رواية جديدة أقزام بنجايا لابتسام رشاد - الفصل 16
قراءة رواية أقزام بنجايا كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية أقزام بنجايا
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة ابتسام رشاد
الفصل السادس عشر
كلما اقترب الوحش الضخم خطوات إلى الأمام نحو "كاترين"، تراجع فريق "كاترين" إلى الوراء خطوات مماثلة، شعرت "كاترين" للحظات بالخوف ينابها، ولكنها مازالت صامدة أمام ذلك الوحش المفترس، لم تبعد عيناها عنه، ولكن كانت قد جهزت لهذا الوحش فخ ليقع فيه، قالت بصوت عالٍ حاد:
- اقترب مني أيها الوحش.
اقترب منها الوحش بالفعل، وكانت تمسك بيدها بصاعق كهربائيّ، قد أحضرته معها في سفينة المعدات، وقامت بصعق ذلك الوحش قبل أن يمسك بها، قامت بصعقه مرة أخرى، حتى سقط أرضًا، وبسرعة ألقى "استيفن" عليه إحدى المفرقعات وقام بتفجيره ليتفرق جسده لأشلاء.
❈-❈-❈
حتى تطايرت دمائه على وجوه الحراس، وكأن هذا يدل على رد كرامة لهم، مما بث فيهم الحماس من جديد، احتفل الجميع فرحين بالإنتصار، بينما "استيفن" و"كاترين" كان لهم سعادة من نوع خاص، لقد شاهد كل ما حدث "كريس" ورفاقه، كان يقف هناك مندهش، قال:
- لا أصدق ما رأيت!
اقتربت من "كاترين" وقالت:
- لما لم ترجع لسفينتك؟ لما رجعت مجددًا؟!
شعر "كريس" بالتوتر اجابها قائلاً:
- هاجمنا تمساح ضخم أبيض اللون، كلما صعدنا إلى السفينة يعود ويهاجمنا مجددًا.
تنهدت "كاترين" وقالت:
- هذا ما كنت أود أن أخبارك به منذ أن رأيتك.
- لا أفهم ماذا تقصدين؟
قالت:
- اتبعني أنت ورفاقك لتبقى في أمان.
تحاول "كاترين" البقاء في أمان هي وفريقها، لحين العودة إلى أديليد، أو على الأقل لحين وصول المساعدة لهم، وضع الحراس جثة الحارس الميت في سفينة "أفريكان"، فهي السفينة الوحيدة الآن التي تعتبر في حالة جيدة.
جلسوا جميعًا على الشاطئ، وكان "مارتي" يترقبهم منذ البداية، سألت "كاترين" "لكريس" قالت:
- كيف وصلتم إلى هنا؟ وما الدافع الذي أتى بكم إلى هنا.
أجابها "كريس" قال:
- نحن مهمتنا أن نكتشف البحريات، ونجمع المعلومات عنها، حتى نصل إلى المذيد من تلك النوعيات، وخاصتًا ان كانت مميزة كأنوع الأسماك الفريدة، وثعابين البحر وغيرها، ومن ثم نقوم بتجهيز حلقة تتحدث عن استكشافاتنا طوال الإسبوع، ولأن هناك محميات تريد أن تشتري منا أي حيوان بحري مميز.
تفاجئت "كاترين" و"استيفن" مندهشين مما قاله "كريس" رد "استيفن" قائلاً:
- شخص آخر جاء إلى هما من أجل المال!
قالت "كاترين" تحدث "كريس":
- أتعلم أن هذه الجزيرة ليس لها وجود بكل الخرائط، ولا أحد يعلم عنها شيء.
رد "كريس" قائلاً:
- لقد تمكنا من اصطياد كائن بحري يشبه التنين لونه أزرق، ولأن الطمع يسيطر علينا، غرزنا بعنقه جهاز تتبع مع كاميرا تصوير، وأعدناه إلى الماء مجددًا، كنا نقصد معرفة أوكار هذا النوع من الكائنات حتى نأخذ صغارها ونبتاعها، ولكن ذلك التنين قادنا إلى هنا، ولكن عند نقطة معينة توقف جهاز التتبع الموجود بعنق التنين.
سأله "استيفن":
- إذًا كيف وصلت؟! هنا كل سُبل التواصل مقطوعة.
أجابه "كريس" قائلاً:
- ولكن الكاميرا كانت تعمل، ومازالت تعمل وهي الآن على أرض هذه الجزيرة، الغريب في الأمر أن التنين الأزرق خضع لفتاة مراهقة، وهي من قامت بنزع الكاميرا وجهاز التتبع من عُنق التنين.
"كاترين" تقف في دهشة مما سمعت، وضح "استيفن" الأمر قال:
- انها "ليزا" تلك الفتاة تتحلى بشجاعة وقوة غريبة.
تفاجئت "كاترين" وقالت:
- ماذا تقول؟ "ليزا" الفتاة المراهقة تستطيع جعل تنين يخضع لها.
رد "استيفن":
- لقد أخبرنا الجد "ماكس" قبل اختفائه أن هذه الفتاة معها بوصلة تجعلها تسيطر على الوحوش الموجودة على الجزيرة.
غضبت منه "كاترين" وقالت:
- وأنت تعرف هذا وتتركنا نصارع كهذا؟!
هنا أيقنت "كاترين" حقيقة وجود لعنة على الجزيرة، رد "استيفن" بسخرية قال:
- لم أكن أصدق هذه الخرافات! كيف يعني هذا فتاة تتحكم في الوحوش عن طريق بوصلة!
تنهد "كريس" وقالت:
- احدكم قُتل والآخر اختفى؟! ومازلتم تناقشون هذه السخافات! يجب أن نغادر الجزيرة على الفور.
❈-❈-❈
ردت "كاترين" قالت:
- حاولنا مغادرة الجزيرة، ولكن لم نستطع.
رد "كريس":
- هدفنا واحد، وأعتقد الحل عند المراهقة "ليزا".
تدخل "استيفن" وقال:
- إذًا لنذهب إلى "ليزا" لنعرف منها سر اللعنة، ولو أنني غير مقتنع بأمر هذه اللعنة.
وافقته "كاترين" الرأي، وقالت بإصرار:
- علينا الذهاب لمقابلة الجدة "كولان"، حتى نعرف منها المذيد عن أسرار هذه الجزيرة.
فكر "كريس" وقال:
- لدي سؤال أردت معرفة اجابته منذ أن التقيت بكم، وهو كيف تمكنتم من جمع كل هذه الوحوش بداخل ذلك السور مع وجود ذلك الوحش الضخم الذي قتل رفيقكم؟ وأيضًا لما لم تضعوه بداخل قفص مثل باقي الوحوش؟
أجابته "كاترين":
- لم يكن الوحش موجود، لقد قمنا بجمع الحيوانات خلف سور، ثم أسرنا طائر يدعى بإسم طائر بنجايا، وضعناه بداخل قفص، ثم قتله "استيفن"، لم تمضي دقائق وبدأت الأرض تهتز، وخرج ذلك الوحش الضخم من باطن الأرض، وهذا لأن الجزيرة تنتقم لمقتل ذلك الطائر... على حسب ما فهمت اللعنة هي السبب.
ما ان أنهت "كاترين" قولها وإذ بدأت الأرض تهتز، تفاجئ الجميع، لا أحد يعرف ما السبب في ذلك، ولكن هذا يعني أن كارثة ما ستحدث، أيقنت "كاترين" أن أحدهم تسبب في ضرر بالجزيرة، قالت:
- ماذا حدث؟ من منكم تسبب في ضرر للجزيرة؟
قال "كريس" متوترًا قال:
- لقد كنا نمرح أنا ورفاقي عند الشاطئ، وقُمنا بقطع إحدى الأشجار، كانت رائحتها كريهة، وأوراقها تحتوي على سائل لزج، رائحته أسوأ من رائحة الشجرة نفسها.
غضبت "كاترين" وقالت:
- إذًا واجه غضب الجزيرة الآن!
أخذت الأرض تهتز تحتهم بقوة، حتى أنبتت شجرة من نفس نوع الشجرة التي قطعها "كريس" ورفاقه، وأخذت الشجرة تعلو وترتفع وتتفرع، حتى قيدت "كريس" ورفاقه السبعة بأفرُعها القوية، ذات الرائحة الكريهة، إلتفت حولهم الأفرع، والجميع يقف في صمت، مندهشين مما حدث.
أما "كريس" أخذ يتوسل "لكاترين" حتى تنقذه، قال:
- أرجوكِ ساعدينا، أرجوكِ خلصينا من هذه الشجرة.
ظل "كريس" يطلب المساعدة هو ورفاقه، تراجع فريق "كاترين" للوراء لأن رائحة الشجرة سيئة للغاية، "كاترين" أمرت فريقها قالت:
- هيا ليبدأ الجميع بقطع هذه الشجرة.
جميع فريق الحراس حقائبهم تحتوي على آلة حادة كالسكين، ولما اقتربوا من الشجرة، إلتفت الأفرُع وقيدت بعض منهم، فكرت "كاترين" في حل للقضاء على هذه الشجرة، تشاورت مع "استيفن" قالت:
- هذه الشجرة لن نستطع قطعها، ولن نتغلب عليها إلا بقتلها بنفس بطريقة مشابهة لها.
تعجب "استيفن" وقال:
- لا أفهم، ما الذي تفكرين فيه؟!
- لا يفل الحديد إلا الحديد، الشجرة رائحتها كريهة، وشجرة الحياة رائحتها كريهة، والآن كل ما سنفعله، نحتاح بعض من عصارة من السائل اللزج الذي تنتجه شجرة الحياة، ونسكبه أسفل هذه الشجرة، عند منبت جذورها.
الفكرة أعجبت "استيفن" قال:
- فكرة ممتازة، ومؤكد أنها ستقضي على هذه الشجرة، سوف أذهب أنا وخمسة من الفريق لإحضار سائل عصارة شجرة الحياة.
ذهب "استيفن" بالفعل إلى الشاطئ وأحضر دلو له ولكل واحد معه حتى يقوموا بملئها من مزيج عصارة شجرة الحياة.
وبعد أن قاموا بملئ خمسة عبوات، ذهبوا إلى "كاترين"، وجدوها تتأمل الشجرة قالت:
- تلك الشجرة الغريبة، كلما مر الوقت اعتصرت الفتية المُقيدين بأفرعها أكثر، حتى كادت تقضي عليهم.
رد "استيفن":
- لقد أحضرنا لها سُمها، لكن كيف سنقترب منها.
قالت "كاترين":
- مازال لديها ثلاثة أفرع متحررة، ونحن نريد أن نسكب السائل بالأسفل على جذورها، إذًا لنجعلها تلتقط شيء بأفرعها الثلاثة الباقية، ليستطع شخص آخر سكب السائل فوق الجذور.
قامت "كاترين" بإختيار ثلاثة جنود بشكل عشوائي وبالفعل اقتربوا من الشجرة حتى أمسكت بهم، لاحظت "كاترين" أن الشجرة بدأت تُنبت فروع أخرى، طلبت من "استيفن" قالت:
- أسرع بسكب عصارة شجرة الحياة، لتخلصنا من هذه الشجرة.
وبسرعة قام "استيفن" بسكب المادة اللزجة على الجذور أسفل الشجرة، توقفت الشجرة عن مهاجمتهم، وبدأت تدريجياً تتفكك قيودها عن "كريس" ورفاقه السبعة والحراس.
بينما "ليزا" و"والتر" تمكنا من الوصول إلى المدينة الغارقة، ولكن بمجرد أن نزلوا إليها من فتحة البلورة، علقت "ليزا" وأصبحت معلقة رأسًا على عقب، علقت قدمها بفتحة الدخول إلى المدينة، ورأسها متدلية بالقرب من الأرض، و"والتر" يحاول تحريرها، لكن دون جدوى، سقطت البوصلة من عنقها، قال "والتر":
- منذ وقت طويل وأنا أحاول، لكن قطعة الحديد هذه لم تتحرك قط.
"ليزا" تتنهد متوترة بقلق، قالت:
- حاول مجددًا ستنجح، أشعر بالإرهاق.
- منذ ساعات وانا أحاول، لا شيء يجدي نفعًا.
- مؤكد يوجد حل إلى متى سأبقى معلقة بهذه الطريقة؟!
سكتت قليلاً ثم قالت:
- اعطني البوصلة لقد سقطت مني.
أعطاها "والتر" البوصلة، ولما عادت علقتها بعنقها، تحررت قدمها وسقطت أرضًا، تألمت قليلاً وقالت:
- لقد كان هذا مؤلم، أشعر وكأن عقلي مقلوب.
ضحك "والتر" وقال:
- الآن تأكدت أنكِ بخير، والآن هيا بنا لنبحث عن الصولجان.
جلست "ليزا" ترتاح قليلاً، ثم أخذت تتأمل المدينة قالت:
- المدينة تبدو في غاية الروعة وكأن من صممها مهندسون بارعون في مجال البناء والنحت.
كان ضوء النهار يسقط على ماء المحيط، حتى يصل إلى المدينة الغارقة أسفل قاع البحر، مع انعكاس لونها الذهبي يعطي منظر ضوء إنسيابي هادئ، يوفر لهم الرؤية المطلوبة.
سأل "والتر":
-إلى متى سنظل نقف في هذا الممر.
- انظر إلى تلك الرموز المدونة على الحائط هذه،
"مارتي" يمكنه فهم معناها.
- كيف عرفتي هذا؟
- انها مماثلة لتلك الكتابة التي مكتوبة على الأوراق التي وجدناها مسبقًا عندما كنا نحاول فك لعنة العمالقة.
- ولكن هل سوف تفيدنا هذه الكتابة في شيء؟
- مؤكد لها فائدة، معنى وجودها هنا عند مدخل المدينة أي أنها تشرح تفاصيل المدينة من الداخل.
ثم نهضت "ليزا" عن الأرض وقالت:
- هيا بنا لنتابع السير للداخل.
تحركوا داخل المدينة الذهبية، لإستكشافها من الداخل، كلما نظروا إلى الأعلى رأوا عبر الغلاف الشفاف أسماك تسبح فوقهم، وكأنه يشاهدون فيلم عبر تقنية مُثتحدثة، ظلت "ليزا" تتأمل الجدران، والطرقات، قالت:
- لا أُصدق مدينة كاملة من الذهب تحت الماء.
التفت "والتر" هناك، رأى باب لغرفة قال:
- انظري هناك إنه باب... هيا لنرى ما خلفه.
ولما حاولت "ليزا" و"والتر" فتح الباب، لم يتمكنا من فتحه، لذا تركوه وتابعوا السير بالممرات.
فجأة وجدوا أمامهم بيوت تشبه أكواخ الأقزام الموجودة على الجزيرة، لكنها مصممة بتقنية أحدث وأروع، وجدوا الكثير من الأكواخ، بجانب بعضها البعض، مناسبة لحياة الأقزام تمامًا.
قال "والتر":
- هيا لنفتح باب هذا الكوخ.
ولما فتحه هو و" ليزا"، اندهشوا مما رأوا، قالت "ليزا":
- ياللروعة، الكوخ يحتوي على كل مقومات الحياة.
لفت انتباه "ليزا" وجود مربع زجاجي بداخلة سبيكة معدنية، ولما تأملتها جيدًا قالت:
- انها سبيكة من الفضة بداخل مربع زجاجي، لا أعرف كيف أفتحه.
أخذه منها "والتر" وفتحه، وأخرج السبيكة الفضية، أعجبت "ليزا" وقالت:
- إنها ملساء للغاية... هيا لنستكشف كوخ آخر.
دخل "والتر" و"ليزا" إلى كوخ آخر وجدوه أيضًا مجهز ليعيش فيه أحد الأقزام، وأيضًا لاحظت "ليزا" وجود نفس المربع الزجاجي، ولكن هذا المربع بداخله سبيكة مصنوعة من معدن الألمنيوم، ملساء أيضًا مثل تلك السبيكة الفضية، تسائلت "ليزا" قالت:
- أليس هذا غريب؟! هذا الكوخ به سبيكة من الألمنيوم، وذلك الكوخ به سبيكة من الفضة!
- اجل هذا غريب حقًا، هيا لندخل كوخ آخر لنعرف علما يحتوي.
ولما دخلوا إلى كوخ آخر وجدوا نفس المربع الزجاجي، وبالطبع كان به سبيكة معدنية وكانت مصنوعة من معدن النحاس، تعجبت "ليزا" من هذا، ولكن لم تجد تفسير لوضع هذه السبائك المعدنية المختلفة في الأكوخ بهذا الشكل، قالت:
- أُريد أن أعرف ما سر تعدد المعادن وتوزيعها على كل الأكواخ بهذه الطريقة؟!
- دعينا من هذا الأمر وهيا لنبحث عن الصولجان.
أخذوا يتجولوا بين الأكواخ بحثًا عن الصولجان، فجأة ظهر لهم قزم تفاجئ "والتر" و"ليزا" وتراجعوا إلى الوراء، كانوا يعتقدون أن المدينة الغارقة لم يدخل إليها أحد سواهم، تشجعت "ليزا" وسألته:
- من أنت؟ كيف وصلت إلى هنا؟
صمت القزم ولم يرد عليهم، فقط تقدم خطوات إلى الأمام نحوهم، شعر "والتر" بالخوف، تكلم القزم وقال:
- علمت أنكِ سوف تصلين إلى هنا أيها الفتاة.
"ليزا" تتنهد بسرعة، قالت:
- من أنت؟ هل تعرفني؟
أجابها القزم قال:
- بالطبع أعرفك، وكيف لي لا أعرفك!
- لم تجيب على سؤالي من أنت؟ وكيف وصلت إلى هنا.
- انا من أعطيتك البوصلة، لقد اخترتك من بين الكثير، لتساعدي قبيلتي حتى يسترجعوا مدينتهم الغارقة، أولاً سوف أفصح عن نفسي... أنا القزم الزعيم الأكبر، جسدي معلق بين حثث الموتى، أتذكرين ذلك عندما جعلتك تذهبين إلى هناك ذات مرة؟
"والتر" تذكر هذا لأنه ذهب معها إلى هناك هذه المرة، تسائلت "ليزا" وهي تجوب بعيناها المكان:
- انا لا أفهم شيء، كيف تقف أمامي الآن؟
رد القزم الجني روح القزم الزعيم الأكبر:
- سوف أقص عليك الأمر من البداية حتى تكتمل الصورة لكِ، كانت قبيلتي تعيش على الجزيرة ثم استطعنا تصميم هذه المدينة، والتي استغرق العمل عليها لسنوات، وقمنا بتشييد السور الصخري الضخم حتى يفصل بيننا وبين المفترسات على الجزيرة، وبالطبع جعلنا للسور الصخري أبواب تسمح لنا بالمرور عبرها، ومن ثم إلى الجزيرة عن طريق ممر طويل، واستقرت حياتنا داخل هذه المدينة لسنوات.
قاطعته "ليزا" وقالت:
- ولكن ما الذي جعل هذه المدينة تغرق تحت الماء، وكيف نجا منها الأقزام لتستمر حياتهم على الجزيرة؟
اجابها القزم الجني:
- أنا من تسببت في هذا الخطأ، لقد كنت بارع في استخدام السحر، وإلقاء اللعنات، وما فعته أنني ألقيت لعنة على شجرة الحياة عن طريق الخطأ، قضت على خواص هذه الشجرة، وأصبحت شجرة سامة، ثم نشب شجار بيني وبين مجموعة من قبيلتي، ولما غضبت ألقيت عليهم لعنة حولتهم إلى عمالقة؛ ولأن الشمس غابت عن الجزيرة لأيام استطاع عدد منهم النجاة وتوصلوا إلى جزئ محجوب عنه الشمس، خصصوه لهم، ومكثوا فيه حتى استطعتِ انتِ فك هذه اللعنة بعد أن مهد لكِ "برايم" الطريق.
أما هذه المدينة تعرضت للغرق لأن الجزيرة لم تقبل بأن يعتدي أحد عليها، أو على طبيعتها وفي أحد الأيام حدث زلزال تبعته رياح قوية أودت بالمدينة الذهبية، ومات عدد كبير من الأقزام، فقط نجى القليل منهم، وانا كنت ضمن الموتى، ولكن استطاع أحدهم إنتشال جسدي من الماء، وأما روحي علقت هنا.
"ليزا" و"والتر" مندهشين مما سمعوا...
يُتبع..