رواية جديدة وصمة عار لخديجة السيد - الفصل 27 - 3
قراءة رواية وصمة عار كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية وصحة عار
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل السابع والعشرون
الجزء الثالث
❈-❈-❈
دقت الساعه السابع تماماً! وقد انتهي آدم من ارتدي البدله السواد وتحضير الطعام وكان ينتظر اليزابيث في الاسفل بجانب الطاوله المزينة.. أما في الأعلى فكانت اليزابيث تجلس أمام منضدة الزينة بينما تمسك بقلم من الحمرة القانية اللون كلون الفستان وتمر على شـ.ـفتيها بحرص وتركيز مضيقة عينيها مرة بعد مرة.. مبرزة حجم شـ.ـفتيها المنتفختين بطبيعية ثم تمعنت بملامحها من جديد وشعرها بانبهار لكنها للحظات تطلعت في نفسها بتوتر وهي تقول
= يا إلهي أشعر أنني بالغت كثيرا.. لقد أصبحت كأميرات ديزني فلست ذاهبة لعرس أنا .
لتمسك المنديل الابيض حتي تخفف المكياج لكنها شهقت بفزع فجاه لتنهض بسرعة للخارج بلهفه
= يا حمقاء.. قد تخطط الساعه السابع.. ادم ينتظرني في الاسفل .
التفت آدم لیری اليزابيث المتأخرة و التي تضايق من تأخرها قبل ان يراها لكن عندما رآها كان قد تصنم من جمالها؟ فكانت حقا رائعة بشعرها الاسود المفرود وعيونها الزرقاء و لون بشرتها الورديه و شـ.ـفتيها الممتلئة و جـ.ـسدها المثالي الذي يظهر قوامها المشوق بذلك الفستان الاحمر الناري.. و عاد بالنظر لعيناها يشعر بأنه ينجذب إلي هاتين العينين عيونها الجميلة جداً كأنها ملاك و لم تـ.ـثيره امرأة بهذه السرعة.. يا الهي قد تعب وهو يتفحص إياها فقط.. نعم تعب جدا من شدة الإحتراق .. ! استفاق آدم على صوتها الرقيق
= اعتذر عن التاخير
لم يتحدث لكنه فتح ذراعيه الاثنين معاً! مما جعلها تستغرب وهتفت اليزابيث باستفسار ناظراً لـ..ـذراعـ.ـيه
= لماذا تفرد ذراعـ.ـيك هكذا؟
ليمحى ابتسامتةً آدم مجيباً بحرج
=اعتقدت انكٍ ستـ.ـعانقيني..
صمت احاط بكلاهما يتبادلان النظرات الشاردة فيما بينهما بغباء ليتحمحم بعدها آدم معيداً ذراعيه خلف ظهره ليتحدث برزانة
=حسناً انسي الامر اليزابيث.. هيا اجلسي لناكل
اختلست اليزابيث النظر له بطرف عينيه وقد ابتسمت بخفة لتجد خجل آدم ظريفاً وقد اطالت النظر بوجهه لاتصدق حقاً ان هذا الشخص الذي ظنت في البدايه عندما كان يأتي إلي منزل شويكار، انه حقير وشرير لكن اكتشفت بعد ذلك ليس سوى بشخص عانى مثلها تماماً لرغـ.ـبته بالدفاع عن معاناته.
سحبها معه ودخلوا لمكان أشبه بشرفة واسعة تطل على حديقة صغيرة مزينة بالورود التي كانت تزرعها والأضواء الدافئة ..وفي المنتصف طاولة مزينة ببعض الورد.. وأجلسها وجلس هو مقابلا لها ينظر لها بعينيه اللامعتين بصمت و كان في غاية الرومانسية كما إنها لم يحدث لها مفاجأة كتلك يوما .. بل لم تتخيل أن تعيش يوما ما تعيشه اللحظة..حمحم آدم وهو يقول وكأنه يحاول إيجاد كلام مناسب لهذه الاجواء
= ربما تري الأمر تقليدي جدا .. لكني بصراحة لم أقم يوما بعمل شيء رومانسي لذا.. قلدت كما الأفلام
ابتسمت اليزابيث بخفه وقالت وهي تنظر إلى الأجواء الرائع من حولهما
= ليس هناك مشكله في تقليد الامر.. فانا ايضا لم اعيش هذه اللحظه مع اي شخص لذا اشعر بالسعاده قليلا
ابتسم بسعاده على حديثها وللاحظه جاء في عقله الشخص الذي اذاها واوصلها الى هنا فهي قالت له انها كانت تحبة لذلك وثقت فيه وجاءت معه؟ وفكر بان يسالها هل كان نيكولا يفعل معها مثل ذلك لكنه تراجع عن الفكره بسرعه حتى لا يفسد الاجواء بينهما.. ثم
رفعت اليزابيث عينيها لآدم بدهشة وما أن رأت الأطباق أمامهما فقالت باستنكار واستغراب
= ما هذا.. هل تركت كل الطعام بالعالم حتى تطعمني السمك ليلا .. كيف سانزع الأشواك لك بملابسي هذه اذا.. الم تلاحظ بانك تتدلل في هذا الموضوع كثيرا أستاذ آدم
قالتها بغيظ كلماتها الاخيره بينما ضحك آدم بخفوت وهو يتذمر باصتناع
= واذا تدللت إذن..فلما يضايقك الموضوع؟ اليس انتٍ حبيبتي ويجب ان تريحيني وتفعلي الاشياء التي احبها
رفعت حاجبها متهكما وهي تقول مبتسمه
= معني ذلك أنك فعلت السمك مخصوص اليوم لاجل ذلك.. حتى ادلك إذا.. حسنا دعني أمـ.ـارس هوايتي المفضلة منذ أن عرفتك
ثم أمسكت بالسمك تنزع عنه أشواكه فضحك آدم و هو يتابعها بعينين لامعتين بشغف وعندما انتهت تفاجأت بة مد يده لفـ.ـمها ففتحته مباشرة تستقبل الطعام من بين يديه.. وبعد فتره انتهوا من التناول الطعام ليمسح ادم يده جيد وهو يقول لها
= هل يمكن ان تعطيني شرف الرقص معي.. رقصه واحده ارجوكٍ لا ترفضي
نظرت له لتحرك رأسها بأجل و وضعت گفها بين گفاه لاجل ان تقوم ،سحبها نحوه واضع يـ.ـداه حول كـ.ـتفها و يـ.ـداه طوقت خـ.ـصرها، لتعقد اليزابيث حاجبيها ناظرة له بدهشة وهتفت باستنكار
= هل سنرقص دون موسيقى ؟
نظر آدم إليها قال وهو يرفع حاجب باستمتاع
= لما الا تسمعيها ؟
نظرت له باستغراب ليقربها نحوه اكثر أستندت برأسها على صـ.ـدره وتحركوا يسار ويمين برقصه ليقول بصوت هادئ
= الا تكفيك كل تلك الموسيقى ضربات قلبي وقلبك؟ وصوت المطر؟ مع انـ.ـفاسنا وتحركات جـ.ـسدنا؟ وصوت الحطب يحترق؟
تحولت يـ.ـداه لتنقل على وجنتيها طابع قـ.ـبله برقه تاركها ترتجف بين يـ.ـداه مثل ورقه خریف وحیده تنتظر الرياح لتسقط ! بينما دفـ.ـن رأسه استقر على شعرها يستنشق رائحة، لا تعلم مالذي يحدث لها تبدوا وكأنها ترتاح من هذا القرب !
لكن هذا الذي يحدث بينما يـ.ـرعبها أكثر! فهي لم تشعر بهذا الشعور من قبل؟ لا تعلمة ولكنه غريب! إبتلعت ريقها بتوتر لينظر هو الي وجهها الاحمر القاتم مع شـ.ـفتاها التي تعض عليها بتوتر حاول كبح نفسه عنها و لكنه لم يتحمل ليقرب رأسه بلحظة كان يلف يـ.ـداه حول خـ.ـصرها يجذبها بحدة حتي اصطدمت به و التقط هو شـ.ـفتيها علي الفور حين اقتربت ليـ.ـقبلها بقوة و هو لم يعد يطيق صبراً لاصطناع ذلك الرجل الهادئ كان مقيدها تماماً يمنعها من التحرك أو الاعتراض لا يريدها ان تبعده عنها الآن .. ولكنها ابتعدت عنه وهي تلهث وذهلت فنظرت إليه لتجده يحدق بها بنظرات هائمة مما جعلها تزدرد ريقها وقالت بصوت كاد ان يختفي
=يكفي.. دعني من فضلك
ابتعد عنها بعد ان شعر أنه تمادي كثيراً اليوم ابتعد عنها و هو يلهث فقال بصوت آجش
= شششش لا تفسدي هذه اللحظة.
ثم ابعد يده اليمنى عن خـ.ـاصرتها ورفعها نحو وجهها فاغمضت عيناها بشدة عندما لمس خدها وقالت بنبرة توسل
= ارجوك آدم لا تفعل ذلك تخجلني بشده.. دعني...
نظر لها ليقربها منه كثيراً حتى شـ.ـفاهما ان تـ.ـتلامس ولكنه لم يـ.ـقـ.ـبلها بل قال بهمس
= اعتقد بأنني فقدت عقلي بسببك.
كادت أن تتحدث وهي تجز على أسنانها منه أو منها لا تعلم، فقاطعها عندما لمس خدها الاخر بـ.ـيده اليسرى واردف قائلاً بهمس
=الا تستطيعين التزام الصمت قليلاً ؟ حسنا اهدئي ساترك تعالي هنا نجلس افضل !
ليرفع يدها ليمـ.ـسكها وناولته اليزابيث يـ.ـدها مباشرة ودون تفكير وكما تلك الليلة منذ اشهر سلمته كفها وهي تشعر بطمأنينة نحوه وكأنه درع حمايتها..فشابك آدم كفيهما معا, ثم داعب خصلات شعرها باطراف انامله بنعومة
= شعرك هذا يـ.ـثير عجبي ،ما لونه ياترى؟ لاهو بالاسود ولاهو بالاحمر ؟ لمَ انتٍ مختلفه في كل شي ، حتى في لون شعرك !!
نظرت له وهي صامتة والبسمة الخجولة على وجهها بينما قال هو بمرح بعد طيلة صمتها
= حسنا جاء وقت كشف الاسرار ما رايك بان نتحدث عن حياتنا من قبل.. قبل ان نتقابل
عقدت اليزابيث حاجبيها ناظرة له بدهشة وهتفت ببساطة
= ليس هناك مشكله لكن انتٍ اصبحت تعرف كل شيء عني تقريبا وليس هناك جديد في حياتي..
هز ادم رأسه ليتحدث كانه يعكس افكاره متنهدا
= ممم معنى ذلك اذن انا الذي ساتحدث اليوم.. اليزابيث هل الطفوله التي عشتيها تتنمي لأطفالك أن يعيشوها في المستقبل؟
شردت لحظة ثم همست بصوت مبحوح
= طفولتي كانت جيده بالنسبة لي.. بل بالعكس جيده جدا لكن ما انا اعيش الان عندما نضجت هو الذي لا اريد ان يعيشوا احد مكاني مهما كان..حتي لو كان أكبر عدو لي .. لكن اكره واشمئز بما صار وحدث عندما كبرت .
صمت قليلًا، ثم نظر في أعينها بحب وقال بصدق
= اليزابيث أنا فخور بكٍ.. و ماضيكي هذا حتى بعد ما سمعت ما زادني إلا عشقا بكٍ.. بما أصبحت عليه الآن ..أنا أحبك و كثيرا ... لا يهمني ما كنتي عليه .
سقطت دموعها الحارقه، ثم رفعت رأسها واخذت نفساً عميقاً ومسحت دموعها، ثم نظرت للفراغ قليلاً
= اتمنى ان يروني الجميع هكذا مثلك
فرفع نظرات لم تكن موجهة لها وإنما في ماضٍ شرد فيه بعينيه وقال بصوت خافت وكأنه قادم من البعيد
= سمعت مرة جدتي تقول ان استطعت يوما ان ترفع راسك للسماء دون سعود حال ان تخجل فمعناها انك لم تخطى او انك خطئت وعفى الله عنك بتوبتك..اما ان كنت تخجل ان ترفع رأسك للسماء يوما فاعلم انك مخطى بحق الرب ونادم ويجب ان تفعل المستحيل ليغفر اخطائك
ثم داني منها ليرتب شعرها وهو يقول
= رعاكٍ الرب اينما كنتٍ وحفظك من ابليس وجنوده ! لا تهتمي الى مغفره البشر اهتمي الى مغفره الرب فقط.
أخفضت رأسها بخجل وابتسمت ابتسامه حلوة وراحه من حديثه لتقول بخفوت
= اخبرني لماذا لا تشعرني بعدم الراحه حيال نفسك
إبتلع ريقه ووجهه يشحب متوقع القادم من الحديث الأسوأ بينما هو قائلا
= لن اكذب عليكٍ لكن لا يمكنني اخبارك بكل شيء، دفعه واحده.. كلنا نملك اسرار لا نريد مشاركتها
توترت من كلامه فتوتر هو تلقائيا لكنها سحبت نفسا طويلا حتى لا يتراجع وقالت
=حسنا اذا كنت لا تريد ان تحكي ليس هناك مشكله وانا لم اصر.. لكن اذا كنت تريد ان تحكي ساسمعك وكل اذان صاغيه بينما ساساندك ايضا .
صمت آدم قليلا و لم يتمالك نفسه إلا أن يتحدث ببطيء متوجس ومن قلبه المقبوض بخوف من المجهول
= أحتاج للحديث معكٍ بالفعل اليزابيث في هذا الأمر وإنهاؤه .. فإن أخفيت الأمر بداخلي لن أتوقف عن سؤال نفسي عن رد فعلك إن علمتِ .. ولن أتوقف عن لوم نفسي مرارا أني لم أخبرك من البداية.. لكن ارجوك اسمعيني الى الاخر قبل ان تعلقي بأي شيء
هزت راسها بطاعه وهدوء ثم زفر آدم نفسا ثقيلا مغمض عينيه للحظة ثم فتحهما يقول
= يجب ان تعرفي الذي حدث قبل سنوات وما هو إثمي وذنبي الذي أحمله.. قبل سنوات عندما كنت في عمر التاسعة، ابي تخلى عني انا وامي لأجل سيده تعرف عليها أخري كانت ثريه لذلك ابي تركنا وذهب اليها بعد ان باع المنزل وطلق امي!! وبعدها اصبحنا انا وامي بمفردنا في الشارع بلا مأوى وكنا أحيانا نبات في الشارع و ننام على الرصيف في الشوارع ونحن خائفين بشده من الناس.. مرت ايام هكذا و امي كانت باعت كل ما تملكه لأجل طعامنا حتى انتهت ولم تعد تملك اي شيء تبيعه.. لناكلوا حتى لا نموت من الجوع !
صمت للحظات بينما اليزابيث كانت تبتلع طعم الظلم المُر الذي يشعرون بة الاثنين وهي صامتة تسمعه تتحامل على نفسها حتى لا تبكي بينما هو يكمل مالت شـ.ـفتيه بإبتسامة صغيرة حزينة وهو يقول
= وكنا لا نملك عائله ولا اي شخص يساعدنا.. لذلك اضطرت امي بان تفعل افظع وأقبح شيء في الدنيا..وهو أنها.. لقد باعت نفسها لرجال حقيرين يركضون وراء شـ.ـهوتهم .. وظلت تفعل ذلك لفترة طويلة حتى أخذها رجل ليحتلها معه في نفس العمل.. و وفر لها بيتًا للإيجار حتى يحضر الزبائن إليها.. وللأسف كنت أرى كل ذلك وأشهده بنفسي وأنا صغير .. لذا بدأت أكره طفولتي ولا أريد أن يعيشها أحد
لم تتفاجأ اليزابيث بالطبع فهي قد استمعت إلى ذلك الحديث من الخسيس زين الذي كشف سر صديقه لها ببساطه، لكنها صمتت حتي يتحدث آدم ويخرج ما داخله لعله يرتاح.. لكنها للحظه فكرت بأن يجب ان تخبرة بأنه لم يعد يثق بزين مطلقاً.. فهو أصبح مريب لها وخطر إليه؟؟ ليصمت آدم وكأنه يرتب كلامه ثم أردف بهدوء ناظرا إلي اليزابيث بترقب
= كبرت ولكن ظليت اشعر بهذا الذنب لان أمي ضحيت وفعلت كل ذلك لاجلي وكانت تعاني كثيرا.. حتى احيانا كان يضربوها تلك الرجال.. لكنني كنت صغير جدا ولم استطيع ان اساعدها، وماتت امي وصرت وحيد لكن لم انسى ما عشته، وعندما قبلتك شعرت وكأنكٍ هي بالضبط.. رأيت نفس ملامح امي الحزينه لذلك كنت في البدايه اصر بأن اساعدك واخرجك من هذا المستنقع.. لكن حدث كل ذلك في البدايه صدقيني اما الان انا احبك بالفعل اليزابيث
أغمضت اليزابيث عينيها تشعر بألم ..حسنا لقد أخبرها زين صحيح سابقا أنه والدته كانت تعمل فتاة ليلة بالفعل .. ولذلك هو أنقذها.. لمَ الألم الآن! ربما لأنه كان يتحدث عن معاناته بذلك الوجع.. تماسكت وأبعدت ألمها عنها بعد لحظات تشعر به يحتاجها أكثر اللحظة قوية لا ضعيفة.. ثم نظر لها آدم كأنه يبحث عن حقيقة مشاعرها وعندما لاحظ صمتها للحظات فأردف بلهفه شديدة
= اليزابيث اعتذر إذا تماديت في حديثي ونسيت نفسي.. كأن يجب أن أنتبه إلي كلامي حتي لا أذكرك بما صار معك انتٍ الأخري.. لكن أنا لم أقصد إساءة أو أن أجرحك عندما قلت ذلك بلا وعي مني، كيفما كان لقائنا لن يختلف شيئا، لذا اجعلي من نفسك و كرامتك خطا أحمر لا يمكن تجاوزه وكوني صلبة معتزة بنفسك أمامي كما سبق ورايتك اول مره في حياتي.. أنا أكره أن اراكٍ ضعيفه أو مكسوره
ارتجفت شـ.ـفتاها شعرت أن يحمل نفسه الذنب لم يخفي ألمة لتـ.ـمسك بـ.ـيده وهي تقول
= ولكنك لم تخطئ خطئا فـ.ـادحا.. وأنا.. اعلم ماذا تقصد بالضبط لا تحتاج لشرح ذلك
مجددا أخذ نفسا عميقا يحمل نفسه على الصبر وهو يقول
= أنا أحبك يا اليزابيث.. لذا لا تتخلي عن رفعتك وعزة نفسك، ولا تقبلي على نفسك أي شيء يكسرك أو يهينك.. ودعينا نتوقف عند هذا الحد في الحديث اليوم.. لكني أريد أن أعرف شيئًا. هل تغيرت آرائك عني بعد أن تعرفتي علي ماضية؟
استقبلت الصمت للحظات من جهتها ثم قالت بعدها بجدية
= بالتاكيد لا لم احاسبك على شيء ليس لك ذنب في
حـ.ـاوط آدم وجهها بين يده بحنان وقال بصوت مسموع بألم
=آه اليزابيث حتي وانا الآن جالس بجانبك، واتكلم معكٍ، أشعر بالخوف من التفكير في المستقبل، لأنني في المستقبل سوف أجد الوحدة مرة أخرى.. اذا كنت موجوداً بدونكٍ فاذا سيكون الامر بلا فائده اليزابيث.. وليست واثق بما انا في الآن
نظرت لرموشه الكثيفه البنية وعينيه المحمرة بعذاب وقالت بصدق وصرامة
= من الافضل ان تكون واثق لانني اريدك ايضا !.
رفعت عينيها البراقتين وشاهدته ينظر اليها بسحر وكأنه لا يصدق! فرفعت اليزابيث يديها تتـ.ـمسك بـ.ـيديه بقوة وكأنها تحاول أن تخرجه مما يسقط فيه.. اتسعت عينا آدم باتساع وقال بصوت مرتجف
= يا الهي. لقد اكدت لي انك.. اوه اليزابيث اخيرا .. قلتيها لي مباشره انك تريديني
ابتسمت له وبينما كانت تحاول ان تشرح له بصعوبة فقالت بهدوء رغم شحوبها
= آه آدم هذا لآنه.. لم اكن اعي تماماً انك تحبني أيضا مثل ما انا احبك.. وكنت اقاوم منذ البداية هذا الحب الذي كنت ارفض الاعتراف بي.. لأني اخاف ايضا من المستقبل وأن أشعر بالانكسار والصدمه مره ثانيه
هز ادم رأسه بتفهم وصمت يبتلع ريقه وهو ينظر للبعيد بنظرات مشتتة من تتابع ذكرياته المُرة.. بينما كانت هي تسمع عويل الرياح في اوراق شجرة جوز الهند التي كانت تحميهم من الأجواء.. لينظر ادم إلي الأجود بالخارج وتنهد بصوت سمعته وهو يرفع وجهه مغمضا عينيه بينما يدلك من مـ.ـؤخرة رقـ.ـبته
= بدأ الجو يسوء ، هيا .. لنذهب للنوم في غرفتي مثل ليلة أمس وعلى سـ.ـريري ، لكن هذه المرة نحن الاثنين معًا .. ولا تخافي مني ، لأنني لم أفعل شئ ولم أتجاوز حدودي معكٍ ولا المـ.ـسك بدون موافقتك الأولى والأخيرة .. حسنًا ، هل تثق بي... أعني إذا كانت نيتي سيئة للغاية فكنت اقتربت منك الليلة الماضية
تنهدت بحب وهي تهز رأسها بالموافقه.. بينما رفع نظراته لها يلوح بهما التردد وقال لها
= أنا أحبك جدا اليزابيث.. وانتٍ ماذا ؟
ابتسمت تعرف ما يفكر به فقالت وهي تتدقق بملامحه
= وأنا أيضا أحبك حبيبي .. ومنقذ حياتي مرارا وتكرارا .
انفرجت شـ.ـفتيه في ابتسامة صغيرة فبدى في عينيها كأنه طفل تائه يبحث عن حـ..ـضن امة.. وهي لهف قلبها علية .
❈-❈-❈
بعد أيام فتح زين باب المنزل.. ليدلف بخطوات بسيطة بتعب شديد و إرهاق من الطريق لساعات طويله واحوال الطقس الصعبة الذي بسببها تاخر عن العوده! عقد حاجبيه باستغراب للحظه عندما وجد بأن المنزل هادئ علي غير العادة! ليفكر هل الجميع ما زال نائم حتى الان؟
بينما هز رأسه بعدم اهتمام و وضع الحقيبه بالارض من اعلى كـ..ـتفه ليصعد السلالم حتى يذهب الى غرفته ويرتاح! لكن توقف لحظه امام غرفه ادم ليفكر بان يدلف يقظة ليرحل للعمل قبل أن يذهب هو للنوم و امـ.ـسك مقبض الباب ليفتح..
لكن ما أن فتح زين الباب تجمد مكانه بعدم استيعاب وشعر بألم بقلبة وهو يرى اليزابيث نائمة في أحـ.ـضان آدم وبغرفته؟؟ رمش عيونه عده مرات من الحقد و الغيظ وهو ينظر لهما بينما ادم يضمها بتملك بأحـ.ـضانة كـ طيور الحب !!
لكن أي حب، وهل أمثالها يعرفون الحب ؟! لا يصدق كيف حدث ذلك ومتى؟ بالتاكيد استغلت هذه الحقيره عدم وجوده بالمنزل لتقترب من آدم لكنه من الواضح بان الاخر رحب بذلك دون اعتراض! نظر مره ثانيه بطرف عينيه وقلبة يحترق من الغيرة تنهشه نهش ..
ثم ألتفت ليرحل زين إلي غرفته بوهن وابتسم بسخرية مريرة مُفكرا وهل هي تحبه أصلا !! وطالما وصل الى هنا واصبحت في احـ.ـضان فوق فـ.ـراشه! يعني أنهما قضوا بعض الأوقات المـ.ـمتعة وهو بالخارج.. لم يكذب حين قال عنها عـ.ـاهره و ستظل عـ.ـاهره !! فكيف يكون ما بينهما حبا ! هذه عــلاقه عابرة بالتاكيد
هي الفتاة الوحيدة هنا و ادم وحيد أيضا ! بالتاكيد استغلت غيابه لتقترب منه بكل سهوله؟ ومن يعلم اكيد كانت تتسلل له ليلا لقضاء وقت مميز تحت مسمى ..الحب المتبادل !! إنها فتاة حقيرة و عـ.ـاهره .. وهذا عملها بالاساس قبل ان تكون هنا؟ فما يتوقع منها؟ فلمَ يكن الأمر صعب عليها لاتستمتع معه وهو أيضا لبعض الوقت !!
اغمض عينيه بألم شديد وشرارة تخيف من يلحظها ظهرت في عينيه من اندلاع نيران جحيمه الداخلية و ما شاهده يطارد عقلة؟ حتى تزداد وتزداد ويغذيه وقود القهر .. تكاد دموع الكرة تطفر منه فتفضح روحه المحترقة و يفضح إمرة بانه قد وقع في حب تلك المخادعه وأحبها!! نعم احب اليزابيث! وهي في نفس اللحظه كانت تـ.ـحوم حول آدم .. لعينة لا تستحق الموت حتي .
يتبع.
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد من رواية وصمة عار، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية