رواية جديدة للقلب أخطاء لا تغتفر لآية العربي - الفصل 10 - 2
قراءة رواية للقلب أخطاء لا تغتفر
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية للقلب أخطاء لا تغتفر
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة آية العربي
تابع قراءة الفصل العاشر
الجزء الثاني
❈-❈-❈
في فيلا سناء
أتجهت كاريمان إليها كي تخبرها بما يقلقها عن ريتان .
تجلس معها حيث تنتظر سناء حديثها فاردفت كاري بقلق وترقب :
- بصي يا مدام سناء يمكن أنا ببالغ بس أنا قلقانة على ريتان أوى ،،، بقالها فترة متغيرة جداً ،، صوتها وطريقتها ،،، بتكلمنى باختصار جداً ،،، وبتنهى أي نقاش بينا .
تنهدت سناء تطالعها بتمعن فهى أيضاً لاحظت ذلك عندما هاتفتها وفي كل مرة تسأل ناصف يطمئنها بكلامات غير مقنعة .
تابعت كارى :
- أنا طلبت أروحلها بس هى رفضت ،،، أحترمت ده بس إستغربت ،، وبعدين لما عرفت أنها راحة زيارة بيتهم روحتلها هناك بس ناصف كان معاها طول الوقت مسبهاش ،،، حتى لما سألت طنط جميلة أستغربت جداً وقالت أن ناصف بقى يروح معاها يقعدوا شوية وياخدها ويمشى ،،، يمكن أكون بيتهيألى بس لأنى عارفة ريتان كويس قلقت ،،، إنتِ أكيد تقدرى تروحيلها وكدة بما إن ناصف يبقى أخو جــ.وزك يعنى .
تنهدت سناء وابتلعت لعــ.ابها تردف بقلق :
- أروح لها مافيش مشكلة بس تفتكرى لو فعلاً زي ما بتقولي هي هتحكيلي حاجة ؟ ،،، معتقدش أنها هتتكلم معايا أصلاً .
أردفت كاريمان بتوتر ورجاء :
- طيب حاولى لو سمحتِ ،،، حاولى وطمنيني .
تنهدت بعمق تومئ فوقفت كارى تردف بامتنان :
- متشكرة جداً يا مدام سناء ،،، أنا همشي أنا بقى عن أذنك .
ودعتها سناء وعادت تجلس شاردة تفكر في حديث كارى وتربطه مع شكوك حمزة حول ناصف ومع حالة ريتان مؤخراً .
سمعت صوت سيارة شقيقها فتنبهت ووقفت تفتح له باب الفيلا مرحبة به بشرود .
دلف وجلس بإخــ.تناق وتعب ولكن بسبب شرودها لم تلاحظ ما به بل لاحظ هو حالتها فتساؤل بقلق :
- سناء ؟ ،،، مالك ؟
طالعته بعمق ثم هزت رأسها بتوتر تردف :
- أبداً مافيش ،، أنا كويسة ،، أنت مالك ؟
طالعها بشك ،، يعلمها جيداً ،،، تساءل بحزم وإصرار :
- سناء قوليلي مالك ؟ ،،، إيه اللى حصل ؟
زفرت بقوة ثم أردفت بخوف وتوتر :
- هقولك بس أوعدنى تهدى ومتعملش أي تصرف وتيسبنى أنا أتصرف .
أومأ يساعدها على الحديث فتابعت بقلق :
- كاريمان كانت هنا وقالت إنها قلقانة على ريتان أوى وإنها حاولت تروح تزورها بس ريتان رفضت ،،، وبقت تختصر الكلام معاها على التليفون وحتى لما بتروح عند عم حمدى بيكون ناصف معاها مش بيسيبها ،،، هى بتقول إن يمكن عادى ؟
وقف منافضاً يردف بحدة وغضب وألم :
- لاء مش عادى يا سناء ،،، مش عادى قولتلك الحقير ده ميريحش ،،، الله أعلم عامل فيها إيه .
امــ.سكت رثغه تجلسه مجدداً مردفة بترجي :
- حمزة هتخليني أندم إنى قولتلك ،،، علشان خاطرى أنفاعلك ده ممكن يتسبب في أذيتها فعلاً ،،، أهدى وخلينا نفكر نعمل إيه ولو فعلاً هى واقعة في مشكلة نخلصها إزاي ؟
مسح على وجهُ بقوة ثم عاد يجلس ويفكر بضيق وقد تحكم به الغضب فقالت سناء بتروى :
- أحسن حاجة إنى اروحلها ،، أروح أزورها وكدة .
هز رأسه يردف بتفكير ودهاء :
- لاء ،، مش هينفع ،، هيستغرب زيارتك ،،، خصوصاً إنها أول مرة من وقت جــ.وازهم ،،، وأكيد هيبقى متواجد طول الوقت مش هتعرفي تتكلمى معاها ،،، خلينا نهدى ونفكر .
زفرت تطالعه فهو محق بالأساس ريتان لن تخبرها ما بها ..
بعد دقائق أردف بترقب :
- سناء كلمى ناصف ،،، قوليله إن الأولاد نفسهم يشوفوه هو وريتان وخليه يبعتها ويخلص شغله وييجي ..
نظرت له بقلق وأردفت :
- تفتكر هيوافق ؟
أومأ يردف محذراً :
- جربي وهتعرفي ،،، بس خليكي هادية وعادية علشان مياخدش باله من حاجة .
تنهدت بعمق ثم أومأت وتناولت هاتفها تحاول الإتصال به ...
أجاب ناصف يردف بهدوء :
- أيوة يا سناء ،، أزيك ؟
زفرت تطالع حمزة الذى يشير لها أن تهدأ فأردفت بترقب :
- إيه يا ناصف فينك ،،، بقالك كذا يوم ممرتش علينا ،،، الأولاد نفسهم يشوفوك .
أردف بجدية :
- تمام هعدى عليكي بكرة .
أردفت فجأة :
- إبقى هات ريتان معاك .
تعجب ناصف يفكر في طلبها فتابعت بعدما أشار لها حمزة أن تخترع أمراً ما فوراً :
- أصل النهاردة وأنا براجعلهم دروسهم لقيتهم بيسألونى يا مامى مس ريتان مبقتش تزورنا ليه ،،، ضحكت كنت عايزة أقولهم عمو ناصف خباها عننا خالص ،،، ههههه ،،، أيه رأيك لو تقضوا بكرة اليوم معايا من أوله ،،، تيجي إنت وريتان نتغدا سوا ونتسلى ؟
أومأ لها حمزة بارتياح فتنهدت بهدوء واستعادت ثباتها بينما على الجهة الأخرى ناصف لم يشك في الأمر حيث أردف :
- تمام يا سناء هشوف ظروفي إيه وأبلغك .
أردفت بتصميم :
- لأ هستناكوا بجد يا ناصف ولو مجيتوش هزعل ،،، وهجيب سليم وتقى واجيلكوا أنا .
توتر وأردف :
- خلاص تمام ،،، هنيجي ،، سلمى على الأولاد ،، سلام .
أغلق معها وشرد يفكر ،،، جميع مكالمات ريتان يسمعها لذلك لم يشك في الأمر .
تناول هاتفه وقام بالإتصال على ريتان التى أجابت بعد فترة تردف بصوت خالى من أي مشاعر :
- خير ؟
أردف بهدوء:
- بكرة هنروح عند سناء ،،، جهزى نفسك كويس ،، أظن فهمانى،،، جهزى نفسك ولمى لسانك .
أردفت بحزن ويأس :
- مش عايزة أروح في مكان .
أردف بغضب من بين أســ.نانه :
- مش بمزاجك ،،، طالما قولت هنروح يبقى هنروح .
أغلق معها وتركها تلقي بالهاتف على الأريكة لتكمل قراءة آيات القرآن الكريم من مصحفها الشريف حيث كلام الرحمن الذى يطمئن القلوب ويريحها .
❈-❈-❈
في اليوم التالى
ذهب حمزة إلى شقيقته التى تفاجأت من مجيئه ،،، طوال ليله يفكر فيها وهل حقاً يمكن أن هذا الخبيث تعرض لها ؟ ،،، عليه أن يراها ،،، لن تهدأ أنفــ.اسه إلا أن رآها واطمئن بنــ.فسه ،،، فراحته أنعقدت في ربطةٍ قويةٍ براحتها ،،، كلما تخيل أذيتها أدمى قلبه بنزيفِ العشق الممنوع ،،، آذاها بحديثه مسبقاً ومن وقتها لم ينعم بالهدوء والسلام لذلك لن يكرر الماضي.
طالعته سناء بتعجب وأردفت معنفة :
- حمزة أنت جيت لييه ،،، قولتلك خليك لما يمشوا ،،، زمانهم جايين يا حمزة الأحسن تروح علشان ميفكرش إننا متفقين سوا .
أردف حمزة مطمئناً بذكاء ولهفة وقلبٍ عاشق :
- أهدى يا نونا ،،، أنا هدخل ادارى جوة في أي مكان وعربيتى راكنها بعيد متقلقيش مش هخاطر وأأذيها ،،، هو هيوصل ريتان وهيمشي علطول .
تعجبت تطالعه باستفهام :
- ومين قالك أنه هيمشي ؟
زفر وأردفت بتروى :
- فيه واحد معرفة في الجمارك ليا عشم معاه عرفت منه إن فيه بضاعة تبع شركة ناصف متخزنة هناك وأول ما ناصف ييجي هو هيكلمه يروح يطمن عليها لأنه شاكك إنها بتتسرق .
نظرت له بقلق وتوتر فتمــ.سك بكتــ.فيها يردف بطمئناً بتلف عاشق :
- متقلقيش لو ممشيش أنا هلاقي طريقة واطلع من هنا من غير ما يشوفنى ،،، بس خلينى أشوفها ،،، لو فعلاً شكوكى صح تبقى هي محتاجة مساعدة .
تنهدت بقوة تومئ وبالفعل دلف وأخــ.ذته للأعلى حيث غرفتها ليظل بها وحتى لا يراه الصغار .
بعد دقائق جاء ناصف ورآهُ حمزة من نافذة الغرفة التى يختبئ خلف ستائرها القطيفة فهاتف الرجل يطلب منه أن يهاتفه .
ترجل من سيارته ونزلت ريتان بملامح ذابلة حزينة ،،، واتجها إلى باب الفيلا .
فتحت سناء تستقبلهما ولكن بمجرد أن وقعت عيــ.نيها على ريتان تأكدت من شكوكها .
نظرت لناصف بصدمة وللعجب لأول مرة تراه يشبه شقيقه حتى في نظرة عيــ.نه لذلك إهتز قلبها .
أسرعت تنتبه وترسم أبتسامة باهتة مردفة :
- أهلاً وسهلاً نورتوا ،،، اتفضلوا .
رحبا بها وكادا أن يخطيا للداخل ولكن رن هاتف ناصف فتناوله يجيب بترقب :
- ألو ،، مين معايا ؟
أردف الطرف الآخر :
- ناصف بيه حضرتك ليك شحنة أغذية في الجمارك لسة مخرجتش ؟
أردف ناصف بترقب وقلق :
- أيوة ،،، خير ،،، وانت مين ؟
أردف الرجل بدهاء :
- أنا محمود واصف شغال أمن في الجمارك ،، ياريت معلش تيجي تشوف بنفسك وتتأكد لأنى لاحظت حركة غريبة ،،، شحنات الأغذية مش لازم تطول لأن بتتسرق للأسف من موظفين معندهمش ضمير ،،، لو فاضي ياريت تيجي تطمن بنفسك ،،، أنا جبت رقم سعادتك من أوراق الشحنة وقولت ابلغك .
توترت وظهر ذلك على ملامحه فهى لا تحتوى على أغذية فقط بل على ما يهربه لداخل البلاد من سموم هالكة للشباب لذلك أردف على عجل :
- أنا جاي حالاً
نظر لسناء وأردف :
- أنا لازم أروح مشوار مهم وراجع بسرعة .
نظر لريتان بتمعن يردف بنبرة تنبيهية :
- ادخــ.لى يا حبيبتى مع سناء ،،، أنا مش هتأخر متقلقيش .
ثم مال على أذ نها يردف بهمــ.س :
- خدى بالك كويس يا ريتان ،،، بلاش تختبريني علشان حقيقي هتندمى .
ابتعد يطالعها شحوب وجهها وهى تومئ له وبالفعل أسرع يغادر ليرى ماذا سيفعل بينما سحبت سناء ريتان للداخل وأغلقت الباب تطالعها بعمق ثم سحبتها إلى عــ.ناقها بحنو فتعلقت بها ريتان بقوة تبادلها وتحتمى بها .
أبتعدت عنها سناء تردف بقلق وهى تطالع شحوب وجــ.هها :
- ريتان مالك ؟ ،، أيه اللى حصل ؟
هزت رأسها تردف بتوتر :
- مافيش ،،، أنا كويسة الحمدلله .
نظرت لها بشك بينما ريتان لفت وجــ.هها بعدما أستمعت إلى خطوات تنزل الدرج .
تفاجأت به تطالعه لثوانى بصدمة حتى توقف أمامها ينظر لملامحها بحزن وإشتياق ،،، ابتــ.لع لــ.عابه الذى يشبه العَلَقة المُرة وهو يحاول التحكم في غضبه بعدما لاحظ عيــ.نيها الرماديتين كالنهرٍ الصافى الذي أنعكس عليه الظلام ،، لم يحتمل نظرتها لذلك أردف متسائلاً بلوعة حب واحشاؤه تتلوى داخل معدته :
- عمل فيكي أيه ؟
انبهتها كلمته ونظرت له بذهول ثم لفت نظرها تطالع سناء بخوف وقلق مستفهمة :
- هو بيعمل أيه هنا ؟ ،،، أنا لازم امشي ،،، لازم امشي قبل ما ناصف يرجع .
التفتت لتغادر فوراً تحت أنظارهما المصدومة فأسرعت إليها سناء توقفها مردفة بتروى وهى تتمــ.سك بها :
- أهدى يا ريتان متخافيش ،،، إحنا هنساعدك بس قولي فيه إيه ؟
هزت رأسها تحاول نزع يــ.دها وتردف بخوف وتوتر من أن يعود ناصف ويراهم :
- لاء سبيني أمشي لو سمحتي .
نغزه قلبه لحالتها وخوفها واعتصر عيــ.نه يلعن نفسه ثم أردف يحاول بث الطمأنينة بها :
- إهدى يا ريتان ،، فهمينا بس عملك إيه الكــ.لب ده ؟
طالعته بصمت ،،، نظرت لعيــ.نيه بعمق كأنها تعاتبه بنظراتها دون أي حروف تنطق ،،، فقط القلوب نابضة بصخب ،،، تخبره بلمعة عيــ.نيها الذابلة أنه أذى روحها ولكنها لم تتألم مثلما تألمت منه هو ،،
لذلك لا تهتم بي ،، دعنى وشأنى ولا تدّعى الطيبة فقلبي لم يعد يحتمل بعد .
لفت وجهها تطالع سناء مجدداً تبتلع لعابها وتردف بإصرار :
- معلش يا سناء ،،، أنا همشي حالاً وقولي لناصف لو رجع إنى روّحت لأن بسمة جاية .
بها شئ ،،، حالتها وخوفها وعيــ.ناها ووجــ.هها يؤكدون له أنها ليست بخير تماماً .
زفر باختــ.ناق يطالعها ،،، إن غادرت هي يمكن أن يؤذيها لذلك أردف :
- خليكي يا ريتان ،،، أنا اللى همشي بس إهدى واطمنى .
نظر لسناء و تابع بحزن :
سناء أنا همشي .
تركهما وغادر بعدما تأكد من شكوكه وتوعد بداخــ.له أن يخلصها منه مهما كلفه الثمن ،،، سيصلح ما كسره ،،، يعلم أنه مستحيل أن يعود كما كان ولكن سيجعل من المستحيل ممكنناً ويعيد بناء ما هُدم ،، وبشكلٍ أقوى ،، فعتابها الصامت قرأهُ جيداً ،،، ولها الحق أن تعاتبه ،، فحق المحب على حبيبه قوي ،، وخطأ المحب للحبيبِ عظيم ،،، ولسخرية القدر فقصة عشقهما صمّاء كإمرأة جميلة متكاملة لا تسمع ولا تتكلم .
أما هى فاتجهت تجلس مع سناء التى حاولت أن تستدرجها في الحديث وتعلم منها شئ ولكنها التزمت الصمت حتى عاد ناصف بعدما إطمأن على بضاعته وجلس معها بعدما دخلت في حالة من الطمأنينة لا تعلم مصدرها .
❈-❈-❈
ليلاً دلف حمزة جناحه بعد تفكير طويل في ما سيفعله ليخلصها ،،، هيأتها وخوفها يترددان على عقله بشكلٍ دائم ليجعلانه يلعــ.ن ناصف ويــ.لعن نفــ.سه ويلــ.عن الطبقات الإجتماعية بأكملها .
أتجه يجلس على مقدمة فراشه بعقلٍ شارد .
خرجت مها من حمامها تطالعه بترقب مردفة :
- حمزة إنت جيت ؟
زفر وأومأ بصمت فاتجهت تجلس بجواره وأردفت بأبتسامة غير معهودة :
- عندى ليك خبر حلو أوى ،،، صحيح حصل فجأة بس حصل وخلاص .
تنبه ولف لها يضيق عيــ.نيه مستفهماً يردف:
- خير؟
فتحت كــ.فها القابض تعرض عليه إختبار الحمل وتبعته مردفة بفرحة كاذبة :
- أنا حااامل .
نظر لما في يــ.دها بصدمة ثم نظر لعيــ.نيها وأردف بعدم استيعاب :
- حامل إزاي ؟ ..
هزت كتفيها وأردفت باستنكار ومراوغة :
- مش عارفة ،،، لقيت نفسي فجاة دوخت ومش حابة الأكل فسألت مامى وقالتلي أجرب Pregnancy Test وفعلاً طلعت حامل .
وقف يطالعها بصدمة وأردف بغضب لم يستطع التحكم به :
- يعنى إيه الكلام ده ،،، إحنا اتفقنا مافيش حمل خااالص الفترة دي ،،، إزاااي ده حصل ؟
وقفت تطالعه بغضب مماثل وتردف بحدة :
- يعنى أيه حصل إزاااي ،،، إنت واخد بالك بتقول أيه كأنى ضربتك على أيــ.دك مثلاً ،، أنا كمان زيك إتفاجئت بس واضح أنى نسيت أخد حباية .
طالعها بذهول إلي الأن لم يستوعب الخبر ،،، شرد قليلاً ثم طالعها يومئ مؤكداً بغضب :
- انتِ تعمدى تعملي كدة صح ؟ ،،، إنتِ بقالك فترة بتتصرفي على غير طبيعتك ،، بس ليه بقى ؟.
نطق الأخيرة مستفهماً بتعجب فأردفت بغضب موازى :
- فيه إااايه ؟ ،،، مش من حقك تتكلم معايا بالأسلوب ده أنا مش حامل من راجل تانى ،،، قولتلك نسيت أخدها .
أردف بعدم تصديق وتأكد :
- كذابة ،،، أنتِ مستحيل تنسي حاجة زي دي ،، أنتِ قاصدة تعملى كدة ،،، بس اللى عايز أفهمه عملتى ليه كدة بعد ما كنتِ رافضة تماماً موضوع الحمل دلوقتى ،،، إنتِ إزاي هتعرفي تهتمى بطفل وتكونى مسئولة عنه ،،، فهميني عملتى ليه كدة ؟
طالعته وأردفت بمراوغة :
- عملت أيه ،،، إنت ناسي إننا متجوزين يا حمزة بيه ؟ وإن طبيعي إنى أحمل .
أردف بغضب :
- للأسف مش ناسي ،،، بس أنتِ اللى إختارتى نأجل ده لأنه هيعطلك على نجاحك ،،، تقدرى تفهميني هتتحملى مسئولية طفل إزااي ،،، هتقدرى تسيبي شغلك وتهتمي بيه ؟ ،،، هتقدرى تتخيلي عن طموحك مؤقتاً علشان خاطره ؟
شردت قليلاً تفكر فهى حقاً ليست على إستعداد أبداً لتتحمل مسئولية طفل لذلك توترت وأردفت :
- مش عارفة ،،، يمكن وقتها أقدر .
أبتسم ساخراً وهز رأسه يردف بغضب وضيق :
- حتى مش قادرة تجاوبي ،،، مش قادرة تقولي إنك هتتنازلى علشان إبنك ويبقى هو أول إهتماماتك .
أردفت بغضب وحدة وتعالى :
- أيوة مش قادرة أقولها ،، هو ده أصلاً اللى أنت عايزه ،، أنت عايز تقعدنى في البيت أستناك آخر الليل وإنت راجع من شغلك تعبان وأنا طول النهار مع الأولاد ،،، بس أنسى يا حمزة يا جواد الدور ده مش دورى ومستحيل يبقى دورى في يوم من الأيام ،، أنت اتجوزتنى بنت باشا رجل أعمال وورثت منه حب الأعمال والشغل ومش مستعدة إنى أتنازل عن أحلامى علشان خاطر أي حد .
اقتربت منه قليلاً وتابعت بغضب أخرج ما تخبأهُ بسببِ عدم فرحته بخبر حملها :
- مش أنا أمينة أبداً وأنت كنت عارف ده كويس وجيت طلبت إيــ.دي ،، كنت روح أختار واحدة تانية بنت سواق تقوم بالدور اللى إنت عايزه .
أمسكها من رثغها يردف بفحيح وذهول :
- قصدك ايه ؟ ،،، انطقي قصدك ااااايه ؟
نزعت يــ.دها منه بعنف وأردفت :
- أنت عارف قصدى إيه كويس ؟
طالعها بصدمة ،،، إذا تعلم بأمر ريتان ،،، لف ر أسه وصمت قليلاً ثم رفع وجهُ إليها وأردف متسائلاً :
- يعنى إنتِ كنتِ عارفة ؟ ..
ضحكت ساخرة بتعالى وصمت .
صُدم لثوانى ،،، تنفس بقوة وأومأ يطالعها بثبات ويتساءل :
- من امتى وانتى عارفة .
صمتت ولم تجيبه ولفت وجهها تشبك ذراعيها وتقف بغرور فتابع بغضب :
من وقت ما حاولتى تمثلي عليا الحب ومنجحتيش مش كدة ؟ ،، إنت عارفة من قبل جوازنا صح ؟ ،،، بس إزاي عرفتى حاجة زي دي ؟
تجاهلت سؤاله وتسائلت بحدة وحقد دفين :
- إنت اللى ازاااي تفكر في بنت زي دي ؟ ،،، فيها إيه مميز ؟ ،،، دى متنفعش لأي حاجة ؟ ،،، أنا أفضل منها في كل شئ جمال تعليم مال طموح ،،، إزاي تحب دي وتشوفها ولا مرة تشوفنى ؟ .
استمع لها بصدمة ،،، وقف أمامها يطالعها بصمت ،،، كيف أصرت على زوا جه وهى تعلم بحبه لغيرها ؟ ،، حسناً ،،، بات كل شئٍ معلوم ،،، فليأخذ القرار الآن .
أردف بضيق واختناق :
- بما إنك طلعتى عارفة كل حاجة بقى من اللحظة دي جوازنا منتهى ،،، وأدعى للحمل ده إنه جه في وقت كنت سهل جداً ارمى عليكي يمين الطلاق فيه .
هزت رأسها بصدمة تردف بغضب عندما تحدث عن الطلاق :
- لاااا ،،، أنت أكيد مجنون ،،، أنت عايز تطلق مها أبو الدهب علشان خاطر بنت زي دي ؟ ،، مستحيل هسمحلك تعمل كدة ،،، صورتى اللى ببنيها في المجتمع الراقي عمرى ما هسمحلك تهزها ،،، أنا مش السهلة أبداً ،،، إنت لسة متعرفش أنا ممكن أعمل إيه علشان أخد اللى ليا ،،، إنت خلاص بقيت ملكي أنا واللى في بطنى ،،، جوازنا مستحييييل ينتهى ،،، أنت اللى قررت ترتبط بيا بس أنا اللى اقرر إمتى ينتهى ،،، ومش هينتهى أصلاً ،،، ياريت متنساش دلوقتى إنى هبقى أم ابنك يا حمزة يا جواد .
قالتها باستفزاز فطالعها بتعجب ثم أردف بنبرة قوية شامخة :
- أم إيه ؟ ،،، إنتِ إزاي تتكلمى كدة أصلاً ،،، واضح إنك فكرتيني ضعيف يا مها ،، واضح إنك أستقليتي بيا ،،، بس لاء يا مها ،،، إنتِ معرفتنيش كويس ،،، أنا أحب عيلتى واضحى علشان غيري بس منحنيش لست أبداً ،،، لو عايز أطلقك هطلقك حالاً ،،، وهبيع وأهد كل حاجة واللى يحصل يحصل ولا إنك تفكرى إنى ضعيف ،،، أنا قوتى هنا يا مها .
قالها وهو يشير على عقله ويتابع بجدية وثبات :
- عقلي اللي بيحكمنى ،،، من دلوقتى لحد ما يتم الطلاق علاقتنا منتهية .
جن جنونها أكثر وهزت رأسها بهستيرية وهى تتمــ.سك بياقته وتهزه بعنف مردفة بجنون :
- مش هيحصل يا حمزة ،،، مش هنطلق ،،، وإلا هقول إنكوا على علاقة ببعض وشوف وقتها الفضيحة الحقيقية اللى هتحصل لبنت السواق الو*** .
لم يستطع التحكم في غضبه فرفع يــ.ديه يبعدها عنه ويلقيها على الفراش بعنــ.ف ثم أردف يحذرها بسبابته :
- كلمة واحدة في حقها وفعلا هطلقك حالاً ،،، .
أثار جنونها أكثر فالتفتت تطالعه بغضب أعمى ووقفت تتجه إليه ثم رفعت كفها لتصفعه فاعترضه بيــ.ده يصدها بقوة ويطالعها بعيون سوداء حادة بينما هى لم تتوقف وأردفت بتكبر وهى تنزع يــ.دها من قبضته :
- حقها ؟،،، بتضربنى أنا علشان بنت السواااق ،،، حتة البنت دى أحسن من مها أبو الدهب ؟ ،، دى واحدة عقيمة مبتخلفش يعنى هتفضل أقل منى طول عمرها
زلزلت كلمتها جــ.سده كاملاً فضيق عيــ.نيه وأردفت مستفهماً باختناق :
- يعنى إيه مبتخلفش !.
أردفت بغل دفين :
- أيوة مبتخلفش ،،، يعنى عمرها ما هتبقى أم ،، علشان تعرف كويس إنها هتفضل أقل منى ،،، للأسف ناصف حظه قليل ،،، يعنى إنت المفروض تحمد ربنا على وجودي .
طالعها بعمق لثوانى يفكر ثم أومأ بعدما تأكد وأردف :
إنتِ قابلتى ناصف صح ؟ ،،، قولتيله إيه ؟ ،،، انطقي قولتيله إااايه ؟
تتنــ.فس بغضب ولم تتحدث فأكمل بعدما إتضح أمامه الأمر :
- علشان كدة قررتى تحملي ،،، مش كدة ؟.
صمتت تطالعه بغل وجــ.سد مهتز لفهمه ما تخطط بينما هو أردف بهدوء وحزن وأسف :
- الحمل ده أنا مسئول عنه ،،، وزي ما قولت من هنا ورايح ماليش علاقة بيكي نهائي ،،، ولولا اللى في بطــ.نك ده صدقيني كنت صلحت غلطة حياتى دلوقتى .
تركها تغلى وتتوعد وتخطط وخرج من جناحه يخطى بخطوات مبعثرة كحال أفكاره يتجه إلى غرفة جانبية معدة للأطفال وأغلق خلفه وخطى يجلس على الفراش ثم انحنى يضع رأسه بين راحتى يــ.ده المستندة على ســ.اقه ويفكر فيها ،،، منذ أن ألقى تلك الكلمات وسمعتها وغادرت وقد أخذت راحته معها ،،، منذ تلك اللحظة ولم ينعم بالراحة والسكينة ،،، أصابته بلعنتها فباتت حياته سوداء جحيمية بتلك الز وجة التى اختارها هو ووالده بعناية .
والآن سيصبح أبٌ منها هي ،،، سيجن ،،، ماذا فعل بحاله ؟ ،،،، كيف لتلك أن تصبح أم طفله ؟،،،
لحظة يا إبن الجواد ،،، أولم تقل هذا مسبقاً ،،، أولم تردده ؟،،، يبدو أن ما خرج من فمك كُتب على جبينك .
كان يتمنى ويخطط لأحلام آخرى ولكن عليه الآن أن يعيد جميع حساباته .
فلن يجعل طفله القادم يعانى من أم وأب مهملان ،،، يكفيه أمه الذى هو على يقين أنها لن تهتم لأمره .
ولكن أولا ليخلص ريتان من هذا الحقير ،،، هل قالت عقيمة ؟ ،،، أيعقل أن حبيبته كذلك ،،، ترى ما حالتها الآن ؟ ،،، لن يتركها تلك المرة ،،، سيخصلها مهما كلفه الأمر أولاً ثم ليبحث عن سعادته التى أضاعها بيــ.ده .
يتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة آية العربي لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية