-->

رواية جديدة سجن الحب لإسراء عبدالموجود الفصل 3

 

قراءة رواية سجن الحب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



قراءة رواية سجن الحب

من روايات وقصص 

الكاتبة إسراء عبدالموجود


الفصل الثالث


هَذَا اَلِاقْتِرَاحِ اَلَّذِي تَفَوَّهَتْ بِهِ وَالِدَتُهَا لَمْ يَكُنْ ضِمْنِ أَيِّ قَائِمَةٍ ، لَمْ تُفَكِّرْ فِيهِ قَبْل أَنَّ تَلَقِّيَهُ عَلَيْهَا ، بَلْ كَانَتْ تَضَعُهَا أَمَامَ اَلْأَمْرِ اَلْوَاقِعِ ، لَيْسَتْ مُسْتَعِدَّةً لِكَيْ تَسْتَمِرَّ حَيَاةُ اِبْنَتِهَا وَحِيدَةً مِنْ دُونِ زَوْ__جٍ وَأَطْفَالٍ حَتَّى وَإِنْ اُضْطُرَّتْ إِلَى إِجْبَارِهَا عَلَى اَلْمُوَافَقَةِ عَلَى أَيِّ شَخْصٍ ، إِنَّ كَانَ اَلسَّبَبُ اَلْوَحِيدُ اَلَّذِي يَمْنَعُهُ مِنْ اَلزَّوَ____اجِ هُوَ كَوْنُهَا تَعْتَنِقُ اَلْإِسْلَامَ ؛ فَإِنَّ رِيكَارْدُو أَيْضًا مُسْلِمٌ غَيْرُ مُتَزَوِّ___جٍ . 


لَمْ يَتَجَرَّأْ أَحَدٌ عَلَى اَلْحِوَارِ بَعْدَمَا قَالَتْهُ ، بَلْ اَلصَّمْتَ غَرِيبٌ اِسْتَوْلَى عَلَى اَلْمَكَانِ ، لَا أَحَدَ تَمَكُّنِ مِنْ اَلِاعْتِرَاضِ أَوْ اَلرَّفْضِ أَوْ حَتَّى أَنْ يَفْهَمَ مَا اَلَّذِي تُفَكِّرُ فِيهِ ، فَتِلْكَ اَلْأُمُورُ لَا يَتِمُّ إِلْقَاؤُهَا بِهَذَا اَلشَّكْلِ دُونَ تَفْكِيرٍ أَوْ تَرْتِيبٍ سَابِقٍ .


رَغْمَ أَنَّ اَزْمِيرَالْدَا لَيْسَتْ بِفَتَاهُ سَيِّئَةً ، بَلْ اَلْجَمِيع يَشْهَدُ لَهَا بِحُسْنِ أَخْلَاقِهَا ، لَكِنَّ اَلصَّدْمَةَ هِيَ مِنْ سَيْطَرَتْ عَلَيْهِمْ مَنَعَتْهُمْ مِنْ إِبْدَاءٍ أَيْ رَايْ ، كَأَنَّ وَالِدَتَهَا وَضَعَتْ اَلْجَمِيعَ فِي مَأْزِقٍ وَخَنْدَقٍ صَعْبٍ اَلْهَرَبِ مِنْهُ . 


- اِعْتَذَرَ عَنْ اَلتَّدَخُّلِ فِي هَذِهِ اَلْأُمُورِ ، لَكِنْ لَا يُمْكِنُ اِتِّخَاذَ اَلْقَرَارِ بِشَكْلٍ مُتَهَوِّرٍ عَلَى هَذَا اَلنَّحْوِ ، مِنْ اَلْأَفْضَلِ أَنْ نَجْلِسَ جَمِيعًا وَنَبْدَأُ بِالْحِوَارِ حَتَّى لَا نَجِدُ أَنْفُسُنَا نَقُومُ بِاِتِّخَاذِ قَرَارَاتٍ لَيْسَتْ صَائِبَةً وَلَيْسَتْ فِي مَحَلِّهَا .


يَحْيَى هُوَ اَلْوَحِيدُ اَلَّذِي تَحَلَّى بِالْقُدْرَةِ اَلْكَافِيَةِ عَلَى تَمَالَكَ صَدْمَتَهُ ، فِي مُحَاوَلَةٍ لِتَهْدِئَةِ اَلْعَاصِفَةِ اَلَّتِي أَحَاطَتْ بِالْمَكَانِ وَبِمَنْ فِيهِ ، فَتِلْكَ اَلْقَرَارَاتُ لَا تُؤْخَذُ دُونَ تَخْطِيطٍ أَوْ تَفْكِيرٍ مُسْبَقٍ وَدُونَ حِسَابٍ لِمَا يُمْكِنُ أَنْ يَحْدُثَ .


اِسْتَجَابَتْ لَهُ عَائِلَةُ رِيكَارْدُو بَيْنَمَا بَقِيَتْ وَالِدَةً اَزْمِيرَالْدَا وَاقِفَةً تَرْفُضُ اَلْجُلُوسَ ، حَتَّى إِنَّ كَانَ هَذَا اَلْقَرَارِ مُتَهَوِّرًا لَمْ تَحْظَ بِالْفُرْصَةِ اَلْكَافِيَةِ لِلتَّفْكِيرِ فِيهِ ، فَهِيَ لَا تَنْوِي اَلتَّرَاجُعَ عَنْهُ أَوْ تَنْوِي اَلِاسْتِسْلَامَ دُونَ أَنْ تُحَقِّقَ مَا تُرِيدُ ، كَانَ هَذَا وَاضِحًا حِينَ وَجِعَتْ لِابْنَتِهَا نَظَرَهُ قَوِيَّةً ، تُخْبِرُهَا أَنَّهَا لَا تَمْزَحُ وَلَنْ تَتَرَاجَعَ بَيْنَمَا تُعِيدُ إِلْقَاءَ كَلِمَتِهَا بِنَبْرَةٍ قَوِيَّةٍ . 


- إِنَّ اِبْنَتِي مُسْلِمَةً وَرِيكَارْدُو أَيْضًا يَتْبَعُ نَفْسَ اَلدِّينِ ؛ لِذَا لَا أَرَى مَانِعُ أَنْ يُحَاوِلَا اَلتَّقَرُّبُ مِنْ بَعْضِهِمْ اَلْبَعْضِ ، أَنْ نَصْنَعَ خُطَبُهُ تَمَكُّنَهُمْ مِنْ اَلتَّوَاصُلِ مَعًا ، فَرُبَّمَا نَفْرَحُ جَمِيعًا بِوُجُودِ حَفِيدِ أَخِيرًا لَنَا وَزَوَاجِ أَغْلَى شَخْصَيْنِ عَلَى قُلُوبِنَا جَمِيعًا .


اَلْفِكْرَةُ كَانَتْ لِتَلَقِّي سَعَادَةِ رِيكَارْدُو فِي وَقْتٍ آخَرَ ، قَبْلُ أَنْ يَتَعَرَّفَ عَلَى رَامُونَا وَقَبْلٍ أَنْ تَقُومَ بِنَشْرِ مَقْطَعِ اَلْفِيدْيُو اَلَّذِي أَهَانَتْهُ فِيهِ وَقَلَّلَتْ مِنْهُ أَمَامَ اَلْجَمِيعِ ، فِي هَذَا اَلْوَقْتِ لَنْ يَسْمَحَ بِوُجُودِ أَيِّ عَلَاقَةٍ جَدِيدَةٍ بِتِلْكَ اَلسُّرْعَةِ دُونَ أَنْ يَحْظَى بِالْوَقْتِ اَلْكَافِي لِلتَّفْكِيرِ . 


- أَنَا اِعْتَذَرَ جِدًّا مِنْكَ ، لَكِنَّ قَرَارَكَ هَذَا لَا يُمْكِنُ اِتِّخَاذُهُ بِهَذِهِ اَلسُّرْعَةِ وَمِنْ دُونِ تَفْكِيرٍ مُسْبَقٍ فِيهِ ، يَوْمُ أَمْسِ فَقَطْ كُنْتَ عَلَى وَشْكِ أَنْ أَقُومَ بِعَرْضِ اَلزَّوَ اجِ عَلَى فَتَاةٍ أُخْرَى ، كَيْفَ يُمْكِنُنِي اَلتَّفْكِيرُ بِالزَّوَاجِ مِنْ فَتَاةٍ مُخْتَلِفَةٍ فِي صَبَاحِ اَلْيَوْمِ اَلتَّالِي بِتِلْكَ اَلسُّرْعَةِ .


أَنَا أَعْلَمُ أَنَّكَ تُرِيدِينَ صَالِحُ اِبْنَتِكَ ، لَكِنَّ مَا نَفْعَلُهُ لَيْسَ فِي صَالِحِهَا وَلَا صَالِحِي ، أَنَّنَا بِحَاجَةِ إِلَى وَقْتِ أَكْبَرَ لِتَجَاوُزِ مَا أَمَرَ بِهِ ، لِتُعْطِيَ اِبْنَتَكَ أَيْضًا اَلْفُرْصَةَ اَلْكَافِيَةَ لِلتَّفْكِيرِ مِنْ حَقِّهَا أَنْ تَمْتَلِكَ اَلرَّأْيَ فِي اَلْقَبُولِ أَوْ اَلرَّفْضِ .


بِشَكْلٍ غَيْرِ مُبَاشِرٍ لَمْ يُحِبْ رِيكَارْدُو اَلْفِكْرَةِ ، بَدَأَ كَانَهُ يَرْفُضُهَا لَكِنَّهُ لَمْ يَرْغَبْ فِي أَنْ يَضَعَ اَزْمِيرَالْدَا فِي مَوْقِفٍ مُحْرِجٍ أَمَامَ اَلْجَمِيعِ ، كَمٌّ شَعَرَتْ بِالْإِحْرَاجِ مِنْ طَلَبِ وَالِدَتِهَا وَزَادَ اَلْأَمْرُ حِينَ رَفَضَ رِيكَارْدُو اَلْأَمْرِ بِطَرِيقَةٍ لَبِقَةٍ ؛ فَقَرَّرَتْ هِيَ أَيْضًا رَدَّ اِعْتِبَارِهَا أَمَامَ اَلْجَمِيعِ وَكَرَامَتِهَا اَلَّتِي تَمَّ إِهْدَارُهَا بِهَذَا اَلشَّكْلِ اَلْمُهِينِ .


- أَنَا أَيْضًا لَسْتَ مُوَافَقَةً عَلَى هَذَا اَلْعَرْضِ ، مَا زَالَ اَلْوَقْتُ مُبَكِّرًا لِكَيْ أُفَكِّرَ فِي تِلْكَ اَلْأُمُورِ ، مِنْ فَضْلِكَ يَا أُمِّي لَا دَاعِيَ لِتَتَسَرَّعِي وَتَتَحَدَّى اَلْقَرَارَ فِي لَحْظَةِ غَضَبٍ . 


فِي وَاقِعِ اَلْأَمْرِ كَانَتْ خُطَّةٌ مُدَبَّرَةٌ نَوْعًا مَا ، قَامَتْ بِهَا كَالِيدَا مَعَ وَالِدِهِ اَزْمِيرَالْدَا ، لِكَيْ تَقُومَ بِإِقْنَاعِ رِيكَارْدُو بِالزَّوَ___اجِ مِنْ اَلْفَتَاةِ اَلَّتِي تَرَاهَا مُنَاسَبَةٌ لَهُ ، لَقَدْ اِكْتَفَتْ مِنْ تِلْكَ اَلْمَغْرُورَةِ اَلَّتِي قَامَتْ بِرَفْضِهِ ، مِنْ صَدْمَتِهِ فِي حَقِيقَةِ عَائِلَتِهِ ، أَنَّهَا هِيَ اَلْحَلُّ اَلْمُنَاسِبُ كَيْ يَخْرُجَ مِنْ أَزْمَتِهِ وَيَرَى حَقِيقَةَ اَلْحَيَاةِ ، أَشَارَتْ إِلَيْهَا وَالِدَهُ اَزْمِيرَالْدَا بِطَرِيقِهِ خَفِيَّةٍ ، لَمْ يَرَهَا سِوَى زَوْ____جِ كَالِيدَا وَلَمْ يَفْهَمْ فِي اَلْبِدَايَةِ سَبَبَ تِلْكَ اَلْإِشَارَةِ .


- أَنَا لَا أَرَى أَيُّ خَطَأٍ فِيمَا قَالَتْ ، بَلْ أَنَا مَعَهَا تَمَامًا أَنْتَ لَنْ تَجِدَ أَفْضَلَ مِنْ اَزْمِيرَالْدَا ، نَحْنُ نَعْرِفُ أَخْلَاقُهَا جَيِّدًا وَهِيَ تَعْرِيفُكَ مُنْذُ زَمَنٍ ، لَنْ تَكُونَ كَغَيْرِهَا فَكَّرَ فِي اَلْأَمْرِ قَبْلَ اِتِّخَاذِ قَرَارٍ مُتَسَرِّعٍ ، لَا تَدَعُ تِلْكَ اَلْفَتَاةِ تُفْسِدُ عَلَيْكَ أَفْكَارُكَ ، أَلَّا يَكْفِيَ أَنَّهَا سَتَقُومُ بِالزَّوَ اجِ اَلْيَوْمِ ؟


❈-❈-❈


بِالْأَمْسِ فَقَطْ كَانَتْ تِلْكَ اَلْحَفْلَةِ ، حَفْلَةُ اَلتَّخَرُّجِ اَلْخَاصَّةِ بِهِ وَاَلَّتِي قَلَبَتْ حَيَاتُهُ رَأْسًا عَلَى عَقِبٍ ، اَلْآنُ تِلْكَ اَلْفَتَاةِ عَلَى وَشْكِ اَلزَّوَ اجِ اَلْيَوْمِ كَمَا عَلِمَ مِنْ وَالِدِهِ اَزْمِيرَالْدَا ، لَمْ تَضِيعَ أَيَّ وَقْتٍ وَاخْتَرْتَ اَلشَّخْصَ اَلتَّالِيَ لَهُ ، دُونُ أَنْ تُعْطِيَهُ اَلْفُرْصَةُ حَتَّى لِكَيْ تُقَدِّمَ لَهُ اِعْتِذَارًا عَنْ تَصَرُّفِهَا مَعَهُ ، أَيُّ نَوْعٍ مِنْ اَلْأَشْخَاصِ كَانَ عَلَى وَشْكِ أَنْ يَرْبُطَ نَفْسَهُ بِهِ ؟


تَحَوَّلَتْ مَلَامِحَ وَجْهِهِ إِلَى اَلنَّقِيضِ ، كَانَ حَقِيقَةَ وَالِدَيْهِ لَا تَكْفِيهُ لِتَأْتِيَ اَلصَّدَمَاتِ تِبَاعًا ، كُلُّ تِلْكَ اَلسَّنَوَاتِ اَلَّتِي قَضَاهَا هُنَا يَبْنِي حَيَاتَهُ وَعَالَمَهُ اَلْخَاصَّ اِنْهَارَتْ فِي لَحْظَةٍ ، لَمْ يَعُدْ لَدَيْهِ اَلْقُدْرَةُ عَلَى مُحَاوَلَةِ إِصْلَاحِ مَا تَمَّ إِفْسَادُهُ أَوْ حَتَّى مَنْعِهِ مِنْ اَلِانْهِيَارِ . 


- بُنِيَ أَنَّهَا لَا تَسْتَحِقُّ كُلَّ هَذَا اَلْحُزْنِ اَلَّذِي أَرَاهُ فِي عَيْنَيْكَ ، مِنْ حُسْنِ اَلْحَظِّ أَنَّكَ اِكْتَشَفَتْ حَقِيقَتُهَا قَبْلَ أَنْ تَطْلُبَ مِنْهَا اَلزَّوَ اجُ بِالْفِعْلِ ، أَنَّهَا لَيْسَتْ مُنَاسِبَةً لِتُؤَسِّسَ مَعَكَ مُسْتَقْبَلُكَ وَحَيَاتُكَ .


رَمَقُ كَالِيدَا بِنَظَرِهِ مَلِيئَةً بِالْحُزْنِ وَالْأَسَى ، لَمْ يَسْتَطِعْ اَلسَّيْطَرَةَ عَلَى نَبْرَةِ صَوْتِهِ اَلَّتِي خَرَجَ مُنْهَزِمَةً مُسْتَسْلِمَةً ، لَا أَحَدَ يَشْعُرُ بِمَا يَعْتَمِرُ فِي دَاخِلِهِ وَلَا فِي ذَلِكَ اَلْقَفَصِ اَلَّذِي يَقْبِضُ عَلَى أَنْفَاسِهِ ، يَعْتَقِدُونَ أَنَّهُ سَيَتَجَاوَزُ اَلْأَمْرُ فِي بِضْعِ دَقَائِقَ أَوْ أَقَلَّ ، لَا يَعْلَمُونَ أَنَّهُ يُوَاجِهُ اَلْكَابُوسُ اَلْأَسْوَدُ .


- أَيُّ حَيَاةٍ هِيَ تِلْكَ ، اَلْعَائِلَةُ اَلَّتِي أَلْقَتْ بِي قَبْل سَنَوَاتٍ خَلَّفَهَا دُون أَنْ تَهْتَمَّ أُمُّ اَلْفَتَاةِ اَلَّتِي أَحْبَبْتُهَا وَقَامَتْ بِصُنْعِ فِيدْيُو لِي عَلَى مَوَاقِعِ اَلتَّوَاصُلِ اَلِاجْتِمَاعِيِّ تَقُومُ بِإِهَانَتِي وَالسُّخْرِيَةِ مِنِّي ، مَا هِيَ نَوْعُ اَلْحَيَاةِ اَلَّتِي تَنْتَظِرُنِي هَلْ تَعْلَمِينَ ، كُلُّ مَا مَرَّرَتْ بِي فِي حَيَاتِي مُجَرَّدَ كِذْبَةٍ وَخَدَعَهُ حَتَّى أَنْتُمْ كَذَبْتُمْ عَلِي بِشَأْنِ حَقِيقَتِي وَاصِلِي ؟


نَظَرُ خَلَفِهِ إِلَى ذَلِكَ اَلْمُحَامِي اَلَّذِي يَنْتَظِرُ مُوَافَقَتَهُ عَلَى اَلذَّهَابِ مَعَهُ ، لَازَالَ يَجْهَلُ مَكَانَ اَلثَّلَاثَةِ اَلْآخَرُونَ ، لَكِنَّهُ لَنْ يَتَوَقَّفَ عَنْ اَلْبَحْثِ عَنْهُمْ حَتَّى يَعُودُوا إِلَى اَلْمَنْزِلِ حَتَّى تَعُودَ لَهُمْ هُوِيَّتِهِمْ اَلْحَقِيقِيَّةِ ، أَصْلُهُمْ اَلَّذِي تَمَّ مَحْوُهُ تَحْتَ وَطَّأَتْ اَلْعَدُوَّ اَلْغَاشِمَ اَلَّذِي لَمْ يَرْحَمْ وَصَارَتْ اَلْمَشَاعِرُ اَلْإِنْسَانِيَّةُ مَمْحُوَّةً مِنْ قَامُوسِهِ .


- مَا سِرُّ قِطْعَةِ اَلْأَرْضِ تِلْكَ حَتَّى يَضِيعَ حَيَاتَهُ وَحَيَاتَهُ أَبْنَائِهِ وَعَائِلَتُهُ فِي سَبِيلِهَا ، هَلَّا تُخْبِرُنِي مَا اَلَّذِي يُمَيِّزُهَا عَنْ غَيْرِهَا ، مُجَرَّد مُشْتَرِي أَرَادَ قِطْعَةَ أَرْضٍ وَلَمْ يَحْصُلْ عَلَيْهَا أَتَاحَ لَهُ ذَلِكَ اَلْحَقِّ بِإِفْسَادِ حَيَاتِي وَحَيَاةِ ثَلَاثَةِ أَخُوهُ آخَرُونَ لَا أَعْلَمُ بِشَأْنِهِمْ ، مِنْ اَلْمُؤَكَّدِ أَنَّهُمْ مِثْلِيٌّ يَجْهَلُونَ حَقِيقَتُهُمْ وَحَقِيقَتِي ؟


ثُمَّ عَادَ بِنَظَرِهِ إِلَى وَالِدِهِ اَزْمِيرَالْدَا اَلَّتِي لِلتَّوِّ وَرْطَتَهُ فِي أَمْرِ زَوَ اجٍ لَمْ يُفَكِّرْ فِيهِ وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِهِ قَطُّ ، بَلْ كَانَ يَبْعُدُ هَذَا اَلْأَمْرِ عَنْ رَأْسِهِ حَتَّى يَتَخَرَّجَ وَيَمْتَلِكُ اَلْوَظِيفَةَ وَيَطْلُبُ اَلزَّوَ اجُ مِنْ رَامُونَا .


- أَعْتَقِدُ أَنَّ مَسْأَلَةَ تَأَخُّرِ اَلزَّوَ اجِ لِابْنَتِكَ هِيَ أَقَلُّ مَا قَدْ يَشْغَلُ بَال أَيِّ شَخْصِ هُنَا ، وَسَطَ كُلِّ تِلْكَ اَلْأُمُورِ اَلَّتِي اِسْتَيْقَظَتْ فَجْأَةَ فِي وَجْهِي ، لَمْ تُتَحْ لِي اَلْفُرْصَةُ لِلتَّعَرُّفِ عَلَيْهَا جَيِّدًا ، لَيْسَ رَفْضًا وَلَا يَعْنِي أَنَّهَا سَيِّئَةٌ بِمِقْدَارِ مَا يَعْنِي أَنَّنِي لَسْتُ مُسْتَعِدًّا لِأَيِّ مُفَاجَأَةٍ جَدِيدَةٍ وَلَا لِأَيِّ أَحْدَاثٍ غَيْرِ مُتَوَقَّعَةٍ . 


حَاوَلَتْ وَالِدَتُهُ بِالتَّبَنِّي وَوَالِدِهِ مُسَاعَدَتَهُ ، لَكِنَّهُ لَمْ يَشْعُرْ بِأَيِّ رَغْبَةٍ فِي اَلْحِوَارِ ، اَلشَّيْءُ اَلْوَحِيدُ اَلَّذِي كَانَ يُرِيدُهُ أَنْ يَبْتَعِدَ عَنْ اَلْجَمِيعِ ، تِلْكَ اَلصَّدَمَاتِ وَالصَّفَعَاتِ اَلَّتِي نَالَهَا كَانَتْ أَقْوَى مِنْ أَنْ يَتَجَاهَلَهَا ، مَا هُوَ بِحَاجَةٍ إِلَيْهِ بِالْفِعْلِ هُوَ أَنْ يَهْرُبَ مِنْ هَذَا اَلْمَكَانِ لِبِضْعِ اَلْوَقْتِ ، أَنْ يَحْصُلَ عَلَى هُدْنَةٍ ، لَكِنْ مُنْذُ مَتَّىْ كَانَتْ أَحْلَامُ اَلْإِنْسَانِ تَتَحَقَّقُ ، دَائِمًا مَا كَانَتْ أُمْنِيَتُهُ صَعْبَةً أَوْ رُبَّمَا مُسْتَحِيلَةٌ ، خَاصَّةً أَنَّ اَلْهُدُوءَ لَا يُمْكِنُ أَنْ يَسِيرَ بِتِلْكَ اَلطَّرِيقَةِ اَلَّتِي يَرْغَبُهَا بِاخْتِصَارٍ ؛ لِأَنَّ سَام لَا يَنْوِي تَرْكَ قِطْعَةِ اَلْأَرْضِ تِلْكَ .


مِنْ حَيْثُ لَا أَحَدَ يَعْلَمُ كَانَ هُنَاكَ أَصْوَاتٌ غَرِيبَةٌ فِي خَارِجِ اَلْمَنْزِلِ ، ثُمَّ فَجْأَة يَقْتَحِمُ بَعْضُ اَلرِّجَالِ اَلْمَكَانُ دُونَ اَلسَّمَاحِ لِأَحَدٍ بِالتَّنَفُّسِ ، مَلَابِسُهُمْ سَوْدَاء تَمَامًا كَقُلُوبِهِمْ أَسْلِحَتِهِمْ مُسْتَعِدَّةً وَجَاهِزَةً لِلْإِطْلَاقِ فِي أَيِّ دَقِيقَةٍ يَأْمُرُهُمْ بِهَا قَائِدُهُمْ ، لَمْ يَعْلَمْ أَحَدٌ مِنْ هُمْ وَلَا مَاذَا يُرِيدُونَ .


اِفْسَحْ رَّجَالَهْ مَكَانًا لِيَدْخُلَ ذَلِكَ اَلشَّخْصِ ، بَيْنَمَا يَنْظُرُ فِي وُجُوهِ اَلْجَمِيعِ ؛ وَلِأَنَّهُ عَلَى مَعْرِفَةِ بِهُمْ مِنْ اَلصُّورَةِ اَلَّتِي حَصَلَ عَلَيْهَا مِنْ رِجَالِهِ ، فَبَاتَ يَعْلَمُ أَنَّ مِنْ يَقِفُ أَمَامَهُ ذَلِكَ هُوَ رِيكَارْدُو اِبْنُ حَسَنْ وَرَجَاءِ اَلَّذِي كَانَ يَبْحَثُ عَنْهُ ، وَرِيثُ قِطْعَةِ اَلْأَرْضِ هُوَ وَأَخَوَاتُهُ بَعْد وَفَاةِ وَالِدِهِ . 


- لِسِتٍّ مِنْ مُحِبِّي اَلتَّجَمُّعَاتِ اَلْعَائِلِيَّةِ ، لَكِنْ لَمْ أَسْتَطِعْ تَفْوِيتُ هَذِهِ اَلْفُرْصَةِ فِي رُؤْيَةِ رِيكَارْدُو أَوْ حَتَّى فِي اَلتَّعَرُّفِ عَلَى يَحْيَى اَلْمُحَامِي اَلْخَاصُّ بِالسَّيِّدِ حَسَنٍ ، كَمْ أَنَّ تِلْكَ اَلدُّنْيَا صَغِيرَةً بِالْفِعْلِ .


حِوَارُهُ يَعْنِي أَنَّهُ يَعْرِفُ يَحْيَى ، مِنْ اَلْمُفْتَرَضِ بِيَحْيَى أَنْ يَكُونَ لَهُ تَفْسِيرٌ مَنْطِقِيٌّ لَمِنْ يَكُونُ هَذَا اَلرَّجُلِ وَلَمَّا دَخَلَ مَنْزِلُهُمْ بِهَذَا اَلشَّكْلِ ، بَيْنَمَا يَحْيَى هُوَ اَلْآخَرُ يَجْهَلُ مِنْ يَقِفُ أَمَامَهُ حَتَّى وَإِنْ رَاوَدَهُ اَلشَّكُّ أَنَّهُ أَحَدُ اَلْأَشْخَاصِ اَلَّذِينَ يَسْعَوْنَ خَلْفُ قِطْعَةِ اَلْأَرْضِ . 


- لَا أَعْتَقِدُ أَنَّنِي أَعْلَمُ مَنْ تَكُونُ ، هَلْ مِنْ أَنْ تَقُومَ بِتَقْدِيمِ نَفْسِكَ لَنَا وَسَبَبِ وُجُودِكَ هُنَا مَعَ رِجَالِكَ بِهَذَا اَلشَّكْلِ غَيْرِ اَللَّائِقِ ؟


هَا قَدْ بَدَأَ اَلْمُحَامِي ، لَكِنَّهُ لَمْ يَعْرِفْ جَيِّدًا مَعَ مِنْ يَتَعَامَلُ تَجَاوُزَ رِجَالِهِ كَأنَ اَلْمَكَانُ مُلْكَهُ جَالِسًا عَلَى اَلْأَرِيكَةِ يُنَاظِرَهُمْ جَمِيعًا بِهُدُوءِ مُنْقَطِعٍ اَلنَّظِيرِ ، كَأَنَّهُ فَرْدُ مِنْ اَلْعَائِلَةِ وَعَلَى عَلَاقَةِ بِهُمْ جَمِيعًا حَتَّى إِنَّ كَانَتْ اَلْحَقِيقَةُ مُخْتَلِفَةً . 


- أَنَا سَامُّ وَانْشِسْتَرْ مَلِكِ إِحْدَى أَكْبَرِ اَلشَّرِكَاتِ فِي اَلْعَالَمِ ، أَنَا هُنَا بِصَدَدِ عَرْضٍ لِبَيْعِ قِطْعَةِ اَلْأَرْضِ اَلَّتِي تَخُصُّ وَالِدَكَ ، بِمَا أَنَّ وَالِدَكَ لَا يَتَوَقَّفُ عَنْ اَلرَّفْضِ فَقَدْ يَكُونُ لَدَيْنَا اَلْفُرْصَةُ اَلْكَافِيَةُ لِلْحِوَارِ مَعًا بَعِيدًا عَنْهُ .


هَا قَدْ بَدَأَتْ اَلْبُشْرَى بِالظُّهُورِ ، بَدَا اَلسَّاعُونَ خَلْفَ تِلْكَ اَلْأَرْضِ بِالْقُدُومِ ، تِلْكَ اَلْقِطْعَةَ جَلَبَتْ لَهُمْ اَلْكَثِيرَ مِنْ اَلْمَتَاعِبِ وَالْمَشَاكِلِ ، لَا أَحَدَ يَعْلَمُ اَلسِّرَّ اَلْحَقِيقِيَّ اَلَّذِي يَجْعَلُ اَلْجَمِيعُ يَتَهَافَتُ عَلَيْهَا وَمُسْتَعِدٍّ لِدَفْعِ أَيِّ مَبْلَغٍ مَالِيٍّ فِي مُقَابِلِ أَنْ يَمْتَلِكَهَا ، لَا مَانِعَ أَنْ يُخَاطِرَ أَيْضًا بِحَيَاةِ مُلَّاكِ قِطْعَةِ اَلْأَرْضِ تِلْكَ ، هَذَا هُوَ مَا بَاتَ وَاضِحًا لِلْجَمِيعِ ، مَا حَدَثَ بِالْمَاضِي مُجَرَّدٍ تَذْكِرَةً لِمَا سَيَحْدُثُ إِنَّ بَقِيَ اَلرَّفْضُ جَوَابًا لِتِلْكَ اَلْقِطْعَةِ ، لِلْأَسَفِ لَا يَمْتَلِكُ رِيكَارْدُو أَيَّ جَوَابٍ مُنَاسِبٍ لِهَذَا اَلرَّجُلِ ، هُوَ لَا يَرْغَبُ بِالِاعْتِرَافِ بِعَائِلَتِهِ اَلَّتِي تَخَلَّتْ عَنْهُ فَكَيْفَ لَهُ أَنْ يَقُومَ بِالْمُوَافَقَةِ عَلَى بَيْعِ قِطْعَةِ اَلْأَرْضِ اَلَّتِي دَمَّرَتْ عَالَمَ إِخْوَتِهِ اَلْمَجْهُولِينَ حَتَّى اَلْآنَ .


- لَا أَعْتَقِدُ أَنَّ أَحَدًا مِنْ اَلْمُتَوَاجِدِينَ فِي هَذَا اَلْمَكَانِ يُمْكِنُهُ مُسَاعَدَتَكَ لِلْحُصُولِ عَلَيْهَا ، فَأَنَا لَا أَعْلَمُ أَيُّ شَيْءِ عَنْهَا ، لَسْتَ مُهْتَمًّا بِمَعْرِفَتِهَا أَنْ أَرْدَتْ يُمْكِنُكَ اَلذَّهَابُ إِلَى مَالِكِ قِطْعَةِ اَلْأَرْضِ اَلْأَصْلِيِّ وَأَخْذِهَا مِنْهَا بِأَيَّ مَبْلَغٍ تُرِيدُ ، تِلْكَ مُشْكِلَتُكَ وَحْدَكَ نَحْنُ لَا نَتَشَارَكُ نَفْسُ اَلِاهْتِمَامَاتِ . 


لَا يَبْدُو أَنَّ اَلْخَوْفَ طُرُقَ بَابِ رِيكَارْدُو أَوْ اِهْتَمَّ لِلَحْظَةِ بِعَدَدِ اَلرِّجَالِ اَلْمَوْجُودِينَ فِي اَلْغُرْفَةِ أَوْ فِي اَلْأَسْلِحَةِ اَلَّتِي يَحْمِلُونَهَا بَيَّنَ أَيْدِيَهُمْ ، وَلَا حَتَّى نَظَرَاتِ اَلشَّرِّ اَلَّتِي تَخْرُجُ مِنْ عُيُونِهِمْ لَا تُعَادِلُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ مِمَّا فِي عُيُونِ رَئِيسِهِمْ ، لَكِنَّهَا مَعْرَكَةٌ خَاسِرَةٌ هُوَ لَا يَمْلِكُ مَا يُمْكِنُ أَنْ يُعْطِيَهُ لِذَلِكَ اَلرَّجُلِ ، كَيْفَ يُمْكِنُهُ اَلِاعْتِرَافُ بِعَائِلَةٍ أَلْقَتْ بِهِ دُونَ اِهْتِمَامٍ ، أَنْ يُسَلِّمَ لِهَذَا اَلرَّجُلِ مَا يُرِيدُ . 


أَشَارَ لِرِجَالِهِ اَلَّذِينَ كَانُوا يَعْلَمُونَ أَنَّ عَلَيْهِمْ اَلتَّهْدِيدُ حَتَّى لَوْ بِبِضْعِ طَلَقَاتٍ نَارِيَّةٍ فِي اَلْهَوَاءِ حَتَّى يِخْبِرْنَاهْمْ أَنَّهُمْ جَادُّونَ فِي تَهْدِيدِهِمْ .


- لَا أَعْتَقِدُ أَنَّ أَحَدًا يَمْتَلِكُ اَلْخِيَارُ رِيكَارْدُو ، أَمْرًا بَسِيط كُلَّ مَا اُطْلُبْهُ وَفِي اَلْمُقَابِلِ سَتَحْصُلُ عَلَى اَلْمَالِ اَلَّذِي لَمْ تَحْلُمْ يَوْمًا أَنْ يَكُونَ لَكَ ، لِمَا فَقَطْ لَا تُنَفِّذُ مَا أُرِيدُ وَتَحْصُلُ عَلَى اَلْمَالِ وَحْدَكَ وَاطْمَئِنَّ إِخْوَتَكَ سَيَحْصُلُونَ عَلَى اَلْمَبْلَغِ اَلْمُنَاسِبِ مِنِّي ، أَيْ أَنَّ اَلْمَالَ سَيَكُونُ لَكَ وَحْدَكَ لِسِتِّ مُضْطَرًّا لِلتَّفْكِيرِ بِنَصِيبِ إِخْوَتِكَ .


كَأنَ اَلْمُشْكِلَةَ كُلَّهَا تَكْمُنُ فِي نَصِيبِ إِخْوَتِهِ مِنْ قِطْعَةِ اَلْأَرْضِ ، هَذَا اَلرَّجُلِ مِنْ اَلْوَاضِحِ أَنَّهُ يُرَاوِغُ ، رِيكَارْدُو لَا يَمْلِكُ اَلْوَقْتُ لِلْمُرَاوَغَةِ تَفْكِيرَهُ هَدَاهُ فِي أَنْ يَتَّصِلَ بِرِجَالِ اَلشُّرْطَةِ حَتَّى يَرْحَلَ هَذَا اَلرَّجُلِ مِنْ اَلْمَكَانِ ، لَكِنَّ نَظْرَتَهُ لِلْهَاتِفِ عَاقَبَهَا صَوْتُ اِنْفِجَارِهِ مِنْ اَلرَّصَاصَةِ اَلَّتِي قَامَ سَامٌّ بِتَوْجِيهِهَا نَحْوَ اَلْهَاتِفِ اَلْأَرْضِيِّ مِمَّا أَفْزَعَ اَلْجَمِيعَ وَشِعْرَهُ بِخُطُورَةٍ مِنْ يَقِفُ أَمَامَهُمْ ، بَيْنَمَا رِيكَارْدُو لَمْ يَبْدُ عَلَيْهِ اَلْخَوْفُ اَلشَّدِيدُ مِمَّا يَفْعَلُ هَذَا اَلرَّجُلِ ، بَلْ بَدَا بَارِدًا جِدًّا وَهُوَ يَتَقَدَّمُ مِنْهُ ، مُتَجَاهِلاً صَرَخَاتِ وَالِدَتِهِ بِالتَّبَنِّي أَنْ يَبْتَعِدَ ، أَنْ يَنْجُوَ بِنَفْسِهِ . 


- حَتَّى تِلْكَ اَلتَّصَرُّفَاتِ اَلَّتِي مِنْ اَلْمُفْتَرَضِ أَنْ تَكُونَ مُخِيفَةً لَيْسَتْ كَافِيَهُ أَبَدًا لِحُصُولِكَ عَلَى مَا تُرِيدُ ، لَا يَبْدُو أَنَّكَ اِقْتَنَعَتْ بِسُهُولِهِ إِنَّنِي بِالْفِعْلِ لَا أَنْوِي بَيْعُ قِطْعَةِ اَلْأَرْضِ ، بِاخْتِصَارِ شَدِيدٍ لِأَنَّنِي لَا أَمْلِكُهَا حَتَّى أَقُومَ بِبَيْعِهَا ، تَعَلُّمٌ أَنَّ مَالِكَ قِطْعَةِ اَلْأَرْضِ مَا يَزَالُ عَلَى قَيْدِ اَلْحَيَاةِ ، لَا حَقَّ لِي وَلَا لَهُمْ فِي أَيِّ شَيْءٍ ، أَعْتَقِدُ أَنَّكَ لَمْ تُفَكِّرْ جَيِّدًا فِي هَذَا اَلْأَمْرِ قَبْل أَنَّ تَأتِي بِالتَّهْدِيدِ وَالْوَعِيدِ . 


أَشَارَ إِلَى وَالِدِهِ وَإِخْوَتِهِ بِالْغَائِبِ كَوْنَهُ لَمْ يَشْعُرْ بِتِلْكَ اَلرَّابِطَةِ اَلَّتِي مِنْ اَلْمُفْتَرَضِ أَنْ يَشْعُرَ بِهَا مَعَ عَائِلَتِهِ ، بِنَفْسِ اَلْوَقْتِ كَانَ بِحَاجَةِ إِلَى إِبْعَادٍ سَامٍّ عَنْ وَالِدَيْهِ بِالتَّبَنِّي وَعَنْ عَائِلِهِ اَزْمِيرَالْدَا ، لَنْ يَتَحَمَّلَ أَنْ يُصِيبَ شَخْصُ مَا مَكْرُوهُ بِسَبَبِهِ ، وَالْمَاضِي دَلِيل عَلَى أَنَّ أُولَئِكَ اَلْأَشْخَاصِ لَنْ يَتَوَانَوْا لَحْظَةٌ فِي إِلْحَاقِ اَلضَّرَرِ بِأَيِّ شَخْصٍ يَعْتَرِضُ طَرِيقَهُمْ .


نَظَرُ لَهُ بِاسْتِخْفَافِ بَيْنَمَا يُخْبِرُهُ بِغُرُورٍ نَابِعٍ مِنْ عَقْلِهِ اَلَّذِي لَمْ يَفْشَلْ يَوْمًا فِي تَنْفِيذِ خُطَطِهِ اَلْخَبِيثَةِ . 


- أَلَمٌ أَخْبَرَكَ أَنَّ وَالِدَكَ تَعَرَّضَ لِنَوْبَةٍ قَلْبِيَّةٍ مَجْهُولَةٍ اَلْمَصْدَرِ قَبْلَ أَيَّامٍ ، اِعْتَقَدَ أَنَّ اَلْمُحَامِيَ اَلْخَاصَّ بِوَالِدِكَ أَخْبَرَكَ عَنْهَا ، لَكِنْ هَلْ أَخْبَرَكَ أَنَّ حَيَاةَ وَالدِّيكِ فِي خَطَرٍ ، رُبَّمَا بِعَضّ اَلْأَخْبَارِ اَلسَّيِّئَةِ قَدْ تُلْحِقُ بِهِ ؛ فَيُغَادِر هَذَا اَلْعَالَمِ إِلَى عَالَمِ اَلْأَمْوَاتِ أَوْ أَحَدِ اَلرِّجَالِ يَتَخَلَّصُ مِنْهُ بِرَصَاصَةٍ طَائِشَةٍ أَوْ دَوَاءِ خَاطِئٍ فِي اَلْمَشْفَى ، اَلتَّخَلُّصُ مِنْ وَالِدِكَ أَمْر بَسِيطٍ جِدًّا لَنْ يَأْخُذَ وَقْتًا ؛ لِذَا لَا تَضِيعُ وَقْتِي فِي تَفَاهَاتٍ ، قُمْ بِالتَّوْقِيعِ عَلَى اَلْأَوْرَاقِ اَلْخَاصَّةِ بِبَيْعِ اَلْأَرْضِ .


ثُمَّ أَشَارَ بِرَأْسِهِ إِلَى اَلْوَاقِفِينَ فِي اَلْخَلْفِ مُجْتَمِعِينَ فِي نَفْسِ اَلْمَكَانِ يَحْتَضِنُونَ بَعْضُهُمْ بِخَوْفٍ مِنْ جُنُونِ هَذَا اَلشَّخْصِ اَلَّذِي بَدَا عَلَى وَجْهِهِ بِالْفِعْلِ كَأَنَّهُ يُعَانِي اِنْفِصَام .


- أَوْ يُمْكِنُنِي اَلْعَبَثُ قَلِيلاً مَعَ عَائِلَتِكَ اَلصَّغِيرَةِ ، لَا أَعْتَقِدُ أَنَّكَ سَتُحِبُّ مَا أَسْتَطِيعُ فِعْلُهُ ، لَمْ تَرَ جُنُونِي حَتَّى اَلْآنَ وَلَا أَنْصَحكُ بِالْعَبَثِ مَعِي . 




هَلْ سَيُوَافِقُ عَلَى بَيْعِ قِطْعَةِ اَلْأَرْضِ ؟ 


مَاذَا سَيَصْنَعُ يَحْيَ مَعَ هَذَا اَلرَّجُلِ ؟

يتبع...


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة إسراء عبدالموجود من رواية سجن الحب، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية



رواياتنا الحصرية كاملة