-->

رواية جديدة أقزام بنجايا لابتسام رشاد - الفصل 2

 

 قراءة رواية أقزام بنجايا كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية أقزام بنجايا

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة ابتسام رشاد


الفصل الثاني



وقف الشباب يتأملون هؤلاء الأقزم في صمت تقدم "والتر" متجه نحو الأقزام والباقون لحقوا به، ناداه "ديفيد" قائلاً: 

- توقف يا "والتر" لا تلفت إنتباههم. 

بينما "داني" خائفا قال: 

- توقف يا "والتر" قد يكونوا أشباح. 

توقف "والتر" بالفعل وقال: 

- أنظروا إليهم، أتظنون أنهم بشر؟! إنهم صغار بهذا الحجم، ولديهم لحية وشوارب.


إقتربوا منهم بحذر حتى يراقبوهم عن قرب، همس "والتر" لرفاقه قائلاً: 

- لديهم طعام وفاكهة، وأنا جائع من منكم يشعر بالجوع مثلي؟ 

ردوا جميعًا بأنهم جائعون أيضًا، ثم فكر "ديفيد" وقال:

- لنهجم عليهم ونأخذ طعامهم. 

قالت "أرورا": 

- إنه تفكير الحمقى، ماذا لو طلبتم منهم بأدب؟! 


هجم "ديفيد" و"والتر" على القزمين بسرعة، وقاموا بتقييدهم ووضعهم داخل الجوالات الذي يستخدمها الأقزم في عملهم. 

                              

❈-❈-❈


صرخ الأقزم عاليا لطلب المساعدة، ويحذرون الباقيين من وجود بشر، "ليزا" تنظر إلى الأقزم وهم يستغيثون ضاحكة قالت: 

- منظرهم لطيف جداً، سوف ءأخذهم معي إلى البيت. 

 

 "داني" هو الوحيد الذي يشعر بالخوف تجاه هذه الكائنات، بينما "والتر" و"ديفيد" يتناولا الطعام بشراسة، سقط الرفاق الخمسة مغشى عليهم نتيجة إبر التخدير التي صعقهم بها باقي الأقزم، لكن "ليزا" لم تكن نائمة مثلهم بل تظاهرت بالنوم لترى ما سيحدث! 


تجمع الكثير من الأقزام وقاموا بحمل الفتية وأخذهم إلى مكان بعيد، شبة أرض دائرية واسعة محاطة بصخور لَبنة مرتفعة جداً، تبدو منحوتة ببراعة والنباتات الخضراء تكسوها، المكان له رائحة جميلة كرائحة التربة الطينية عندما تذوب عليها قطرات الندى. 

يطلق الأقزام على هذه الأرض اسم "عرش السلافادور" أي عرش المملكة أو عرش الحكم كما هو متعارف لديهم. 


يوجد بنهاية هذه الأرض هناك كرسي كبير، يجلس عليه أحد الأقزام وهو ذو لحية بيضاء، فهو الأكثر حكمة من بينهم، ويبدو أنه أكبر سنًا، إنه زعيم القبيلة. 


ألقى الأقزام الفتية وهم نائمون أرضًا أمام زعيمهم، تحدث أحد الأقزام يدعى "مارتي" وقال: 

- سيدي وصل البشر إلينا مجددًا، وإعتدوا على 

"ماريز" الصياد وابنه. 

ثحدث قزم آخر وقال: 

- لقد ألقينا القبض عليهم، ويجب أن ينالوا العقاب. 


صدر صوت ضجيج زئير ديناصور من فصيلة آكلي لحوم البشر، لقد إشتم رائحة الأجساد البشرية بالقرب منه، أخذ يضجر محاولاً الخروج من محبسه ولكن باب الكهف حديدي متين لن يستطيع الخروج منه. 

مازالت "ليزا" تتظاهر بالنوم، تود لو تفتح عيناها  لترى المكان حولها، لكن سينكشف أمرها كما أنها متعجبة لأنها الوحيدة التي لم تنام مثل رفاقها. 


يثير فضولها رائحة المكان الخلابة، ولكن الخوف تملك مها لما سمعت ضجيج الديناصور المقيد بالداخل، لكنها لم تبدي أي ردة فعل. 

كانت قد علقت "ليزا" البوصلة بعنقها، بهدف المغامرة معتبرة البوصلة شيء إكتشفته في رحلتها. 


نظر إليهم زعيم القبيلة وقال: 

- قيدوهم وضعوهم بهذه الغرفة، ثم تجهز مجموعة كبيرة منكم لحماية الشاطئ بنفس الجهة التي عُثر على البشريين بها. 

ولكنه لم يلمح البوصلة بعنق الفتاة ولأنها ملقاة على بطنها والبوصلة غير واضحة. 


قيدوهم بالفعل وتم وضعهم بالغرفة المجاورة لغرفة الديناصور، ولما غادروهم أخذت "ليزا" تهمس لرفاقها قالت: 

- لقد رحلوا إستيقظوا. 

حاولت إيقاظهم، ولكن بلا جدوى ظلت تنظر إلى القزم الزعيم، الديناصور مازال يضجر محاولاً الخروج، وبعد مرور ساعة إستيقظوا جميعًا... "داني" صرخ بجنون قائلاً:  


- أُريد العودة حالاً. 


"أرورا" متسائلة بعجب قالت: 

- أين نحن، ما الذي أتى بنا إلى هنا؟! 


أجابتها "ليزا" قالت: 

- إنها غرفة ذات فوهة كهف من الخارج، حبسنا الأقزام هنا. 


سألها "ديفيد": 


_ كيف عرفتى؟! 

أجابته: 

- لقد نمتم تحت تأثير مخدر قوي، وقاموا بنقلكم إلى هنا والآن نحن أسرى لدى الأقزام. 


بعد مرور ساعة أخرى جائهم قزم يحمل لهم الطعام، يبدو وكأنه أطول الأقزام قامة وأكثرهم قوة. 

وضع لهم طعام أمام الباب الحديدي، وأيضًا الباب يسمح لهم بإخراج أيديهم وتناول الطعام. 


"والتر" يشعر بالجوع نظر إلى الطعام وقال: 

- أنا جائع جداً، دعونا نأكل. 

ردت "أرورا" بفزع: 

- لا تأكل، قد يكون طعام سام. 


ردت عليها "ليزا": 

: أنتِ مخطئة، يبدو أنهم طيبون ولن يصيبونا بأذى. 


تبادلوا النظرات ثم بدأوا جميعا بتناول الطعام، 

ولكنهم يشعرون بالخوف نتيجة صوت الكائن الموجود بالغرفة المجاورة تسائل "ديفيد" قائلاً: 

- ألا تعرفون ما هذا الصوت؟ كأنه ضجيج لحيوان مفترس. 

أجابته "ليزا": 

- إنه ديناصور قاتل، ذو أسنان حادة. 


تفاجئ الجميع، ولم يصدقوا ما قالته، بدأت تشرح لهم وقالت: 


- لا أعرف لما لم أنام مثلكم، ورأيت كل شيء، وهذا الديناصور موجود بالغرفة المجاورة. 


ما قالته "ليزا" بث في نفوسهم الخوف والرعب حاولوا الخروج من الغرفة ولكن بلا جدوى؛ لأن الغرفة محكمة الغلق، إستمروا في محاولاتهم... 

                          

❈-❈-❈


بينما "إيميلي" أم التوأمين علمت من المدرسة بأمر مسابقة المستكشفون البارعون، تحدثت إلى صديقتها بالهاتف وقالت: 


- مرحبا "زويا" علمت من المدرسة بأمر مسابقة المستكشفين وأن الأولاد شاركوا بها مع رفاقهم. 

وأخذت تبكي بحزن، طمئنتها صديقتها قائلة: 

- لا تقلقي سوف يعودوا إليكِ بخير، إنهم أذكياء ويستطيعوا مواجهة المخاطر. 

ردت "إيميلي": 

- أقدموا على هذه المخاطرة من أجل مسابقة، يريدون أن يستكشفوا... 


قاطعها "روبرت" قائلاً:  

- جزيرة الأقزام، أخذوا الخريطة التي كانت معي بالمكتب. 


توترت "إيميلي" وأنهت المكالمة، والدمع يملأ عيناها قالت: 

- ماذا تقصد؟! هذا يعني أنهم أبحروا إلى هذه الجزيرة؟ 

إقترب منها وأمسك يداها وقال: 

- عزيزتي لا تقلقي سوف يعودا إلينا. 


أما الفتية مازالوا يحاولون الهرب، ظل "والتر" يحاول فتح بطرق تقليدية، لكن بلا جدوى. 

وقف الفتية يشاهدون الغرف المقابلة لسجنهم، وجدوا كل الغرف مظلمة ولم يروا شيء، وبعد دقائق رجع الأقزام ومعهم رجل بشري فاقد الوعي يبدو بالستين من العمر، ذو لحية بيضاء خفيفة. 


