-->

رواية أنين وابتهاج الجزء الثاني - هدير دودو - الفصل 9

قراءة أنين وابتهاج الجزء الثاني كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية أنين وابتهاج الجزء الثاني 

بقلم الكاتبة هدير دودو



الفصل التاسع

 _رحلة من العشق بضراوة،

 البعض يبدأها والبعض يستكملها _

❈-❈-❈


وقفت فريدة أمام المرآه تهندم من هيئتها وتضع بغض اللمسات الخفيفة من مساحيق التجميل التي لم تزيدها سوى جمالًا، كانت تعد ذاتها للذهاب مع تامر الى الحفل الذي أخبرها به.


دارت حول ذاتها بإعجاب بعدما انتهت من إعداد ذاتها، ثم مررت يدها بحنو فوق بطنها التي بدأت تبرز قليلًا ونمت ابتسامة سعيدة فَرِحة فوق ثغرها تحلم بذلك اليوم الذي سترى فيه طفلها لأنها تعلم جيدا أنه سيعوضها عن كل ما رأته في حياتها الماضية. 


ستبدأ فترة جديدة من حياتها بوجود طفلها بحانبها وتحاول أن تنسى مخا'وفها وتجعله يعيش حياة دافئة هادئة أفضل من حياتها، كل شئ كانت تتمناه ستعوضه بها، كل ما كان ينقصها ستعطيه إياه، مخطئ مَن قال أن فاقد الشئ لا يعطيه في الحقيقة هو يعطيه وبشدة، شعور الأمومة الذي تشعر به يكون أعظم شعور شعرت به في حياتها على الإطلاق. 


وقف تامر يشاهدها وهو مبتسم يرى كم المشاعر والحب اللذان يلمعان داخل عينيها، لم يرَ احد مثلها في حياته، لا يعلم كيف كان يعمى عن رؤية تلك المزايا المتعددة التي توجد بها، تطلع نحو الفستان الذي ترتديه الذي كان من اللون الاسود اللامع وحجابها الذي لم يزيدها سوى جمالا فوق جمالها الذي يراه لأول مرة، نعم لأول مرة يرى جمالها الخلاب دائما يراها فتاة عادية لا يوجد شئ بها مميز، يشعر ان يوجد على عيناه غشاوة و الان قد أُزيلت؛ ليراها بوضوح ويرى كل شئ جميل بها وبداخلها. 


اقترب منها حتى أصبح خلفها مباشرة، وقام بضـ ـمها يقر'بها نحوه، متمتمٕا بحنو وشغف داخل أذنيها


:- قمر...لا قمر ايه وربنا مليون قمر. 


أنهى حديثه غامزًا لها بعينيه مما حعلها تبتسم بخجل وتتورد وجنتيها خجلة باللون الأحمر القاني.  


اتسعت ابتسامتها أكثر؛ بسبب حديثه الذي خالف توقعاتها منه، وتمتمت ترد عليه بخفوت شاعرة بالخجل فهي لم تعتاد على أن يقول لها حديث هكذا، ذلك الحديث الذي يرضي كبرياءها الانـ ـثوي


:- شكرًا يا تامر. 


همهم يرد عليها معترضًا، وهو يطالعها بعدم تصديق ضاحكًا من ردها الذي باغته 


:- شكرًا يا تامر إيه، هو أنا غريب يا ديدا، حبيبتي انا جوزك يعني تقوليلي شكرا يا حبيـ ـبي، يا روحي،

يا قلبي الكلام الحلو دة بقى. 


طالعته وهو يضحك على ردها بعدم تصديق، ثم تأفأفت بضيق قبل أن ترد عليه باقتضاب وجدية


:- والله لأ معلش مش بقول الكلام دة، و بعدين انا جيت عشان بس المنظر العام مش اكتر، لكن أنا عمري ما هنسى اللي  كنا متفقين عليه انا بس الحاجة الوحيدة اللي مصبراني بعد كل اللي عملته فيا، هو ابني اللي جاي بس. 


اقترب منها بشدة وهـمـ ـس أمام وجهها يصحح لها جملتها الأخيرة، ضاغط فوق كل حرف يتفوهه


:- ابننا اللي جاي يا ديدا، اسمه ابننا اللي جاي، وأنا كمان معترف على فكرة إني كنت غلطان بس حقيقي والله بحاول ارجع نظبط حياتنا اديني انتِ بس فرصة و متقفليهاش في وشي. 


جاءت لترد عليه لكنه لم ينتظر أن يستمع الى ردها الذي سيكون مقتضب حاد مثل كل مرة، فهو يعلم انه جر'حها بشدة؛ لذا عليه أن تحمل و يصحح نتيجة اخطاءه خاصة بعدما اعترف بخطأه، مد ذراعه لها لتشبك زراعها به، متمتمًا بهدوء 


:- يلا يا ديدا عشان ننزل هنتأخر. 


اومأت له برأسها صوب الامام وشبكت ذراعها في ذراعه بصمت تام متوحهة الى أسفل، ركبت السيارة بصمت، كانت تجلس بحانبه طوال الطؤيق صامتة  لم توجه له اي حرف، طوال جلستها كانت تعبث في الهاتف من دون أن تعير وجوده أي إهتمام، مما زاد من غضبه وإثارة حنقه فخطف الهاتف من يديها وتحدث بغيرة وعدم رضا 


:- إيه يا ديدا ركزي معايا أنا، مش سمعاني بكلمك هو إيه اللي أيوة أيوة ومش مركزة في كلامي. 


عقدت زراعيها أمام صدرها وتأفأفت بغضب، وقد بدا عليها الحدة 


:- نعم يا تامر أنا قاعدة ساكتة خالص أهو، بعدين مش كان الكلام معايا من غير فايدة عشان أنا مش بفهم حاجة اصلا عاوز إيه بقى. 


يعلم أنها محقة فهو كان دائما يتعمد تجاهلها ويكره الحديث معها بشدة، لكنه الآن هو مَن يريد أن تتحدث معه؛ لذلك دار بصره نحو الجهة الأخرى وغمغم بصوت منخفض 


:- معلش يا ديدا كنت غبي وحمار دلوقتي أهو عاوز اتكلم معاكي ونتشارك في كل حاجة ممكن. 


ردت عليه بكبرياء ورأس مرفوعة بشموخ، محاولة استرداد ولو جزء بسيط من كرامتها


:- لأ يا تامر، أنا مش عايزة ولا نتشارك ولا نتكلم، خلينا زي ما كنا كدة أنا مرتاحة. 


انهت جملتها مبتسمة بانتصار شديد..


أوقف السيارة أمام القاعة الذي يقيم فيها الحفل ودلف بصحبتها وهو يسير بحانبها مفتخرٕا بوجودها معه، جلسوا جميعا وكل شخص منهم تجلس بجانبه زوجته وبدأوا يتحدثون معًا. 


لاحظ تامر أن فريدة ذو شخصية اجتماعية محبة فهي تحدثت مع الجميع، كما أنه لاحظ كم هي ايضا تتعامل باحترام وتتحدث بلباقة شديدة تعرفت على جميع الجالسات، كما أنها تبادلت ارقامهن بود ولطف شديد، لأول مرة يرى ذلك الجانب في حياتها، وبخ نفسه على معاملته لها، يشعر حقا بالاستنكار كيف كان يرى شخصية مثلها سيئة؟! 

فهي بالفعل لا يوجد بها أي خطأ واحد، شعر بالاعمى الذي بدات الرؤية تتضح له رويدا رويدا،  ابتسم لها بفخر وشغف، شاعرًا بمشاعر جديدة تنمو بداخله ويجهل عن تفسيرها. 


كاد أن يرد على ذلك الرجل الذي سأله عن شئ يخص العمل والمناقصة التي تتم بينهما لكنه صمت وشعر بالنيران تشتعل في قلبه وعينيه، عندما وصل الى مسانعه صوت أحد خلفه يتحدث مع صديقه عن فريدة 


:- شايف أم فستان اسود دي جميلة اوي ازاي، لا بجد يا بخت جوزها معاه قمر في البيت، والله لو مش متجوزة لا كنت اتجوزتها على طول مش هلاقي حد زيها اكيد. 


نهض تامر وطالعه بغضب، قد برزت عروقه والدماء تغلي بداخلهم، اقترب من فريدة ممسك ذراعها  يجر'ها معه بهدوء لا يعلم من أين جلبه، وجعلها تجلس بجانبه ليخبر الجميع أنها زوجته هو، وحقه هو وليس من حق أي حد ان يتحدث عنها، شعر أن في يديه جوهرة ثمينة لابد من أن يحافظ عليها، ويجعلها تلألأ وتلمع من جديد، يزيل جميع الحزن الذي سببه هو لها والذي في حياتها من الأساس. 


تنهد تنهيدة حارة بصوت مسموع ثم وضع يده على كتفها والأخرى فوق خصـ ـرها، يجذ'بها بحنو يقربها منه لتسند رأسها على صـ ـدره بحب، و هـ ـمس داخل أذنها بشغف 


:- أنتِ احلى ديدا بجد في العالم كله خدي بالك، وبجد أنتِ احلى حاجة حصلتلي. 


ابتسمت بفخر وفرحة تغمرها بأكملها ثم اردفت بهدوء مبتسمة 


:- شكرا بس خلي رأيك لنفسك لو سمحت، أنا عارفة أن أنا أحلى واحدة أصلا. 


ابتسم في وجهها ورد عليها بمرح وهو يطبع قـ ـبلة رقيقة حانبة فوق جبهتها 


:- ماشي يا ستي، ايوة طبعا اتدلعي براحتك يا أحلى واحدة، أنتِ تعملي اللي يعجبك كله. 


كان طوال الجلسة يحدق ذلك الرجل بنظرات حادة كالسهام المصوبة نحوه بغيظ وكره شديد ومازال حديثه وغزله بفريدة يرن داخل اذنيه لم يهدأ سوى عندما ذهب الرجل ورحل تارك الحفل بأكمله بعدما فهم الأمر وفهم أنه استمع إليه..


ظل يطالع فريدة بنظرات شغوفة عاشقة لها بصدق تام، وكأنه اصبح لا يرى غيرها من بين الجميع..


❈-❈-❈ 


كانت آلاء جالسة فوق الفراش الخاص بغرفتها داخل الفيلا، فهي اليوم قد عادت و ذهبت من اليخت تشعر بسعادة حقيقية تجعلها كالطائرة في السماء بأجنحتها مرفرفة عاليًا، وجدت عمر يدلف الغرفة وهو يحمل صندوق في يده، عقدت حاجبيها سريعًا،وقد اتسعت عينيها، وتمتمت متسائلة بفضول 


:- إيه دة يا عمر، إيه اللي جايبه معاك في البوكس دة. 


وضعه فوق المنضدة بهدوء، قبل أن يرد عليها بمكر مبتسم بسعادة حقًا 


:- مش هقولك يا لولي بمزاجي، وممكن تيجي تديني رشوة زي ما علمتك وأقولك على طول بقى. 


كسا اللون الأحمر وجنتيها بخجل، و تمتمت بصوت منخفض خافت يكسوه الخجل والضعف


:- ا.. إيه دة لأ يا عمر مفيش بو'س وأحـ ـضان تاني انت بتستغل كدة وأصلا دي مش رشوة. 


ضحك بصخب على هيئتها الخجلة وحديثها الذي لم يليق عليها، ثمهتف مردفًا بجدية مزيفة 


:- خلاص براحتك، أنا حر أخد الرشوة بالطريقة اللي تعجبني، سيبي الهدية زي ما هي وخلاص. 


غمغم جملته الاخيرة بمكر، يعلم جيدًا كيف يجعلها تفعل ما يريده؛ لذلك اقتربت منه ولفت يدها حول عنقه، مغمغمة بدلال شديد 


:- خلاص بقى يا عموري يا حبيـ ـبي، أنتَ هتقولي إيه الهدية اللي جايبها جوة البوكس دي، قول بليز عشان خاطري. 


رد عليها بعشق يخفيه تحت قناع اللامبالاة الذي يرسمها على ملامح وجـ ـهه باتقان، وهو يحيط 

خـ ـصرها بذراعه يقر'بها منه اكثر حتى أصبحت

أنفـ ـاسه تلفح عنقها، ووجـ ـها فأغمضت عينيها باستمتاع 


:- خاطرك غالي أوي أوي يا قلب وحياة عمورك بس برضو هاتي الرشوة وأنا هوريكي الهدية القمر على طول. 


تعلم جيدًا أنه لن يخبرها شئ من دون أن تفعل ما طلبه منها، فاومأت له براسها الى الأمام باستسلام، ووقفت على أطراف أصابعها ثم قامت بطبع قـ ـبلة سريعة فوق شـ ـفته بخجل شديد و هي تشعر بضربات قلبها تتسارع وكأنها قد فعلت المستحيل. 


ابتسم بانتصار ثم احتـ ـضنها بعشق حقيقي يعطيها مشاعر عديدة تحتاجها من خلال ذلك العناق الدافئ الذي يكون بعص الاحيان أفضل بكثير من الحديث الذي لا يفيد بشئ. 


ابتعد عنها وتوجه نحو الصندوق ليقوم بفتحه وأخرج منه فستان من اللون الابيض اشبه بقميص النو'م، فهو عا'ري بشدة و قصير بعض الشئ، اعطاها أياه و تحدث بعدها و هو يغمز لها باحدي عينيه بجر'اءة 


:- يلا يا لولي قررت إننا نعيد بعض التفاصيل بتاعت الفرح بس هيكون فيها touch بقى؛ لأن يوم الفرح قضيناها Don't touch. 


غرزت اسنانها في شـ ـفتها بخجل شديد وتوهجت وجنتيها فقد اصبحت النيران تخرج منهما، لتتمتم بعدها بصوت خافت وهي تتطلع نحو الفستان الذي تمسكه بذهول وعدم تصديق 


:- و هو دة كان فستان الفرح مثلا. 


جلس فوق الفراش ثم اجابها بلا مبالاه، مبتسمًا على ذهولها


:- لأ طبعًا بس دي حاجات تتلبس ليا أنا وبس، قولت اجيبها لنفسي، و بعدين يا آلاء هانم فستان الفرح كان قمر ومحترم ويلا روحي اجهزي  عشان مش هنقضى اليوم في الفساتين مع أن الفستان اللي معنرضة عليه دة اصلا مش هيتلبس هيتـ ـقلع على طول طبعا معروف ليه. 


انطلقت مسرعة هاربة من أمامه نحو المرحاض تغلقه عليها جيدًا لتهرب من أمامه ومن حديثه الوقـ ـح بالنسبة لها، ثم صاحت بحدة وتوتر بعدما اغلقت الباب خلفها 


:- عمر والله لو فضلت تقول الكلام دة لأ هزعل منك بجد اديني عرفتك اهو، بطل تكـ ـسفني بقى كل شوية كدة. 


لن يصل لها رد منه بل وصل لها صوت ضحكاته الصاخبة، فوقفت خلف الباب تبتسم بسعادة ثم بدات تعد ذاتها مرتدية ذلك الفستان القصير.. 


بعد مرور بعض الوقت...


فتحت باب المرحاض وهي تشعر بالخجل والتردد كيف لها أت تخرح هكذا؟! لكنها ظلت تشجع ذاتها ثم خرحت وجدته قد ارتدى هو الآخر بدلة أنيقة لم تزيده سوى وسامة، لكنه قد وقف متصنمًا  مكانه ما أن رآها فهى فاقت جميع توقعاته دائمًا تظهر بصورة أجمل وأفضل مما يتوقع، تمتم بإعجاب شديد ونبرة عاشقة وهو مازال لن يحرك بـ ـصره من عليها ولو لثانية واحدة 


:- قمر يا قلبي حقيقي أنا متجوز احلى واحدة في العالم كله، عمر عيني ما هتشوف واحدة أجمل منك في اي حاجة. 


ابتسمت بكبرياء واثتربت منه بخجل وسعادة ليتوجه بعدها نحو مشغل الاغاني، وأردف بمرح وهو يقوم بتشغيله على اغنية معينة قد اختارها هو 


:-هشغلك اغنية قمر زي بتاعت الفرح أهو يا ست لولي بس علي ذوقي الفرح اختارت على ذوقك، و جبتلك اغنية بتحبيها، المرة دي بقى هختار أنا. 


اومأت له برأسها إلى الأمام في خجل ليقوم هو ببدء الالحان والاغنية التي انبهرت منها ومن اختياراته الدقيقة بشدة،  فهو اختار أغنية

_اوعـ ـديني لرامي جمال_


جذبها نحوه يقر'بها منه وأحاط خـ ـصرها بذراعه ثم بدا يتمتم بكلمات الاغنية داخل اذنيها بعشق جارف طغى على جميع المشاعر الذي يشعر بها بداخله. 


               

ظل يرقص معها على كلمات الاغنية التي جعلت الدموع تفر هاربة من عينيها، لم تتخيل في حياتها نفسها مع أحد غيره، هو كل حياتها بل هو الحياة بأكملها، بالطبع لن تجد أحد مثله ولا احد يحبها مثل الحب الذي يحبه لها هو. 


في النهاية حملها ودار بها عدة مرات، ثم اختتم كلماته بحنو وعشق جارف لا يصف شئ مما بداخله 


:- أنتِ مش قلبي وروحي وعيني بس لا دة أنتِ كل ما ليا في الحياة، حياتي اصلا متساويش حاجة من غير وجودك فيها. 


قام بمسح دموعها بحب ورقة شديدة وتحدث بمرح 


:- بس يا نكدي بطلي عياط و بعدين متبوظيش اليوم مرة بـDon't touch و مرة بالعياط كدة كتير عليا. 


انفجرت ضاحكة بصوت مرتفع صاخب، ثم سألته بعدها بعدم فهم 


:- لا بجد يا عموري عاوزة اعرف Don't touch غايظاك أوي في إيه. 


غمز لها بإحدي عينيه قبل أن يرد عليها، ثم اردف بعدها بمكر وهو يفك زر بدلته


:- لأ هتعرفي دلوقتي حالا يا قلب وحياة عمورك. 


ابتسمت بخجل ونظراته أيضا هي تهرب من نظراته وعيناه، لكنه اقترب منها ورفع رأسها إلى أعلى، ثم ارظف بعدها بغزل 


:- خلي عينك دايمًا في عيني كدة، عشان بحب اشوفهم على طول وحياتك. 


قبل ان ترد عليه، كان عمر يلـ ـتهم شـ ـفتيها بعشق شديد وهو يشعر انه عندما يكون معها ينسى ذاته والعالم بأكمله، لا يتذكر سواها هي وفقط، ليدلف معها في بحر من بحور عشقهما الحقيقيّ القوي الذي تحدي العديد وسيظل قوى طوال حياتهما معا.


كانت آلاء سعيدة بشدة تشعر أن الكلمات بأكملها عاجزة عن وصف مدي سعادتها فهي حقًا تعجز عن وصف ما تشعر به، كل ما تعلمه هو أت حياتها لن تكتمل قط سوى بوجود عمر معها وبحانبها دائمًا، سيظل هو الداعم والساند لها، هو الذي يفعل المستحيل فقط من اجل سعادتها ورؤية ابتسامتها الخلابة التي تسحر قلبه وتجعله يتيم عشقًا بها، قلبها المتيم بعشقها يقع ويعشقها مجددا بلا رحمة.


فيحدثه قلبه احيانا طالبًا منه الرحمة من كم المشاعر والعشق الذي يحمله تجاهها، يطلب منه ان يرحمه ويقلل من عشقه لها لكن كيف يقلله و كل ثانية يراها فيها يزداد قلبه عشقا بها؟! هي الحياة بالنسبة له، فقد تجمعت جميع سعادته فيها هي وهو راضٍ وسعيد بذلك، إن كانت هي السعادة بأكملها، فهو لن يريد سواها، هي فقط... 


❈-❈-❈


استيقظت فريدة على لمسات خفيفة، فانكمشت ملامحها بانزعاج قبل إن تبدأ بفتح عينيها وجدت تامر يجلس أمامها، تمتمت تسأله بانزعاج وصوت متكاسل يملؤه النعاس 


:- بس يا تامر، عاوز إيه، في إيه هو في حاجة مهمة؟ 


كما توقع أنها نست أن اليوم موعد الطبيبة؛ لذلك اجابها بحماس شديد ومشاعر ابوة جديدة عليه لكنها  تجمعت بداخله


:- هو ايه اللي في حاجة يا ديدا، الساعة تلاتة العصر وأنتِ لسة نايمة قومي يلا يا قلبي عشان تجهزي ونروحلها مع بعض. 


عقدت حاجبيها بدهشة وذهول منذُ متى وهو مهتم هكذا؟! فهي دائما مَن تذكره بموعد الطبيب لكنه اليوم هو مَن يذكرها على غير المألوف، تمتمت بصوت ناعس 


:- أهو خلاص هقوم مش عارفة بقيت بنام كتير ليه الأيام دي. 


اجابها مبتسما بهدوء وهو يطممسك يـ ـدها يساعدها على النهوض 


:- اكيد من الحمل يا قلبي ونبقى نسألها انهاردة برضو واحنا عندها. 


اومأت له برأسها إلى الأمام ثم تركته ودلفت نحو المرحاض في استنكار تام لاهتمامه بها فمن كثرة الجفاء الذي  كان بينهما، اصبحت تستنكر الاشياء الطبيعية التي من الواجب أن يفعلها كما فعل للتو. 


اعدت ذاتها و سارت معه متجهة أسفل، لكن استوقفتها سناء التي تمتمت تسألها باهتمام 


:- ايه يا حبيبتي رايحة فين من غير ما تفطري كدة، أنا مرضيتش اصحيكي. 


ابتسمت بهدوء من اهتمامها بها، وردت تجيبها بهدوء 


:- مفيش يا طنط رايحين للدكتورة عشان انهاردة معادها. 


اومأت برأسها إلى الأمام ودعت لها بحنو وهدوء 


:- ربنا معاكي يا حبيبتي، خير متقلقيش. 


ابتسمت في وجـ ـهها بهدوء، وتوجهت نحو السيارة بخطوات هادئة، لحق بها تامر الذي اردف يسألها بحماس 


:- انهارظة الدكتورة قالت هتقول نوع البيبي صح؟ 


اومأت له براسها إلى الامام، ثم أتت الى عقلها بعض الأفكار الغير جيدة؛ لذلك اردفت تساله بقلق واضطراب


:- تامر هو لو الدكتورة قالت بنت وأنتَ عاوز ولد او العكس هتزعل ولا عادي؟ 


فهم ما يدور بداخل عقلها؛ لذا رد يجيبها هدوء ولامبالاه 


:- لأ طبعًا ايه اللي بتقوليه دة، ولد إيه وبنت إيه، انا اصلا مش محدد أنا عاوز إيه، واللي يجيبه ربنا كويس أنا فاهم وعارف كويس وعقليتي مش متخلفة للدرجة دي، أنا بس فرحان عشان الموقف جديد كدة، وكان نفسي اعيشه من زمان. 


عقدت حاجبيها في استنكار ثم تمتمت تسأله بذهول 


:- ولما عاوز تعيش كدة من زمان كنا موقفين الموضوع دة ليه مش فاهمة؟ 


حاول أن يرد بدبلوماسية وتعقل؛ حتى لا تنزعج من رده؛ لذلك تحدث بهدوء نسبي 


:- آه نفسي اعيشه بس كنت قلقان برضو يا ديدا، دي خطوة كبيرة بس انا بقيت واثق فيكي وواثق انك قدها كمان. 


طالعته بعدم تصديق بالطبع فهي ليست ساذجة الى هذا الحد، ثم تمتمت بعدها بسخرية 


:- يعني مش أجلته عشان حاجة تانية يا تامر؟ 


أومأ رأسه نافيًا بكذب، ثم التزم الصمت بعد ذلك حتى وصلا إلى الطبيبة التي بدأت تفحصها باهتمام شديد وعناية، ثم اخبرته وطمأنته عن حالتهاوصحتها وأردفت متسائلة بعدها بهدوء

 

:- تحبو تعرفوا نوع الجنين، ولا نخليها المرة الجاية؟ 


أسرع تامر يرد بحماس وفرحة حقيقية تغمره


:- اه يا دكتورة لو ينفع. 


ابتسمت الطبيبة ثم أردفت بعملية 


:- مبروك جايالكم بنوتة زي القمر بإذن الله. 


اول ما فعلته فريدة هو أنها تطلعت صوب تامر لترى رد فعله لكنها تفاجأت عندما رأته سعيد بشدة، وقد تهللت اساريره بفرحة حقيقية، فابتسمت هي الأخرى بسعادة ووضعت يدها فوق بطنها بحنو. 


وصلوا إلى المنزل بعدما أصر على أن يذهبا الي مطعم حتى تاكل هي اي شي، اخبروا الجميع عن المولود وعبر الجميع لفريدة عن سعادته بذلك لخبر السعيد حقًا.. 


❈-❈-❈


في الصباح... 


استيقظت آلاء على صوت عمر وهو يتحدث مع شخص ما لكنها استمعت إليه ونو يخبره بعملية وجدية 


:- أيوة احجز تذكرتين زي ما قولتلك. 


انهى جملته و اغلق الهاتف، فهبت هي واقفة فوق الفراش وتمتمت متسائلة بانزعاج وضيق 


:- إيه دة يا عمر تذكرتين إيه، هو احنا لحقنا اصلا. 


عقد  حاحبيه باستنكار، ثم رد عليها مجيبًا بجدية حادة 


؛- إيه يا آلاء اظن كفاية كدة أوي، هنرحع مصر خلاص عادي زي ما كنا. 


طالعته بعدم تصديق،ثم تمتمت معترضة بضيق وعدم رضا 


:- لأ طبعا احنا لحقنا يا عمر، دة شهر عسل يعني المفروص نقعد 30 يوم هو في ايه، طب في خاحة حصلت هناك عشان كدة هنرجع؟ 


حاولت أن تستفسر عن الأمور هناك ربما يكون قد حدث شي بذلك سيعود لكنها تفاجأت عندما رد عليها ببرود ولا مبالاه 


:- لأ محصلش حاجة هناك، أنا قولت هنرجع وقولت ليهم تحت هيطلعوا يظبطوا الشنط عشان متتعبيش اعتقد مفيهاش حاجة يا آلاء خلاص. 


أنهى جملته وخرج تارك الغرفة بينما هي وقفت تطالع أثره بذهول لا تعلم شئ، لكن كل ما تعلمه هو ان بالتاكيد حدث شئ هام حتى بعود بتلك السرعة وذلك التحول الذي حدث له.


هل ذلك الشئ ليس في المنزل؟! فهي عندما حدثتهم أمس كان كل شئ على ما يرام، والجميع بخير، تأفأفت عدة مرات بانزعاج فاذا لم يوجد هناك شئ، هل قد عاد هو مثلما كان معها؟! لن تصمت ولن تترك الأمر يمرؤ ويمر مرور الكرام... 


يُتبع..


إلى حين نشر فصل جديد من رواية أنين وابتهاج الجزء الثاني للكاتبة هدير دودو، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة