-->

رواية جديدة قلوب بريئة تنبض بالحب لموني عادل - الفصل 19

 

قراءة رواية قلوب بريئة تنبض بالحب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية قلوب بريئة تنبض بالحب 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة موني عادل 


الفصل التاسع عشر



اتصلت فاطمه بأروي لتطمئن عليها ولتخبرها بإختفاء أسيل لتأتي وتكون بجوار والدها في تلك الازمة فهي تخشي على خالد تريد أروي أن تأتي وتظل بجواره حتي لا يمرض مجددا فاختفاء اسيل جعله مهزوز وخائف طوال الوقت من سماع اي خبر سئ عنها تعترف بأنه لم يعش الكثير معها ولكنها ابنته وتحمل دمائه ، كم تشفق على ليلي فهي منذ ان علمت بان ابنتها مختفيه وان هناك احتمال ان تكون قد اختطفت لم تذق طعم الراحه ولم تكف عن البكاء فهي تبكي بطريقة مؤلمة على فقدان ابنتها وجدت أروي تدخل من باب المنزل وهي تبكي وتسألها قائله 


(( أين أبي ؟))


لتجيبها والدتها قائله 


(( في غرفته لا يسمح لاي احد بالدخول اليه يخشي ان نحمل اليه اخبار سيئة عن اسيل .))



ازداد صوت بكاء اروي فقال من بين دموعها 


(( الم يصلكم أية اخبار عنها .))


هزت فاطمة راسها نفيا لتبكي اروي اكثر وقد انهارت ثم جلست على مقعد قريب منها وهي تهمس قائله 


(( كنت اغار منها واتمني ان تختفي من حياتي ولكنني لم اقصد ان يحدث ذلك .))



ثم اجهشت في بكاء مرير ووالدتها تحاول اسكاتها فسالتها بخوف 



(( أين وليد لما لا اراه ؟ ))



تحدثت والدتها قائله 


(( ذهب لقسم الشرطة ليري اذا ما توصلوا لشئ ام لا .))



اومأت لها اروي بتفهم ثم قالت 


(( كيف حال ليلي ؟ ))


فرقت فاطمة بين شفتاها فقالت 



(( سئ جدا .))



تجهمت ملامحها وجلست تحتضن نفسها تنتظر وصول وليد لتسأله اذا ما عرف شيء عن اسيل وشاركتها والدتها في مجلسها وعقلها لا يكف عن التفكير في خالد وحالته ..


 ❈-❈-❈


جلس شريف نصف جلسة على الفراش وهو ينظر بتقزز لتلك الفتاة النائمة بجواره ثم دفعها بقوة في كتفها لتستيقظ ، استيقظت الفتاة واقتربت منه لتقبله فوضع كفه حاجز بين شفتيهما وتحدث قائلا 


(( اذهبي فوقتك قد انتهي .))


تحدثت الفتاة بوقاحه


(( يمكنني البقاء معك اكثر اذا اردت .))



قال شريف من بين اسنانه 



(( قلت اذهبي .))


تحركت الفتاة من الفراش تجمع ملابسها المبعثرة على ارضية الغرفة لترتديها وتغادر بينما شرد هو يتذكر هيأتها والحديث الذي دار بينهما ثم امسك هاتفه ورن عليها ينتظر ان تجيبه ، بينما ظلت نهي تتذكر تلك الصورة المخلة التي تسببت من قبل في محاولتها للانتحار وهي تبكي وتنتحب على حظها العاثر الذي اوقعها في حب شخص مثله وجدت هاتفها يرن وعرفت من صاحب الرقم في البداية انصدمت وهي تفكر كيف استطاع الوصول لرقمها ولكنها تعرفه جيدا وعليها ان تتوقع اي شيء منه فرفعت كفها واخدت تمحي دموعها المتساقطة على وجنتيها واخذت نفسا قويا ثم ضغت على زر الايجاب لتتحدث قائله بميوعه 


((  اشتاقت لك ))


استغرب من حديثها ولكنه فهم بانها تعلن عليه الحرب وتريد ان توقعه لتنتقم منه فابتسم وهو يجاريها في حديثها قائلا 



(( حقا اخبريني كم اشتاقتي الي ؟ ))


ضغطت على اسنانها بغضب ثم قالت ويعلو وجهها ابتسامة مزيفة 



(( كثيرا اشتاقت لك كثيرا جدا .))



رفع حاجبيه وهو يستمع اليها وازدادت ابتسامته اتساعا مستمتعاً ثم قال 



(( وانا ايضا اشتاق اليكي ، فهلا اتيتي لشقتي الان .))



ما ان استمعت لحديثه صدمة شلت اطرافها فلم تستطع الرد عليه فصمتت مطولا الي ان تحدث هو قائلا 


(( انتظر منك ردا .))


اجابته نهي وهي ترجع خصلة شاردة خلف اذنيها قائله 


(( لا استطيع الخروج ، فلتنتظر قليلا حتي تصير زوجي .))



تسطح شريف على الفراش ووضع ذراعه تحت راسه يستند عليها ثم قال بخفوت 


(( حسنا فلم يتبق الكثير .))


صمت خيم عليهما الي ان شكت بانه انهي المكالمة فنظرت للهاتف لتجد المكالمة مازالت قائمة فقال شريف 



(( لما لم تسألين عن كيف توصلت لرقم هاتفك ؟))



ابتسمت بإستهزاء وهي تقول 


(( لقد عرفت بأنك اذا اردت شيء اخذته ورقم هاتفي سهل الوصول اليه بالنسبة لك .))



زم شفتيه وهو يفكر في حديثها المبطن ثم قال 



(( عندك حق .))



شعرت بالغضب والحقد تجاهه فقالت


(( سأنهي المكالمة الان فانا متعبة واريد النوم.))


قال شريف بهدوء 


(( حسنا الي لقاء قريب .))



انهت نهي المكالمة دون التفوه بكلمة وهي تشعر بالتقزز من نفسها وضبط ذاتها فلقد نجحت في ذلك الاختبار عليها ان تستمر في معاملته بتلك الطريقه واظهار حبها له فهو شخص سادي يعشق تمردها وعصبيتها ، عليها ان تتعلم ان تكون خاضعه ليمل منها ويتركها سريعا ..


 ❈-❈-❈


في وسط الجبل كانت تصرخ بأعلي صوتها حتي كادت ان تفقد وعيها دخل احد رجال سامي وهو يصرخ عليها قائلا


(( الم تتعبي بعد من الصراخ نحن بالجبل و لن يسمعك احد فوفري مجهودك .))


بصقت اسيل عليه ليقترب منها ويمسكها من وجهها ضاغطا عليه بقوة لتنزلق دمعاتها وهي تحاول ابعاده فلقد شعرت بانه سيسحق عظام وجهها بين كفيه ليدخل سامي وهو يقول 



(( ما الامر ابتعد عنها ؟))


تركها الرجل وهو يحدجها بغضب فلو لم يكن  سامي تدخل وانقذها في الوقت المناسب لكان سحق وجهها ذلك الرجل حاولت ان تبدؤ طبيعيه وهي تقول 



(( اريد ماء فأنا ظمأة جدا .))



اشار سامي لذلك الرجل بالذهاب وجلب الماء لها فاقترب منها وجثا امامها وامسك وجهها يتفقده ثم تركه وهو يقول 


(( لا تخافي فلم يحدث شيئا لوجهك الجميل .))


طالعته اسيل ولم تتحدث بشيء فهي تخشي ذلك الرجل ونظرة عينيه مخيفة لابعد مدا فازدردت ريقها بخوف وهي تتبادل النظرات معه الي ان دخل ذلك الرجل وهو يحمل الماء واقترب منها يفك وثائق يديها واعطاها الماء لترتشف منه الكثير فكما ارتشفت تشعر بانها لم ترتوي بعد وما ان شعرت بانها لم تعد تستطيع الارتشاف اكثر وضعت قنينه المياة بجوارها ورفعت بصرها لتقع عينيها على عينيه المثبتة عليها ونظرة عينيه الشبية بنظرة الصقر و كأنه يتمهل لينقض على فريسته فقالت بتلعثم 


(( ارجوك اريد العودة لمنزلي.))



نظر سامي اليها مطولا وكانه لم يسمعها ثم قال 


(( ليس بعد غدا سأسافر وبعدها سيطلق رجالي سراحك .))


نفخت اوداجها بغضب وكأنها طفلة صغيرة فتحكم في ابتسامته حتي لا يراه احدا وهو يضحك على افعال تلك الفتاة فكما هو واضح بانه ا قد اعجبته لذلك لم يؤذيها كما كان يريد انتقاماً من مؤمن ..


 ❈-❈-❈


وصل ادهم للمنزل بعد يوم شاق في العمل فذهب بإتجاه والدته التي مازالت تجلس وتنتظر عودته من الخارج منذ ان كان طفلا وتلك عادتها فأقترب منها والقي عليها التحية وقبل راسها ثم جلس بجوارها على الاريكة وهو يخبرها بما قاله والده له منذ عدة ساعات لتغضب والدته فطليقها مازال كما هو لم يتغير شخص مادي يفعل اي شيء في سبيل جلب المال فارادت والدته ان تخفف عنه حزنه فاخبرته ان يصعد لغرفته ويحظي بحمام دافي ومن ثم يبدل ملابسه وياتي ليتناولوا وجبة العشاء معاً اومأ لها ادهم ووقف من مكانه متجها بخطي ثقيلة للطابق العلوي ليبدل ملابسه ويري زوجته ويخبرها بما يحدث معه فهو يشتاق اليها والي الجلوس والتحدث معها فبعدما صارت زوجته قولا وفعلا اتصلت به سكرتارته لتخبره بان عليه القدوم للشركة من اجل امر هام فجعله ذلك يتركها ويعود للشركة مجددا فكم كان يتمني ان يقضي وقتا اطول معها وصل لباب جناحه ففتحه ثم دخل واغلقه خلفه ونظر في الداخل يبحث عنها ولكنه لم يجدها فنادي عليها ولكنه لم يستمع لاي اجابة منها فاستدار مغادرا لجناحه ونزل الدرج كل درجتين معاً واتجه ناحية والدته قائلا 


(( اين اروي فهي ليست في جناحنا ؟ ))



اجابته والدته بهدوء قائله 


(( لقد خرجت منذ ساعتين اخبرتني بانها ذاهبة لمنزل عائلتها .))



تخصر ادهم واخد يدور حول نفسه وهو يستمع لحديث والدته فلما لم تتصل به وتخبره بانها ستذهب كان سيسمح لها بالذهاب لم يكن ليمنعها مطلقا فلما لم تخبره ، منذ متي وهي تغادر دون إخباره استدار بغضب مغادرا للفيلا واستقل سيارته قاصدا منزل عائلتها .


وصل ادهم لمنزل خالد والغضب يعتريه فكيف تخرج زوجته من المنزل دون ان تخبره الي اين هي ذاهبه وقف امام الباب واخذ يطرق عليه وهو ينتظر ان يفتح ، فتحت له الخادمة فخطي للداخل ودار ببصرة في المنزل ليراها وجدها جالسة على الاريكة في الصاله تبكي ووالدتها تحتضنها فاخذ يقترب منها بتوجس وهو يتحدث يلفت انتباههم لوجوده قائلا 


(( لما تبكين هل انتي بخير ؟ ))


تركت حضن والدتها ونظرت اليه ثم سرعان ما وقفت من مكانها وهي تتجه اليه محتضنه اياه ليتلقفها وهو لا يفقه شيئاً فنظر لوالدتها بتسأل فتحدثت فاطمة قائله 


(( اجلس وسأخبرك بكل شيء . ))


جلس ادهم ومازالت اروي بداخل احضانه وهو كله اذان صاغية لفاطمة التي اخذت تسرد عليه ما يحدث معهم والذي هو سبباً في أنهيار اروي ليشعر بالخزي من نفسه وانه لم يتحدث مع عائلتها والاطمئنان عليهما ولو من وقت لاخر فقال بخزي 


(( انا اعتذر فأنا لم اعرف بكل هذا الا الان لما لم تخبرينا من قبل .))


تحدثت فاطمة قائله 


(( كان لدينا امل ان نجدها قبل ان ينتشر الخبر ويعلم به الجميع .))


استمعوا لصوت طرقات قوية على باب المنزل مما لفت انتباههم جميعا ناحية الباب ليجدوا ابراهيم يدخل هو وزوجته والغضب ظاهر بوضوح على وجهه ليسأل عن خالد وعن حاله وكيف لا يخبره بشيء مثل هذا فلقد علم به عن طريق الصدفة لتعتذر له فاطمة وهي تطلب منه الجلوس وترحب بزوجته طلب ابراهيم ان يذهب ويري خالد فوافقت فاطمة لعله يستطيع اخراجه من غرفته حتي لا يمرض من كثرة الحزن والوحده فليشارك احد آلامه واحزانه وقفت فاطمة امام باب غرفته وطرقت على الباب لتستمع لصوت خالد وهو بالكاد يتحدث قائلا 


(( لا اريد روية احد اذهبي واتركيني وشأني .))


اشار اليها ابراهيم ان تذهب وتتركه ليتصرف هو فأمسك بمقبض الباب واداره ليفتح ويجد خالد جالسا على مقعد في الغرفة يستند بذراعيه على ركبتيه ويحتضن راسه بين كفيه رفع خالد بصره وهو يقول لابراهيم 


(( ارايت ما يحدث معي لما لا احظي بالسعادة والراحة في حياتي ما الذنب الذي اقترفته في حياتي ليحدث معي كل ذلك .))


اقترب منه إبراهيم واخذ يربط على كتفه قائلا 


(( اهدأ وتفائل خيراً لا تقلق ابنتك ستعود اليك بخير لا تقلق .))



اردف خالد بهمس قائلا 


(( كيف لا اقلق فأنا تقابلت معها منذ وقت قليل لم اكتفي بعد من النظر اليه يا اللهي ارجوك لا تريني فيها سوءاً وارجعلها لي سالمه  .))



تحدث ابراهيم قائلا 



(( عليك ان تكون قوي من اجل من هم حولك فليلي كما عرفت من فاطمة بانها تعيش على المهدئات وبتلك الطريقه ستؤذي نفسها .))



شعر خالد بنغزة في قلبه ولكنه ليس بيده شيء ليفعله فهو ايضا حزين على ابنته كيف يقدم لها شيء هو فاقد له كيف يقف بجوار ليلي ويكون قوي وهو ضعيف من الداخل تساقطت دمعة من طرف عينيه وهو يتذكر كيف كانت تتحدث معه وتتعامل بكل تلقائية مع من تعرفه شد على خصلاته فهو يشعر بانه مكتف لا يستطيع فعل اي شيء يشعر أنه لن يرأها مجدداً ..


 ❈-❈-❈



بينما كان وليد يجلس امام القسم ولا يتحرك لاي مكان حتي يعرف اي شيء قد يريح قلبه من ناحية تؤامه فهو يشعر بالاختناق لعدم رؤيتها ووجودها امامه فلقد دخل منذ قليل للقسم وسأل الضابط عن ما ان قد وصل لاية اخبار عنها ام لا ليخبره الضابط ان البحث مازال جاري عنها واذا توصلوا لاية معلومة سيطلعونه عليها ولكن عليه ان يذهب ويتركهم ليقوموا بعملهم اذا اراد ان تعود إليه شقيقته مما جعل وليد يخرج من القسم على مضض دون ان يصل لاي شيء فلم يستطيع الذهاب للمنزل فوالده ينتظر ان يعود اليه باخبار عنها فقرر الجلوس في الشارع امام القسم ..



مرت تلك الليلة صعبة عليهم جميعا هناك من تجلس في مكان في وسط الجبال لا تفعل شيء سوي البكاء والصراخ وهناك من تشعر بانها ستلقي حتفها لو اكملت مع شريف وتزوجته وهناك من يرفض العودة للمنزل دون وجود تؤامه معه وهناك اب وام قلوبهم مفطورة على اختفاء ابنتهم مرت تلك الليلة ببطء شديد على الجميع ولكن في نهاية المطاف اشرقت شمس الصباح بأشعتها الذهبية التي تعطي املا في الحياة ذهب ادهم ليباشر عمله بعد ليلة صعبة قضاها في التخفيف عن زوجته ومواساتها فلم يذق للنوم طعما طوال الليل فما ان وصل لمقر الشركة دخل لمكتبه سريعا وارتمي على تلك الاريكة المصنوعة من الجلد الفاخر واغمض عينيه ليحظي بالقليل من النوم حتي يستطيع التركيز في عمله فاستمع لصوت جلبة في الخارج ولكنه تغاضي عنها فلتتصرف السكرتيرة فهو لن يستطيع الوقوف لدقيقة اخري وجد باب غرفة المكتب يفتح فظل على نفس هيئته وهو يتصور بانها سكرتيرته تريد اخباره بامر ما فتحدث وهو مازال على وضعيته قائلا 



(( اخرجي الان واتركيني فانا لا اريد ان اسمع اي شيء بخصوص العمل .))



اقتربت منه وجلست على حافة الاريكة ومدت كفها تتحسس صدره الظاهر من اسفل قميصه فازراره العلوية مفتوحه فتح عينيه بذعر ما ان شعر باناملها تتحسس صدره ليجد لبني تنظر اليه بعشق فوقف مذعورا وتحدث بغضب قائلا 



(( لما اتيتي لهنا وما الذي تفعلينه هذا ما تلك الجراة التي لديكي .))



نظرت اليه بغضب فلما مازال مصمما على رفضها الا يعلم بانها لم تعشق احداً في حياتها غيره فقالت وقد بدات الدموع بالتجمع في عينيها 



(( لما تعاملني بتلك الطريقه الم تعلم كم اعشقك ، لم اعشق احدا في حياتي كلها غيرك انت .))


زفر ادهم انفاسه بغضب فهو قد استمع لتلك الاسطوانة كثيرا واخبرها بانه لا يبادلها مشاعرها وعليها بنسيانه ولكنها متمسكة به وتحاول معه لتوقعه في شباكها حتي بعد ان تزوج فقال ادهم 


(( لبني ارجوكي ذلك الكلام لا يجوز فانا قد صرت متزوج فارجوكي تفهمي ذلك الامر وانسيني وابدائي حياتك مع شخص يحبك ويقدرك .))


نظرت اليه بإنكسار ولكنها لن تستسلم فان لم تحظي به لن تتركه ينعم بالسعادة مع فتاة غيرها فنظرت اليه نظرة اخيره قبل ان تتحرك مغادره لتعتذر منه السكرتيرة وتخبره بانها قالت لها انه ليس بالدخل ولكنها اقتحمت المكان اشار اليها ادهم بتفهم وطلب منها المغادرة وعدم الازعاج مرة ثانيه وان احتاجها سيطلبها فخرجت كما قال واغلقت الباب خلفها ..


 ❈-❈-❈


في المساء ذهب كل من والد ملك ووالدتها اليهم كما طلب منهم سيف فجلسوا ينتظرون خروج ملك بينما كانت ملك في غرفتها تحاول ان تداري شحوب وجهها بوضع الزينه عليها ثم خرجت الي والديها فما ان طلت عليهم حتي صدموا من هياتها وظلوا يتبادلون النظرات بينهما فابنتهم قد تحولت لفتاة اخري اكثر هزولاً وضعفاً فاقتربت منها والدتها واحتضنتها وهي ترحب بها وتطمئن عليها ثم تركت والدتها واتجهت ناحية والدها وما ان احتضنته حتي تساقطت دموعها بينما سيف اكتفي بالصمت وقرر الا يتحدث الان فما ان انتهي الترحيب بوالديها جلست في حضن والدها فتحدث والدها يوجه لها الحديث قائلا 


(( أتشعرين بالتعب لما تبدين هزيلة هكذا ؟))



اخفضت بصرها بخزي من والدها فهي قد خدعته فلقد اخبرته  من قبل بانها اخبرت سيف عن حقيقة حالتها المرضيه ولكنها كذبت فلم تكن تريد لسيف بمعرفة اي شيء عن حقيقة مرضها حتي أكتشف هو ذلك عن محض الصدفة شرد سيف يتذكر كيف اكتشف مرضها الذي تعمدت أخفائه عنه فلقد راها أكثر من مرة وهي تتناول أدويتها وعندما سألها كانت تخبره بأنه دواء للصداع ليشك في الامر بعد رؤيته لشكل الدواء فصوره وبعث بالصور للطبيب المعالج لوالده لتكون الصاعقة عندما أخبره أن تلك الادوية تعطي لمرضى القلب فكانت الصاعقة والصدمة الكبري من نصيبه ليكذب نفسه ويكذب الطبيب فقرر اخذ الأدوية والذهاب لطبيب أخر للتاكد قبل مواجهتها ، فما أن تأكد من صحة مرضها حتي أنهار كلياً وبكى كالطفل الصغير عندك اخبره الطبيب ان تلك الادوية تعطى للمريض في حالة متأخرة من المرض وان عليه جلبها ومتابعة حالتها فلم يستطع مواجهتها بل احتضنها واخذ يبكي وينتحب بقوه وهو يقول لن أسمحك لأخفاك أمراً كهذا عني خرج سيف من شروده فتنحنح وتحدث يقول 


(( عمي لقد طلبت منكم القدوم الينا لانني اريد التحدث معكم في امر هام .))



نظر اليه والد ملك بكل تركير وهو يؤمي براسه ليكمل سيف حديثه قائلا 



(( منذ عدة ايام عرفت بان ملك حامل وذلك خطر على حياتها كما تعلم وهي ترفض اجهاض الجنين فأريد منك ان تقنعها بإجهاضه .))


شعرت والدتها بالذعر وجحظت عينيها وهي تطالع ابنتها بغير فهم وقد وضعت كفها على فمها تكتم شهقة كادت ان تخرج من فاهها بينما والدها وقف من محله واقترب من سيف وصفعه على وجهه بقوه صمت سيف ولم يتحدث بشيء او يثور عليه فابنته هي من اخفت الامر عنه لو كانت اخبرته لكن كل شيء تغير فارتمي والدها على الاريكة وهو يخفي وجهه بين كفيه ينتحب بقوه وهو يفكر في وضع ابنته الان وان حياتها في خطر بسبب الجنين الذي تحمله في احشائها لقد عرض حياة ابنته للخطر بموافقته على زواجها منه فرفع كفه وتحدث بإزدراء قائلا  


(( كيف فعلتها وانت تعلم بمرضها الم تشفق عليها وعلى حالها ؟))


اجابه سيف بتوتر قائلا وهو ينظر ناحية ملك 


(( اعتذر لقد كانت لحظة ضعف مني ولم اتوقع خطورة الوضع الا بعدما اخبرني الطبيب .))



نظرت بداخل عينيه وهي تساله لما يكذب ولا يخبرهم بحقيقة الامر وانها هي من لم تخبره بمرضها ليحدث ما حدث ولكنها علمت بانه لا يريد اظهارها امام والديها بصورة الفتاة الكاذبه التي كذبت على عائلتها لتصل لما تريده فأنزلقت دموعها بغزارة على وجنتيها ليقترب منها والدها وهو يحتضنها ويخفي راسها في صدره قائلا  


(( يجب ان تستمعي للطبيب وتجهضي الجنين من اجل صحتك وما ان نطمئن عليكي يمكنك انجاب غيره .))



هزت راسها نفيا وتحدثت بتاكيد قائلة وهي تحرك كفها على اسفل بطنها 



(( لا لن اتخلي عن طفلي .))




مسد والدها على خصلاتها وهو يقول بنبرة حنونه


(( وكيف تريدين مني ان اتخلي عنكي بعد ان كبرتي امامي وحفظت ملامحك ارجوكي يا ابنتي لا تكسري قلبي ولا تردني خائب وافقي من اجلي .))


ازدادت دموعها في التساقط بينما والدتها كانت تبكي بصوت مرتفع على ما طال ابنتها فتلك التجربة كفيلة بإنهاء حياتها في اية لحظه يمكن لقلبها ان يتوقف فكيف تتركها تفعل ذلك بنفسها فتحدثت بغضب وهي تقترب منها تسحبها من ذراعيها قائله 


(( اسمعيني جيدا ستنفذين ما نقوله لكي وتتخلين عن ذلك الجنين وتوافقين على اجهاضه فانا ليس لدي استعداد لاضحي  بكي من اجل ان تنجبي له طفلا . ))


انهت حديثها وهي تشير على سيف وتنظر اليه بكره ظاهر في عينيها .


يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة موني عادل من رواية قلوب بريئة تنبض بالحب، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية