رواية جديدة متيم بكِ لعزة كمال - الفصل 11
رواية متيم بكِ
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة عزة كمال
الفصل الحادي عشر
البعض من البشر لا يريدوا أن يروا السعادة واضحة على وجهك، كي يحققوا مطامعهم، فلو وضعت ما يريدون أمام سعادتك، لأختاروا أن تعيش تعيسًا مدى الحياة، فتكون قد أخذت الضربة القاسية لأنك لم تتوقع أنها تأتي من أقرب الناس لك، فمن اعتبرته سنداً حقيقًا مع مرور الأيام وجدته سنداً زائفًا.
انتهت سعاد من شراء المشغولات الذهبية، بعد أن اختارت بعض القطع البسيطة، سعد بها عدي و قرروا العودة ولكن بعد ما قام بعزومتهم، لكي يتناولوا طعامهم خارج، وبالفعل قبلوا العزومة هي وأسماء.
بينما كانت زوجة عمها وأبنتها ينظرون إلى عقارب الساعة ويتحدثون بأنها قد تأخرت، بينما تساءلت منار والدتها، لماذا أخذت زوجة عمها ولم تأخذ أحداً منهم معها، فأخبرتها والدتها أنها تكرههم منذ الصغر، ولذلك يجب أن لا تبالي بتلك الحقودة، فهي قد حصلت على شهاده من علامها، بالإضافة إلى زواجها من شاب صالح عكس زوجها تماماً، كل ذلك بسبب أبيها الذي جعلها سلعة رخيصة تباع وتشترى.
بينما كان عمار يجلس بجانب أبيه وإخوته، يتحدثون في أمور عديدة، فأخبره والده بأنه أن أراد العودة، فمكانه موجود لا يشغل بال، وسوف يجعل معظم الأموال تحت يده.
بينما أخبره عمار بأنه بخير، وأنه قد حصل على وظيفه تصد احتياجاته هو وزوجته، بينما عندما تسأل عن ياسمين فأخبرهم بأنه تركها لدى أحد الجيران، نظراً لمرضها فهي لم تستحمل سكه السفر، فنظر له والده بمكر قائلاً:
- هل سوف يزيد المرض من السفر؟ أم أنك تقوم بأبعاد طفلتك عنا.
أرتبك عمار وقال:
- هذا خاطئ، فإنها مريضة بالفعل ولم تقدر على السفر، ولذلك سوف ازوركم في القريب العاجل وهي معي، فهي عاشقة للزرع والخضرة.
بينما أخبره مهاب مطمئناً أياه أن لا يخاف علي صغيرته، فهي مازالت طفله، والكثير من الأطفال يمرضون بأستمرار، ولكن كنا نريد أن نراها ونتحدث معها كي نطمئن عليها.
بينما كان يوسف يشعر بالحزن على بعدها، ولذلك لم يتناول طعامه، وذهب إلى روضته وجلس فيه أحد الأركان، كأنه يوضع فوق كتفه هموم الدنيا، بالإضافة إلى عندما عاد من الروضة، كان يكتب ما عليه من واجبات، ثم يعود لكي يجلس وحيداً في أحد الأركان.
شعرت رباب بأن هناك خطب ما، وجلست بجانبه وحدثته لكي تعلم ماذا حدث؟ فأجابها بأنه يشعر بالحزن على رحيل ياسمين، وأنها يشعر بأن هناك شيء ينقصه، انهمر في البكاء فقامت بضمه إليها وحدثته، بأنها سوف تعود خلال يومين فلا يحزن وعليه أن يأكل، حتى عندما تعود يكون لديه طاقة للعب واللهو.
كما قام أنس عندما عاد بشراء مجموعة من الألعاب، ولم ينسى ياسمين في تلك الألعاب، فقامت رباب بالاحتفاظ بالهدية حتي تعود ياسمين وتحصل عليها.
كانت ميرال وياسمين يتناولون فطارهم في جو من الضحك لينما قالت ياسمين:
- لقد أحببتك فإنك تلعبين معي دون غضب، بالإضافة أنك أحضرت لي العصير، والطعام الذي أفضله.
بينما أخبرتها أنها حينما تنتهي من تناول طعامها، سوف ينزلون ويلعبون معاً في الحديقة، فمن يري ميرا يعتقد بأنها آنسه، ولكنها تحمل بداخلها قلب طفلة تريد أن تلعب وتلهووا.
كانت أميمه تلقي محاضراتها والجميع يركزون معها، وجدت من يركز في شيء، بدلاً من أن يركز معها في محاضراتها، فقامت بتسليط إحدى الإجهزة، عليه كي يقف ويخبرها ماذا يحدث؟ وعلى ماذا ينظر؟
فأجابها الطالب بأنه ينظر في الساعة كي يعلم الوقت، فأخبرته بأنه لا يفعل ذلك مرة أخرى وإلا سوف يندم، وكذلك أخبرت الجميع بأن ينتبهوا لما تتحدث أثناء المحاضرة، نظراً لأنها يمكن أن تعطي لهم أمتحان في نهاية المحاضرة، عندما تحدثت بذلك جلس الجميع منتبهين لما تقوله.
بينما نظرت ميرا لصديقتها التي كانت تحاول استفزازها قائلة:
- أن هذا الحديث لا يسري عليك، فإنك أبنتها تعلمين ما نوعية الأسئلة التي سوف تطرح .
نظرت لها ميرا ولم ترد عليها، لأنها تعلم بمحاولتها في الخروج عن شعورها، ولذلك ارتسمت علي وجهها علامة الإبتسامة، مما جعلها تستشيط من الغضب وتنهرها.
بينما كانت أميمة تشرح فوجئت بأحدي الفتيات يرتفع صوتها بضجر، فنظرت لها وطلبت منها أن تقف كي تتحدث معها، وبالفعل وقفت الفتاة وسألتها لماذا تشعر بالضجر وكانت تنهر من؟
نظرت لها الفتاة بكبر وقالت:
- من غير العدل أن تطلبي منا الإنتباه لمحاضرتك، لأنك سوف تعطي لنا أمتحان مع العلم، أن ميرا ابنة حضرتك تجلس معنا، وتعلم ما سوف يكن في ورقة الامتحان.
نظرت لها وقالت:
- ومن أخبرك أن ميرا تعلم ماذا سوف أعطي لكم؟ هل هي من أخبرتك؟
نظرت لها الفتاة وأجابت:
- لا، ولكن ميرا تحصل علي جميع الدرجات في مادة حضرتك، فهل هناك تفسير لذلك.
ابتسمت أميمة ونظرت لميرا، التي كانت تشعر بقلق فهي لم تتحدث وكانت تريد أن تري ماذا سوف ترد والدتها؟. ولكن فاق صدمتها عندما قالت والدتها:
- ما لا تعلميه عزيزتي أن والد ميرا رجل الأعمال المعروف معتز الأسيوطي فهو أيضاً يدرس نفس مجالي، ولكنه أراد أن يبتعد عن الجامعة ويلجأ للعمل الخارجي، وأنني لا أفضل أن تعتمد ابنتي علي، بل تستمد ميرا معلوماتها من خلالي أثناء المحاضرة، فهي تأتي وسطكم وتسألني مثلكم وهذا من حقها،
وهذا حقاً لها.
صمتت قليلاً وأكملت أما في المنزل فنحن نعيش حياة طبيعية، فلو أرادت شيء تلجأ لوالدها كي تعلم منه ما تريده، فأتمنى منك أن لا تظني مرة أخري بأحد ظن السوء، وعليكي الاعتذار لها الآن علي سوء الظن بها.
بينما نظرت الفتاة إلي جميع الموجودين، وهي تشعر بالخزي ثم نظرت لميرا واعتذرت لها عما حدث منها،
بينما ابتسمت لها ميرا وأخبرتها بأنها لا تشغل بالها، فهم أخوات في نهاية الأمر، مما جعل الفتاة تستشيط من الغضب وتستأذن للرحيل لشعورها بالتعب.
نظرت ميرا لوالدتها بامتنان وبادلتها والدتها ابتسامة صافية وعادت أميمة للشرح مرة أخري.
بينما كانت مرام تشعر بالتعب ولكنها تحاملت علي ذاتها كي تكمل عملها فهي موظفة في شركة والدها ولكنها تعينت نظراً لتقديرها وليس لأنها أبنة صاحب العمل فطلبت من أحدهما جلب فنجان من القهوة وبالفعل ذهبت زميلتها لجلبها لأنها تراها علي غير عادتها.
عندما جاءت شهد بالقهوة، وناولتها لمرام بدأت الرؤية تتلاشى وسقط فنجان القهوة، ليتهشم في الحال وغابت عن الوعي كل ذلك أمام عين شهد ووليد، الذين أصابهم الزعر وحاولوا أفاقتها لكن دون جدوى، لذلك هاتفوا طبيب الشركة كي يأتي في الحال.
بينما كان معتز يمر ليري أحوال الموظفين، تفاجأ بطبيب الشركة أمامه، فسأله أين يتجه؟ فأخبره بأن هناك أحدي الموظفات قد أغمي عليها، لذلك هو متجه لها ذهب معه معتز الذي تفاجأ أنه المكتب الذي توجد به أبنته، وما جعل قلبه يكاد يقف هو عندما وجد أبنته هي المصابة، وأسفل ما تجلس فنجان القهوة المتهشم، فأسرع نحوها ولكن لم تفيق بعدما حاول معها الطبيب، لذلك طلب الإسعاف في الحال.
حاول معتز السيطرة علي نفسه، ولكن قلقه علي ابنته فاق التوقعات، وكذلك أصر كلاً من شهد ووليد أن يكن معها، وفي الطريق سألهم معتز ما حدث فأخبرته شهد بما حدث.
وصلت سيارة الإسعاف للمشفي وتم نقلها للطوارئ، بعد مرور دقائق كأنها ساعات علي معتز أخبره الطبيب بأنه انخفاض في ضغط الدم نظراً لكثرة الإجهاد عليها فيجب أن تلتزم الراحة وتكن بعيدة عن أي ضغط عصبي.
هز معتز رأسه ودخل هو وزملائها للاطمئنان عليها، وبالفعل كانت بدأت تفوق، فابتسمت لهم كي تخبرهم أنها بخير، تركها معتز وذهب للطبيب كي يعلم منه متي سوف يسمح لها بالخروج، فأجابه في أي وقت يريده.
كانت ياسمين تجري وخلفها ميرال ثم جلس بعدما شعروا بالتعب، كي يتناولوا العصير الخاص بهم، وجلسوا يتحدثون فكانت ميرال تريد أن تعلم كل شيء عن خالها من خلال أبنته، ولكن لاحظت أنها لا تريد أن تتحدث عن شيء يخص طفولتها.
بينما كانوا يجلسوا جاء الجنايني كي يروي الأزهار، وعندما رأت ذلك ياسمين تحولت نظراتها للرعب، وأخذت تصرخ ولم تستطع ميرال السيطرة عليها، فلقد تفاجأت بها لذلك هاتفت والدتها علي الفور كي تأتي.
بينما كانت أوشكت المحاضرة علي الإنتهاء، جاءها إتصال من ميرال، فعلمت أن هناك شيء لذلك اجابتها، وعندما علمت ما حدث أعتذرت عن المحاضرة، وغادرت علي الفور ولحقت بها ميرا، لأنها علمت بأن هناك شيء قد حدث.
عادت أسماء مع سعاد وهم محملين بالأشياء التي تم شراءها، وكانت زوجة عمها وأبنتها يجلسون، وعندما رأوه ما يحملون أسرعوا كي يروا، بينما قالت سعاد:
- سوف أصعد للأعلي كي انظم الملابس لغد.
ابتسمت لها أسماء وأخبرتها بأنها سوف تعد لهم بعض الحلويات، وتهاتف عمار كي يأتي لأخذها للذهاب إلي بيت عمها.
بينما أخبرتها سعاد بأنها لو أرادت المكوث معها فسوف تشعر بالسعادة، ابتسمت لها أسماء وأخبرتها بأنها لا تستطع ترك عمار لوحده، وهي علي علم بعاداتهم وعادات جدها.
أبتسمت لها سعاد وقالت مشاكسة لها:
- سوف أتركك ترحلين، ولكن مع أذان الفجر تكوني أمامي.
أبتسمت لها أسماء وأخبرتها أنها بالفعل سوف تكن موجودة بينما قالت منار:
- انتظري كي نري ماذا جلبتم؟
فأخبرتها سعاد بأنها مرهقة، وسوف تري كل شيء غداً بالفعل، واعتذرت لهم بالصعود لأنها تشعر بالتعب.
بينما نظرت منار ووالدتها لأسماء وقالت منار:
- وهل أنت الأخري يا زوجة عمي تشعرين بالتعب.
فأجابتها والدتها:
- لن تتحدث زوجة عمك في شيء، فهي دائماً قليلة الكلام، فهيا نرحل ونعود بالغد، ولكن لماذا لم تحضري ياسمين؟
فأجابتها منار:
- لأنها تعلم أن جدي لا يحب الإناث، فتركت طفلتها لذلك وغادرت هي ووالدتها وهم يضحكون.
عندما غادروا وتأكدت سعاد لذلك، عادت لأسماء وأخبرتها بأنها لا تبالي بحديث الإثنان، فهم لديهم طبعاً لا يتغير، والتي كانت غيرهم قد توفت.
نظرت لها أسماء بحزن، وأخبرتها أنها بالفعل قد تركت طفلتها لأنها عانت بعد سفرهم كثيراً، بسبب المعاملة وأنها لم تتركها مع جارتها كما أدعو، لكنها تركتها مع عمتها أميمة.
نظرت لها سعاد بفرح وقالت:
- أحقاً تواصلتم مع عمتي، فأنا أشتاق لرؤياها لقد كنت أخشي علي ياسمين، ولكن الآن أعلم أنها في أمان.
بينما عادت أميمة وهي تشعر بالهلع، عندما سمعت صرخات الصغيرة من الخارج، وما جعلها تحزن هو عندما رأت الحالة التي أصابت أبنة أخيها، وعندما سألت ميرال ماذا حدث؟ أخبرتها بالفعل بما حدث فعلمت لماذا توصلت الطفلة لتلك الحالة؟
جلست أميمة بجانب ياسمين وقالت:
- فلتنظري لي يا عزيزتي، فأنا عندما وعدتك لم أخلف الوعد، ومن وجدتيه بالخارج ليس له علاقة بجدك، فهذا الجنايني يأتي كل أسبوع، كي يحافظ علي الورد لينظفه، لكي تريه مثل ما وجدتيه، وإذا نظرتي الآن من النافذة، سوف تجديه يرحل ومعه ما نظفه من الورد الذابل.
اتجهت الطفلة إلي النافذة وبالفعل وجدت ما تحدثت به عمتها حقاً، فهو يغادر بالفعل.
هدأت الطفلة بينما نظرت ميرال لوالدتها حتي تفسر عما يحدث، فنظرت لها والدتها بأنها سوف تخبرها بكل شيء ولكن ليس الآن.
لم يطل الهدوء والراحة كثير حتي وجدوا معتز يدخل، وهو يحمل مرام وفي يدها القطعة الخاصة بالمحلول، فاتجه الجميع نحوهم متسائلين ماذا حدث؟ فأخبرهم معتز بما حدث، فقالت الصغيرة:
- هل شاهدتي الرجل الذي يرتدي جلباب مثل جدي؟ فلا تخافي منه فذلك الرجل قد جاء لتنظيف الورد وليس لأخذك.
بعدما أنهت الطفلة حديثها، ذهبت كي تجلب أحدي الألعاب التي كانت في غرفة ميرال، بينما نظر الجميع بتعجب، فأخبرتهم أميمة أن الطفلة كانت لديها طفولة قاسية، بسبب أبيها وأخيها ومازالت متأثرة بها، وعندما وجدت الجنايني ظنت بأن جدها قد أرسله لها، كي يأخذها ويقتلها لذلك أصابها تلك الحالة التي رأتها عليها ميرا و ميرال.
حزن البنات علي ما قاسته الطفلة، وعلمت ميرال لماذا كانت الطفلة تتهرب من ذكر طفولتها؟ بينما نظرت أميمة لمرام وأخبرتها بأن تأخذ راحة من العمل لعدة أيام، وسوف يسافرون لكي يستطيعوا الجميع استعادت نشاطهم، نظرت مرام لوالدها فهز رأسه بالموافقة.
هاتفت أسماء عمار فأخبرها بأنه بالفعل سوف يأتي لأخذها والمباركة لسعاد، وبالفعل حضر وبارك لها، وقام بإعطاءها الظرف الذي قد أعطته إياه أميمة لها.
بعد مغادرة عمار وأسماء جلست سعاد، كي تفتح الظرف فوجدت بداخله مجموعة من الأموال وخطاب خاص بها، فقرأت الجواب الذي كان يحتوي علي
(عزيزتي سعاد فأنك تعلمين مكانتك في قلبي مثل بناتي، كنت أتمني أن أحضر خطبتك ولكن تعلمين الظروف، لم أستطع جلب لك شيء، فقمت بإرسال الأموال كي تجلبي ما تشاءِ، أتمني لك السعادة وأنا علي علم بأن الله سوف يعوضك عن كل ما رأيته في حياتك)
انتهت من قراءة الجواب وكانت عينها مليء بالدموع، فلقد اشتاقت لعمتها ووالدتها، ولكن وجود أسماء معها عوضها بعض الشيء.
كانوا الجميع يجلسون يتحدثون في ترتيب أمور الخطبة، وكان العدلي يريد أن كل شيء يحدث يكن في أفضل صورة، بالإضافة إلي يجب أن يكن نساء الدار يرتدون أفضل الملابس، فأخبرته منار بأنها تريد أن تشتري عباءة ولكنها غالية الثمن، هنا أجابها ناصر أن تصمت وترضي بما يجلب لها، فسوف يشتري لها هي ووالدتها ما يراه مناسب.
بينما أخبرهم عمار بأنه سوف يشتري لأسماء شيء علي ذوقه ومن ماله الخاص، فأجابه والده بأنه مسئول عن تكلفة كل شيء من أمر الخطبة، ونظر لأسماء بتفحص وقال:
- لقد كبرت أبنتك، فمتي سوف تأتي لنا بالولد؟
صدمة أسماء من حديث عمها، ووجدت الأبتسامه علي وجه زوجة شهاب وابنته، بينما قال عمار:
- كل شيء بإرادة ربنا ومشيئته، سوء ذكر أو أنثي فهذا عائد لي وليس لها ذنب في ذلك.
ثم نظر لزوجة أخيه وابنتها مكملاً حديثه قائلاً:
- هناك من جلب الولد والبنت، ولكنه فشل في تربيتهم فأصبح الولد مثله مثل الشيطان، والبنت غير صالحة لتحمل مسؤلية بيت، لذلك لا يفيد ولد أو بنت بل ما يفيد هو تربيتهم تربية حسنة.
نظرت كلاهما له نظرت غل، ولكنهم لم يقدروا علي التحدث معه بشيء، ولكن أبيه يعلم مقصد حديثه.
بينما كانت البنات يحضرون أغراضهم، كي يسافرون وكذلك ياسمين أخذت تجلس معهما، وتراهما وهم يدبون أغراضهم، فخبرتها مرام بأنها عندما ينتهون من أغراضهم، سوف يذهبوا سوياً لشراء بعض الملابس لها، بينما تحدثت ميرا:
- أنا سوف أقم بشراء بعض الألعاب التي تختاريها لكي.
بينما ضحكت ميرال وقالت:
- أنا سوف أشتري لك الإكسسوارات كي تليق بك، وتركوا أغراضهم وذهبوا وهم يضحكون إلى الطفلة، التي ذهبت من أمامهم علي الفور، وهي تضحك وهم خلفها، وعندما وجدت أميمه ذهبت خلفها، وقالت:
- أنهم يريدوني هل تنقذيني؟ فوقفت أمامهما أميمه وهي تمسك بالعصا وتقول لهم:
- فلتعودوا الآن وتتركوها، فأنا سوف أداعبها.
نظرت لها الفتاة وهرعت للأعلي.
في ذلك الوقت كان معتز يراقبهم، وعلى وجهه شبه الأبتسامة فنعم تلك الطفلة قد أعادت للبيت حياته، فهو أمام خمسة أطفال وليس أربعه، اصواتهم يملؤون المكان.
بينما هاتفه أحدهم يخبره بأنه قد فاز بالفعل في المناقصة التي قدم عليها، أبتسم وأيقن أن لتلك الطفلة مكانة، تجلب الخير على المكان التي تأتي فيه، أنتهى الجميع من أعداد أعراضهم، وذهبوا لكي يشترون للطفلة بعض الأشياء.
وقد تنافسوا البنات في شراء ملابسها، وألعابها وكان الطفله تشعر بالسعادة، ولقد أخذها معتز إلى مدينه الملاهي، كي تقضي وقت ممتع بها.
فكانت الضحكة تخرج من الطفلة، وكأن كل ضحكة تمحي ما رأته في طفولتها، بينما جلست أميمه وهي سعيدة، لظهور علامات السعادة على وجه الطفلة.
في ذلك الوقت جاءها مكالمة من أسماء لكي تطمئن على طفلتها، فأخبرتها أنهم بالخارج وأنها بخير، وأنها قامت بالالتقاط العديد من الصور لها، سوف تراها عندما يعودون، شعرت أسماء بالطمأنينة، لأن طفلتها بخير وشكرت أميمه على رعايتها لها.
بينما كان فهد يجلس يتحدث مع جده النعمان، فيما سوف يفعلون غداً، وماذا يجلبون؟ فأخبرتهم ورد بأنها قد جلبت لها بعض المتعلقات الشخصية، كهدية منها لها.
بينما قال الجد:
- في الصباح سوف نرسل بعض الطيور والمواشي هديه لهم.
فأجابه صقر:
- هل سنرسل الحاجات إلى بيت العدلي أم إلى بيت مهاب؟
فأخبره بأنه سيرسل الأشياء إلي بيت العدلي، وبالليل عندما يذهبون سوف يحملون ببعض الفواكه معهم.
بينما تحدث صقر:
- ألا يكفي ما سوف نرسلهم لهم في الصباح، فإنهم لا يستحقون كل ذلك.
بينما أبتسم فهد لجده وقد علم بأن جده يريد أن يخبرهم أن مكانتهم عالية، ولا يرسلوا إلا قيمتهم.
بينما كان ذلك تحت أنظار حسن الذي فاهم ما يدور بين فهد وجده، بينما قالت فريدة أنا سوف أهدي العروس فستان مطرز، فسعاد كانت أبنه أعز صديقه لي، فهي تشعر تجاهها بنفس الإحساس التي كانت تشعره مع والدتها.
بينما يتساءل فهد ورد فيما سوف ترتدي في تلك المناسبة، فأخبرته بأنها لم تشتري شيء نظراً لضيق الوقت، فأخبرها بأنه في الصباح سوف يأخذها لشراء ما تريده، ولكنها نظرت له بتردد وأخبرته أنها بالفعل في الصباح سوف تذهب إلى سعاد، كي تكن بجانبها.
فأخبرها أنها ترى بعض الصور التي تريدها عن طريق النت، وترسل له صورة بالفستان التي تريده، وسوف يرسل من يأتي به في الحال.
نظرت له وقالت:
- ولماذا فإني لدي العديد من الفساتين الخاصة بي.
نظر لها وقال:
- بل يجب أن تظهري لهم بما يليق بك، فإنك جوهرة ثمينة، ويجب أن يروا كذلك.
فحدثته بغضب:
- أنا ثمينة بذات وليس بما ارتديه.
فعلم أنه أخطأ في ما تفوه به منذ قليل، ولذلك أخبرها قائلاً:
- أنا لم أقصد ما وصل إليك بل يجب أن تظهري بأنك أعلى منهم مكانة، وحتى يعلم ذلك الأبله بأنك لك مكانة كبيرة، ليس كما يفعلوا مع نساء دارهم.
تدخل الجد قائلاً:
- نعم فأخيك محق في ذلك، فهيا انهضي كي تختاري ما تريدونه، حتى يلحق في جلبه لك، ولا تنسى أن ترتدي كل ما لديك من مجوهرات.
بينما نظرت له ورد وأخبرته بأنها لا تفضل أن ترتدي كثير من المجوهرات، بل سوف ترتدي شيء بسيط.
فأخبرتها عمتها بأنها يجب أن ترتدي مشغولاتها حتى يعلمون، بأنها لديها ما يفوق ما سوف يجلبه، فإن الفتاه تقدر الآن بما يجلبه العريس حتى تصبح ذات مكانة لديه.
تدخل صقر وأخبرها بأن ما تربت عليه من عادات، بأنها يجب أن تقف بجانب خطيبها أو عريسها لا يفيد مع تلك العائلة التي سوف تنتسب لهم، فعليها أن تطلب وتجد ما تطلبه حتى يصبح لها مكان، وإلا سيصبح مصيرها مثل بقية حريم تلك العائلة، وما سوف تنجبه فيما بعد، سوف يجد نفس ذلك المصير.
أبتسمت له ورد وقد علمت أنهما لا يريدون إلا مصلحتها ومظهرها أمام الاخرين، وخبرتهم بأنها بالفعل سوف تفعل ما يقولون.
انتهت البنات من شراء مستلزمات الطفلة وعادوا إلى البيت، وهم سعداء بذلك فهم لأول مرة يخرجون لشراء أشياء غير الذي يحتاجونها، فكانت ملابس الطفلة جاذبة لهما، وذات مظهراً وألوان متناسقة.
كما قاموا بشراء بعض العرائس لها متعددة الألوان.
كانت الطفلة قد نامت بالفعل عند عودتهم، فهي لم تلعب ولم تضحك مثل ذلك اليوم، بينما شكرت أميمه بناتها وزوجها على تعويض تلك الفتاة ما رأته.
بينما نظرت ميرا لوالدتها وقالت:
- هل أنت أيضاً كانت لك نفس ذات الطفولة.
فهزت لها أميمه رأسها وقالت:
- أن حريم تلك العائلة، قد نالت نفس الطفولة القاسية، ولكن لقد كسرت تلك العادات بالزواج من أبيكم، ولذلك رحلت كي أفوز بكم.
قد تجد أن الهروب أحياناً من الظروف ليس ضعف، ولكنها قوة كي تفوز بذاتك.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة عزة كمال من رواية متيم بكِ، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية