رواية جديدة وصمة عار لخديجة السيد الفصل 23 -2
قراءة رواية وصمة عار كاملةتنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية قبل أي منصة أخرى
رواية وصمة عار رواية جديدة قيد النشر
قصه من قصص و روايات الكاتبة خديجة السيد
رواية وصمة عار
الفصل الثالث والعشرون الجزء 2
❈-❈-❈
في اليوم التالي، هبط آدم الدرج بخطوات بسيطة للذهاب الى عمله، وما ان خرج إلى الطابق بالاسفل واختفت عنة الانظار وهو يقف ينظر إلى بعد الي اليزابيث التي كانت تقف في الحديقه الجانبيه لتضع الطين والبذور بعنايه بالارض.. ولم يقل شيئاً للوهلة الأولى حيث اخذ ينظر إليها من رأسها حتى اخمض قدمها وكم بدت في نظره فتاة طفولية بفستانها الأخضر البسيط ذو الاكمام الطولية والذي يصل إلى كاحليها بالاضافة الى شعرها الذي جعلته يبدو على شكل ضفيرتين ووجهها الملطخ بالطين.
وعندما بدأت تنتهي من زرع الازهار ابتسمت بسعادة غامرة وهي تطلع حولها بانبهار، لتضحك من فرط سعادتها بصوت رقيق.. فاتسعت عيناه آدم عندما أطلقت ضحكتها لذا خرج من المنزل بسرعة ووقفت بالقرب من الباب الكبير الفتوح و رأى اجمل ضحكة في حياته على وجه اليزابيث الذي سحرته بمنظرها وهي تضحك بتلك الطريقة مما جعله يبتسم تلقائياً وهو يحدق بها ووقف يراقبها بصمت فهو لاول مره في حياته يراه ضحكتها وابتسامتها الجميله.
كانت ألسنة اللهب المشتعل تجذبه اليها ويجعله يرغب بأن يحـ.ـتضنها بقوة و يقـ.ـبلها دون توقف في تلك اللحظة ... فكر ربما تكون الرغـ.ـبة حقاً؟ فهو بدات نظراته تختلف اليها من وقت سابق بالرغم من طول الايام السابقه لم ينظر اليها هكذا بل علي العكس كان أحيانا يتحدث معها وهو ينظر بعيد عنها حتى لا يشعرها بالحرج ويعاملها كانها مثل امانه لديه يجب ان يحافظ عليها حتى من نفسة.. لكن كثرة ثرثرة الجميع حاولة بانة بالتاكيد يوجد بينهم علاقه في السر.. بدا ينتبه إليها وينظر بدقه ويتابع حركتها بفضول ليعرف لما الجميع مصر على ذلك، وما بها مميز ليجعل الشكوك حولها كثيره؟ لكن قد بدات الامور معه تسير بشكل اخر تماماً..
اما هي فقد شعرت بان هناك من يراقبها لذا حركت رأسها والتقت نظراتها بنظرات آدم والعجيب في الامر ان وجهها لم يكفهر عندما رأته يحدق بها بل ابتسمت بلطف فبادلها هو الابتسامة ايضا... وعندما طال النظرات بينما عقدت اليزابيث حاجبيها ناظرة له بدهشة واستغراب.. وعندما لاحظ ادم نظراتها له بدأت تتغير؟ فنظف حلقة واشاح بنظره عنها بتوتر ثم اردف قائلا بنبرة متعالية
= رائع ما فعلتٍ، أنا متأكد من أنه عندما تنبت الأزهار بعد أسابيع قليلة ، فإنها ستنشر رائحتها في المكان وسيكون المنظر رائعًا .. لكن هل زرعتٍ الزعفران فقط مثل زين أيضًا؟
هزت راسها له بالايجابي لتقول بحماس
= نعم قد زرعتٍ زهرة الزعفران و أنواع اخرى
ابتسم آدم علي حماسها حين رأها سعيده من إنجازها بالزهور لتغشى عينيه مشاعر غامضة يهمس إليها بحنان
= يبدو أنك تحبٍ الورود كثيرًا ..
أومأت برأسها ببطيء لتقول بصوت ضعيف قائلة بألم وهي تتذكر حياتها سابقاً مع والدها
= صحيح، فأنني كنت أزرع كل أنواع الأزهار النادرة والمعروفة في حديقتي قبل أن تستولي البنوك على قصر أبي .. لكنك كيف عملت بذلك
زفر آدم ببطء كان بصـ.ـدره شيئ يؤلمه ليحدثها بعدها برقة
= الطريقة التي ترتبي بها الزهور وتعتني بها تقول ذلك .. هل أعطيتٍ هذه الزهور كهدايا لأشخاص مقربين منك في المناسبات الخاصة.. لأن قولتي كأن لديك حديقة مليئة بالزهور ...
صمتت قليلاً لتخفض عينيها عنه لتقول بصوت منخفض بخفوت
= في الواقع ، لا ، أو كنت أقدم هذه الزهور لأشخاص معينين بحياتي وأنا متأكدة من أنهم سيحتفظون بها ..لهذا السبب كنت أعطي هذه الزهور فقط لمن هم قريبون من قلبي
عقد آدم حاجبيه باستغراب متسائلا
= وما لم يعجبك في الأشخاص الذين لا تقدمي لهم الزهور ..
لتنقلب ملامحها بحزن شارده بشئ ما ثم هتفت بجمود
= الأشخاص الذين يقطفون الزهور ، لأن هذه الزهور حساسة للغاية ، لكنهم مضطرين أن يدفعوا فرحنا وحزننا كبشر... مثل بعض الاشخاص في الحياه مضطرين ان يدفعوا حياتهم لاجل راحه الاخرين !
حمحم لتغير الموضوع بعد احس بحالة الجمود التى اصبحت عليها قائلا بخشونة
= بمناسبه وجودك هنا هل مازلتي قلقه مننا؟
مسحت اليزابيث علي وجهها وهي تتحدث بنبرة رقيقة
= ان الوظيفة تبدو جيدة وانا بدات اتاقلم مع الوضع ولكن فكرة العيش مع رجلين غرباء تحت سقف واحد ليست فكرة صائبة و خصوصاً لأنني فتاة ولا تربطنا اي صلة قرابة ... لكن مع الوقت.. بدأت أن لا اقلق من حيال هذا الموضوع لأني اكتشفت أنك رجل محترم جداً سيد آدم وذو اخلاق عالية يكفي بانك ساعدتني بالكثير رغم انك لا تعرفني
ابتسم آدم باتساع علي حديثها ليقول بصوت بمزاح
= أوه ،اخيرا وثقت السيده اليزابيث بي.. جيدا انني سمعت ذلك منك
هزت راسها له بالايجابي بابتسامة خفيفه بينما أشار آدم برأسه وهو ينظر إلي وجهها قائلا
= لا تنسي بأن عندما تنتهي من الزرع تنظفي وجهك من بقايا الطين فقد تلوث وجهك أيضا ويدك !.
شعرت اليزابيث بالارتباك والتوتر لترفع يدها الملطخه بالطين بتلقائية علي وجهها لتمسح وجهها ..لكن قد تلوث وجهها بالطين أكثر من يدها، وهي تردف
= آه حقا لم انتبه حسنا ..سوف انظفه
عقد آدم حاجبيه وهو يبتسم بخفه على ما فعلته بوجهها واقترب منها يمـ.ـسك بيـ.ـدها ليرفع انامله هو ليمـ.ـسح وجهها برقة ليـ.ـتلمس خصـ.ـلاتها المنتشرة فوق وجهها بحنان ليـ.ـبعدها عن وجهها وأخرج منديل ورقي من جيبه ليبدأ يمسح الطين من علي وجهها بحركات دائريه بينما تخشب جـ.ـسد اليزابيث لتشعر برعشة تسري بجـ.ـسدها حين شعرت بلمـ.ـساتة لتساله بصوت متوتر
= سيد آدم ماذا تفعل؟ ليس هناك داعي سانظفة انا بنفسي.. أبتعد
ليتسمر مكانه تقع عينيه علي عينيها الزرقاء وقد التقت العيون ببعضها للحظة، لتنكشف امامه ملامحها الرائعة ببشرتها ناصعة البياض وهي قريبه منه وفمـ.ـها الوردي المزموم برقة.. فلم يستطع مقاومة وهو يمـ.ـرر يده بـ.ـرقة فوق بشـ.ـرتها يتـ.ـحسس نعومتها لتصدر عنها تنهيدة رقيقة من الإرتباك تحرك وجهها تحت لمـ.ـسات يده ليفيق آدم من غيمة الاحاسيس التي اجتاحته عند مـ.ـلامسته لبشرتها الرقيقة يتنحنح محاولا اجلاء صوته ليبتعد برقة لكن شئ بداخله يرفض ان يبتعد عنها ليظل يتمتع برؤيته لجمالها الهادئ أمامه بهذا السلام... حتي اخيرا تعالي اصوات سياره تصف بقوة خلفهما لتهبط لارا من السياره وهي تصفع الباب بعـ.ـنف لتنظر إليهم بحنق وتقترب منهما...
هزت اليزابيث رأسها في الاتجاه الذي سارت اليه بعيد عنه بسرعه لتتحرك للرحيل، بينما حمحم آدم وهو يراقب خطوات لارا تسير نحوه بغضب شديد لتصيح بصوت حادة
= توقفي مكانك ولا تتحركي.. أيتها العـ.ـاهـ..ـرة !.
التفتت اليزابيث نحوها لتتسع عينيها بصدمة بينما أسرعت لارا بخطواتها وعندما وصلت إليها رفعت يدها لتصـ.ـفعها بقوه علي وجنتيها بكل قسوة!.
ثم قالت لارا متحدثة بشماته ولكن لاذعة كالنار
= تستحقي هذا ، نعم انتٍ تستحقي هذه الصـ.ـفعة لانك تدخلتٍ في ما لا يعنيك وتخطيتي كل الحدود بتصرفاتك ، وتريدي ان تاخذي مني خطيبي وحبيبي
شعرت اليزابيث بالذهول وهي تضع يدها فوق وجنتيها اللاسعه.. هز ادم رأسه بغضب بعدم تصديق ليهتف بحده
= ما هذا الهراء الذي فعلتي الآن يا لارا ... كيف تتهجمين على الناس دون ذنب؟ ما الذي فعلته بكٍ حتى تصـ.ـفعيها
اردفت لارا بجمود وقسـ.ـوة
= هل تعلم ان هذه الوقحه التي تقف بجانبك عـ.ـاهـ..ـرة! وكانت تقيم في منزل دعـ.ـاره وتبـ.ـيع نفـ.ـسها للـ.ـرجال مقابل المال.. وليس كذلك فقط بل انها تسببت في تشويه وجه احدهم بمـ.ـاء نـ.ـار وهو الان بالمستشفى بحاله حرجه
تلك اللحظة شعرت اليزابيث بألم شديد يفتك قلبها اكثر من الصـ.ـفعة لانها سمعت نبرتها القاسية واستهزاء في لهجتها الحادة وكأنت تسخر منها عمداً وتذكرها بالحقيقة المرة التي قررت ان تنساها.. لذا لم تستطيع كبح الدموع التي اغرقت عيناها فذرفتها لتحرق وجنتيها
بينما في نفس الوقت اتسعت عينا آدم على وسعهما من حديث لارا الصادم ، لينظر الي اليزابيث التي كانت تبكي وتتالم بصمت.. لينظر إلي لارا بعصبية ثم قال بنبرة جافة
=وإن ما فعلته فلا يحق لكٍ ان تصفعيها هكذا
وقفت تنظر إلى دموع اليزابيث لتشفي غليلها وحقدها منها لتقول باحتقار
= لا تستحق.. لان هذه اللعينة هنا لأجل أن تاخذك مني فماذا سانتظر من عـ.ـاهـ..ـرة مثلها حقيره، تبـ.ـيع جـ.ـسدها لمن يدفع اكثر وتنتقل بين احـ.ـضـ.ـان الرجال بكل وقـ.ـاحه و دون احترام .. لذلك لا تتوقع مني بان اظل صامته واراقبها وهي تاخذك مني دون ان افعل لها شيء واعاقبها عما تخطط لاجله.. ولا تنكر ما كانت تفعل معك للتو قبل ان اتي
مسح آدم وجهه بعـ.ـنف وغضب عارم من أفعالها الزائده واصرار حديثها حول ان يوجد عـ.ـلاقه غير شـ.ـرعيه بينه وبين اليزابيث...
نظرت لارا بطرف عينها لتلمح بعض الجيران بدأت تتجمع علي صوتها علي بعد مسافه، لتبتسم بخبث بأنها فرصتها لتأخذ حقها منها وتلقنها درس لم تنساه في حياتها و دون تفكير تحركت تتبختر في مشيتها لتنظر في ارجاء المكان ترتسم فوق وجهها علامات الاشمئزاز قائلة بصوت عالي بقوة
= يا ساده.. ايها الجيران اسمعوني جيد لتعلموا من تلك الفتاه وماذا تفعل هنا، هذه عـ.ـاهـ..ـرة كانت تسكن في منزل دعـ.ـاره.. هذه اللقيطه كانت تستعرض جـ.ـسادها للرجال وتسـ.ـلم نفسها لمن يدفع اكثر.. وهي تسكن الآن في منزل ز وجي المستقبلي لتاخذة مني و تستغله..
أغمضت اليزابيث عينيها بشدة مغشيتين بالحزن والالم لتشعر بألم فظيع داخلها يشعرها بالـ.ـعـ.ـار و الخزي ليخرج زين علي صراخات لارا وينظر إلى آدم بعدم فهم، لتنظر لارا لها لاستفزازها لتبتسم ساخرة وهي تشاهدها مكسوره هكذا وغير قادرة على فعل شيء.. ليركض آدم يجـ.ـذبها من ذراعـ..ـيهـا ليجز علي أسنانه بغضب وهو يقول بعـ.ـنف شديد
=يكفي اصمتي.. توقفي عن هذه السخافات التي تفعليها يا لارا ..فانا على علم بما كانت تفعلة اليزابيث قبل ان تتوظف بمنزلي.. وهي لم تضرك لذلك توقفي عن اذيتها بافعالك الفظه
فضغطت لارا على يدها وقد وصل بها الانزعاج الى ذروته بسبب دفاع آدم عنها فقالت بسخط
= وما شأنك أنت بهذا الموضوع لتتدخل وتدافع عن خادمه حقيره مثلها ، هل حضرتك محامي الدفاع الخاص بها ام انها عشـ.ـيقتك بالفعل !
فقال آدم بنفاذ صبر
= بل انها الطاهية الخاصة بي وانا لا اقبل ان تتعرض للإهانة بسبب خطأ ارتكبته منذ وقت رغم عنها دون قصد وقد ندمت عليه اشد الندم ، لذا قرري الآن ان كنتٍ ستغادرين دون التسبب بالمزيد من المشاكل أم ساجبرك انا على الرحيل بنفسي امام الجميع لننهي هذا الأمر .
فلم تستطيع لارا المجازفة اكثر وخصوصاً لان آدم كان يتحدث بجدية وان لم ترحل بالفعل ستتعرض للاهانه منه امام الجميع مثل ما فعلت فيها، لذا قالت بنبرة تنم عن الكره والحقد
= بل انني سأغادر ولكن قبل ان اغادر سأقول شيئاً واحداً لهذا العاهره.. احترسي مني جيدا فانتٍ لا تعرفيني جيد واذا اقتربتي من اي شيء يخصني مره ثانيه فسوف تدفعي ثمن فعالتك هذه أضعاف من عمرك ..
وبعد أن قالت ذلك الكلام القاسي تحركت بطريقة عنـ.ـيفة وهمت بالمغادرة بسيارتها بينما نظر آدم الى اليزابيث التي كانت تحني رأسها بصمت وتبدو شاحبة الوجه وسرعان ما نظر إلى الاشخاص الذين كانوا متواجدين هناك و يتهامسون وينظرون الى اليزابيث بنظرات قاسية فزجرهم قائلاً
= وانتم يا سادة أرجوكم فليذهب كلن في طريقه فقد انتهى العرض.
بدأت الناس بالفعل تتحرك الى داخل منازلها.. بينما لوي زين شفـ.ـتيه ببرود قائلا بقـ.ـسوة شديدة
= اصبحنا فرجه بين الجميع بسبب تلك الفتاه..اتركها يا ادم ترحل بعد ما حدث الان والجميع اصبح يعرف بأن العمده المستقبلي يستضيف في منزله عـ.ـاهـ..ـرة فسوف يتغير الوضع.. لذلك الافضل لك ان تتركها وليس لك دخل بها؟.
هز ادم رأسه بضيق شديد ولم يتحدث والتفت حتي يتحدث و يعتذر إلي اليزابيث ليجد المكان خالي وهي ليست موجوده؟ شحبت ملامح آدم قائلا بقلق بالغ
= اليزابيث !! اين ذهبت هل تحركت الى الداخل
= ليس بالداخل قد رايتها تتحرك لترحل.. جيد ما فعلته اتمنى لا تعود مره ثانيه
قال ذلك زين ثم شق طريقه نحو غرفة المعيشة الواسعة ولم ينتظر رد صديقة...
توقف آدم مكانه برهبة وفي تلك اللحظة شعر بشعور فظيع يسري في جـ.ـسده ، شعور ينم عن الخوف والقلق بسبب اختفاء اليزابيث وخصوصاً لانه يعرف بانها ليس لها مكان اخر تذهب إليه واذا صعدت الى اخر الطريق فسوف يمـ.ـسكها احد من رجال شويكار..
❈-❈-❈
في فيلا انطون شقيق لارا، كان يجلس في مكتبة وفجأة سمع صياح يأتي من غرفة لارا وصوت تهشيم اشياء فركض انطون للأعلى مسرعًا وفتح باب الغرفة بلهفة ليجد ما توقعه.. لارا تدمر كل شيء أمامها بجنون... حتى المرآة حطمتها ركض نحوها بسرعة وهو يحاول الإمساك بها صارخًا بذهول مرتعد
= لارا ماذا تفعلين، لارا توقفي عما تفعليه وعودي لوعيكٍ ،هل انتٍ مجنونه
ابتعدته بعـ.ـنف حينها وصاحت به بانفعال
= نعم انا مجنونه وقد فقدت عقلي بسبب حبي إلي ادم ، انه أصبح يكرهني يا انطون لدرجة أنه يشمئز من لمـ.ـستي لذراعيه !! يشمئز مني انا ويفضل لمـ.ـسات تلك العـ.ـاهـ..ـرة.. لماذا لا يحبني قد فعلت المستحيل لاجله، تنازلت عن كرامتي وتهشمت مشاعري بسبب قسوته معي، ماذا افعل اكثر من ذلك واتنازل حتى يحبني مثل ما أحبة ؟!.
أقترب منها واحتـ ـضن كفاها معًا بين كفاه وهو يقـ.ـبلهما بحنان متمتمًا
= اهدئي يا حبيبتي لم يحدث شيء من ذلك.. ولم يتركك، حتى اذا كان لا يرغب في الـ.ـزواج بكٍ فالسيد نيشان سيجبرة على ذلك
رفعت لارا عيناها الدامعة له وهي تستطرد بنبرة متحشرجة
= اصبحت اشك في ذلك ، كان في البدايه يتهرب مني ويتجاهلني دون حديث.. لكن عندما دخلت هذه العـ.ـاهـ..ـرة حياته اصبح يرددها بوجهي بكل قسوة أنه لا يريدني ولم يتـ.ـزوجني.. آدم اصبح له عشـ.ـيقه ويخـ.ـوني معها ، لا افهم لما هي بالذات يفضلها علي
هز انطون رأسه بضيق وقال بصوت هادئ خشن
= كفوا عن عبث هذا الحديث. هذا غير صحيح. فكري في الأمر للحظة بينك وبين نفسك .. هل سيقع آدم ، العمدة المستقبلي للقرية، في حب عـ.ـاهـ..ـرة؟ مستحيل!! وإذا حدث ذلك ، فلن يقبل السيد نيشان بذلك ، حتى لا يفقد العموديه
عضت على شفـ.ـتاها بأسى وهي تفكر في حديثه بقلق وتبكي بصمت، ليبتعد عنها قليلا وهو يمسح دموعها برفق مرددا بثقه
= صدقيني يا لارا ، ادم سيكون لكٍ وحدك انتٍ فقط !.
هزت راسها له بالايجابي دون حديث بينما تنهد انطون هو يتطلع الى الفوضى التي فعلتها بعدم رضي، ثم تحرك ليرحل الي الخارج لياتي باحد ينظف ذلك..
بينما ازداد جنون لارا الذي ازدادت ملامحها عنفًا وهي تفكر في اليزابيث تلك العـ.ـاهـ..ـرة وكيف كانت قريبة من حبيبها آدم، لكن هل ستظل صامته وتترك هذه الخبيثه تاخذ منها خطيبها، لم تكن لارا أن لم تبعدها عنه.. يا الهي أنها تثير غريزة الغيرة داخلها بشكل لا يُطاق... ضيقت لارا عيناها بتنمر وهي تأخذ هاتفها من أعلي الفراش لتتصل بشخص ما وتنتظر حين يرد لتجيب بصوت قاتم
= مرحبا زين انا لارا. اريد ان اتحدث معك عن موضوع مهم .. لكن هذا سر بيننا ولا تخبر آدم؟
❈-❈-❈
ظلت اليزابيث تسير بالطريقه وبدأت تتجول في الطرقات وهي لا تعلم الى اين تريد ان تسير الى ان تسقط .. رفعت يدها اثناء سيرها تحسس وجنتيها .. انهما جافتان و الدموع لا تريد تسقط وتسقيها فهي تحتاج الأن تبكي .. ولكن سماء أحزانها جافة فغيومها قد امطرت كمية من الدموع الغزيرة الى ان افرغت مالديها .. وقفت اليزابيث للحظات أمام بحيرة وهي شارده إلي بعيد بأفكارها وتتصارع.. بينما جاء اخيرا آدم من خلفها فقد كان يبحث عنها بلهفه وقد وجدها ليقترب منها.
وفي تلك اللحظة طرفت اليزابيث بأهدابها وقد استيقظت من شرودها فنظرت إليه لوهلة ثم نظرت أمامها وجاهدت أن لا تنهار ولكنها قالت بنبرة محشرجة
= سيد ادم لما انت هنا؟ ارجوك ارحل واتركني يكفي ما حدث لك من تحت راسي.. فانا لا مكان لي في هذا العالم الأفضل ان امـ.ـوت! حتي اخلص الناس مني
اقترب منها آدم بخطوات سريعة وهي يتحدث بصوت حازم
= اصمتي ولا تتفوهي بمثل هذه التفاهات مجدداً فانا لا يمكن أن ادعك ترتـ.ـكبين خطـ.ـيئة کالانتحار لان الشخص الذي يقـ.ـتل نفسه يمـ.ـوت ومصيره النار ...
فضغطت اليزابيث على نفسها حتى لا تنتحب بصوت عالٍ وقالت بنبرة انكسار
= انا ضعيفة ولا استطيع تحمل تهميش الناس والمجتمع اكثر بسبب خطأ غير متعمد ارتكـ.ـبته وتسبب بضياع حياتي، أعلم أنني ارتكبت خطأ في البداية عندما وثقت وأحببت شخصًا لم أكن أعرفه جيدًا مثل نيكولا ، الذي جعلني أشعر بالحب والاهتمام الذي افتقدته بعد وفاة والدي ، فاقترب مني وبدأ يعاملني بلطف وأحضر لي وظيفة واعترف بأنه أحبني بجنون وكان يحاول يسعدني بكل الطرق وللأسف وثقت به .. وبدأت في الانجذاب إلي والإعجاب به .. لقد كان رغما عني ، فقد كان الشخص الوحيد الذي وجدته بجانبي في معظم الوقت كنت بحاجة إلى شخص ما ليواسيني وهو استغل ذلك ... ولكن بعد ذلك اكتشفت أنه !.
صمتت قليلاً بينما هز ادم رأسه لا يصدق ما يسمعه وما عانته تلك الفتاه بمفردها، ليبتلع ريقه بقلق وهو يعقد ما بين حاجباه و يحدق بها بقلق متساءل بتردد
= ما الذي اكتشفتي، اكملي..
عضت علي شفـ.ـتيها السفلية وتشدق بعبث متحسرة علي حياتها التي أضاعت علي يد شخص لعين لا يعرف الرحمه، لتتحدث باستكانة غريبة وكأنها تسبح وسط احزانها وهي تجيب
= بدأت قصتي عندما كنت أسير على الطريق وكنت سعيدًا بأول راتب أخذته من عملي. ولم ألاحظ اللص الذي أخذهم مني وركض وبدأت أركض وراءه كالمجنونة ، حتى صدمتني سيارة لم أرها وسقط بالارض وخرج شخص من السياره وهو يصـ.ـرخ في وجهي ثم ركض وتركني، وفكرت بأنه من الممكن أن يكون شريكة ذلك اللص و بدأت بالركض خلفه هو الآخر ، حتى أحصل على نقودي ، وعندما تابعت ذلك الرجل ، وجدته يدخل في مكان شبه مهجور. وانا أخرجت هاتفي لتصوير ملامحهم وأذهب بعدها إلى الشرطة وأبلغهم لإعادة أموالي ، لكنني اكتشفت شيئًا آخر؟ عندما نظرت من خلف نافذة ذلك المكان من الداخل ، وجدت العديد من الفتيات من مختلف الأعمار محتجزات في الداخل ، ورجال مسـ.ـلحين مجهولين ، وعندما تمردت إحداهن للفرار ، قتـ.ـلوها بدم بارد ! صـ.ـرخت من الخوف حتى لاحظوه أننا اراقبهم ، ثم اكتشفت أن هاتفي كان يصور كل هذا فركضت بسرعة كبيرة وكانوا يركضون ورائي للحاق بي؟ حاولت الهروب منهم وشعرت أن قلبي سيتوقف من الرعب حتى وجدت شخصًا هناك في منتصف الطريق ساعدني وأنقذني منهم ..كل ما كان يهمني في تلك اللحظة هو إنقاذ هؤلاء الفتيات والذهاب بهاتفي إلى الشرطة حتى يكونوا أحرارًا ، وأقترح ذلك الراجل أن يأخذ هاتفي إلى الشرطة حتى لا اتورط مع تلك العصابة ، وأنا وثقت به ووافقت اعطي الهاتف و بعد ذلك ، بدأ يقترب مني كل يوم بحجة مختلفة، فقد ساعدني في العثور على وظيفة ، واهتم به ، وأتى لي بالهدية التي أحبها ، وغار عليه، وفعل كل ذلك حتى .. آآ
صمتت برهبة وبدأت قدماها تعود للخلف بتلقائية... الدموع متحجرة في عيناها ولكنها ترفض الخضوع لسطوة الانهيـار.. بينما هو يقف أمامها يحدق بها بشفقة حقيقية والحزن يستوطنه بتلقائية على تلك المسكينة.... دون أن ينطق ،مرت دقيقة تقريبًا وهي متجمدة مكانها جبل من جليد يعيق سير دقاتها الممسوسة باهتزاز روحها من الأساس لتهتف بصوتها المرتعش
= لقد فعل كل هذا ليجعلني أثق به ويرسلني إلى شويكار لأصبح عـ.ـاهـ..ـرة، ويأخذ هو أموال في المقابل ثم يختفى ، ومن الآن فصاعداً لا أعرف إلى أين ذهب وتركني .. حدث ذلك في إحدى الليالي اقترح أن يعرّفني على اصدقائه المقربين وأحضرني إلى هنا .. وفي آخر مرة رأيته ، طلب مني هاتفي بحجة أنه سيتصل بشخص مهم في العمل .. لكنه فعل ذلك حتى لا أستطيع الوصول إلى أي شخص لمساعدتي وبعد 10 دقائق رأيت السيدة شويكار وليام يدخلان الغرفة التي كنت فيها ..و نيكولا رحل ولم يعد ؟!
اتسعت عينا آدم بعدم استيعاب وهو يتنفس الصعداء بصعوبة بالغة دليل علي التأثر بكلماتها ثم تابعت حديثها وهي تصـ ـرخ بنبرة مغموسة بالألم
= هذا الشخص الحقير استغلني ، وكانت هذه مهنته بالاساس، فعل كل ذلك معي وخدعني بالحب حتى يأخذ الهاتف مني ويحذف الفيديو ثم يسيطر عليه لياخذني الي شويكار.. ومن بعدها لي اجد نفسي في ذلك الجحيم.. هنا كانت المعاناه الحقيقي لي ، لم أعد أعرف. كم مرة قلت إنني لا أريد! ساعدوني! أنا نادم على حبي! سئمت من العذاب ، لكن لم يرحمني أحد
أطلقت اليزابيث العنان لحزنها وهو يقف يتابعها بنظرات جليدية بعجز ثم تنهد تنهيدة تصدر عن أعماق أعماق تلك الضجة التي تهتاج اكثر داخله شيءً فشيء....! و دون أن يفكر مرتين كان يسـ.ـحبها إليه وفجأة وجدت يحـ.ـتضنها ويضـ.ـمها الي صـ.ـدره هامسًا بصوت رجولي جذاب
= هششش يكفي