-->

رواية جديدة وصمة عار لخديجة السيد الفصل 23 -3

 قراءة رواية وصمة عار كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية قبل أي منصة أخرى




رواية وصمة عار رواية جديدة قيد النشر

قصه من قصص و روايات الكاتبة خديجة السيد




رواية وصمة عار

الفصل الثالث والعشرون الجزء 3

❈-❈-❈


العودة للصفحة السابقة



أطلقت اليزابيث العنان لحزنها وهو يقف يتابعها بنظرات جليدية بعجز ثم تنهد تنهيدة تصدر عن أعماق أعماق تلك الضجة التي تهتاج اكثر داخله شيءً فشيء....! و دون أن يفكر مرتين كان يسـ.ـحبها إليه وفجأة وجدت يحـ.ـتضنها ويضـ.ـمها الي صـ.ـدره هامسًا بصوت رجولي جذاب


= هششش يكفي


كانت اليزابيث تائهه بين صدمة احتـ.ـضنها و أوجعها لكن لم تبتعد عنه لأنها ببساطة كانت تحتاج إلى شعور بالأمانة ومن الواضح انها قد وجدت في أحضـ.ـانه ... أنفاسه الساخنة بدأت تداعب رقبتها وجـ.ـسدها اللعين ارتعش تلقائيًا من لمـ.ـسته، بينما هو أقـ.ـترب منها اكثر حتى اصبحت ملتـ.ـصقة به تمامًا.. بينما آدم شعر بمشاعر شتى وهي بين أحـ.ـضانه... رائحتها تخدره وقربها يهلكه حرفيًا ويهيج تلك العاطفة الموقدة دائمًا داخله.... ازداد من احـ.ـتضانه لها يشعر بجـ.ـسدها يرتعش ويلف يداه حول خصرها لتداعب انفاسه وجهها حتى ادركت انه قريب جدًا منها يكاد ينال شفـ ـتاها... ثم همهم وهو يحاول تجاهل شعوره متمتم بصوت   هادئ خشن 


= اهدئي اليزابيث الحزن لن يفيدك بشئ، صحيح أنك تعرضتٍ لفاجعة كبيرة بعد أن خدعك هذا الحقير بتلك الطريقة البـ.ـشعة، وتركك انك تعاني من متلازمة القلب المفطور ولكن هذا لا ينفي أنك في النهايه كنتي لا تريدي هذه الحياه وتم اجبرك عليها 


فازدردت اليزابيث ريقها ثم مسحت دموعها وهزت رأسها بالنفي وقالت بصوت محشرج 


= لا أحد يري الأمر هكذا يا سيد آدم ، أنا ما زلت أعاني من تهميش المجتمع ومن قسوة الناس ، حتى بعد أن ابتعدت عن هذا العمل ، ولم أفعله عن طيب خاطر ، لم يكلف احد نفسه ويتساءل ما الذي اوصلني الى تلك الحالة؟ كل ما يهمهم هو أنني سأبقى عـ.ـاهـ..ـرة.. قد تعبت حقا .. هل ستظل الحياة صعبةً هكذا دائماً , أم هي صعبة فقط ﻷني لازلت شابة صغيرة؟ وهذه التجارب ستنتهي حتما


زفر آدم بعـ.ـنف شديد شاعراً بوخزة بقلبه ليهتف هامسًا


= غالباً , هي صعبة إلى الأبد ! 


رفعت يدها بحركة عنـ.ـيفة تضرب علي قلبها بقوة وقالت بشيء من الحدة بنبرة موجعة


= لكن هذا الألم الذي بداخلي لا يشفى؟ قد بكيت كثيرا لما لا يزول الوجع


امـ.ـسك بيدها آدم بقوه يمنعها من ضـ.ـرب نفسها، و رفع رأسها بيداه برفق وهو يخبرها بنبرة صادقة مُذبذبة 


= صحيح أن الألم لا يزول ، لكنك ستتعلمي التعايش معه وستكوني أقوى بسببه .. إليزابيث ، أعلم أنك مررتي بظروف أشد من هذا ، وقد تحملتي المصائب وتعيشتي مع الموقف بروح عالية ، فماذا حدث وجعلك ضعيفا الآن؟ كل هذا بسبب لارا اللعينة ، هي دائمًا ما تقول أشياء فظة ولا تهتم بمشاعر الآخرين ، لذلك لا تهتمي بها .. أنا متأكد من أنك تقولي الحقيقة وأن كل ما حدث لكٍ كان في الواقع ضدك .. وأنك لا تريدي سوى فرصة واحدة للعودة إلى ما كنتي عليه من قبل


فلم تستطيع اليزابيث ردع دموعها عن الانهمار عندما سمعت ما قاله آدم اذ انها بعد كل القسوة والظلم وتهميش المجتمع والمعاملة الجلفة والقـ.ـاسية التي تلقتها من الناس على مدار شهور طويله وجددت اخيراً شخصاً لا تعرفه يقدم لها العطف بكل صدق الامر الذي جعلها ترفع يديها وتغطي وجهها وسرعان ما اجهشت بالبكاء مما جعل آدم ينصدم ويشعر بالذنب لانه تحدث معها بذلك المنطقه فتنهد وقال بنبرة تعاطف 


= لما تبكي الآن؟ رجاء كفي عن البكاء فانا اعتذر منك وبشدة لانني ذكرتك بأحزانك ومعاناتك .. واعتذر ايضا عن ما فعلته لارا بكٍ 


قال ذلك بينما ابتعد عنها ونهض ليمـ.ـسك بيده ذراع اليزابيث وسحـ.ـبها قائلاً 


= دعينا نغادر هذا المكان.


فسارت برفقته دون ان تتفوه بكلمة واحدة ولم تتوقف عيناها عن ذرف الدموع ، وعندما وصلا إلى السيارة ترك ذراعيها وفتح لها باب السيارة وقال بهدوء 


= هيا اصعدي.


اما هي فكانت مسمرة في مكانها ووجهها شاحب كما لو ان روحها قد فارقتها مما جعله يتنهد بعمق واردف قائلاً بنبرة تنم عن التعاطف 


= هيا يا اليزابيث ، اصعدي في السيارة لكي نغادر من هذا المكان.


فذرفت اليزابيث دموعها مرة واحدة ولم تقل شيئاً بل صعدت في السيارة فاغلق آدم باب مقعدها ثم التفت حول سيارته وصعد خلف المقود وقبل أن يشغل المحرك نظر إلى حيث كانت تضع يديها على حجـ.ـرها وتحني رأسها بصمت فلم يعجبه حالها ومع ذلك فضل ان يلتزم الصمت لذا شغل محرك السيارة وهم

بالمغادرة. 


❈-❈-❈


في مكان علي الشاطئ كانت تجلس لارا فوق المقعد وامامها طاولة صغيرة، حتي أقترب زين منها وسحب المقعد الأخري ليجلس نظرت إليه علي الفور بانتباه ليقول زين بنبرة جافة


= تفضلي ما الذي تريدي مني؟ 


اعتدلت لارا في جلستها وهي تضع يدها فوق الطاولة وتنظر داخل عينه باهتمام


= باختصار ..هل يوجد بين آدم وتلك الفتاه العـ.ـاهـ..ـرة شيء يحدث بينهما ؟ ولا تكذب لاني ساعرف الحقيقه


صمت زين وطال صمته ثم اجاب بصوت اجش 


= اذا تقصدي عـ.ـلاقه فلا يوجد شئ حسب معلوماتي... ولن يقـ.ـترب منها يومًا بحياته!! وانا اعرف صديقي ادم جيد واعرف نوايا ..لكن لا اعرف ما هي نوايا تلك الفتاه، ومنذ أول يوم التقيت بها وانا ليس مرتاح لها


شددت لارا على كلماتها وهي تخبره وقالت بزهو


= جيد وهذا ما أشعر به تجاهها أيضًا ، لذا أريدك أن تساعدني في التخلص منها وإبعادها عن آدم


كز زين على أسنانه بصمت ولم يعلق في البدايه ليستوعب الحديث ليقول بشك هاتف بصرامة


= ماذا تقصدي بالتخلص منها؟ سيدة لارا ، أعلم جيدًا أنك تحبي آدم ودائمًا ما تفعلي المستحيل حتى تحصلي عليه ذات يوم .. وقلت إنني لست مرتاحًا لتلك الفتاة ، هذا صحيح .. لكن هذا لا يعني أنني أقتـ.ـلها


صرخت به مستنكرة بشدة


= هل أنت غبي يا زين؟ هل قلت أن أقتـ.ـلها لأقع في مشكلة بسبب عـ.ـاهـ..ـرة لا قيمة لها؟... اصمت واسمعني جيد هذه الفتاه خبيثه وليست سهله وبتأكيد هي تخطط للاستفادة من ادم ليغرم بها وتستغله، هي أتت إلى هذا المنزل بهدف واحد وهو للحصول على أمواله


زفر زين بعـ.ـنف متمتم بصوت مكتوم


= أنا أيضا شككت في ذلك وحذرت آدم كثيرًا ، لكنه أصر على أنها فتاة طيبة ويريد مساعدتها. يقول إنه لا يرى شيئاً سيئاً منها حتى يشك بها ويخرجها من بيته. حتى اليوم ، بعد أن أتيتي إلي وواجهتي بما تعرفي عنها ، اختفت هي فجأة من بيننا ، وركض آدم وراءها للبحث عنها وأعادها للمنزل.. لا أعرف ماذا فعلت تلك الفتاة حتى يثق بها هكذا


ازدادت ضغطتها على شفـ.ـتيها بقـ..ـسوة فتأوهت بصوت مسموع بينما الغيرة تنهشها كأعـ.ـنف الوحوش لتهتف بحدة عالية 


= وتقولها في وجهي بكل برود ، ركض وراءها ليرجعها إلى المنزل مره ثانيه، يا إلهي .. لا أستطيع أن أتحمل ما اسمعه هذه الفتاة في فترة قصيرة جدًا. يجب أن تتعلق بشخص آخر حتى تنسى آدم.


إتسعت عيناه بعدم فهم ليهمس تلقائيًا


= لا افهمكٍ ما الذي تريدي الوصول اليه 


اومأت لارا وهي تهز رأسها بقلة حيلة مرددة بصوت متوتره


= حسنًا ، سأخبرك بوضوح .. اشغلها أنت يا زين ، واجعلها تتعلق بك وتقع في حبك ، حتى تبتعد عن آدم ولا تفكر فيه! وبعد ز واجي من آدم أتركها كما تريد


عقد زين ما بين حاجبيه بعدم استيعاب ثم اردف بتلقائية مستنكرًا حديثها برفض


=ماذا،؟ سأعتبر نفسي لم أسمع شيئا من هذا الحديث ، وأنا لم أتي إلى هنا في الأساس ..هه تريدي أن أحب تلك العـ.ـاهـ..ـرة! هل انتٍ واعيه الي ما تقولي لي ؟


لتزم شفـ.ـتيها مغمغمة بحنق شديد وهي تحذرة


= لا تتخطى حدودك معي يا زين .. أنا أتحدث عن مصلحة آدم لا أكثر ، وقد رأيت بنفسك أن آدم بدأ ينجذب إلى تلك الفتاة ويقع في خطتها ولا يعتقد أنها فتاة سيئة ، وإذا تركناها دون فعل أي شيء ، فإنها ستستولي عليه و تؤذي مشاعره بعد أن تحصل على ما تريده .. وإذا تحدثنا إليها فهي لم تستمع إلينا .. لذا فمن الأفضل لنا أن تنـ.ـجذب مع شخص آخر غير آدم.


بالرغم من أن كلامها شعر زين بأنه هناك جزء من الحقيقه به و هدأه نوعًا ما ولكنه زمجر فيها بغيظ 


= أنتٍ تتحدثي ببساطة كأنه الأمر سهل للغاية .. وعندما أخبرها أنني أحبها .. ستبتعد عن آدم فورًا وتسمع حديثًا ، هذه فتاة ماكرة لا تقترب إلا من الرجال الأغنياء وأنا مجرد شاب عادي لا امتلك اي شيء ثمين حتى تنجذب إلي وتترك آدم نجل السيد نيشان.


بللت شفـ.ـتيها والتوتر يزحف لكافة جوارحها ببطء ثم خرج صوتها مبحوحًا يتحجزه القلق


= أعلم أن الأمر ليس بهذه البساطة ، ولا أريدك أن تذهب وتقول في وجهها ببساطة "أنا أحبك." بل من ذلك ، أريدك أن تقترب منها بحيل أخرى في البداية ، صفي كل المشاكل بينكما وحاول تهدئة الأجواء والتعامل معها بلطف ، ثم ابدأ بجعلها تقع في حبك بأساليبك الذكية. باختصار ، أريدها حقًا أن تقع في حبك يا زين... ثم بعد ان نرتبط انا و ادم افعل ما يحلو لك واتركها، انا لا اقول لك تكمل حياتك مع عـ.ـاهـ..ـرة !!. أرجوك يا زين ساعدني لأن هذه الفتاة يجب أن تبتعد عن آدم حتى لا يتورط معها أكثر من ذلك.. دعنا نحل الامر ونحن في البدايه افضل


صمت زين قليلاً وفجأة غامت عينـاه بأفكاره التي بدأت تنضح من عقله وهو يفكر في كل كلمه قالتها باهتمام، ثم هز رأسه بضيق وهو ينهض ويبعد المقعد بعـ.ـنف ليقف أمامها يقول بخشونة


= أنا آسف ، لكنني لا أوافق. لو عرف آدم شيئًا من هذا القبيل ، فسيغضب مني ، وقد أفقد صديقي للأبد .. وانا لا أريد الاقتراب من تلك الفتاة ، لأنني أكرهها.


أمسكت لارا يده بسرعه لتهتف بصوت حزين محاوله استعطافة  


= سأعتبر نفسي لم التقي إجابة منك. فكر جيدًا يا زين في الحديث بكل جدية ، ثم اتخذ قرارًا .. لكن تذكر أنك تقدم معروفًا لصديقك الذي سيتذكره دائمًا ويشكرك على ذلك.


❈-❈-❈


عندما وصلا إلى منزله اوقف آدم سيارته في موقفها الخاص ونظر إلى الجالسة بجواره دون حركه وقد انتابه القلق بشأنها لانها بدأت وكأنها تمثال من الحجر دون روح فتنهد وقال بصوت منخفض


= اليزابيث.. هيا انزلي فقد وصلنا الى المنزل.


فأومت له ولم تعلق بل شقت طريقها نحو باب المنزل بصمت بينما وقف هو يراقبها وهي تسير نحوه الباب بخطوات ثقيلة.


تنهد آدم بيأس؟ ماذا يفعل معها بداخله شعورين .. سعيد أنه وجدها واعادها ولا يعلم سببا وجيها لسعادته هذه !! وكم استنكر هذا الشعور ! والشعور الآخر؟ غاضب من تهورها بأنها رحلت وهي ليست لديها مكان غير هنا.. ألا تثق به كفاية لترحل دون إخباره حتي وتسير بالشوارع و تموت بردا أو جوعا.. 


لكن يعرف أن حدث كل ذلك بسبب اللعينة لارا وما فعلته معها؟ لا يعلم ماذا يفعل معها حتى لا تعيد تلك الفعلة المتهورة مرة أخرى أو أي أفعال مجنونة غبية إلا إنه تحكم في كل ما يدور في خلده وقبض علي يده بقبضة من حديد... ولاحظ آدم بأنها مازالت تقف أمام باب منزله مترددة بالدخول، حيث كانت كل هذا الوقت لا يزال تقف بصمت وهي تفرك يدها بتوتر... 


اقترب آدم منها ثم ودون كلمات أمـ.ـسك بيدها يسـ.ـحبها خلفه بخشونة وهي مستسلمة .. تتمنى لو لا يتحدث بأي شئ يدخلها فقط غرفتها الدافئة لتسقط في النوم غارقة فورا دون أن يراها أحد ويتساءل.. بينما ظل آدم ممسكا بمرفقها بحزم وفتح باب المنزل ودلف


و ما أن مرا معا على الردهة وجد زين مزال مستيقظ الذي ما أن راه حتى اتسع فمة بصدمه بأنه أعادها مره ثانيه إلي المنزل كما توقع ليجز علي أسنانه بعـ.ـنف شديد ..لكن آدم تجاهل دون حتى أن يبرر له تحرك بها لغرفتها أدخلها بهدوء فوقفت تتطلع حولها باشتياق او ربما اشتياق لـ الدفء ! لا تعلم لمَ أنعشها ذلك الشعور ! لينظر لها آدم ليتحدث ويكسر الصمت بينما قال وهو يلاحظ أنها ترتعش وتمسد على ذراعـ..ـيهـا ويبدو عليها التعب والارهاق


= اذهبي للاستحمام اليزابيث بماء دافئ .. ثم تعالي لتنامي .. فأنتٍ متعبة جدا 


أومأت برأسها ببطيء بارتباك و بخجل وهي تعض على شفـ.ـتيها فزم شفـ.ـتيه مبعدا نظراته عنها وتحركت هي نحو الحمام بخطوات متعثرة، ثم توجه هو للخارج يترك الغرفة يغلق الباب ورائه جيدا .. يفكر أنها تحتاج للطعام لكنه لن يطلب من زين أن يصنع لها يكفي نظراته التي تحوم حوله ودون أن يعطي لنفسه مجال للتعجب والاستغراب ذهب هو يحضر لها الطعام ولم يلتفت لنظرات زين التي كادت أن ترشقه بسهام الذهول و الغضب .. دخل المطبخ وشرع في التحضير لا بأس يستطيع تجهيز بعض الطعام الخفيف لها بنفسه.


وإلي هنا لم يستطع أن يتمالك اعصابه زين لينهض بسرعة إليه بخطوات غاضبة، ليقول بصوت ساخراً


= وأنت من تصنع لها طعامًا بنفسك ، أقول لك شيئًا لم تصدقه على الرغم من أنني أعيش معك في نفس المنزل ، لكنني بدأت أشك مثلهم ، أن هناك عـ.ـلاقة بينكما بسبب اهتمامك المفرط بها


تنهد آدم بضيق شديد ثم نظر للحظة له قبل أن يردف بصوت رجولي


= ما بك زين؟ أنت الأخري ، الفتاة مرت بظروف صعبة للغاية ، ورأيت بنفسك ما فعلته لارا بها في الصباح وكيف أهانتها. هل تريد مني المزايدة عليها أيضا؟ أنت لا تعرف ما مرت به إليزابيث من حيث المعاناة الصعبة التي عاشتها


صاح زين بعصبية شديدة


= وهل اي شيء تقوله يجب ان اصدقه؟ هذه كاذبه و خبيثة .. وهي تفعل كل هذا لمحاولة الإيقاع لها.. و في وقت ما ستعرف الحقيقة وأن لي كل الحق


ساد الصمت لينظر ادم وقال بتساؤل خافت وهو يتمعن في وجهه من جديد بملامح هادئة


= كل ذلك لانني اصنع لها وجبه طعام ؟.  


جز زين علي أسنانه بغضب وهتف بحدة بينما كان يتحرك للمغادرة


= أنت تعرف جيدًا ما أعنيه بمحادثتي يا آدم .. لا أعرف لماذا أتحدث معك في الأساس .. افعل ما تريد


أسرع زين بخطواتة إلي الاعلي بتجاه غرفته وهو يفكر في حديث لارا بأنها كانت علي حق فآدم بدأ في الخـ.ـضوع لها ..وهو الآن علي حافة أن يقع في مصيدة اليزابيث !!.  


❈-❈-❈


بداخل الغرفه، دفنت اليزابيث وجهها بين ركبتيها تكمل بكائها بدموع فاضت أخيرا لتطفر تشق الطريق على خديها علّها تزيح بعضا من اختناقها، كانت تنسكب كشلالات من جمرات على روحها المحترقة بالفعل ! وفي نفس اللحظه شعرت بأن الباب يطرق ثم فتح الغرفة بهدوء ليجدها جالسة على السرير تضم ركبتيها لصـ.ـدرها وتدفن وجهها بينهما وتحيط بهما بذراعـ..ـيهـا .. وكانت هي غارقة في أفكارها المتداخلة... اقترب منها بهدوء لا يعلم ما الذي عليه قوله وعقدة حاجبيه تزيد من عبوس ملامحه تنحنح مناديا إياها، لترفع مقلتيها ببطءٍ ونظرت إليه بين دموعها بصمت. 


فتقدم منها أكثر حتى جلس جوارها على السرير بعد أن وضع صينيه الطعام جانب ، استمر الصمت للحظات فقرر قطعه أخيرا يداري على ارتباكه قائلا بهدوء ممزوج ببعض الحرج الرجولي


= قد احضرت لكٍ الطعام، فيجب ان تتناولي شيء قبل ان تنامي 


نظرت إلى الطعام بدهشة فشعرت اليزابيث بالامتنان الشديد تجاهه لذا قالت 


= انت انسان طيب سيد ادم وشكرا لك على دفاعك عني ومحاولة تخفيف الامي .. اعتذر عما فعلته من قبل عندما حاولت مساعدتي في البداية وشككت فيك ورفضت مساعدتك.. ولكن الآن تغير الوضع وأنا أعلم أنك شخص طيب و ذو اخلاق عاليه .. وأنا أقدر ما فعلته من أجلي وأريد أن أرد لك الجميل و أرجوك أقبل اعتذاري.


فابتسم آدم ابتسامة حزينة وقال 


= يكفيني أن تعتني بنفسك ، ولا أريد منك شيئًا آخر .. أما أنا فقد قبلت اعتذارك منذ أن عرفت ما حدث لكٍ ، وبصراحة لكٍ الحق في ذلك. لا تعطيه ثقتك بأي شخص بعد كل ما حدث معك .. ونصيحتي اليكٍ هي محاولة نسيان ما حدث والبدء من جديد.


تمتمتها بصوت مخنوق متحشرج حد التعب لمَ يحدث معها كل هذا لمَ 


= قررت ان ابدأ حياتي مجدداً بالفعل وقبلت بهذه الوظيفة لكي اعيد نفسي في هذا المجتمع القـ.ـاسي.. لكن الامور صعبه للغايه وليس بهذه السهوله.. لما يحدث معي هذا ، لما انا من بين سائر البشر ؟ انا ضعيفه للغاية 


شعر بالحزن الشديد عليها، حرك حلقه قائلا بخشونة أعلى وهو يحدق أكثر في وجهها 


= اليزابيث.. انا لم ارى فتاه مثلك شجاعه قد واجهت كل ذلك بمفردها وما زالت على قيد الحياه تحارب وتواجه مصيرها المجهول؟. حتى انا اذا كنت مكانك لا اعلم اذا كنت ساستطيع التحمل والمواجهه ام لا؟ لذلك لا تقولي على نفسك ضعيفه مره ثانيه بل انتٍ شجاع وقويه 


تنهدت تشعر بالاضطراب و الرهبة بينما هي تحدق فيه وهو يخرج الكلمات من فـ.ـمه المتشقق الباهت ال .. حلو !! أطرق بنظراته ما أن شعر بمسار أفكاره يأخذ منحنى .. غريبا عنه !! ليقول بنبرة صادق بوعده لم يعتقد يوماً أنه قادر على معاودة قطعه


= على العموم اليزابيث، أنتٍ هنا بخير .. أتمنى ألا  تتصرفي باندفاع مجدداً دون الرجوع لي، وأنا أعدك بأن لا تتعرضي للاهانه مره ثانيه وانتٍ هنا بمنزلي .. لا تقلقي بشأن ذلك، لكن يجب ان ثقي فيه بان لم اضرك قط

  

تنهدت لتحمحم اليزابيث تجلي صوتها شاعرة بالحرج من تحديقه بها لتضرب وجنتيها بحمرة أكثر وهي تردف بصوت مخنوق


= أنا أمنحك كل ثقتي يا سيد آدم .. لهذا عدت إلى هنا مرة أخرى ، شكرًا لك


عقد آدم حاجبيه متمتما بمشاعر متداخلة غريبه عليه داخله، بينما لاحظ اجفال ملامحها للحظة ثم الاحمرار الذي غزى بشرة وجهها وتمنى لو يعرف السبب الحقيقي وراء نضوج تفاحة خديها هكذا .. 


= حسنا .. ارتاحي الآن .. ولا تنسي ان تتناولي اي شيء قبل ان تنامي، تصبحي على خير


ثم استدار للباب مغادرا وهو يخرج مسرعا من الغرفة يغلق الباب بحدة أجفلته هو نفسه قبلها تاركا إياها تتساءل بنفس التساؤل الذي دار في ذهنه؟ ما الذي يحدث لهما؟ 


❈-❈-❈

بعد مرور وقت لاحق، خرجت اليزابيث من غرفتها وهي تحمل صينيه الطعام لتسير باتجاهه الى المطبخ وقد وصلت إلي الأسفل لتتجمد مكانها فجاه عندما وجدت نيشان يقف أمام آدم و كان نيشان عروق رقبته بارزة بشكل مرعب عندما راها وعادت اليزابيث ببطء بخطوات مخـ.ـيفة وهي تراه ينظر لها بغضب لا تعرف مصدره؟ وأنفاسه مسموعة فنظر إليها بعيون متلألئة ويقول بصوت خفيف بابتسامة استفزاز 


= آه.. قد عدت من جديد الى هنا 


تنهد ادم بحدة ليعرف بان والده سيضايقها بالحديثه بالمزيد وهي قد اكتفت الليله بما فيه، لذلك تحدت بسرعه وقال بصوت مسموع 


= اليزابيث من فضلك اصعدي الى غرفتك الان


ظلت اليزابيث مكانها بحيرة وتوتر، ثم زفر قائلاً غاضبًا جدًا وقال في إزعاج


= اليزابيث هيا ..الى غرفتك


رمشت عدة مرات وهي تحدق به ولم تستطيع سبر غوره ولكنها استشعرت القلق في نبرة لتهز راسها و تصعد إلى غرفتها مره ثانيه.. ابتسم نيشان وقال ساخرًا 


= إذن هذه هي العـ.ـاهـ..ـرة الذي فضلت، لارا خطيبتك المحترمه عنها.. كلمه واحده ولم اردها هذه الفتاه يجب ان ترحل في غضون لحظات


ابتسم آدم ابتسامة صغيرة وقال بهدوء وهو يقترب منه


= اعتذر يا أبي لكن ما قلتة لم يحدث، وهذه الفتاه سوف تظل هنا لاننا أريد ذلك .. اما بخصوص لارا فقد قلت لك قبل سابق لم ارتبط بها لكنك تصر ، وانا ايضا  أصر على قراري 


التفت نيشان إلى آدم ونظر إليه بمكانة وقال رافعًا سبابته في وجهه بحذر


= بدات تتمرد علي وتقولها بوجهي بمنتهى السهوله لا تريد؟ كل ذلك لاجل هذه الحثاله ، الخادمة! 


زفر آدم نفسا طويلًا قبل أن يهتف بغضب شديد


= لا ! ليس كل هذا من أجل إليزابيث ، لكن لأنني سئمت من سيطرتك عليه وانتهى صبري معك حقًا ، منذ آخر محادثة بيننا وما زلت أتذكر كل كلمة قلتها في وجهي.. حتى انك تزوجت من امي قبل وفاتها وتبنتني حتى تضمن العموديه وليس لانك تعتبرني ابنك كما كنت أفكر .. لذلك اكتفيت من الموافقه على اي شيء تقوله ضد رغـ.ـبتي ..ومنذ هذه اللحظه لم افعل شيء لا اريده يا ابي


استقرت الجدية على وجهه وضاق عينيه قائلا بحزم


= حسنًا ، دعنا نكشف عن اوراقنا لبعضنا البعض ، ما دامت حديثنا قد وصل إلى هذا المستوى بيننا .. أنت على حق يا آدم. لقد تزوجت والدتك العـ.ـاهـ..ـرة من أجل مصلحتي واعتبرتك ابني من أجل العمودية .. حتى لا تذهب إلى شخص آخر! بينما ستكون العمدة القادم على الورق فقط ، وانا سأدير هذه القرية كما أريد .. وسوف تتـ.ـزوج من لارا لأنني أريد ذلك أيضًا ، ولأنها هي الفتاه التي اضمنها أنها لم تلعب بعقلك لتذهب لبعيد عني ،وغير ذلك شقيقها أنطون هو وزير تلك القرية واذا حاولت لارا معك للتنازل عن العموديه شقيقها لم يوافق او ستذهب اليه وفي الحالتين سوف اسيطر انا...


اتسعت عينا آدم و شحب وجهه فور سماعه ذلك لينظر إليه بصدمه وغضب ولم تمر سوى بضع دقائق عندما تابع حديثه ليهز نيشان كتفيه و ردد ببساطة بصوت بارد


= أعني ، لقد اعتنيت بك واهتمت بك حتى ذلك اليوم فقط؟ من أجل العمودية! وأنا على استعداد لفعل أي شيء لمصلحتي .. هل تريدني أن أكشف لك اوراقي أكثر من ذلك يا آدم ؟؟. 


نظر آدم إليه باشمئزاز وهو يبتلع لعابه في ارتباك و ألم  ليحاول تمالك اعصابه ويضغط علي قبضته بعـ.ـنف شديد، بينما كانت ترتجف أطرافه وترتجف شفـ.ـتاه المنفصلتان ويغمض عينيه بخيبة أمل كبيرة يحاول  يكتم الألم بداخله حزن وصدمة من حقيقه كلمات والده !! او ما كأن والده وضغط الألم على قلبه ليهدر بصوت ضعيف


= انت شخص متلاعب و استغلالي وخساره كلمه ابي الذي كنت اقولها لك لسنوات طويله لانني كنت اعتبرك مثل والدي بالفعل.. اخرج من هنا ولا تقول على امي مره ثانيه عـ.ـاهـ..ـرة بل انت العـ.ـاهـ..ـر


ابتسم نيشان من زاوية فمه باستفزاز ليتحدث بنبرة حقد معتمدة قاصد جرحه ليشعره بالذل والإهانة


= لما؟ أليست هذا ما حدث حقًا وهذه هي حقيقه والدتك العـ.ـاهـ..ـرة، والدتك التي أنقذتها وتزوجتها لتبتعد عن هذا العمل بعد أن فقدت شرفها وأصبحت بلا قيمة.. وجعلتها سيدة مجتمع محترمة وأخفيت ماضيها القـ.ـذر.. وانقذتك أنت ايضا وأعطيتك كنيتي حتى يكون لك مستقبل عظيم .. لماذا تخجل الآن من ماضي والدتك .. فهذه ستظل الحقيقه مهما حاولت تخفيها، أنا لقد قدمت لك معروفًا كبير وعليك أن ترده.


اخذت آدم يتطلع بانكسار بوجهه الذى كان يكسوه الحزن والالم، شاعراً بالم يكاد يحطم روحه الي شظايا وكانه تعري امامه، همس بصوت مرتجف


= قلت لك اصمت.. وارحل من هنا !. 


ابتسم على نطاق واسع عندما شعر بانكسار آدم امامه فقال نيشان بنبرة حادة 


= هذا النقاش انتهى هنا يا ادم فانا سأعتبر انك لم تقولي شيئاً 


ليرحل نيشان بكل هدوء مما جعل آدم يضرب الحائط بقبضة يده بحركة عصبية شديدة الخطورة، و قد التمعت الدموع بعينه بوجع تنفس الصعداء بحرارة وزفر الهواء بعـ.ـنف ثم أخذت مفتاح السياره ولبس نظارته السوداء ثم فتح باب سيارته ليسير بلا هدف بينما كلمات نيشان كانت تتردد في اذنه بصوت مسموع . 



يتبع...


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد من رواية وصمة عار، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية و حكاية



رواياتنا الحصرية كاملة