-->

رواية جديدة ذنبي عشقك لميرا كريم - الفصل 23

 قراءة رواية ذنبي عشقك كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية ذنبي عشقك رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة ميرا كريم

الفصل الثالث والعشرون 



" غداً لن أقول لك صباح الخير!

كي أسّحبَ من الانتظارِ مسمار الأمان ..

فيكون بالنسبة لكِ غداً 

بندقيةً مصوبةً عليكِ بيد الخوف ورعشة الحنين

ولن تبتعد نحوك فوهة المسافة وابرة التصويب

إلا لتحرري منكِ نبضكِ 

وتقولي لي: أحبك! 

بدلاً من صباح الخير ..

فأقول بدوري:

كنتُ أمازحكِ؛ فستقة قلبي لن يأتي غداً..

صباح الخير .. 

هيا كفنيني مع صحوة البرتقال

بين ذراعيك."

- ديوان الغياب

-علي السليمان 

❈-❈-❈


كانت مُستغرقة في النوم براحة عارمة على عكسه تمامًا فكان يتلظى بنار قر بها يجلس على الاريكة بعد عن عـ جز عن النوم، يتأمل وجـ هها المُسالم وتقاسيمها الملائكية الجميلة بنظرة حملت الكثير من الامنيات بين طياتها،  يتسائل في نفسه كيف انثى مثلها تحظى بالحُسن وحدها!

فكان كل ما به يثو ر عليه من أجلها حتى عقله يؤتيه بأفكار 

عا بثة لا تمت لعقلانيته بِصلة ولكن ليس له حيلة غير أن يصمد في محرا بها.

بينما هي تململت في الفر اش بأعين مازالت مغلقة وعلى وجهها بسمة حالمة جعلته يجعد ما بين حا جبيه يستغرب ما يَحِل بها لحين رفرفت بأهدابها وظهر وميضها يدور في ارجاء الغرفة وكأنها تستوعب اين هي ليأتيها صوته العميق هامسًا:

-صباح الخير

شهقت بخفوت وانتفضت جالسة بجـ سدها تر بت خصلاتها قبل أن ترد بنبرة رقيقة مازالت تحمل بقايا نومها:

-صباح الخير


تنهد ببطء قبل أن يتسائل باهتمام: 

-عرفتي تنامي 


هزت رأسها والارتباك يسيطر على  تقاسيمها:

-اه الحمد لله...و انت! معرفتش تنام مش كده؟


اجابها وعينه تضيق عليها يتمتع بالنظر لها:

-المهم راحتك أنتِ


رفعت زيتونها تعانق نظراته ثم نمت بسمة ناعمة على ثغر ها تزامنًا مع 

التحا م نظراتهم سويًا بنظرة تحمل الكثير والكثير بين طياتها فكانت ترى شيء بعينه يجعل قلبها يطرق بين ضلو عها يخبرها أن من مَلك قلبها في بواطنه يكمن شيء لها وهنا تعالت وتيرة انفا سها وكست الحُمرة وجـ هها لتسـ لت نظراتها المتعثرة داخل بصيص عتمته وتهب من جلستها قائلة بإرتباك شديد:

-انا هقوم اصلي واقرأ الوِرد بتاعي وبعدين احضر الفطار تكون ماما "ليلى" صحت


تحمحم يجلي صوته ثم هز رأسه و نهض يقف مواجه لها:

-متتعبيش نفسك صباح زمانها جاية وهتحضره هي 


اقترحت وهي تنظر لكل شيء عداه:

-طيب هساعدها مفهاش حاجة


هز رأسه دون حديث ثم حاولت التهرب من تلك الهالة المهيبة التي تحيطه وخاصًة مع ذلك القرب المُربك لها:

-طيب انا هروح الحمام 


قالتها وهي تسير نحو باب الغرفة وإن كادت تُدير مقبضه وتلوذ بالفرار اتاها صوته العميق الذي يستقر بالأعماق متسائلًا:   

-كنتِ بتحلمي بإيه؟


تجمدت بأرضها وزاغت نظراتها وتعجبت دون أن تلتفت تتحاشى حِصار نظراته:

-عرفت منين اني كنت بحلم؟


اقترب بضع خطوات منها ثم عقب مخمنًا: 

-كنتِ بتبتسمي و كان واضح من انفعالات وشك أنه حلم حلو 


اغمضت عيناها لوهلة تسترجع ذلك الحُلم الذي شاركها به لتبتسم تلقائيًا وتقول متنهدة:

-فعلًا حلم جميل واتحققت جزء من منه


لم يستوعب كلمة مما نطقت به بل كان كالمغيب حين مال برأسه قليلًا يستنشق عبق خُصلاتها ليغمض عينه هنيهة مُستمتعًا قبل أن تهمس وهي  تدير مقبض الباب وتفر مُسرعة قبل أن يفضحها صخب قلبها: 

-عن اذنك

لاحت منه بسمة جانبية وهو  يتطلع لآثاره واستغرب كيف لا تشعر بقلبه الذي ذاب جليده  بسببها.

❈-❈-❈

بعد بعض الوقت وقفت أمام ركوة القهوة تنتظر بتأني وعلى بصيص الشُعلة نضوج بُنها وأثناء ذلك دار عقلها يذكرها بذلك الحلم الذي فور أن استيقظت وجدت بوادره أمامها فتقسم أنه كان

يهـ يم بها وتلكأ في الخروج من الغرفة لحين انتهت من قراءة وِردها بصوتها...فحقًا لا تستوعب ما حَل بقلبها فذلك المُرعب التي كان ترهبه سابقًا بات مالك قلبها لا والأنكى أنها الآن تنعم في كنفه وتستـ حـ س من نظراته أن شيء بأحشا ئه يكمن لها وعند تلك الفكرة نمت بسمة حالمة للغاية على ثغر ها لحين نفضتها "بدور" التي دخلت المطبخ تشهق بقوة وتضر ب اعلى صـ د رها:

-يالهوي بتعملي ايه هنا يوم صباحيتك 


رفعت "شمس" نظراتها لأعلى و وضعت يد ها على قلبها معاتبة:

-حرام عليكِ يا "بدور" خضتيني

 

استسمحتها "بدور" بدورها: 

-حقك عليا وربنا ما اقصد


هزت "شمس" رأسها أن لا عليكِ ثم رفعت القهوة تُفرغها بأحد الفناجين قائلة:

-محصلش حاجة


لتقترب "بدور" متسائلة: 

-طيب سايبة اوضتك وعريسك ليه يوم صباحيتك و واقفة في المطبخ 


قطـ مت "شمس" شفا هها وقالت والخجل يسيطر على وجهها:

-صباحية ايه بس يا "بدور" والله أنتِ في دنيا تانية 


شهقت "بدور "وقالت بتلقائية اربكت "شمس" وجمدت أطرافها:

-يوه مش عرسان جداد ده مفروض الأكل يدخلكم وانتم في السر ير 


برقت عين "شمس" وكررت مشدوهة من قولها وكأن الأمر لم يستسيغه عقلها:

-سر ير! ايه اللي انتِ بتقوليه ده 


ضـ ربت "بدور" أعلى صـ درها وخمنت وهي تترقب جوابها:

-يا لهوي اوعي تقولي أنه محصلش!


تهربت "شمس" من الاجابة بعيون زائغة:

-"بدور" وبعدين معاكِ 


عاتبتها "بدور" وهي تربت على جانب 

كـ تفها بعدما ترجمت ارتبكها: 

-ليه يا "شمس" ده جوزك وبعدين ده حلال ربنا


بررت متنهدة وبداخلها مازالت تَرهب الأمر برُمته:

-الوضع غريب عليا اوي يا "بدور" ولغاية دلوقتي مش مستوعبة اللي حصل 


نصحتها "بدور" بمحبة خالصة:

-ارمي كل حاجة ورا ضـ هرك وعيشي مع اللي اختاره قلبك محدش بقى يقدرلك على حاجة وانتِ مر اته


-مر اته!


كلمة غريبة على مسامعها لذلك نطقتها وهي تضغط على حروفها بضياع جعل "بدور" تؤكد وهي 

تر بت من جديد على جانب

كتـ فها:

-اه مر اته ولعلمك بقى الباشا هو كمان بيحبك ولو مكنش بيحبك مكنش استغل اللي حصل و طلب يتجو زك


-هو اتجو ز ني علشان انا استنجدت بيه وقرر يحميني


لوت "بدور" فـ مها يمينًا ويسارًا ثم تهكمت قائلة:

-ده الباشا يا اختي وكان يقدر يحميكِ من غير جو از


أيعقل حديثها، لا لا بالطبع لا فكيف كان سيفعل بعد أن تغابت وجرحت كبريائه ورفضت حمايته، فهو ذاته أخبرها انه كان ينتظر مبادرتها وحقًا لا تلوم عليه فتصرفه منطقي ل رجل مهيب في تعقله و رزانته  لذلك صدر حديثها يشكك في استنتاج الآخرى:  

-معتقدش يا "بدور" انه كان يقدر يعمل كده وخصوصًا أنه ملهوش سُلطة عليا


-بطلي نشفان دماغ وافهمي... طلبه

 الجو از منك  مش شفقة زي ما انتِ فاكرة ولو كانت بيشفق عليكِ كان رمالك قرشين تعيشي بيهم وخلصك من "سلطان" وخلاص


حاولت استيعاب حديثها ولكن ظل كبريائها يفرض رأيه على عقلها، فقد هزت رأسها وتهربت من الجدال وهي تتناول فنجان القهوة من على الطاولة تضعه بداخل الصنية وتحملها: 

-انا هروح اودي القهوة قبل ما تبرد واشوف ماما "ليلى"


كادت تخطي خطواتها لولا ان "بدور" استوقفتها ناصحة بمحبة خالصة:

-صدقي احساسك يا "شمس" وامشي وراه وسيبك من كل اللي فات وما تشيليش هم حد غير نفسك 


ابتلعت "شمس" غصتها ثم ابتسمت ببهوت وخطت بعيدًا عنها لتتنهد "بدور" وتدعو من قلبها:

-ربنايصلح حالك و يريح قلبك يا "شمس"

❈-❈-❈ 

وقف يُعدل من هندامه أمام المرآة يستعد للخروج حين

تملـ ملت هي وهمست متكاسلة:

-صباح الخير 


أجابها ببسمة رائقة وهو ينظر لإنعكاسها:

-صباح الروقان يا حبيبي


تسائلت وهي تتثائب وتعتدل

بجـ سدها: 

-رايح فين بدري كده؟ 


تقدم يجلس جوارها يضع قُـ بلة على

 وجـ نتها قبل أن يجيبها:

-عندي مشوار مهم وبعدين هطلع على المستشفى


تسائلت "رهف" وهي تمـ ط 

فـ مها: 

-مشوار ايه؟


رفع سبابته وقال مراوغًا بنظراته الماكرة:

-لأ مش علشان بحبك هتقدري توقعـ يني في الكلام… ده سر! 


مر رت انامـ لها بنعومة بين خـ صلاته المختلط لونها وأكدت بكل ثقة:

-من غير ما أوقعك انت حبيبي وبتحكيلي كل حاجة 


ابتلع رمقه وعينه الماكرة تهيم بها ثم تحمحم يزيد ثقتها:

-اكيد يا حبيبي صدقيني هحكيلك بس مش دلوقتي علشان متأخر


زفرت انفا سها واشاحت بو جهها وقالت وهي تربع يـ دها تدعي خصامها: 

-يعني كمان مش هتفطر معايا انا والولاد


تنهد بتثاقل وقال بحنو شديد وهو يحرك وجـ هها بأنامله ليأسر نظراتها:  

-حقك عليا اوعدك النهاردة اخلص عيادة بدري وهاخدك أنتِ وهما نتعشى بره في المطعم اللي يعجبك

قال أخر جملة وهو يـ ميل

بر أسه يُقـ بل وجـ نتها ومن بعدها قُـ بلة خاطفة على ثـ غرها فما كان منها غير أن تهز رأ سها وتنمو بسمة راضية على ثغر ها هامسة:

-خلاص هستناك بس متتأخرش عليا


همس بخطورة أمام ثغر ها يـهدد 

بإكتـ ساح دفعا تها:

-حد يقدر يتأخر على روحه برضو ده انا هعد الدقايق علشان ارجعلك 


ختم كلماته وهو يلتـ قم شفا هها بقُـ بلة حنونة حالمة امتـ ص بها غضبها كاملًا، وحين وجدت

قُـ بلته تتـ عمق وتأخذ مسا رها دفـ عته بصـ دره برفق هامسة من بين تلا حم 

شـ فا ههم:

-هتتأخر


فصل قُـ بلته بمضض وقال بصوت عابث متحشرج يحمل الكثير من المشا عر

 المتأ ججة:

-ينفع مروحش في حتة عادي انا اصلا بتلكك


دفعته برقة وذكرته قائلة: 

-"نضال" انت مش قولت مشوار مهم يلا بقى


زفر انفاسه حانقًا و فرك فروة رأسه ثم قال مضطر:

-اه عندك حق.. خلاص همشي و أمري لله


لينهض ولكن بعد أن وضع قُـ بلة على 

جـ بينها قائلًا:

-مش هتأخر زي ما وعدتك سلام يا حبيبي


- ربنا معاك...سلام 

قالتها وهي تلوح له بيدها ليغادر تاركها تتـ مدد على الفراش من الجديد تتأمل السقف وهي تتنهد و يعتلي ثـ غرها تلك البسمة المصاحبة لربيعها.

❈-❈-❈

طرقت على باب مكتبه وإن أذن لها دخلت وعلى وجهها بسمة هادئة فكان هو يقف يواليها ظهره يختم مكالمته التليفونية بإقتضاب شديد قبل أن يغلق الخط بملامح متجهمة لا تُفسر...جعلتها تبتلع رمقها وتكمل سيرها لعنده بينما هو كان تقاسيمة متـ صلبة ولكن مع اقترابها لانت شيء فشيء لحين وقفت أمامه تـ مد يد ها له قائلة:

-عملتلك قهوة متأكدة انك محتاجها 


فلتت منه بسمة بسيطة ممتنة و رد وهو يتناول القهوة ويرتشف منها على مهل:

-فعلًا كنت محتاجها 


هزت رأسها ثم زاغت نظراتها وانفرج 

فـ مها وكأن الحديث يقف على عتبته وتَمنع لسا نها، لتضيق عينه عليها لثوانٍ قبل أن يحـ ثها:

-اتكلمي يا "شمس" انا سامعك 


رفعت زيتونها له وتسائلت مترقبة:

-المكالمة دي كانت من هناك مش كده!


لم يجب بل ظل يرتشف من قهوته بنظرة تخفي الكثير خلفها، لتزفر انفا سها وتتابع حانقة من طريقته التي تتلف اعصابها:

-لو سمحت عايزة اعرف ايه اللي حصل هناك بعد ما مشيت


رشـ قها بنظرة من عليائه ثم تناول نفـ سٍ عميق من الهواء الذي يحيطها ثم تسائل بنبرة هادئة كالمـ وت أهبت دفعا تها:

-عندك حد تخافي عليه هناك؟ 


لا تعلم لمَ استشعرت استخفافه  ببواطن ضعفها لذلك بررت وذلك الوميض يشع بعينها:

-عارفة انك شايفني غبية بس دي حاجة جوايا ومقدرش اغيرها 

مهما كانت أفعال اللي أذ وني


رفع سبابته ثم اشرأب برأسه مُشددًا: 

-قولتلك مش هسمحلك تضعفي ولا هسمح كمان لعواطفك الغبية تتحكم فيكِ


-مش ضعف ده... 


حاولت التبرير ولكنه قاطعها بنبرة قاطعة كحد السـ يف:

-مفيش مبررات هتقنعني متحاوليش وكل اللي اقدر اقولهولك أن لو في حد فيهم اتعرضلك ولا لقيت حاجة تدينه  مش

 هر حمه  حتى لو كان اخوكِ 


الثقة بحديثه ارجفت اوصالها وجعلت نظراتها تتجمد عليه لا تعرف تسعد بما تفوه به كونه يُصر على حمايتها أم تحزن على ما سيلقاه شقيقها إن وقع تحت يده فكانت في صراع دائم بسبب طيب أصلها وهشاشة قلبها رغم إذاء شقيقها وتهاونه في عِرضها لذلك كانت كمن فقدت النطق او بالأحرى لم تجد كلمات مناسبة تصف بها شعورها، أما عنه بشكل ما كان يتفهم ما يدور برأ سها لذلك تنهد واجابها بثقة لطالما كانت في محلها:

-متقلقيش كل كبيرة وصغيرة بتوصلي واخوكِ لغاية دلوقتي بخير 


تسربلت بسمة باهتة على ثـ غرها واحترمت كونه أراد طمأنتها، ليضع هو فنجان قهوته الذي انتهى منه ويخبرها وهو يفتح أحد الأدراج يتناول سلاحه ويملأ خزينته بالرصاص تحسبًا للقادم:

-بس انا مش مسؤول عن اللي هيحصل بعد كده...


تناوبت نظراتها البارقة بين 

السلا ح وبينه وتسائلت والخوف ينهـ ش احـ شائها:

-مش فاهمة!؟ 


اجابها بنبرة مبهمة لم تستشف ما يكمن خلفها وهو يشدد أجزاء سلا حه ويضعه موضعه بحزام خـ صره: 

-مش لازم تفهمي كل اللي مطلوب منك ان مهما حصل متتحركيش خطوة واحدة برة عتبة البيت


كادت تفتح فـ مها لتتسائل عن السبب ولكن اجفلها أصوات مُهللة من الخارج واتتها كإجابة وافية لسؤالها، فقد شهقت بقوة وشحب وجهها تنفي برأسها من شدة رُعبها بينما هو لأول مرة شعر أن لامجال لتتردد حين كوب

وجـ هها بكفوف يده بحنو شديد ونطق بصوته الواثق مطمئنًا:

-متخافيش انا معاكِ وانتِ في حمايتي  واللي يفكر

يتعر ضلك ولا يبصلك بس بصة مش هتعجبني هندمه عليها


غامت عيناها وتعالت وتيرة أنفاسها بعد أن تلـ جم لسا نها، ليطمأنها هو بنظراته لمرة أخيرة ويمـ يل يضع قـ بلة عابرة على جبـ ينها وهو مغمض العيـ نين وكأنه اولًا يُصبر قلبه الغارق بها وثانيًا

يو صمها بصك امانه وحمايته، فقد تعالى وجيب قلبها من فعلته وسارت القشعريرة بجـ سدها  وبالكاد تمسكت بثباتها بينما هو دون إضافة شيء كان يخطو بعيدًا عنها لتستوقفه بنبرة راجية  مـ مزقة أَكل الخوف منها ثباتها:

-علشان خاطري خلي بالك من نفسك 


توقف ثم التفت بشبح بسمة يهز رأسه بحركة بسيطة لتتابع هي رجائها مُستندة على تلك الجملة التي نطق بها فور أن استيقظت:

-لو فعلًا يهمك راحتي حاول تحل الموضوع من غير ما تأذي  حد…


كور قبضته بقوة وأجابها بنبرة واثقة تتخوف من تبعاتها:

- يهمني راحتك….بس مقدرش اوعدك 

قالها وهو يغادر غرفة المكتب تاركها تجهش في البكاء وترفع رأسها لاعلى تناجي ربها وتدعو من قلبها أن يمر الأمر بسلام.

❈-❈-❈ 

-خلاص بقى يا "سعاد" ابوس ايدك كفاية توصيني عليه انا مش عارفة مين فينا اللي ابن عمك


قالتها "رهف" بضجر  عبر الهاتف أثناء تلك المكالمة الهاتفية التي تلقتها منها وهي في طريقها للأسفل لتناول فطورها، لتجيبها "سعاد" من الطرف الآخر:

-لازم اوصيكِ ده الراجل كتر خيره شاف كتير منك


طمأنتها "رهف" وهي تدلى الدرج: 

-انا وهو الحمد لله في احسن حال متقلقيش المهم هتيجي امتى وحشتيني اوي 


-هاجي قبل عيد ميلاد الأولاد بإذن الله الشهر الجاي


- بجد فرحت اوي" شريف" و"شيري" كمان هيفرحوا اوي


لياتيها حماس "سعاد" من الطرف الآخر: 

- بس اعملى حسابك انا عايزة اتفسح انا طالع عيني هنا مع الولاد وما هصدق اخد اجازة


اجابتها بعد أن مالت على رأس "كريمة" تقـ بلها وتجلس جوارها: 

-بس كده عيوني طبعًا بس أنتِ تعالي بالسلامة


-بإذن الله...سلميلي على الدكتور وطنط "كريمة "وبو سيلي الولاد


-حاضر مع السلامة 

قالتها ببسمة واسعة وهي تغلق الخط، لتباغتها "كريمة" بسؤالها:

-دي" سعاد" 


-اه يا ماما "كريمة" وبتسلم عليكِ 


-الله يسلمها يا بنتي


- هما الولاد فين؟


اجابتها "كريمة"  وهي تعتصر عيناها: 

-فطروا و بره في الجنينة مع "وفاء"

  

-عايز افرحهم "سعاد" نازلة اجازة  قبل عيد ميلادهم 


ابتسمت "كريمة" بملامح منكمشة وقالت وهي تمسد جبهتها: 

-طيب كويس توصل بالسلامة يارب


تأهبت" رهف" لحالها وسألتها بأهتمام: 

-مالك يا ماما أنتِ كويسة


-مش عارفة يا بنتي عندي صداع من ساعة ما صحيت ومش عايز يروح 


-طيب اجيبلك مسكن تقريبًا "نضال" عنده


-ياريت يا بنتي ده انا دورت عندي وملقتش وكنت هبعت "وفاء" تجبلي


-لأ اكيد هلاقي ثوانِ 


قالتها وهي تتحرك من امامها تتوجه للغرفة وتفتح درج  الكومود الخاص به تعبث به لحين وجدت غايتها لتصحبه معها و وتذهب من جديد لعندها تناولها اياه:

-اتفضلي يا ماما 


تناولت" كريمة" من يدها تقرأ الأسم متعجبة:

-اول مرة اسمع عن المسكن ده يا بنتي 


رفعت منكبيها تؤكد السبب الذي ذكره لها: 

-"نضال" قالي انه بتاع صداع 


-طيب مفيش علبة مكتوب عليها او روشتة استخدام


نفت برأسها ثم اقترحت وهي تأخذه من يدها:

-ممكن نعمل  Search لو قلقانة


وبالفعل دون ان تنتظر ردها كانت تكتب اسم الدواء وحين ظهر نتائج البحث 

تقـ لصت معالم وجـ هها وضاقت انفا سها تستغرب كيف اخفى عنها السبب الحقيقي لأخذها، لتتعجب "كريمة" لحالها:

-مالك يابنتي!


انتبهت "رهف" على ذاتها وقالت وهي تدسه بجيبها:

-ابدًا يا ماما زي ما توقعتي مش مسكن يظهر إني اتلخبطت انا هروح اشوف الولاد وهبعت "وفاء" تجيبلك وكمان هعملك قهو

ة

هزت "كريمة" رأسها ممتنة لها لتتحرك "رهف" من امامها وهي في حيرة من أمرها فنعم تتجنب الحديث في الأمر خوفًا على مشاعره ولكن ذلك لايبرر له فكان يتوجب عليه اخبارها.     

❈-❈-❈ 

حشد ذلك اللعين الحشد من اجل التصدي له واستردادها ولكن كان اجبن من أن يقف بالمقدمة بل كان يضع بالواجهة "صالح" بعدما أمر رجاله أن يحلون 

قـ يوده و يأتون به من مخزنه الذي أمرهم مُسبقًا بأحتباسه بداخله...فكان "صالح" يقف بو جه مد مي وعين متورمة أثر تلك الضـ ربات التي نالها من رجال "سلطال" الذي مال عليه لتوه يهسهس من بين اسنانه محذرًا:

-حساب انك كدبت عليا في كوم وحساب إني لو عرفت ان ليك دخل في هروبها في كوم تاني


تقلصت معالم "صالح" من شدة خوفه وقال مبررًا: 

-انا مليش دخل يا معلم وهاتلي مصحف احلفلك عليه


-حتى لو ملكش دخل مش هتتحرك خطوة من هنا غير وهي معاك فاهم


هز "صالح" رأسه خا ضعًا تزامنًا مع اقترابه منهم بخطوات مهيبة واثقة يتسائل وهو  يرشقهم بتدني واضح قبل أن يتخطى رجال حراسته الذي يقفون كسد منيع لهم:

-بتهلل ليه منك ليه عايزين ايه؟


دفـ عة من يـ د" سلطان" بظـ هر "صالح" جعلته يتقدم خطوة للأمام ينظر للخلف ممتعضًا قبل أن يوجه نظراته ل "سليم" و يطلب متخوفًا:

-عايز الأمانة اللي عندك يا باشا احنا عرفنا انها عندك 


حانت من "سليم" بسمة هازئة ثم أجابه بكل عنجهية وهو يضع يده بجيب بنطاله:

-أمانة إيه! ملكش حاجة عندي ويلا خد شوية الزبالة اللي أنت جاررهم وراك دول وغور من هنا


-يعني ايه يعني يا باشا دي مش اصول ابدًا! 


قالها "سلطان" يعترض بغضب قا تل والشر يتقا ذف مع نظراته الحاقدة، ليزيح "سليم" "صالح" من أمامه ليتمكن من رؤية من رَوع شمسه وكان آنين حياتها عن قرب وهنا توحشت نظراته وعقب بنبرة جهورية نفضتت من حوله:

-ده اللي عندي واظن أنت أخر واحد ممكن تتكلم عن الاصول يا "سلطان"


ابتسم "سلطان" بسمة مسمو مة حاقدة قبل أن يضـ رب كف على آخر متهكمًا:

-طب كويس أنك عارف اسمي يا باشا بس ياترى بقى عارف إنها خطيبتي وامبارح كنت هكتب عليها وهتبقى مراتي والخلق دول كلهم شاهدين على كلامي


مع انساب ذلك اللقب لها جز على نواجذه بقوة ونفـ رت عروقه متهكمًا من بين أسنانه:

-بالغصب... كانت هتبقى مراتك والناس اللي انت بتشهدهم دول كلهم عارفين بس خايفين منك 


طأطأ الرجال رؤ سهم ولم يدافع أي منهم عن ذاته فنعم يشهدون ويعلمون كم عانت تلك المسكينة من جبروته وفرض ذاته عليها ولكن بالطبع لم يجرأ أي منهم التصدي له خوفًا من بطشه، فقد تقدم "سلطان" يلـ عن بسره صمت كل من حوله وكأنهم يؤيدون حديثه  ثم حاول  تبرئة ذاته: 

-خايفين مني ليه يا يا باشا كنت بعبع ولا إيه! وبعدين انا 

مغـ صبتهاش وكله بالرضا وهي بنفسها اللي وافقت وفرحت بالفستان الابيض اللي جبتهولها 


ارتفع جانب فـ م "سليم"ورد هازئاً: 

-ما يمكن كانت بتساير غبائك مش اكتر


ثارت دمـ اء الآخر من سخريته منه وتسائل بنبرة منفعلة:  

-انا غبي!


أكد" سليم" بكل عنجهية قاصد استفزاز الآخر: 

-اه غبي عندك اعتراض 


كانت طبول صاخبة تضرب برأسه بعد حديثه وكم كان يود لو أراه الغباء الحقيقي في ابهى حِلته ولكن حاول كظم غيظه ونطق من بين أسنانه متهكمًا:   

-عندك حق تقول كده بس لمؤاخذة   

 العتب مش عليا...لينكز "صالح" بقوة بصدره يجعله يأَن و يرتد للخلف متألمًا قبل أن يتابع بغيظ:

-العتب على اللي استغفلني من الأول وكان مطمني أنها تحت عينه وهي لمؤاخذة كانت....


لم يكمل جملته فقد انقـ ض عليه "سليم"

 يقـ بض على تلابيبه

وير فعه لمستواه يقرب وجهه منه بشدة بشكل مُرعب للغاية جعل "سلطان" يبتلع رمقه بحلق جاف يترقب ما سينطق به،


 ليُصرح "سليم" بنبرة تحمل تحذير صريح بين طياتها بعد أن ما رس  لثوانٍ  إر هابه بنظراته المُـ ستوحشة:

-قسم بالله العظيم كلمة كمان تخصها بيها لكون دا فنك مكانك "شمس" بقت مراتي فــــــــــــــــــــاهم  


زاغت عين "سلطان" وكرر بتقطع غير مصدقًا:

-مراتك


أكد "سليم" بصوت جهوري وهو يدفعه عنه: 

-اه مراتي… ايه اللي في كلامي مش مفهوم!

     

نفى " سلطان" بسبابته وقال  بعدم اتزان وكأنه فقد عقله: 

-يعني ايه طب والفرح والزيطة والناس ليصمت هنيهة يستوعب خسارته وينطق بحسرة وهو ينقر بسبابته على صـ دره:

-وانا يا باشا


-انت ايه يا روح امـ ك انت حتة بلطجي صايع واخرك ارجعك السجن تاني لو مخدتش شوية الزبالة اللي أنت لا ممها دي ومشيت من هنا


نفى "سلطان" برأسه يستنكر كل ما يحدث ويرفض تصديقه وقال مجابهًا على أمل استردادها: 

-مش همشي غير لما توريني اثبات انها مراتك


زمجر "سليم" وقال بكل ثقة: 

-كلمتي اثبات...ومش مجبر اثبت لواحد زيك حاجة 


طالعه "سلطان" بنظرة مطولة غائمة بالحقد لحين ربت "جلال" على كتفه يحثه على المغادرة 

ولكنه ظل متشبث في أرضه كمن خسر معاركه جميعها بخسارته لإمتلاك تلك البقعة البيضاء التي كان يطمح بها، ليحذره "سليم" بصوت جهوري صارم للغاية و بنظرة تنبأ بالجحيم بعدها:

-عشر دقايق منك ليه لو ما متحركتوش من هنا هلمكم كلكم على القسم بتهمة التعدي على أملاك خاصة ده غير اني هدور ورا كل واحد فيكم بنفسي


تعالت الهمهمات بينهم وبالفعل بدأ البعض بالتفرقة بينما تدخل أحد الرجال المسنين الذين أتوا مع "سلطان" كي يستعين بحكمتهم  في استردادها:

- ملوش داعي يا ابني احنا هنمشي بس عايزك توعدني تجيبلي القسيمة بنفسك وتقول قدام كل الناس انها بقت مراتك منعًا للقيل والقال


وهنا رفع "سليم" سبابته هادرًا: 

-اللي هيتجرأ ويجيب سيرتها

هحاسبه بنفسي


-كده يا ابني هتحاسب الناس كلها استهدى بالله وفكر بعقلك هتلاقي أن كلامي منطقي


قالها على أمل أن يُلين رأسه اليابس قبل أن يحث الرجال قائلًا: 

-يلا بينا يا رجالة مجيتنا مبقاش ليها لازمة 

انصاعوا له وغادوا معه ليظل "سلطان" واقف بمحله وكأن عقله لم يستوعب بعد يرشق "سليم" بنظرات تفيض فيض

 بحـ قد  لونه شيطا نه بلون اسود قاتم اغشى على بصيرته وهيأ له أن ينقض عليه ويُز هق روحه بيـ د ه فقد تأهب

 بجـ سده وكاد يندفع لعنده لولا ان "جلال" وقف أمامه يدفعه معه مهسهسًا بصوت خفيض للغاية:

-متبقاش غبي لو فكرت تقرب منه هتروح في داهية اهدي وخلينا نتكتك لها


رفع "سلطان" نظراته له مزمجرًا ليحثه "جلال" بعينه ومازال يصر على دفعه معه:

-يلا معايا متبقاش غشيم اومال


بشكل ما اقتنع وخاصة مع كم الحراسة المحاط بها الآخر لينصاع له ويسير معه ولكن بعد أن رشق "سليم" بنظرة متوعدة تحمل شر أسود بين طياتها قابلها "سليم" بنظرة متحدية وهو يقف بكل شموخ غير عابئ بشيء في سبيلها.

يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ميرا كريم من رواية ذنبي عشقك، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية



رواياتنا الحصرية كاملة