-->

رواية جديدة قلوب بريئة تنبض بالحب لموني عادل - الفصل 14


قراءة رواية قلوب بريئة تنبض بالحب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية قلوب بريئة تنبض بالحب 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة موني عادل 

الفصل الرابع عشر



ذهب أدهم وجلس في مكانه من جديد وأخذ يسترسل حديثه مع أصدقائه بخصوص مقابلته بأبيه ، وما طلبه منه وعندما انتهي من الحديث وجدهم ينظرون إليه ببرود وكأنهم لا يعيرون الأمر أهتماما بينما هو غاضبا مما يفرضه والده عليه ، أخيرا تنازل مراد وتحدث قائلا


((ولما أنت معترض ، هناك مصلحة ستعم على الجميع من وراء تلك الزيجة فوالدك سيستطيع أن يدير عمله كما يريد وسيزداد عمله بسبب تلك المصاهره وأنت ستجد شريكه حياتك وتت-زوج وتستقر ، تعمل مع والدك في شركتك التي ستترأسها من بعد والدك ، فلما أنت غاضب لو كنت في محلك لوافقت في الحال ، إلا إذا كانت الفتاة قبيحة ولا تعجبك من الأساس هنا فقط يمكنك الرفض )) 


أخذ يضحك وقد شاركه كلا من أدهم وشريف ولبني ضحكهم ، كانت تضحك من الخارج ولكن من داخلها نار مشتعلة فأدهم لن ولم يكون لإمراة غيرها فهو حب حياتها ولن تتنازل عنه لأي امراة أخري حتي لو وصل بها الحال لقتلها ..


أمالت لبني على أدهم وهي تدير وجهه بإتجاهها وما زالت كفها على وجنته فتحدثت قائله 


((أدهم حبيبي لا تشغل بالك بما قاله والدك ولا تعير الأمر أهتمام ، فانا لن أتركك لغيري ، أنت ملكي أنا فقط ))


نظر لها بحده فرفع ذراعه وأنزع كفها بقوه من على وجنته ثم تحدث قائلا 


((لبني أنا لست ملكاً لأحد فأنا ملك نفسي ، وأنتي تعرفين بأنك صديقتي فقط لا أكثر من ذلك فأنا لم أطلب منك أن تحبيني وأخبرتك من قبل بهذا ، فلما كل فتره تتحدثين معي بهذه الطريقه وكأننا عاشقين أعلي أن أذكرك دائما بأنك لا تعنين لي شيئا ، ولست أحمل لكي أيه مشاعر ))


أنزعجت ملامح لبني وهي تكتم غيظها من طريقته الفظه معها في الحديث فقد أحرجها أمام مراد وشريف ولم يعمل حسابا لمشاعرها أو يأخذها بعين الإعتبار فهي قد أحبته وليس بيدها شيء ، تعلم بأنه أخبرها كثيرا من قبل عن حقيقة مشاعره تجاهها ولكن قلبها خانها وأصبح متيما بحبه فما الذي يتوجب عليها فعله ، سحبت حقيبتها وذهبت مسرعة من أمامهم فيكفيها احراج امامهم وهي في طريقها للخروج من ذلك المكان الذين يجتمعون ويسهرون به حيث الموسيقي العاليه والمشروبات المحرمه والفتيات الكاسيات العا—ريات تمتمت لنفسها وهي تضغط على اسنانها بقوة 

((حسنا كما تريد يا أدهم ولكن لتكن على علم بأنني لن أتنازل عنك فأنت ستكون لي في النهاية ..)


بينما كان أدهم جالسا يميل برأسه للأمام ويستند بمرفقيه على ف—خذيه تحدث شريف لأول مره منذ أن أجتمعوا الليله فهو كان مستمع جيد وقد أت الوقت ليتحدث فقال


((لقد أخطأت لم يكن يجب عليك أن تحدثها أمامنا بتلك الطريقه ، لبني صديقتنا منذ زمن ولم يكن يصح أن تتحدث معها هكذا))


أشتعل أدهم غضبا وقد ثار عليه قائلا 


(( أانت من ستعلمني كيف أتعامل معها ، أخرج انت منها ولا تتدخل فيما لا يعينك حتي لا تسمع مني ما لا يرضيك ))


أنهي حديثه بنبرة غاضبة وصوت حاد مرتفع ، كاد شريف ان يتطاول عليه بالأي_د فحال بينهما مراد ليمنعه من تسديد لكمه لادهم فهو يعرفهم جيدا إذا ما بدأوا لم يستطيع أحدا أن يوقفهم إلا بعد أن يتأذي أحدا منهم بشكل بالغ ، زفر شريف وأغمض عينيه بقوه ثم فتحهم ونظر له يرمقه بحده مرعبه فقد هدأ قليلا ، ذهب ليخرج ويترك له المكان كله ويذهب ليري شيئا أخر يخرج به شياطينه التي تجمعت بسبب شجاره مع ادهم ..


كان شريف قد خرج وترك أدهم بعد تلك المشاداه بينهما فهو الأن يريد من يخرجه عن طوره ويفقده أعصابه ليخرج جميع شياطينه فها هو قد أشتاق للعب قليلا مع نهي فيريد أن يمارس س-اديته عليها قليلا فهو يري سعادته في رعبها وخوفها منه فكم يستمتع برؤيتها على تلك الهيئه أمسك بهاتفه وكتب رقمها ضاغطا على زر الإتصال لكنهما لم تجيب على مكالمته أنزل الهاتف من على أذنه وهو غاضب من تجاهلها لمكالمته ومن عدم ردها على طلبه حتي الان ، أخذ يتحرك وقد نوي بان الغد لن يمر عليها مرور الكرام فغدا سيكون يوما صعبا عليها ، صعد إلي سيارته التي كان يركنها أمام الملهي وأشغل محركها وذهب يكمل سهرته التي لم تكتمل بسبب مشاجرته مع أدهم فذهب إلي شقته الخاصه مع إحدي الفتيات ..


❈-❈-❈


كانت جالسه على فراشها تضم ساقيها إلي صــ_درها وتؤرجح نفسها إلي الأمام والخلف في حركه رتيبه بينما عيناها لا تريان أمامها ، فمنذ أن فرت من أمامه ذلك اليوم وهي لم تذق طعم النوم مطلقا ولم تخرج من البيت وها هما اليومين قد مروا ولم تذهب إليه وهو لم يحدثها هل تخلي عن فكره الزو_اج منها أم يخطط لشيء اخر وهذا الهدوء هو ما يسبق العاصفة ، اخذت تحدث نفسها قائله

(( ما الذي يتوجب عليا فعله ؟ هل أخبر والدي وأتحمل عقابي كاملا أم أنتظر لأري إذا ما كان سينفذ تهديده أم لا ))


أخذت تهمس لنفسها (( لا لا لا يمكنني أن أنتظر لاراه ينفذ تهديده ويرسل تلك الصور لوالداي))

 

وأخذت تبكي وهي تكمل همسها ((يا إلهي ما الذي يتوجب عليا فعله فأنا لا أستطيع أن انفذ له ما يريد وأتـز_وجه عرفي فاضيع نفسي وعائلتي ، يا إلهي دلني على الطريق الصحيح فبعدما أكتشفت نيته لا أستطيع أن أفعل ذلك.))

 أخذت تبكي وتشهق بقوه فوجدت س—كينا موضوعا علي طبق فاكهه بجوار الفراش فكلمة واحده هي ما أخذت تردد في ذهنها أنهي حياتك ليستريح وتستريحي أنت أيضا من تهديداته .


مدت يدها وأمسكت بالسكين بيد مرتعشة مهزوزة ودموعها تتساقط بكثرة مما تعيق الرؤيه قليلا ، وهي تعتذر بداخلها من عائلتها لأنها قد خذلتهم وأعطت فرصه لأحد أن يبتزها ويهددها فهي عليها كل الحق تعلم ذلك ، وجهت الس_كين إلي معصمها بخوف فاذدردت ريقها وهي تؤمي لنفسها تشجعها بأن تكمل ما تريد فعله ، جرحت معصمها جرحا عميقا فأخذت الد_ماء تسيل بقوة وعيناها تغلقان تدريجيا وهي تتذكر لحظاتها مع حبيب قلبها وجلاده في ذات الوقت إلي أن سقطت فاقدة للوعي ...


❈-❈-❈


كانت أروي ذاهب بإتجاه المطبخ تعد لنفسها شيئا تشربه لتستطيع أن تسهر وتذاكر لبعض الوقت ، خرجت من غرفتها فلم تجد أحدا بالخارج فيبدو بأن كلا منهم قد ذهب إلي غرفته فاليوم كان متعبا على الجميع ، وصلت إلي المطبخ ووقفت تعد مشروبها المفضل بينما كانت واقفه شارده وجدت من يطرق على باب المنزل ، تحركت وتركت المطبخ لتذهب وتري من ، وصلت للباب وفتحته نصف فتحه فقط لتستطيع الرؤيه فوجدت رجلا كبيرا بالعمر ومعه شابا يقف خلفه فلم تري ملامحه جيدا فالإضاءه خفيفه على الدرج فتحدثت قائله((من تريد ))


تحدث يجيبها قائلا (( هل هذا منزل الأستاذ خالد المصري ))


فقالت أروي (( نعم أقول له من يريده ))


تحدث قائلا ((قولي له هناك من يريدك فقط ، فانا صديقا قديما وأريد أن أفاجئه ))


تحدث أروي قائله (( انت نفس الشخص الذي هاتفته وأنا اخبرته بعنوان المنزل ))


((نعم أنه هو فهلا أخبرت والدك أيتها الصغيره))


كان هذا رد ذلك الشاب غاضبا منها ومن أستفساراتها الكثيره وقله ذوقها لتركهم واقفين على الدرج بتلك الطريقه..


ففتحت الباب على أخره وظهرت ملامحهم بسبب الاضاءة في البيت وقد رأته ، صدمه شلت لسانها لا تستطيع أن تتكلم هل أت ليخبر والدها عما حدث من قبل أم قد جد شيء ، أت خالد فهو قد سمع صوتا عاليا يأتي من الخارج فعندما رد عليها ذلك الشاب كان صوته حادا وعاليا فرحب بهما خالد وأشار لهما بالدخول ، ولكنها ظلت على حالها واقفه تسد الباب عليهم وهي تهمس ((أنت )) بينما وقف هو متسمرا بعدما رأها وهو يهمس أيضا ولكن خرج صوته مرتفعا بعض الشئ فنظر لهما كلا من إبراهيم وخالد ..


ابعدها والدها عن الباب حتي يستطيعوا المرور فذهبوا إلي الداخل وجلسوا رحب بهم خالد للمرة الثانية وقد عرفه إبراهيم على مؤمن فتحدث معه خالد وقد تعرف عليه ثم قال ((لم تخبرني من أين تعرف أروي))


كانت واقفه تضع يدها على قلبها خائفة أن يخبره بشيء هل سيخبره عن ذلك البلاغ أم عن أدهم وكذبتها بأنه خطيبها يا إلهي أهذا ما ينقصك يا أروي ، كان على وشك ان يخبره بما حدث ولكن أروي قد باردرت قائله 


((لقد قابلته صدفة من قبل فكان سيرتكب حادثا لقد كنت على عجلة من أمري ولم أنتبه لسيارتة وكادت أن ترتطم بي لولا أن تفادني في أخر لحظة ))


وقف والدها وقد ترك مقعده ليذهب إليها فوقف أمامها وأمسكها من معصمها فأعتقدت بأنه لم يصدقها ويعرف بكذبتها ولكنه أحتضنها وهو يعتذر منها بأنه لم يكن بجانبها من قبل لتخبره بما يحدث معها على مدار يومها ، فتنفست الصعداء وقد أرتاح قلبها بأن والدها صدقها وأن ذلك الظابط لم يعارض ويعترف بكل شيء ويكشف كذبها فنظرت بإتجاهه فوجدته ينظر إليها بنظرة يخبرها فيها كم هي فتاة كاذبة وماكره ...


بعد قليل قد أنضمت لهم فاطمة وليلي فهما يعرفونه جيدا فهو صديق قديم لخالد وللعائله ، فظلوا يتحدثون عن ذكرياتهم معا وشركتهم التي أسسوها وكبرت بفضلهم بينما كان مؤمن يجلس يتابع الحديث الدائر بين خالد ووالده بصمت مثل الجميع ولكنه كان يختلس النظرات لتلك الفتاة فكم يبدو عليها بأنها فتاة هادئة وعاقلة عكس الكاذبة الماكرة الأخري .. 


فتحدث إبراهيم قائلا


(( متي ستعود لتمارس عملك بالشركة فأنت ما زالت شريكا بها سيف ولدي الاصغر هو من يديرها الان فلقد سلمتها له منذ وقت فلم يعد لدي صحة لادارتها ، عليك أن تري إذا ما كنت ستعود وتعمل معه أم أبنائك هم من سيعملون .))


عندما أستمعوا أولاده لما يقوله ذلك الرجل جحظت عيناهم وهم ينظرون بإتجاه خالد فتحدثت أروي قائله 


( لحظة من فضلك ما الذي أسمعه ! لديك شركة وتخفي عني أنك ثري وأنا الذي ظللت أفكر ليالي طوال لما أصريت على ان أدخل تلك الجامعة ، وكيف ستستطيع تدبير مصاريفها .))

صمتت قليلا تنظر للجميع من حولها وتكمل 


((ولكني أنا كما أنا مازلت غبيه لأتحدث في أمور خاصه أمام ضيوفك ، معذرة منكم سأذهب لغرفتي )


تركتهم وهي تحبس دموعها بداخل عينيها فكل دقيقة تمر عليها تكتشف شيء جديد لا تعرفه فهي قد اكتشفت بأنها لا تعرف والديها وصلت لغرفتها ففتح بابها ودخلت صافقة الباب خلفها بقوه وقد أغلقته من الداخل عليها بالمفتاح ورمت نفسها على فراشها وتكورت على نفسها وظلت تبكي بكاءاً مريراً إلي أن غفت ..


بينما بالخارج أعتذرت فاطمه عما حدث وبررت بأن أروي مرهفة الإحساس ولم تستطيع تصديق تلك المعلومة وأنها تمر بضغوطات كثيره تلك الفترة .... 


فتفهم إبراهيم رد فعلها وأتفق مع خالد على كل شيء فقال بعد لحظات من الصمت وهو ينظر للمنزل من حوله


(( عليك أن تنتقل لمنزل أكبر ليسيعكم جميعا فعائلتك كبيرة وتحتاج لبيت أوسع.))


 أخبره خالد بأنه قد فكر في ذلك وأنه قد قرر الإنتقال إلي منزل عائلته ، وبدأ حياته من جديد فها هو قد وجد ما ضيعه من قبل ، أنهي إبراهيم كلامه مع خالد ونظر لمؤمن ليجده يسترق النظرات لتلك الفتاة التي لم تنطق بحرف واحد منذ أن جلست فيبدو بأنها قد أعجبت إبنه فوجه حديثه لها قائلا 


((لم تقولي ما هو تخصصك يا أسيل لعل نستفيد منه في شركتنا ))


اجابته بهدوء وصوت منخفض ((أدرس في كليه الإعلام قسم علاقات عامه وإعلان))


تحدث إبراهيم قائلا ((حسنا بالتوفيق بنيتي وأعلمي بأنك ما أن تتخرجي من الجامعه عملك محفوظا في شركة والدك ))


أجابته وقد تحرجت من لطفه ومن نظرات ذلك الشاب فهي تراه بطرف عينيها وهو يختلس النظر لها فقالت


(( شكرا لك ))


وقف إبراهيم وهو يودعهم ليذهب فلقد تأخر الوقت ويدعوهم بأن يزوروهم في منزله في أقرب وقت ، فيوجد أشياء كثيره يريد أن يشاركه صديق طفولته فيها ويخبره أياها ، ذهب إبراهيم ومؤمن وأدار محرك سيارتة وذهب وباله مشغولا بتلك الفتاة الكاذبة ولم كذبت عليه من قبل وكذبت الأن على والدها هل هذا هو طبعها وتلك البراءة تغطي عليه أم مجرد صدفة ، والفتاة الاخري هل هي هادئة كم يظهر عليها أم تتصنع مثل شقيقتها ووراء ذلك الهدوء فتاة كاذبة أخري فهل يوجد أختين متناقضتين بتلك الصورة واحدة مشتعلة وغير صبوره ترمي ما بداخلها بأي وقت دون أن تأخذ اعتبار أحد بالحسبان والأخري هادئة بصوت منخفض فلا تستطيع أن تسمع صوتها وهي تتحدث وتحسب الكلمه مائة مرة قبل أن تخرج من حلقها .


❈-❈-❈


ذهبت  والدتها لتري لما ابنتها لم تخرج من غرفتها كل تلك المده فلم تأتي نهي لتناول العشاء معهم فهي علي مدار اليومين الماضيين لم تتناول الطعام معهم بل أنها لم تجتمع معهم في أي شيء فهي لم تخرج من المنزل ومنعزله طوال الوقت جالسه بمفردها شارده أخذت تفكر والدتها في حال إبنتها وهي في طريقها لغرفتها لتعرف منها ما بها فقد انقلب حالها ولابد أن تعرف ما سبب ذلك التغير ..


طرقت على الباب وأنتظرت أن تأذن لها أبنتها بالدخول ولكنه لم يحدث فلم تسمع أي رد منها على طرقاتها ولم تستجيب نهي لها فأمسكت بمقبض الباب وفتحته بهدوء لإعتقادها بأنها قد تكون نائمه ، ما أن دخلت إلي الغرفة ونظرت لإبنتها فدوت صرختها لتزلزل أرجاء المنزل ، فقد وجدتها ساقطه على أرضية الغرفة والدماء حولها كثيره لا تعرف من أين أتت تلك الدماء فدوت صرخاتها المتتاليه إلي أن أتي زوجها وقد صدم مما رأه فلما ابنته قد تحاول الإنتحار ولكنه أجل التفكير في كل ذلك إلي أن يطمئن عليها فحملها وتحرك يخرج من المنزل ليستقل سيارته متجهاً لأقرب مشفي لإسعافها ..


وصل إلي المشفي وأخذ ينادي بأعلي صوته لعلهم يساعدونه في إنقاذ إبنته فهي بالكاد تتنفس توجه إليه مجموعة من الممرضين وطبيب للكشف عليها ومحاولة إنقاذها بينما وقف هو ووالدتها يدعو الله أن تكون بخير وألا يري فيها مكروه فهي إبنته وكل ما لديه وقف ينتظر أي خبر يطمئن به قلبه وقلب والدتها التي تبكي بكاء متواصل منذ أن رأتها على تلك الحاله تفترش غرفة نومها وبقعة كبيره من الدماء بجوارها ..


بعد مده ليست طويله ولكنها مرت عليهم ببطء شديد ليشعروا بأنها كالدهر ، وجدوا باب الغرفه يفتح والطبيب يخرج منها فذهب والدها مسرعا إليه ليسأله عن حالتها وهو يدعو في داخله أن يخبره بما يريد أن يسمعه منه بأنها بخير ولم يصيبها سوء 


فتحدث قائلا ((كيف هي الأن ، هل هي بخير ))


اجابه الطبيب قائلا (( لقد وصلت إلي المشفي في حالة سيئه جدا بعد فقدانها كمية كبيرة من الدماء ولكن تم السيطرة علي النزيف وإجراء عملية جراحية سريعة لإنقاذها وهي بخير الأن حالتها مستقره ، ولكن سنحتاج لإبلاغ الشرطه لتحرير محضر بالواقعة هذه محاولة أنتحار واضحه فلقد حاولت قطع شرايين معصمها بأداة حاده من الظاهر بأنها قد مرت بحاله نفسية سيئة دفعتها لمحاولة الإنتحار وقد تعاود تكرارها مجددا فيجب أن تأخذ ذلك بعين الإعتبار وتعرضها علي طبيبا نفسيا ليساعدها لتخطي تلك المرحله.. ))


بينما وقف والدها مذهولا مما سمعه من الطبيب لما إبنته قد تحاول الإنتحار وما الذي قد يدفعها لتفكر في إنهاء حياتها ولما قد تكرارها مجددا ، لا لا يستطيع أن يرأها مجددا في مثل تلك الحاله التي رأها عليها اليوم ، نظر بإتجاه والدتها فوجدها لا تقل صدمة وذهولا عنه واقفه تضع ي-دها على فمها لتكتم صوت شهقاتها فهي غير مصدقه أن تكن إبنتها قد مرت بحاله نفسية سيئة وهي لا تشعر بها ألهذه الدرجة كانت بعيده عن إبنتها كادت أن تخسرها في لحظة تعترف بأنها قد لأحظت تغيرها ولكن يبدو بأنها لأحظته متأخر جدا ..


❈-❈-❈


في صباح يوم جديد صباح يخطف من الشمس ضياه وأمل يمحو ألم القلب وعناه أستيقظت أروي من النوم في الصباح الباكر لتذهب للجامعة وتهرب ممن في البيت فهي لا تريد أن تجتمع بأحد منهم ولا أن تكتشف شيئا جديد عن طريق الصدفه فيكفيها ما أكتشفته حتي الأن ، يكفي ذلك الكم من المفاجأت فهي لم تكن لتتأقلم على شيء حتي تكتشف غيره ..


بدلت ملابسها سريعا وأخذت أشيائها الخاصه فأمسكت بمقبض باب غرفتها لتفتحه ببطء شديد حتي لا يصدر صوتا وتحركت لتمشي على طراطيف أناملها لتصل لباب المنزل ففوجئت بمن يقف ويحجب عنها الطريق ، أغمضت عيناها وهي تضغط عليهم بقوه ثم فتحتهم ونظرت للواقف أمامها مكتف ذراعيه على صدره يرفع حاجبا يسألها بعينيه إلي أين تذهب منذ الصباح الباكر ..


نظرت له بلامبالاه وهي تتحدث ((أبتعد ، أريد أن أذهب ))


فتحدث وهو ينظر إليها بنظرة صارمه قائلا


((تحدثي معي جيدا وبطريقه أفضل من ذلك يا فتاة ، حتي لا أريكي وجهها لن تحبي أن تريه. ))


ظلت تنظر له بنفس النظرة التي تحمل الامبالاه ولكن من داخلها قد قلقت وخافت منه فهي ما زالت لا تعرفه جيدا ولا تعرف كيف من الممكن أن يتعامل معها في غضبه ويبدو بأنها أغضبته ، فأهتزت حدقة عينيها وهي تنظر له ثم تحدثت قائله


((سأذهب للجامعة ، لدي محاضرات في وقت مبكر ولا أريد أن أتأخر عليها ، فهل أبتعدت من أمامي حتي أستطيع الذهاب ))


نظر لها مطولا ثم تنحي جانبا وأشار لها لتذهب فما كادت أن تتخطاه وتذهب حتي أمسك بمعصمها وهو يديرها بإتجاه قائلا بلطف (( هل أوصلكِ ))


أجابته وقد أستغربت هدوءه ولطفه في الحديث معها بعدما كانت قد شعرت بأنه يريد قتلها منذ دقيقتين فقط 


فتحدثت قائلا ((لا داعي شكرا لك ))


فأجابها بنفس الهدوء واللطف ((حسنا كما تشائين ))


مال برأسه ليطبع قبله أعلي رأسها وهو يتمني لها يوما سعيد ، فوقفت مبهوته متسمرة في مكانها لم تستطع التحرك فما أن مال على رأسها وقبلها شعرت بأنها تريد أن تحتضنه وتبكي حتي تريح صدرها مما يعتليه من ألم وحزن فكم شعرت بالأمان فتلك اللحظه بعد أن كانت تشعر وكأنها طفل صغير ابتعد عن والديه ليبقي وحيدا وحزينا ، وفي لحظه ما أن تحدث معها وليد بلطف وأظهر أهتمامه بها ولو قليلا شعرت بأشياء كثيرة عكس ما كنت تشعر به من حزن وألم فكم شعرت بالراحة والأمان والإحتواء ، شعرت بتحسن وأخذت تفكر أهذا هو شعور الأخوه ، أهذا هو معني أن يكون لديك من يهتم بك ويحتويك فكم هي فاقده لتلك المعامله فهي تفتقد الشعور بالإهتمام ..


ظلت على حالتها إلي أن تحدث هو


((إذا بقيتي واقفة فستتأخرين على جامعتك  ))


فاقت من شرودها على صوته وهو يحدثها اجلت صوتها ليبدو طبيعيا حتي لا يظهر تأثرها مما فعله واضحا عليها وتحدثت قائله (( حسنا ساذهب ))


حدثته بتلك الجملة وتخطته سريعا لتذهب من أمامه حتي لا ترتمي في أحضانه لتشكو له مما تعانيه فكم تشعر بأنها وحيده ومنبوذه فليس لديها من يشعر بها ويهتم لأمرها ، أخذت تهمس لنفسها وهي تمشي في الحي الشعبي الذي تسكن فيه إلي الطريق العام لتستقل سيارة أجره هل سيأتي اليوم الذي سنتعامل معا كأخوه أم سيبقي بيننا حدود في التعامل كالغرباء ، وصلت إلي الطريق العام وأوقفت سيارة أجره وصعدت بداخلها لتذهب وتوقف عقلها عن التفكير قليلا فكم تعبت من كثره التفكير في الفترة الأخيرة فكل شيء حولها يحتاج منها لمجهود إضافي للإستعاب ..


❈-❈-❈


كان أدهم جالسا هو ومراد يؤنبه ويلومه على ما حدث بالأمس وما فعله مع شريف يحاول إقناعه أن شريف لم يخطئ معه بل هو من أخطأ وتطاول عليه وكاد أن يسدد له الضربات فكل ما قاله بأنه لا يجب عليه أن يتحدث بتلك الطريقه مع لبني في وجودهم فكان يتوجب عليه التحدث معها بينهما فقط حتي لا تشعر بالإحراج منهما..


تحدث مراد قائلا(( هل أتصلت بلبني ،لتعتذر عما فعلته معها )) 


تحدث وهو ينظر بإتجاه أروي التي ما أن رأها أتيه فلم يستطع أن يزيح عينيه من عليها 


(( لا ، هل كان يتوجب علي مكالمتها))


تحدث مراد وهو مكفهر الوجه قائلا


(( أحقا تسأل ، إذا ما كان عليك أن تحدثها لتعتذر منها وتراضيها أم لا ، أنا حقا لا أفهمك))


جاوبه أدهم موضحا له وجه نظره قائلا


(( لا أريد أن أحدثها ولا أن أعتذر منها ، أنت تعرف كم أحترم لبني ولكني أعتبرها صديقتي فقط ويجب عليها أن تعرف ذلك وأن تكون على علم بهذا فإذا حدثتها وأعتذرت منها ستنسي ما حدث وتعود كما كانت تتعامل وكأن شيئا لم يحدث ..))


أوما له مراد برأسه وصمت ينظر لشريف الذي أتي بإتجاههم فكان على مقربة منهم مما لفت نظر أدهم ليستدير ويري ما الذي ينظر إليه مراد فوجد شريف قد أقترب منهم وعلى وجهه إبتسامة صفراء ..


وصل شريف إليهم ووقف ليلقي التحية عليهم ثم جلس بجوارهم ووجه حديثه لأدهم وهو يسأله قائلا


((كيف حالك اليوم ، هل تحسن مزاجك قليلا))


نظر له أدهم بطرف عينه ثم تحدث قائلا


(( نعم فأنا بأفضل حال ، ولكني أريد أن أبرحك ضربا حتي أهشم أسنانك لتخفي ضحكتك المستفزه تلك ..))


ضحك بملء صوته ضحكة رجولية عالية مما لفتت أنتباه من حولهم وقد شاركه مراد وأدهم الضحك ، بينما كانوا يتحدثون ويضحكون بملء صوتهم كانت هي جالسه تراقبه وتنظر إليه بنظرات مختلسه من الحين للأخر وتفكر لما لم يأتي ويتحدث معها مثلما قال لها عندما حدثها بالأمس هل نسي أم أنه لا يعير الأمر اهتمام ، لا تفكري كثيرا يا أروي فيكفيكي ما لديكي من ألم وحزن يا فتاه لتزيدي تفكيرك بأدهم أيضا ، يبدو عليه بأنه لا يحمل لكي أيه مشاعر عند تلك النقطه ولم تستطع التحمل أكثر فهي قد أحبته وأحبت وجوده يحوم حولها ، فوقفت وقد جمعت أشياءها وذهبت لتحضر محاضرتها ثم تري إذا ما كان سيأتي ليحدثها أم لا .....


يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة موني عادل من رواية قلوب بريئة تنبض بالحب، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية