-->

رواية جديدة وصمة عار لخديجة السيد - الفصل 27 - 2

 قراءة رواية وصمة عار  كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى





رواية وصحة عار

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد

الفصل السابع والعشرون

 الجزء الثاني

 

العودة للصفحة السابقة

 

❈-❈-❈

بعد مرور اسبوع.. في اليوم التالي .


وقفت اليزابيث بالحديقة شارده تشعر وانها معلقه بالهواء ، الفراغ يحـ.ـاوطها كما يـ.ـحاوط جوفها.. هي لا تعلم ماذا تشعر او ماذا ستفعل مع آدم؟!!.. هي فقط تشعر بتخدل جـ.ـسدها وعدم قدرتها علي المقاومه بينما تشعر بذلك الشعور المريب.. جـ.ـسدها يهوي ببطئ ينتزع قلبها ويمزق انـ.ـفاسها.. ظلت تهوي وتفكر حتي اصطدمت بشئ بقوه انه صلب ولين في نفس الوقت يالله ماهذا؟ بدأت ان تشعر بأطرافها اثر تلك اللـ.ـمسات عليها.. من اين تلك اللـ.ـمسات ومن اين تأتي؟ ماهذا الشعور الذي تسلسل لجـ.ـسدها انه الدفئ.. نعم هو..!! 


هو الدفئ التي كانت تنتظره وتتلهف له منذ وقت طويل جدآ.. الان هي تشعر به بألتأكيد هو هنا؟ هو ليس غيره آدم !! رفعت مقلتيها لتقابل شعره الاسود الكثيف بينما شعرت بـ.ـيداه تـ.ـحـ.ـوطها بقوه وتـ.ـضمها من خـ.ـصرها لصـ.ـدره من الـ.ـخـ.ـلف.. بل يعتصرها بداخل ضــلوعه ولكنها استكانت بها فهذا كل ما كانت تتمناه ثم شعرت بـ.ـأنفاسه تلفح بشره عنقها المرمريه الناعمه فوجدته يـ.ـدفن رأسه بين ثنايا عـ.ـنقها بينما لايزال يضمها لصـ.ـدره ويقـ.ـبل اذ نها قـ.ـبلات رقيقه ناعمه هامس


= صباح الخير ماذا تفعلي منذ الصباح الباكر 


وجدته يبتعد عنها قليلاً ثم احـ.ـاط وجهها بين كـ.ـفيه ونظره اللهفه لم تفارق عينيه لتـ.ـحضن عيناه بنظراتها المرهقه قائله بحده من بين غضبها


= آدم اذا لم تتوقف عن هذه التصرفات وذلك الحديث صدقني ستستيقظ في اليوم التالي ولم تجدني 


اقترب فوق اذ نها يهمهم ببعض الكلمات بصوت لاهف عاشق لم تلتقط منهم اذناها بعد غيره


= افعليها اذن؟ لنرى من سيسمح لكٍ بالرحيل.. اليزابيث انتٍ بامان معي.. ولم يستطيع أن ياخذك احد مني


مطت شـ.ـفتيها بعبوس واخذت تمسح علي وجهها من أثر قـ.ـبلاته بظهر كف يـ.ـدها في منظر طفولي وهي تهز رأسها برفض واعتراض وهمست بصوت ضائع


= لم ادعي ظلامك يستولى علي آدم


ابتعد هو عنها واخذ يتفحص ما بها بهرجله قائلاً بابتسامةً مشرقة 


= معناها انك تظنين ان الظلام يمكن ان يغلب النور.. ممم هذه نظريه مـ.ـثيره للاهتمام اليزابيث


لتكرر هي فعلتها وتهز رٱسها باعتراض بينما هدأت فأبتسم هو قائلا بصوته الرخيم


= لا تخافي ليس لدي أي سبيل لا استولى عليكٍ.. انا حقا اريدك! لكن اريد قبل جـ.ـسدك قلبك ورضاكٍ اولا! 


حثها بإصرار فعلمت ان لا فرار منه لتقول بخجل وخفوت حتي صوتها اصبح كالهمس


= واذا لم تحصل في يوم على قلبي ولا رضايا؟ اذا ما يفعل شخص مثلك معي.. هل ستاخذني رغم عني 


اصدر آدم صوت من بين شـ.ـفتيه قائلا بتنهيده


= اليزابيث لم اكذب واقول انني لست منجذب لكٍ.. شخص مثلي يبتهج بحضورك


ثم صمت آدم قليلاً وهو يدقق النظر بتلك الزرقاء التي غرق في بحور صافئهم ثم اردف وهو يشدد فوق كلماته ببطئ


= هل يصعب عليكٍ تصديق انني اريد الاستغراق أكثر في الامر ومحاوله التعرف لكٍ.. انني حقا اريد التعرف عليكٍ والفوز بقلبك وليس لي أن ارغمك على اي شيء لا تريديه.. واذا كنت انا الظلام فمن ثم انتٍ النجوم 


أدمعت عينيها بالدموع بمرارة وهي تنظر إليه بيأس هاتفه 


= أخاف أن يكون؟ الإنطفاء هذه المرة يكن ابديًا..


ليشعر بالضيق يفتك به! ليهمس من بينهما بصوت راجي يشوبه اللهفه والعشق المتيم


= اليزابيث انتٍ بحاجه لي و انا بحاجه لكٍ.. احنا الاثنين بحاجه الى الشعور بالامان الذي افتقدنا من اقرب الاشخاص الينا !! 


لتحضن عيناه بنظراتها الدامعه المرهقه قائله بتلعثم من بين بكاؤها


= وما هو الآمان بالنسبة لك ..


سألته بينما تسلطت سوداء عينه فوق نهر العسل المتفجر بادخل جفونها ليتحدث قبل أن يطلق تنهيده حاره


=الأمان هو أنك تعلمي باستمرار أن هناك شخصًا في حياتك سيبقى هنا وأنه بجوارك عندما تحتاجي إليه ستجده، وأن لديك وقتًا مختلفًا للتحدث معه وأنتٍ متأكده أنه لن يفهمك خطأ وأنه مهما وصل الخلاف بينكما ، ستعرفي أنه لن يؤذيكٍ بكلماته لأنه في النهاية هذا مجرد خلاف وسيذهب ،لكنة مكمل معكٍ.. الأمان هو أن تكوني لست خائفه وأنتٍ تقولي ما بداخلك له .. الأمان هو أنك لا تشعري أن علاقتك مع بعضكما البعض على كف شيطان .. و انكم ستكملوا حياتكما مع بعض غصب عن اي شخص 


جحظت عيناها بذهول وصدمه بينما ثقلت انفاسها وهي تحول تستوعب كلماته الهذه الدرجه يحبها؟ لكنها تعالي شهقاتها وتمزق قلبه لبكاؤها ليشعر بذلك الضيق يفتك به مجدداً.. ليحرك ابهامه فوق وجـ.ـنتيها بلطف قائلاً بعشق 


= لماذا لا تقلي شيئا، اليزابيث اخرجي ما بداخلك..و تثقي بي حتي تكوني مرتاحة! انا تعذبت في حياتي مثلك ويوجد اسرار كثيره ايضا لا تعرفيها عني..رغم ان إذا خرج على لساني ، فسيقتلني أكثر لذلك انا بحاجه اليكٍ وإلي مساعدتك.. اليزابيث انا ضليت في هذه الحياه وحيد بمفردي اعاني؟ و لا أحد استطيع مساعدتي.. ولا أحد يفهمني.


وجد اليزابيث ساكنه تنظر له بأعين خاليه لتحاول ان تاخد مجري الحديث واجابته من بين دموعها بألم 


= كثير من الناس يتمنون لي الأذى ، لقد سخروا مني وهم غاضبون ،رغم انني لم أؤذي أحداً ولم أرغب بالشر لأحد ، ومع ذلك فأنا لست مرتاحة.. وكل شيء حولي يؤلمني القلوب المليئة بالحقد والكراهية ، وما بداخلهم ليسوا قلوب بشر بل شياطين.. ولكن رغم ذلك لم اكن اكفر بالحياة كما كان يفعل الجميع من حولي ويفضلون الاستسلام.. حتى انني اصبحت أشفق علي الفتيات التي قبلتهم في منزل شويكار لأنهم تعرضوا لما انا تعرضت عليه.. و لا استطيع ان ينقذنا احد مما نحن فيه ..


ظل محملقه بها ثواني لا يستطيع حتي تفسير ما يحدث من حولهما من تلك المعاناة وقد شل عقله لتتحدث بتنهيده ولكن بصوت خافت وهي تشعر بالانكسار قائله وهي منكسه الرأس


= قصة حياتي عندما تتذكرها لم تفتخر بها علي الاطلاق، وصمة عاري ستظل ملازماني كالظل تماما.. أنا عشت لحظات ضعفي وقوتي ، يأسي وأملى .. عنادي وخضوعي.. هل سمعت بذئب يخدع فتاة مسكينة ويوهمها بأنه يحبها وهو يتسلى بمشاعرها ويتكلم مع عشرات الفتيات بنفس اللهجة ويفكر فقط بالحصول على فتاة بريئة مخدوعة تسلم جـ.ـسدها إليه ليبيعه ؟! أنا الدنيا قلّبتني يمينا وشمالا كما تقلّب في اللحم المشواة لتنضج .. فنضجت سنوات وسنوات لأكبر وأنضج حتى غدوت اكبر من عمري.. انا فتاه قلبها تهشم دون رحمة ... أنا قلبي مات يا ادم


لم تستطيع استئناف حديثها وانهارت بالبكاء حين مر شريط ذكريات ما حدث بداخل عقلها لتنهار اعصابها فهي لأول مره تتعرض لهذا الضغط العنيف في حياتها..!! تمزق قلبه لبكاؤها يشعر بذلك بالحزن لأجلها يفتك به.. ثم همست مجددا ببطئ ميت


= علمت أن ما أنا فيه ليس له حل .. لذلك أبتعد عني وابحث عن شخص يساعدك غيري سليم من الداخل !! 


شعر بالعطف والتأثر، ليحرك ابهامه فوق وجنتيها برقه يمسح دموعها قائلاً بعشق بعدما طبع قـ.ـبله طويله فوق مقدمه رأسها


= اعطيني فرصة اكون سبب رجوعك للحياة


ازدادت دموعها تتساقط أكثر بقهر مريرة بينما سكت هو شاعراً بغصه في حلقه لما يحدث لها الآن لقد عاد قلبه للحياة والفضل يرجع لها؟؟ لذلك يريدها ويريد يساعدها! بينما نظر لها وهو يشعر بأنه رجل تائه في هذه اللحظة؟ يشعر انه تائه و ضائع ما به ما بالرغب.. 


❈-❈-❈


في المستشفى كان انطون داخل الغرفه يطمئن على شقيقته بعد ان نجت من الموت باعجوبه! بينما كان يسير انطون و زفر بعمق وهو يمسح على شعره البني الناعم شاعرا بالضيق... كاد أن يدلف الغرفه التي بها لارا ولكن فجأة وجد نيشان الذي كان يبحث في المستشفى بين الغرف عن الغرفه التي تقيم فيها لارا؟ لكن تقدم نحوه بلهفه حين رآه فتجهم ملامح انطون وهو يقترب منه متساءلاً بخشونة 


= ماذا تريد ؟؟ لماذا اتيت الى هنا! 


أجاب نيشان عليه بنبرة مترددة من لهجته الصارمة


= أتيت لأرى شقيقتك واطمئن عليها إن لم يكن لدى حضرتك مانع ؟! طمني عليها كيف اصبحت الان


كور انطون قبضتـاه معًا، يشعر بالغليان الذي كان فتيله عند رؤية لـ نيشان أمامه وكان يتمنى ان يكون ادم الذي يأتي بدل منه.. حتى لو يطمئن عليها بالاسم فقط دون أن يراها؟ لكنه دائما يعاملها كانها قطعه رخـ.ـيصه الثمن.. وفي لحظه اقترب منه انطون وهو يستطرد بحدة مُخيفة قاسية 


=اسمعني جيد نيشان و لا تحاول استفزازي لانني ابحث عن سبب حتى ابرر قـ.ـتلي لك وإلي آدم هذا اللـ.ـقيط... قسمًا بالله أني امنع نفسي بصعوبة شديدة عن قـ.ـتله حتى لا اذهب اليه بنفسي وافعلها.. وصدقني حينها لم يظل على قيد الحياه ثانيه واحدة


وفجأة غامت عينـاه بأفكاره التي تنضح من عقله كالشياطين وهو يقول بخشونة 


=تحدث معه واقول اليه انطون شقيق لارا؟ يقول لك كن رجلاً وتعالى هنا.. 


شعر نيشان بالغضب الشديد من آدم فبسبب تمردا ذلك خلق عداوه بينه وبين صديقه في العمل! ليقول هو بهدوء زائف


= تحدثت معه بالفعل لكنه لم يهتم بالامر !! 


ابتسم انطون بسخرية واستهزاء ليزمجر بجنون وكأنه انفجر 


=بالفعل هو لا يهتم الى مشاعر شقيقتي وخطيبته الذي دائما يتجاهلها ويعاملها بقـ.ـسوه.. صدقني لن استطع التعامل بشكل طبيعي مع ابنك اللعين ما دمت لم تستطيع السيطره عليه... لذلك قول له تحمل إن كنت رجل وتعالي حل الأمر لأستطع انا التحمل وأنسى كل ما جرى منه.. لارا كانت خلال ايام بين الحياه والمـ.ـوت و نجت من المـ.ـوت بعجوبه بسببه.. وإذا ليس قادر على حل الامر لا تريني وجهك مره ثانيه يا نيشان.. حتى العمل بيننا سينتهي أيضا .


ليرحل انطون بخطوات غاضبة بينما نيشان لم ينطق بحرف ولم يحاول الدفاع عن نفسه.. لكن شعر بالغيظ الشديد من أدم.. !!!! 


❈-❈-❈


في منزل أدم، كانت اليزابيث بداخل المطبخ تغسل الاواني ثم وضعت الطعام المتبقي في علب بلاستيك ووضعتها في الثلاجه.. ثم توقفت لحظه تنظر من خلف النافذه في المطبخ الى الطقس بالخارج فا الامطار غزيره والاجواء ليست مبشرة بل سيئه للغايه وهي تسمع اصوات الرعد يتصدع في السماء! وما يزيد قلقها اكثر بأن ادم حتى الان لم يعد من العمل؟ بالرغم من الوقت قد تعدى الثانيه مساء؟ 


فهي مؤخرا قد عادت مره اخرى الى العزلة بغرفتها وهي تتهرب منه كعادتها ولكن ازداد الجوع عن حده فنهضت لتخرج من الغرفة وهي تقنع نفسها أن آدم من الأساس بالخارج ولن يأتي حتي الان... وبعدها دلفت للمطبخ وبدأت تبحث عن طعام وبالفعل جلست لتتناوله بهدوء حتي انتهت... وبعدها غسلت الاواني .


وفي الوقت ذاته كان آدم يسير بسيارته بصعوبة حتي وصل اخيرا إلي المنزل وخرج يسرع بخطواتة مسرعًا ليدخل المنزل وسط الامطار والجو السيء. 


اما هي فكانت تفكر بما إليه الامور وانها مع كل يوم يمر عليها هنا تقع في حب آدم اكثر واكثر بالرغم من تصرفاتها الفظة معه وتحاول ان تتجاهله وتسيطر على مشاعرها لكنها تفشل في النهاية.. وهنا كانت المشكلة تكمن بالنسبة لـ اليزابيث !... ولكن عينها وعقلها كان على نقطة مُحددة.. بأن آدم بالخارج في ذلك الاجواء ولم يعود بعد ؟ وهي تريد الاطمئنان عليه خائفه ان يكون حدث له شيء سيء ؟؟ 


وقبل أن تنصرف الي غرفتها وجدت آدم عاد لتقترب منة بسرعه تمسك بيـ.ـده مرددة بلهفه ناعمة


= سيد آدم اخيرا عدت لما تاخرت هكذا بالخارج.. كان يجب ان تعود مبكرا بسبب هذا الطقس السيء


وقبل أن يتحدث انتبهت إلي نفسها وما فعلته

وخجلت وأبعدت يـ.ـدها ولكنه جذب يـ.ـدها له و حـ.ـضنها بين كفاه ليقول بصوت عميقة


= هل تخافين علي ؟


تعلثمت الحروف بفمها ماذا عساي أن تفعل ؟ ربما تخاف و ربما لا؟ ولكن علي من تكذب فهي تتعاطف معه وتتمنى ان يكون هذا ليس الذي يسموا عشق وهي قد تعددت مرحله الحب بمراحل كثيره.. صمتوا طويلا ليخلع حذائه وخلع سترته ليقترب منها و يضع يده الاثنين فوق ذراعـ.ـيها ليرجع بها للخلف حتى يجلسها فوق الأريكة وبعدها اقـ.ـترب منها و وضع رأسه بحـ.ـجرها واغمض عينه.. تفاجات هي من تصرفه! فهو بالفعل انسان صعب عليها ان تفهمه! وصعب فهمة جدا, مسك يـ.ـدها بلطف وقال 


= حركي اصابعكٍ داخل شعري من فضلك.. امي كانت تفعلها لي دائما وأنا صغير.. لكن عندما بدات تعمل هذا العمل، ابتعدت عني كثيرا ..ولم تعد تفعلها 


نظرت إليه بعطف و رفعت يـ.ـدها لتحرك خصلات شعره برفق و بدا آدم في الاسترخاء وبان ذلك عندما عقد حاجبيه الذي اصبح بخط مستقيم.. فتح عينيه فجاه لتقع على عينيها بصمت ليرفع يده ويـ.ـلامس بشرتها بنعومة وهو يهتف


= لا اعلم كيف تكون محطه..و راحتنا بيد شخص 


نظرت إليه اليزابيث بعدم فهم و حينها صمت ونقلت نظرها داخل عيناه وفعل هو المثل، و امسك بـ.ـيدها بقوة كأنه يهاب رحليها، ليهمس 


= وراحتي معك انتٍ .


كادت اليزابيث أن تسعل من صدمة جـ.ـرأته الزائده في التعبير عن حبها دائما وكأنه يستشف شوق الاخر الحار له...وفجأة وجدت يجذب انتباهها مره ثانيه هامسًا بصوت رجولي جذاب 


= الي أين تذهب أحلامنا التي لم تتحقق؟


جـ.ـسدها اللعين ارتعش تلقائيًا من أثر كلماته، لذا حاولت تجاهل شعورها وهي تجيب عليه متمتمة بصوت مكتوم


= تذهب إلى أشخاص آخرين لم يحلموا بها أو لم يرغبون فيها علي الاطلاق


اومأ مؤكدًا بتنهيدة عميقة


= اذا لا اريد ان تضيع احلامي مني يا اليزابيث.. او تذهبي الى شخص اخر لا يريدك.. او تظلي هكذا بمفردك طول حياتك


حينها نطقت اليزابيث بصوت مذبذب ضائع شارد


= إننا لا نموت من الوحدة إنما نموت من الذين كسرونا وكنا نشعر بأنهم الحياة.. هناك شيء قد أنطفأ في قلبي للأبد ، شيء لن يعود كما كان مهما حاولت ..ألم تمل ؟ 


امـ.ـسك كفـ.ـها البارد لشـ.ـفتاه ليطبع قـ.ـبلة عميقة على باطنه ثم نظر لعيناها التي يغرق بها وهمس بعمق من اعمق اعمق دواخله


= المُحب لا يمَل، تذكري ذلك جيداً .. لطالما أعتقدت أن الحب عائق خطير، كنتِ تستطيعين إختيار أى طريق و الإفلات من كل شئ فعلتيه لكنك لم تستطعي المقاومة، أليس كذلك؟ هذا قلبك و لا يجب أبداً أن تتركيه يتحكم بعقلك .. 


تنهدت اليزابيث بعمق شديد بينما اعتدل آدم في جلسته ليكون أمامها ليمسك يـ.ـداها ليرفعها لشـ.ـفتاه مره ثانيه ثم قـ.ـبلهما بكل ذرة حنان يمتلكها..ثم أردف بصوت أجش متملك 


= اريد ان اكون وحدي في قلبك..


فجـ.ـذبها له ببطء حتى أحـ.ـاط خـ.ـصرها بـ.ـيداه حتى أصبحت ملـ.ـتصقة به، شعرت بتلك الرعـ.ـشة التلقائية التي انتابتها بمجرد أن مـ.ـستها يـ.ـداه.... ولكن ما هز أعماقها حرفيًا هو صوته الذي صدح في الارجاء يتابـع 


= هل ستظلي في الاستمرار في الرفض هكذا طوال الوقت.. متى ستستسلمي الى حبك !. 


بينما اليزابيث يكاد الخجل أن يشطر وجهها نصفين من شدة تأثيره عليها... ليرفع عينـاه التي تفيض حنانًا وعشقًا لون بريق عيناه.. ثم رفعت هي عيناها له تقول بصوت متحشرج مهزوز من الرعـ.ـشة التي انتابتها وهي تشرف على حروفها رغمًا عنها


= اعتقد انني استسلمت وانتهى الامر آدم 


كانت طريقة نطقها الى اسمة بدون القاب؟ بهذه الطريقه وتلك اللحظه! دليل كافي على الخضوع!! ولكن هذا الحدث كان حلم بعيد كل البُعد عن الواقـع.... لكنه حدث وحسم الأمر مثل ما قالت ! وخضعت اليزابيث الضعيفة إلي قلب آدم المكسور !!. 


❈-❈-❈


اشرقت شمس الصباح لتُشرق معها قلوب بالأمل والتفاؤل والمحبة ، وتطرد ظلمة الليل ليأتي الصباح بحكاية رائعة لا يتذوقها إلا من يرسمها بإبتسامة الأمل والتفاؤل ..


شبح ابتسامه لا يلاحظها أحد تظهر على شفتيه وهو ممده جـ.ـسده أعلي الأريكة بغرفته وعلي فـ.ـراش آدم تنام اليزابيث منذ ساعات وهي نائمه بعمق.. ليتساءل نفسه هل حقا بالفعل تنام اليزابيث بغرفتة وفوقه فراشه !! لقد مرت ايام قليلة منذ أن اعترف بحبه لها وساعات منذ أمس أن قالتها بوضوح انها استسلمت لمشاعرها وحسمت الامر . 


كانت وكأنها كلمة بسيطة ليس لها معنى محدد .. ذلك لو تغاضينا عن تلك الرقة العذبة التي كانت تقولها بها.. وكأنها هتفت بجملة كارثية بكل حروفها و معانيها بالنسبة له، وفي تلك الليلة ظل آدم ينظر لها غير مستوعب بعد ما نطقت بها واخيرا، تفغر فمة وعينيه بمنظر أبله ! وهي احمرت وجنتيها كمحصول الطماطم.. فهذه اللحظه يجب ان توثق فليس انجذابا وفقط هذا بلا اليوم ميلاد لقلب مات منذ سنين .. و حي من جديد للحياة لتبث النبض فيه ! 


ليتذكر آدم بعدها أنه طلب منها أن تنام تلك الليله في غرفته! ضيق عينيه يقول بخفوت


= امضي الليلة معي في غرفتي! 


اتسعت اليزابيث حدقتاها بذهول واحراج؟ فمنذ متى كان جـ.ـريئة هكذا !! بل منذ متى كان متهورا في كلامه ماذا يعني يريدها في فـ.ـراشة التي نطق بها للتو! اللعنة هل كان يجب أن تكون رقيقة هكذا معه ليتمادى في طلبه !! التفت له اليزابيث بعينين تبرقان بنجوم سمائها و تنهدت بصعوبة وهي ترى اعينة الفضولية ثم قالت بخفوت أجش 


= و ماذا عن محادثاتنا 


رد وعيناه تهبطان لشـ.ـفتيها قائلا بتحذير ارتعشت له أنـ.ـوثتها


= يكفي حديث اليوم، يمكننا التحدث غداً عندما تصبح عقولنا صافيه.. لكن الان اريـ.ـدك في فراشي الليله 


احمر خداها أكثر بخجل رغم اعتيادها على مداعباته الوقـ.ـحة وقالت بتوتر


= آه لكن لماذا تريدني في غرفتك اليوم؟؟. 


قال آدم معبر عن دهشتها وخجلها بفم ضاحك


= هل تريدين حقا أن تعرفي .. لماذا 


نظرت له بدهشة بالغة متسعة العينين بغير تصديق طلبة ولا وقـ.ـاحـ.ـتة حتي الآن؟ لتقول بتوبيخ حانق وهي تبتعد بنظراتها 


= بالله عليك ألا تفكر سوى في الوقـ.ـاحـ.ـة وقلة الأدب ما الذي حدث لك يا سيد آدم


قهقه آدم بخفوت متحكما في صوته حتى لا ينفجر في الضحك قائلا بمكر


= معلوماتك عن الوقـ.ـاحـ.ـة وقلة الأدب خاطئة تماماً يا حبيتي.. وايضا كيف سابدا الوقـ.ـاحـ.ـة معكٍ وانتٍ مازلتٍ تناديني السيد ادم 


نظرت له بطرف عينها بعبوس فضغطت شـ.ـفتيها بقلق حقيقية بينما تنهد آدم بحرارة قائلا ببؤس يهز رأسه بعدم رضا 


= ساكون رجل نبيل اوعدك بذلك.. صدقني لم ايذئكٍ اليزابيث 


وفي تلك اللحظة هو أقترب و تمادى وهو يمد يـ.ـديه تحت ركـ.ـبتيها وظهرها ليحملها بخفة بنفسه صاعدا غرفته ثم وضعها لتنام على السرير وهي لا تحرك ساكنة.. واتسعت عيناها بصدمه عندما رأته يعود هو للأريكة لترتاح هي حينها ! نظر لها وهو يبتسم بسعادة تمس قلبها قبل قلبه بينما هي كانت صمتت للحظة ووجهها اشتعل فجأة تحت نظراته فتعجب مدركا أن أفكارها مخجلة في هذه اللحظة .. على الأقل بالنسبة لها لكنه حقا لم يرغب فى أن يضايقها، ثم أردف بصوتٍ أجش


= عمت مساءك يا اليزابيث


نظرت له من بين رموشها السوداء بابتسامة خجولة ثم قالت بعفوية


= هل سترحل حقا، ولم تنام في فراشك اليوم ؟ 


ارتسمت بسمة على شـ.ـفتيه وهو يومأ مؤكدا على كلامه 


= نعم.. قلت اننا اريـ.ـدك في فراشي وعنيت ذلك وهذا يكفي بالنسبه الي.. سانام بنفس الغرفه لكن على الأريكة . 


ومن بعدها سقطت في نومٍ مُعذب بعمق ولم تشعر بمن حولها أو كانت تحاول تتهرب بالنوم وتتغاضى عن فكره بانها تنام في غرفه واحده معه وفوق فراشه .. 


عقد آدم حاجبيه وهو ينهض عندما رآها تتملل بالـ.ـفراش بخمول وتفرد ذراعـ.ـيها بكسل، ليجلس آدم جانبها في تلك اللحظة وهي يراقبها بأعين لامعه ثم فتحت عينيها بنوم وجذب يـ.ـداها له برفق وهما مازالوا على الفـ.ـراش معًا... ثم بدأ يربت على يـ.ـداها وهو يردد بنبرة ناعمة


= اليزابيث هيا أستيقظي حبيبتي


ابتسمت اليزابيث وظهرت أسنانها البيضاء في تعتقد أنها تحلم بينما خفق قلبه ليعود وينبض بعدها بشكل جنوني.. وهو الاخر كان مأخوذ بسحر تلك اللحظة.. فاقترب ولم يتمالك نفسه فاقترب منها يفاجئهـا بـ.ـقـ.ـبلة هدمت ذهولها بما هي فية لتفيق في تلك اللحظة.. بينما هو قبلة رقيقة هادئـة تحولت لقـ.ـبلات متتالية تأكل شـ.ـفتاها حرفيا.. ابتعد عنها بعد دقائق بينما هي إتسعت حدقتـاها بصدمه لتنظر حولها بتوتر، لينظر آدم لها بحنان ثم فتح فمه يرد بنبرة بسيطة بالرغم من ارتفاع حرارته وتجاوبا بجـ.ـسده التي أتتٍ باشتياق لكنه رحمها وقال ببساطة وكأن الأمر عادي يعبر دون خجل 


= يا الهي ضحكتكٍ خلابة ولم استطيع السيطره على نفسي عندما رايتها..


كانت في تلك اللحظة لا يجد في وجهها مكان أكثر لإندفاع الدماء من كثرة الخجل.. ثم شبح ابتسامة ظهرت على جانب فـ.ـمه وهو يسبل أهدابه ثم نظر لها قائلا بصوت رخيم واثق


= أنا أسف عما صـ.ـدر مني لكنني لم استطيع السيطرة على نفسي عندما رأيتكٍ هكذا !! وايضا لأنني لم اراكٍ تضحكي من قبل..


اعتدلت اليزابيث في جلستها قائله بارتباك 


= كم الساعه.. هل نمت كل ذلك الوقت


صمت لينهض وهو يهز رأسه ببطيء متنهدا ويردف


= لا عليكٍ لم يحدث شيء هيا انهضي واستحمي.. وانا سانتظرك بالاسفل 


❈-❈-❈

###

هبطت اليزابيث الدرج بخطوات بسيطة بعد أن اغتسلت في غرفتها القديمة و ارتدت فستان بسيط من اللون الاخضر الفاتح، لتسير تبحث عن ادم لتجده داخل المطبخ نظرت له بتعجب وهو يتحرك برشاقة يفترش الأطباق أعلي طاوله الطعام بالمطبخ ثم تحرك ليغلق النار على البيض وأخذ طبق المربى ايضا ليضعهم فوق الطاوله.. لتفهم بأنه قد حضر الفطور اليوم بنفسه لها.. تنهدت اليزابيث بعمق شديد لتفكر ما فعلته بالامس صحيح ام خطا؟ هل بالفعل ستختار الوجود معه؟ أم ستعود يوما لبلادها.. فكل شئ بدأ ينشأ بينهما إلا بصدفة غريبة.. غريبة جدا من بدايه ما يتعلق بلقائهما إلي الآن .. 


ثم التفت آدم برأسه ليراها وابتسم بخفه وأشار إليها بان تجلس معه يتناولون الطعام.. هزت راسها له بالايجابي بابتسامة متوتره واقتربت حتي تجلس أمامه وهي تشعر بإحراج وإرتباك عندما سحب إليها الكرسي في حركه كرجل نبيل لتجلس وهو الآخر جلس! ثم بدا باهتمام بان يضع اليها الطعام في طبقها وهي تنظر إليه بابتسامةً خفيفه وهي لا تنكر داخلها بانها بدأ أن يسعدها هذا الاهتمام نوعاً ما.. بل في الحقيقه يسعدها جدا .


أفاقت من شردها علي صوته وهو يقول مبتسم


= اتصل بي زين منذ فترة وقال إنه لم ياتي الليلة أيضًا بسبب سوء الأحوال الجوية في الخارج .. في الحقيقة أنا سعيد بهذه الأخبار لأننا سنكون وحدنا اليوم أيضًا؟ وهذا اليوم بالذات لانه سيكون مميز فهو أول موعد لنا في علاقـ.ـتنا؟


عقدت حاجبيها وهي ترفع نظراتها له وقد تبدد خجلها قليلا وقالت بعدم فهم


= مهلا ماذا قولت؟ اي موعد هل سنخرج 


ازداد شبح الابتسامة فتتحول لابتسامة صغيرة وزفر بحرارة مرددا بصوت أجش


= كنت احبذ هذا كثيرا ، لكن لم يكن من المفيد لنا الخروج في هذا الجو ، لأن اليوم ستمطر أيضا .. هكذا قالوا في نشرة الأخبار اليوم؟ لكن لا تقلقي ، سوف أعوضك .. ماذا لو نجعل أول موعد لنا هنا في المنزل؟


فغرت فاهها ورمشت بعينيها عدة مرات ثم استجلبت الأحرف لتقول بتعجب


= كيف ؟. 


اقترب منها و وضع قطعت التوست بالمربي أمام شفتيها لتضطر اليزابيث بفتح بفـ.ـمها بإحراج لتاكلها ثم ابعد يده وهو يقول بحماس شديد


= استمعي إلى خطتي إذًا ستعجبك كثيرًا.. أولاً يجب ان احضر لكٍ فستان سهرة أحمر يناسبك ثم نجهز عشاء فخمًا علي شموع معطرة وسوف نحمل الطعام إلي الخارج امام المنزل على طاولة مزينة وكرسيين... وعند الساعه 7:00 سنجتمع احنا الاثنين بالخارج.. انتٍ بالفستان الاحمر ..وانا بالبدله السوداء .


ابتسمت باتساع و وضعت شعرها خلف اذ نها بخجل فهل تستطيع الرفض أو الاعتراض فقد وقعت إليه بالاخير وانتهي.. وعندما طال صمتها ليقول بسرعة


= حسنًا اتفقنا ، لا أريد أي أعذار. هذه الليلة ستكون خاصة ومليئة بالكشف عن الأسرار أيضًا يا حبيبتي؟


عقدت حاجبيها بإرتباك عند كلمته تلك "حبيبتي" التي مزالت لن تتعود عليها حتي الآن لذلك لم تجيب.. لطالما نجح في إرباكها وخجلها دائما .





تابع قراءة الفصل