رواية جديدة وصمة عار لخديجة السيد - الفصل 27 - 1
قراءة رواية وصمة عار كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية وصمة عار
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل السابع والعشرون
الجزء الأول
ظل صامتا ولم تلحظ عينيه اللتين كانا يماثلان انفجارات مرة اخرى وربما أكثر.. نظرت له بحذر من صمته ثم تنهدت بضيق شديد والتفتت لترحل لكن توقفت لحظه بصدمه وقلبها هدر بقوة وقفز في صـ.ـدرها وكأنة إنفجار يحدث بقلبها مدمر وهي بينما تسمع صوته الخافت يخترق أذ نيها ببطئ شديد ضاغطا على كل حرف بلهجة مثيرة
= لأنك لي ..انا أحبك اليزابيث
لا تعرف اتلك الزلازل والاعاصير والكوارث الكونية التي شعرت بها اهي حقيقة ام انها بداخلها فقط فور سماعها لكلماته! فهو الان يعترف بحبه لها بكامل ارادته ولأول مره اهذه حقيقه ام انه اقرب للخيال؟!! ليخرج صوتها مصدوم متحشرج يشوبه الضياع
= ماذا قولت؟!! تـحـبني؟! هل تعني انك تحبني.. يعني انا الذي امامك الان تحبني.. لا ليست كذلك بالطبع مستحيل ان تقع في حبي
كان سؤالها هو من جذبه من شروده وجعله يسأل نفسه بماذا تفوه الان؟! اهو حقاً اعترف اخيرا لها بكامل ارادته؟ نعم يحبها..و احب وجودها بجانبة دائما.. احب الروح البهيه التي أضافت لأيامة طعم حلو.. احب اهتمامها وصوتها الحاني الذي يثمل الدفئ الذي شعر به بداخل أحـ.ـضانها وبقربها إلي قلبه، ليردف وهو يغمغم بصوت حاول ظبط بذور التوتر منه من العاطفة
= لا أعرف ما هو الحب .. ولكن إذا كان الحب هو أنني لا أرى أحدًا أمامي غيرك؟ وما زلت أريدك لي وحدي .. ولا داعي في الدنيا له قيمة سواكٍ .. أنتٍ
صمت قليلًا، ثم نظر في أعينها بحب وقال
= هكذا.. بالتأكيد أنا أحبك
كانت صدمة اليزابيث كبيرة وهي تسمع تلك الاعترافات كلها مره واحده، جعلتها تشعر ان حديثه كله مجرد حلم وستستيقظ منه بالتاكيد، ثم اخذ آدم ثواني قبل أن يهمس
= لا اعلم الامر معقد بداخلي.. لكن قلبي الذي هنا يريدك وقد وقع بحبك منذ؟ لا اعلم متى لانه احبك دون علمي حتى انه لم يستشرني حتى.. كان مثل المسحور تجاهك وفي لحظات استسلم الى تلك المشاعر ..واصبح لكٍ واحبك
أصبح يقر بعشقه رغم قـ.ـسوته التي كانت من قبل، اقر بخنوع امام مشاعرة التي تحركه تجاهها واقر بأن يريدها دائما قريبة منه وفي احضانه.. نظر إليها وهو يتمتم قائلا متابع سيل اعترافه
= لا! ليس هذا فقط! أنني..أنني احبك انا مغرم بكٍ كالمجنون أحبك اليزابيث.. هل تسمعين صوتي و كمية الالم به و انا اعترف أحبك يا اليزابيث ...
وكانت الكلمات و كأنها تخرج من بين شـ.ـفتيه بصدق واستسلام حقيقي، تنهدت و هي ترتجف عند سماعها هذا الاعترف، و اعتصر قلبها داخل صدرها و ترقرقت الدموع عينيها فجأة، فإن سماع آدم الواثق من نفسه بقوة يقول ذلك، ملأ الفراغ الذي كان يعذبها وحسم الأمر
= الم تتحدثي وتقولي شيء ؟.
تطلعت فيه بعدم استيعاب ثم خرجت عن صمتها واردفت مذهولة بتلقائية مستنكرة بشدة
= لا.. انا لا اريد هذا الحب؟ لا مستحيل أن يحدث ذلك لاااا.. اصمت ارجوك ولا تعيد هذا الحديث مره ثانيه
ليهبط آدم لمستواها بسرعة وهو يمـ.ـسك وجهها بين يـ.ـداه ويردد بصوت ملهوف يتوسلها التصديق
= لا لن أتوقف عن حبك أبدًا ، على الرغم من أن ذلك لم يعد منطقيًا لكنه حدث اليزابيث ولم اخفيه لان هذه الحقيقه... أنتٍ الشيء الوحيد الذي يجعلني أرغب في الاستيقاظ في الصباح دوماً.. وان تركتك تذهبي دون ان اعترف هذا الاعتراف؟ سوف أندم على ذلك لبقية حياتي
دفعته بعيدًا عنها بعـ.ـنف وهي تزمجر فيه بجنون
= قلت لك اصمت ساعتبر نفسي لم اسمع شيء من ذلك الحديث! يمكنك ان تحب وتعيش مع غيري انا لم انفعك صدقني.. بالاساس انا آخر شخص يمكن أن يظل معك
هز ادم رأسه برفض وإصرار وامـ.ـسك وجهها برقة ليطبع قـ.ـبلة حانية على جبينها هامسًا لها
= لا يمكنني أبدًا استبدال شخص أحبة بأخر لأن كل شخص يتكون من عدد من التفاصيل المحددة الجميلة
التمعت عينها بالدموع بمرارة وهي تـ.ـصرخ بقوة علية و داخلها روحها تتلوي من الوجع
= أخبرتك أن تصمت من فضلك ، أنا فتاه محطمه و مهشمه و كل تلك الأشياء المتصدعة والمكسورة بداخلي تتزايد كل يوم .. ولا يمكنني البدء من جديد أنا فتاه سيئه للغاية أتفهم ذلك انا سيئه إلى حد كبير .. بل سأظل سيئة إلى الأبد
فرد هو دون تردد بخشونة واعصاب كادت تنفجر من بروزها وإنصهارها
= لم يعد هناك شيء اسمة مستحيل بعد الآن ، ولن نبقى هكذا.. وكل شيء انكسر؟ نستطيع إصلاح ما انكسر حتى لو أردنا أن نبني الأنقاض حتى لو ابتدأتي من ذلك المكان المسمى تحت الصفر .. ما هدم وتحطم يجب أن يعاد إلى مكان آخر منا ... يجب أن نصنع بداية جديدة لأنفسنا
دفعته مره ثانيه وهي تحاول تخطيه مرددة بصوت صلب قـ.ـاسي
= أرجوك توقف عن هذا الكلام .. حتى لو كان ما تقوله صحيحًا وأنت وقعت في حبي ، فسأرفض هذا الحب لأنك تستحق الأفضل سيد آدم
ثم تخطته بسرعه تركض دون كلمة اخرى ليتنهد هو بصوت مسموع مُعذب
= آآهٍ اليزابيث ،كنتٍ مجرد عابرة فما الذي ابقاكٍ في قلبي
❈-❈-❈
ظل آدم طول اليوم في المنزل رغم أنه وحتى الان لم يعد ينهي اعماله التي تراكمت عليه... و اليزابيث كانت حبيسة بغرفتها ترفض الخروج من الغرفة منذ أن أعترف آدم بحبة لها؟ وآدم لم يريد الصعود لها حتى لا تغضب مره ثانيه منه واكتفى بـ أن يظل معها بنفس المنزل اليوم واذا صار إليها شيء سيعرف بالتاكيد..
لكن كيف وهي حتى لم تتناول الطعام معهم.... بالرغم من محاولات زين التي اظهر لها بوضوح مدى ندمة لكنها لم تنتظر حتى قوله؟ بعد ما صدر منه واكتفيت بهز راسها برفض واغلاق الباب بوجهه!! ولم يلح آدم عليها أكثر لتتناول الغداء معهم......!!!!
بداخل المكتب كان آدم يقف بجانب النافذة وفي تلك اللحظات اقترب زين منه بهدوء فلمعت عيناه تلقائيًا بوميض خاص بتنمر وهو يسأله بشك
= ما بك لما تقف هكذا ؟
همس آدم بهدوء حازم بالرغم من تنازع ذلك الألم داخله قائلا متساءلاً بفروع الصبر
= ولا شيء زين ،ماذا تريد اختصر
ليعقد زين ما بين حاجبيه، يشعر أن هناك شيء مُريب حدث ولكنه لا يستطع الوصول لرأس الخيط، فتجهمت ملامحه وهو يقترب منه متحدث بخشونة
= حسنا ساذهب قرب منتصف الليل الي امي؟ اتصلت بي ليله امس وقالت انها تردني في شيء هام حاولت ان اؤجل هذه السفريه لكنها تصر؟ فيجب ان اذهب الليلة .. اذا كنت لا تريدني في شئ بالطبع!
نظر آدم إلي زين بعدم اهتمام ثم قال بنبرة آمرة
= حسنا اذهب !
❈-❈-❈
في المساء بعد رحيل زين، بقي آدم واليزابيث وحدهم بالمنزل! بينما كان آدم يقف امام باب غرفه اليزابيث بهدوء متردد وهو يمـ.ـسك بين يـ.ـديه صينيه الطعام الذي احضره اليها للتو، تنهد للحظات فقط ليطرق الباب وهو يخبرها ما يريد، بينما الاخري بالداخل سمعت ولم تجيب حينها زمجر آدم فيه بعصبية خفيفه
= إليزابيث من فضلك افتحي الباب ، أعلم أنك مازلتٍ مستيقظه بالداخل؟ افتحي ثوان فقط حتى! أريد أن أعطيك شيئًا خذي مني أولا ثم افعلي ما تريدي
لكنها لم تجيب عليه أيضا، تنحنح عدة مرات قبل أن يخبرها بجدية تامة
= إليزابيث اجيبي من فضلك وافتحي الباب لأنه يستحيل أن أغادر قبل أن تأخذي طعامك مني لتأكلي، وسأبقى واقفًا هنا حتى تفتحي .. حتى زين غادر وسافر لأمه لأنها أرادته في شيء، لذلك ليس لدي مشكلة في البقاء هنا حتى الصباح؟
عقدت اليزابيث حاجبيها بدهشة وقلق عندما علمت انهم بمفردهم بالمنزل، ثم نهضت لتتقدم لتفتح الباب وقبل ان تتحدث بشيء ابتسم آدم باتساع قائلا وهو يدلف يضع الطعام أعلي الطاوله بغرفتها
= أخيرًا إليزابيث ،تفضلي هذا الطعام لكٍ، لقد فعلته من أجلك ولم أغادر حتى اتأكد من أنك قد أكلتي كلة.. هيا خذي صينية الطعام.. فلا يجب أن تنامي بدون أن تأكلي شيء.
إتسعت اليزابيث حدقتاها وهي تزجره بحدة
= الى ماذا تحول الوصول يا ادم من وراء كل افعالك تلك
بدأ يقترب منها ببطء وهو راح يخبرها بصوت اجش مؤكدًا بصلابة لا تحمل ذرة من التردد
= إلي قلبك
تفاجات من كلمته الذي قالها دون مقدمات فهي ليس معتاده عليها، لذا عضت طرف شـ.ـفتيها بألم تخبرة بهمس عابث احرق وجنتاها من الخجل والحرج
= هل تعلم ما ينتظرك ويوجد بقلبي اولا! قبل ان تخطي خطوه مثل ذلك
اومأ مؤكدًا وهو يحاول التمسك بخيوط الهدوء التي كادت تنساب من بين يـ.ـديه
= لما لا تقولي لي انتٍ
ارتعشت شـ.ـفتيها وهي تهمس بصوت شاحب
= يوجد به كل شيء عدا الحب.. لان كل ما احمله بقلبي هي المشاعر الكراهيه نحو الجميع.. لان الجميع قضى وحطم ما تبقى مني؟ لذلك وفر على نفسك مجهودك الجبار الذي تبذله لم تحصل على شيء منه خلفه غير تضيع الوقت
زفر بعمق ثم سمعت صوت آدم الذي احتد وهو ينهرها
= الامر يبدو صعب عليكٍ أعلم.. لكن عندما تثقي فيه كل ذلك القلق والخوف سيختفي.. لذا ثقي فيه فقط لا اريد شيء اخر غير ثقتك
لكنها حينها ردت اليزابيث بصوت عـ.ـنيف ولكنه بليدة جامدة
= ومن أنت حتي أثق بك! أنت في النهاية رجل مثلهم وقادر على أن تؤذيني وتخيب ظني فيك.. فمن انت حتي امنحك حياتي عند طيب خاطر لتفعل بي ما يحلو لك
ظهرت شبح ابتسامة متلونه على ثغره آدم وهو يهمس إليها بحروف تمنى كثيرا لو تخرج للنور
= أنا مجرد شخص عادي؟ أنا الشخص الذي سـ.ـينام بجانبك وسوف يجمعنا فـ.ـراش واحد وعندما ياتي فصل الشتاء ساشعل مكيف الهواء حتى لا تبردي، وأنا الشخص الذي سيأخذ رأسك على ساقي كل ليلة و سأسمع قصصك ومغامراتك في أيام طفولتك في الثانوية وانا من امشط شعرك على الضوء الاصفر لمصابيح المساء في ليالي الشتاء الجميلة وسأسحب كرسي واجلس بجانبك حتى اساعدك في تجهيز الطعام ومن أجلك سوف أنزل معك لتقيسي كل الفساتين والبلوزات في المحل وتختاري أكثر شيء احببته منهم، أنا لست ساحر، بلا أنا مفتون بكٍ ولن أستطيع فعل غير ذلك لأنني أحببتك من داخلي وساقيد أحلامك و سافعل ما تتمنى! انا لست مميز وليست لدي ضمانات بأن حياتنا ستكون مليئه بالسعاده ومريحه الى الابد لكن لديه ذراعات ممكن ان تدخلي بينهما عندما تخافي؟ سوف يسيطرون عليكٍ ويشعروكي بالامان!
عضت اليزابيث على شـ.ـفتيها تحاول تمالك نفسهـا من كل هذه المشاعر التي إنتابتها في تلك اللحظة لتحاول كبت تلك الدموع التي تتسابق لتنهمر مغرقة وجنتاها... ثم اومأت اليزابيث بسرعة وهي تخبره شاهقة بحروف متفرقة كالشرق والغرب
= كلامك جميل ولو قلته لأي فتاة ستحبك علي فورا .. لكن أنا لا ارجوك الأمر صعب بالنسبة لي أن أثق بشخص و يخذلني مرة أخرى .. لذا أرجوك ابق بعيدًا عني واتركني وشأني.. بحالي
ثم توجهت اليزابيث بعدها نحو الخارج بهدوء لتخرج لكن قبل خروجها فجأة وبمجرد أن خطه خطوه شعرت اليزابيث يـ.ـديه تجـ.ـذبها بتلقائية فأحاطها هو بـ.ـذراعاه دون تردد لتهتف اليزابيث بعـ.ـنف وتوتر هامسة
=أبتعد عني، اذهب إلى الجحيم أنت وحبك يا هذا .. ولن تمر فعلتك هذه على خير أبدا..و لا تنسى انا لم احاسبك على ما فعلتة في المره الثانيه عندما اقتربت مني رغم عني ايضا تلك الليله
ابتسم آدم بخفه ليفهم أنها تحكي عن قـ.ـبلات ليلة الحفله ليقول باستفزاز معتمد
= ابتلعي لسانك السليط قليلا اليزابيث إلا قطعته حالا .. هل أنتِ مجنونة إذا.. فهل يوجد حبيبه تحاسب حبيبها على قـ ـبله؟
اتسعت عينا اليزابيث بجنون وهي تهدر صارخة كمن يبصق الكلام في وجهه
= تبا لك أيها الحقير .. هل تراني فتاة رخـ.ـيصة لتشبة قـ.ـبلتك لي التي أخذتها عنوة بأنني حبيتك أو مثل تلك فتياتك الحقيرات أمثالك التي تقضي معهم لـ.ـيلة عـ.ـابرة.. وتنساها بعد ذلك
التمعت عيناه بجنون أكبر من جنونها وهو يهبط بنظراته لشـ.ـفتيها ثم رفعت رأسها بتلقائية لتصطدم مقدمة رأسها بـ.ـشفتاه.. حينها امـ.ـسك وجهها بين يـ.ـداه ينظر لعينـاها التي دائمًا تسحبه للغرق بها... ثم همس بصوت منخفض مثقل بالعاطفة الحادة
= أنتِ مصممة إذا ؟ حسنا ضيفي هذه إلي حساباتك أيضا.. وليس يوجد فتاه سواكٍ بقلبي ! وحالا ساثبت لكٍ ذلك الحديث
لم تفهم مقصده لوهلة حتى رأته قال اخر كلمة وهو ينظر بطرف عيناه إلي شـ.ـفتاها ليهبط لمستواها يسرق شـ.ـفتاها في قـ.ـبلة سريعة ولكنها عميقة اثارت زوبعة من المشاعر اللاهبة داخلها وداخله ايضًا لتتسع عينها بصدمة كبيرة.....ابتعد بعد دقيقة يتنفس بصوت مسموع ثم احـ.ـتضنها آدم بحنان بحت يُشعرها أن قلبه هو من يحـ.ـتضنها وليس جـ.ـسده أن حزنها شيء يجعل كيانه الرجـ.ـولي يرتجف بعـ.ـنف !! بدأ يربت على خصلاتها بحنان هامسًا وكأنها طفلته
= لا تقلقي صغيرتي.. ألا تعرفين طبع تلك الحياة؟؟ كلنا نعيش نفس التعب لكن لا شيء يستمر... اليوم لستي غريبة عني لأنك اصبحتي حبيبتي ! جميعنا مصابات بالأنفصام
أنزلت يدها بسرعة وهي لا تزال مأسورة بين ذراعيه لا تقوى على التوازن لابعاده وهو متمسكا بها يـ.ـحـ.ـاوطها حتى كادت أن تختفي تماما في صـ.ـدره..
أما آدم اكتفي بأن أدار وجهه قليلا لتواجه شـ.ـفتاه يدها المرتعشة فـ.ـيقبلها ببطيء وهي مغمضة العينين مرتجفا بكل كيانها بما يفعله فيها ..و قبل ان تنطق بأية كلمة انحنى رأسه ليقبلها من جدید من شـ.ـفتيها.. ظل فترة يـ.ـقبلها ويـ.ـقبلها دون أن يتوقف رغم أوامر عقله والتي لا يستجيب لها جـ.ـسده وكأنه انفصل عنه خـ.ـاضعا لما يمليه عليه قلبه فقط وعيناها زائغتان بشكل أبله تكاد تقسم أنها لا تعرف ماذا يحدث حتى همس بجانب أذنها بصوت مثير
= کل شيء استطيع ان اكتفي منه الا نظرتيّ لكِك .
شهقت اليزابيث من موجة المشاعر التي إنتابتها مجددا بإدراك بطيء .. وظلت تنظر له مصعوقة النظرات وحاجباها كادا أن يلتقيا بمنابت شعرها في تعبير مذهول .. مذهل لعينيه المستمتعتين !
ظل آدم ينظر لحالتها المصدومة منتظرا بصبر ردها متحفزا بكل خلاياه لأي هجوم شرس قد يخرج منها .. وفي نفس الوقت يتذكر.. يتذكر كل كلمة قالها خرجت من شـ.ـفتيه و المعالم والكلمات الذي كان يقصدها كلها فقد تعب و مل من الاخفاء ليردف بصوتٍ أجش
= أنا أعلم أنني وقعت في حبك ولكن ليس بالضرورة أن تحبني بالمقابل.. يكفي أن تظلي معي فقط لا أريد أكثر من ذلك.. تعبت من الوحده اليزابيث.. من فضلك لا تتركيني
أغمضت عينيها بشدة بقله حيله فماذا تقول وهي بالفعل وقعت في نفس الفخ! وانتهي الأمر، وبعد لحظات طويلة أسبلت أهدابها بـخجل الذنب !! لتفتح عينيها وتمتمت تهتف بتهرب
= سوف تتجاوز ذلك وتجد شخص أفضل مني
زفر نفسا ساخنا متأوها من بين شـ.ـفتيه وهو يجد نفسه غارقة فيها فتزيد من اقتراب جمرات البركان المشتعلة من فوهته قائلا
= حين أكون معك أشعر أنني في مركز الكون، حيث لا اسئلة عن الحياة أو غايتها، وكأنني امشي على الغيوم .. أنا أعلم أنكٍ الشخص الوحيد في هذا العالم الذي يستطيع أن يجعلني سعيداً
تفغر شـ.ـفتيها قليلا وواضعة أطراف أصابع يدها الصغيرة كا طفلة على فمها تنظر له لا تجد مخرجا للكلام او الرد فهو يضغط عليها في نقطه صعبه المنال.. تحرك شـ.ـفتيها من تحتهم بحركات خرقاء دون جدوى .. وكأن دهشتها حشرت الكلام في حلقها حشرا .. فأستعصى عليها إخراجها ! لذلك فضلت الصمت .
❈-❈-❈
في الصباح، هبط آدم من غرفته بخطوات سريعة وكان قاصد يذهب لغرفتها لكنه توقف عندما سمع صوت بالاسفل للحظه اعتقد بان زين! قد عاد لكنه عندما دخل المطبخ وجد اليزابيث تحضر الفطور لذلك ابتسم آدم ابتسامه عريضه قائلا
= جيد استيقظتي إذا.. واخيرا خرجتي من غرفتك
كانت تقف تلوي ظهرها له وهي تقطع حلقات البطاطس لتنظر خلفها له بطرف عينها وهي تبتسم ابتسامة صفرا لتجيب بصوت جامد
= يجب ان اخرج فهذا عملي هنا، وايضا حتى لا تموت من الجوع
ثم التفتت تكمل ما كانت تفعله لكنها فجاه شعرت اليزابيث بتوتر عندما اصطدمت بـ.ـأنفاسه قريبا جدا منها، فهو اقترب يقف خلفها ثم هبط رأسه على كـ.ـتفها دافنا أنفه في عـ.ـنقها الناعم.. لم يجد وصفا لما يشعر به.. فصمت متنفسا إياها وكأنه يحولها إلى ذرات من الهواء لتسكن رئتيه .. فيتمنى لوهلة لو يكتم أنفاسه للأبد محتفضا بها هناك حتى يموت .. اختناقا من العشق !! وسمعت تمتماته الخافتة وهو يقول بصوت متحشرجة وصوت مكتوم
= ليس هكذا بل الصحيح هذا المنزل أصبح مكانك ومنزلك الخاص بنا في المستقبل ؟؟ وبالمناسبه.. ابتسامتك التي تاخذ مكاناً صغيراً في وجهك تاخذ كل قلبي
أغمضت عينيها بشدة للحظات بيأس شديد من تلك الدوامة فهو لا يعرف كيف تحاول هي بجهد كبير عدم اظهار مشاعرها امامه وتبذل ذلك بصعوبة بالغة! تركت ما بيدها و دفعته بكل عنف بعد أن توازنت أخيرا ليتركها مجفلا من عنفها الذي ظهر فجأة من وسط ذوبانها ! وسمعها تقول بعينين متسعتين تـ.ـصرخ ملوحة بيـ.ـديها
= تبا لك وإلي افعالك الـ.ـوقـ.ـحه.. في كل مره احاول الابتعاد عنك بها كي لا احبك اكثر او اتعلق بك يحدث العكس لذلك تماما وكانني واقعه في بحر مكتوب لي لن اخرج منه خاسره لهذا الحب
رفع وجهه بحذر ينظر لها من قرب مذيب للأعصاب حتى تـ.ـلامسا أنفيهما وقال بخفوت
= لا يوجد حل غير الاستسلام حبيبتي.. يجب عليكٍ تقبل الامر وانا سانتظر ذلك لا تقلقي لانني خسرت تلك الحرب التي تتحدثي عنها بالفعل.. أعدك بانني سانتظر حبك لي
ثم صمت لدقيقة يستوعب ما قالتة للتو! زم شفتيه ثم هـ.ـجم فجأة عليها ممسكا بمرفقها يقربها منه فأجفلت وارتـ.ـعشت للحظة معتقدة أنه سيـ.ـقبلها مجددا مثل الأمس .. لكنه صـ.ـرخ فيها بـ.ـعنف وعدم تصديق
= مهلا ما الذي قلتيه من قبل.. ذلك يعني انك تحبيني كما أحبك
تسمرت في مكانها ترتعش فهي غير قادرة على الاستمرار باخفاء مشاعرها امامه وهو يـ.ـحـ.ـوطها من كل الجهات باستمرار لتهتف اليزابيث بين دموعها التي بدأت بالهبوط
= واذا ،مستحيل ان يكمل هذا الحب بيننا ؟.
عقد آدم حاجبيه مذهولا واتسعت عيناه بينما يقر بأنه لا يستوعب متي أحبته هي الأخري فهي قالت بالحرف "كي لا احبك اكثر" معنى ذلك انها تحبه بالفعل فتح فـ.ـمه ببلاهة وصدمة ليقول بسعادة
= لم افهم اوضحي كلامك.. اليزابيث انتٍ تحبني؟
أشتعلت عيناها شيئا فشيئا ماحية الضبابية التي سكنت عينها الزرقا لتظهر انفجارات نارية في نجومها انفجارات غضب نابع من داخلها يغذيها إحساس بالذنب والتخبط ! كل هذا في لحظات قصيرة .. غضب ساحق حارق كفيل بحرقه وحرق جسدها كله وغليان داخلها لم يتبخره لتردف ببؤس
= انا لا اريد التعلق بك يا ادم انا اخشى ان افقدك حينها ستكون حياتي انتهيت اذا حصل ذلك.. انا يوجد حرب بداخلي منذ زمن! معركه لا اعرف متى ستنتهي وهل سانتصر عليها ام لا.. حرب بين عقلي وقلبي انا اريد ان احبك واستسلم بمشاعري نحوك لكني خائفه بشده
راقبها بتوجس وقال بصوت منخفض يسألها بلهفة لم يخفيهـا
= لما لا تتركي الامور لمجراها فحسب.. بما اننا الاثنين نتبادل نفس المشاعر لما لا توافقين على ذلك فقط دون تفكير
ليجدها صـ.ـرخت بحدة عليه بالصمت وهي تتلفت وتمسك بـ.ـيدها رأسها تحاول ايجاد مخرجة حل لذلك المازق؟؟ لتعض عليه شـ.ـفتيها بغل وهي مستمرة في التلفت حولها وكأنها تبحث .. على شئ ما؟؟ توقفت أخيرا بعد فشلها في إيجاد المجهول الذي تبحث عنه وهزت رأسها بالنفي وقالت
= مستحيل ..لا اريد انا حتى لا استطيع مجرد التفكير في ذلك كل ما يحدث حولي يشعرني بالخطر اذا وافقت .. من فضلك ابتعد عني يكفيني من العذاب ما انا فيه .
❈-❈-❈
في غرفه لارا.. كانت ممتده على السرير بروح خاوية تشعر بالنصل البارد الذي إنغرز بمنتصف قلبها ولكن مرتـان وليس مرة..!!!! مره عندما فقدت كرامتها؟ ومره ثانيه عندما علمت انه احب غيرها؟ ودت لو تـ.ـصرخ.. لو تطلق سراح تلك الـ آآه المتحشرجة التي يحتجزها قـ.ـسوة الموقف في جوفها عندما قالها آدم بوجهها بدم بارد.. انه أحب غيرها ؟؟.
سمعت صوت طرقات أعلي باب غرفتها لكنها لم تتحدث ثم دلف انطون واقترب منها متسائلا باهتمام
= هل ستظلي حبيسة في غرفتك طول الوقت هكذا؟ ماذا حدث معكٍ تكلمي.. ما الذي فعله معكٍ ادم هذه المره أيضا
رفعت لارا مقلتيها في البداية كانت صامتة جامدة بطريقة مُقلقة تغطي على اشباح الانهيار التي تحوم في منطلق جوارحها لتنطق بصوت يكاد يسمع
= آدم احب تلك العـ.ـاهره... يا انطون أحب غيري بعد أن فعلت معه المستحيل !
عقد انطون حاجبيه بصدمة وهو يسألها بعدم تصديق
= ماذا ؟ ومَن الذي أخبرك ؟؟
ارتعشت شـ.ـفتاها مجيبة وهي تبكي وتتألم بحرقه
= هو بنفسه قالها !...
تنهد انطون بتفهم ليسحبها لتنهض معه برفق إلى أن جلسـوا على الأريكة معًا، حينها ضـ.ـمها لأحـ.ـضانه برفق وهو يربت على خصلاتها بحنان ثم خرج صوته حانيًا
= حسنا حبيبتي اهدئي وتوقفي عن البكاء.. ولا تكتمي تلك الاوجاع التي تكتمينها داخلها، صدقيني هو لا يستحقكٍ ..وقريبا سيعرف قيمتكٍ هذا الحقير
هزت لارا راسها و بدأت دموعها تهبط دموع حارقة بين الألم والانهيار داخلها... بدأت تضرب صـ.ـدره وصـ.ـراخها المتألم يزداد وهي تردد بهسيس
=آآآه.. لما أنا بين سائر البشر يحدث معي ذلك لقد احببته بصدق يا أخي ! احببته لا ادري كيف او متى.. وهو طول الوقت يتجاهل حبي ويتغطى على كرامتي و اوجعي دون عطف؟ ولم يكتفي بذلك بلا ذهب وأحب غيري هكذا دون مقدمات.. دون أن يشفق علية، دون أن يفكر بي للمرة الاخيرة.. دون أن يعطني فرصه ويفكر أنني أحبه كثيرًا رغم كل اخطاؤه معي..
رفعت رأسها تنظر لعيناه وهي تهدر بجنون وكأنها لا تعي ما تقول
= هل انا سيئه لهذه الدرجه يا اخي حتى لا يحبني آدم ويتركني ويذهب الى عـ.ـاهره ليس لها قيمه.. انا احببته بصدق وعلى استعداد ان افعل المستحيل لاجله، وهو دونا اي ذره شفقة يقول انه يحب فتاه أخري.. ااه لقد تعبت يا أخي تعبت حقا من تلك المشاعر المهدرة
تجمد انطون من أثـر كلماتها لم يتوقع أن تكون تعشق ادم لهذا الحد ابدًا وتتألم هكذا من أجله، ليقول مُطمئنًا وهو يهمس لها بأشفاق
= لارا اهدئي، صدقيني ساجد حل لهذه المشكله وقريبا سيترك هذه الفتاه ويعود اليكٍ انتٍ! بعد ان يعرف خطأ الفادح معكٍ
لم تنظر له و رمشت عدة مرات قبل أن تقول بصوت دون تعبير واضح
= توقف اخي عن ذلك الحديث.. فهو لم يعود اليه بارادته مهما حدث؟ لقد وقع في عشقها وحسم الأمر
تنهد انطون بضيق شديد وقال وهو ينهض بغضب شديد
= واذا سيعود اليكٍ رغم عنة.. انتٍ خطيبته بالاساس ليس هناك مزح في هذا الحديث! ساذهب بنفسي واتحدث مع نيشان ليجد حل لهذه المساله !
ذهب انطون إلي الخارج بخطوات سريعة منزعج ليذهب ويتحدث مع نيشان، وتركها بمفردها...!!!!
دقيقة كانت المدة التي أستغرقتها لارا لتنهض بخطوات ثقيله وتسير لتقف امام المزينة لتنظر لحظات الي وجهها في المرايا باشفاق علي حالها.. لتستوعب أنها اضاعت الكثير من حياتها مقابل ولا شيء.. وقد أمسكت المقص من أعلي المزينة دون مقدمات لتقطع شريان يديها.. لتنطلق امواج من الـ.ـدماء من يـ.ـداها قبل أن تغمض عينيها وتسقط فوق الارض الصلبة بجـ.ـسدها وهي تتمني يـ.ـسحبها ملك الموت من مسرح الحياة للأبد....
وفي نفس اللحظه دلف انطون شقيقها مره ثانيه ليتجمد مكانه بعدم استيعاب وشعر بألم شديد وهو يرى شقيقته انـ.ـتـ.ـحرت... إبتلع ريقه وهو يحدق بوجهها الشاحب بالأرض ثم صاح متوجسًا خائف
= لارا ..!!!!!