رواية جديدة وصمة عار لخديجة السيد الفصل 25 - 3
قراءة رواية وصمة عار كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية قبل أي منصة أخرى
رواية وصمة عار رواية جديدة قيد النشر
قصه من قصص و روايات الكاتبة خديجة السيد
رواية وصمة عار
تابع قراءة الفصل الخامس والعشرون 2
❈-❈-❈
التفت آدم برأسه للخلف بانتباه عندما استمع الى صوت زين ينده عليه وهو مزال في الممرات، ليقترب زين بخطوات بسيطة منه مبتسماً باصتناع
= آدم ماذا كنت تفعله أنت و إليزابيث هناك؟ قد رأيتها تخرج من الغرفة وكانت غاضبة جدًا لدرجة أنني ندهت عليها ولم تستجيب، ما حدث بينكما في الداخل أزعجها هكذا ؟؟
اخذ ادم يتطلع اليه بصمت عدة لحظات وهو عاقد حاجبيه بغيظ من اهتمامه ثم متمتماً بخشونة
= لم يحدث شيء مهم ، لا تقلق
ترك آدم زين وهبط إلي الأسفل ليجد اليزابيث تقف مع نفس الرجل الذي كانت ترقص معه ومن الواضح انهم يتبادلون الهواتف او هكذا صور عقله لانها كانت تمسك هاتفه تفعل له شيء ما.. !!
ابتسم الرجل بطريقة رقيقة الى اليزابيث ليشكرها على مساعدتها فهو عندما وجدها مره ثانيه بالحفل اقترب منها ليسالها عن شبكه الاتصالات لما لا تعمل هنا بالمنزل لكن اليزابيث قالت له بأن ليس هناك مشكله في الاتصالات وربما المشكله بالهاتف الخاص به ثم عرضت عليه تتطلع بالهاتف تتفقده لترى اين المشكله بالضبط وحليتها له..
ابتسمت اليزابيث برقة تخص الرجل أبتسامتها تلك والذى اتسعت عينيه بانبهار من رؤيته كل هذا الاشراق والجمال امامه لتتحول نظراته فوقها باعجاب وإلي هنا لم يعد يتحمل آدم ليقترب بخطوات سريعة يهتف بحدة له ضاغطا على شـ.ـفتيه وهو يرفع احدى حاجبيه بتهديد
= ألم اخبرك بأن تبتعد عنها هي معي؟ اذهب من هنا ولا تقترب منها مره ثانيه حتى لا تتسبب في انفصالك من شركتي
تنحنح الرجل بتلعثم و بارتباك ليرحل دون حديث بخوف منه، لتعقد اليزابيث حاجبيها ناظرة له باستنكار وغيظ لرؤيتها نظرة آدم المحذرة له بغضب..
لكنه لم يعطيها إهتمام ثم جـ.ـذب يد اليزابيث يجرها خلفه سريعا دون حتى تفهم الأمر لتتبعه اليزابيث بتخبط بصدمة تتابع خطواتها خطواته سريعة حتى لاتتعثر ليظلا على هذا الحال حتى وصل بها الى الخارج وقوف سيارته وكانت تلهث بشده ليحجز جـ.ـسدها له بين صدره وبين السياره رفع رأسه ينظر لها بعنف وهي تتابعه بعينيها بحيره وهو يتنفس بعنف يهمس من بين اسنانه
= لماذا اعطيتي رقمك؟ ألم أحذرك من الجميع هنا وان تتوقفي عن التعامل بهذه الساذجة، هذه القوه التي تحاول ان تكتسبيها تظهر براءتك اكثر ،لذلك رجاء توقفي عن هذا، حتى لا يطمع فيكٍ الجميع
اتسعت عينيها بذهول من اتهامه الظالم لها لتخفض راسها قائلة بألم حاد
= رجاءا انت من الذي يجب ان يتوقف عن التظاهر بالاهتمام به، لا اعلم ماذا تريد مني ولا اريد ان اعرف، و رغم أنه شيء لم يخصك لكن لم اعطي رقم هاتفي.. كنت اساعده.. وأنا بالاساس ليس لدي هاتف
ادرك ادم غلطته وشدة كلماته لها و فى محاولة منه للاعتذار ليصدم حين راى دمعة تتساقط من عينيها لتستقر فوق يده التي تحتجزها لتهتز بداخله مشاعر عنيفة يدرك مدى قسوته معها ليتنفس عن غضبه فيها
لتنظر إليه تسأله بحده بين دموعها
= هل ستظل محتجزني هكذا؟ من فضلك أبتعد وتوقف عن اذيتي
هز ادم رأسه بالايجاب لينحنح بارتباك ثم رفع يده يـ.ـمرر اصـ.ـابعه بين خصلات شعرها يهمس باسف
=حسنا اهدئي ليس لدي أي رغـ.ـبه في ايذئكٍ اليزابيث.. انا اسف لقد كنت أحمق معكٍ الليله لكني حقا لا اريد ان يصيبك شيء سيء لكٍ.. لذلك انتبهي الى نفسك دائما
أغمضت اليزابيث عينيها وهي تشعر بأنفاسه وضعفها لتتمتم بصوت مكتوم وهي تزيل يده عنها
= أخبرتك أنني لست طفله صغيره ، لذا رجاء أبتعد عني وليس لك أي عـ.ـلاقة بي
في نفس اللحظه جاءت لارا ببطء بخطوات هادئة حتي وصلت خلفهم لتشتعل عينيها بالنيران بغضب شديد عندما رأت آدم محتجز اليزابيث بين ذراعيه ويهمس لها بشئ.. شعرت اليزابيث بها لتبعد آدم بقوه عنها ثم رحلت بتوتر شديد دون حديث.. عقد آدم حاجبيه بدهشة في البدايه لكنه عندما التفت علم السبب! بينما أقتربت لارا منه وهي تشعر بجنون الغيرة تطل من عينيها كالنيران مشتعلة لتبتسم لارا بلزوجة مرادفة
= اكتشفت بالصدفة أن لديك حفلة هنا ، على الرغم من أنك لم تدعوني لكنني لست غاضبًة منك لاني متأكده من أنك نسيت هذا الأمر
ليرفع آدم عينيه الي لارا الواقفة بتأهب قائلا بصوت بارداً جداً
= لا انا لم انسي ولكني لم ادعوكٍ لانني لا اريد رؤيه وجهكٍ هنا ؟.
جزت لارا علي أسنانها بعـ.ـنف وقد احست بالاختناق من حديثه لتهتف بسخرية واستهزاء
= هل في كل مرة أتيتٍ فيها إلى هنا أراك قريبًا منها هكذا .. لا و أيضًا تتوسل إليها حتى تسامحك؟ ماذا فعلت لها يا ترى.. أنا حقًا لا أصدقك يا آدم.. أنت تنزل من قيمه نفسك لاجل عـ.ـاهره؟. انظر الى نفسك جيدا وما تفعله! فهذه الفتاه سيئه وتخدعك
زفر آدم بقوة محاولا تهدئة النيران المشتعلة داخله ليهتف بصرامة
= التزمي بحدودك يا لارا ، فالحب ليس بالغصب ، ورجاء توقفي عما تفعلي لأنه في كل مرة تفعلي ذلك وتتخلى عن كرامتك تصبحي رخيصًة في عيني.. حتى هذه العـ.ـاهره التي تريها ليس لها قيمة بالنسبة لكٍ ، فهي تحافظ على كرامتها عنك.. لذا من فضلك توقفي
تبدلت ملامح لارا في لحظة بين الكره والحقد تجاه تلك العـ.ـاهره وهي تشعر بالإهانة لمجرد أن آدم وضعها في مقارنه بينها..!!
❈-❈-❈
بعد انتهاء الحفل، في غرفة المعيشة نظر آدم حوله الى الفوضى التي تسبب بها الجميع قبل رحلهم.. ثم نظر اليه زين بجفاء قبل ان يتحدث ويستاذن منه الى الطلوع لغرفه للنوم بعد هذا اليوم الشوق.. عقد آدم حاجبيه بدهشة منة ثم هز رأسه بيأس و توجه الى المطبخ هناك حيث وجد اليزابيث نائمة على المقعد بمفردها ويبدو أنها استسلمت للنوم بينما كانت تنظف هنا عند ما رأت الجميع بدأ بالرحيل..
فوقف يتأملها وهي نائمة و راسها مستنده الى الخلف بطريقه مؤلمه الى رقبتها.. وبعض من خصلات شعرها تحررت من تلك الضفيرة التي كانت تخنقه وانسابت على عينيها وجبينها مما جعلها تبدو اكثر جمالاً في نظره لذا قرر أن يتجاهل وجودها فشق طريقه نحو الطابق العلوي حيث دخل إلى غرفته وقرر ان يخلد للنوم فوراً اذ انه بدل ملابسه ونظف اسنانه واستلقى على السرير ولكن ما ان حاول ان يغمض عينيه يحاول النوم لكنه جاء في مخيله بان من الممكن ان يراها زين وهي هكذا ويقترب منها.. حتى عاد وفتحهما مجدداً ثم هب واقفاً ومن ثم خرج من الغرفة ونزل الى الطابق السفلي حيث ترك اليزابيث نائمة على المقعد بالمطبخ
اقترب منها ينزل على كعبيه ينظر لوجهها الذي ضاعت نصف ملامحه من بعض خصلات شعرها الذي غطاه كستار عازل ثم نهض وهو يحملها بهدوء حتى لا يرعبها وهي تبدو أصلا مذعورة دائما واتجه لغرفتها بها.. وفي تلك اللحظة شعرت اليزابيث بعدم الراحة لذا فتحت عينيها ببطء وما ان فتحتهما حتى التقت نظراتها مع نظرات آدم الذي يحملها و للوهلة الأولى ظنت بأنها تحلم لذا طرفت بأهدابها و نامت مره ثانيه وما ان فعلت ذلك ازدرد ريقه وهو يحدق في عمق عينيها المغلقه و يتجاهل أنات خلايا صدره للمـ.ـستها اللينة..
اخذ ادم نفس عميق بتوتر بعد أن دخل الغرفة لم يتبين الرؤية جيدا لان كانت الغرفه تعم بالظلام فقام بالسير ببطيء وهو يشعر كأنه قد نسى شكل الغرفه بسبب التـ.ـصاقها به بهذا الشكل الذي يُرخي من قبضة سيطرته.. ليحاول الاقتراب من تلك الاباجوره بجوار السرير لينيرها ولكنه دون قصد منه ارتطم بها فسقطت الاباجوره أرضا بعد أن دفعها ابتعد سريعا مع سقوطها ليرتطم حينها دون قصده بالـ.ـسرير مع ابتعاده المرتبك ..فسقط عليها وهو يحملها !!
وكل ما حدث كان كفيل بان تستيقظ..فتحت اليزابيث عينيها منتفضة فجأة في الظلام وهي تستوعب أنها نائمه على سرير وأحدهم يعلوها !! لحظات احتاجتها لتستوعب الامر .
حتى ادركت ان ما يحدث هو واقع ملموس لذا اتسعت عيناها من هول الموقف وشحب وجهها ولم تعرف كيف اصبحت بين ذراعيه وبحركة سببت له عدم التوازن مما ادى الى جعله يقع على الفراش وهو فـ.ـوقها بحيث استقرت رأسه بالقرب من عنقها ويديها على
صدره العريض بينما كانت ذراعيه تحيطان خصرها ، فسمعت صوت نبضات قلبها تتخبط بين جدران صـ.ـدرها بسبب ذلك القرب الذي بينهما بالاضافة إلى صوت نبضات قلبه التي اخذت تخفق بوتيرة متسارعة لذا ارادت ان تنهض عنه بسرعة ولكنه تمسك بها بحركة اذهلتها فنظرت إليه لتجده يحدق بها بنظرات
هائمة مما جعلها تزدرد ريقها وقالت بصوت مضطرب
= أبتعد عني ما الذي تفعله يا سيــ ..
قاطعها آدم مقرب رأسه وعم الصمت للحظة واحدة والبركان يزيد في إشتعاله مقتربا من أجـ.ـسادهم فتفيض جمراته في عروقه محترقا، ثم وبتهور و دون مقدمات وجدت وجهه يهبط لها يقضم شـ.ـفتيها بشـ.ـفتيه !! ثم شعرت به يرفع ذراعيه لمؤخرة عنقها يثبت رأسها الذي يجاهد ليعمق في قـ.ـبلته مفرقا شـ.ـفتيها لتغمض عينيها وهي تعقد حاجبيها بعدم استيعاب من شعور أنـ.ـثوي بداخلها دغدغته قـ.ـبلته .
تسمرت في مكانها تـ.ـحته ترتعش ذاهلة تنظر لوجهه القريب القريب جدا أكثر مما ينبغي لمَ تشعر إذا أنه يُخرِج روحها من بين شـ.ـفتيها .. ليأسرها بشـ.ـفتيه !! ويـ.ـقبلها دون أن يتوقف رغم أوامر عقله والتي لا يستجيب لها جـ.ـسده وكأنه انفصل عنه خاضعا لما يمليه عليه قلبه فقط ..وكأنه جائع قُدمت له وجبة لذيذة فيأكلها بنهم واشتعال حواسه..
لكنها فجاه انتبهت لتضرب بيدها بـ.ـصـ ـدره بحده ضعيف ليبعد عنها ويحرر شـ.ـفتيها لكنه لم يفعل ذلك.. أما كأن جــسدها مرتعشا ضائعا ... هاجمتها فجأة أنفاس ساخنة بحرارة اللهيب تلفحها فتسيل حرارتها بداخلها متخللة كل خلية تكاد تتجمد فيها دفيء ..
ليستمر آدم فى تـ.ـقبيلها برقة وشغف جعلها تائهة عما حولهم لكنها حاولت الاعتراض ليسرع يـ.ـحـ.ـتضنها بين ذراعيه بحنان ويلتهم شـ.ـفتيها بشغف وجنون لم يفيقا منه الا مع دقائق مرت..
ابتعد عنها أخيرا ببطيء وهو يقضم شـ.ـفتيها بأسنانه بلطف كمن لا يريد تركها أبدا لكنه قد شعرها بالفعل تفقد الوعي لتشهق بعـ.ـنف ساحبة أكبر جرعة أكسجين وعقلها يصرخ بها بجنون أن تدفعه بعيدا وقلبها كأن وكأنه يريد التحرر من صدرها...
رفع عينه وكأنه غير واثق من رد فعلها ثم إنتفض عنها بسرعة كالملسوع وهو يتذكر هذا الوضع الذي هو فيه !! لو كان دخل زين عليهما.. أردت تصرخ بقوة من صوتها لكنها لم تستطع لذلك صمتت صمت مخيف اقترب آدم منها بحذر وسمعت صوته يقول هامسا
متشتت
= اليزابيث أنه أنا .. أنه آآ
توتر ولم يجد اجابه مقنعة لفعله حقا ثم اخذ نفساً عميقاً ليتمالك اعصابه وهو متوتر للغاية ليقول بتردد و بهدوء مزيف
= في الواقع ليس لدي اي تبرير لما فعلته لذا انا اسف واعدك ان شيئا كهذا لن يتكرر ابدأ ، والان تصبحين على خير .
فتحرك وعندما خرج آدم بسرعة ودون ان يشرح شيئاً.. بينما ركضت إليزابيث نحو باب غرفتها واقفلت الباب بالمفتاح حيث اخذ قلبها يخفق بشدة من هول ما حدث ولم تصدق ان آدم قد تصرف بتلك الطريقة الغير متوقعة من رجل عاقل مثله لكنه في النهاية رجل!! لذا اخذت تلوم نفسها لانها غفت بالخارج.. وأغمضت عينيها مستندة بظهرها الى الباب وتخنق صوت شهقاتها بيدها لتشعر بالألم يفتك بـ.ـصـ.ـدرها معتقده بفعلته تلك بانه قد راها رخيصه وتساهل معها !!
أما هو فكان يجوب غرفته ذهاباً وإياباً وقد ندم عما فعله اشد الندم مما جعله يحتقر نفسه بسبب لحظة الضعف تلك التي جعلته يتصرف بطريقة جنونية وخصوصا هذه الايام انها لا تطيق لمـ.ـساته وبتاكيد الان ستاخذ عنه فكره خاطئه! مما جعله ينزعج أكثر من نفسه بعصبية وعلى هذه المشاعر التي تكاد أن تفقده عقله...
❈-❈-❈
في اليوم التالي في منتصف الليل..
جلس آدم داخل غرفة المكتب بمفرده وهو شارد الذهن تدور برأسه الافكار كالاعصار فما حدث بالأمس قلب كل الموازين امامه فبرغم من هدوء اليزابيث ولم يلتقي منها رد فعل لكنه متاكد أنها تتألم من فعلته ولا تريد أن توضح ذلك؟ وهذا ما يؤلمه اكثر.. فليتها تصرخ وتثور بوجهه وتضربه حتى لكن لا تكتم المها هكذا بالصمود وتتوجع بصمت.. فهو لا يستطع تصديق الانحطاط الذي وصل اليه بتهور معها..
اغمض آدم عينيه يتذكر قـ.ـبلته لها ليشعر بالعاطفه والشغف في جـ.ـسده راغـ.ـبا بالمزيد منها لا يستطيع نسيان هذا القرب والشعور باللذه طوال حياته.. لكنه حقا احب قربها ويريد اعاده هذه التجربه عده مرات ولن يمل.. لكن الزم نفسه بالصمود ليس خوفا عليها بل خوفا منها ليزيد الطين بله عليهم.. لكن ماذا هو بفاعل في تلك النيران التى تتأكل بداخله تجعله يـ.ـرغب في أن ينهض في الحال ويذهب اليها ويحدث ما يحدث !؟
فتح عينيه بغضب وهو يعاتب نفسه بشده على هذه الافكار المهينه لها وله كيف يفكر فيها هكذا ؟ كيف يسمح لنفسه بان تتحكم فيه مشاعره لتجعله يسيء التصرف بتهور دون التفكر في العواقب !!. فالوضع انعكس الان واصبح هو من يهرب من المواجهه ولا يستطيع النظر في وجهها بعد فعلته المخجلة تلك .. وما يؤلمة اكثر انها اصبحت تتعامل بعدم اهتمام حتى انها لم تعاتبه ..
ظل آدم في دائره التفكير هذه حتي تفاجأ بأن باب المكتب يفتح عليه دون مقدمات ودخل زين بخطوات غاضبة و ملامح وجهه غير مبشرة بالخير ، ليقترب هامسا بفحيح
= هل يمكن أن تشرح لي ما كنت تفعله في غرفة إليزابيث الليلة الماضية؟ رأيتك تخرج من غرفتها بالامس بوجه شاحب.. ومنذ ذلك الحين ، لم تتحدثا بعضكما وأنتما في حالة غريبة.. ما الذي حدث بالضبط بينكما؟ ولما كنت داخل غرفتها في ذلك الوقت ، ألم تحذرني آخر مرة من دخول غرفتها مهما حدث .. فماذا كنت تفعل أنت في الغرفة إذا؟
نهض آدم بعد كلمات زين يشعر بالصدمة والذهول ليهمس بصوت عالية محذرة
= زين انتبه إلى كلامك واخفض صوتك وأنت تتحدث معي ، هل تحاسبني حقا؟
صمت زين قليلاً ليدرك بأنه قد تجاوز كثيرا مع صديقه فهو في النهايه رب عمله لكن مشاعره هي من بدأت تتحكم بة الآن وليس العقل، ليغلق عينيه بألم يبتلع ريقه بصعوبة غير قادر علي الكلام ثم بعد فترة قصيرة هتف بأسف
= أنا آسف أنت على حق ، لقد تجاوزت حدودي ، وأنت لا تستحق ذلك مني
تنهد آدم بضيق شديد قائلا بعتاب
= أشعر أحيانًا أنك لم تعد صديقي زين الذي أعرفه منذ فترة طويلة ، وأحيانًا أشعر أنك عدوي ولست صديقًا! ما الذي غيرك لهذا الحد معي
استمر زين يخفض رأسه بخجل من نفسه ليردف قائلا بتوجس
= من الممكن أن أكون قد تغيرت معك حقًا حتى لا أعرف ما هو الخطأ الذي يحدث معي؟ لكن لا أريد أن نصل إلى هذا الحد.. ونفترق عن بعضنا البعض يا آدم
هز ادم رأسه بقله حيله منه ثم ضيق زين عينيه فجاه ليقول بلهفه وبصوت متوسل
= آدم ارجوك اطرد اليزابيث ورجاء لا تسألني عن السبب لكني اشعر ان هذه الفتاة ستكون سبب انفصالنا عن بعضنا.. وستنتهي صداقتنا بسببها للأبد.. اطردها يا ادم من فضلك
شحب وجه آدم وتجمد مكانه من تأثر كلماته المسمومة فقد ظن زين ان إليزابيث قد سلمت نفسها له لهذا السبب اصبحت اليزابيث تبتعد عنه ولذا يريد أن يبعدها عنه للابد.. اخذ ادم نفس عميق ليقول بجمود
=أنا لست ظالمًا حتى أفعل ذلك يا زين وألوم إليزابيث على ذنب لا عـ.ـلاقة لها بي.. وحتى لو حدث وانتهت صداقتنا في يوم مثل ما تقول! سيكون السبب في واحد منا وليس في أي شخص آخر ؟؟
❈-❈-❈
بعد مرور اسبوع.. .
كان ادم مسنداً رأسه بتعب فوق مكتبه بشركته و عينيه شبه مغلقه من شدة الارهاق تنهد باحباط فور تذكره اليزابيث فقد لازالت تتعامل معه كالغرباء فقد تحول الجفاف الذى كانت تعامله به الى برود مميت لا يعلم متى سينتهى هذا التعامل فهو يرغب بعودة التعامل اليه بحنانها و قد اشتاق لها... لكن في نفس الوقت خائف من المواجهه بعد ان قـ.ـبلها في منتصف الليل بعد الانتهاء من الحفل و رحل دون مبرر .
ثم افاق من شروده عندما وضعت يد فوق باب مكتبه تطرق بينما تمتم آدم بصوت مرهق يأذن بالدخول عندما سمع صوت طرقات فوق باب مكتبه، ليتبعه بعد ذلك دخول سكرتيرة أدم متحدثه بصوت هادئ
= سيد آدم ، تفضل هذه العقود التي طلبتها مني للحصول عليها بالأمس؟ لقد انتهيت منهم
زفر آدم ممرراً يده بين خصلات شعره بتعب قبل ان يتمتم بصوت مختنق
= حسنًا ، اتركيها هنا فوق المكتب وتفضلي أنتٍ.. هل صحيح أن أحدهم سأل عني وأنا بالخارج؟
تنحنحت السكرتيرة مترددة وقالت بارتباك متمتمه
= نعم سيد آدم ، اتصل السيد نيشان في الصبح قبل دقائق قليلة من مجيئك إلى هنا ليسأل عما إذا كنت ستأتي إلى العمل اليوم أم لا؟ وقلت له إنك هنا ستكون هنا بعد بضع دقائق ، وسأحاول الاتصال لك ... لكنه رفض وأغلق الهاتف ، ولا أعرف ماذا كأن يريد
عقد آدم حاجبه في دهشة وهو يفكر في نيشان وماذا يريد منه ولماذا يسأل عنه ويريد أن يعرف هل سيأتي اليوم للشركه أم لا؟ لكن طريقته كان وكأنه يريد أن يتأكد من أنه موجود هنا في الشركة أم لا .. ؟؟
❈-❈-❈
في منزل أدم، في الاعلي من نافذة غرفه زين كان يقف ينظر إلي اليزابيث بالاسفل وهي تجلس أعلي المقعد بجانب الأزهار شارده بشئ ما.. لكن عقله اجابه بانها بالتاكيد تفكر في ادم؟ رفع نظراته يتأمل جلستها بملابسها البسيطة.. من بلوزة صوفية برقبة عالية باللون الأسود وجيبه من القماش الأسود أيضا فبرزت كل تفاصيل جـ.ـسدها الانـ.ـوثي.. لكن عقد حاجبه بدهشه عندما وجد نيشان يسير بخطوات بسيطة حتي وصل الى المنزل ليسريع له ويهبط الي الأسفل وهو يقترب منه قائلا بترحيب
= مرحبا سيد نيشان ، إذا كنت هنا من أجل آدم ، فقد ذهب إلى الشركة اليوم
بحث نيشان عن اليزابيث بعينيه ليصطدم نظراته عند راها تجلس على المقعد وهي نهضت و ابتسمت له بتوتر بينما عقد حاجبيه قليلا مدعية الدهشة
= صحيح ، لم أكن أعرف. اعتقدت أنه كان هنا وفي إجازة اليوم فهو أصبح في الآونة الأخيرة ، نادرًا ما يأتي إلى الشركة ويفضل الجلوس في المنزل.
ازداد انعقاد حاجبيه وهو يراقب اليزابيث باهتمام مبالغ به ثم قال هو بغموض كعادته
= حسنًا ، هذا يعني أنني سأذهب إلى الشركة لمقابلته.. هل يمكنك إحضار كوب ماء لي يا زين قبل أن أغادر؟
هز رأسه زين بالايجابي بسرعه وهو يغادر قائلاً
= بالتاكيد حسنا
رحل زين بينما ابتسم نيشان لها وعيناه تلمعان بغموض وهما ترسمان خطوط وجهه وقال مهتما
= هاي انتٍ ، اتركٍ ما لديكٍ هنا وتعالي إليه لمساعدتي قليلاً في حمل بعض الاغراض.. خذي مفتاح السياره وافتحيها ستجدي بعض الصناديق.. احمليها و احضريها الي هنا واياكٍ ان تكسري شيء منهم..
ارتفعا اليزابيث حاجباها بدهشة وهي مزالت تقف لكنها نظرت الى بعيد لترى ان السياره تصف الى اخر الطريق بعيد.. ليهتف نيشان مقتضب بحده
= هيا تحركي بسرعه هل اتحدث مع حالي
مطت شـ.ـفتيها ببؤس وأخذت منه المفتاح لتتحرك اليزابيث بخطوات سريعه لاخر الطريق لتصل إلى سيارته لكن قبل ان تصل للسياره تجمدت مكانها وسقط منها المفاتيح بالارض.. فشهقت بعـ..ـنف وهي ترتد للوراء رافعة أصابعها لفـ.ـمها هامسة بصدمة
= ليام
نظرت له بعدم استيعاب ورعب من وجوده أمامها وقد خشت أن يأخذها وتعود إلي منزل شويكار شتمته بلفظ سيئ لكنه سرعان ما اعتدل في وقفته وهو يقـ.ـترب منها يطالع وجهها المصدوم ثم أخـ.ـفض وجهه لمستواها ببطئ ليصبح قريبا لا يفرقهما سوى سنتيمتر واحد .. بينما سمعت صوته اللعين يخترق أذنيها ببطئ شديد ضاغطا على كل حرف قائلا بخبث
= وأخيرًا يا إليزابيث التقينا من جديد، وستعودي إلى مكانك الأصلي!
قلبها هدر بقوة وقفز في صـ.ـدرها وكأن إنفجار عبوة ناسفة امتدت جذورها لقلبها لينفجر معا ..صرخت إليزابيث حينها برعب صرخة شقت حنجرتها ربما وزادت من هلع قلبها و عيناها تتوسعان و ترتفع بصراخ
= لاااا ساعدنييييييي أرجوووووووووك .. آد..م .. آدم .. النجـــ..ــدة .. آآآآدم
جز ليام علي أسنانه بعـ.ـنف شديد و جذبها بقوه من ذراعها إلي السياره الخاصة بي وكانوا بعض الرجال يقفون جانبها.. عندما رأت ذلك صرخة أخرى نبعت من عقلها الباطن طنت في أذنيها الغارقتين الرعب و الخوف لا تعرف كيف لها تقول إسمه وتستنجد به بعد كل ما حدث وصدر منه.. لكنها كانت في تلك اللحظة تتمنى ان يكون ادم امامها و يحاول إنقاذها فهي تتمنى ان تموت موتة شنيعة افضل من العوده الى شويكار.. لتصرخ صرخة لم تشق شفتيها فقط بل ترددت في نفسها لتشق روحها وقلبها
=لاااا هذا مستحيل لااا أبتعد عني...آآآآآآآآآآآآدم
سمع زين أصوات صراخ و بكلمات لم يفهمها حتى ولم ينتبه لها لكن اسرع يركض إلي الأسفل ليتفاجئ به لارا مع نيشان امام المنزل؟ لا يعرف متى قد وصلت لارا وما الذي تفعله هنا.. لكن عندما نظر الى الخلف ووجد مقعد اليزابيث خالي.. نظر إلي أول الطريق بسرعه ليرى سياره ورجال يقفون بمنتصف الطريق و واحد منهم يسحب اليزابيث إلي السياره وهي تقاوم.. اتسعت عينا بصدمه وخوف وقبل أن يركض إليها لينقذها اسرعت لارا لتقف امامه تمنعه و لمعت عيناها بـ.ـوحـ.ـشية في نظراتها و بينما تقول بتمتمة خافتة ساخرة
= توقف مكانك يا زين ولا تتدخل بما لا يعنيك! لقد اعتمدت عليك في البداية ووثقت في أنك ستعرف كيف تساعدني في التخلص منها، لكن الوضع ظل كما هو ولم تفعل شيئًا ، فلا تتدخل ودعنا نحل المشكلة
شعر زين بأن عقله كان يحاول استيعاب تلك اللحظات البطيئة التي تمر من أمامه غير مصدقة أن اليزابيث سترحل بلا عودة ! لكن عندما سمع صراخها وهي تستنجد بادم !! غضب بشده وتحرك خطوة يريد ان يلحق بها كانة يريد ان يثبت اليها بانه أشجع منه وهو المتواجد الآن وليس هو.. ويجب ان تستنجد بة وليس غيره !!
ليجذب نيشان ذراعيه بحده و زم شـ.ـفتيه واردف ببرود يحمل تحذير
= زين استمع الى كلامها ولا تتدخل و إياك تتحرك و تتابعها .. هذه الفتاة لم تعود الى هنا مرة اخرى مهما حدث فهمت .
كانت محاولات اليزابيث مستمـرة في الدفاع المُستميت عن نفسها بالرغم من الضعف البدني الذي بدأ يغزو كيانها المرتجف من الخوف وهي تجد نفسها وحيده ولم يساعدها أحد؟ وفجأة جـ.ـذبها ليام من خصلاتها بعـ.ـنف وانتهت اخر محاولة بإمساكهـا يجذبها بصعوبة إلي السياره وهي تبكي كالطفلة و لم تعد تدري ماذا تفعل في حظها السيئ دائما؟ ولا كيف تهرب من ذلك الذئاب..... داخلها تتمنى ألا تحدث عاصفة قوية في ذلك اليوم المشئوم الذي ذهبت مع نيكولا إلي هنا ومن حينها لم تغادر !!
.
يتبع...
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد من رواية وصمة عار، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية و حكاية