاسفل للفطور، لكن تفاجئ بوالده نيشان يجلس على المقعد بالصالون ومن الواضح أنه كأن ينتظره! حمحم آدم وهو يقترب منه بتعجب


= ابي، هل انت هنا.. أهلا بك


لكن نيشان تجاهلة ولم يجيب عليه عندما لاحظ خروج اليزابيث من المطبخ لتقترب لتضع الطعام فوق السفره، رفعت مقلتيها ونظرت إلى نيشان باستغراب من و جوده! فهي لم تكن تعرف أن آدم لدي اب من قبل.. شعرت بالتوتر للحظات عندما نظـر نيشان لها من أعلاها الى اسفل قدميها نظرة تود لو تخلعها من عينيه.. وهمس قائلا بخشونة


=أنتٍ.. يا فتاه 


للحظه قد نست اليزابيث أنها الفتاه الوحيده هنا؟ فهَزت رأسها وهي تقول متساءلة ببلاهة


= انا 


رفـع حاجبـه الأيسر يسألها باستمتاع رهيب يجتاحـه


= هل هناك فتاة أخرى هنا؟ ما اسمك وماذا تفعلي هنا؟ أنا لم اراكٍ من قبل


رفعت كتفيها وردت وهي تنظر للأرضية وكأنها تحدثها


= اسمي اليزابيث واعمل طاهية هنا؟ وقد أتيت إلى هنا منذ فترة قصيرة .. هل تريدني أن أفعل شيئًا لك يا سيدي؟


هز ادم رأسه إليها بهدوء بأن ترحل.. بينما عاد نيشان لقناعه البارد عندما رحلت فهتف بهدوء مستفز 


= ليست بشعة لديك زوق جميل في اختيار عشـ.ـيقه لك .. اتمنى ان لا يطول الوقت معها وتمل منها فـ لارا بدات تشعر بالغيرة منها 


أحمر آدم وجهه من الغضب أثر حديث والده ليهمس برجـاء حار لأول مرة يجتاح نبرته الرجولية الجامدة 


= أبي ، أرجوك أخفض صوتك ، وما هذا الحديث الذي تقوله لا يوجد شيء بيني وبين هذه الفتاة ....ومن الطبيعي عندما ياتي شخص يقول لك شيء سيء عن ابنك تكذبه ولا تصدقه


أومأ برأسة نيشان ساخراً وهو يغمغم بخشونة


= في البداية لم أصدقها حقًا وأخبرتها أن آدم ليس من هذا النوع ، لكن عندما أتيت إلى هنا بنفسي ورأيتها ، تأكدت من صحة كلامها .. فتريد إقناعي بأنك أحضرت فتاه جميلة مثلها إلى منزلك حتى تتمكن من الطهي لك فقط وليس لأي شيء آخر.


عاد آدم لحدته وهو يهتف مزمجرا 


= نعم .. وهذا ما يحدث بالفعل ولا تصدق حديث هذا اللعـ.ـينة لارا فهي دائما تقول أشياء ليس لها معنى.


هـز رأسه نافيـًا وقال بإتـزان رجولى يليق به


= من حقها أن تشك فيك فهي خطيبتك في النهاية ، والأمر مشـ.ـبوه حقًا وأنت تخفي شيئًا.


كـز آدم على أسنانـه بغيظ حقيقي، ليتحدث وهو يفتعل الغضـب بهدر


= يا إلهي .. أبي أنا اقول لك الحقيقة ، لا يوجد شيء بيني وبين هذه الفتاة إطلاقا ويجب أن تصدقني .. وهذه الحقيرة لارا ليست خطيبتي


لم يصدق نيشان كلامه وهو يهز رأسه نافيًا بأصرار ليردف بجدية


= إذا كانت كلماتها خاطئة فلماذا كذبت عليها وقلت إن زين من أحضر هذه الفتاة هنا وليس أنت؟


صـدم آدم من سؤال والده واغمض عينيه يلعن نفسه داخله بغباء فقد نسى ان يحذر زين بأن لا يتحدث أمامه لارا عن من أحضر اليزابيث إلي هنا، ابتلع ريقه وصمت ولم يعرف بماذا يجيب؟ وكان الصمت اغبى قرار اخذة آدم فقد اعتقد نيشان بأن حديث لارا صحيح وبينه وبين تلك الفتاه شيءً بالفعل !! 


نهض نيشان ووقف مقابله ثم نظر له محذرًا وقال بهدوء مصطنع


= ليس لديه مانع من أن تشغل نفسك وتستمتع بها .. لكنها مجرد فترة مؤقتة وعليك الابتعاد عنها فورًا .. وإلا ساتدخل لحل ذلك الأمر ، وأنت تعلم جيدًا ماذا سأفعل إذا تدخلت. 


برغم إهتـزاز بسيطة شعر به آدم من تهديد والده امام قسمه الجامد، فهو يعرفه بالفعل جيد إلا أنه اخفاء وهو ينظر إلية بحنق.


❈-❈-❈


في مكتب آدم ، جلس على المقعد بضيق شديد ، محاولًا السيطرة على أعصابه مما قاله والده قبل مغادرته، وكان زين يقف أمامه ينظر لها بصمت! زفـر آدم بضيـق وهو يمسح على شعره الأسود هامسًا


= أخشى أن أستيقظ ذات يوم في الأربعين لأجد أنني أهدرت حياتي بسبب اختيار خاطئ اتخذته في سن العشرين. لماذا لا يريد والدي أن يفهمني؟ أنا لا أحب لارا ولا أجدها الـ.زوجة المناسبة لي. احيانا افكر بالموافقة والمحاولة ولكن ما حدث في الفترات الاخيرة من لارا اصبح الوضع صعب جدا .. لا يناسبني اطلاقا


رفـع زين حاجبه الأيسر بشك متابعًا بتهكم


= إذن أنت ترفض الز واج من لارا لأنها غير مناسبه لك أو لشيء آخر غير معروف؟


أستفاق آدم علي كلماته سريعًا وقال متساءلاً بذهـول حقيقي 


= ماذا تقصد أنت الآخر؟ ماذا سيكون الامر يعني 


تأفف زين وهو يهتف فيه بحنق


= آدم بصراحة والدك معه حق، أنت بدأت تبالغ جدًا في الامر مع اليزابيث، قلتها لك قبل سابق؟ الامر سيختلط عليك وستشفق عليها بسبب ماضيك و عمل والدتك، لذا أرجوك صدقني ، أنا أقول هذا لمصلحتك. دع هذه الفتاة تخرج من هنا ولا تنسى ما كانت تفعله في البدايه وماذا كانت وظيفتها   


نهض آدم بحده لم يستوعب حتي الآن لما الجميع أصبح يحقد علي تلك الفتاه و يشك بها؟ وصرخ فيه بغضب شديد


= ما مشكلتكم؟ لما الجميع خائف علي منها ودائما يحذرني منها انا لم ارى منها اي شيء خطا فعلته حتى اطردها من هنا .. ما بكم ؟. ما الذي رايتو منها حتى تكرهونها بشده هكذا 


نظر لادم بغيظ مكبوت وقال بحده


= وهل يجب ان ننتظر حتى تؤذيك لنحذرك منها؟ 


هـز رأسه نافيًا وهو يجيبه بزفرة قوية


= هل تعلم ما هو الفرق بيني وبينكم يا زين؟ ولماذا تكرهونها هكذا... لانكم تنظرون اليها نظره واحده فقط حتى مهما فعلت ستظلوا تنظرون إليها علي انها عـ.ـاهـ..ـرة فقط 


نظـر زين لادم مرة اخرى ثم قال بتحدي وهو يجز على أسنانه بعـ.ـنف 


= وهل هذا خطأ .. أليس كان هذا عملها منذ البداية يا آدم؟ صدقني ، سوف تندم لأنك لم تستمع إلى حديثنا وصدقنا. حاول التركيز على أفعالها معك بشكل ادق؟ هل تراها تنتظرك دائمًا في الحديقة ، هذه صدفة؟ وهل تعتقد أن ما فعلته في المطبخ هذا الصباح كان مصادفة أيضًا؟ عندما أسقطت الأطباق الزجاجية لتقترب منك بنية القيام بذلك عن غير قصد؟ و وبكائها الدائم امامك حتى تتعاطف معها .. صدقني هذه الفتاة لئيمة وليست بريئة كما تظن.


جحظـت عيناه بصدمـة من حديثه، فغر فمة ببلاهه


= يا إلهي ما الذي تقولة انت الاخر ؟ ولماذا ستعتمد تفعل هذه التصرفات معي بالاساس، انت مجنون حقا  مثلهم يا زين


إحتـدت عينا آدم وقبل أن يتحدث مره اخرى كان يلقي زين سمومه في وجه آدم، بإصرار


= هذه هي الحقيقة وليس الجنون؟ هذه الفتاة تقوم بكل هذه الأعمال حتى تقع في حبها وتصبح عاشـ.ـقتك! ولا تخرج من هذا المنزل وتستولي علي أموالك


صمت آدم قليلا يحاول استيعاب كلماته وهو يمسح على وجهه بضيق شديد ليقول بعـ.ـنف وغضب هادر


= رباه! زين انا ارى ان كل الاشياء التي تتحدث عنها تحدث بغير قصد وليست مقصودة في فعلها، ولم يحدث اي شيئاً منها وقح حتى يتوجه شكوكي أنها فتاه سيئة .. صدقني أنت تبالغ بالأمر .. ولا يوجد شيء من هذا القبيل.


هـز زين رأسه وحاول إخراج صوته مليئ ببعض الثقة


= مثل ما تريد، إذا كنت لا تريد أن تصدقني علي راحتك، لكن تذكر هذا الحديث جيدًا .. ولا تعطيها ثقتك الزائده.. تعلم ليتك تتـ.ـزوج لارا على الرغم من أفعالها ، على الأقل هي واضحة عنها وليست ماكرة مثلها.


❈-❈-❈


في منتصف الليل.. . 


استقر آدم على السرير وهو يشعر بالملل والانزعاج وجفت عيناه من النوم والراحة أيضًا إنه لا يعرف لماذا الجميع يسر بأن اليزابيث فتاة سيئه وتريد ان تستغله رغم انه ساعدها ولم يرى منها اي شيء يدل على ذلك؟ لكن الجميع سيظل ينظر إليها كعـ.ـاهـ..ـرة وفتاه استغلاليه.. لكن هو يرى الأمر بصوره أخري؟ بأنها استغلت بالفعل..!! لكن استغلت فرصتها للابتعاد عن الاشياء الخاطئه لتصبح فتاة طاهرة..   


بدأ يفكر في تلك الفتاة ولم يراها إلا مرات قليله وكانت البدايه على الشاطئ عندما التقط اليها صورة بالصدفة فهو مدرك تمامًا بأن منذ المره الاولى التي راها بانها هي نفسها صاحبه الصوره، التفت آدم جانبة ليفتح الدرج لياخذ جميع الصور الذي يلتقطها في سفرياته للعمل.. ليجذب صورتها من بينهم وتطلع فيها عدة لحظات يفكر هل بالفعل هي فتاه ليست صالحه وتريد استغلاله مثل ما يقول الجميع ام على العكس تماماً.. ليتسال اهي ملاك ام شيطان؟ بريئه ام خبيثه؟ طيبه أم استغلاليه؟  


ليدقق في الصوره فهي لديها جمال مميز فريدة من نوعها، فهي تسحر بجمالها الطبيعي المذهل منذ اليوم الأول الذي ركز على تلك الفتاة نفسها وليس أي شخص آخر والتي ما زالت تعاني من الضفائر البنية القصيرة..فتاة شابة جميلة ذات بشرة صافية وبيضاء وعيون زرقاء صافية مثل السماء.


بينما عندما التقي بها في المره الثانيه كانت ترتجف بشدة تلك الفتاة وكان من الواضح أنها تخشى شيئًا ، قد اعجب بشجاعتها.. و قوتها رغم ضعفها.. و ملامحها الحلوة.. وصوتها الرقيق داعبت مشاعره المحصنـة بسلاح التهديد للأختـراق والتوغل داخل خلاياها !! 


بدأ قلبه يدق بصخب وهو شارد، لينتبه الى نفسه بصدمه ما الذي يفكر فيه وكيف شرد بافكاره الى ذلك الحد بها؟؟ لينظر الى الساعه بجانبه و صورتها ما زالت بيده؟ يا الهي هل مرت الساعتـان بهذه السرعة وهو يشرد و يفكر فيها فقط ؟؟!!!! ابتلع ريقه ليهز رأسه بعدم استيعاب و حاول ويستطرد صوته بذهول


= يا رباه بماذا افكر؟ من الجيد أن لا يستطيع أحد أن يخترق أفكاري بداخلي .. احترس من نفسك يا آدم


تناقـض ما بين شعوران يشعر بهم هو و نفسه، شعور ينهـره الذي فاجاه بمشاعرة في منتصف قلبه المميت! احداهما نابـع من القلب، والأخر مؤكد نابع من العقل للماضي .. لينهض بسرعة يضع كل شيء الى مكانه وهو يعاتب نفسه ثم نظـر من النافذة ليراها هي بالاسفل تجلس بالحديقة التى بدت وكأنها مكانها منذ سنوات.!! عاد لوعيه نحو اليزابيث الشاردة .. !


ليفكر في حديث زين؟ هل بالفعل تجلس بالاسفل لتنتظره ..! 


❈-❈-❈


= اليزابيث .! 


اتسعت اليزابيث عيناها عندما سمعت أسمها المألوف لديها، لتفوق من شرودها ولكنها لم تكن بذلك العالم الذى سلب منها أعز ما تملك من اشخاص و جـ.ـسد .. كانت بعالم أخر شاردة .. تائهـه .. مكسورة ! هتف آدم

متسائلا بهدوء مصطنع 


= اصبحت اراكٍ هنا كثيرا ،ماذا تفعلي بالاسفل بذلك الوقت كل مرة؟ 


اعتدلت لتنهض لترد عليه بلسان لم تستطـع التحكم به، ولكنها لا تشعر بأى شيئ من حولها لترد بتوتر


= أنا لا أفعل شيئًا ، لكني أشعر بعدم الارتياح في الطابق العلوي وأنا مسجونة بين جدران الغرفة .. وكأنه سجن بلا قضبان ، لذلك أحيانًا أجلس هنا حتى أشعر بالنعاس وبعدها اصعد .. أعتذر أنني أتحرك في المنزل بشكل مريح .. بإذن تصبح علي خير


سارت من امامه كـمسلوبة الأرادة وكان يقف آدم مكانه الذى تطلع فيها بنظراته من الذهول؟ يتسال لما رحلت بهذه السرعة هذه المره.. بينما سارعت اليزابيث بخطواتها وتدعو داخلها ان لا يكون راها زين معه، وتزداد شكوكو نحوها..!!


❈-❈-❈


مرت ايام و الوضع كما هو، مزالت اليزابيث تقيم بمنزل آدم واصبحت تتجاهلة بقدر المستطاع حتى انه لاحظ ذلك آدم لكنه لم يعلق ولم يعرف ماذا بها... وفي منتصف الليل كان المنزل مرتب كما ان عشاء الليلة كان فاخراً للغاية وهذا يعني ان اليزابيث استنفذت طاقتها وهي تعده ، وعندما دلف آدم المطبخ

قد رأها كانت شاردة الذهن وقف يحدق بها لعله يكتشف ما هو الشيء الغامض الذي تفكر فيه داخلها ويحزنها دائما؟ رغم انه اصبح يعرف جزء كبير عنها لكنه مازال يوجد ما تخفيه عنة!! 


اما هي فكانت تقف تقطع الطماطم لتحضير السلطة جانب العشاء،و تفكر بما هي أصبحت فيه و الامور دائما تتعقد وانها مع كل يوم يمر تقع في مشكلة اكبر بالرغم من انها تحاول بقدر المستطاع ان تتجنب حدوث تلك المشاكل لكن تصرفات ما حولها الفظة معها تؤدي الى حدوث عكس ذلك.. ولا تعرف الي متى ستظل هنا؟ حتى ان اصبحت بامان فهذا ليست مكانها من البدايه!.


تنهدت اليزابيث بألم تعصف الافكار برأسها تشعر بصداع يكاد يفتك بها لاتدري كيفية الخروج من مأذقها هذا ،واخذتها افكارها فلم تشعر بنصل السـ.ـكين وهو يمر على باطن كفها بقوة ليجرحها جرحا عميق تتساقط منه الـ.ـدماء بغزارة لتشهق بصدمه وبألم.. وفي تلك اللحظة اسرع آدم وامسك يدها ولكنها تفاجات به جوده بينما تمتم بسخط 


= ماذا فعلتٍ بنفسك؟ اللعنة عما يشغل تفكيرك يا اليزابيث ، انظري كيف جرجتٍ يدك !


فنظرت إليه وهي تقطب حاجبيها بألم وقالت بتلعثم 


= منذ....منذ متى وانت هنا ؟


ليسرع ليجذبها للحوض ليضع يديها تحت المياة ليحاول ايقاف النـ.ـزيف ليرى باطن يدها وقد اصيب بجرح عميق تنبثق منه الدماء سريعا دون توقف رغم وجوده يدها تحت الماء ليظل على هذا الحال لفترة طويلة، ليضع احدى الاقمشة فوق الجرح فى محاولة لايقاف النزيف... قائلاً بصرامة 


= هذا ليس مهماً ، يجب ان نعالج جرحك فهو عميق نسبياً.


هزت اليزابيث رأسها بعدم أكثر لتقول بتعب وهي تحاول سحب يـ.ـديها مـ.ـنه


= شكرا جزيلا سيد آدم.. لكنني اعرف كيف اعتني بنفسي 


فامسك يدها بأحكام وهمس بنبرة غاضبة 


= اليزابيث اغلقي فمـ.ـك قليلاً واضغطي على الجرح بهذا الشكل ريث ما اخرج علبة الاسعافات الأولية من الخزانة..


لترفع عينيها بضيق الى آدم لتهمس بصوت ضعيف متالمه 


= قلت لك ليس هناك داعي سيد آدم، ساتولى انا الامر اترك يدي من فضلك


رمقها بنظرة ثاقبة واصطكت أسنانه من شدة الغضب لأنها بالرغم من كل شيء وحالتها الخطيره وانها تحتاج الى مساعده ترفض و تعاند... لتتوتر هي من غضبه الشديد ثم تحرك آدم الى الطاولة الصغيرة بداخل المطبخ ليجلسها ثم ليحضر اليها الاسعافات الاوليه لتظل اليزابيث تتابع حركاته بقلق و تستغرب حالة الاهتمام هذة منه ثم جلس أمامها واخذت يحاول ينظف جرحها و ايقاف النزيف... شعرت اليزابيث بالتوتر والخجل لتحرك يدها رغم ضعفها لينظر إليها بطرف عينه بغضب مكتوم وقال بصوت حازم


= اليزابيث توقفي و اتركيني من فضلك انظف الجرح فانتٍ لم تعرفي الاعتناء به بمفردك، لذلك توقفي عما تفعليه رجاء 


تنهدت اليزابيث بقله حيله ثم فعلت ما طلبه منها وصمتت بينما وضع صندوق الاسعافات الذي احضرها من الخزانة فوق الطاوله ثم ارتدى قفازين مطاطيين واخرج المطهر وقطعه قطن نظيفة وبعدها اخذ ينظف لها الجرح بلطف شديد لدرجة انها لم تشعر به وهو يفعل ذلك ، نظر إليها بأنزعاج من إهمالها إلي نفسها ثم تنهد واردف بهدوء


= حمد لله الجرح ليس عميق بنسبه كبيره لكن حاولي ان لا تقربيه من الماء حتى لا تتالمي ويتلوث


سحبت يدها من قبضته رغم أنها تتألم قائلة بحدة خفيف


= سيد آدم من فضلك اتركني انا استطيع الاعتناء بنفسي جيداً، يكفي الي هنا .


لم يجيب عليها لكنه جـ.ـذب يدها مره اخرى بهدوء وبعد ان وضع لها الضمادات ارادت ان تبتعد ولكنه امسك كتـ.ـفيها وثبتها في مكانها فنظرت اليه بنظرة انزعاج ممزوجة بالارتباك ثم سألته 


= ماذا تريد ؟


تنهد آدم بقوة وقال بصدق 


= هلا توقفتي عن أذية نفسك رجاء.. فهذه ليست اول مره تجرحي وتؤذي نفسك، اليزابيث جميعنا نمر بظروف صعبه للغايه لكن برايك ما تفعليه هو الحل ؟. 


طرفت اليزابيث بأهدابها وقد شعرت بالتوتر والخجل من كلماته فنظرت إليه لوهلة ثم نظرت حولها وجاهدت لان يخرج صوتها طبيعياً ولكنها قالت بنبرة محشرجة 


=حسنا.. شكراً لك، آآ قد انتهيت من الغداء هل تريد ان اضعه الان على الطاوله بالخارج


فنظف آدم حلقه وقال بجدية


= امازلتي لا تريدي ان تتناولي الطعام معنا على الطاوله.. قلت لك قبل سابق المساعدون هنا بالمنزل يتناولون الطعام معنا، لذا يمكنك فعل ذلك انتٍ ايضاً .


نظرت اليزابيث إليه تحدق به بغرابة لأن مفهومها عن الخدم لم يكن كما تتوقع هو حيث كانت تعتقد ان مهمتها الأعتناء بأمور المنزل واعداد الطعام ولكن ليس تناوله مع افراد.. وهذا بحكم انها كانت في يوم من الايام لديها قصر وخدم ولم تكن تعاملهم هكذا على الاطلاق... ابتلعت ريقها بصعوبة بالغة وهي تغمغم بصوت خجول


= في الواقع قد تناولت بعض اللقمات وانا احضر الطعام لاتذوقه .. لذلك ليس جائعه الان شكرا، لكن هل لي ان اطلب منك طلب اخر 


هز ادم رأسه بالايجابي، لتتحدث اليزابيث بنبرة مترددة


=قد لاحظت وجود مساحة فارغة صغيرة في الحديقة الخلفية .. وأردت أن أزرع فيها بعض الورود لوقت فراغي ، وهي هواية أحبها منذ الصغر. إذا كنت لا تمانع بالطبع ، ولان زين انزعج عندما اقتربت من ورودو ، لذلك أريد أن أملأ الحديقة الخلفية بالورود والزهور الجميلة للاعتناء بها.


ابتسم آدم بخفه وقال بصوت منخفض


= حسنًا ، لا أمانع ، لأن المنزل سيبدو جميلًا بالخارج ، وسيكون مليئًا بالزهور على الجانبين .. افعلي ما تريدي



تابع قراءة الفصل