ألقوه أمام زعيمهم وقال أحدهم: 

- لقد وجدناه مغشى عليه بالقرب من الشاطئ. 


أمر الزعيم بحبسه مع الفتية الخمسة، ثم طلب منهم إحضار الفتية أمامه، وبالفعل أحضروا الفتية أمامه سائلهم وقال: 

- هل ذلك الرجل جاء معكم؟ كم عدد البشر الذي جاؤا معكم؟ 

تبادل الفتية النظرات ثم رد "ديفيد" وقال: 

- لا نعرف هذا الرجل جئنا نحن الخمسة فقط. 


فيه هذه اللحظة لم يُركز الزعيم سوى بالبوصلة المعلقة بعنق "ليزا"، أخذ الزعيم يدقق النظر، بينما ساد الهدوء بالمكان، همس "ديفيد" لرفاقه بعيناه يقصد أن يتفرقوا ويهربوا من هذا المكان. 


جرى هو أولهم نحو الباب ولحقه الباقيين، صرخ الزعيم بالأقزام قائلاً: 

- أحضروا الفتاة ذات البوصلة. 

جرى الأقزام خلف الفتية لمنعهم من الهرب.  

إختبئ "داني" خلف شجرة بينما هربا "ديفيد" و "أرورا" معًا جهة الشمال يمرون بين صخور ضخمة يرون الشاطئ من بين فتحات هذه الصخور. 

بينما "والتر" و"ليزا" هربا معا جهة غابة كثيفة النباتات وأشجارها عالية، مظلمة من الداخل بها أتربة وأوراق الأشجار متساقطة بكثرة، جلسوا على أوراق الأشجار يلتقطون أنفاسهم، قال "والتر": 

- انظري خيوط العنكبوت هنا قوية جداً، لا تنقطع. 

نظرت إليه "ليزا" بحزن، وقالت: 

- أتظن أننا سنعود، أنا خائفة. 

نظر "والتر" بعيناها وأخذ يداعب شعرها القصير بأصابعه برفق وقال لها: 

- سنكون بخير لا تقلقي، إننا مستكشفون وسنعود لنقص على الجميع ما حدث.

 

 مازال يداعب شعرها، مالت برأسها على كتفه بضع ثوانٍ فقط وصرخت صرخة مدوية من هول ما رأت. 

إحتضنها "والتر" أكثر فأبعدته عنها ونهضت تجري بعيدًا، نهض "والتر" ليرى خلفه هناك عنكبوت ضخم بحجم الإنسان البشري أسود اللون، بدأ "والتر" بالركض بين الأشجار والعنكبوت يلحق بسرعة، سحبته "ليزا" نحو مدخل فوهة مظلمة كالنفق. 

ليتخفوا عن العنكبوت، النفق ضيق ومظلم تملأهُ الحشرات الصغيرة، مر "والتر" و"ليزا" منه، حتى إنتهى بهم في غابة أخرى، تسكعوا بالغابة قليلاً حتى رأوا عن بعد هناك شيء غريب بث في نفوسهم الرعب، لقد وجدوا جثث لأقزام موتى لونهم أخضر معلقين بالأشجار، بعد أن تم لفهم بأوراق الأشجار بعناية تُظهر ملامح جسدهم، والغريب أن الجثث تبدو محفوظة بعناية حتى لا تتآكل كأنهم فارقوا الحياة منذ دقائق. 


أمسك "والتر" بيد "ليزا" وقال:

- لا تنظري إليها أبدًا. 

 "ليزا" يدها ترتعش قالت : 

- متى ينتهي هذا الكابوس؟ متى نعود؟! 

وجلست على الأرض تشعر باليأس، تسد ظهرها للحائط الموجود بالخلف، جلس بجانبها "والتر" يطمئنها قائلاً: 


- انظري إليّ، "ليزا" أنتِ قوية ونحن سننجو من هنا. 

ردت وهي تبكي قالت: 

- يا تُرا ماذا حل "بديفيد" و "أرورا" و"داني"؟ 

أجابها "والتر": 

- لا أعلم، أتمنى أن يكونوا بخير. 


بينما "ديفيد" و"أرورا" هربا عبر الصخور انطلقوا بعيدًا مسرعين حتى إنتهى بهم الطريق في بقعة أرض واسعة خظراء تكسوها الحشائش الخضراء والأشجار، تطل على منحدر منخفض جدًا،  ترك "ديفيد" "أرورا" تقف بداية الأرض عند الصخور، وإنطلق نحو المنحدر وأمسك بحجر صخري كبير وألقاه يهوي بالمنحدر؛ ليرى كم المسافة بعيدة بالأسف!


صرخت "أرورا" تنادي أخاها بصوتٍ عالٍ قالت: 

- "ديفيد"... عُد إلى هنا، أنظر إنه ديناصور ضخم. 

رد "ديفيد" متفاجئًا وقال: 

- ياللهول، ما هذا اشيء؟ 


ثم ركض سريعًا نحو أخته وقال: 

- هيا لنختبئ خلف هذه الصخرة.

ردت "أرورا": 

- إنه ديناصور ضخم مازالت الديناصورات على قيد الحياة هنا. 


 قال لها: 

- دعينا نجلس هنا بمأمن ونشاهد هذا الديناصور الضخم، أنظري كم أن جلده سميك! يميل إلى اللون الأخضر، دائماً كنت أحلم برؤية ديناصور. 


جلست "أرورا" بجواره وقالت: 

- أنا خائفة، هذا الديناصور عملاق ورقبته طويلة جداً، كيف يتعايش الأقزام مع هذه الديناصور العملاقة بأرض واحدة؟! 

جلسا معًا إذ بهم يتفاجئون بمرور ديناصور آخر من فصيلة ديناصورات آكلي العشب، ولكن أقل حجم من الديناصور الأخضر، بدأ الديناصورين بأكل أوراق الأشجار. 


فجأة تساقطت بضع حصوات صغيرة من الأعلى على "ديفيد" و"أرورا" نظرا إلى الأعلى إذا به ماموس صغير يهوي عليهم، أبتعدا سريعا ليسقط الماموس أرضًا ويلقى حتفه. 


تفاجئوا وقالوا معًا بنفس اللحظة: 

- إنه حيوان الماموس! 

 "أرورا" تشعر بالتعاطف والحزن حيال هذا الحيوان الصغير قالت: 

- إنه ماموس صغير، يشبه الفيل تماماً ولكن ذو أنياب... كم يبدو لطيف. 

أخذت تحسسه بيدها وقالت: 

- لقد مات. 

ثم سحبها "ديفيد" بعد أن وضع يده على فمها وتراجع عدة خطوات للوراء. 


 وهمس لها قائلاً: 

- أنظري هناك وحش يقترب من الماموس القتيل، يبدو أن هذا الوحش يشتم رائحة الجثث الميتة حديثا ويتعقبها. 


نظرت "أرورا" ناحية هذا الوحش وجدته يبدو كحيوان الكنغر ولكنه أكبر وأضخم وله أسنان وأنياب حادة إنقض بها على الماموس الميت، وبدأ بأكله حتى فرغ وبقي بعض عظام هيكل الماموس، مر الوحش بجوارهم دون أن يتعرض  لهم، بفس اللحظة كان التوأمين يتنفسا الخوف ببطئ. 

مر الوحش ثم أخذ "ديفيد" يتأمل بقايا جثة الماموس، قال: 

- أنظري مازال هناك قرني الماموس على الأرض.

 

سألته "أرورا":  

- ماذا تقصد؟! 

- أريد أن أخذ إحدى قرني الماموس. 

جرى سريعًا وإلتقط واحدة من قرني الماموس حيث نزعها بسهولة عن جمجمة رأس الحيوان، وكانت ملطخة بالدماء. 


غضبت منه "أرورا" وقالت: 

- كم أنت مقرف! ما الفرق بينك وبين ذلك الوحش؟ 

وتركته وجلست بجوار صخرة تبكي تتمنى أن تعود لبيتها بسلام. 

بينما "داني" لم يستطع الهرب فقط إختبئ خلف شجرة بالقرب من عرش المملكة "السلافادور"؛ لذا تم القبض عليه بسهولة سأله الزعيم قائلاً: 

- من أي بلد جئتم؟ 

- من أديليد باستراليا. 

سأله الزعيم بحزم وشدة: 

- أخبرني عن تلك البوصلة بعنق الفتاة. 

"داني" ينظر إلى الديناصور آكلي اللحوم الموجود بالغرفة هناك، أجابه بكل توتر وخوف قائلاً: 

- لقد وجدتها تطفو على سطح الماء أثناء قدومنا إلى هنا.   

تغيرت ملامح وجه القزم الزعيم "برايم" فكر قليلا، ثم قال: 

- أعيدوه إلى محبسه، وإبحثوا عن الفتاة التي تملك البوصلة. 

قاموا بحبسه بالفعل، وجار البحث عن الفتاة كما أمر الزعيم. 


مازال "والتر" و"ليزا" ضائعين بالغابة، يحاولون العودة إلى الشاطئ ليستقلوا السفينة أملاً في النجاة والعودة. 


أخذوا يتسكعون بالغابة حتى شعروا بالتعب، حل الليل عليهم إذا بهم يسمعون أصوات حيوانات مفترسة تنقض على غيرها من الحيوانات تملكهم الخوف والفزع، جلس "والتر" يتفحص جرح قدمه الذي أُصيبت عندما كانوا في طريقهم إلى الجزيرة قال: 

- لا أريد المقاومة، سأتوقف هنا... لن أتابع الهرب. 


أمسكت "ليزا" بيده تطلب منه الوقوف ومتابعة السير معها، تشد بيده قائلة: 

- أنت من تدعمني طوال الوقت والآن تشعر بالإحباط، هيا لنتابع معًا أنت الدافع القوي بالنسبة لي. 


نهض "والتر" وتابع السير مع "ليزا"، المكان مظلم والطريق صعب السير فيه، تتعثر أقدامهم كما أنهم يشتمون رائحة سيئة تسود المكان، ظلوا في سيرهم إلى أن سمعوا صوت أمواج تتضارب، مما بث فيهم الأمل من جديد. 


جريا ناحية هذا الشاطئ، وجدوا بعض الحيوانات الأليفة تشرب الماء، والعديد من الأقزام يلتفون حول نار قاموا بإشعالها بكومة قش، يتبادلون الحديث ويتناولون الطعام. 


بين كل هذا حاول "والتر" "وليزا" التسلل؛ ليمكثوا بالقرب من الشاطئ حتى الصباح. 


بينما وبنفس الوقت "أرورا" و"ديفيد" أيضًا يحاولون العودة إلى السفينة، قالت "أرورا": 

- أتمنى أن ينتهي بنا المطاف عند الشاطئ عند سفينتنا. 

رد "ديفيد": 

- أود ذلك فعلا، ولكني أشع بالجوع. 

- هيا لنسير بإتجاه الأشجار. 

وافقها الرأي وسار معها في ظلام الليل قائلاً: 

- المكان هنا مخيف جدا، ولا أعرف ماذا يريد منا هؤلاء القصار؟! 

ردت "أرورا": 

- وأنا مثلك، أخشى أن أموت هنا... أريد العودة. 


تابعت "أرورا" السير، فلم تجد "ديفيد" يسير معها، بل وجدته عالق هناك يحاول أن يحرر نفسه من تشابك خيوط العنكبوت القوية التي إلتصق بها أثناء مروره بين الأشجار. 


رأته "أرورا" في دهشة قالت: 


- سوف أساعدك أخي، إنها حقا خيوط قوية.

 

رد بقلق وتوتر قائلاً: 


- لا أستطيع الإفلات، أو الهرب. 


بينما رأوا هناك عنكبوت ضخم أبيض اللون يقترب منهم، تبدو أنها شباكه وها قد اصطاد شيئًا. 

صرخ "ديفيد" "بأرورا" وقال: 

- أهربي حالاً واتركيني. 

"أرورا" تبكي ومازالت تحاول قطع الخيوط عن أخيها قالت: 

- لن أتركك لتواجه هذا الشئ وحدك. 

"أرورا"  تصرخ  عاليًا، اقترب منهم العنكبوت جداً، تعالت أنفاسهم... لقد إستسلموا تماما، كاد العنكبوت أن يلمس "ديفيد" حتى أطلق عليه أحدهم رمح ليُقتل العنكبوت على الفور. 


إلتقطا أنفاسهم يتلفتا،  "ديفيد" يتسائل متعجبًا قال: 

- من قد يكون الذي أنقذنا وأصاب العنكبوت بالرمح؟! 

تنهدت "أرورا" وقالت: 

- لا أعلم. 


في وسط ظلام حالك رأوا شعلة ضوء تقترب من هناك، حتى وصلت إليهم يحملها أحد الأقزام  تحدث إليهم وقال: 

- أُدعى "أريك"، خُذ أسكب الماء على الخيوط لتتحرر منها. 

وأعطى قارورة ماء "لديفيد"، ولما تحرر "ديفيد" قال لهم القزم "أريك": 

- إتبعوني. 

وسار أمامهم، لحقه "ديفيد"، بينما "أرورا" تنظر إلى العنكبوت الميت ثم لحقت بهم في خوف وتوتر...


يُتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ابتسام رشاد من رواية أقزام بنجايا، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية