-->

رواية جديدة للقلب أخطاء لا تغتفر لآية العربي - الفصل 6

 

قراءة رواية للقلب أخطاء لا تغتفر 
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى





رواية للقلب أخطاء لا تغتفر 

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة آية العربي 

الفصل السادس

 (سقوطها مقيدة) 


هل شعرت يوماً أنه تم تقييدك ودفعك أحدهم من فوق مبنى عالياً  ،،،  والأسوء أن من دفعك هو من تأملت أن يكون يوماً أمانك؟ 


❈-❈-❈

في غرفة حمزة 


يتمدد على فراشه مستنداً برأسه على وسادته الناعمة التى تحتضن عقله المبعثر كقطعة ويفر هشٍ سقطت في إناءٍ شوكالاتا مركزة  . 


يفكر في حديث مها المستجد على أذنه  ،،، كيف أحبته وهو لم يعطيها أي فعل  ! ،،، كيف وقعت بغرامه دون أي مبادرة منه  ! ،،، ولكنه لم يرى في عيناها تلك اللمعة التى رآها في عين ريتان  !  ،،، فكيف يقنع عقله أنها أحبته بصدق  ؟  . 


زفر يضع ذراعيه خلف رأسه ويردف محدثاً حاله بحدة  :


- ركز بقى واعرف إنت عايز أيه  ؟،،، حبتك ولا محبتكش مش هي دي اللى مناسبة لإسمك ولعيلتك  ؟،،،  مش دي اللى هتليق بيك يا إبن سالم بيه ؟،،، لسة بتفكر في إيه تانى  ؟


أغمض عينه بقوة وضغط على مفتاح صوت قلبه ليكتمه عما يريد قوله والصراخ به  . 


حسناً يا إبن الجواد لنرى إلى متى سيظل قلبك صامتاً  . 


❈-❈-❈


تجلس ريتان مع كارى بعدما ذهبت إليها وتطالعها كارى بتعجب وحزن لبكائها مردفة بحنو  : 


- ممكن بس تهدى وتفهميني إيه اللى حصل  ؟  ،،،  اللى إسمه حمزة ده عمل حاجة تانية  ؟ 


هزت ريتان رأسها وجففت دموعها بالمحرمة التى ناولتها لها كارى ثم نظرت لها وأردفت بصوت متحشرج  : 


- ناصف السوهاجى يا كارى  ،،، أخو جوز سناء  ،،،  كلم بابا وطالب يشوفه علشان موضوع خاص بيا  ،،،  إنتِ متخيلة  ؟ 


نظرت لها كارى بتعجب ثم شهقت وأردفت بذهول  : 


- عايز يتقدم لك  ؟ 


أومأت ريتان تردف بشرود وهى تتذكر نظراته لها طوال هاذان الشهران  : 


- أيوة  ،،،  أنا كنت ملاحظة أسلوبه وتواجده هناك دايماً  ،،،  بس كنت بكدب إحساسي  . 


تعجبت كارى وأردفت بتساؤل  : 


- ليه يا ريتان  ؟   ،،،  بصراحة بقى لو كدة فعلاً يبقى إنسان شهم وقد كلمته  ،،،  يعنى ياريت المرة دي تفكرى بالعقل شوية يا ريتا  . 


نظرت لها بتعجب وأردفت بعيون متسعة  : 


- كاريمان انتِ بتقولي إيه ،،،  شهم أو مش شهم إزاي هقدر أرتبط بإنسان وأنا في قلبي حد تانى   ،،، ده حتى يبقى بظلمه  . 


غضبت كارى من حديثها الغير عقلانى وأردفت معنفة بسبب تلك الأفكار التى ستضيع منها فرصة العمر  : 


- بطلى عبط بقى يا ريتان ،،،  انتِ أصلا معلقة نفسك باحبال دايبة ،،،  بتحبي انسان سلبي مالوش كلمة ،،، راح خطب واحدة من نفس مستواه ونفذ كلام باباه  ،،، متخيلة إن واحد زي ده يعرف يعنى إيه حب ؟،،، ده واحد مذبذب محدش عارف هو عايز ايه إمبارح يقف يبصلك بعيون بتلمع وتانى يوم يروح يخطب واحدة تانية ،،، هتضيعى مستقبلك علشان خاطر حب من طرف واحد لإنسان ميستاهلش ،،،  فكرى بعقلانية شوية وسيبك من عواطفك اللى هتضيعك دى ،،،  شوفي الصالح ليكي ايه واعمليه  . 


زادتها عليها   ،،، ضغطت على قلبها النابض فشعرت بالاختناق  ،،،   لم يكن هذا الحديث المريح الذى أتت لتسمعه ،،،  بل زاد ثقل صــ.درها من هذا الكلام الحاد  . 


وقفت تطالعها بحزن ثم حملت حقيبتها وأردفت بندم وهى على وشك المغادرة  : 


- تمام يا كارى ،،،  أنا همشي  . 


إلتفتت لتغادر فأوقفتها كارى تردف معتذرة بندم  : 


- يا ريتان إستنى بس ،،،  أنا أسفة بس إنتِ كدا بجد بتظلمى نفسك ،،،  وهو عايش ولا على باله ولا حاسس بعذابك ده ،،،،  أنا بجد بدأت أكرههُ بسبب حالتك دي  . 


هزت ريتان رأسها تردف مدافعة بقلبٍ عاشق  : 


- متحكميش عليه محدش عارف ظروفه  . 


ذُهلت كارى منها وأردفت متعجبة  : 


- لااا مش معقول لسة بتدافعى عنه  ؟ ،،،  ده حب ملعون بجد  . 


أغلقت عيــ.نيها تزفر بقوة ثم طالعتها وأردفت بيأس  : 


- صدقيني يا كارى  غصب عنى ،،،  بحاول ومش عارفة أكرههُ ،،،  مشوفتش منه أي حاجة غلط ،،، معاملته معايا وأسلوبه وكلامه يجبرنى إنى أدافع عنه   ،،، كلام بابا عن أبوه وعنه يجبرنى إنى أحبه ،،،  يمكن لو كنت شوفت منه حاجة واحدة سيئة كنت بعدت نفسي بس مافيش ،،،  ومتمناش إنى أشوف لأن وقتها هكرههُ وأنا رافضة الشعور ده ،،، رافضة مشاعر الكره لأنى مش هتحملها  . 


طالعتها كارى بحزن  ،،، تعلم أن أمرها صعب ،،،  إتجهت تعانــ.قها وتربت عليها وتردف بحزن لأجلها  : 


- مش قادرة أخفف عنك يا ريتان ولا عارفة أواسيكي إزاي  . 


بادلتها ريتان العــ.ناق وأردفت باستسلام  : 


- كفاية إنك بتسمعيني ،،، كفاية انى بسببلك كل التعب ده وانتِ بتتحملى . 


إبتعدت كارى عنها تبتسم وتردف لتضحكها  : 


- أكيد دى لعــ.نة فراعنة ،،،  فاكرة لما روحنا المتحف وصممتى تمسكى الموميا  ؟ ،،،  أكيد من وقتها لعــ.نة الفراعنة صابتك  . 


أبتسمت ريتان وأردفت ممازحة هى الآخرى من بين آلامها  : 


- تفتكرى الموميا دى كان حمزة ومتنكر  ؟ 


ضحكت كارى بخفة وتنهدتا الاثنتين وجلستا تغيران حديثهما عن العمل ودروس التأسيس التى تعطيها ريتان لتوأم سناء لتنسى ريتان موضوع ناصف قليلاً  . 


❈-❈-❈


يجلس فريد مع ميادة في إحدى الأماكن العامة مردفاً بضيق  : 


-  معاد طيارتى كمان كام يوم يا ميادة  ،،،  وأنا مش عارف أعمل أيه  ؟ 


زفرت وطالعته تردف بلا مبالاه: 


-  قولتلك سافر يا فريد  ،،،  سافر وانا هستناك معقول معندكش ثقة في كلمتى  ؟ 


مد يــ.ده يمسك يــ.ديها ويردف بحزن  : 


-  مش كدة يا حبيبتى  ،،،  بس خايف لحد يضغط عليكي  . 


نظرت له بمغزى وأردفت  : 


- محدش يقدر يضغط عليا يا فريد  ،،،  أنا باخد قراراتى بنفسي  . 


نكس رأسه وترك يــ.دها وأردف بخزى  : 


- إنتِ قصدك عليا  ؟ 


تنهدت وأردفت بترقب وخبث  : 


- على فكرة أنا مش قصدى عليك خالص ،،،،  بالعكس أنا شايفة فرصة سفرك دي حاجة كويسة جداً وعمو سالم فكر صح  ،،،  وهترجع تشتغل في الشركة ويمكن فيما بعد تفتح شركة خاصة بيك وأنا هكون مرات فريد بيه الجواد  ،،،  إيه رأيك  ؟ 


تأمل الفكرة فابتسم لها بحب وأردف بثقة  : 


- هيحصل يا قلبي  ،،،  طول ما انتِ في ظهرى هيحصل  ،،،  وأوعدك مش هتأخر عليكي  ،،،  هاخذ شهادة الخبرة وارجعلك فوراً  . 


بادلته الإبتسامة وأردفت: 


- هستناك يا فيرو  . 


❈-❈-❈


في اليوم التالى مساءاً 


إستقبلت أسرة حمدى ناصف بترحاب وود زائد  . 


دلف يضع علبة كرتونية منمقة تحتوى على أفخر أنواع الشوكولاه وباقة زهور رائعة المظهر والرائحة  . 


إتجه يجلس في غرفة الصالون وجلس حمدى مجاوراً له ووقفت حياة تكرر ترحابها به  . 


خطت بعدها لمطبخها كي تحضر الضيافة بينما هو نظر لحمدى وأردف برتابة  : 


- أستاذ حمدى أكيد حضرتك عرفت سبب زيارتى ؟. 


أومأ حمدى وتحدث بترقب وتروى  : 


- وبردو أحب أسمع منك يا ناصف بيه  ؟ 


أردف ناصف بثقة وهدوء  : 


- زى ما حضرتك عارف أنا استقريت هنا بعد وفاة منصور علشان أدير الشركة بداله ،،،  وضعى المادى معروف أكيد وكل متطلباتى الحمد لله موجودة بس لسة شئ أساسي مفتقده وهي بنت أصول طيبة وخلوقة أربط أسمى بيها ،،،، وأكيد مش هلاقي أحسن من الأنسة ريتان ،،، انا اتعرفت عليها في بيت أخويا منصور الله يرحمه وبصراحة أعجبت جداً بأخلاقها وطريقتها مع أولاد أخويا وعلشان كدة قررت أدخل البيت من بابه واتقدم وأطلب إيــ.دها من حضرتك  . 


أومأ حمدى معجباً بحديثه المرتب وطريقته خصوصاً أنه لا يعلم عنه شيئاً غير الظاهر فقط وأردف  : 


- عداك العيب طبعاً يا ناصف بيه ،،، وحضرتك سمعتك الطيبة سبقاك ،،،  بس انا متعودتش أجبر بناتى على حاجة هما مش قابلين بيها ،،،  لو عليا انا معنديش أي إعتراض على حضرتك ونسبك اكيد شئ يشرفنى ،،،  بس هيبقى رأي ريتان بنتى هو المهم  . 


أومأ بتفهم وأردف برتابة  : 


- وأنا علشان كدة قولت أجى لحضرتك هنا واتكلم مع الأنسة ريتان بنفسي  وبعدها القرار اللى هتاخده أنا موافق عليه ،،، لو رفضت هحترم ده جداً برغم إنى أتمنى العكس ،،، ولو قبلت أنا مستعد من بكرة أحدد الفرح وكل شئ جاهز  . 


انشرح قلب حمدى معتقداً أن طائر الحظ حلق فوق رأس ابنته وأردف بنبرة متحمسة وسعيدة لأجلها: 


- طيب يا ناصف بيه انا هنادى ريتان بنتى تقعد مع حضرتك وتشوف هتقولها أيه  . 


أومأ له ناصف ووقف حمدى يستأذن واتجه لغرفة إبنته التى ارتدت ملابس رسمية وحجابها ولم تتزين فهى ليست بحاجة ذلك فباتت طبيعية جداً جميلة ومحتشمة ،،، وحزينة  . 


دلف وتحمحم يردف بترجى  : 


- ريتان يا حبيبتى  ،،،  ناصف قاعد برة ،،،  وطالب يتكلم معاكى ،،،  حاولى تسمعيه وتفكرى في كلامه يابنتى ،،، خدى وقتك ومحدش هيضغط عليكي ،،، بس اسمعيه ،،، تمام ؟ 


تطلعت على والدها وأومأت بحزن وأردفت مجبرة  : 


- حاضر يا بابا ،،، إطمن  . 


تنهد بإرتياح وابتسم لها وسحبها معه للخارج ثم إلى غرفة الصالون حيث يجلس ناصف الذي وقف يرحب بها   . 


مد يــ.ده فبادلته بالسلام وسحبت يــ.دها سريعاً ثم جلست على المقعد المجاور على بعد مناسب بينما أردف حمدى بهدوء ليترك لهما مساحة الحديث  : 


- ثوانى وراجع لكم  . 


غادر وتركهما فنظر ناصف لريتان بتمعن وأردف بهدوء: 


- محبتش اتكلم معاكى عند سناء ،،، حسيت إنها خطوة غلط ،،، فقولت أبدأ على نور وبوضوح واجى أتكلم معاكى هنا  . 


طالعته بترقب وتنهدت بعمق فتابع  : 


- أنا إنسان دوغرى وواضح وبصراحة من أول ما شوفتك وانا أعجبت بيكي جداً ويمكن طول المدة اللى فاتت كنت بختبر مشاعرى وأول ما تاكدت منها إجيت علطول   ،،،  محبتش أتأخر لأنى واثق إن إنسانة زيك فرصة متتعوضتش  . 


طالعته بتعجب من حديثه المرتب الذى وصل اليها وأحزنها أكثر وربط خيوط أفكارها المعلقة بآمال بعيدة ثم أردفت بتمهل : 


- أستاذ ناصف بصراحة حضرتك فاجئتنى  . 


أبتسم عليها وأردف بثقة  : 


- لسة فيه مفاجآت كتير لو قبلتى طلبي ووافقتى تنوري حياتى  . 


تطلعت عليه بعمق ،،،  إن رأته غيرها ستظنه فارس الأحلام المنتظر ،،،  عريس خالى من العيوب  وحديثه مرتب ومقنع وجانبه المادى ممتاز ،،،  حنون جداً مع توأم شقيقه المتوفي ورأت ذلك بعيــ.نيها  . 


ولكن يبقى قلبها ملكاً لغيره ،،،  لا إرادياً تتحكم بها مشاعرها ،،  تنهدت بعمق وطالعته مردفة  : 


- اسمعنى يا أستاذ ناصف لو سمحت ،،، أكيد حضرتك إنسان محترم جداً ومافيش أي سبب يخليني أرفض طلبك ،،،  بس أنا انسانة صعبة شوية ،،، هتعبك لأنى عاطفية في إختياراتى ،،،  يعنى انا لازم أعرفك ولازم أبادلك نفس الإحساس علشان أقدر أأمنك على حياتى  ،،، أنا بؤمن جداً إن الإرتباط عن حب الممزوج بالإحترام والتفاهم من أجمل وأنجح العلاقات ،،،  علشان كدة مش هقدر أرد عليك دلوقتى  ،،،  محتاجة وقت أفكر كويس في طلبك  .


أعجب جداً بحديثها العقلانى الهادئ وأردف بثقة  : 


- خدى وقتك كله وانا مش مستعجل أبداً وهفضل منتظر موافقتك ،،،  وصدقيني أنا هكون أكتر إنسان محظوظ لو قبــ.لتى ،،،  واتمنى أقدر أحقق المعادلة اللى إنتِ قولتى عليها ،،، حب ممزوج بالإحترام والتفاهم  . 


تنهدت بقوة تطالعه بعمق وشرود تفكر في أمر حبٍ عذبها من جهة ومن جهة آخرى حبٍ يقدم لها على طبقٍ من ذهب لترضى ،،، حقاً عجيب أمر القلوب  ،،، تسعى دائماً خلف المتاعب وتلقى براحتها عرض الحائط  . 


❈-❈-❈

بعد يومين في فيلا منصور 


تجلس ريتان تتحدث مع سناء عن ناصف وطلبه  . 


تعجبت سناء وأردفت  : 


- معقول  ؟ ،،، مع إنه مقالش خالص ،،، طيب وانتِ رأيك إيه يا ريتان  ؟ 


هزت كتفيها وأردفت بحيرة وحزن  : 


- مش عارفة يا نونا ،،،  بجد مش عارفة أعمل ايه  ؟  ،،، بس مافيش في قلبي مشاعر ناحيته  . 


أردفت سناء بتروى واستنتاج تجربة قاسية: 


- يبقى بلاش يا ريتان ،،، بس بردو حاولى تصلى استخارة قبل ما ترفضي ،،، وشوفي إيه اللى هيحصل  . 


تنهدت تومئ بشرود ثم أردفت متسائلة  : 


- ربنا يقدم اللى فيه الخير   ،،،  أومال فين سليم وتقى ،،، لازم نبدأ دلوقتى  ؟ 


نظرت نونا في ساعتها وأردفت  : 


- زمانهم على وصول ،،، ماما صفية بعتت تاخدهم يقعدوا معاها شوية  . 


تعجب ريتان  وأردفت  : 


- طيب هى ليه متجيش تشوفهم هنا  ؟ ،،، أو إنتِ مثلاً تروحى  ؟ 


تنهدت بحزن وأردفت تطالعها  : 


- للأسف بابا منعها تيجي عندى لأنى رفضت أروح أعيش معاهم بعد وفاة منصور ،،، قال يعنى إن هو كدة بيعاقبنى ،،،  بس عادى أنا لو حبيت أشوفها بنتقابل برا والأولاد بيروحوا يزروها وحمزة بيجبهم  . 


نبض قلبها لذكر إسمه فتنهدت تلــ.عن هذا الأيسر وأومأت بتوتر ،،،  إذاً ستراه الآن ،،،  وبالفعل ما هى إلا دقائق وركض التوأم لداخل الفيلا باتجاه والدتهما وريتان تتابعهما بحنو  . 


دلف خلفهما حمزة بهيأته الرجولية فرفعت أنظارها إليه  ...  التقط عيــ.نيهما سوياً لثوانى قبل أن تبعد أنظارها بحسرة ،،،  كيف ستكمل مع غيره وقد أقنعت قلبها وعيناها وكل ما فيها عليه فقط  ؟  . 


أما هو لا يعلم ما يصيبه من تخبط مشاعر في كل مرة يراها   ،،، تلك المشاعر التى تتضخم عند رؤيتها دوناً عن غيرها ،،  حتى مع من قرر إعطائها فرصة لم يجد بداخله هكذا شعور أبداً  . 


زفر بإختناق برغم سعادته الداخلية لرؤيتها وأردف بهدوء ظاهرى  : 


مساء الخير  ..


أردفت سناء وهى تقف تقــ.بله  : 


- مساء النور يا حمزة ،،، عملوا إيه عند تيتا  ؟ 


أردف حمزة يبتسم بهدوء  : 


- ماما كانت فرحانة بيهم جداً ،،،  أزيك يا ريتان  ؟ 


قالها بترقب وهو يطالعها فأومأت له تردف بهدوء ظاهرى  : 


- الله يسلمك أزيك يا حمزة  . 


وقفت بعدها تردف لتدارى توترها : 


- يالا يا حلوين نبدأ الدرس  ؟ 


أسرعت تتمــ.سك بكفي الصغار وتسحبهما إلى غرفة المكتب بينما تتبعها حمزة إلى أن دلفت وجلس يتنهد بعمق وجلست سناء بجواره تردف متسائلة  : 


- مالك يا حمزة  ؟ 


زفر ونظر لشقيقته يردف : 


أبداً يا نونا ،،، أنا كويس  


تسائلت بترقب  : 


- مها بردو ؟ 


ابتسم على شقيقته التى أصابت هدفها فتعجب وأردفت  : 


سبحان الله ،،،  إنت كمان معندكش مشاعر نحيتها  ؟ 


تعجب وضيق عيناه متسائلاً  : 


- تقصدى أيه  ؟ 


أردفت بتنهيدة وحسن نية  : 


- أبداً أصل ناصف طلب إيــ.د ريتان وهى مترددة بردو  . 


طالعها بصدمة  ،،،  هل سقط قلبه أم طعــ.ن أم توقف لا يعلم ولكن هناك نغزة قوية تكاد تزهق روحه  ،،،  وقف وأردف بصدمة واختناق  : 


انتِ بتقولي إيه يا سناء  ؟ ،،،  ناصف مين ده اللى يتجوز ريتان  ؟ ،،،  لا طبعاً  . 


تعجبت من أمره ووقفت قباله ثم سحبته معها لغرفة جانبية كي لا تستمع اليه ريتان وأردفت باستفهام  : 


قصدك إيه يا حمزة  ؟  ،،، إنت تعرف حاجة عن ناصف  ؟ 


طالعها بعمق ،،،  بماذا سيخبرها ،،، لا يعلم عنه شيئاً وهذا من يقلقه ،،، بالنسبة له غامض ومريب  ،،، ولكن ليس هذا السبب الأساسي ،،،  ما صعقه هو كيف ستكون ملاك مثل هذه زوجة ناصف  ؟ ،،، لا ،،، مؤكد لن يسمح ،،،  سيعترض ،،،  ولكن بأي صفة سيعترض  وما شأنه أصلاً  .


زفر بأختناق وأردف باندفاع   : 


انا ماشي  . 


اندفع للخارج ،،، لا يريد أن يرى أحداً الآن ،،، ليغادر ويفكر ويهدأ قليلاً  .  

 


❈-❈-❈


بعد أيام


في فيلا سناء 


انتهت ريتان من حصتها وخرجت تودع التوأمين  ،،، وقفت تتحدث قليلاً مع سناء عن مستواهما الذى تقدم كثيراً بينما الصغيران يركضان حولهما ثم قاما بنزع الدفتر الخاص بها وركضا فضحكت عليهما وأردفت محذرة  : 


- هاتوا الدفتر وممنوع يتقطع  . 


في نفس اللحظة أتى حمزة ودلف يلقى السلام وهو يعلم جيداً أنها هنا لذلك أتى بعد صراع مع نفسه لأيام وفي نهاية الأمر أقتنع أنه لا يمكن أن يتركها تتزوج من ناصف هذا الذى يبدو غامضاً 


  توقف امامها وتسائل بترقب وضيق تعجبت هي له  : 


- عملتى إيه  ؟ 


صدمت وتسائلت وهى تنظر لسناء ببلاهة ثم عادت إليه تردف: 


- مش فاهمة  ! 


تنهد وأردف بترقب  : 


- في موضوع ناصف ؟. 


تطلعت عليه ساخرة  ،،،  هل يمزح معها  ؟  ،،،  ما شأنه أصلاً  ؟  ،، 


أردفت بجدية وشموخ  : 


- أظن ده شئ خاص بيا يا أستاذ حمزة ،،، عن اذنكوا  . 


ودعت سناء وخطت تغادر بضيق وحزن ونبضات صاخبة وعقلٍ مشوش  ،،،  تتبعتها سناء إلى أن غادرت  ونظرت لشقيقها بذهول مردفة  : 


- حمزة فهمني حالا فيه إيه بالضبط؟ 


هز مكنبيه وأردف يتسائل بضيق  : 


- فيه إيه  ؟ 


أردفت بتحذير بعدما استشفت ما به  : 


- متلفش وتدور عليا  ؟ ،،، أنا ملاحظة من زمان  ؟ ،،،  أنت بتحب ريتان يا حمزة  . 


صُدم من تصريح شقيقته الذى تلقاه كضربة كف قوية جعلته يصمت فأردفت بصدمة  : 


بتحبها  ؟  ،،،  وروحت خطبت مها  ؟ 


طالعها بذهول ثم ضحك وأردفت يلتفت ويبعد انظاره عنها ويجيب كاذباً على نفسه قبلها كي لا تأنبه وتوقظ قلبه وعذابه  : 


لا يا سناء ،،،  بحب ريتان ازاي بس يا سناء  ؟،،،   ريتان بنت عم حمدى السواق  . 


تصنم جسد تلك العائدة لتحضر دفترها بعد أن نسته بسبب سؤاله  ،،، شُلت أطرافها وتخدرت رأسها ووقفت على باب الفيلاً الخارجى تحاول سحب أنفاسها المسلوبة وتستمع لحديث سناء المعنف قائلة   : 


إيه الهبل اللى انت بتقوله ده  ؟ ،،،  يعنى إيه بنت عم حمدى السواق  ؟ ،،، معندهاش قلب مثلاً ؟. 


نظر لشقيقته بعيون مشتتة وعقلٍ متزاحم بأفكار معقدة ومشاعر مبعثرة وحيرة وألم ثم مر على عقله حديث والده الذى لن ينساه أبداً فأعاده أمامها يردد كأنه يحاول إقناع عقله به: 


- لاء مش كدة ،،،  بس مافيش أي توافق بينا ،،،  انتِ متخيلة لما ارتبط ببنت السواق بتاعنا هيبقى شكلنا إييييه  ؟ ،،،  أنا مش بختار زوجة وبس لاااا ،،،  أنت بختار شريكة لحياتي المهنية والفكرية والأجتماعية  ...  أنا بختار أم لأولادي ،،،  لازم أختار أنسانة من نفس مستوايا علشان المجتمع يتقبلها ،،، اختار واحدة بعقلي وابعد تماماً عن المشاعر   . 


طالعته سناء بذهول تهز رأسها بعدم تصديق مردفة  : 


- لاااا مستحيل ،،،  مستحيل تكون حمزة أخويا ،،، إنت نسخة كربونية من سالم الجواد  . 


طالعها بعمق ،،،  أنه يردد حديث والده حقاً ،،، جلس مرتداً على المقعد يضع رأسه بين كفيه بصمت وصراع  . 


طالعته سناء ذاهلة  . 


أما تلك التى تقف بجــ.سد بلا روح وقد إستمعت إلى حديثه الذى حطم قلبها وكبريائها واعتزازها بنفسها ،،،  طلبت أن ترى منه أي سئ ،،  وها هى تسمع أسوء مما تخيلت يوماً .


خطت تسير مترنحة ،،، تشعر كمن تم تقييدها والقائها من فوق مبنى عالياً فسقطت متحطمة إلى قطع صغيرة يستحيل تجمعها مجدداً وبقت روحها معلقة تشاهد ما يحدث بحرقة . 


وصلت لخارج حدود الفيلاً وظلت تسير بلا هدف وكأنها فقدت العنوان والسبيل  . 


أما هو فرفع رأسه بعد دقائق يطالع شقيقته التى تطالعه بأسف وأردف بضياع  : 


؛  ده كلامه يا سناء ،،  ده كلام بابا لما حس إن ممكن يكون فيه بيني وبين ريتان حاجة  . 


وضعت كفها على فمها بحزن ولم تتعجب ،،،  فسالم يعيد إستعمال نفس الطريقة مع إبنه مثلما فعلها معها في الماضي ،،، لم تعيقه نتيجة فعلته معها بل يكمل بدمٍ بارد  . 


❈-❈-❈


بعد ساعة 

وصلت إلى منزلها بأعجوبة  ،،، طوال طريقها يتردد حديثه السام على عقلها  ،،، إذاً ليست مناسبة لأن تكون أماً لأطفاله  ،،، لا يمكنها أن تشرفه وسط افراد مجتمعه الراقية  ؟،،، حسناً  ،،، فليكن هذا جزاء حبي الغبي الساذج  . 


دلفت تغلق ببطء غير قادرة على مواجهة أحد فالجميع محق إلا هي كانت مخطأة ومختلة وساذجة . 


أتجهت لغرفتها وأغلقت خلفها ببطء  ،،،  خطت لفراشها وجلست عليه ورفعت هاتفها إلى انظارها تطالعه بعمق وكأنه من تحدث بتلك الكلمات التى قذفت فؤادها وكسرته . 


قبضت عليه بيدٍ قوية حتى ابيضت عروقها ،،،  سحبت شهيقاً قوياً ثم زفرت بحرقة تمــ.لس بكفها على صــ.درها عدة مرات  . 


وها هي تشق صــ.درها وتنزع هذا الأيسر الملعون وتلقيه أسفل قدميها تدعسه بل تسحقه وهى تعبث بهاتفها حتى ظهر على شاشته رقم ناصف السوهاجى،،،  أجرت الإتصال وانتظرت إجابته . 


أجاب بترقب قائلاً  : 


ألو؟  ،،،  ريتان ؟ 


أردف بنبرة انتقامية من قلبها الخائن ومنه شخصياً  : 


-  أيوة يا ناصف  ،،،  أنا بكلمك علشان أبلغك إنى موافقة  ،،،  موافقة على طلبك  ،،،  إنت قولت إن كل شئ جاهز  ،،،  أنا فكرت كويس  ،،،  خلينا منطولش  .


يتبع...


إلى حين نشر فصول جديدة للكاتبة آية العربي لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة