رواية أنين وابتهاج الجزء الثاني - هدير دودو - الفصل 16
قراءة أنين وابتهاج الجزء الثاني كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية أنين وابتهاج الجزء الثاني
بقلم الكاتبة هدير دودو
الفصل السادس عشر
دموع تلتمع داخل العين، وجع يسيل من القلب، وحزن أصاب الجميع
❈-❈-❈
كان عمر يقود سيارته بسرعة عالية، لا يطيق الإنتظار يود الذهاب إليها مسرعًا ليس مشتاقًا لرؤيتها تلك المرة كما يحدث معه دومًا بل تختلف تمامًا يود الذهاب لقتلها تلك المرة..
لا يصدق أنها هي مَن فعلت به تلك الفعلة الحقيرة، يتمنى أن يكن الأمر خاطئًا لكن وللأسف كل شئ يراه ضدها تلك المرة..
هروبها منه ومن حديثه، ابتعادها عنه وعدم سماحها له بالإقتراب منها، مهاتفتها الغامضة التي ترفض التحدث أمامه، وأخيرًا كذبها عليه... كل ذلك يدفعه للتصديق عنوة عنه.
أغمض عينيه شاعرًا بنصل حاد يغرز في قلبه، قلبه الذي لم يعرف شئ سوى حبها، هو كان على استعداد لفعل أي شئ مقابل سعادتها وتحقيق ما تريده.
تحدث برفض تام والدماء تغلى داخل عروقه بغضب يغمر كل ما به
:- لأ طبعا... لأ مستحيل آلاء تعمل حاجة زي كدة، مستحيل آلاء متعملهاش.
يشعر بالضعف الشديد يجتاحه، لا يصدق عليها شئ هو يعلمها لكن ماذا حدث لها حتى تفعل شئ هكذا، بالطبع هي ليست آلاء التي يعلمها ويحبها..
أوقف سيارته بعصبية شديدة مسببًا صوت قوي يحتك في الارض، وصعد متوجهًا نحوها بسرعة البرق غير مبالي لهتافات والدته المستنكرة حالته الغير مألوفة..
دفع الباب بضراوة شديدة جعلتها تنتفض بخوف وذعر وهبت واقفة تطالع هيئته المشتعلة بالغضب وعروقه البارزة بضراوة، تشعر وكأن الشرر يتطاير من عينيه، تمتمت متسائلة بتعجب واستنكار
:- في إيه يا عمر مالك داخل كدة ليه؟
قبل أن تستمع إلى رده، وجدته يقترب منها ممسكًا بذراعها ضاغطًا فوقه بضراوة وغضب عارم يعميه، وجدته متسائلا بحدة ضارية ضاغطًا فوق كل حرف يتفوهه
:- سيبك مني أنا، كنتِ فين انهاردة يا آلاء؟
امتعضت ملامح وجهها بخوف بدا عليها والقلق تسرب إلى قلبها، لكنها أردفت متحدثة بتوتر تحاول اخفاءه
:- في إيه يا عمر، اوعى ايدي كدة براحة، أنا مش فاهمة أنت عاوز ايه اصلا وداخل عامل كدة ليه؟
لم يرد عليها بل ازداد من ضغطه فوق ذراعها وتحدث بغضب عارم صائحًا بحدة فزعتها
:- أنـا بـسـألك دلوقتي كنتِ فين يا آلاء يبقى تردي عليا فاهمة؟
توترت بشدة وفرت الدماء هاربة من وجهها، كانت ستخبره بالحقيقة وما حدث لها ولكن هيئته الغاضبة الحادة أرعبتها وجعلتها تتراجع، لذلك تمتمت تجيبه بكذب وتوتر
:- أ... انا كنت عند... كنت عند واحدة صحبتي يا عمر أنت مالك فيـ...
قبل أن تكمل جملتها وحديثها الكاذب الذي يعلم بكذبه وجدت صفعة قوية هوت فوق وجنتها ملقيها بعدها ارضًا بغضب وأخرج الصور من هاتفه وضعها أمام عينها متحدثًا بغضب وكأنه على وشك قتلها
:- اخرسي، أنتِ تخرسي خالص احسنلك، إيه دي يا آلاء صحبتك دي، صحبتك اللي بتتوتري لما تتصل وأنا موجود صحبتك فعلا..
حركت رأسها نافية بصدمة ودموعها بدأت تسيل بغزارة فوق وجنتيها بضعف شديد، تحدثت متمتمة بتلعثم وضعف
:- ل... لا لأ يا عمر أنتَ فاهم غلط...أنتَ اكيد مش بتشك فيا.
أغنضت عينها بضعف متذكرة لكابوسها البشع الذي رأته قبل أيام، بالطبع لا عمر من المستحيل أن يفعل بها شئ هكذا... كانت تحرك رأسها برعب ودموعها لازالت لم تتوقف..
وجدته يتحدث ويرد عليها بعصبية شديدة
:- بشك فيكي، لما أسالك مية مرة وتقوليلي لا مفيش حاجة مخبياها، مش عاوزاني اقربلك حتى وتبعدي، وتتوتري لما رقم يتصل بيكي قدامي، واسألك اهو وتكدبي تاني، لأخر مرة كنت بسألك وبرضو كدبتي، يبقى ليا حق اشك ليا كل الحق، بس المرة دي مش شك يا آلاء المرة دي مش شك..
طالعته بصمت لم تجد رد تتفوه به أمام حديثه التي تعلم كم هو محق فيه، وجدته متمتمًا بحدة مرة أخرى وهو يجذبها من يدها يجبرها على النهوض أمامه
:- مين دة يا آلاء وايه اللي في الصور دة، عرفتيه منين؟
أسرعت ترد عليه نافية بضعف شديد تخبره بالحقيقة، تحرك رأسها يمينًا ويسارًا
:- ل... لأ والله معرفهوش معرفهوش والله، دة عدي هو اللي عمل كل دة وهو اللي كان بيكلمني يهددني والله العظيم وانا مكنتش بقولك عشان ميحصلش حاجة بس والله ما عملت حاجة، حتى هو اللي كلمني وقالي أقابله ولما روحت لقيت الراجل دة وعمل كدة والله ما اعرفه يا عمر، أنا مقولتلكش عشان خايفة..
لم تستطع أن تخبره بأمر الكاميرا المتواجدة في الغرفة، تشعر بالرعب مما سيفعله إذا أخبرته..
ظل يطالعها بنظرات حادة تخترقها، لا تعلم أصدقها هو أم لا؟ صمته هكذا يرعبها بشدة، طالعته بأعين باكية وتمتمت متسائلة بقلق شديد طغى على جميع مشاعرها
:- عـ... عمر أنتَ مصدقني صح؟ والله أنا مش بكدب والله ما بكدب..
رمقها بنظراته الحادة الغاضبة من أعلاها إلى أدناها المصوبة عليها وهتف بتهكم ساخرًا
:- ما أنتِ كدبتي عليا قبل كدة ومن شوية اهو ليه المرة دي مش بتكدبي.
شعرت بنصل حاد يُغرز في قلبها يؤلمها بشدة، حديثه يؤلمها لأول مرة تشعر بعدم ثقته بها، هل هي مَن جعلن الأمر يصل بهم إلى هنا؟! قلبها يصرخ عليها نظراته أكثر شئ يجعلها تشعر بالوجع والحزن..
تمتمت بضعف شديد ودموعها تزداد كالشلال المنهمر بلا توقف
:- عمر انا مش بكدب المرة دي والله، والله ما بكدب أنا المرة دي بتكلم بجد وحكيتلك كل حاجة حصلت والله، أنتَ لسة بتثق فيا صح..
صمت مفضلًا عدم رده عليها رأت نظرات الخذلان داخل عينيه، نظراته جعلتها تتمنى الموت والرحيل من تلك الحياة القاسية عليها، تريد التخلص من أفعالها الحمقاء المسببة لها كل ذلك الوجع والحزن..
لأول مرة تجد عمر يقسى عليها، وجدته ذاهب وتارك إياها تبكي من دون أن يعطيها أي اهتمام.
عندما رأت تجاهله التام لها أسرعت ممسكة بذراعه بضعف، وتسائلت بقلق
:- عـ... عمر استنى أنتَ رايح فين؟
وجدته يدفعها الى الخلف مبتعد عنها بطريقة وجعتها بشدة وكأن قلبها انشق بداخلها، تستمع إلى صوت تحطمه بأذنيها، تصرخ بداخلها وجعًا وقهرًا مما يحدث معها تلك الفترة...
لاحظ كل ذلك عليها يعلم جيدًا ما تمر به لكنه سيقسى عليها تلك المرة لتعلم نتيجة اخطائها، لم يعقب على هيئتها بل رد عليها بقسوة وحدة
:- ملكيش دعوة بيا، اجي منين اروح فين ميخصكيش يا آلاء.
قطبت ما بين جبينها، وعينيها مثبتة عليه بشدة قبل أن تتمتم متسائلة بضعف
:- من أمتى يا عمر، بعدين بسألك رايح فين؟
رد عليها بتهكم ضاغطًا فوق كل حرف يتفوهه بضراوة
:- من دلوقتي ومتسأليش على حاجة عشان مش هرد عليكي اصلا..
سار نحو الخارج تركها من دون أن يعطيها أو يظهر لهل أي اهتمام..
جلست أرضًا بضعف تبكي بندم على فعلتها الحمقاء المعلنة غباءها، تعلم أنها اخطأت وبشدة لذا عليها تحمل نتيجة خطأها وعواقبه، صمتها هو السبب في كل ما حدث بينهما، وضعت يدها فوق صدعيها بتعب شديد عما يحدث في حياتها تلك الفترة الأخيرة..
كان عمر يقود سيارته بسرعة عالية الغضب يشتعل داخل عقله، شاعرًا انه سينفجر من فرط التفكير الذي يفكر به، لا يريد أن يفعل شئ متهور يندم عليه في تخطيطه القادم، اخرج هاتفه واتصل بشخص ما، تحدث بجدية شديدة
:- هبعتلك صورة واحد تقب وتغطس والواد ابن الـ* دة يبقى عندي سامعني.
اجابه الطرف الآخر باحترام متسائلًا بعدم فهم
:- في حاجة يا عمر بيه؟ عمل حاجة الواد دة؟
صاح به عمر بعصبية شديدة ولهجة مشددة حادة
:- بقولك ايه اعمل اللي بقوله وبس، الواد دة يبقى عندي وفي أسرع وقت من غير اسئلة كتير..
رد عليه باحترام شديد وعملية
:- حاضر يا عمر بيه، اعتبره بقى عندك.
اغلق الهاتف بعصبية شديدة ثم أرسل الصورة لذلك الشخص، شاعرًا بالدماء تغلي بداخله من ضراوة العصبية الذي يشعر بها..
❈-❈-❈
بعد مرور يومين..
كان عمر لازال لم يعود حتى الآن، ولم يرد على إتصالاتها، تشعر بالقلق عليه وعلى ما سيفعله بعد معرفته بما حدث..
وجدت نغم تدلف الغرفة عليها، وهي تلتفت حولها بقلق شديد تخشى أن يراها أحد، مما جعل آلاء تعقد حاجبيها بشك شاعرة بالصدمة فهي ليست في حالة جيدة للتحدث مع نغم والمشاجرة معها في ذلك الوقت، هي عقلها ليس معها الآن، تمتمت متسائلة بدهشة شديدة
:- ايه دة في إيه يا نغم؟ مالك داخلة بتتسحبي كدة ليه؟
هرولت نغم مقتربة منها مسرعة بقلق وتوتر، وتحدثت بخفوت وخوف
:- آلاء هـ... هو أنا ينفع اتكلم معاكي، في حاجة مهمة بس وحياتك ما تقولي لـ عمر ولا أي حد، أنا خلاص عرفت غلطي.
طالعتها بعدم فهم، مندهشة من طريقتها المتغيرة معها، لكنها تمتمت بهدوء على العكس ما نيران قلبها المشتعلة والحزن الذي يملؤه
:- إيه يا نغم في إيه؟ قولي اللي عاوزة تقوليه.
تشعر بثقل كبير على قلبها، لا تعلم كيف تخبرها لكنها قررت أن تصارحها بكل شئ، تمتمت بضعف وتوتر
:- بصي... بصراحة يا آلاء أنا عاوزة اقولك على الحقيقة، بس بلاش عمر يعرف علاقتنا هتتوتر اكتر ما هي متوترة، أنتِ عارفة.
اومأت لها برأسها صوب الأمام منتظرة إياها لتتحدث لازالت لم تفهم عم أي حقيقة ستخبرها هي؟! لكنها حثتها على التحدث بهدوء شديد
:- قولي يا نغم متخافيش، اللي هتقزليه هيفضل سر بينا والله.
ابتسمت ابتسامة خفيفة متوترة وتمتمت بقلق وخوف طغيا على كل ما بها
:- بصي من فترة كدة قريبة والله جه عدي كلمني وقالي أنه عاوز يقابلني ويتكلم معـ...
قطعتها آلاء بدهشة متسائلة باستنكار تام وذهول
:- عدي...عدي مين اللي كلمك يا نغم؟
تطلعت أرضًا بخجل شديد من أفعالها، وتمتمت توضح لها الأمر بخفوت
:- عدي السعدني، كلمني وقالي أنه عاوز يبعدك عن عمر وأن مصلحتنا واحدة ومشتركة، وأنا وافقت عشان كدة هو قال مش هيأذي عمر ويبعده عنك وأنا حسيت أن كدة صح وهعرف اخد حب عمر اللي أنتِ واخداه، وطلب مني حاجات كتير منهم أني اركب كاميرا في اوضتكم أنتِ وعمر.
وجدت نظرات آلاء قد ازدادت حدة ورهبة مما تستمع إليه، فأسرعت تواصل حديثها بقلق
:- بس والله يا آلاء انا مرضيتش والله ما ركبت حاجة أنتِ بنت خالي برضو، أنا بس سمعت عمر لما كان بيقولك بطل وشوفتك وأنتِ لابسة القميص الأسود وقولتله كدة بدل حوار الكاميرا..
نهضت آلاء مسرعة تقف قبالتها بحدة والشرر يتطايى من عينيها شاعرة بغضب كبير، فنغم هي السبب في كل ما حدث بينها وبين عمر، لكن لا ستكون صريحة مع ذاتها لم تكن نغم فقط المخطئة بل هي أيضًا اخطأت عندما أخقت الأمر من البداية ولم تخبر عمر به، لكنها طالعتها بحدة متمتمة بغضب عارم
:- يعني أنتِ اللي عملتي كل دة، أنت السبب واللي خلتيه يلعب بيا وانا بنوت رعب وببعد عن عمر عشان مصدقة أن فيه كاميرا في الأوضة، حب عمر إيه االي واخداه، أنتِ اللي غبية وبتبعديه بغبائك مش بسببي، أنا حاولت اقرب منك بدل المرة ألف، وأنتِ تبعدي وتقولي لأ وتغلطي فيا، لغاية هنا وخلاص أنتِ غلطتك كبيرة اوي متتعداش، أنت كنتي عاوزة تسلميني لواحد زي عدي أنتِ إيه شيطانة يا شيخة، أنا اذيتك في إيه عشان تعملي كل دة عدي يوميا بيهددني وعاوز يفهم عمر أني بخونه وأنتِ اللي طلعتي السبب يا شيخة منك لله أنا مش مسمحاكي، أنتِ مريضة وعندك نقص..
لم تستطع نغم الرد ولو بحرف واحد لفاع عن ذاتها، هي فقط تستمع إلى حديثها وتبكي بغزارة، تبكي على نواياها السيئة تجاه واحدة لم تفعل لها شئ، نعم آلاء محقة في حديثها لها..
استردت آلاء حديثها وغمغمت بحدة وغضب يعميها
:- جاية بتقوليلي ليه، إيه فاكراني هقولك خلاص ومحصلش حاجة، لا يا نغم غلطك كبير وكبير أوي، وأنتِ عارفة كدة كويس، جاية بتقوليلي ليه ايه ضميرك صحي فجأة بعد اللي عملتيه ولا حسيتي أنك نجحتي خلاص في اللي عاوزاه.
اجهشت نغم في دوامة مريرة من البكاء، متمتمة بضعف شديد وتلعثم من بين دموعها
:- ا... ايوة...والله يا آلاء والله صحي وفهمت غلطي كله والله، بس كفاية كلامك دة، أنا ندمانة على اللي عملته، حصل اللي خلاني افوق وأعرف أني غلطت وبتعاقب.
طالعتها بصمت دام للحظات وتسائلت بجدية تامة
:- إيه اللي حصل عشان تفوقي مرة واحدة كدة وتيجي تعترفي يا حرام بغلطك دة.
اخفضت بصرها ارضًا، متحدثة بصوت خافت خجل ولازالت تبكي بندم
:- حصلي كتير يا آلاء والله دة حقك ربنا بيجيبه، في واحد زميلي في الجامعة المفروض بنحب بعض لس يعني روحت بيته كذا مرة وخروجات وهزار وصور كدة يعني، هو بيهددني بكل دة عاوز ينشر كل دة عالنت ويفضحني و يفضح الكل، كان بقاله فترة بيطلب مني فلوس بمبالغ كبيرة كنت بعرف اخد من عمر، لكن عمر بدأ يسألني زي مانتِ عارفة عمر مش بيديني فلوس كدة عشان خايف عليا، ودلوقتي طالب اتنين مليون عشان يمسح الصور اللي بينا فيهم صور مش كويسة يا الاء ولو فضحني حقيقي هتبهدل انا خايفة اوي، بس عارفة أن دة حقك ربنا بيجيبهولك واللي عملته فيكي بيتردلي والله..
انهت حديثها وازداد بكائها بضعف وحزن مرير مرة أخرى، لكن على عكس توقعاتها وجدت آلاء تربت فوق كتفها متمتمة بجديو ولهجة مشددة
:- اهدي يا نغم وبطلي عياط حقي أنا مش عاوزاه منك ودة عشان أنا احسن منك مليون مرة، أنا هساعدك ودة عشان خاطر عمتو وعمر مش عشان واحدة زيك، أنا هتصرف مع ابن ال* دة وهساعدك يا نغم مع أنك متستاهليش.
تفاجأت نغم من حديث آلاء المباغت الذي كان كالمفاجأة لها، لم تتوقع أنها ستساعدها على الرغم مما فعلته بها، تمتمت بخفوت وضعف
:- شكرا يا آلاء شكرا بجد، انا اسفة بجد على اللي عملته، مكنتش اعرف انك كدة، انا اسفة سامحيني على اللي حصل أنا عارفة اني غلطت جامد...لو عاوزة..عاوزة يعني تقولي لعمر انا هعترفله كمان ومش مهم اللي هيعمله فيا..
قطعتها بجدية تامة وحدة بعض الشئ في حديثها
:- بقولك إيه انا هساعدك مش عشانك ولا هقول لعمر حاجة وبرضو مش عشانك، اللي عملتيه كبير يا نغم مش هيعدي كدة أنتِ فاهمة قصدي اكيد.
اومأت نغم برأسها إلى الأمام، تطالعها بامتنان وشكر شديد ينعكس من نظراتها نحوها المختلفة تلك المرة، لأول مرة نشعر بحقيقة آلاء التي كانت تغفل عنها بكرهها وحقدها عليها... هي مَن اخطأت في حقها وحق ذاتها وعلى الرغم من أنها اخطأت في حقها وحق ذاتها لكن آلاء لم تتخلى عنها رغم كل ذلك...
❈-❈-❈
في الصباح...
وقفت فريدة تشاهد تامر وهو يعد ذاته جيدًا وبدقة عالية، يضع عطره فوق عنقه مرتدي قميص من اللون الأبيض جذاب يتناسب مع هيئته.
قلبها انفطر بداخل صدرها، حزنها الآن تخطى أي حزن شعرت به من قبل، كانت تتابعه بأعين حزينة الدموع تجتمع بداخلهما، تتمنى لو كان لديها الجرأة حتى تصرخ في وجهه وتمنعه من الذهاب إليها، تخبره أنه زوجها وحقها هي فقط..
هو زوجها لكنه لم يريدها، هل بكل سهولة استطاع أن يخونها الهذا الحد يراها حمقاء؟ وليس لها قيمة؟!
حقًا هي ليس لها قيمة في حياته، يستطع ان يخدعها بكلمة واحدة، وينهي معها الأمر يقنعها بحبه لها الزائف.
فكرت كثيرًا في الهروب منه لكنها ليست ضعيفة إلى هذة الدرجة ستواجهه حتما ولابد، نعم المواجهة ستثبت لها أنها اقوى من أي شئ وقادرة على تخطي وجوده في حياتها من الأساس والضغط فوق قلبها..
تحدث تامر متسائلًا بهدوء، موجه بصره نحو الجهة الأخرى، يتهرب من النظر داخل عينيها بخجل
:- فريدة حبيبتي انا نازل متنسيش تاخدي الدوا بتاعك يا ديدا، عاوزة حاجة مني قبل ما انزل يا حبيبتي؟
لم تقوى على الرد عليه أو التحدث معه؛ لذلك اكتفت بايماءة بسيطة من رأسها إلى الأمام، وهي شاعرة بحزن شديد، لا تعلم ما الذي فعلته في حياتها حتى يحدث لها كل ذلك، تمتمت بخفوت وصوتها يخرج منها بصعوبة بالغة
:- لـ... لأ... لأ يا تامر مش عاوزة حاجة..
لم يعقب على طريقتها الآن بل سار بسرعة شديدة، يريد أن يتخلص من ذلك الموعد الثقيل بشدة على قلبه، لا يريد أز يذهب لكنه مضطر على الذهاب رغمًا عنه.
اسرعت فريدة تعد ذاتها ونزلت خلفه تتبعه من بعيد بحيث لا تجعله يراها أو تلفت انتباهه نحوها.. هي تتمنى أن يكن ما بداخلها ظنون خاطئة، أغمضت عينيها ضاغطة فوقهما بقوة تحاول كبت دموعها مانعة إياهم من النزول.
وجدته وصل إلي المكان الذي اتفق عليه معها بالفعل وترجل من سيارته وهو يهندم هيئته قبل أن يتوجه نحو الداخل، توجهت خلفه وبالفعل رأت ما كانت لا تتمنى أن تراه في حياتها، تتمنى الموت أسهل من ذلك المشهد المميت، على الرغم من علمها بأن ذلك هو المتوقع لكن رؤيتها له باعينها جعل قلبها يحترق و يتألم وكانه سيتوقف عن النبض تمامًا.
وجدت تامر وهو يجلس مع بسملة بالفعل وتضع يدها فوق كفيه بتملك جعلها تتمنى أن تقتلها، كانت ستترك المكان نهائيا لكنها قررت عدم الهروب تلك المرة، قررت أن تواجهه، تجعله يرى مدى قوتها وعقوبة فعلته..
يُتبع
إلى حين نشر فصل جديد من رواية أنين وابتهاج الجزء الثاني للكاتبة هدير دودو، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية