-->

رواية جديدة وصمة عار لخديجة السيد - الفصل 34 - 1

 قراءة رواية وصمة عار كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية وصحة عار
 رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات 
الكاتبة خديجة السيد



الفصل الرابع والثلاثون
الجزء الأول


في ذات الوقت...

بداخل منزل أدم، انتفض هو مستيقظاً و هو يشهق بلهاث حاد كما لو كان يخـ.ـتنق وهو يصـ.ـرخ باسم إليزابيث و يتلفت حوله باعين يملئها الخوف والقلق.... فقد انتابه كابوس سئ عنها جعله يشعر كما لو كان يخـ.ـتنق... لكنه تنهد ادم بيأس وحزن وظل ينظر إلى الغرفه و النوافذ المعتمة فقد كانت تبدو كما لو كان لا يقطن بها احد يسيطر عليها نوع من الوحـ.ـشة و الاكتئاب.. مسح آدم وجهه من العرق بظهر
يـ ـديه قبل ان ينهض و ارتمي علي الاريكة وهو يفرك وجهه بحدة متنفساً بعمق بينما ضـ.ـربات قلبه تتعاصف بداخله شاعراً بالغضب من نفسه...و من مشاعره التي اصبحت تلاحقه و تـ.ـعذبه.. والندم والحسرة يقتلوا..

فقد كان لا يكف عن التفكير بها حتي اثناء نومه يحلم بها، لا يعلم اين ذهبت حتى الآن؟ ولا يعرف إلي أين يبحث عنها غير هنا ؟ فهو فكر بالتأكيد بانها عادت الى عائلتها، لكن مع الاسف لا يعرف عنوانها ولم يسالها في يوما عنه.. زفر بعنف قبل ان ينهض و يتجه نحو الشرفه ليفتحها ويستنشق الهواء لعله يخفف الالم الذي بقلبه و الذي اصبح لا يطاق، ليهمس بصوت مختنق مرتجف 

= ارجعي إليه يا إليزابيث .. ارجعي إلي يا ملاكي ، ثم افعلي معي ما تريدي.. أنا آسف حقًا ، لكنك لا تعرفي المقارنة والوضع الذي وضعت فيه .. كان ضد إرادتي ، وكان يجب أن أفعل ذلك حتى تبقى على قيد الحياة.

أغمض عينيه بقوه وشحب وجه وهو ينتفض بذعر شاعراً بالدماء تكاد تغادر جـ.ـسده و عقله يصور له ابـ.ـشع السنياريوهات حولها الآن؟ فهو على يقين بانها الآن تواجه صعوبات في حياتها ، حتى ان عادت الى اهلها فكيف ستواجهم بعد ما حدث معها، ليصيح بانفعال وجنون

= آآه غبي.. أجل أنت غبي ولعين وتستحق ذلك وأكثر. كان يجب ان تسالها عن عنوانها علي الأقل ذاته مرة.. لكن ليتها تكون بين عائلتها الآن! افضل من ان تكون بمفردها .

فتح عينه عندما استمع الى رنات صوت هاتفة ولم يحتاج الى الذهاب إليه ليعرف من المتصل فبالتاكيد ليس غيره نيشان.. فهو لم يتوقف عن الاتصال به منذ أن ترك الزفاف ورحل للبحث عن إليزابيث! لكن بدأ يتجاهل اتصالاتة ولم يجيب عليه غير مره واحده فهو لم يعد ياتي الى هنا؟ ليتحدث معه مثل سابق خوفاً من ان ينفذ آدم تهديده؟ ويبلغ عنه كما هدده.. لكنة عندما اجاب على اتصاله في اول مره هتف حينها بقـ.ـسوة شديدة

= وإلا ماذا ستفعل بي؟ أن لم ارضخ للامر وانسى إليزابيث واظل مع لارا؟ هاه ماذا ستفعلون؟؟ فانتم تقريباً لم تتركوا الي شيء حتى تهددوني بي .. خسرت كل شيء بسببكم! ولم يعد هناك شيء مازلت احتفظ به حتى تهددني سيد نيشان .. لذا اياك ان تاتي الى هنا ولا تهددني مره ثانيه ، فهمت ؟؟؟ 

ثم تطلع امامه باعين شاردة بينما وجهه يرتسم عليه الحزن و الالم و هو لا يكف عن التفكير بها... فمنذ ذلك اليوم وهو لا يستطيع ان يعمل فعقله دائماً يعيد عليه جميع ما حدث ليحاول ايجادها ليعرف إلي أين ذهبت لكن كيف هذا... كيف ستعود اليه بعد ان تعرضت للخـ.ـيانه و شاهدتة بنفسها وهو يقوم بمثل هذا الفعل القـ.ـاسي...

لكن قلبه الضعيف الذي لا يزال يعشقها هو من حاول أنقذها حتى لو علي حساب نفسه لتكون بخير! حتى اذا كانت بعيد عنة.. وفعل ذلك حتى يجد مخرج لها وبعدها فكر أن يستعيدها بعد ان يشرح لها الامر بالكامل... لكنها رحلت ولم تعد.

زفر بحنق و هو يفرك وجهه بعصبية عندما بدأ يتذكر احداث ذلك اليوم الذي تـ.ـزوج في هذه اللعينة لارا؟ وخـ.ـضع إلي شقيقها انطون الحقير .

فلاش بالك..

دب القلق داخله فور ادراكه ما يدبر له ويريد استسلامه له.. لذا قاومه بشراسة برفض.. وصرخ آدم مقاطعاً اياه بعـ.ـنف و الخوف يدب بداخله بينما ينهض علي قدميه بترنح قليل من تعبة

= لن تستطيع ان تفعلها انت تكذب.. تريد ان تخفني حتى اوافق على طلبك، لكن لم يحدث ولم اتـ.ـزوج شقيقتك العـ.ـاهرة

زمجر انطون و هو يسب بقـ.ـسوة بينما حاول ضبط اعصابة قائلا بثقه

= القرار لك؟؟ وبعد نصف ساعه ستجد بنفسك هل امزح معك؟ أم اقول الحقيقه ؟؟ لكن تذكر بانك ستكون السبب الرئيسي في مـ.ـوتها ...! 

اغلق الهاتف بعدها بوجه دون ان ينتظر رد منه ليثير اعصابة.. ليسقط فوق الفراش شاعراً ان روحه انسحبت عن جـ.ـسده وعقله وقلبه توقفوا عن العمل... ليضع يـ.ـده بجبهته بخوف وهو يحاول آلاف المرات بالاتصال بها ولكن لا ترد.... ليهز رأسه بخوف وهو يتحرك كالمجنون والهاتف بيده يتصل بها...ليـ.ـصرخ بحرقة من داخل اعماق قلبه خوفا علي خسارة إليزابيث.... 

= اجـيـبـي إليزابيث.. اجـيبي يا إلهي .

ثم تحرك آدم بغضب وهو يخرج من المنزل قاصد الذهاب الى المتجر ليرى إليزابيث ويطمئن عليها وشررات النار تخرج من عينيه ناحية ذلك الحقير...

ليصعد بسرعة كبيرة السيارة ليقود بسرعة البرق و مزال يتصل بـ اليزابيث...ولكن لا يوجد رد ايضا، ليتجه إلي المتجر وهو يـ.ـضـ.ـرب يـ.ـده بمقود السيارة بغضب وخوف مرددا

= لمااااذاااا ياربي لماذااااا إليزابيث، انا لا اريد ان اخسرها مثل ما خـ.ـسرت امي و أبي.... ارجوك يا الله احميها لي .

ليوقف السيارة بدون غلقها وينزل بسرعة.... لكنه تنهد براحه كبيره عندما وجد اليزابيث ظاهره من خلف زجاج المتجر وهي تصنع الحلوى بتركيز .. ابتسم آدم بسعادة غامرة وتحرك ليرحل حتي لا يقلقها لكنه تجمد عندما وجد انطون يقف امامه !! ابتسم ببرود قائلا 

= جيد أنك وصلت حتي تودع حبيبتك.. قبل ان تـ.ـمـ.ـوت أمامك الأن ؟.

جز آدم علي أسنانه بعـ.ـنف واقترب منه.. ليـ.ـهجم آدم عليه ويـ.ـلكمه بقوة علي وجهه ليـ.ـصرخ انطون بوجع وكاد أن يقع علي الارض... لكنه أسند نفسه هاتف باستفزاز وعينيه تشع حقد 

= ما بك يا رجل غاضب هكذا.. لاني قلت الحقيقه التي ستحدث خلال دقائق من الان ؟ 

ليشير آدم بأصبعه على انطون باشمئزاز وهو واقفاً مكانه ملامحه محتقنه

= ضـ.ـربتك لانك تستحق ذلك ايها المـ.ـخنث الحقير.. هيا ارحل من هنا.. واذا اقتربت من إليزابيث صدقني انا الذي سـ.ـاقتلك بيـ.ـدي .

ليتغير وجه انطون 180 درجة وهو يرد بتهديد كبير

= اسمعني جيداً لانك الان لست بوضع يسمح لك ان تهددني! بداخل هذا متجر عـ.ـاهرتك خاصتك، و يوجد شخص من رجالي ينتظر مني مكالمه واحده كاشاره له حتى يستعد ويقتل حبيبتك دون مقدمات .. انظر بنفسك خلفك مره ثانيه ستتعرف عليه على الفور وانظر الى السـ.ـلاح الذي يخفيه خلف خـ.ـصره

لتتسع آدم عينيه بصدمة وهو يلتفت خلفه بخوف وتوتر ليراه بالفعل هناك شخص جالس بداخل المتجر ومسلح من الخـ.ـصر!!. ليستمع الى صوت انطون قائلا بتحذير قـ.ـاسٍ مباشر 

= ستذهب معي الان حتى تـ.ـتـ.ـزوج من لارا وانا جهزت كل شيء قبل اسبوعين .. وان لم تاتي سارفع هاتفي واجري اتصال في الحال الى ذلك الرجل الذي بالداخل ليـ..ـقتلها .. وصدقني اذا حاولت التلاعب معي فلم ينجح معك الامر.. لان الامر لا يتوقف على ذلك الرجل الذي بالداخل فقط؟ بل المكان كله محاط بجميع رجالي .

إبتلع آدم ريقه بتوتر وشعر بجـ.ـسده مرتعش من الخوف والعجز ولا يعرف ماذا يفعل و اي قرار يتخذ حتى يستطيع إنقاذ زوجـ.ـته؟ فقد فهم اللعبة كيف تدور حوله والي ماذا يريدون الوصول.. الى انفصالة عند إليزابيث وجرحها.. ليردد انطون ببرود كبير عندما طال صمته وهو يتأفأف ببجاحه

= هيا اجيب بسرعه ليست هناك وقت.. من ستختار مـ.ـوت حبيبتك؟ ام الـ.ـزو اج من شقيقتي؟ 

تـطـلع آدم إلي انـطون بكراهيه حقيقيه و بأشمئزاز وتفكيره بـ اليزابيث هو قلق عليها كثيراً خائف ان يؤذيها أحدهم حقا... فهو اسرع بـ.ـزواجهم بسبب مكالمته وتهديداتة المستمره له.. حتى يضمن بأنهم لم ينفصلوا عن بعض.. و لم يفكر بأن ذلك الحقير يخطط هكذا؟؟ لكن لا يعرف احدهم بانهم تـ.ـزوجوا وهذا جيد له..!! ثم بعد فترة نظر آدم مره ثانيه خلفه بحب كبير عليها يراقبها دون أن تراه شاعراً بحرقة بانه سوف يقسي عليها بشده ويؤلمها بـ.ـأبشع الطرق لكن مضطر لفعل ذلك حتى تنجي بحياتها.... 

ليجد نفسه بعد ذلك أمام سلسلة من التنازلات اللانهائية.. و الآخر أن يقـ.ـسى قلبه قليلا على عصفورته ليضع حياتهما على الطريق الأمان .. و رغـ.ـبة منه حقا فى إنقاذها و استقامة حياتها، لذا إختار الـ.ـزواج من لارا.. ورحل مع انطون وكأنه يعلن حالة الحداد على قلبة بـ.ـمـ.ـوته بعد ساعات و روح بها علة و تحتضر ..رغم أنة كان جامدا .. متخفيا بألمه .

نهاية الفلاش باك..

ليتحدث آدم بينه وبين نفسه فتألم قلبه قائلا بملامحة الشاحبة الفارغة مشتت ضائع

=كنت لا أستطيع إليزابيث .. لا يمكن أن أترك حياتك معلقة بهذا الشكل على قرار مني سيحدد مصير حياتك؟؟ لكن لن أنسى حبكِ وسأبقى على عهدكِ ما حييت .

❈-❈-❈

في منزل أركون، كان هو جالس فوق الأريكة بصمت و شرود بينما ضغط نيكولا علي يـ.ـده قائلاً بارتباك و توتر محاولاً استمالته و امـ.ـتصاص تفكير أركون

= العم أركون ، أقسم لك أني لا أعرف ابنة أختك ، ولم أرها من قبل ، ولا أعرف لماذا تصر على ذلك ، وأننا كنا على عـ.ـلاقة مع بعضنا من قبل ...

ضغط نيكولا علي فكيه بقوه وهو يحاول التماسك حتي لا تنفلت منه جمله ما في صـ.ـدره من كلمات قد تسير الشكوك حوله و تدمر عـ.ـلاقته بهذه العائله الي الابد، ويتركهم قبل ان يحصل على ابنته سافانا ويقبض ثمنها مثل ما كان يفعل مع إليزابيث وفتيات كثيرا غيرها ليكمل متردد بقلق عندما ظل أركون صامتاً وعلي وجهه ترتسم علامات الحزن والشرود 

= العم أركون لماذا لا تجيب، هل أنت غاضب مني؟ هل صدقت ما قالته بنت أخيك عني .. من فضلك تكلم ، وإذا كان لديك شكوك بي، بينك وبين نفسك .. حتى ولو قليلا .. أعدك بأنني سأذهب الآن ولن تراني مرة أخرى ، لأنني لم أقبل مثل هذه الإهانات.

اخذ أركون نفس عميق ثم تنحنح محاولاً تصفية صوته حتي لا يلاحظ الضيق الذي بداخله مرادفا 

= نيكولا ، هل يمكنك المغادرة الآن ، أرجوك عد مرة أخرى ، لأن عقلي اليوم مشغول ومشوش ، ولا يمكنني الرد أو حتى التفكير .. ولا تنزعج من حديث إليزابيث .. أعتذر عما فعلته.

تنهد نيكولا براحه نوعاً ما، ونهض وهو يقول بصوت يملئه الغضب والحسرة الزائفه بالتاكيد 

= حسنًا ، كما تريد ، لا يمكنني رفض طلب لك .. لكن من فضلك لا تفرق بيني وبين سافانا، أنت تعلم أننا نحب بعضنا البعض كثيرًا ولا يمكننا العيش بدون بعضنا البعض .. لذا من فضلك لا تضطهدني بدون دليل واحد وإثبات على حديث ابنة أختك هذه.. بالاذن.

رحل نيكولا بخطوات سريعة بينما رفع أركون عينه نحوه بضيق شديد وحيرة.. ثم نهض صاعدا الي غرفه ابنته التي عندما فتح والدها الباب تقدمت اليه بعصبية وبسخط

= لما رحل نيكولا؟ هل صدقت يا ابي حديث هذه الحمقاء .

هز رأسه بوجه مختنق وقبل أن يتحدث هتف بنبرة ذات مغزي هو يتطلع بحدة بالغرفه بلهفه وقلق

= أين إليزابيث؟ لما ليست بالغرفه معكٍ .

لوت سافانا شـ.ـفتيها بسخرية قائلة بنبرة غليظة حادة يتخللها التهكم

= وهل تسالني انا؟ اسال بنت اخيك المصونة اين ذهبت هذه المره.. واذا عادت يا تري ما هي المصائب التي ستجلبها معها أيضا .. أنا لا أعلم إلي اين ذهبت وليست موجوده بالمنزل باكمله .

تصلب وجه أركون فور سماعه كلماتها وانتفض يتحرك للخارج ليبحث عنها بينما اخذ جـ.ـسده يهتز من شده الغضب الذي كان يعصف بداخله هاتفاً بنبره شرسه

= اه يا اليزابيث.. آه لما دائما تصري على اغضابي .

❈-❈-❈

في اليوم التالي، بمنزل آدم، كأن بالخارج يجلس أمام المنزل كعادته منتظر عودتها باي لحظه ،لكنه تجمد فور ان أستمع إلي صوت لارا التي لم يشعر بها متي جاءت، هاتفه بصوت متحشرج مـ.ـعذب

= آدم ..! 

نهض آدم بجـ.ـسد مرهق و وجه محتقن من شدة الانفعال الذي تعرض له بوقت سابق بسببها وبسبب انطون شقيقها، ليقول بنفاذ صبر كبير

= قل لي يا لارا .. ماذا أفعل معكٍ حتى تبتعدي عني وتتركني وشأني .. لقد سئمت حقًا منكٍ ومن ظهورك أمامي طوال الوقت .. لماذا لا تريدي أن تصدقي بأن بهذه الطريقة لم ارضخ اليكٍ وأحبك كما تظنين ، بل بهذه الطريقه دائمًا سأكرهك.. كما اشعر الأن كلما اراكي أمامي؟ لماذا تفعلي ذلك حقا؟

اسرعت لارا تقول بصوت منخفض مرتجف بتبرير

= لانني احبك يا ادم بالفعل واريدك حتى اذا كنت لا تحبني.. لكن أريدك بجانبي او حتى اسمح لي اساندك واضل بجانبك! رأيت بنفسك الجميع تركك بمفردك! وابتعد عنك ما عدا انا .. حتى إليزابيث رحلت وتركتك هي الاخرى .

زمجر آدم وهو يجز علي اسنانه بقـ.ـسوة وسخرية

= الم تكفي على التلاعب بالحديث والافعال .. هل تعتقدي بهذه الطريقه سانسى اليزابيث واقترب منك انتٍ؟؟ وانا علي يقين تام بأنكٍ السبب في رحيلها من الأساس.. 

ثم استرد آدم حديثه ببرود قاتل وهو يقترب منها مرادفا بصوت بارد خشن

= لارا تاكدي مهما تفعلي ومهما يحدث لم انسى إليزبيث.. لان ببساطه لا احد ينسي زوجـ.ـته !..

رفعت مقلتيها ونظرت إليه باستخفاف وهي تردف بغيظ شديد

= لكن هي ليست زوجـ.ـتك ، بل انا امرأتك يا آدم 

هز رأسه برفض وهو يبتسم باتساع موجهه حديثه إليها ببرود شديد بعد ان مرر نظراته الساخرة عليها ببطئ مثير ومهلك لاعصابها

= لا ، لارا ، إليزابيث بالنسبه لي، حبيبتي وعشقي الأول والأخير ، وايضا زوجـ.ـتي .. مفاجأة أليس كذلك ؟؟ ألا تعلمي بأني أنا و إليزابيث تـ.ـزوجنا قبل أن أتـ.ـزوجك ؟؟ ما يقرب من أسبوعين.

اتسعت عينا لارا بذهول وعدم تصديق و هي تحاول السيطرة علي الرجفه التي مرت بعـ.ـنف بجـ.ـسدها متحدثه بتوتر

= انت تكذب، أنت تقول ذلك حتى أبتعد عنك .. فأنت تعلم جيدًا ان فعلت ذلك ستحاسب بقانون لمكافحة تعدد الـ.ـزوجات، فتعدد الـ.ـزوجات جـ.ـريمة يحاسب عليها القانون هنا بالقرية.. لأن جـ.ـريمة تحدث عندما يـ.ـتـ.ـزوج الرجل من شخصين مختلفين بنفس التوقيت بعقدي زو اج مختلفين، واذا اراد شخص الـ.ـزو اج مرة اخرى، يجب عليه ان يلغي عقد الـ.ـز واج اما بـ.ـوفاة احد الطرفين او الطلاق قبل ان يتمكن من الـ.ـزواج مرة اخرى بشكل قانوني، واذا فشل الشخص في انهاء عقد ز واجـ.ـه الاول بشكل قانوني وتـ.ـزوج مرة اخرى، ستتوجه اليه تهمة تعدد الـ.ـزوجات.

لتكمل حديثها بثقه زائفة وهي تبتلع ريقها بارتباك وقلق بأنه يكون حديثه حقيقي وتـ.ـزوجها بالفعل

= فهو ظلم للمرأة، لذلك تم حظر التعدد هنا من اجل الحفاظ على حقوق المرأة ..لان هذا انتهاك اكبر للمرأة ولمشاعرها .. لذلك انت تكذب عليه .

صمت آدم قليلا بهدوء مريب ثم ظهرت ابتسامة خبيثة علي ثغرة وهو يتذكر ذلك اليوم...!!! 

فلاش باك..

نظر لها آدم باهتمام ثم أمسكت الغطاء تغطى وجهها و وجه آدم، لتتحدث وهم أسفل الغطاء بنبرة حالمه 

= تخيل معي أنك وأنا في جزيرة بمفردنا؟ بخلاف أنا وأنتٍ فقط، نعيش بعيدًا عن أي ضغوط.. ومشاكل.. بعيدة كل البعد عن الناس؟ الذين يسرقون منا سعادتنا ، الناس الأنانيون ، الذي كل ما يهمهم المصلحه هي فقط ، أتمني حقا أن نظل هكذا.. اعتقد ستكون حياتنا أفضل حياة بهذا الشكل .

كان آدم يستمع إليها بصمت، فبالرغم من ان هذه الاحلام بسيطه بالفعل لكن بالنسبه إليهم صعبه للغايه، العيش دون الهدوء والراحه والبعد عن كل ما يؤذيهم؟ رفع آدم يـ.ـده واضعها فوق يـ.ـديـ.ـها محاولة اطمئنانها 

ثم أبعد عنهم الغطاء واقترب آدم مـ.ـقبلاً اعلى رأسها بحنان.. فلم تكن تتخيل عندما تقابله ان تصبح حياتها بهذا الشكل الرائع فادم رغم عصبيته في بعض الاحيان وغيرته عليها الا انها لم تقابل بحياتها رجل في مثل حنانه و لين قلبه عليها... تنهدت وهى تحيط خـ.ـصره بـ.ـذراعها تـ.ـضمه اليه، وهو يفرك وجهه بـ.ـعنقها قبل ان يطبع قـ.ـبلة حنونة عليه..ثم أبتعد لـ ينامون داخل احـ.ـضان بعض.. وكل شخص منهم يبحث عن الامان في حـ.ـضن الاخر .

لكن آدم فتح عينه مره اخرى وهو يفكر في شيء يجب ان يفعلة الآن دون تاخير ثانيه.. وضع وجهها بين يـ ـديـ.ـه لتفتح إليزابيث عينها باستغراب و حدقت بة باهتمام في عينة المليئة بالحب وهو يقول بحزم

= كل شيء سيصبح على ما يرام الآن ، حبيبتي... يمكننا أن نعيش أخيرا في سلام.. أعتقد أن هذا هو الوقت المناسب لنا للقيام بذلك دون تاخير.

اتسعت عيناها اليزابيث بعدم فهم عندما نهض فجأة على الفراش بينما كان يمسك بيـ.ـدها لتنهض معه ، لتقول بسرعة

= ماذا تفعل؟ ما بك .. الى اين سنذهب ؟. 

لم يرد على الفور لكن عندما تكلم أخيرا ، أردت
أن تصرخ بالفرح عندما سمعت سؤاله بلهفه و لخبطه شديده.. وعيناه كانت تصرخ بالعشق ، وقد شعرت بالدموع داخل عينيها من الشغف

= اليزابيث يجب ان نـ.ـتـ.ـزوج والان؟ هل تـ.ـتـ.ـزوجيني إليزابيث ؟ اعلم انكٍ وافقتي من قبل.. لذا هيا بنا و ارجوكٍ لا تسالي عن سبب سرعتي.. ولا تقلقي ز واجـ.ـنا لا معنى انني لم افعل اليكٍ حفل كبير ..

ابتلعت اليزابيث ريقها بخجل متوتره وهي تراه بدأ يـ.ـرتدي ملابسه سريعا ثم اقترب يساعدها في ارتداء ثـ.ـيابها، لتقول بصوت منخفض

= ادم أنتظر مهلا؟ ما الذي حدث فجاه؟ الم نتفق ان ز واجـ.ـنا سيكون الشهر القادم .

لم يتحدث لكنه انحني على شـ.ـفتيها و قـ.ـبلها بكل حب لديه ثم ابتعد عنها برفق ليهمس بصوت رخيم

= ز واجـ.ـنا سيكون اليوم..! و لا اريد أي اعذار ولا تأجيل .

وحينها لم تجد اي رد تقوله هي بالفعل كانت تحبة وتريد ان تـ.ـتـ.ـزوجه وقد عرض عليها هذا من قبل وهي وافقت! فلما لا توافق الان. 

وبعد مرور ساعة واحده كانوا الاثنين يقفون امام الكاهن بداخل الكنيسه، ليبداوا مراسم الزواج وابتسموا لبعضهم البعض بمحبة. تشابكوا بأصـ.ـابعهم مع بدء إعلان الكاهن بالنهاية.. انها اصبحوا زو جـ.ـان؟؟. حدث كل شيء بسرعة شعرت و كأنها تطفو في احلامها في وبسبب السعادة التي شعرت بها، أن تكون
مـ.ـتزوجاً من الشخص الذي تحبه شيء رائع جدآ هذا الشعور... ليقول مغمغماً بصوت اجش مليء بالعاطفه 

= أنا أكثر الرجال حظا لأنكٍ زو جـ.ـتي الآن يا
ملاكي.

لم تستطع إلا أن تبكي بسعادة وعند اعلانهم زو جـ.ـين و اقترب آدم ببطء ثم داعـ.ـب خدها بينما كانت تحدق به بحنان 

= أول قـ.ـبلة ستحدث بينما الآن بعد أن اصبحنا زو جـ.ـين .

قال بحب شديد قبل أن تتحرك يـ.ـده إلى مؤخرة رقبتها و سحبها إليه في قـ.ـبلة عاطفية. كان الكاهن وبعض الأشخاص حولهم ينظرون اليهم بسعاده، لكنهم لم يهتموا بهذا الأمر لأن اهتمامهم كان مع بعضهم البعض فقط وأصبحت القـ.ـبلة أعمق بينما وضعت ذراعـ.ـيها حول عـ.ـنق زو جـ.ـها وحبيبها أخيراً .

نهاية الفلاش باك..

أبتسم آدم ابتسامه واسعة تملئ وجهه فقد كان
يشعر بالراحة والاسترخاء وهو يتحدث بذلك، شاعراً بالفعل بالسعاده بانه تـ.ـز وجـ.ـها قبل رحيلها عنه حتى ان لم تكن معة الآن.

= لا ، لارا ، أنا صادقة بكل كلمة قلتها ، ولم اهتم إذا كان القانون يحاسبني حتى .. عندما بدأ أنطون يهددني طوال الوقت ، شعرت بالخوف والقلق ، لذلك سرعت بـ.ـزواجي من إليزابيث ، حتى إذا حدث شيء سيء تكون أصبحت زو جـ.ـتي وينتهي الأمر هنا؟ لكني كنت أخشى أن أقول لأخيك هذا الحديث ، علما أنه سـ.ـيقتلها .. فمن الأفضل أن أبقى في السجن من أن أخـ.ـون زو جـ.ـتي إليزابيث أو أتـ.ـزوج بغيرها؟ وهناك شيء اخر يجب ان تعرفيه، في الآونة الأخيرة كان أخوكٍ يهددني برسائل على هاتفي لأقدم له وأوافق على الـ.ـزو اج منك، هذه الرسائل تزال معي وأنا أحتفظ بها. أعتقد .. إذا رفعت دعوى طلاق في المحكمة وقدمت هذه الرسائل ، فهناك احتمال كبير أن يتم إسقاط دعوه ز واجـ.ـنا وسيكون هذا الـ.ـزو اج باطلاً من الأساس.. أم يضعني القاضي بين خيارين؟ ولمن أريد العيش معه .. وبالطبع أنتٍ تعرفي من سأختار.

شحب وجهها فور سماعها كلماته القـ.ـاسية تلك فقد مس نقطة الضعف التي بداخلها مما جعلها ترغب بالبكاء والصـ.ـراخ، فكانت كل هذة المده تعتقد بانها فازت بة واصبح آدم 
زو جـ.ـها حتى ان لم يكن بجانبها ..ليكمل هاتفاً وعينيه تلتمع بقـ.ـسوة و حده لاذعة

= ولا تنسى أن أخوكٍ أنطون وضعني في مقارنة بين حبي للموت أو الـ.ـز واج منكٍ؟ وكان هذا الموقف صعبًا جدًا بالنسبة لي أن أؤذي إليزابيث وأجعلها تشعر بالقـ.ـسوة والإذلال بذلك اليوم، لكنني اضطررت لفعل ذلك .. ولم يكن لدي الوقت الكافي للبحث عن حل آخر .. لذلك فكرت باني مـ.ـتزوج بالفعل من إليزابيث ولا أحد يعرف ، وأجبرت نفسي على ذلك الـ.ـزو اج وأنا بروح فارغة وأعاني من ألم شديد عندما رأيت خيبة أمل في عيني إليزابيث وهي تعتقد أنني خـ.ـائن بالفعل وتركتها وذهبت إلى فتاه أخرى! كيف تعتقدي بأني بعد كل هذا الحب الذي بيننا سأتركها بسهولة وأختاركٍ.. لذا يجب أن تستسلمي لحقيقة أنني لم أكن لكٍ أبدًا ..

ثم هز آدم رأسه متمتماً بهدوء وهو يأخذ نفساً عميقاً قائلا ببساطة

= لا عليكٍ فانتٍ قويه سوف تستطيعي النسيان والتاقلم مع الوقت .

انتفضت لارا بغضب هاتفه بحدة وهي ترمقه بنظرات تتطاير منها شرارت و قد طفح كيلها و رسمت ابتسامة باردة علي شـ.ـفتيها رغم الألم الذي يعصف بقلبها

= حقا انا قويه؟ و انت الوحيد الذي تعاني في هذه الحياه اليس كذلك.. انت الوحيد الذي تتالم وانت التعيس الوحيد هنا؟

لتكمل بنبرة ضعيفة اظهرت مدي الالم الذي تعرضت له نتيجة سخريته وتجاهل حبها المستمر وهي تضرب يـ ـدها علي صـ.ـدرها بعـ.ـنف شديد و دموعها بدأت تتساقط منها دون وعي بقهر مريرة

= انا اعاني ايضا سيد آدم.. بل أحيانا اتالم واتـ.ـعذب اكثر منك! لكنني لا افقد السيطره على نفسي مثلك ولا أخوض في احـ.ـضان الأخريات في الزوايا.. كـ على سبيل المثال حبيبتك إليزابيث.. ولا اشعر بكل ذلك؟ لأني قويه مثل ما تفكر ؟ لانني لا اهتم الى العالم ولا احد بامكانه ايذئي.. و لأنني لا احبك بجنون ؟؟ .

ظل آدم واقفاً ثابت هو يستمع الى بكائها ومعاناتها بصمت، مما جعل جـ.ـسد لارا يهتز بقوة صـ.ـارخة بغل وحقد نحوه وهي تـ.ـصرخ بهسترية مخرجة به غضبها و وجعها الحقيقي التي كانت دائما تكتمة بداخلها وتظهر قوتها وشجاعتها الوهميه 

= انا حتى لا استطيع اخبار الجميع بكل ذلك؟ لا استطيع اخبار شخص بما اعاني منه.. ناهيك عن اخبارهم أنا لا استطيع حتي أخبرهم بذلك.. لانني لا استطيع تحمل العواقب .. لكنني تمنيت كثيرا ان اعيش حياتك !! نعم أحيانا اشعر بالغيرة تجاهك فانت على الاقل تمتلك حبيبه تحبك وتحبها ؟؟ وتعيش معها اجمل أيام حياتك وكانة العالم سينتهي غداً.. انت الذي مزاجك جيد بالاصل .. حتى اذا تعذبت وفقدت حبيبتك فعلى الاقل مزال لديك امل تعيش لأجله... لكنك لا تعرف بانني اواجه صعوبات أيضا .. صحيح الزمن يمر ولكن لا تزول الآثار التي تركتها عند مرورك . 

أخفضت لارا عينيها الدامعه بالأرض محاوله بصعوبة ابتلاع التنهيدة الممزقة التي انفلت منها و فضح امرها أمامه وانتهي الأمر.. فقد مضي عليها فترات طويلة حقا بصعوبة بالغة و هي تشعر بغصة من البكاء تسد حلقها لكنها اكتفت ولم تعد تظهر شجاعتها الزائفه مرة أخرى .

اقترب آدم منها بهدوء وأصبح أمامها مباشرةً وهو يتطلع لها بجفاء قبل ان يتحدث بصوت حازم

= اعلم جيدا أنكٍ تعاني لارا ؟ وأعلم أن الصراع الداخلي مهلك، و تلك الأحاديث التي تدور داخل نفوسنا بلا إجابةٍ متعبه للغاية .. لكن الفرق بيننا أنكٍ تعاني باختياركٍ وليست مجبرة مثل الآخرين؟ لذلك لا تستمري في العيش بدور الضحية كثيرًا ، فالأمر متروك لكٍ في النهاية.

انسحبت الدماء من جـ.ـسد لارا شاعرة بألم يكاد يحطم روحها الي شظايا وقد هدد الضغط الذي قبض علي صـ.ـدرها بسحق قلبها مـ.ـميت، فلا تصدق حتي الآن بأنه تـ.ـزوج من إليزابيث ومن المحتمل أن يكن زو اجـ.ـهم باطل.. ليهمس آدم بانفس محتقنه و هو يجز علي اسنانه بجمود

= فـ نهاية مؤلمة أفضل لنا من ألمٍ لا ينتهي . 

❈-❈-❈

أحيانا نبتسم دون أن نشعر ليس جنونا بل لأن أطياف من نحبهم مرت أمامُنا... 

بعد مرور أسبوعين.. بداخل مستشفى بمكان بعيد وفي داخل احد الغرف استيقظت مستشعرة بألم فظيع بكامل جـ.ـسدها وبشئ يؤلمها بقوه فوق وجهها كأنة أحدهم معتصرا إياها بقوة دون رحـ.ـمة.. وخلال ثواني حتى إتضحت الصورة أمامها مسترجعة ما حدث ، لتتحرك اليزابيث وتحاول ان تنهض وهي فوق الفراش بقوة بشكل هـ.ـستيرية لكنها تفاجات بانها مقيده باليـ.ـد بسلاسل من حديد؟؟ سقطت دموعها و إنهمرت بضعف معيدة تفاصيل ما فعله ارديان بها.. لتهز رأسها بعصبية شديدة وهي تحاول فك يـ.ـديـ.ـها والالام تتزايد لكنها لم تستطيع ولم يظهر امامها احد لتستنجد بة؟ أغمضت عينيها بشدة وهي تردف بصعوبة شديدة وضعف

= ياربي.. هل مـ.ـت وهذه الجنة ؟. 

اقترب منها ارديان فجاه ممسكاً بواجهها بعـ.ـنف لتشعر بألم اكبر وهي تفتح عيناها بفزع وخوف ليبتسم هو بانتصار متحدث باستمتاع 

= بلا أنتٍ في الـ.ـجـ.ـحيم حلوتي 

لتهز رأسها بسرعه وجنون وهي مطلقه صـ.ـرخه برعب فاصبحت في جحر الشيطان نفسه.. و اتسعت عينيها بذعر وصدمة عندما وجدته يمسك سـ.ـكين حاده بيـ.ـده وهو يقترب منها ليكمل ما تبقى منها وظل يضحك بشده وجنون بطريقه مخيفه... بينما ظلت تقاومه بكامل قوتها وتحرك قـ.ـدميها و هى تصرخ بهستيرية طالبة المساعدة لكن كان اقوى و اضخم منها حيث نجح بكتم فـ.ـمها وبيـ.ـده الأخري غرز السكين بقلبها.. 

بدأت اليزابيث وهي فوق الفراش العرق يتصبب من جبينها.. وجـ.ـسدها يرتعش بشدة والدموع تنهمر.. كانت تشعر بوجع يضغط عليها بقوة أثناء نومها حتي...فنعم رؤيتها الى ادريان كانت مجرد كابوس وليس حقيقي بل احلام مزعجه كانت تراوضها.. انما الواقع التي تعيشة الآن بأن ادريان شـ.ـوه وجهها بالفعل وهي الان داخل المستشفى ؟؟؟ ظلت اليزابيث تتلوي فوق الفراش بعـ.ـنف وهي تصارع كابوسها معتقده انه حقيقي.. حتي اقتربت منها احد الممرضات وحاولت إيقاظها وهي تربت برفق علي كـ.ـتفها.. واستجابت وفتحت عينيها بألم شديد والدموع ملئ مقلتيها وقالت بخوف شديد بينما اخذت ضـ.ـربات قلبها تقصف داخل اذ نيها من شدة الخوف

= طفلي.. ما الذي حدث لطفلي ؟؟ ارجوكم لا تأخذوا مني لااا اتوسل اليكم اتركوا اليه .

تنهدت الممرضه وهي تقول بعطف من حالتها الميؤوس منها 

= اهدئي حبيبتي واطمئني طفلك بخير.. وانتٍ من الواضح كنتي تشاهدين كابوس في احلامك كعادتك

رحلت الممرضة بعد أن اطمئنت عليها.. بينما ظلت اليزابيث متجمدة فتجلي الخوف مزال داخلها...كما في كل مرة يأتيها هذا الكابوس... مسحت دموعها برفق لكن سكن جـ.ـسدها تماماً عندما لمست باصـ.ـابعها جرح وجهها المـ.ـشوه! والخطوط العميقه التي تظهر على جانب وجهها الأيمن بوضوح.. 

أغمضت عينيها بمرارة وإغرقت عينيها بالدموع وهي تبعد يـ.ـدها بسرعه بنفور فهي حتى الان لم تنظر الى المراه وترى ملامحها المشوه .. منذ ان جاءت الى هذه المستشفى التي لا تعرفها؟ ولا تعرف حتى من الشخص الذي انقذها واوصلها الى هنا ورحل ؟ كان كل ما يهمها عندما استيقظت هو ان تطمئن على طفلها! وكان بصحه جيده .. لكن هي التي لم تعد بخير مطلقاً

احاطت بـ.ـطـ.ـنها بيـ.ـديـ.ـها كما لو كانت تضم طفلها اليها بينما الدموع تنسدل من عينيها المحتقنة بالألم..

ظلت صامتة تتطلع الي الفراغ باعين متسعة ممتلئة بالفزع حيث كان يمر امام عينيها صور لمستقبلها البائس وكيف ستواجه حياتها القادمه بعد ان أصبحت هكذا بتلك الحاله؟ والي اين ستذهب بعد ان تخرج من المستشفى؟ وقد تسارعت نبضات قلبها خوفاً فور ادراكها بأنها اصبحت بلا ماوى دون سند جانبها بحياتها، وحيده هي وطفلها .. واذا كان بجانبها احد في الماضي؟ فالان بعد ان اصبحت مسخ دمـ ـيم لم يعد يظل بجانبها احد ..!! 

أم آدم.! فلا تظن أن أصبح لهم لقاء بعد هذا البعد ، ولكن تعترف بصدق واستسلام أنها أحببته كثيراً.. لكن يجب ان تـ.ـموت داخلها هذه العبارات حتي عندما تتألم خفاء .. وتـ.ـموت فيها البسمة عندما تتلامس قلبها غصة الفقد .. و تتذكر كيف اصبح الفراق؟ وكيف كان بالنسبه إليها أجمل شئ بالحياة.. لكن بعدما جرحها هكذا وتـ.ـدمرت حياتها بالكامل وكيف اصبحت الان.. فالافضل أن تموت فيها هذه المشاعر ولا تجدها فى كل طريق تزع لهم الورود؟؟ لتجد شوكا وبعض الألم من الاخرين .

أرجعت رأسها على الوساده و قد سيطر عليها النعاس مما جعلها تغلق عينيها بتعب و هي لازالت تحيط بـ.ـطـ.ـنها بحماية بيديها..