-->

رواية جديدة للقلب أخطاء لا تغتفر لآية العربي - الفصل 21 - 1

 

قراءة رواية للقلب أخطاء لا تغتفر كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية للقلب أخطاء لا تغتفر

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة آية العربي


الفصل الواحد والعشرون

الجزء الأول 

 

وصل حمزة إلى القصر 


صف سيارته وترجل وهو يتحدث عبر الهاتف مع أحدهم مردفاً  : 


يعنى إيه؟  ،،  إنشقت الأرض وبلعتها  ؟  ،،  إنت متأكد إنها رجعت مصر ؟ 


أردف أحدهم  : 


- أيوة يا حمزة بيه  ،،،  دا اللى ظهرلنا في قائمة المطار  ،،، بس جربت تسأل والدتها  ؟  ،،  يمكن تعرف عنها حاجة  ؟ 


زفر يردف مؤكداً بتفكير : 


- أكيد لو تعرف عمرها ما هتقول   ،،،  على العموم زى ما إنت كمل ولو عرفت أي شئ فوراً تبلغنى  . 


أغلق معه وهاتف حسن الذي أرسله مجدداً ليحرس ريتان إلى أن تأتى بيته يردف بترقب بعدما أجاب   : 


 عينك متغفلش من على ريتان يا حسن  ،،،  سامعنى كويس  ؟ 


أردف حسن مطمئناً  : 


إطمن يا حمزة بيه ،،،  أنا قدام البيت دلوقتى ومش همشي إلا الصبح زي ما حضرتك طلبت  . 


زفر وأغلق معه ووقف يفكر بقلق  ،،، أين أختفت تلك الخبيثة وبما تنوي ،،، تفاجأ بمراد يأتى من خلفه مردفاً بتوتر  : 


- حمزة  ؟  ،،،  إنت كويس  ؟  


لف نظره يطالعه بنظرة عتاب وغضب ثم لف وجهُ وأردف بجمود : 


- كويس  ..


أردف مراد بندم  : 


- حمزة متزعلش منى   ،،،  أنا خبيت لأنى وعدت كاري ولأنى خوفت عليك  ،،،  وبعدين هى كانت موافقة وكل حاجه هتتم بإرادتها . 


عاد يطالع شقيقه بألم مردفاً  : 


- خوفت عليا  ؟   ،،  خوفت عليا من إيه يا مراد  ؟ ،،،  هو أنت يا أخى مش عايش معايا وشايف العذاب اللى أنا بتعذبه  ؟،،،  مش شايف وجعى يا مراد  ؟    ،،،  طب يا أخى كنت على الأقل حطيت نفسك مكانى   ،،، ما أنت مجرب وعارف   ..


أردف مراد معتذراً  : 


أنا أسف يا حمزة   ،،،  صدقنى أنا وعدت كاريمان متكلمش   ،،،  كنت عايز أقولك وفعلاً كنت هكلمك بس 


قاطعه بحدة عندما تذكر  : 


- بس إييييه  ؟  ،،،  كنت مستنى لما تتجوز وتقول  ؟   ،،،  ولعلمك ده مكانش هيتجــ.وزها ده كان فخ من مها علشان تسئ لسمعتها وتنتقم منها   ،،،  يعنى لو كان ده حصل يا مراد كنت هتتسبب في أسوأ حاجة ممكن توجع ضميرك طول عمرك  ..


زفر وتحرك من أمامه وترك مراد يشعر بالخزى والحزن وتأكد أنه أخطأ ،، إلى الآن لا يصدق أن شقيقه الذي سعى لسعادته يخذله ،، يخفى عنه أمر حياته كله ،،، نعم الآن هي زو جته وملكته ولكن ماذا كان سيحدث إن... . 


صعد لطفله ودلف فوجده نائماً   ،،،  إنحنى يقــ.بله بعمق ثم إتجه لجناحه ودلف الحمام يغتسل ويبدل ثيابه ثم عاد يصلى وانتهى وعاد لفراشه الذي يجاور فراش صغيره وتمدد عليه وأخذه عقله إليها  ،،،  عنــ.اقها ورائحتها وقبــ.لتها    ،،،  حب حياته التى أصبحت ملكه ومليكته . 


لأول مرة يتنفس سعادة   ،،،  حتى أنه لم يشعر بالنوم الذى تسحب إلى عقله ليأخذه في أحلامٍ جميلة معها  . 


❈-❈-❈


بعد يومان  . 


طلق حمزة مها غيابي عند مأذون شرعى ووثق المحامى الخاص به شهادة الطلاق في محكمة الاسرة . 


فلم ينتظرها دقيقة أخرى ،، رتب جيداً خطواته وما سيفعله من أجل صغيره ،،، فهو شبه مطمئن من هذا الجانب ،،، ولكن بالنسبة للشركة فما زال القلق يراوده ،،، عليها أن تتنازل لشقيقته بإرادتها ودون أي تلاعب ،، فقط لتظهر ولينتهى الأمر بسلام . 


أفضى تماماً محتويات الغرفة كاملة ،،، لم يترك أثراً واحداً خاصاً بمها ،،،  حتى الجدران نزع الدهانات وأوراق الحائط من عليها   ،،،  يستعد لتبديله إلى جناح جديد كلياً   ،،،  يستعد لبداية جديدة  معها فقط  . 


تقبل سالم جوازه من ريتان حتى وإن لم يكن مقتنعاً بيه ولكنه يعلم ما عاناه إبنه وما يمكن أن يفعله بعدما نما عوده واشتدت لذلك رضخ  . 


برغم سعادة حمزة ولهفته لبدء حياته إلا أن إختفاء ناصف هذا لا يبشر بالخير أبداً   ،،،  ما زال لا يعلم مكانه ،،، كل ما كان يقلقه خوفه على ريتان الذي ما زال قائماً ولكن فقط لتأتى إليه وتظل بجواره وسيرتاح قلبه . 


❈-❈-❈



ترجلت من سيارتها أمام شركة الجواد ،،، أتت لتراه ،،، فهى تتابع أخباره بتمعن ،، تريد العودة لعهدها معه بعد أن نفرها هذا الزو ج الذي فضلته عليه ،،، تعلم أنها أخطأت في الماضي ولكن ها هي تحاول تصليح الأخطاء ،، فقد طلبت منه الطلاق واتفقت معه أن يخلصها خصوصاً بعدما أجهضت مرتين طوال فترة زوا جها بسبب إهمالها لحملها حتى قبل أن تبدأ شهرها الثالث . 


ما كانت تهتم به هي الحفلات والسهرات وبعض المتعة والرقص في أماكن أعتادت أن تذهب إليها معه ،، فهو كان يتباهى بها وسط معارفه ،، ولكن الآن لم يعد يهتم بها ،،، لذلك عادت الحياة بينهما باردة ونافرة لا تطاق ،، وها هى ستحاول عودة فريد إليها ،،، تعلم مدى تأثيرها عليه وتعلم أنها لن تجد غيره يصدقها ويحبها ،،، باتت تشتاق لأيامهما سوياً ،،، علمت بخبر زوا جه ولكن مؤكد أنه زوا ج عملي ليس عن حبِ أبداً ،،، فهى متأكدة أنه لن ولم يحب سواها . 


زفرت بقوة تهئ رئتيها لهذا اللقاء ،،، دلفت من مدخل الشركة ترتدى نظارتها قاصدة مكتبه ،،، استعملت المصعد الكهربائي لتصل إلى الطابق المنشود . 


وصلت واتجهت تخطى في الرواق باحثة عن أحد تسأله عن مكتبه ،،، وجدت إحدى الموظفات فأوقفتها تتساءل بغرور : 


- مكتب فريد بيه فين ؟ 


نظرت لها الموظفة بضيق ثم أشارت لها إلى آخر الرواق فاتجهت ميادة تخطو بغنج حتى وصلت إلى مكتبه . 


دلفت تطالع تلك القابعة خلف مكتبها ثم جالت بأنظارها المكان وهى تتحدث بدون إهتمام : 


- عايزة أقابل فريد بيه . 


رفعت السكرتيرة عينيها من على حاسوبها تطالعها بتعجب ثم تساءلت بعملية : 


- فيه معاد حضرتك ؟ 


اتجهت ميادة تجلس أمامها وتضع ســ.اقاً فوق الأخرى مردفة باستهتار: 


- لا ،،، بلغيه بس إن ميادة السيوفى عايزة تقابله ،،، وهو أكيد هيوافق . 


مطت السكرتيرة شفــ.تيها بتعجب ثم تناولت الهاتف وأردفت وهى تطالع تلك القابعة بترقب : 


- فريد بيه ؟ ،،، مدام ميادة السيوفى طالبة تقابل حضرتك . 


كان يجلس خلف مكتبه ويراها من خلال كاميرا المراقبة ،،، في الوهلة الأولى تعجب من مجيئها ،،، بأي جرأة وبأي وجه أتت ،،، ولكن شئ ما بداخــ.له أراد أن ينتقم ،،، أراد أن يتأثر لسنوات أضاعها في حب تلك الخبيثة ،،، لذلك إبتسم بمكر وأردف : 


- خليها تدخل . 


وضع الهاتف ونظر للشاشة والسكرتيرة تخبرها بذلك حتى أنفرجت أساريرها ووقفت تتجه إلى مكتبه بسعادة ،، بينها وبين تحقيق مخطتها هذا الباب فقط . 


طرقته ولفت مقبضه ودلفت ،،، كان يجلس يدعي الإنشغال في ما أمامه ولم يكلف نفسه عناء النظر إليها وهو يردف بجمود : 


- أهلا يا مدام ميادة ،،، خير ؟ 


إبتلعت طريقته الفظة في أستقبالها ،،، ماذا ظنت ،، هل سيقف يعانقها أم ماذا ؟ 


زفرت وخطت تجلس خلف مكتبه ثم خلعت نظارتها تطالعه بعيون ماكرة وتردف بصوت انثوي : 


- خايف تبصلى ولا إيه ؟ ،،، معقول يا فريد موحشتكش ؟ 


شعر بضيق ،،، شيئاً ما يخنقه ،،، كيف تأتى وهى متز وجة وتردف بتلك التراهات . 


لم يحتمل لذلك رفع وجهُ يطالعها بعيون حادة وملامح غاضبة يردف بجمود : 


- جاية ليه ؟ ،،، جاية تقولي لراجل غريب عنك موحشتكش ؟ ،، للدرجة دي إنتِ رخيــ.صة . 


صدمت من عيــ.نيه قبل كلمته ،،، طالعته لثوانى بصمت ثم كسرته تردف وهى تهز رأ سها : 


- إيه اللى إنت بتقوله ده يا فريد ؟ ،،، إنت مش غريب عني ،،، إنت دايماً كنت في بالي ،،، عمرى ما نسيتك ،،، اللى بينا مكنش بسيط علشان أنساه ،،، بس إنت متعرفش حاجة ،،، متعرفش إيه اللى حصل معايا . 


كان يطالعها ببرود ظاهري بينما داخــ.له يتوهج ،،، ليس غضباً منها فهذه حقيقتها ،،، ولكن غضباً من نفسه كيف أحب متل تلك المرأة يومياً ،، كيف إنخدع بها وكان يود وسم أسمها بإسمه ؟ ،،، تلك المرأة التى تجلس أمامه لا تؤتمن على شئ . 


زفر يطالعها بنفاذ صبر يطالعها بنظرات حادة مردفاً : 


- اسمعي يامدام ،،، جيتي عنوان غلط ،،، اللى كنتِ تعرفيه زمان واحد تانى خالص غير اللى قدامك دلوقتى ،،، واحد أنا دفنته وأنا راضي تماماً عن اللى أنا عليه دلوقتى ،،، أي كلمة هتقوليها ملهاش أي قيمة عندي ،،، ولازم تعرفي حاجة واحدة وبعدها ياريت تتفضلي من هنا ومتفكريش ترجعي تانى علشان مقلش منك قدام الشركة كلها . 


دقق في عيــ.نيها بقوة يردف بثقة وثبات : 


- أنا راجل متجــ.وز ،،، من إنسانة ظافرها برقبتك ،،، وبصراحة هبقى رخيص أوى لو سبت الملكة وبصيت للجواري ،،، من هنا ورايح تنسى خالص إنك عرفتى حد إسمه فريد الجواد في فترة من حياتك ،،، زي ما أنا نسيت . 


طالعته بذهول ،،، ما تبقى من غرورها نثر أرضاً ،،، كيف يحدثها هكذا ،،، ماذا يظن نفسه ؟ 


وقفت منتفضة تطالعه بغضب لتداري ذلها وأردفت بحدة قبل أن تغادر : 


- هتندم يا فريد على الكلام اللى قولته ده ،،، هتندم وهتيجي تعتذر مني كمان ،،، وساعتها هتتمنى لو كنت سمعتنى ،،، اوعدك ده هيحصل قريب . 


أندفعت للخارج وتركته ينظر لأثرها بإشمئزاز وكأنها شيئاً ملوثاً يشعره بالإختناق . 



❈-❈-❈


عند سناء التى كانت تجلس في النادى مع توأمها اللذان يمارسان رياضة التنس وهى تجلس خلف السياج المعدنى تتابعهما بحنو وترتشف القليل من عصير الفراولة . 


إنتفضت فجأة على صوت أحدهم يردف برتابة : 


- صباح الخير يا سناء هانم ؟ 


ألتفتت تطالعه بتعجب فقد فاجأها فتحمحم معتذراً يردف بأسف : 


- أنا بعتذر منك مكنتش أقصد أزعجك ،،، أنا بس شوفتك صدفة فحبيت أسلم عليكي . 


تنهدت تومئ مردفة بتكلف : 


- أهلاً يا معاذ بيه ،،، أزي حضرتك . 


إبتسم لها وهو يتعمق عينيها الحزينة التى دائماً يراها ذابلة مهما حاولت أن تخفى ذلك ،، رفع نظره يطالع التوأم المنشغلان بلعبتهما ثم عاد إليها يردف بترقب : 


- ممكن أقعد مع حضرتك أشرب قهوتى ونتكلم شوية عن المؤسسة الخيرية الجديدة ؟ 


تنهدت بضيق ،،، نظرت حانباً ثم عادت إليه تردف معتذرة : 


- أنا بعتذر منك بس اليوم النهاردة خاص بأولادي ،،، تقدر حضرتك تتفضل في المؤسسة بكرة إن شاءلله ونتكلم 


زفر يومئ بيأس ثم أردف قبل أن يغادر : 


- تمام يا سناء هانم ،،، زي ما تحبي 


غادر وتركها تشرد في أمره ،،، هي ذكية بالقدر الكافي لتعلم غرضه ،،، بعد تكرار أصراره على الحديث بينهما تستشعر ماذا يريد ،، ولكنها ليست على أستعداد لتلك التجربة مرةً أخرى ،، لقد وهبت حياتها لتوأمها فقط ،، ما رأته في الماضي كفيل من أن يرعبها من أي علاقة جديدة . 



❈-❈-❈



مساءاً في جناح سالم . 


يتمدد على فراشه يتابع ويتصفح هاتفه بتركيز ،،، يقرأ آخر أخبار سوق الأعمال والبورصة ،، داخله راضِ وسعيد عن ما وصل أليه أولاده ،، أسهم شركته في صعود مستمر ،،، وهذا يبشر بالخير ،،، ولكن برغم ذلك ينتابه القلق من شر تلك الأفعى ،، يعلم أنها لن تقف تشاهد مع حدث أمام أعين الجميع بصمت ،، لابد لها من لدغةٍ سامة لذلك فعليهم ان يكونوا على أهبة الإستعداد ،،، لو كان في الماضي لكان أعترض على كل هذا ،،، ولكن لحظة يا سالم بيه ،، أولم يحدث كل ذلك بسببك أنت؟ ،،، أولم تسعد وتستقبل تلك الحية ووالدها إستقبال خافل مبهر وسعيد ،، لما اشتكي الآن ؟ ،،، لما تلوم على ولدك الذي عانا كثيراً وانت تعلم ذلك جيداً ،،، عليك ان تفكر مرة واحدة كأب حقيقي ،،، عليك أن تختار تلك المرة أن تكاتفه يمكن أن تنجو من هذا الطوفان الذي يقترب حدوثه . 


دلفت عليه زو جته صفية تطالعه بترقب ، لقد نوت محادثته في أمر حمزة ، تفكر كثيراً وأخيراً قررت الخوض في ذلك الحديث . 


إتجهت تجلس جواره على طرف الفراش وتطالعه بترقب مردفة : 


- بتعمل إيه يا سالم ؟ 


تحدث وعينه منشغلة بهاتفه : 


- أبداً ،،، بشوف آخر الأخبار . 


تنهدت تستجمع قوتها ثم أردفت وهى تلتقط يــ.ده بين راحتيها : 


- عايزة أتكلم معاك شوية ، أقفل الموبايل واسمعنى .


فعل مثلما قالت والتفت يقابلها فطالعته بنظرة حانية تردف بهدوء وتروي :


- عارف أنى من يوم ما إتجــ.وزتك عمري ما أشتكيت منك لأي حد ،،، دايماً شيفاك إنت كبيري وسندي وكل حاجة ليا ،،، برغم قسوتك اللى الكل شايفها بس أنا شايفة جواك علشان كدة سكت عن حاجات كتير كان لازم اتكلم فيها . 


تنبه لها جيداً وتركها تخرج ما في جبعتها وهى بدأت عبراتها تخونها أمامه وصوتها يتحشرج متابعة بعيون حانية : 


- دايماً كنت مولياك أموري كلها يا سالم ،،، كنت واثقة فيك ،،، دخلت بيتك وعاملتك بما يرضي الله ،،، حبيت سناء كأنها بنتى ،،، ولما حملت في حمزة بقيت خايفة لما أولد غصب عني أفضله على سناء ،،، كنت بسمع إن مستحيل مرات الأب تبقى أم ،،، مستحيل تحب أولاد جــ.وزها زى أولادها ،،، بس أنا لاء ، حبيتها أوي ،،، مفرقتش بينها وبين ولادى التلاتة ،،، بقيت أتعامل معاهم كلهم زى بعض ،،، كنت عارفة إنك عايزهم أقوية ،،، عايزهم وحوش وسط الناس علشان محدش يكسرهم ،،، علشان كدة كنت من نحيتي أنا بزرع فيهم اللين والحنية ،،، لما يبقى الراجل قوي وحنين ده يبقى أغلى كنز في الدنيا ،،، كنت عايزة أطلعهم أقويا زي أبوهم بس حنينين يا سالم ،، لو في يوم واحد مراته زعلت منه يراضيها ويحتويها ، كنت عايزة أعلمهم إن الست عايزة ظهر وسند وعايزة ظل ، ومهما قالوا إن الواحدة تقدر تعيش من غير راجل كذابييين ،،، هتقوى وتكبر وتوصل للي هي عايزاه بس لما تدخل أوضتها وتلاقي نفسها لوحدها هتتمنى راجل تترمي في حضــ.نه وتشتكيله قساوة الزمن ،،، هتتمنى ونس للعمر يسمعها ويطبطب عليها ،،، مهما بلغت قوة الست هي محتاجة قوة راجل تدعمها . 


كان يطالعها بصدمة ،،، لأول مرة يراها تتحدث هكذا ،،، ما بها تلك المرأة ؟ ،،، لاحظت تعجبه فأومأت تتابع بصدق وتأثر : 


- كنت عايزة أزرع جواهم اللى أتحرمت منه معاك يا سالم ،،، علشان بنات الناس اللى هييجوا ميتوجعوش زيي ،،، كنت بعلمهم اللى كان نفسي يبقى فيك يا سالم ،،، أنا حبيتك ،،، حاولت أخليك تحبنى زي ما حبيتك وتبقى حنين عليا بس معرفتش ،،، وبرغم كل قسوتك عليا حبيتك لأنك مسمحتش لحد يهينّي ولا يزعلنى في يوم ،،، إنت بس اللى مسموحلك تزعلنى يا سالم ،،، سبتك تعمل فيا اللى إنت عايزه ،،، وقولت معلش ،، المهم عندى إنك تضلل علينا . 


مسحت عبراتها بظــ.هر يــ.دها وتابعت بتحشرج : 


- أنا كنت غلطانة يا سالم ،،، كان لازم أوقفك لما قررت تشارك شوقى ده ،،، كنت حاسة إن مش هييجي من وراه خير بس أنا سكت ،،، وكان لازم أوقفك تانى لما قررت تجــ.وز بنته لحمزة ،،، كان لازم اتكلم وقتها ،،، بس أنا سكت ،،، مكنش عندى القوة وقتها أنى أواجهك ،،، وبعد السنين دي كلها ،، وبعد الخساير اللى وقعنا فيها بسبب سكوتى واختياراتك ،،، لازم أتكلم ،،، حتى لو كلامى مش هيأثر معاك بس لازم أقولك اللى جوايا . 


تنهدت بقوة تغمض عينيها ثم طالعته مجدداً تردف بترجي : 


- راضي إبنك الكبير يا سالم ،،، فرحه وادعمه وباركله على جوازه من اللي بيحبها ،،، طول عمره بيفضلنا على سعادته ،، فرح قلبه ومتزعلهوش وكفاية عليه اللى شافه طول حياته بسببنا ،، البنت طيبة وأصيلة ومحترمة وهتصونه وتسعده لأنها بتحبه ،، بتحبه زي ما أنا بحبك ،،، أنا شوفت في عيونها وهى بتبص عليه نفس نظرتي ليك ،، فرح قلب ابنك يا سالم لمرة واحدة . 


تابعت ملامحه التى لا توحى بشئٍ ،، تنهدت باستسلام وربتت على كفه ثم توقفت قاصدة الخارج وتركته . 


طالع أثرها بصدمة ،،، هل هذه هي صفية التى عاهدها ،،، كيف تخبئ كل هذا الألم وما تلك الكلمات وعن أي حب تتحدث ؟ ،،، هل قالت تحبه ؟ ،،، هل هناك أحد يحبه هذا الحب الذي يدعونه ؟ ،، لماذا لم تخبره بهذا منذ زمن ؟  


زفر بقوة يعيد حديثها مراراّ وتكراراً على عقله ،،، ليفكر وليقرر ماذا هو بفاعل .

تابع قراءة الفصل