-->

رواية جديدة ساكن الضريح لميادة مأمون - الفصل 12

 

 قراءة رواية ساكن الضريح كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية ساكن الضريح

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة ميادة مأمون


الفصل الثاني عشر




سافر الطبيب، تركها وحيدة تنذف جراح قلبها، 


متذكرة لمسة يده على وجنتها قبل أن يرحل، 


فلاش باك... 

❈-❈-❈


لا تعلم لماذا استسلمت لسيل دموعها، وشهقاتها هكذا. 


هي تعي جيداً انه مازال مستيقظاً، ومع ذلك، لا يبدو عليه أي ردة فعل. 


وقفت من علي الفراش، اتجهت الي تلك الأريكة، القت بجسدها متكورة عليها، وهي تبكي بشدة، وتفكر بعمق. 


-طب ليه لما انت شايفني مجرد اسم اتربط بأسمك، بتعلقني بيك ليه! 


كان يستمع لهمساتها، بكائها يفرط قلبه، لكنه تحمل الألم تركها تخرج ما في صدرها 


حتى غفيت على الاريكة، بعدها انتفض من مرقده، اتجه إليها حملها بين يديه عائداً بها الي الفراش. 


بكل هدوء و رقه ارقدها مكانه، وضعاً وجنتها علي وسادته، لتستنشق أنفاسه العالقة بها. 


ثم استدار نحو الخزانة، شرع في تغير ملابسه، المكونه من ملابس بيتيه مريحة، 


الي قميص ابيض يعلوه كسوه صوفية الخيط من اللون الازرق القاتم، و بنطال من قماشة الجينز فاتح اللون، و ارتدي حذاءه الرياضي الابيض. 


ثم اقترب بجانبها اخذ هاتفها القديم وضعه بجيبه، و لملم باقي اشيائه، و تأكد ان الهاتف الجديد ممتلئ البطاريه و مفتوح، تركه بجانبها على الكمود، ووضع يده على وجنتها يجفف تلك الدمعه الملتصقه بها،


وهمس في احدي اذنيها... 


مش انا لوحدي اللي بعلقك بيا! 


انتي كمان بتعلقيني بيكي قوي. 


ثم اعتدل متمسك بالغطاء، مدثرها جيداً و اتجه سريعاً للخارج. 


❈-❈-❈


أصبحت الساعة الثانية عشر ظهراً، لم تخرج من غرفتهم،  لم تبرح ذلك الفراش، لا تفعل اي شئ غير انها تتوسطه جالسه،  متمسكه بتلك الوساده. 


لينفتح باب الغرفه عليها، و تدخل منه خالتها


مجيدة :بت يا شذي صحيتي، ولا لسه


-تعالي يا خالتو، انا صاحية من بدري. 


-و لما انتي صاحية يا مرات ابني ماتصلتيش بجوزك ليه ياختي تطمني عليه و تشوفيه وصل و لا لسه؟


-اتصل بجوزي اللي بيعتبرني ورطة اتدبس فيها! و النبي يا خالتو تسكتي ال جوزي ال. 


جحظت مجيدة عيناها بشهقة : يخيبك بت من دون البنات، بقى ده الكلام اللي قولناه الصبح يا هبله، مش اتفقنا انك هتأخديه عليكي. 


احنت رأسها، عجز لسانها عن الرد لفترة، لكنها هتفت بالاخير  


-هو مش عايزني يا خالتو، ده بيحاول يقولهالي بس بشياكة. 


-هي ايه دي بقي انشاء الله يا أخرج صبري؟ 


-انه هيسبني  زي ما يكون بيقولي اني في حياتو مجرد فترة و هتعدي. 


-ما يقول اللي يقوله، انتي بقى فين دورك في الفترة دي، يا بنتي الواحدة الشاطرة هي اللي بتعشش على بيتها، مش اللي بتستني خرابه. 


بنفاذ صبر صرخت شذى هاتفة. 


-يعني عايزانى اعمل ايه يا مجيدة دلوقتي؟ 


-تكلميه و تسألي عليه، انا هاقوم اخرج و اسيبك، عايزكي تنزلي تطمنيني على ابني اللي مسافر عشان خاطرك ده، بلا خيبه على بنات اليومين دول. 


شذي بغضب 


-الله هو انا عملت حاجه، ما هو ابنك اللي شكله معقد و الله. 


الحجة مجيدة و هي تخرج من غرفتها 


-بس يا بت بلا قلة حيا، اذا كان هو معقد فأنتي خايبة زي امك، و خيبتك تقيلة قويي. 


و إذا بها تصفع الباب بقوة خلفها. 


تنهدت الجميلة و جذبت الهاتف من جانبها و شرعت في الاتصال به، لتجد الهاتف ينير بأسمه معلناً اتصال منه. 


شهقت و جحظت عيناها،  لم تجيب حتى صمت الهاتف، فهمست لنفسها.... 


-ماردتيش ليه يا غبية، اهو قفل، اكيد مش هايتصل تاني. 


ليصدح الهاتف رنينه مرة أخرى، 

فأجابت الاتصال سريعاً. 


-ااالو.. 


مالك بغضب  


-مش بتردي ليه، في حاجه حصلت عندك. 


-لا لاء ابداً، انا بس اتفجئت انك بتتصل بيا. 


هدء من روعته، و لانت حدة صوته. 


-انتي كنتي نايمه، اسف لو كنت صحيتك. 


َ-بالعكس انا صاحية من ساعة انت ما مشيت، و كنت لسه هتصل بيك، عشان اشوفك وصلت و لا لسه. 


-وصلت من بدري، و خلصت مشوار الشرطة، و انا دلوقتي في الكلية عندك، بس مش عارف انت تجارة انجليزي و لا عربي، و عايزه ملازم ايه بالظبط. 


انفرجت اسريرها سريعاً، أجابته عن ما تريده. 


-بس كده هي دي الحاجات اللي عايزها. 


-حاضر يا شذى، هاجبهم ليكي و هجبلك رقم الجلوس كمان، عايزة حاجه تاني. 


-هو انا ممكن اعرف هتيجي امتى، يعني عشان اطمن خالتو. 


-يعني هاخلص الحاجات دي، و مسافة الطريق بس و اكون عندكم. 


-متشكرة اوي انا تعبتك معايا. 


-انتي تعباني معاكي من يوم ما شوفتك، اكيد مش هاتيجي على دي. 


شذي بحزن


-اسفه يا ابيه. 


مالك :اقفلي يا شذى سلام. 


❈-❈-❈


فتحت باب غرفتها، و قررت النزول لخالتها، حتى تلقى عليها ما دار بينهم، و عندما فتحته، واجهت في مقابلها الشيخ حسان.. 


اخر واحد كانت تظن انه ممكن ان يعرف الغضب طريق قلبه، هذا الرجل ذو الوجه البشوش، كل من يراه يستبشر بوجهه المبتسم، الان يقذفها بسهام نظراته الغاضبه. 


-صباح الخير يا عمو. 


الشيخ حسان بحقد بين 


-خير!! انتي من يوم ما دخلتي بيتنا و انا عارف ان ابني مش هيشوف من وراكي خير ابداً. 


القى عليها تلك الكلمات الكارهه، و رحل سريعاً... 


لتسترسل الدموع سريعاً على وجنتيها. 


وتجري لداخل غرفتها، تحبس نفسها فيها مرة ثانية. 


❈-❈-❈


الان تدخل عليها والدتها بوجه مبتسم، لتجدها على حالتها هذه. 


ماجدة : الله شذي انتي قاعدة كده ليه يا حبيبتي، هو حد زعلك في حاجة. 


-لاء يا ماما مافيش حاجة. 


-اومال ليه حابسة نفسك في اوضتك من الصبح، و مش عايزة تنزلي تقعدي معانا. 


-ابداً رجلي بس كانت شادة عليا شوية، فقولت بلاش ادوس عليها. 


-يا حبيبتي يا بنتي طب خليكي فرداها، و ماتضغطيش عليها. 


شذي بحزن 


-ماما خديني في حضنك، انا تعبانه اوي و محتجالك جانبي. 


ضمتها إلى صدرها بحنان، و بدئت تملس على ظهرها برفق. 


-انا حاسة بيكي، و عارفه انك مش مرتاحة عشان كده كنت رافضة جوازك من مالك، مع اني عمري ما كنت اتمنى ليكي حد احسن منه. 


شذي ببكاء 


-و انا كمان يا ماما، عمري ما كنت اتخيل اني اتجوز واحد زيه، انا حبيته يا ماما. 


بس هو رافضني، اتجوزني عشان يرضى امه،  لكن اول ما اتقفل علينا باب واحد، قالي حقيقة مشاعره من ناحيتي. 


قالي عايزك تبقى قوية، عشان لما يسبني اقدر اعتمد على نفسي. 


انا مش عايزاه يسبني يا ماما، و النبي قوليله ينسى كل حاجه وحشه سمعها عني، خليه يحبني يا ماما، او حتى بلاش يحبني بس يخليني معاه. 


تألمت الام كثيراً على تمزق قلب ابنتها، و شدت على ضمتها لها جيداً، 


-بس يا شذى كفاية يا قلب امك، انا مش عايزاكي تبقى مزلولة لحد، 


ارفعي راسك واذا كان هو قالك لازم تبقى قوية، يبقى لازم تبيني ليه فعلاً انك كده، حتى لو بتحبيه اثبتيله انك عكس الصورة اللي اخدها عنك. 


انتي شاطرة و زكية، و انا متأكدة انك بزكائك و طيبة قلبك هاتغيري فكرته عنك، و تخليه يحبك اكتر ما بتحبيه. 


اهم حاجة اوعي تشحتي حبه، يا شذى اوعي تسطعتفيه، خليه هو اللي يحبك، و يجري وراكي و من هنا و رايح، اوعي تلبسي أسدالك او حجابك قدامه. 


قوليلي هو لمسك؟ 


احنت رأسها بخجل، و هزتها بعلامة الرفض دون أن تتحدث. 


يبقى ترجعي تنامي معايا في اوضتنا، و هنعتبره كتب كتاب مش جواز،


لحد ما هو اللي يطلب تغير الوضع ده، ماتنسيش انه كبير عنك واذا فضل رافضك يبقى خلاص هو الخسران مش انتي. 


بدئت تجفف دموعها بطفولة، تحاول تهدئة نفسها. 


-حاضر يا ماما هاعمل كده، هاحط على قلبي حجر، لحد ما هو يقول قراره، يأما بالرفض او بالقبول. 


❈-❈-❈


ترجلت مع والدتها للأسفل، وجدت خالتها تنتظرهم فاجلسو معها.


-كلمتي مالك يا شذي.


-ايوة يا خالتو كلمته، و خلاص هو راجع في الطريق.


-طب ماقالش ليكي عمل ايه هناك.


شذي بتهكم 


-لاء مقالش، قالي اقفلي يا شذى سلام.


-طب و انتي مالك يا بت بتعامليني معاملة مرات الابن لحماتها الشريرة كده.


لاء بقولك ايه اتظبطي كده، الا و يمين الله اقلب عليكي، و اوريكي الوش التاني.


هذه المره تحدثت والدتها بصوت ساخر.


-لاء و على ايه يا مجيدة يا أختي، براحه شوية اصل الحكاية مش ناقصاكي، انتي كمان تشدي السلخ عليها. 


بنظرة لائمة رمقتها. 


-كده برضو يا شذى، ده اللي اتفقنا عليه انا و انتي. 


شذي ببكاء  


-انا طول عمري انا و ماما أصحاب، عمري ما خبيت عنها حاجه ابداً. 


-انتي اتسرعتي في اللي عملتيه يا مجيدة، مالك عمره ما هايتقبل شذي بالطريقة دي. 


لتفاجئهم مجيدة بضحكة ساخرة. 


-مالك عمره ما هايفرط في شذي، عمره ما هيسمح لحاجة تأذيها دا ابني و انا عارفاه، و بكره تقولو مجيدة قالت. 


لترفع ماجدة يدها مؤمنة على كلامها 


-امين يا رب يسمع منك، دي حاجة انا أتمناها وافرح ليها


بس لحد ده مايحصل بقى بنتي هترجع اوضتها و نعتبره كتب كتاب، لحد ما هو اللي يغير الوضع ده. 


-ليه يا ام مخ ضلم، بقى أحنا بنقول نقربهم من بعض، و انتي عايزة تبعديهم. 


-أبعدهم فين بس، ما احنا في بيت واحد اهو، و كده كده هو مش بيقرب ليها، يبقى لزمته ايه بقى تضايقه في نومته. 


مجيدة مستفسرة 


-تضايقيه في نومته ليه، هو سريره صغير، ما تردي يا بت انتي واكلة سد الحنك ليه. 


-يا خالتو بطلي تأنيب فيا شوية بقى، يا ستي ابنك لما لقاني نمت في سريره، فرش هو في الأرض و نام. 


و لما رجعنا الصبح، انا نمت على الكنبه، و لما روحت في النوم لقيته نقلني على السرير، لما هو قام من عليه. 


الحاجة مجيدة بغضب 


-و ايه اللي نيمك على الكنبه يا مخبله انتي، قومي يا ماجدة قدامي، خلينا نخرج الكنبه دي من الاوضه خالص، و خليه بقى ينام على الأرض، اما اشوف هايصمد لحد امتى. 


-و ليه دا كله يا اختي، ما تخليها ترجع اوضتها، لحد ما نشوف رأيه ايه. 


-لاء مش هتسيبي اوضته يا شذى، و لما يجي انا هقوله ينتقل بيكي في شقته. 


شذي و ماجدة بنفس الوقت 


-شقته! 


-اه يا ختي انتي و هي ما هو انتو ماتعرفوش، اصل مالك عنده شقة كبيرة و واسعة على النيل، و مفروشة احسن فرش. 


بس هو مرتبط بالحي هنا قوي، مع انه كان فرحان و في احسن حالته 

و هو بيفرشها، 


بس منها لله بقى اللى كسرت فرحته، و سدت نفسه عن جنس الحريم كلهم. 


شذي بأندهاش  


هو مالك كان هايتجوز يا خالتو. 


-اه يا عين خالتك، كانت زميلته في الكلية، و سافرت معاه البعثة بتاعته. 


كان بيحبها، و كل ما ينزل اجازة، مرة يشتري الشقة، و مرة يوضب فيها حاجة، و مرة يشتري العفش. 


و كل مرة اقوله طب اصبر لما تنزل و تستقر. 


يقولي لاء يا امي، انا عايز لما ننزل افاجئ ريهام بالشقة، دي هاتفرح بيها و اول ما ننزل هانتجوز. 


واخر مرة رجع فيها، لقاها اتجوزت زميلهم دكتور خليجي و رجعت معاه على بلده؛ 


كانت صدمة عمره، وبدل ما كانت بعثته تلات سنين، ابني قعد عشرة، مابيعملش حاجة غير انه بيشتغل، و كرهه بيزيد لبنات حوا كلهم. 


نظرت إليها بدهشة، والتزمت الصمت كانت تظنه بلا قلب، مشاعره لا تعرف طريق الحب. 


الا انها تفاجئت بتلك القصة القصيرة، التي رواتها عليهم والدته، الي ان اخرجتها من شرودها لمسة يد خالتها. 


-سرحتي في ايه تاني يا شذي


-في ابيه مالك يا خالتو، دلوقتي بس اتأكدت، وعرفت هو ليه مش قادر يقبلني. 


عايش بقاله سنين على زكرى واحدة خانته، و لما جيه يتجوز اتجوز واحدة زيي. 


-اوعي تقللي من نفسك تاني مره قدامي، انتي ست البنات، والف راجل يتمناكِ. 


واذا كان هو زي ما بتقولي عايش على الزكري، يبقى انتي اللي لازم تمحيها من دماغه، تخليه مايفكرش، ولا يشوف غيرك انتي، تبقى قصاد عينه ليل و نهار. 


اوعي تسبيه، اتمسكي بجوزك و دافعي عن حقك فيه. 


ما تبصيش ليا كده، ايوة مالك من ساعة ما كتب كتابه عليكي، و هو بقى حقك انتي. 


ماتسمحيش لأي واحده تاخد جزء من تفكيره، حتى لو كانت ذكرى، سمعاني يا بنت اختي. 


شذي :سمعاكي يا خالتو، بس يا ترى هو بقى هايقبلني؟ 


انضمت ماجدة المستمعه لحديثهم دون التدخل فيه، إليهم و هتفت.... 


ماجدة مرحبة بكلام اختها، موافقاها الرأي 


-دا دورك انتي بقى، تصبري عليه و تحببية فيكي، بالطاعه و الدلال و الحب و شغل بنات حوا. 


هبت الحاجة مجيدة واقفة و هي تضحك، و تحثهم ان يتبعوها 


-هههههههه وقعيه يا بت في حبك، ايه ماتعرفيش توقعيه. 


بلا خيبه على بنات اليومين دول، قومي يا ماجدة، خلينا نشيل الكنبه، اللي المحروسه ال رايحة تنام عليها. 


عشان نروح انا و انتي نجيب طلبات ليوم الخميس، و شوية لبس من بتوع العرايس لعروستنا الحلوة، يلا يلا بت قومي. 


-هاجي معاكم. 


-لاء انتي تقعدي هنا تستنى جوزك، تشوفيه عمل ايه في مشواره، و تحضري ليه الغدا، و تأكليه يلا يا اختي عشان نلحق وقتنا يوه. 


شذي منحنية الرأس بخجل  


-مش عايزة اقعد مع عمو حسان لوحدي. 


-ليه يا بت، هو الشيخ حسان هايكلك. 


وبعدين ماتقلقيش هو خرج، و هايقعد لبعد المغرب في التكيه. 


وبعدها هايروح يصلي العشا في الحسين، يعني البيت فاضي. 


اما اشوف بقى شطارة مرات ابني، هتقابل جوزها ازاي لما يجي. 


اشتعلت وجنتان شذي بخجل و توهج لونهم 


-الله بقى يا خالتو. 


❈-❈-❈


و أخيراً عاد الطبيب الي منزله، لكن ما ادهشه وربط الخوف في قلبه. 


انه لم يجد احد بالداخل، أين ذهب الجميع، هل حدث شئ لها، و لم يخبره احد!


وعندها انخلع قلبه من بين ضلوعه، و صعد الدرج سريعاً، يفتح أبواب الغرف.


يفتش عنها بعينه، ولم يجدها ،الي ان فتح باب غرفة والدتها.


و لم يجدها بها،  لكنه رأي منامة قطنية و ملابس انثوية داخلية، موضوعه على فراشها. 


وبعدها استمع الي خطواتها، لف جسده ليراها... 


تدلف للداخل دون أن تشعر به، أثر تلك المنشفة الصغيرة، التي تفرك بها شعرها الطويل المبلل، و تلف جسدها بمنشفة اكبر بالحجم، لكنها تظهر نصف صدرها، وتصل الي فخذيها. 


مالك بعنف 


-يا نهارك اسود و منيل. 


شذي بشهقة، واضعه يدها على صدرها بعفوية، وقد سقطت من علي شعرها المنشفة الصغيرة  


-هاااااه ااانت جيت امتى!


اقترب منها سريعاً، امسك ذراعيها بين كفيه، غارزاً اصابعه في لحمهم الأبيض، و بكل غضب صاح فيها. 


-هو دا بس اللي يهمك، مايهمكيش منظرك، و انتي خارجه من الحمام من غير لبس و ابويا موجود في البيت. 


شذي برجفه واضحة على جسدها، الذي بدئ ينتفض من الخوف 


-لاء مش موجود و الله، مافيش حد هنا خالص. 


ليستمعو الي صوت استغفار ابيه، وهو يصعد الدرج. 


واذا به يغلق باب الغرفه عليهم، مستنداً عليه بظهره، 


ضاممها الي صدره، مغلقاً عليها بيديه، مانعاً شهاقتها قبل أن تخرج من فمها. 


عيناها متعلقة بعينه تجذبه في بحرها، و شعرها الطويل المندي بالماء، كرمال الشاطئ يبلل ذراعيه الموصدان على جسدها. 


لكم احب هذا اللقاء، و شعر بنشوة غريبه، 

أثر التصاق جسديهما ببعض، هي جميله جداً حقاً. 


مهلاً هي ايضاَ زوجته، حقه و حلاله شرعاً، فلما العذاب اذاً


هكذا هداه شيطانه، ليندفع و يضغط على رأسها من الخلف، مقرب وجهها لوجهه. 


حتى التصقت شفتيه على شفتيها مانعاً زفيرها من الخروج الا داخل فمه، و باليد الاخري حملها بكل سهوله. 


ملفوفة القوام تلك، ذات الجسد المرمري اللين، أشعلت النار في الهشيم، ليتصبب عرقاً و يتجه بها نحو الفراش. 


و اذا به يرقدها عليه بكل هدوء، و يبتعد عنها قليلاً ليشلح حلته الصوفيه، و يشرع في حل ازرار قميصه، ليعلن لنفسه انها زوجته شرعاً. 


وحينها آفاق أخيراً على صوت بكائها... 


نظر اليها! 


وجدها تتشبث بالمنشفة على جسدها، و تحاول سحب الغطاء ، لتختبئ من عينه، و هي تبكي بشدة، و تنتفض من الخوف. 


ومن الخارج استمع الي ابيه يغلق باب غرفته، ثم ترجل نزولاً للأسفل. 


مالك معنفاً لها 


-هي دي بقي الطريقة اللي بتوقعي بيها الرجاله في حبك مش كده؟


تفاجئت بما تلفظ به، و جحظت عيناها، انه يذمها و يشبهها بالمكرات. 


-بتقول ايه، ازاي تقول عليا كده. 


-و هي ليها اسم تاني غير ده، واحده عايشه في بيت غريب عليها، فيه اتنين رجاله اغراب عنها. 


تطلع من حمام في الدور الأرضي، و تتمشى في البيت كله، و هي لفه جسمها بفوطه مش مداريه ربعه حتى، تبقى ايه يا هانم يا محترمه.... 


شذي موصدة اذنيها بكفيها أثر صراخه 


-حرام عليك بقى كفايه ظلم ليا، انا كنت بحضر ليك الغدا، عشان ماما و خالتو مش هنا. 


و كنت محضره هدومي، عشان بعد ما اخلص اخدهم معايا، عشان خالتو قالتلي ان عمو حسان مش هايجي غير بعد العشا، و انا كنت في البيت لوحدي، 


و لما خلصت الاكل، دخلت الحمام و نسيت اطلع اخدهم. 


و الله عشان متأكده اني لوحدي اخدت حريتي شويه، ماكنتش اعرف انك رجعت، و لا انه هو كمان هيرجع، لو اعرف ماكنتش خرجت من الحمام اصلاَ. 


حتى لو كنت بعتبرك جوزي، مش غريب عني زي ما بتقول، عمري ما كنت هاتصرف بحريتي كده... 


-و بصفتي جوزك بقى يا شذي، بقولك انك هتتعاقبي، مش انتي عايزه تبقى على حريتك، انا هاخليكي تاخدي حريتك على الآخر. 


يا ترى هيعمل فيكي ايه تاني يا شذى؟


يُتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ميادة مأمون, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة