رواية جديدة البحث عن هوية لهالة محمد الجمسي - الفصل 12
رواية رومانسية من روايات وقصص الكاتبة
هالة محمد الجمسي
رواية البحث عن هوية
رواية جديدة
تنشر حصريًا
على مدونة رواية وحكاية
قبل أي منصة أخرى
الفصل الثاني عشر
أنا وأنا وأنت
قال حاتم وهو ينظر لها في دهشة:
_آخر، الماضي يملكه شخص آخر
تمتمت غادة في صوت به رعشة واضحة:
_ربما كنت متزوجة، ربما كان لي أولاد، كل الاحتمالات واردة
نظر لها حاتم في استنكار ثم قال وهو يمسك يدها ويرفعها إلى أعلى:
_انظري إلى أصبع يدك لا يزينه أي حاتم، انظري الى يدك جيداً لا تحمل أي آثار على على وجود خاتم أو محبس خطبة من قبل
تمتمت غادة وهي تحاول أن تتذكر أي شيء من الماضي:
_لا يمكن أن نضع تلك الأشياء دليل أثبات أو نفي على الزواج أنت تفهم ما أقصد
ألقى حاتم نظرة على غادة التي اشاحت بوجهها بعيد عنه ثم قال:
_حديث مشاعرك وما حدث منذ قليل لا يعترف بهذا، هل ما حدث يحتاج إلى إثبات أو نفي؟ نحن راشدان وليس اطفال
الأمر ليس مزحة
هتفت في صوت منخفض:
_ربما كان الليل والقمر هو سبب كل هذا، علينا أن ننسى ما حدث،
نظر لها حاتم في اعتراض ثم قال:
_هل هذا الشخص هو رامي؟
رفعت عيناها له في عدم فهم مما دفعه أن يقول:
_ ربما ليس الماضي هو ما يجعل كلماتك تدور في فلك الهراء
هتفت غادة وهي تشعر بالخوف:
_أنت لا تستطيع أن تفهم ما أنا عالقة به
الأمور شائكة حقاً الأمر مثل سجن سمكة بشبكة صيد كبيرة فلا هي قادرة على العودة إلى الماء من جديد، ولا الصياد يمنحها نقطة النهاية ويسلمها إلى الموت
الرهينة لا تملك قرار
هتف حاتم في حدة:
_هل هناك شخص آخر حقاً ؟
تمتمت غادة في حيرة وهي تفرد يدها في استسلام:
_لا ادري حقاً، لا أستطيع أن أتذكر اي وجه أو شيء من الماضي
هز حاتم رأسه في غضب ثم قال في صوت هاديء خشن:
_لا أتحدث عن الماضي الذي لا تظهر منه قصة حقيقة تجعلك تجفلين وتفرين بهذا المبدأ الواهي، أنا أتحدث عن الأيام الحالية، حديثك عن شخص آخر هل تقصدين رامي؟ يمكنني مشاهدة تقارب بين كل منكم، هل هذا ما يجعل كلماتك غير منطقية وتتنافى مع ما حدث منذ قليل
هزت راسها علامة الرفض وهي تقول:
_لا لا، الأمر ليس كذلك
هتف في حدة:
_ليس رامي!
سارت إلى أقرب مقعد في الصالة كانت تشعر بدوار حاد جلست في سرعة ثم قالت في توسل:
_ الأمر ليس سهل حقاً
زفر في ضيق، وسار في خطوات إلى غرفته
و راقبت شوجر وهو ينطلق خلف سيده، قالت وهي تنظر إلى وجهه الغاضب عن بعد:
_الوقت غير مناسب إلى الحب، يجب أن تتفق معي في هذ
لم يجب وشعرت هي بألم يسري في أعماقها ألم ينتزع منها روحها، لا تستطيع أن تشاهد حزنه ولا تستطيع أن تقف مكتوفة اليد وهي تدرك جيداً أنها سبب ألمه، ماذا عليها أن تفعل؟ هل تدلف الى غرفتها وتغلق الباب خلفها؟ ولكن كيف تفعل هذا؟ شعرت بلوعة حادة في قلبها تنقبض جوارحها في أسى وحزن، لا يمكنها أن تترك الأمور معلقة لهذا فلقد اتخذت قرارها بالحديث معه
سارت في خطوات بطيئة إلى حيث غرفته، وقفت عند بداية الغرفة كان يوليها ظهره وقد خلع قميص وظهر ظهره العاري قالت في صوت منخفض:
_دكتور حاتم من فضلك أستمع لي
أشار بيده في صوت غاضب دون أن يلتفت لها :
_من الأفضل لك الذهاب الى غرفتك
بلعت ريقها في صعوبة، قالت وهي تحاول أن تجد إلى عقله سبيل:
_لا لن أفعل هذا ، لن اذهب الى غرفتي وأترك الأمور معلقة بهذا الوضع المزعج
زفر في ضيق ثم قال في لهجة تحذير:
_عليك الذهاب الى غرفتك
خطت إلى داخل الغرفة وهي تتجاهل صيغة الأمر في عبارته، استدار في حدة ونظر لها أشاح بيده قائلاً:
_إياك أن تفعلي هذا، أستطيع تدبر أمري جيداً ، عبارات جوفاء لا أريدها أن تتردد هنا
خطت عدة خطوات في تحدي إلى داخل الغرفة قالت وهي تقف في مواجهته :
_هناك أشياء يجب أن تكون واضحة لك
نظر لها في حدة ثم قال:
_إذن هو رامي! أليس كذلك
هزت رأسها في حدة وهي تنفي الفكرة:
_لا، الأمر لا يتعلق برامي، أو أي شخص في الوقت الحالي،
إذا كان تقديرك إلى الأمور صحيح بشأن المحبس الخاص بالخطبة والزواج صحيح، ماذا عن الأمور الاخرى؟ الحياة التي كانت من قبل؟ ربما لا تناسب الطبيب الشاب
ماذا إذا كان الماضي به ما لن تستطيع أنت أن تجتازه؟ ماذا إذا كان الماضي سيء؟ حاتم أنا لا أعرف من أنا؟ لا أعرف كيف مضت سنوات عمري الماضية؟ ولا أعرف مع من كنت أعيش؟
الصالح يجاور الطالح دائماً، وقد أكون شخص سيء والإ كيف تفسر عدم وجود آخرين أعرفهم إلى جواري؟ لا أحد يحاول البحث عني؟ فرد واحد شخص واحد يهتم لأمري،
ربما كنت شخص شرير وقاسي وفعلت ما لم يكن غفرانه،
أصعب شيء يمكن أن تواجهه في الحياة أن تكون حياتك صفحات بيضاء، هذا أمر يعني الضياع، ولكن أنت شخص ناجح طبيب مرموق ومن عائلة ذات أصل
معروف، وأنا::::::
تنهدت في حزن وقالت:
_سوف يمتلك الندم عقلك وقلبك، سوف تعيد النظر من جديد وتتألم وترفض تلك اللحظة التي أردت لمشاعرنا أن تستمر، ربما كنت شخص لا استحق هذا، ربما كان الماضي به من العار ما يجعل كل منا مكنث الرأس، لماذا عليك المجازفة؟ أبق في أمان من أجل مستقبلك
صمتت دقيقة نظرت إلى وجه حاتم،
كان ينظر لها في عمق قال وهو يقترب منها:
_أنا على أستعداد أن أغفر أي شيء حدث في الماضي، سوف أغفر كل شيء إذا كانت مشاعرك لي فقط
نظر إلى وجهها الذي تبدو عليه علامات صدمة كبيرة، وعدم تصديق وتابع:
_حين يظهر الماضي واضح جلياً لي ولك، سوف نكتب نحن الحاضر، لن نعود له إذا كان سيء، لن نهدر الوقت في التأمل به، بل أعدك أن لا أعترف به سوف أنكره تماماً لقد عرفت غادة وءامن قلبي بها
غادة التي استطاعت أن تمتلك قلب حاتم دون أن أدري كيف تم هذا؟ وفي أي وقت استطاع أن يكون بكل تلك القوى، ولكن يكفى أن نعترف أن اليوم الذي وثقت به مشاعرنا هو البداية
ولن يكون الماضي إذا كان سيء هو البداية لن يكون حاجز، هل نتفق على هذا؟
نظرت له في دهشة ثم قالت في عدم تصديق، قالت وهي تحاول أن ترفض حقيقة كلمات حاتم :
_أنت جاد في هذا!
هز رأسه علامة الموافقة مما دفعها أن تقول:
_هل تعدني بهذا؟ هل تفعل هذا؟
قال حاتم وهو يلمس خصلة من شعرها:
_أعدك بهذا، وأنا على يقين أن لا يوجد في الماضي شخص آخر
هتفت غادة وهي تنظر له في حب:
_يمكنك إعادة التفكير في الأمر من جديد، يمكن أن نترك الأمر إلى ما بعد العودة من الإسكندرية
وضع حاتم اصبع يده على فمها ثم قال وهو يهمس في اذنها:
_شش
أبتسمت غادة ثم قالت:
_امرك مطاع
قفز شوجر مرة ثانية، أحاط حاتم بيده ج_س*د غادة يحاول حمايتها من القط قال في لهجة تحذير إلى القط:
_أنت لا تكف عن مضايقات النساء، لقد توقفت المطاردات القتالية منذ وقت طويل
أطلق القط مواء اعتراض، في حين تابع حاتم وهو ينظر في عين غادة:
_لا تحاول الهجوم مرة ثانية، السيدة تريد أن تشعر بالأمان
نظر لها حاتم في جذل ثم قال:
_أليس كذلك سيدتي؟!
كانت غادة تشعر بأنفاس حاتم على وجهها، لمسه يده وحرارتها على ذراعها، تشعرها بالارتباك الشديد، ويدها التي تستند في خجل على ص_دره العاري، تكاد تعطى إلى اتزانها قوة
هذا لأن قدماها ترتعش في قوة
دفن حاتم رأسه في ترقوة عنقها وقال في صوت منخفض:
_رائحة البحر تنبعث من شعرك
قالت غادة وهي تشعر بالخجل الشديد:
_لا، البحر خلفنا مباشرةً والأمواج متلاطمة وعالية، هي ليست رائحة شعري
رفع حاتم رأسه قليلاً ثم قال في صوت منخفض:
_حقا؟!
همست غادة وهي تنظر له في حنان:
_أجل
❈-❈-❈
نتذوق الحياة حين تمتلكنا الفكرة يبدأ العمر حين نلمسها بقلوبنا تظلل البهجة على اوقاتنا لتتجسد لنا كل الحقائق بلحظتها. ويعود لنا هذا الوقت الذي مر سدى، يعود دفقات ودفقات من السعادة، يظلل الحب تلك الفجوات التي أحدثها الحزن يرتقها في مهارة وحرفية، يعيد إلى الذات الفرح، ويحدث في الذات جلبة وصخب، نغم هادئ أجل هي حقيقة مثل الشمس والمطر والحياة والهواء الذي به أحيا أجل أنا حقيقي وحبي لك كذلك، حتى إذا كنت أنتِ درباً من جنوني، فأنا أوافق أنا اقايض كل هذا و لا أتخلى عن جنوني، علمت أنك هذا الجزء الذي به سوف اكتمل حين شاهدتك، وأيقنت أيضاً أنك الروح التي شردت عني منذ زمن
عادت لي بعد ألم وعذاب، الحب يفقد المرء صوابه وأ جد إلى جوارك كل اتزاني
حاتم
ليت الأيام تتوقف هنا، لم أعد اريد شيء من هذا العالم سواك، أجمل الأقدار هو أنت
أنا أعلم جيداً أنك أجمل ما حظيت به في عالمي، وأعلم أنك هويتي وأعلم أنك كل حدودي وأنك طوق النجاة، إذا كتب لي يوماً أن أتذكر ما مضى، سوف أكتبك أنت الأمس واليوم أيضا لم أكن أظن يوماً أن ينبغي على ذاتي أن تشكر القدر الصعب ولكن الآن أشكر الله لقد كان قدري أن التقيك في وقت الأزمات حتى أدرك أنك الوحيد القادر على أحتوائي
إن صمت يوماً سوف تيقن أنك كل كلماتي
وصمتي وجوابي
صرختي وجنوني
وكامل عقلي وكل
كبريائي وضعفي
وهواني وما بين شمس تشرق وليل يرحل أنت أجمل
حكاياتي
غادة
كانت غادة قد أسندت رأسها على صدر حاتم
وجلسا يراقبان محاولة النهار أن يبزغ في هدوء
بعد أن جفا النوم
أعينهم زمجر القط في شراسة دون أن يحاول الأقتراب
تذكرت غادة بعض كلمات حاتم فقالت:
_إنه غاضب
تراقصت إبتسامة على وجه حاتم وقال:
_مشاكس ومقاتل كان قط مدلل من الجميع لهذا يريد أن يثبت دائماً أنه الملك هنا لا يريد أن يسلبه أحد الاهتمام
قالت غادة وهي ترفع ج_س"دها قليلاً إلى أعلى:
_لقد تحدثت عن مقاتلات نساء مع القط
أغمض حاتم عينيه في عناد وقال:
_هل فعلت حقاً؟ لا أذكر هذا
تابعت غادة في تصميم:
_أجل ذكرت هذا
نظر حاتم في عينيها وشاهد تلون وجهها باللون الأحمر الغاضب فقال وهو يبتسم:
_غيورة أنت؟
لم تجب غادة مما دفع حاتم أن يطلق ضحكة عالية متابعاً:
_كان لي العديد من القصص والمغامرات و النزوات و الكثير من الزيجات العرفية و زيجات المتعة وما ملكت يميني
احتقن وجه غادة باللون القاني وشعرت بحرارة تسري في عروقها فقالت في استنكار:
_مغامرات وزيجات أيضاً
هز حاتم رأسه علامة الموافقة وتابع:
_كنت أعيش حياة ماجنة عابثة بوهيمية في الفترة الأولى من حياتي
صرخت غادة في غضب:
_لا أصدقك
وضع حاتم يده على خد غادة اليمين ثم قال:
_لماذا لا تصدقين هذا؟ لماذا ترفضين الإعتراف أن هناك آخريات احتلوا قلبي سابقاً
أعقبت غادة في سرعة:
_قلبي يحدثني بهذا
همس حاتم:
_جيد هل أدركت الآن أن حديث القلوب صادق؟ ما تخبره به مشاعرنا لا يمكن أن نتجاهله
هزت غادة رأسها علامة الموافقة ثم قالت:
_إذن عن أي نساء كنت تتحدث؟ تلك التي كن يتعاركون قديماً مع القط
التقط حاتم نفس عميق ثم قال:
_فتيات صغيرات في عمر المراهقة، تلميذات شقيقي مازن
لقد كان مازن مدرس للغة الفرنسية، وكان الكثير من الفتيات يتواجد ن هنا من أجل تعلم اللغة، كانت الأعداد كبيرة لأن مازن كان يعطي الدروس بالمجان وكان القط يشاكس الفتيات ويصر على ترك أثر على ايديهم، وكانت الفتيات أيضاً
يجيدون مشاكسته،وربما هذا ما جعله بتلك الشراسة، ولكن مازن كان يجيد السيطرة على الجميع، كان يعرف كيف يضع حدود فاصلة بين المتحاربين، كان شخص قيادي رغم مرونته في التعامل
أحاطت غادة بيدها وجه حاتم وقالت في حنان:
_ من الأفضل أن تتحدث عنه
نظر لها حاتم في تساؤل مما دفعها أن تكمل:
_أنت تشتاق له كثيراً، وكتمان الأمر ومحاولة تجاهله لا يجدى نفع إنه يزيد الأمر سؤء، لا بأس إذا تحدثت عنه فترات كبيرة لا بأس بهذا
الذكريات وجدت حتى تكون لنا دروس ومداوة للجروح، ليس من الصواب أن نتجاهل الذكريات
ظهر الحزن على وجه حاتم وتابع:
_مازن كان شخص محب إلى الحياة، يصادق الطيور والحيوانات الأليفة، يزرع أشجار في كل مكان يذهب له، يمد يد العون إلى الجميع،
كان يمتلك أحلام كثيرة وأصدقاء كثيرين، كان يحب الحركة والسفر والرحلات، كان شخص ذو حضور رائع لا يمكنك أن تمل من حديثه إذا تحدثت بأي أمر كان، وكان يمتلك قدرة غريبة على جعل الوقت سعيد وجميل، كنا متناقضين كنت اميل إلى العزلة و الانغماس في العلم ولم أكن اجيد فن التعامل مع البشر، لا أمتلك مواهبه ولا قدراته على العزف على كل ما هو حزين وجعله مبهج، لقد كان قادر على منح الحياة رونق، مازن
كان يقتحم خلوتي
حتى لا تصدأ روحي
من العزلة، كان يجبرني على الخروج وتنفس الهواء الطلق، لقد كان شقيقي الأصغر هو المسئول عني رغم أن العكس كان يجب أن يكون،
صمت حاتم دقيقة شعر بوغزات الألم في قلبه ثم قال:
_هذا اليوم الذي رحل فيه طلب مني أن ارافقه في نزهة ولكن كان لدي مرض
أنا أفكر أوقات عديدة
إذا كنت رافقت شقيقي في هذا اليوم
هل كنت غيرت القدر؟ هل كنت قدمت له إسعافات أوليه تبقيه على قيد الحياة، أو كنت رحلت معه وتلاشت الأحزان، لقد كان حادث سير الجميع، اصطدام عنيف مع دراجة بخارية، كانت عين مازن تراقب الجميع وهو يبحث عن شقيقه حين تم نقله إلى المستشفى، كان يريد أن يشعر بالدفء في لحظات الموت، أو لعله كان يريد أن يشعر بالصحبة وان شقيقه إلى جواره أظن هذا ما كان يفكر به، حين هرعت له، تحدثت إليه:
_لا تخاف سوف تنجو سوف أكون هناك في غرفة العمليات
نظرته كانت بها بريق جميل، أظن الشمس كانت تتوهج داخلها، أبتسم لي ثم دلفنا إلى العمليات ولكن
صمت حاتم لحظة، كان ثمة دموع قد تجمعت في المقل،
هزت غادة رأسها
حتى يكمل حديثه لها مما دفعه أن يقول:
_لم أستطع أن أفي بوعدي له، رحل بعد دقيقة واحدة قبل أن يتم فعل أي شيء
ترك لي الحياة، وكنت أريد أن أمنحها له، كانت صدمة عنيفة لي، لقد تحدثت له كثير أن يصمد وأن الأمر لن يكون صعب ولكن الأطباء قاموا على إخراجي من غرفة العمليات،
تحدثوا عن الموت أجل الموت الذي انتزع مني شقيقي
وأنا بلا حيلة، تحدثوا عن الصبر والرضاء بقضاء الله، غسلت جسد شقيقي حملت كفنه بيدي وضعته في بيت بارد وجلست يوم كامل إلى جواره أخبره أن كل شيء بخير وأن حاتم سوف يظل هنا، إلى أن جاء رامي ونزعني من أمام قبر شقيقي
لقد زادت الأمور قتامة بعد رحيله، زادت الوحدة والغربة وأصبحت الأيام ساعات تدق بلا حياة ليل نهار، لقد انشق قلبي في هذا اليوم
حين رحل أدركت أن جزء كبير من حاتم قد مات أيضاً، بل أظن أن حاتم قد دفن معه في هذا اليوم،
كل مريض يم وقت في غرفة العمليات
أشعر أنه مازن
همست غادة في حنان:
_شقيقك فخور بك، هذا أمر اكيد، نا على يقين من هذا، كانت نظرته الأخيرة لك هي رسالة لك أن تكمل طريقك في الحياة، انت في الحياة تكمل مع كان ينتهجه هو، تكمل مسيرته، أنت أيضاً تعطي الحياة إلى الآخر ين، أنت تمد يد العون مثله إلى الجميع، تحافظ على نجاحك رغم الصعاب التي تمر بها، تكمل رسالة الخير في الكون
قال حاتم في حزن:
_ليته ظل على قيد الحياة ليت
يُتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هالة الجمسي من رواية البحث عن هوية لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية