رواية جديدة متيم بكِ لعزة كمال - الفصل 18
رواية جديدة للكاتبة عزة كمال
رواية متيم بكِ
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة عزة كمال
الفصل الثامن عشر
لا تندم على فعل فعلته،وأنت تعلم أنه صحيح، فلم ينظر الناس إلي ما أخذته من قرار بل إلى نتائجه، كما أن من الصعب أن تسلك الطريق الخطأ، كي تريح بعض البشر، وفي النهاية سوف تجدهما لا يشعرون بالراحة.
❈-❈-❈
كانت المواجهة شرسة أمام جميع أفراد العائلة، وشعرت منار وسعاد بالخوف، فلقد كانت أول مرة تتحدث أسماء بتلك الحديث، ولكن منار تعلم أن يجب للصامت أن يثور، لقد أعتقدوا أنها سوف تتحمل هذا الظلم والقسوة مدى الحياة.
لكنها قد وصلت لمرحلة أصبحت غير قادرة على الصمود فيها، كذلك كان الجميع ينتظروا رد الفعل، وجاءت اللحظة الفارقة، عندما نظر لها عمها وقام بصفعها على وجهها، وأخبرها بأنها لم ترى أي تربية ولكن الخطأ ليس عليها، فالخطأ على زوجها الذي جعلها تتمادى ووقف يشاهد ردها على أبيه.
وأنه سوف يجبره علي أن يطلقها، وإلا يعتبر خارج عن طوعه، كانت نظرات الجميع له بحيرة وقلق، لأن عمار أصبح في مكان لا يحسد عليه، أما أن يفقدوا عشق سنينه، وأما إن يفقد عزوته وأهله.
كان فهد لا يعجبه ما يحدث، ولكنه فضل أن يرى ماذا سيفعل عمار؟ فهل سيقبل التحدي ويدافع عن زوجته؟ التي من وجهة نظره أنها لم تخطئ، ولكن كانت تعبر عما بداخلها، أم أنه سوف يبيعها كي يرضى والده، لم تمر دقائق كثيرة حتى وقف عمار وذهب في إتجاه أسماء، وكانت نظرات الجميع بالقلق خوفاً من أن يطلقها بالفعل، ولكنه قد صدم الجميع.
بينما كانت أميمه تجلس مع بناتها، ليعدوا حقائبهم للرحيل غد، اخبرتها ميرال بأنها قد نسيت إحضار بعض العطور المميزة، فسوف تذهب على عجالة كي تحضرها وتعود على الفور، بينما أخبرتها تميمه بأن تظل، وسوف تذهب هي لجلبها فهي بالفعل سوف تذهب لشراء بعض إحتياجاتها.
بالفعل أخبرتها ميرال بما تحتاجه، أرتدت أميمه ملابسها وذهبت لكي تجلب ما تريده، وهي في الطريق لفت نظرها وجود شاب يعنف فتاة، فتدخلت على الفور، فكان رد الشاب قاسياً بأن هذا لا يعنيها، ولا تتدخل فيما لا يخصها، بينما كانت نظرات الفتاة لها تستنجد بها، فأخبرته بأنها لديها بنات، ولم تقبل أن يفعل أحدهم ذلك بهم، فأخبرها بأنه زوجها ومن حقه تأديبها.
فنظرت له بغضب قائلة:
- لقد كرمها الله، فمن أنت كي تسيء تكريمها، كما أن لها حق أن تعبر عن رأيها مثلك، مهما يكون ذلك الموضوع الذي حدث به سوء التفاهم، فإن لديكم منزل تتناقشوا فيه، وليس أمام المارة، فهذا كما علمنا وتعلمنا.
تحدثت الفتاة وهي تجهش بالبكاء، وأخبرتها أنها قد علمت اليوم، أنها سوف تنجب أنثى، وعندما علم تحول وجهه إلى الغضب، نظرت له أميمه وأخبرته بأن هذا رزقه قد من الله عليه به، وعليه أن يحسن شكر تلك النعمة، كما أن لديها بنات فقط ولكنهم عندها بالدنيا.
الأبنة اليوم سوف تصير أم في المستقبل، فهي من ترعاه غد، سوف تراه متطلباته، سوف لا يشغلها أحداً عنه، فعليه أن يفرح بأنه سوف يجد غداً من تحمله، فاخبرها بأنه يريد ويتمنى طفلاً، كي يحمل أسمه، يسند عليه عندما يكبر.
فأخبرته أن ينظر حول يتأمل في حال الدنيا فكم أبن عاق حوله؟ كم أبن ألهته الدنيا؟ على عكس الفتاة التي عندما تأتي تحمل بداخلها الحنية، فعليه أن يحمد الله وأن يفرح بما سوف يأتي له.
هنا تدخل أحد المارة وأخبره بأنه لديه ثلاثة أولاد، وجميعهم لديهم بيوت، ولكن لا أحد يأتي له ولا أحد يعلم ماذا يأكل؟ أو ماذا يفعل؟ فإنهم يهاتفونه مرة كل أسبوع، يطمئنون علي حاله، والآن كان يتمنى بأن يرزق بأنثى بعد مرور العمر، لأن لدي أخته أبنة تهتم لشؤونها، وترعاها، ولا تتركها لحظة.
فإنه عليه أن يبشر بأنها قد تأتي من تحمله في دنيته، أبتسمت الفتاه وشكرتهم على نصيحتهم، كما هدأ الشاب وأخبرهم أنه بالفعل سوف يعمل على راحتها حتى تأتي ملكته.
استأذنت أميمه للمغادرة، وشكرها الشاب على ذلك الدرس الذي تعلمه على يدها منذ قليل، أعلمته أميمه بأنها قد نشأت في ظروف تكره المراة، ولكنها قد تغلبت عليها، ولذلك لا تفضل أن يعيش أحدهم لحظة مثل ما عاشت، ذهبت أميمة كي تجلب ما تريد وعادة مرة أخرى إلى بناتها وزوجها.
❈-❈-❈
صدم الجميع مما فعل عمار، فكان بعضهم يتوقع ما حدث، والآخرين لم يتوقعوا ذلك القرار الذي وصل له، فلقد أخذ بيد أسماء وجذابها إلى حضنه، وأخبر أبيه بأنه لن يتخلى عن عشق السنين، مهما كانت العواقب، ولن يجعل أبنته تعيش تلك الظروف التي فرضها عليهم.
بالفعل سوف يرحل هو وزوجته ولم يعود مرة أخرى، وأنه لا يحتاج منه أي شيء، فيكفيه ما أخذوه من قسوة ، وأن جميع ما تفوهت به زوجته صحيح،
فاليوم المجال للمرأة ولها حرية التعبير عن رأيها، فأخبره أبيه بأنه عليه الرحيل الآن، ولا يأتي إلى هنا مرة أخرى.
تدخل مهاب وأخبر والده بأن يهدأ وأن يصلوا لحل وسط، فيكفي رحيل ولكنه أخبره بحدة بأنه يصمت ولا يتدخل في الحديث.
بينما حضر شهاب فوجد عمار يتحدث قائلاً:
- سوف أرحل أنا وزوجتي، ولكن سوف أعود مرة أخري،فلدي حق سوف آتي في يوم من الأيام، كي آخذه.
نظر أبيه وأخبره بأنه ليس لديه حقاً، فمن يتبع هواه ليس له مكاناً لديه، فأخبرته أسماء بأنها لا تريد شىء، فيكفي أنها سوف تفوز بذاتها هي وأبنتها، وقادرة على تحمل أي شيء في سبيل، أن تظل مع زوجها.
هنا تحدث عمار بحدة وأخبره بأنه لديه حق، وسوف يأخذه كاملاً، ولن يستطيع أحد على وجه الأرض أن يمنعه في أخذ ذلك الحق، كما أخبر والده بأن لديه ميراث قد كتبته له والدته قبل وفاتها.
نظر له أبيه بصدمة وأخبره بأن والدته كانت لا تمتلك شيئاً لتكتبه له، ولكن قام عمار بإخراج إحدى الأوراق التي تؤكد حديثه، بأن والدته بالفعل قد كتبت له قطعة أرض كانت تملكها والبيت الذي بني عليها.
هنا تذكر أبيه ذلك البيت، الذي كانت تعيش فيه والدته، ولكن لم يعتقد بأن ذلك البيت كان مكتوب بأسمها بالفعل.
فأخبره عمار ساخراً بأنه سوف يأتي في أي وقت لبيته ولكن ليس الآن، فهو سوف يرحل ولكن على وعد بالقدوم مرة أخري، ولكن بعد أن يقف على رجله، وجذب زوجته وخرج، ولكن قبل أن يخرج وقف أمامه العدلي وأخبره بأن يجعل زوجته تخلع تلك القلادة التي تزين صدرها.
فأخبره عمار بأنها هديه أمه له، ولن يأخذ أحد تلك الهدية، كما أخبره بأن والدته قد أعطته بعض المشغولات الذهبية الخاصة بها، لأنها كانت تعلم بأنها سوف لن تكن معه في ما بعد، فأعطتنه إياها تحسباً لأي ظرف.
كما أعلمه بأن ما لديه من ذهب قد أخذه من أسماء فليرده لها فهذا حقها، فأخبره بأنها ليس لديها حق، وأن ذلك الذهب الذي معه قد جلبه من حر ماله، فلا يحق لأحد التصرف به غيره.
هنا أخبره عمار أنه سوف يتركه، ولكن ليس ضعف منه بل كي لا يتذكر شيء عندما يراه.
هنا تحدث شهاب معنفاً إياه على كيفية التحدث مع أبيه كذلك، وكذلك كيف يحق لزوجته أن تتفوه مع الأكبر منها بهذا الأسلوب، هنا تدخل عمر قائلاً بسخرية:
- لقد كنت أعتقد بأنك قد جئت كي تطمئن على أبنتك، وليس كي تؤيد أباك فيما يفعلوا.
هنا تحدث العدلي متسائلاً ماذا حدث؟ وعن ماذا يتحدث؟ فأخبره عمر إنه ليس الوقت المناسب كي يتكلموا، ولكنه لم يصمت أيضاً.
كما أخبر عمار أن داره مفتوحة له في جميع الأوقات له ولزوجته ولأبنته، وأن أراد أي شيء فليهاتفه علي الفور، فيكفي أنه قادراً على رعاية بيته، وحماية أهله عكسه فقد فشل في حماية زوجته.
❈-❈-❈
بالفعل غادر عمار هو وزوجته البلد، كانت أسماء تشعر بالحزن، فعلى رغم كرهها المجيء إلى تلك البلد، ولكنها عندما منعت من دخولها قد شعرت بإحساس غريب، يراودها وكانت تنظر لعمار من حين لآخر، لترى التأثر على وجهه، ولكن كانت تعبير وجهه لا تعبر بشيء.
عندما شعر عمار أن أسماء تؤنب نفسها، نظر لها مبتسماً وأخبرها بأنها لا تساوي فلوس الدنيا، وأنها كل دنيته هي وأبنته، فلم يتخلى عنها أبداً في يوم من الأيام، وأن حدث له في يوم من الأيام شيئاً فلا تعود مرة أخرى إلى البلد، مهما كانت ظروف معيشتهم، فهو قد يشعر بقرب أجله.
نظرت له أسماء وأخبرته بأنه سوف يكون بخير، وسوف يتهني بحياته معهم، صمت عمار وعاد للنظر إلى الطريق.
في ذلك الوقت غادر فهد وصقر وعدي المكان، وهم يعلمون أن ان نيران الغضب سوف تشتغل في ذلك المكان، بينما كان العدلي قد شعر بأن ولده قد أنتصر عليه، ولذلك أخبر العدلي مهاب بأن يقطع علاقته بأخيه، حتى يشعر بالوحدة، فيعود مرة أخرى لهم.
صمت مهاب ولم يحدثه، بينما قال شهاب:
- أنا بالفعل سوف أفعل ذلك، فبعد ما حدث لا يشرفني أن يكن أخي.
بينما عاد النظر إلى مهاب، فأخبره أنه لن يقدر علي منع نفسه أن يسأل عن أخيه، فهو قد تربى بأن يكن سند لأخيه كتفهُ إلى كتفهِ.
صمت العدلي وحاول أن يسيطر على ذات، فهو لن يخسر إثنين من أبنائه في ذات الليلة.
كما أخبر عمر منار بأن تجلب أشيائها كي يغادرون على الفور، فاليوم يكفي ما حدث خلال اليوم، كما أخبره عمر شهاب بأن له حق عنده، ولن يتركه وأخذ زوجته وغادره.
بينما نظر عز لأخته وجد الدموع تسيل على خدها، وأشار إليها أن تصعد إلي غرفتها، وسوف يلاحقها على الفور، وبالفعل صعدت وصعد خلفها، وأخبرها بأنه سوف يلازمها، ولكنها أخبرته بحسرة أن أسماء قد عوضت بعض الشيء في عدم وجود والدتها.
لكن لقد أضاع جدها فرحتها، كما أنها تجد أن ما فعله مع عمها غير عادل، ولكنها أعجبت بعمها فهي كانت تتوقع أن يطلق أسماء كي يرضي والده، بينما أخبرها بأنه تذهب لكي تنام، لأن لديهم موعد سفر بعد صلاة الفجر.
كما أخبرها أنه انه سوف يهاتف عمته أميمه، كي تكن علي علم بكل شيء، بالإضافة إلي كي تكن بجانب عمه عمار، فهو الآن يشعر بالضعف في ذلك الوقت، ويجب أن يكن بجانبه من يسانده.
بالفعل قد هاتف عمته أميمه وأخبرها بكل ما حدث، فأعلمته بأنها بالفعل سوف تتحدث مع عمار، كي يأتي لها ولن تتخلى عنه أبداً.
بينما كانت معتز يرى التغير الذي طرأ علي وجه زوجته.وهي تتحدث، وعندما أغلقت الهاتف سألها ماذا حدث؟ فأخبرته بما حدث مع أخيها وزوجته، كما طلبت منه بأن يسافروا الآن إلى بيتهم، فإنه سوف تجلب عمار إلي بيتها ولن تتخلى عنه، كما أن مهاب سوف يصل لها في الصباح.
كما شعرت بالقلق على عمار بعدما أخبرها عز، أن عمار قد تعرض لضيق في التنفس، وذهب على أثره للمشفى وافقها معتز في رأيها، وطلب منها أن تخبر البنات بأن يستعدوا للرحيل، وقام بتسوية الحساب وغادروا على الفور.
قامت أميمه بمهاتفت عمار ولكن دون فائدة، فكان هاتفه مغلق، فهاتفت أسماء وأخبرته بأنها تنتظرهما في بيتها، وسوف ترسل لهم أحدهم إلى المحطه كي يأتي بهم، أخبرتها أسماء إنها سوف تعود إلى عمار وتخبره على الفور بحديثها، وبالفعل وافق عمار لانه أراد أن يجد من يسانده ويقف بجانبه، فأخبرت أسماء أميمة بموافقة أخيها.
❈-❈-❈
بالفعل بعد مرور الوقت قد وصلت أميمه إلى بيتها، وطلبت من بناتها أن يخلدوا للنوم، كما أن الصغيرة قد غفت بالفعل، كانوا البنات يريدوا أن يروا خالهم وزوجته، فأخبرتهم بأنهم بالفعل سوف يقضون معه اليوم، كما طلب معتز من إحداهما أن يجلب له نوعاً من الأطعمة والفاكهة وأن تصل على البيت خلال ساعة.
نظرت له أميمه فأخبرها بأن أخيه سوف يأتي من سفر، وهو يشعر بالجوع، وأنه يعلم أنها غير قادرة على فعل شيء، لأنها لم تسترح من السفر، نظرت له وأبتسمت وأخبرته بأنها تعشقه، فأخبرها مبتسماً بأنه يعلم ذلك.
بينما عاد فهد وصقر إلى البيت، ووجدوا جدهم جالساً يتحدث مع أبيه وعمه، فعلموا أن ورد بالأعلى مع عمتها، فنظر لهم جدهم وتسأل أين كانوا خلال اليوم؟ فأخبره فهد بأنهم كانوا عند عدي، ثم في المستشفى، ثم في بيت مهاب.
تعجب جدهم من حديثه، فهو يعلم أنهم يعشقوا عدي، ولكن لماذا ذهبوا إلى المستشفى، وإلى بيت مهاب، أخبره فهد بأنه عمار قد شعر بالتعب، وذهبوا به إلى المشفى ثم ذهبوا إلي بيت مهاب قبل أن تقم حرب بين عمر والعدلي، وقد حلوا تلك المشكلة ولكن المشكلة التي لم تحل هي التي حدثت بين عمار وأبيه، وخرج عمار بالفعل بزوجته من البلد بأكملها.
تحدث النعمان وأخبره أن ان لدى العدلي، تحكمات وأمور لا يفضلها أحد، كما أنه سوف يعود التفكير في أمر خطبة ورد من ناصر، فهو لم يلق بأخته في التهلكة، وأنه أدرى الناس بأن العدلي فهو كالشيطان الذي يتحرك على الأرض.
بينما أخبره فهد بأن ناصر قد تغير للأحسن، فهو الآن يستطيع أن يستأمنه على أخته، فما فعله خلال اليومين جعل نظراته له تتغير.
بينما كانت سعاد تهاتف ورد وتخبرها بما حدث، ففي بدء الأمر قد أشتعلت ورد بالغضب، ولكن أعجبت بتصرف عمار تجاه زوجته، وأخبرتها بأن عمها قد فعل الصواب، وأنه يجب علي الجميع أن يقفوا أمام جدها حتى يفيق لما يفعله، ويعلم أنه كان يتبع عادات مضلة.
فأخبرته سعاد بأن والدها اليوم تحدى جدها هو الآخر، ولكن ما يجعلها تندهش هو عدم مقدرة جدها على الرد عليه، فأخبرتها ورد بأن جدها قد خاف أن يفقد أباها هو الآخر، ولذلك صمت حتى يعيد ترتيب حساباته، فهي كما تعلم عن جدها أنه لن يقبل الهزيمة والأستلام.
كما أخبرتها بأنها يجب الإنتباه إلى أخيها خالد، لقد علمت أنه قد أتفق مع أحداهما في التخلص من عدي، كي يلفق الحادث بناصر، كي تكن أمامه الساحة خالية، بعدما علم بالتغير الذي طرأ عليه، فقرر أن يكن هو في الساحة منفرداً.
❈-❈-❈
عاد العادلي إلى منزله، وهو يشعر بأن زمام الأمور تخرج من يده، كما شعر بأن ما قام ببنائه، قد تحطم بين ليلة وضحاها، وهو لم يتخيل بأن عمار أبنه سوف يفعل ذلك وأن يقف أمامه، كي يحمي زوجته من بطشه.
كما شعر بالتعجب فكيف لزوجته "رحمها الله" أن تعيش معه كل ذلك الفترة دون أن يعلم أنها لديها مال! فلقد تفاجئ بأنها لديها بيت وقطعة أرض، قد كتبتها بإسم أبنها، وكيف فعلت ذلك؟ وهي في بيته ولم يشعر بأي تغيير قد طرأ عليها.
كما كيف لها أن تخبئ ما لديها من ذهب، وتهديه إلى عمار، ولقد تذكر عندما سألها من قبل عن ذهب أبيها، فأخبرته بأنها تركته لدي والدها، ولم تأخذ منه شيء، فهي لم تخبره بأن الذهب معها بالفعل، وخبأته كل تلك السنين.
رغم ذلك لماذا لم تعطي مهاب وشهاب شيئاً؟ ولكن أعطته لعمار، كما لماذا لم تهدي تلك المشغولات إلى أبنتها أميمه! وعندما تذكر أميمه شعر بالأشتياق إليها، ولكنه عاد إلى رشده، فلقد خرجت أبنته عن طوعه وتزوجت وتعيش حياتها، وهو لم يعلم عنها شيئاً، فلماذا وثقت زوجته في عمار دوناً عن أخواته؟
خلد إلى النوم ولقد رأى رؤية فلقد وجد نفسه في البيت وحيداً والنار تحاوطه من جميع الجهات، وهو غير قادر على التحرك خارجها، فلقد أكلت النار كل شيء، ولكن وجد أمامه عمار وأميمه يحاولون أن يخرجوه، وعندما تذكر مهاب وشهاب، وكيف لهم لا ينقذونه.
عندما جاء أن يخرج وجد بأن هناك مشاجرة قائمة بين مهاب وشهاب، وعلم أن شهاب كان يريد أن يمنعهم من إنقاذه، فلقد أراد أن تأكله النيران، كي يحصل على كل شيء، آفاق من تلك الرؤية وهو يشعر بالتعب يراوده، فهل هذه رؤية أم أضغاث أحلام؟
لكنه سمع آذان الفجر يتصاعد، فنهض كي يصليه.
❈-❈-❈
في ذلك الوقت قد وصل عمار إلى المحطة، ووجد أحدهما يخبره بأنه قد جاء كي يأخذهم إلى بيت معتز الأسيوطي، بالفعل أستقلت أسماء وعمار السياره.
هاتفت أسماء أميمه لتخبرها أنها بالفعل في السيارة، التي أرسلتها لهم.
بعد نصف ساعة قد وصلت السيارة إلى الفيلا، وكانت أميمه ومعتز في أستقبالهم، فضل عمار أن ظل في الحديقة بعدما سلم على معتز وأميمه.
بينما نظرت له أميمه بكل حنان وعطف، وأخبرته بأنها ستظل معه، ولن تتركه ويكفي ما مر من العمر، فلن تترك بقية العمر يرحل من دونه.
بينما تساءلت أسماء عن صغيرتها، فأخبرتها بأنها قد خلدت للنوم بالفعل، وأنها بعد ساعات سوف تستيقظ وتأتي لهما، فهذه عادتها منذ أن جاءت لهنا.
وضعت أميمه الطعام والفاكهة، كي يتناولونها ولكنها أخبرتها أسماء أنهم قد تناولوا شيئاً سريعاً في القطار، وأنهم لا يشعرون بالجوع، فأخبرتها أميمه بأنها أصبحت بخيله.
لكنها أبتسمت وأخبرتها بأنها عليها أن تتركهم وسوف يتناولوا الطعام، عندما يستيقظوا جميع من في المكان، بالفعل بدأ النهار بالإشراق، وأول من أستيقظ كانت مرام، التي عندما نظرت من نافذتها وجدت والديها يجلسوا مع شاب وفتاه، فنزلت لأنها علمت أنه خالها وزوجته.
❈-❈-❈
بالفعل نزلت لهم ورحبت بهم، وأخبرتهما بأسمها، فتحدثت لها أميمه بأن تترك خالها، فإنه قد جاء من سفر وما زال يشعر بالتعب، فأخبرته بأنها سوف تتركه ولكن ليس كثير، فهي قد أشتاقت له من حديث والدتها، كما أخبرته بأنهما قد علموا كل شيء تخصهم من خلال صغيرتهم، التي جاءت كي تجلب معها السعادة إلي المكان.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة عزة كمال من رواية متيم بكِ، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية